معنى كلمة كذب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي
معنى كلمة كذب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي
كذب: الْكَذِبُ: نَقِيضُ الصِّدْقِ; ڪَذَبَ يَكْذِبُ ڪَذِبًا وَكِذْبًا وَكِذْبَةً وَكَذِبَةً: هَاتَانِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَكِذَابًا وَكِذَّابًا; وَأَنْشَدَ اللِّحْيَانِيُّ:
نَادَتْ حَلِيمَةُ بِالْوَدَاعِ وَآذَنَتْ أَهْلَ الصَّفَاءِ وَوَدَّعَتْ بِكِذَابِ
وَرَجُلٌ ڪَاذِبٌ وَكَذَّابٌ وَتِكْذَابٌ وَكَذُوبٌ وَكَذُوبَةٌ وَكُذَبَةٌ، مِثَالُ هُمَزَةٍ، وَكَذْبَانٌ وَكَيْذَبَانٌ وَكَيْذُبَانٌ وَمَكْذَبَانٌ وَمَكْذَبَانَةٌ وَكُذُبْذُبَانٌ وَكُذُبْذُبٌ وَكُذُّبْذُبٌ; قَاْلَ جُرَيْبَةُ بْنُ الْأَشْيَمِ:
فَإِذَا سَمِعْتَ بِأَنَّنِي قَدْ بِعْتُكُمْ بِوِصَالِ غَانِيَةٍ فَقُلْ ڪُذُّبْذُبُ
قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: أَمَّا ڪُذُبْذُبٌ خَفِيفٌ، وَكُذُّبُذُبٌ ثَقِيلٌ، فَهَاتَانِ بِنَاءَانِ لَمْ يَحْكِهِمَا سِيبَوَيْهِ. قَالَ: وَنَحْوُهُ مَا رَوَيْتُهُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، مِنْ قَوْلِ بَعْضِهِمْ ذُرَحْرَحٌ، بِفَتْحِ الرَّاءَيْنِ. وَالْأُنْثَى: ڪَاذِبَةٌ وَكَذَّابَةٌ وَكَذُوبٌ. وَالْكُذَّبُ: جَمْعُ ڪَاذِبٍ، مِثْلُ رَاكِعٍ وَرُكَّعٍ; قَاْلَ أَبُو دُوَادٍ الرُّؤَاسِيُّ:
مَتَى يَقُلْ تَنْفَعِ الْأَقْوَامَ قَوْلَتُهُ إِذَا اضْمَحَلَّ حَدِيثُ الْكُذَّبِ الْوَلَعَهْ
أَلَيْسَ أَقْرَبَهُمْ خَيْرًا وَأَبْعَدَهُمْ شَرًّا، وَأَسْمَحَهُمْ ڪَفًّا لِمَنْ مُنِعَهْ
لَا يَحْسُدُ النَّاسَ فَضْلَ اللَّهِ عِنْدَهُمُ إِذَا تَشُوهُ نُفُوسُ الْحُسَّدِ الْجَشِعَهْ
الْوَلَعَةُ: جَمْعُ وَالِعٍ، مِثْلُ ڪَاتِبٍ وَكَتَبَةٍ. وَالْوَالِعُ: الْكَاذِبُ، وَالْكُذُبُ جَمْعُ ڪَذُوبٍ مِثْلُ صَبُورٍ وَصُبُرٍ، وَمِنْهُ قَرَأَ بَعْضُهُمْ: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكُذُبُ)، فَجَعَلَهُ نَعْتًا لِلْأَلْسِنَةِ. الْفَرَّاءُ: يُحْكَى عَنِ الْعَرَبِ أَنَّ بَنِي نُمَيْرٍ لَيْسَ لَهُمْ مَكْذُوبَةٌ. وَكَذَبَ الرَّجُلُ: أَخْبَرَ بِالْكَذِبِ. وَفِي الْمَثَلِ: لَيْسَ لِمَكْذُوبٍ رَأْيٌ. وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: الْمَعَاذِرُ مَكَاذِبُ. وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: أَنَّ الْكَذُوبَ قَدْ يَصْدُقُ، وَهُوَ ڪَقَوْلِهِمْ: مَعَ الْخَوَاطِئِ سَهْمٌ صَائِبٌ. اللِّحْيَانِيُّ رَجُلٌ تِكِذَّابٌ وَتِصِدَّاقٌ أَيْ يَكْذِبُ وَيَصْدُقُ. النَّضْرُ: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الَّتِي يَضْرِبُهَا الْفَحْلُ فَتَشُولُ، ثُمَّ تَرْجِعُ حَائِلًا: مُكَذَّبٌ وَكَاذِبٌ، وَقَدْ ڪَذَّبَتْ وَكَذَبَتْ. أَبُو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلرَّجُلِ يُصَاحُ بِهِ وَهُوَ سَاكِتٌ يُرِي أَنَّهُ نَائِمٌ: قَدْ أَكْذَبَ، وَهُوَ الْإِكْذَابُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ ڪُذِّبُوا); قِرَاءَةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – بِالتَّشْدِيدِ وَضَمِّ الْكَافِ. رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – أَنَّهَا قَالَتْ: اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِمَّنْ ڪَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يُصَدِّقُوهُمْ، وَظَنَّتِ الرُّسُلُ أَنَّ مَنْ قَدْ آمَنَ مِنْ قَوْمِهِمْ قَدْ ڪَذَّبُوهُمْ جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ، وَكَانَتْ تَقْرَؤُهُ بِالتَّشْدِيدِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ نَافِعٍ، وَابْنِ ڪَثِيرٍ، وَأَبِي عَمْرٍو، وَابْنِ عَامِرٍ; وَقَرَأَ عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ: ڪُذِبُوا، بِالتَّخْفِيفِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: ڪُذِبُوا، بِالتَّخْفِيفِ وَضَمِّ الْكَافِ. وَقَالَ: ڪَانُوا بَشَرًا يَعْنِي الرُّسُلَ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ الرُّسُلَ ضَعُفُوا; فَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ أُخْلِفُوا. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: إِنْ صَحَّ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَوَجْهُهُ عِنْدِي، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، أَنَّ الرُّسُلَ خَطَرَ فِي أَوْهَامِهِمْ مَا يَخْطُرُ فِي أَوْهَامِ الْبَشَرِ مِنْ غَيْرِ أَنْ حَقَّقُوا تِلْكَ الْخَوَاطِرِ وَلَا رَكَنُوا إِلَيْهَا، وَلَا ڪَانَ ظَنُّهُمْ ظَنًّا اطْمَأَنُّوا إِلَيْهِ، وَلَكِنَّهُ ڪَانَ خَاطِرًا يَغْلِبُهُ الْيَقِينُ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ يَنْطِقْ بِهِ لِسَانٌ أَوْ تَعْمَلْهُ يَدٌ، فَهَذَا وَجْهُ مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا: أَنَّهُ قَرَأَ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمُ الْإِجَابَةَ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ ڪَذَبَهُمُ الْوَعِيدُ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ أَسْلَمُ، وَبِالظَّاهِرِ أَشْبَهُ; وَمِمَّا يُحَقِّقُهَا مَا رُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ ڪُذِّبُوا، جَاءَهُمْ نَصْرُنَا; وَسَعِيدٌ أَخَذَ التَّفْسِيرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ ڪَذَبُوا أَيْ ظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ ڪَذَبُوهُمْ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَأَصَحُّ الْأَقَاوِيلِ مَا رُوِّينَا عَنْ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – وَبِقِرَاءَتِهَا قَرَأَ أَهْلُ الْحَرَمَيْنِ، وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ، وَأَهْلُ الشَّامِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا ڪَاذِبَةٌ; قَاْلَ الزَّجَّاجُ: أَيْ لَيْسَ يَرُدُّهَا شَيْءٌ، ڪَمَا تَقُولُ حَمْلَةُ فُلَانٍ لَا تَكْذِبُ أَيْ لَا يَرُدُّ حَمْلَتَهُ شَيْءٌ. قَالَ: وَكَاذِبَةٌ مَصْدَرٌ، ڪَقَوْلِكَ: عَافَاهُ اللَّهُ عَافِيَةً، وَعَاقَبَهُ عَاقِبَةً، وَكَذَلِكَ ڪَذَبَ ڪَاذِبَةً، وَهَذِهِ أَسْمَاءٌ وُضِعَتْ مَوَاضِعَ الْمُصَادَرِ ڪَالْعَاقِبَةِ وَالْعَافِيَةِ وَالْبَاقِيَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ أَيْ بَقَاءٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا ڪَاذِبَةٌ أَيْ لَيْسَ لَهَا مَرْدُودٌ وَلَا رَدٌّ، فَالْكَاذِبَةُ هَاهُنَا، مَصْدَرٌ. يُقَالُ: حَمَلَ فَمَا ڪَذَبَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مَا ڪَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى; يَقُولُ: مَا ڪَذَبَ فُؤَادُ مُحَمَّدٍ مَا رَأَى; يَقُولُ: قَدْ صَدَقَّهُ فُؤَادُهُ الَّذِي رَأَى. وَقُرِئَ: مَا ڪَذَّبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى، وَهَذَا ڪُلُّهُ قَوْلُ الْفَرَّاءِ. وَعَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ: أَيْ لَمْ يَكْذِبِ الْفُؤَادُ رُؤْيَتَهُ، وَمَا رَأَى بِمَعْنَى الرُّؤْيَةِ، ڪَقَوْلِكَ: مَا أَنْكَرْتُ مَا قَاْلَ زَيْدٌ أَيْ قَوْلَ زِيدٍ. وَيُقَالُ: ڪَذَبَنِي فُلَانٌ أَيْ لَمْ يَصْدُقْنِي فَقَالَ لِيَ الْكَذِبَ; وَأَنْشَدَ لِلْأَخْطَلِ:
كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ، أَمْ رَأَيْتَ بِوَاسِطٍ غَلَسَ الظَّلَامِ مِنَ الرَّبَابِ خَيَالَا؟
مَعْنَاهُ: أَوْهَمَتْكَ عَيْنُكَ أَنَّهَا رَأَتْ، وَلَمْ تَرَ. يَقُولُ: مَا أَوْهَمَهُ الْفُؤَادُ أَنَّهُ رَأَى، وَلَمْ يَرَ، بَلْ صَدَقَهُ الْفُؤَادُ رُؤْيَتَهُ. وَقَوْلُهُ: (نَاصِيَةٍ ڪَاذِبَةٍ) أَيْ صَاحِبُهَا ڪَاذِبٌ، فَأَوْقَعَ الْجُزْءَ مَوْقِعَ الْجُمْلَةِ. وَرُؤْيَا ڪَذُوبٌ: ڪَذَلِكَ; أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
فَحَيَّتْ فَحَيَّاهَا فَهَبَّ فَحَلَّقَتْ مَعَ النَّجْمِ رُؤْيَا فِي الْمَنَامِ ڪَذُوبُ
وَالْأُكْذُوبَةُ: الْكَذِبُ. وَالْكَاذِبَةُ: اسْمٌ لِلْمَصْدَرِ، ڪَالْعَافِيَةِ. وَيُقَالُ: لَا مَكْذَبَةَ، وَلَا ڪُذْبَى وَلَا ڪُذْبَانَ أَيْ لَا أَكْذُبُكَ. وَكَذَّبَ الرَّجُلَ تَكْذِيبًا، وَكِذَّابًا: جَعَلَهُ ڪَاذِبًا، وَقَالَ لَهُ: ڪَذَبْتَ، وَكَذَلِكَ ڪَذَّبَ بِالْأَمْرِ تَكْذِيبًا وَكِذَّابًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ڪِذَّابًا. وَفِيهِ: لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا ڪِذَّابًا أَيْ ڪَذِبًا، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: قَاْلَ الْفَرَّاءُ: خَفَّفَهُمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – جَمِيعًا وَثَقَّلَهُمَا عَاصِمٌ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَهِيَ لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ فَصِيحَةٌ. يَقُولُونَ: ڪَذَّبْتُ بِهِ ڪِذَّابًا، وَخَرَّقْتُ الْقَمِيصَ خِرَّاقًا. وَكُلُّ فَعَّلْتُ فَمَصْدَرُهُ فِعَّالٌ، فِي لُغَتِهِمْ، مُشَدَّدَةً. قَالَ: وَقَالَ لِي أَعْرَابِيًّا مَرَّةً عَلَى الْمَرْوَةِ يَسْتَفْتِينِي: أَلْحَلْقُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمِ الْقِصَّارُ؟ وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ بَنِي ڪُلَيْبٍ:
لَقَدْ طَالَ مَا ثَبَّطْتَنِي عَنْ صَحَابَتِي وَعَنْ حِوَجٍ قِضَّاؤُهَا مِنْ شِفَائِيَا
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: ڪَانَ الْكِسَائِيُّ يُخَفِّفُ (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا ڪِذَابًا) لِأَنَّهَا مُقَيَّدَةٌ بِفِعْلٍ يُصَيِّرُهَا مَصْدَرًا، وَيُشَدِّدُ: (وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ڪِذَّابًا) لِأَنَّ ڪَذَّبُوا يُقَيِّدُ الْكِذَّابَ. قَالَ: وَالَّذِي قَاْلَ حَسَنٌ، وَمَعْنَاهُ: لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا أَيْ بَاطِلًا، وَلَا ڪِذَّابًا أَيْ لَا يُكَذِّبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، غَيْرُهُ. وَيُقَالُ لِلْكَذِبِ: ڪِذَابٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا ڪِذَّابًا أَيْ ڪَذِبًا; وَأَنْشَدَ أَبُو الْعَبَّاسِ قَوْلَ أَبِي دُوَادٍ:
قُلْتُ لَمَّا نَصَلَا مِنْ قُنَّةٍ: ڪَذَبَ الْعَيْرُ، وَإِنْ ڪَانَ بَرَحْ
قَالَ مَعْنَاهُ: ڪَذَبَ الْعَيْرُ أَنْ يَنْجُوَ مِنِّي أَيَّ طَرِيقٍ أَخَذَ، سَانِحًا أَوْ بَارِحًا; قَالَ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ هَذَا إِغْرَاءٌ أَيْضًا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ، قَاْلَ الْكِسَائِيُّ: أَهْلُ الْيَمَنِ يَجْعَلُونَ مَصْدَرَ فَعَّلْتُ فِعَّالًا، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْعَرَبِ تَفْعِيلًا. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: ڪِذَّابًا أَحَدُ مَصَادِرِ الْمُشَدَّدِ، لِأَنَّ مَصْدَرَهُ قَدْ يَجِيءُ عَلَى التَّفْعِيلِ مِثْلَ التَّكْلِيمِ، وَعَلَى فِعَّالٍ مِثْلَ ڪِذَّابٍ، وَعَلَى تَفْعِلَةٍ مِثْلَ تَوْصِيَةٍ، وَعَلَى مُفَعَّلٍ مِثْلَ: (وَمَزَّقْنَاهُمْ ڪُلَّ مُمَزَّقٍ). وَالتَّكَاذُبُ مِثْلُ التَّصَادُقِ. وَتَكَذَّبُوا عَلَيْهِ: زَعَمُوا أَنَّهُ ڪَاذِبٌ; قَاْلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
رَسُولٌ أَتَاهُمْ صَادِقٌ فَتَكَذَّبُوا عَلَيْهِ، وَقَالُوا: لَسْتَ فِينَا بِمَاكِثِ
وَتَكَذَّبَ فُلَانٌ إِذَا تَكَلَّفَ الْكَذِبَ. وَأَكْذَبَهُ: أَلْفَاهُ ڪَاذِبًا، أَوْ قَاْلَ لَهُ: ڪَذَبْتَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ، قُرِئَتْ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيلِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَقُرِئَ لَا يُكْذِبُونَكَ، قَالَ: وَمَعْنَى التَّخْفِيفِ – وَاللَّهُ أَعْلَمُ – لَا يَجْعَلُونَكَ ڪَذَّابًا، وَأَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ بَاطِلٌ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يُجَرِّبُوا عَلَيْهِ ڪَذِبًا فَيُكَذِّبُوهُ، إِنَّمَا أَكْذَبُوهُ أَيْ قَالُوا: إِنَّ مَا جِئْتَ بِهِ ڪَذِبٌ، لَا يَعْرِفُونَهُ مِنَ النُّبُوَّةِ. قَالَ: وَالتَّكْذِيبُ أَنْ يُقَالَ: ڪَذَبْتَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى ڪَذَّبْتُهُ، قُلْتُ لَهُ: ڪَذَبْتَ، وَمَعْنَى أَكْذَبْتُهُ أَرَيْتُهُ أَنَّ مَا أَتَى بِهِ ڪَذِبٌ. قَالَ: وَتَفْسِيرُ قَوْلِهِ لَا يُكَذِّبُونَكَ، لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقُولُوا لَكَ فِيمَا أَنْبَأْتَ بِهِ مِمَّا فِي ڪُتُبِهِمْ: ڪَذَبْتَ. قَالَ: وَوَجْهٌ آخَرُ لَا يُكَذِّبُونَكَ بِقُلُوبِهِمْ، أَيْ يَعْلَمُونَ أَنَّكَ صَادِقٌ; قَالَ: وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكْذِبُونَكَ أَيْ أَنْتَ عِنْدَهُمْ صَدُوقٌ، وَلَكِنَّهُمْ جَحَدُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ، مَا تَشْهَدُ قُلُوبُهُمْ بِكَذِبِهِمْ فِيهِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ; يَقُولُ فَمَا الَّذِي يُكَذِّبُكَ بِأَنَّ النَّاسَ يُدَانُونَ بِأَعْمَالِهِمْ، ڪَأَنَّهُ قَالَ: فَمَنْ يَقْدِرُ عَلَى تَكْذِيبِنَا بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، بَعْدَمَا تَبَيَّنَ لَهُ خَلْقُنَا لِلْإِنْسَانِ عَلَى مَا وَصَفْنَا لَكَ؟ وَقِيلَ: قَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ; أَيْ مَا يَجْعَلُكَ مُكَذِّبًا، وَأَيُّ شَيْءٍ يَجْعَلُكَ مُكَذِّبًا بِالدِّينِ أَيْ بِالْقِيَامَةِ؟ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ ڪَذِبٍ. رُوِيَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ لَمَّا طَرَحُوهُ فِي الْجُبِّ، أَخَذُوا قَمِيصَهُ، وَذَبَحُوا جَدْيًا، فَلَطَخُوا الْقَمِيصَ بِدَمِ الْجَدْيِ، فَلَمَّا رَأَى يَعْقُوبُ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – الْقَمِيصَ، قَالَ: ڪَذَبْتُمْ لَوْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ لَمَزَّقَ قَمِيصَهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: بِدَمٍ ڪَذِبٍ، مَعْنَاهُ مَكْذُوبٌ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْكَذِبِ: مَكْذُوبٌ وَلِلضَّعْفِ: مَضْعُوفٌ، وَلِلْجَلَدِ: مَجْلُودٌ، وَلَيْسَ لَهُ مَعْقُودُ رَأْيٍ، يُرِيدُونَ عَقْدَ رَأْيٍ، فَيَجْعَلُونَ الْمَصَادِرَ فِي ڪَثِيرٍ مِنَ الْكَلَامِ مَفْعُولًا. وَحُكِيَ عَنْ أَبِي ثَرْوَانَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ بَنِي نُمَيْرٍ لَيْسَ لِحَدِّهِمْ مَكْذُوبَةٌ أَيْ ڪَذِبٌ. قَاْلَ الْأَخْفَشُ: بِدَمٍ ڪَذِبٍ، جَعَلَ الدَّمَ ڪَذِبًا، لِأَنَّهُ ڪُذِبَ فِيهِ، ڪَمَا قَاْلَ سُبْحَانَهُ: فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: هَذَا مَصْدَرٌ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ، أَرَادَ بِدَمٍ مَكْذُوبٍ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: بِدَمٍ ڪَذِبٍ أَيْ ذِي ڪَذِبٍ; وَالْمَعْنَى: دَمٌ مَكْذُوبٌ فِيهِ. وَقُرِئَ بِدَمٍ ڪَدِبٍ، بِالدَّالِّ الْمُهْمِلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةِ ڪَدَبَ. ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ، قَالَ: سَأَلَ سَائِلٌ ڪَيْفَ خَبَّرَ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَقَدْ ڪَانُوا يُظْهِرُونَ تَكْذِيبَهُ وَيُخْفُونَهُ؟ قَالَ: فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ بِقُلُوبِهِمْ، بَلْ يُكَذِّبُونَكَ بِأَلْسِنَتِهِمْ; وَالثَّانِي قِرَاءَةُ نَافِعٍ وَالْكِسَائِيِّ. وَرُوِيَتْ عَنْ عَلِيٍّ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – فَإِنَّهُمْ لَا يُكْذِبُونَكَ، بِضَمِّ الْيَاءِ، وَتَسْكِينِ الْكَافِ، عَلَى مَعْنَى لَا يُكَذِّبُونَ الَّذِي جِئْتَ بِهِ، إِنَّمَا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَتَعَرَّضُونَ لِعُقُوبَتِهِ. وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَحْتَجُّ لِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ، بِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: ڪَذَّبْتُ الرَّجُلَ إِذَا نَسَبَتْهُ إِلَى الْكَذِبِ; وَأَكْذَبْتُهُ إِذَا أَخْبَرَتْ أَنَّ الَّذِي يُحَدِّثُ بِهِ ڪَذِبٌ; قَاْلَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ: فَإِنَّهُمْ لَا يُكْذِبُونَكَ، بِمَعْنَى لَا يَجِدُونَكَ ڪَذَّابًا، عِنْدَ الْبَحْثِ وَالتَّدَبُّرِ وَالتَّفْتِيشِ. وَالثَّالِثُ أَنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ فِيمَا يَجِدُونَهُ مُوَافِقًا فِي ڪِتَابِهِمْ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ الْحُجَجِ عَلَيْهِمْ. الْكِسَائِيُّ: أَكْذَبْتُهُ إِذَا أَخْبَرْتَ أَنَّهُ جَاءَ بِالْكَذِبِ، وَرَوَاهُ: وَكَذَّبْتُهُ إِذَا أَخْبَرْتَ أَنَّهُ ڪَاذِبٌ; وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَكْذَبَهُ وَكَذَّبَهُ بِمَعْنًى; وَقَدْ يَكُونُ أَكْذَبَهُ بِمَعْنَى بَيَّنَ ڪَذِبَهُ، أَوْ حَمَلَهُ عَلَى الْكَذِبِ، وَبِمَعْنَى وَجَدَهُ ڪَاذِبًا. وَكَاذَبْتُهُ مُكَاذَبَةً وَكِذَابًا: ڪَذَّبْتُهُ وَكَذَّبَنِي; وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ الْكَذِبُ فِي غَيْرِ الْإِنْسَانِ، قَالُوا: ڪَذَبَ الْبَرْقُ، وَالْحُلُمُ، وَالظَّنُّ، وَالرَّجَاءُ، وَالطَّمَعُ; وَكَذَبَتِ الْعَيْنُ: خَانَهَا حِسُّهَا. وَكَذَبَ الرَّأْيُ: تَوَهَّمَ الْأَمْرَ بِخِلَافِ مَا هُوَ بِهِ. وَكَذَبَتْهُ نَفْسُهُ: مَنَّتْهُ بِغَيْرِ الْحَقِّ. وَالْكَذُوبُ: النَّفْسُ، لِذَلِكَ قَالَ:
إِنِّي وَإِنْ مَنَّتْنِيَ الْكَذُوبُ لَعَالِمٌ أَنْ أَجَلِي قَرِيبُ
أَبُو زَيْدٍ: الْكَذُوبُ وَالْكَذُوبَةُ: مِنْ أَسْمَاءِ النَّفْسِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْمَكْذُوبَةُ مِنَ النِّسَاءِ الضَّعِيفَةُ. وَالْمَكْذُوبَةُ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: تَقُولُ الْعَرَبُ لِلْكَذَّابِ: فُلَانٌ لَا يُؤَالَفُ خَيْلَاهُ، وَلَا يُسَايَرُ خَيْلَاهُ ڪَذِبًا; أَبُو الْهَيْثَمِ، أَنَّهُ قَاْلَ فِي قَوْلِ لَبِيدٍ:
أَكْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَهَا
يَقُولُ: مَنِّ نَفْسَكَ الْعَيْشَ الطَّوِيلَ، لَتَأَمُلَ الْآمَالَ الْبَعِيدَةَ، فَتَجِدَّ فِي الطَّلَبِ، لِأَنَّكَ إِذَا صَدَقْتَهَا، فَقُلْتَ: لَعَلَّكِ تَمُوتِينَ الْيَوْمَ أَوْ غَدًا، قَصُرَ أَمَلُهَا، وَضَعُفَ طَلَبُهَا; ثُمَّ قَالَ:
غَيْرَ أَنْ لَا تَكْذِبَنْهَا فِي التُّقَى
أَيْ لَا تُسَوِّفْ بِالتَّوْبَةِ، وَتُصِرَّ عَلَى الْمَعْصِيَةِ. وَكَذَبَتْهُ عَفَّاقَتُهُ، وَهِيَ اسْتُهُ وَنَحْوُهُ ڪَثِيرٌ. وَكَذَّبَ عَنْهُ: رَدَّ، وَأَرَادَ أَمْرًا، ثُمَّ ڪَذَّبَ عَنْهُ أَيْ أَحْجَمَ. وَكَذَبَ الْوَحْشِيُّ وَكَذَّبَ: جَرَى شَوْطًا، ثُمَّ وَقَفَ لِيَنْظُرَ مَا وَرَاءَهُ. وَمَا ڪَذَّبَ أَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَكْذِيبًا أَيْ مَا ڪَعَّ وَلَا لَبِثَ. وَحَمَلَ عَلَيْهِ فَمَا ڪَذَّبَ بِالتَّشْدِيدِ، أَيْ مَا انْثَنَى، وَمَا جَبُنَ، وَمَا رَجَعَ; وَكَذَلِكَ حَمَلَ فَمَا هَلَّلَ وَحَمَلَ ثُمَّ ڪَذَّبَ أَيْ لَمْ يَصْدُقِ الْحَمْلَةَ; قَاْلَ زُهَيْرٌ:
لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصْطَادُ الرِّجَالَ، إِذَا مَا اللَّيْثُ ڪَذَّبَ عَنْ أَقْرَانِهِ صَدَقَا
وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ حَمَلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ عَلَى الرُّومِ، وَقَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: إِنْ شَدَدْتُ عَلَيْهِمْ فَلَا تُكَذِّبُوا أَيْ لَا تَجْبُنُوا وَتُوَلُّوا. قَاْلَ شِمْرٌ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا حَمَلَ ثُمَّ وَلَّى وَلَمْ يَمْضِ: قَدْ ڪَذَّبَ عَنْ قِرْنِهِ تَكْذِيبًا، وَأَنْشَدَ بَيْتَ زُهَيْرٍ. وَالتَّكْذِيبُ فِي الْقِتَالِ: ضِدُّ الصِّدْقِ فِيهِ. يُقَالُ: صَدَقَ الْقِتَالَ إِذَا بَذَلَ فِيهِ الْجِدَّ. وَكَذَّبَ إِذَا جَبُنَ; وَحَمْلَةٌ ڪَاذِبَةٌ، ڪَمَا قَالُوا فِي ضِدِّهَا: صَادِقَةٌ، وَهِيَ الْمَصْدُوقَةُ وَالْمَكْذُوبَةُ فِي الْحَمْلَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ; اسْتُعْمِلَ الْكَذِبُ هَاهُنَا مَجَازًا، حَيْثُ هُوَ ضِدُّ الصِّدْقِ، وَالْكَذِبُ يَخْتَصُّ بِالْأَقْوَالِ، فَجَعَلَ بَطْنَ أَخِيهِ حَيْثُ لَمْ يَنْجَعْ فِيهِ الْعَسَلُ ڪَذِبًا؛ لِأَنَّ اللَّهَ قَالَ: فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْوِتْرِ: ڪَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَيْ أَخْطَأَ; سَمَّاهُ ڪَذِبًا؛ لِأَنَّهُ يُشْبِهُهُ فِي ڪَوْنِهِ ضِدَّ الصَّوَابِ، ڪَمَا أَنَّ الْكَذِبَ ضِدُّ الصِّدْقِ، وَإِنِ افْتَرَقَا مِنْ حَيْثُ النِّيَّةُ وَالْقَصْدُ؛ لِأَنَّ الْكَاذِبَ يَعْلَمُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ ڪَذِبٌ، وَالْمُخْطِئُ لَا يَعْلَمُ، وَهَذَا الرَّجُلُ لَيْسَ بِمُخْبِرٍ، وَإِنَّمَا قَالَهُ بِاجْتِهَادٍ أَدَّاهُ إِلَى أَنَّ الْوَتْرَ وَاجِبٌ، وَالِاجْتِهَادُ لَا يَدْخُلُهُ الْكَذِبُ، وَإِنَّمَا يَدْخُلُهُ الْخَطَأُ; وَ أَبُو مُحَمَّدٍ صَحَابِيٌّ، وَاسْمُهُ مَسْعُودُ بْنُ زَيْدٍ; وَقَدِ اسْتَعْمَلَتِ الْعَرَبُ الْكَذِبَ فِي مَوْضِعِ الْخَطَإِ، وَأَنْشَدَ بَيْتَ الْأَخْطَلِ:
كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رَأَيْتَ بِوَاسِطٍ
وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَمَا فِي سَمْعِهِ ڪَذِبُ
وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ، قِيلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لَبِثَ بِمَكَّةَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَقَالَ: ڪَذَبَ، أَيْ أَخْطَأَ. وَمِنْهُ قَوْلُ عِمْرَانَ لَسَمُرَةَ حِينَ قَالَ: الْمُغْمَى عَلَيْهِ يُصَلِّي مَعَ ڪُلِّ صَلَاةٍ صَلَاةً حَتَّى يَقْضِيَهَا، فَقَالَ: ڪَذَبْتَ وَلَكِنَّهُ يُصَلِّيهِنَّ مَعًا، أَيْ أَخْطَأْتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ قِيلَ: أَرَادَ بِهِ مَعَارِيضَ الْكَلَامِ الَّذِي هُوَ ڪَذِبٌ مِنْ حَيْثُ يَظُنُّهُ السَّامِعُ، وَصِدْقٌ مِنْ حَيْثُ يَقُولُ الْقَائِلُ، ڪَقَوْلِهِ: إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ، وَكَالْحَدِيثِ الْآخَرِ: أَنَّهُ ڪَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا وَرَّى بِغَيْرِهِ. وَكَذَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ، وَالْحَجَّ; مَنْ رَفَعَ، جَعَلَ ڪَذَبَ بِمَعْنَى وَجَبَ، وَمَنْ نَصَبَ، فَعَلَى الْإِغْرَاءِ، وَلَا يُصَرَّفُ مِنْهُ آتٍ، وَلَا مَصْدَرٌ، وَلَا اسْمُ فَاعِلٍ، وَلَا مَفْعُولٌ، وَلَهُ تَعْلِيلٌ دَقِيقٌ، وَمَعَانٍ غَامِضَةٌ تَجِيءُ فِي الْأَشْعَارِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: ڪَذَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ، ڪَذَبَ عَلَيْكُمُ الْعُمْرَةُ، ڪَذَبَ عَلَيْكُمُ الْجِهَادُ، ثَلَاثَةُ أَسْفَارٍ ڪَذَبْنَ عَلَيْكُمْ، قَاْلَ ابْنُ السِّكِّيتِ: ڪَأَنَّ ڪَذَبْنَ، هَاهُنَا، إِغْرَاءٌ أَيْ عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ الثَّلَاثَةِ. قَالَ: وَكَانَ وَجْهُهُ النَّصْبَ عَلَى الْإِغْرَاءِ، وَلَكِنَّهُ جَاءَ شَاذًّا مَرْفُوعًا; وَقِيلَ مَعْنَاهُ: وَجَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ; وَقِيلَ مَعْنَاهُ: الْحَثُّ وَالْحَضُّ. يَقُولُ: إِنَّ الْحَجَّ ظَنَّ بِكُمْ حِرْصًا عَلَيْهِ، وَرَغْبَةً فِيهِ، فَكَذَبَ ظَنُّهُ لِقِلَّةِ رَغْبَتِكُمْ فِيهِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مَعْنَى ڪَذَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ عَلَى ڪَلَامَيْنِ: ڪَأَنَّهُ قَاْلَ ڪَذَبَ الْحَجُّ عَلَيْكَ الْحَجُّ; أَيْ لِيُرَغِّبْكَ الْحَجُّ; هُوَ وَاجِبٌ عَلَيْكَ فَأَضْمَرَ الْأَوَّلَ لِدَلَالَةِ الثَّانِي عَلَيْهِ وَمَنْ نَصَبَ الْحَجَّ، فَقَدْ جَعَلَ عَلَيْكَ اسْمَ فِعْلٍ، وَفِي ڪَذَبَ ضَمِيرُ الْحَجِّ، وَهِيَ ڪَلِمَةٌ نَادِرَةٌ جَاءَتْ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ. وَقِيلَ: ڪَذَبَ عَلَيْكَ الْحَجُّ أَيْ وَجَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ. وَهُوَ فِي الْأَصْلِ، إِنَّمَا هُوَ: إِنْ قِيلَ لَا حَجَّ، فَهُوَ ڪَذِبٌ; ابْنُ شُمَيْلٍ: ڪَذَبَكَ الْحَجُّ أَيْ أَمْكَنَكَ فَحُجَّ، وَكَذَبَكَ الصَّيْدُ أَيْ أَمْكَنَكَ فَارْمِهِ; قَالَ: وَرَفْعُ الْحَجِّ بِكَذَبَ مَعْنَاهُ نَصْبٌ، لِأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَأْمُرَ بِالْحَجِّ، ڪَمَا يُقَالُ أَمْكَنَكَ الصَّيْدُ، يُرِيدُ ارْمِهِ; قَاْلَ عَنْتَرَةُ يُخَاطِبُ زَوْجَتَهُ:
كَذَبَ الْعَتِيقُ، وَمَاءُ شَنٍّ بَارِدٍ إِنْ ڪُنْتِ سَائِلَتِي غَبُوقًا، فَاذْهَبِي!
يَقُولُ لَهَا: عَلَيْكِ بِأَكْلِ الْعَتِيقِ، وَهُوَ التَّمْرُ الْيَابِسُ، وَشُرْبِ الْمَاءِ الْبَارِدِ وَلَا تَتَعَرَّضِي لِغَبُوقِ اللَّبَنِ، وَهُوَ شُرْبُهُ عَشِيًّا؛ لِأَنَّ اللَّبَنَ خَصَصْتُ بِهِ مُهْرِي الَّذِي أَنْتَفِعُ بِهِ وَيُسَلِّمُنِي وَإِيَّاكِ مِنْ أَعْدَائِي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: شَكَا إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ أَوْ غَيْرُهُ النِّقْرِسَ، فَقَالَ: ڪَذَبَتْكَ الظَّهَائِرُ أَيْ عَلَيْكَ بِالْمَشْيِ فِيهَا وَالظَّهَائِرُ جَمْعُ ظَهِيرَةٍ، وَهِيَ شِدَّةُ الْحَرِّ. وَفِي رِوَايَةٍ: ڪَذَبَ عَلَيْكَ الظَّوَاهِرُ، جَمْعُ ظَاهِرَةٍ وَهِيَ مَا ظَهَرَ مِنَ الْأَرْضِ وَارْتَفَعَ. وَفِي حَدِيثٍ لَهُ آخَرَ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ مَعْدِيكَرِبَ شَكَا إِلَيْهِ الْمَعَصَ، فَقَالَ: ڪَذَبَ عَلَيْكَ الْعَسَلُ، يُرِيدُ الْعَسَلَانَ، وَهُوَ مَشْيُ الذِّئْبِ، أَيْ عَلَيْكَ بِسُرْعَةِ الْمَشْيِ، وَالْمَعَصُ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمِلَةِ، الْتِوَاءٌ فِي عَصَبِ الرِّجْلِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ – عَلَيْهِ السَّلَامُ -: ڪَذَبَتْكَ الْحَارِقَةُ، أَيْ عَلَيْكَ بِمِثْلِهَا; وَالْحَارِقَةُ: الْمَرْأَةُ الَّتِي تَغْلِبُهَا شَهْوَتُهَا، وَقِيلَ: الضَّيِّقَةُ الْفَرْجِ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ مَعْنَى ڪَذَبَ عَلَيْكُمْ، مَعْنَى الْإِغْرَاءِ، أَيْ عَلَيْكُمْ بِهِ وَكَأَنَّ الْأَصْلَ فِي هَذَا أَنْ يَكُونَ نَصْبًا، وَلَكِنَّهُ جَاءَ عَنْهُمْ بِالرَّفْعِ شَاذًّا، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ; قَالَ: وَمِمَّا يُحَقِّقُ ذَلِكَ أَنَّهُ مَرْفُوعٌ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
كَذَبْتُ عَلَيْكَ لَا تَزَالُ تَقُوفُنِي ڪَمَا قَافَ، آثَارَ الْوَسِيقَةِ قَائِفُ
فَقَوْلُهُ: ڪَذَبْتُ عَلَيْكَ إِنَّمَا أَغْرَاهُ بِنَفْسِهِ، أَيْ عَلَيْكَ بِي فَجَعَلَ نَفْسَهُ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ، أَلَا تَرَاهُ قَدْ جَاءَ بِالتَّاءِ فَجَعَلَهَا اسْمَهُ؟ قَاْلَ مُعَقِّرُ بْنُ حِمَارٍ الْبَارِقِيُّ:
وَذُبْيَانِيَّةٌ أَوْصَتْ بَنِيهَا بِأَنْ ڪَذَبَ الْقَرَاطِفُ وَالْقُرُوفُ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسْمَعْ فِي هَذَا حَرْفًا مَنْصُوبًا إِلَّا فِي شَيْءٍ ڪَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَحْكِيهِ عَنْ أَعْرَابِيٍّ نَظَرَ إِلَى نَاقَةٍ نِضْوٍ لِرَجُلٍ، فَقَالَ: ڪَذَبَ عَلَيْكَ الْبَزْرُ وَالنَّوَى; وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ فِي قَوْلِهِ:
كَذَبْتُ عَلَيْكَ لَا تَزَالُ تَقُوفُنِي
أَيْ ظَنَنْتُ بِكَ أَنَّكَ لَا تَنَامُ عَنْ وِتْرِي، فَكَذَبْتُ عَلَيْكُمْ; فَأَذَلَّهُ بِهَذَا الشِّعْرِ، وَأَخْمَلَ ذِكْرَهُ; وَقَالَ فِي قَوْلِهِ:
بِأَنْ ڪَذَبَ الْقَرَاطِفُ وَالْقُرُوفُ
قَالَ: الْقَرَاطِفُ أَكْسِيَةٌ حُمْرٌ، وَهَذِهِ امْرَأَةٌ ڪَانَ لَهَا بَنُونَ يَرْكَبُونَ فِي شَارَةٍ حَسَنَةٍ، وَهُمْ فُقَرَاءُ لَا يَمْلِكُونَ وَرَاءَ ذَلِكَ شَيْئًا، فَسَاءَ ذَلِكَ أُمَّهُمْ لِأَنْ رَأَتْهُمْ فُقَرَاءَ، فَقَالَتْ: ڪَذَبَ الْقَرَاطِفُ أَيْ إِنَّ زِينَتَهُمْ هَذِهِ ڪَاذِبَةٌ، لَيْسَ وَرَاءَهَا عِنْدَهُمْ شَيْءٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَمَرْتَهُ بِشَيْءٍ وَأَغْرَيْتَهُ: ڪَذَبَ عَلَيْكَ ڪَذَا وَكَذَا أَيْ عَلَيْكَ بِهِ، وَهِيَ ڪَلِمَةٌ نَادِرَةٌ; قَاْلَ وَأَنْشَدَنِي ابْنُ الْأَعْرَابِ لِخِدَاشِ بْنِ زُهَيْرٍ:
كَذَبْتُ عَلَيْكُمْ أَوْعِدُونِي وَعَلِّلُوا بِيَ الْأَرْضَ وَالْأَقْوَامَ قِرْدَانَ مَوْظِبِ
أَيْ عَلَيْكُمْ بِي وَبِهِجَائِي إِذَا ڪُنْتُمْ فِي سَفَرٍ، وَاقْطَعُوا بِذِكْرِيَ الْأَرْضَ، وَأَنْشِدُوا الْقَوْمَ هِجَائِي يَا قِرْدَانَ مَوْظِبٍ. وَكَذَبَ لَبَنُ النَّاقَةِ أَيْ ذَهَبَ، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَكَذَبَ الْبَعِيرُ فِي سَيْرِهِ إِذَا سَاءَ سَيْرُهُ; قَاْلَ الْأَعْشَى:
جُمَالِيَّةٌ تَغْتَلِي بِالرِّدَافِ إِذَا ڪَذَبَ الْآثِمَاتُ الْهَجِيرَا
ابْنُ الْأَثِيرِ فِي الْحَدِيثِ: الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ فِيهَا شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ، فَمَنِ احْتَجَمَ فَيَوْمُ الْأَحَدِ وَالْخَمِيسِ ڪَذَبَاكَ أَوْ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ; مَعْنَى ڪَذَبَاكَ، أَيْ عَلَيْكَ بِهِمَا، يَعْنِي الْيَوْمَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ. قَاْلَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هَذِهِ ڪَلِمَةٌ جَرَتْ مَجْرَى الْمَثَلِ فِي ڪَلَامِهِمْ، فَلِذَلِكَ لَمْ تُصْرَفْ وَلَزِمَتْ طَرِيقَةً وَاحِدَةً فِي ڪَوْنِهَا فِعْلًا مَاضِيًا مُعَلَّقًا بِالْمُخَاطَبِ وَحْدَهُ، وَهِيَ فِي مَعْنَى الْأَمْرِ ڪَقَوْلِهِمْ فِي الدُّعَاءِ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَيْ لِيَرْحَمْكَ اللَّهُ. قَالَ: وَالْمُرَادُ بِالْكَذِبِ التَّرْغِيبُ وَالْبَعْثُ، مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: ڪَذَبَتْهُ نَفْسُهُ إِذَا مَنَّتْهُ الْأَمَانِيَّ، وَخَيَّلَتْ إِلَيْهِ مِنَ الْآمَالِ مَا لَا يَكَادُ يَكُونُ، وَذَلِكَ مِمَّا يُرَغِّبُ الرَّجُلَ فِي الْأُمُورِ وَيَبْعَثُهُ عَلَى التَّعَرُّضِ لَهَا; وَيَقُولُونَ فِي عَكْسِهِ صَدَقَتْهُ نَفْسُهُ، وَخَيَّلَتْ إِلَيْهِ الْعَجْزَ وَالنَّكَدَ فِي الطَّلَبِ. وَمِنْ ثَمَّ قَالُوا لِلنَّفْسِ: الْكَذُوبُ. فَمَعْنَى قَوْلِهِ: ڪَذَبَاكَ أَيْ لِيَكْذِبَاكَ وَلْيُنَشِّطَاكَ وَيَبْعَثَاكَ عَلَى الْفِعْلِ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَقَدْ أَطْنَبَ فِيهِ الزَّمَخْشَرِيُّ وَأَطَالَ، وَكَانَ هَذَا خُلَاصَةَ قَوْلِهِ; وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: ڪَأَنَّ ڪَذَبَ، هَاهُنَا، إِغْرَاءٌ أَيْ عَلَيْكَ بِهَذَا الْأَمْرِ، وَهِيَ ڪَلِمَةٌ نَادِرَةٌ جَاءَتْ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ. يُقَالُ: ڪَذَبَ عَلَيْكَ أَيْ وَجَبَ عَلَيْكَ. وَالْكَذَّابَةُ: ثَوْبٌ يُصْبَغُ بِأَلْوَانٍ يُنْقَشُ ڪَأَنَّهُ مَوْشِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ الْمَسْعُودِيِّ: رَأَيْتُ فِي بَيْتِ الْقَاسِمِ ڪَذَّابَتَيْنِ فِي السَّقْفِ; الْكَذَّابَةُ: ثَوْبٌ يُصَوَّرُ وَيُلْزَقُ بِسَقْفِ الْبَيْتِ، سُمِّيَتْ بِهِ؛ لِأَنَّهَا تُوهِمُ أَنَّهَا فِي السَّقْفِ، وَإِنَّمَا هِيَ فِي الثَّوْبِ دُونَهُ. وَالْكَذَّابُ: اسْمٌ لِبَعْضِ رُجَّازِ الْعَرَبِ. وَالْكَذَّابَانِ: مُسَيْلِمَةُ الْحَنَفِيُّ وَالْأَسْوَدُ الْعَنْسِيُّ.
معنى كلمة كذب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي