رؤيا الخاتم – تفسير الأحلام لابن غنام
الْخَاتم، يعبر على وُجُوه: ولد وَزَوْجَة وامرأة وعقار وَمَال ودابة.
والخاتم إِذا اتَّسع فِي يَد الْملك أَو الْأَمِير أو الْقَاضِي حَتَّى صَار كالطوق فَذَلِك عزل عَن الْولَايَة لِأَنَّهَا سريعة السُّقُوط. وَإِذا اتسعت فِي يَد الْمَرْأَة فَإِنَّهَا تطلق لأنها لَا ولَايَة لَهَا إِلَّا على الْبَيْت فتعزل مِنْهُ أَو يخرج مِنْهَا مَال.
وَمن كَانَ لَهُ حَامِل وَرَأى خَاتمًا من الذَّهَب رزق ولدا ذكرا لقَوْله تَعَالَى (وَخَاتم النَّبِيين).
وَقيل: الْخَاتم الذَّهَب للرجل ذل وللمرأة زِينَة.
وقيل: الْخَاتم الْحَدِيد مَال بتعب وكد وَذَلِكَ لما فِيهِ تَخْلِيص الْحَدِيد من الكلفة من معادنه.
وَقيل: من لبس خَاتم حَدِيد نَالَ عزا من سُلْطَان.
وَمنهم من قَالَ: الْخَاتم دَرَاهِم حيث أن الْخَاتم فصه منقوشة وَالدَّرَاهِم فصوصها منقوشة.
وَكسر الْخَاتم فِرَاق الزَّوْجَة.
والخواتم من الْقُرُون والعاج دَلِيل خير للنِّسَاء
والخاتم للسُّلْطَان ملكه والفص هيبته والختم نَفاذ أمْرَهْ. والنقش فِيهِ مُرَاده.
وَمن سقط فص خَاتمه فليس بمحمود وربما فقد شَيْئا من مَاله.
وَمن لبس خَاتمًا من فضَّة وأنفذه حَيْثُ شَاءَ وَحَازَ لَهُ ذَلِك فَإِنَّهُ ينَال سُلْطَانا أَو ملكا لِأَن سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ سر ملكه بالخاتم.
وَمن رأى أَنه تختم بِخَاتم الْخَلِيفَة وَكَانَ من بني هَاشم فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة.
وقيل: من تختم بخاتم أو لبس خاتما وَكَانَ عزبا تزوج امرأة.
وَمن رأى خواتيما تبَاع فِي السُّوق فَإِنَّهَا دور قوم من الرؤساء تبَاع.
وَمن لبس خَاتمًا وَجعل فصه مِمَّا يَلِي رَاحَته فَإِنَّهُ يدل على ارتكاب الفاحشة إِن كَانَ فِي الرُّؤْيَا شَاهد ويعلن بِالْفِسْقِ في اليقظة، وَإِلَّا فَهُوَ يدل بغير ذلك بأنه رجل يتبع سنة النَّبِي.
وَمن لبس خَاتمًا وَله فصان أَحدهمَا إِلَى بَاطِن كَفه وَالْآخر إِلَى ظَاهر الْكَفّ، وَنقش كل وَاحِد مِنْهُمَا لَا يُخَالف الآخر، فَإِنَّهُ يَلِي ولايتين: ظَاهِرَة وباطنة.
وَمن لبس خَاتم عقيق، ذهب عَنهُ الْفقر لما رُوِيَ عَن النَّبِي (إن العقيق يَنْفِي الْفقر وَهُوَ أول حجر أقرّ للرحمن بالوحدانية).
وَمن رأى السَّمَاء تمطر الخواتيم فَإِن فِي تِلْكَ السّنة تولد بنُون كَثِيرَة.
وَمن رأى أَنه يضع خَاتمًا فِي خِنْصره فيجعلها فِي بنصره أَو نَزعهَا من بنصره فَجَعلهَا فِي الْوُسْطَى من أَصَابِعه فَإِنَّهُ غير محمود.
وَإِن تحولت الْخَاتم من أصبع إِلَى آخر من غير أن ينقلها الرَّائِي فَإِنه غير محمود فيما يخص الزوجة. وَمن بَاعَ خَاتمه بدقيق أَو سمسم فَإِنَّهُ يُفَارق امْرَأَته بِكَلَام حسن وَكَذَلِكَ إِذا بَاعَ الْخَاتم فَإِنَّهُ يُفَارق الزَّوْجَة.
والخاتم من السُّلْطَان ولَايَة لمن رَآهَا، فَإِن كَانَ الْخَاتم ذَهَبا ولي أمرا حَرَامًا، وَإِن كَانَ الْخَاتم من فضَّة ولي أمرا حَلَالا وَإِن أَخذ من السُّلْطَان خَاتم رصاص ولي أمرا وضيعا، وَكَذَلِكَ الصفر -النحاس- أمْر وضيع مَعَ ذكر وصيت.
وانسب فص الْخَاتم وجوهره إِلَى الْوَلَد أو البنت من حسن أَو علم.
والخاتم الْفضة للحامل بنت لِأَن الْفضة جَوْهَر النِّسَاء.
وَمن الرُّؤْيَا المعبرة:
أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي ختمت على أَفْوَاه الرِّجَال بخاتمي هَذِه فَقَالَ ابْن سِرين: تؤذن فِي شهر رَمَضَان قبل الْوَقْت فتمنع الرِّجَال من الطَّعَام وَالشرَاب.