فصل فِي رُؤْيا السلالم (السلم و الدرج) والصعود والهبوط في المنام
رؤيا السلم – تفسير الاحلام لابن شاهين
من رأى أَنه صعد سلما من طين فَإِنَّهُ يصل إِلَى خير وَصَلَاح ورزق حَلَال. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد سلما من آجر وجص فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد في الدين. وَإِن كَانَ السّلم من حجر فَإِنَّهُ يدل على قساوة الْقلب. وَإِن كَانَ من خشب فَإِنَّهُ يدل على ضعف في الدّين.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه صعد سلما طَويلا فَإِن كَانَ أَهلا للرياسة فَإِنَّهُ ينَال منزلَة عالية. وَإِن لم يكن فَهُوَ حُصُول خير من ذِي سُلْطَان. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزل عَن شَيْء من ذَلِك فتعبيره ضد مَا ذكر.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه يصعد سلما ثمَّ ينزل ثمَّ يصعد ويكرر ذَلِك فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أُمُور النَّاس بِخَير وَيحصل لَهُ نتيجة.
قَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا السّلم لأهل الصّلاح ظفر على الْأَعْدَاء وَلأَهل الْفساد قلَّة دين وارتكاب معاصي.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد درجا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَعزا وَقُوَّة وَحسن دين. وَإِن كَانَ مَرِيضا لم يكن ذلك محمودا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد درجا كَثِيرَة لَا يُحْصى عَددهَا فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة ويتقدم على رجال إن كَانَ أَهلا لذَلِك وينال من ذَلِك عز ورفعة وتمكنا. وَإِن لم كن أَهلا لذَلِك فَهُوَ حسن دينه واسلامه لقَوْله تَعَالَى: {سنستدرجهم من حَيْثُ لَا يعلمُونَ} وَرُبمَا دلّ على الارتحال من منزل إِلَى منزل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزل عَن سلم أَو درج من حَيْثُ الْجُمْلَة فَإِنَّهُ إن كَانَ ذَا سُلْطَان فَإِنَّهُ ينزل عَن مَنْزِلَته. وَإِن كَانَ لَهُ فرس نزل عَنْهَا وَمَشى رَاجِلا. وَإِن كَانَ لَهُ امْرَأَة مَرِيضَة لم يكن ذلك محموداً.
وَقيل من رأى أَنه صعد سلما أصَاب خيرا ورفعة من حَيْثُ الْجُمْلَة وَمن حَيْثُ لَا يؤمل ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد سلما قَدِيما أصَاب خيرا من تِجَارَة. وَإِن كان يخاصم أحداً في اليقظة فَإِنَّهُ فلاح وظفر بخصمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سقط من سلم حَدِيد أصَاب فَتْرَة فِي دينه وَيرجع عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزل من سلم قديم دَرَجَة دَرَجَة كسدت تِجَارَته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ على سلم خشب فانكسر بِهِ أَفْلح خَصمه عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نصب سلما وَنزل مِنْهُ إِلَى مَكَان مَعْرُوف فَإِنَّهُ يسلم من الْخَوْف والغدر.
وَقَالَ بعض المعبرين الصعُود للْجَمِيع مَحْمُود مَا لم يكن فِيهِ مَا يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة، والهبوط ضِدّه إِلَّا أَن يكون نصب سلما لمصْلحَة فَإِنَّهُ سَلامَة.
وَرُبمَا دلّ وجود السّلم على بُلُوغ المُرَاد، وَعَدَمه عِنْد الضَّرُورَة إِلَيْهِ ضِدّه، لقَوْله تَعَالَى: {أم لَهُم سلم يَسْتَمِعُون فِيهِ} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصعد سلما دَرَجَة دَرَجَة فَإِنَّهُ ينْتَقل إِلَى الرياسة بالتدريج وَرُبمَا دلّ على تَوْلِيَة الخطابة لمن يكون أَهلهَا وَالله أعلم.
رؤيا الصعود
وَأَمَّا الصعُود فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَى السَّمَاء فقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي بَابه وفصله وَكَذَلِكَ يَأْتِي كل شَيْء فِي بَابه.
وَأَمَّا تَعْبِير الصعُود جملَة مَا لم يكن مستويا فَهُوَ مَحْمُود.
رؤيا الهبوط
وَأَمَّا الهبوط فَتقدم الْكَلَام أَيْضا فِيهِ.
فإِذا كَانَ من السَّمَاء فرُبمَا كَانَ نيل نعْمَة الدُّنْيَا مَعَ رياسة الدّين، فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَبَط بعد أَن عرج إِلَيْهَا وَلم ينقص من شرفه بل زَاد شرفه.
وَإِذا رأى الهبوط من غير ذَلِك يَأْتِي مَا يدل على كل شَيْء فِي بَابه وفصله.
وقال بعض المعبرين: أكره الهبوط لما جربته مرَارًا فَلم أَجِدهُ مَحْمُودًا وَرُبمَا كَانَ ضعفا وهبوطا عَن الْقُوَّة.