رؤيا الطيران – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا السفر, رؤيا الانتقال,
فِي رُؤْيا السّفر والانتقال والطيران والاستقرار وَنَحْو ذَلِك
رؤيا الطيران – تفسير الاحلام لابن شاهين
وَأما الطيران والاستقرار فَإِنَّهُمَا يؤولان على أوجه، قَالَ دانيال: من رأى أَنه يطير كالطير من مَكَان إِلَى مَكَان فَإِنَّهُ يدل على السّفر وعلو قدره بِمِقْدَار علوه من الأَرْض فِي الطيران.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ طَار إِلَى السَّمَاء عمودياً فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مضرَّة. وَإِن لم ينزل من طيرانه فَإِنَّهُ غير محمود.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يطير بِغَيْر ريش فَإِنَّهُ يتَغَيَّر من حَال إِلَى حَال.
وقيل: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطير من سطح إِلَى سطح آخر فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته ويتزوج بغَيْرهَا.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه طَار إِلَى عنان السَّمَاء فَإِنَّهُ يدل على الْحَج.
وقيل: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ طَار من دراه إِلَى دَار مَجْهُولَة فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ أَجْنِحَة لَا تشبه أَجْنِحَة الطُّيُور فَإِنَّهُ يحصل لَهُ أَمر عَظِيم بِحَيْثُ يتعجب مِنْهُ النَّاس.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطير إِلَى السَّمَاء ثمَّ ينزل إِلَى الأَرْض فَإِنَّهُ يمرض وَيُعَافى باذن الله تَعَالَى.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: حُكيَ ان رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ لَهُ: رَأَيْت كَأَنِّي أطير فِي السَّمَاء وَالْأَرْض فَقَالَ لَهُ أَنْت رجل تكْثر المنى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ طَار فَوق جبل فَإِنَّهُ يُصِيب ولَايَة يجْتَمع لَهُ فِيهَا الْملك. وَإِن سقط على شَيْء نَالَ ذَلِك الشَّيْء. وَإِن لم يصلح للولاية دلّت رُؤْيَاهُ على أَنه يَقع مِنْهُ خطأ فِي دينه.
والطيران يدل على سفر إِذا كَانَ بجناح. وَإِن لم يكن بجناح فَإِنَّهُ إنتقال من حَال إِلَى حَال. وَإِن بلغ فِي طيرانه مَا قصد نَالَ فِي سَفَره خيرا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ طَار من أَرض إِلَى أَرض نَالَ قُوَّة وشرفا كَمَا قيل:
واتْرُكْ مَحَلَّ السَّوْءِ لا تَنْزِلْ بِهِ ** وإذا نَبَا بِكَ مَنْزِلٌ فتَحَوَّلِ
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ طَار من سفل إِلَى علو بِغَيْر جنَاح نَالَ أمْنِيته وارتفع بِقدر مَا علا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ طَار كَمَا تطير الْحَمَامَة نَالَ عزا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ طَار عموديا حَتَّى توارى فِي جو السَّمَاء فإنه غير محمود.
وَقَالَ السالمي: من رأى أَنه يطير من مَكَان إِلَى مَكَان وَكَانَ طيرانه عرضا فَإِنَّهُ يتَوَجَّه إِلَى مَوضِع لم يعهده أَو يُسَافر سفرا وينال فِيهِ رفْعَة على قدر مَا استعلى من الأَرْض، أما الطيران فيؤول بالتمني هَذَا إِذا رُؤِيَ كثيرا.
وَأَمَّا الطيران لأهل الصّلاح فيؤول بِطَلَب الْعلم وَيكون مبلغه فِيهِ بِقدر استعلائه وَلأَهل الْفساد بِطَلَب الفسوق لغيرهم بِطَلَب أَمر قد جد فِيهِ.
وَأَمَّا الطيران فيؤول بخفة الْعقل والطيش فِي حَال الْغَضَب، أَو يكون فَرحا مَسْرُورا لقَوْل النَّاس: طَار فلَان من الْفَرح.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ طَار مصعدا عمودياً فَإِنَّهُ حُصُول ضَرَر بِقدر صُعُوده واستعلائه. وَإِن استقر من ذَلِك الطيران خلص من ضَرَر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطير وَهُوَ وَاقِف مَكَانَهُ فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا.
وَأحسن الطيران مَا كَانَ نَحْو الْقبْلَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ طَار ثمَّ اسْتَقر بمَكَان مَعْرُوف فَإِنَّهُ يؤول بِقطع السّفر إِذا كَانَ فِيهِ. وَإِن لم يكن فِيهِ فَلَا بُد لَهُ من السّفر ووصوله إِلَى مَكَان يُريدهُ سالما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ طَار وَهُوَ رَاكب فَإِن كَانَ صَاحب منصب فَهُوَ مُفَارقَة ذَلِك المنصب. وَإِن لم يكن فَهُوَ مُفَارقَة عز هُوَ فِيهِ. وَإِن طَار المركوب مَعَه فِي سفر فَإِنَّهُ منصب. وَإِن اسْتَقر هُوَ مَا يركبه على الأَرْض فَهُوَ حُصُول عز.
رؤيا
رؤي سُفْيَان الثَّوْريّ رَضِي الله عَنهُ فِي الْمَنَام وَهُوَ يطير من شَجَرَة إِلَى شَجَرَة فَقَالَ الرَّائِي: مَا فعل الله بك فَأَنْشد:
نظرت إِلَى رَبِّي عيَانًا فَقَالَ لي ** هَنِيئًا رضائي عَنْك يَا ابْن سعيد
لقد كنت قواما إِذا اللَّيْل قد سجا ** بعبرة مشتاق وقلب عميد
فدونك فاختر أَي قصر تريده ** وزرني فوصلي مِنْك عير بعيد
رؤيا السفر
وَأما السّفر والانتقال فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه يُسَافر وَيعلم أَن الْمقَام الَّذِي يتَوَجَّه إِلَيْهِ أحسن من هَذَا الْمقَام الَّذِي هُوَ بِهِ ويرحل مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على تَحْسِين حَاله ونيل آماله. وَإِن علم إِن الْمقَام الَّذِي هُوَ فِيهِ أحسن من هَذَا الْمقَام الَّذِي صمم عزمه إِلَيْهِ فتعبيره ضِدّه. وَإِن يعلم أَيهمَا أحسن وَلَا يعلم بِأَيِّهِمَا يُقيم فِي سَفَره فَإِنَّهُ يدل على بعده عَن وَطنه وأقربائه، أَو ينْتَقل من دَار إِلَى دَار.
وَأَمَّا أَن يودع أحدا أَو أحد يودعه تغير أَحْوَال دهره ثمَّ بعد ذَلِك يَسْتَقِيم حَاله.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه يُسَافر رَاكِبًا ومؤوناته وأسبابه كَامِلَة فَإِنَّهُ يدل على انتظام أَحْوَاله ونيل آماله. وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: السّفر فِي التَّأْوِيل يدل على ثَلَاثَة أَشْيَاء: انتقال من مَكَان إِلَى مَكَان وَمن حَال إِلَى حَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُسَافر وَهُوَ مَرِيض فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَخذ زَاد السّفر فَإِنَّهُ قد قدم خيرا، لقَوْله تَعَالَى: {وتزودوا فَإِن خير الزَّاد التَّقْوَى} وَأحسن السّفر مَا كَانَ إِلَى جِهَة الْقبْلَة.
وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا السّفر لأهل الصّلاح تؤول بِالْغَنِيمَةِ لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: سافروا تغنموا، وتؤول بالعز وتفريج الهموم لقَوْل الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ لبَعض أَصْحَابه الصلحاء
شعرًا: أما ترى المَاء فِي الخليج زلالا ** فَإِذا طَال مكثه يتدنس
وَلأَهل الْفساد بِحُصُول الْعَذَاب لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: السّفر قِطْعَة من الْعَذَاب.