رؤيا السفينة – تفسير الأحلام لابن غنام
السَّفِينَة نجاة من الْهم وَالْخَوْف لمن رَآهَا وَركب فِيهَا لِأَنَّهَا نجت نوحًا عَلَيْهِ السَّلَام وَمن مَعَه وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى (فأنجاه وَأَصْحَاب السَّفِينَة). وَمن تعلق بلوح السَّفِينَة بعد كسرهَا غضب عَلَيْهِ الْملك ثمَّ ينجو منه إِن كَانَ واليا.
ومجذاف السَّفِينَة يدل على الْعلم لمن رَآهُ بِيَدِهِ. وَقيل: من رأى كَأَنَّهُ مَاتَ فِي سفينة نجا فِي الْآخِرَة من الْعَذَاب.
وَمن رأى سفينة على الأَرْض فَهِيَ تقريب نجاة، فَإِن جرها على الأَرْض فَإِنَّهُ يقوم لَا يتم لقَوْل الشَّاعِر:
ترجو النجَاة وَلم تسلك مسالكها***إِن السَّفِينَة لَا تجْرِي على اليبس
وَمن ركب سفينة فِي بر مَعَ قوم صالحين فَإِنَّهُ يتبع الْهوى وَيغْفر الله لَهُ لقَوْله عز وَجل (بِسم الله مجْراهَا ومرساها إِن رَبِّي لغَفُور رَحِيم) وَإِن خرج مِنْهَا فِي زِيَادَة سعد وَنَجَا من أعدائه.
وَإِذا رأى وَال مَعْزُول كَأَنَّهُ ركب فِي سفنية ولي ولَايَة بِقدر عظم السفية وَبعدهَا من الْبر بعده من الْعَزْل.
وَمن رأى كَأَنَّهُ ركب فِي سفينة وهاجت الرّيح بهَا ودعا الله تَعَالَى خوفًا من الْهَلَاك فنجته إِلَى الْبر فَإِنَّهُ يسلم ثم يكون فساد في دينه قال الله تَعَالَى (فَلَمَّا نجاهم إِلَى الْبر) الآية.
وَمن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ فِي سفينة نجا مِمَّا يخَاف. وقيل: السفينة الَّتِي توقفت ولم تجر قد تدل هم لِأَن يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام وقفت بِهِ السَّفِينَة فحبس فِي بطن الْحُوت وناله هم.
وَمن تمسك بِحَبل السَّفِينَة فَإِنَّهُ يتَمَسَّك بِرَجُل ديِّن ويدوم فِي صحبته لقَوْله تَعَالَى (واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا وَلَا تفَرقُوا).
وقيل: من من رأى كَأَنَّهُ فِي سفينة قَائِمَة نَالَ خصبا فِي تِلْكَ السّنة.
والسفينة إن رؤيت كأنها تجْرِي فِي دم فَإِنَّهَا دَالَّة على الزِّنَا.
وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي سفينة مصعدة نَالَ خيرا بطيئا لِأَن الصعدة فِي المَاء لَا تبلغ المنحدرة فِي الإسرَاع.
وَمن ركب سفينة أخرقت فَذَلِك نجاة لراكبها لقَوْله تَعَالَى (أخرقتها لتغرق أَهلهَا) فنجت من يَد الْملك الَّذِي كَانَ يَأْخُذ السفن غصبا.
وقيل: السفينة فِي التَّأْوِيل تعبر بِالْأُمِّ، لِأَنَّهَا كَانَت سفينته الَّتِي حَملته فِي جوفها.
وقيل: السفينة إِذا كَانَت بِلَا شراع وَلَا عدَّة فَهِيَ قد تؤول بامرأة عَاقِر لمن ركبهَا.
وقيل: من اشْترى سفينة فِي مَنَامه وَكَانَ عزبا تزوج، قال الله تعالى: (حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة).
وَقيل السَّفِينَة تعبر بِامْرَأَة سَمِينَة لِأَن الْعَرَب تشبه النِّسَاء السمان بالسفن.