رؤيا الصوت – تفسير الأحلام لابن غنام
الصَّوْت فِي الرُّؤْيَا فَهُوَ صيت الرجل، فَإِن كَانَ خفِيا ضَعِيفا فَهُوَ ذل لقَوْله تَعَالَى (وخشعت الْأَصْوَات للرحمن فَلَا تسمع إلا همسا) وَقد يكون غض الصَّوْت دينا وتواضعا لقَوْله تَعَالَى (واقصد فِي مشيك واغضض من صَوْتك) فغض الصَّوْت لأصحاب الخير تواضع، وَأما الْوُلَاة وأصحاب الشَّرّ فَمن خَفِي صَوته وَضعف فَإِنَّهُ يعْزل إِن كَانَ واليا ويذل إِن كَانَ صَاحب شَرّ.
وَأما أصوات الْحَيَوَان من الدَّوَابّ وَالطير والحشرات فسنذكرها إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي هَذَا الْبَاب:
أما ثغاء الشَّاة فِي الْمَنَام فخير يناله من امْرَأَة أَو صديق أَو بر من رجل كريم.
وَأما ثغاء الجدي والكبش والجمل فسرور وخصب.
وَمن سمع كَلَام حَيَوَان وَلم يفهم مَا قَالَ فليحذر على مَال يذهب مِنْهُ، لِأَن الْحَيَوَان مَال كُله، وَقد تكون هَذِه الرُّؤْيَا بَاطِلَة إِذا لم يفهم كَلَام الْحَيَوَان وَإِن فهم كَلَام الْحَيَوَان من الدَّوَابّ وَالطير فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ وتعجب النَّاس لَهُ.
صَهِيل الْفرس يؤول بهَيْبَة من رجل شرِيف أَو جندي شُجَاع.
وَأما صَوت الْحمار فِي الْمَنَام فشنعة من رجل سَفِيه.
وَأما خوار الْعجل أَو الثور فوقوع فِي فتْنَة.
وثغاء الْجمل فسفر طَوِيل فِي حج أَو تِجَارَة رابحة.
وَأما زئير الْأسد فخوف وهيبة لمن سَمعه من ملك ظلوم.
وَأما صوت الْهِرَّة فشهرة من خَادِم لص أَو تَاجر.
وَأما صوت الْفَأْرَة فِي الْمَنَام فَضرب من رجل نقاب أَو فَاسق أَو سَرقَة.
وَأما ثغاء الظبي ففائدة من امْرَأَة حسناء.
وَأما عواء الذِّئْب ففجور من لص غشوم.
وَأما صياح الثَّعْلَب فكيد من رجل كَذَّاب أَو امْرَأَة كذابة.
وَأما صَوت ابْن آوى فصراخ نسَاء.
وَأما نباح الْكَلْب فِي الْمَنَام فَخَجِلَ من سعى فِي الظُّلم.
وَأما صوت الْخِنْزِير فظفر بأعداء أَغْنِيَاء حمقى.
وَأما صوت الفهد فتهدد من رجل طامع بظفر.
وَأما صَوت النعام فيؤول بخَادِم شُجَاع.
وَأما هدير الْحَمَامَة فَإِنَّهَا امْرَأَة قارئة لكتاب الله عز وَجل.
وَصَوت الخطاف فَهُوَ عظة من رجل واعظ.
وَقَالَ المعبرون: كَلَام الطير كُله صَالح جيد فَمن رأى الطير كَلمته ارْتَفع شَأْنه لقَوْله تَعَالَى (وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) وَكره الْمُفَسِّرُونَ صَوت طير المَاء والطاووس والدجاج وَقَالُوا إِنَّه هم.
وَأما نعيق الضفدع فدخول فِي عمل رجل عَالم أَو رَئِيس أَو سُلْطَان، وَقيل: إِنَّه كَلَام قَبِيح.
وَأما فحيح الْحَيَّة فَكَلَام من عَدو كاتم الْعَدَاوَة ثمَّ يظفر بِهِ. وَمن كَلمته الْحَيَّة بِكَلَام لطيف فَإِن عدوه يخضع لَهُ ويعجب النَّاس لذَلِك. وَصَوت الْغُرَاب فِرَاق لما ذكرت الشُّعَرَاء فِي ذَلِك.
وكل صَوت قَبِيح تسمعه فَهُوَ هم وَأمر تنكره وَالصَّوْت الطّيب سرُور.