رؤيا الدجاجة – تفسير الاحلام لابن نعمة
فصل: الدَّجَاجَة امْرَأَة فِيهَا نفع كَثِيرَة النَّسْل لمن ملكهَا، أَو معيشة دارة فِي وَقت دون وَقت. وَكَذَلِكَ الإوز. وصراخهن: هموم. قَالَ المُصَنّف: إِذا صَارَت الدَّجَاجَة ديكا انْقَطع نسل من هِيَ عِنْده مِمَّن دلّت عَلَيْهِ، وتدل على الْوَلَد الذّكر، وَإِن دلّت على الْفَائِدَة بطلت الْفَائِدَة لكَون الديك لَا يبيض، وَإِن دلّت على الْمَرْأَة الْعَاقِلَة دلّ على أَنَّهَا تصير كَثِيرَة الْكَلَام والنقاد، بِخِلَاف مَا إِذا صَارَت وزة طَال عمرها لكبرها وَقلت فائدتها لِأَن الدَّجَاج أَكثر بيض وفراخ فَافْهَم ذَلِك.
رؤيا الديك
وَأما الديك فَرجل حسن الصَّوْت فَمن ملكه رزق ولدا ذكر أَو اشْترى دَارا أَو درت معيشته أَو قدم عَلَيْهِ غَائِب أَو خبر مِنْهُ، وَرُبمَا كَانَ من دلّ الديك عَلَيْهِ خَطِيبًا أَو سمسارا أَو مُؤذنًا أَو مناديا أَو حارسا وَأَشْبَاه ذَلِك فَإِن نقر إِنْسَان أَو أزعجه بِصَوْتِهِ حصل لَهُ نكد مِمَّن ذكرنَا. قَالَ المُصَنّف: إِذا تحول ابْن آدم أَو غَيره فِي صفة شَيْء من الطُّيُور البلدية فأعطه من الْأَحْكَام على مَا يَلِيق برائيه، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت ديكا كَبِيرا، قلت لَهُ: فَكَانَ على رَأسك عرف مثل الديك، قَالَ: نعم، قَالَ وكأنني أعطي ريشي للنَّاس يَنْتَفِعُونَ بِهِ، قلت: أَنْت الْآن تبيع القماش، قَالَ: نعم، قلت: إِن رَاح الريش كُله خسرت وَتبقى قِطْعَة لحم فَقِيرا مَا لَك حَرَكَة وَلَا حُرْمَة، وَإِن لم يكن رَاح فَأَنت تربح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت ديكا بِلَا ريش وعَلى رَأْسِي عرف كَبِير، قلت: يطلع فِي رَأسك طُلُوع وَكَذَلِكَ فِي بدنك، وَذَلِكَ لِأَن مَوَاضِع الريش تبقى مثل الجدري وَالْحب، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت ديكا وَأَنا أنقر رمانة آكل بَعْضهَا، قلت: أَنْت رجل مُؤذن وَقد نقبت مَكَانا فِيهِ جمع كالفندق أَو الرّبع أَو دَارا جَامِعَة وَأخذت سَرقَة من بعض بيوتها، وَإِيَّاك أَن يظْهر عَلَيْك، قَالَ: كَانَ ذَلِك من مُدَّة. فَافْهَم ذَلِك.