رؤيا السيل – تفسير الأحلام لابن غنام
السَّيْل فِي الرُّؤْيَا عَدو بِقدر قوته، وَمن رأى المَال سَالَ إِلَى مَدِينَة أَو إِلَى قَرْيَة قريبَة وجاوزوا الْحَد حَتَّى دخل الدّور وأشرف أَهلهَا على الْغَرق فَهُوَ فتْنَة هُنَاكَ من عَدو جَائِر. وَقيل: إِذا سَالَ إِلَى دَار مَخْصُوصَة وَلم يقدر أَهلهَا على مَنعه فَإِن عدوا يجور على أهل تِلْكَ الدَّار، قال الله تَعَالَى: (إِنَّا لما طَغى المَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة). وقيل: أَوديَة السَّيْل فِي الشتَاء تدل عَلى قوم سوء وَذَلِكَ لشدَّة جلبة المَاء وغلبته.
فَمن رأى أَنه خرج من ذَلِك المَاء سباحة إِلَى الْبر فَإِنَّهُ ينجو من جور جَائِر وَإِن عجز عَن العبور وَرجع إِلَى وَرَاء فليحذر من حُضُور بَين يَدي حَاكم جَائِر وَلَا يَعْصِي رئيسه.
والسيل يعبر بالعدو ويعبر الْعَدو بالسيل. فَإِن رَأْي السَّيْل قد أحَاط بِمَدِينَة فَإِن عدوا يحصرها وَيمْنَع أَهلهَا من الدُّخُول وَالْخُرُوج، وَإِن كَانَ رَأْي أَن عدوا قد أحدق ببلدة وأحاط بهَا فَإِنَّهُ سيل إِذا كَانَ ذَلِك فِي زمن الشتَاء والسيول.
وَقد يَقع السَّيْل فِي الرُّؤْيَا سيلا.
وَمن رأى سيلا قَاصِدا منزله فسده وَمنعه عَن منزله فَإِنَّهُ يُصَالح عدوه ويمنعه من ضَرَره.