فصل فِي رُؤْيا الْجِمَاع (النكاح أو المضاجعة أو الوطء) و التقبيل (القبلة) و الملامسة
رؤيا الجماع – تفسير الاحلام لابن شاهين
الجماع في المنام
رؤيا الجماع
وَهُوَ على وُجُوه: قال دانيال: من رأى أَنه يُجَامع فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاده خُصُوصا إن أنزل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جَامع رجلا فَإِن المعفول ينَال من الْفَاعِل خيرا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جَامع زَوجته على عَادَته فَإِنَّهُ يصلها بِالْبرِّ وَالْخَيْر.
وَإِن كَانَ جمَاعَه مَعهَا فِي الدّبر فَإِنَّهُ يطْلب أمرا فِيهِ بِدعَة وَلَا يحصل لَهُ مطلبه نتيجة وَيكون غير محافظ على السّنة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُجَامع أحدا من مَحَارمه فَإِنَّهُ يكون قَلِيل الْمحبَّة وَالشّفقة مع من فعل بهَا وَرُبمَا تَنْقَطِع مودته عَنْهَا. وَإِن كَانَت ميتَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم. وَقِيلَ: ان رُؤْيا ذَلِك خير للْفَاعِل وَالْمَفْعُول وَرُبمَا دلّ على الْحَج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُجَامع زَوجته وَكَانَت ميتَة فَلَا خير فِي ذلك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُجَامع امْرَأَة ميتَة مَجْهُولَة فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْجِمَاع فِي الأَصْل يدل على نيل الْمَطْلُوب وإصابة البغية.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْخَلِيفَة أَو من يقوم مقَامه نكحه نَالَ مِنْهُ ولَايَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نكح رجلا أصاب فَرحا وَفرجا من الْغم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْكح رجلا من غير مُنَازعَة فَإِنَّهُ يدل على أنه يكون بَينهمَا مَوَدَّة فِي ذَلِك الْوَقْت وَرُبمَا نَالَ المنكوح من الناكح خيرا إِن عرفه. وَإِن لم يعرفهُ فَلَا بَأْس بِهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْكح شَابًّا مَجْهُولا فَإِنَّهُ نطق بعدله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ افتض بكرا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة حَسَنَة فِي تِلْكَ السّنة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ينْكح امْرَأَة رجل يعرفهُ فَإِن ذَلِك الرجل الَّذِي هُوَ زوج الْمَرْأَة ينَال غنى من جِهَة امْرَأَته.
وَقِيلَ: من رأى أَن أحدا ينْكح امْرَأَته نَالَ الناكح إن كَانَ مَعْرُوفا من تِجَارَته نيلته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْكح شَيخا مَجْهُولا وَهُوَ يُوَافقهُ على مَا يَأْمُرهُ بِهِ فَذلك يدل على خير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْكح مَيتا فَإِنَّهُ يصله بِالدُّعَاءِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْكح أمه وَكَانَت ميتَة كانت رؤيا غير محمودة. وَأول بَعضهم هَذِه الرُّؤْيَا إِذا كَانَ صَاحبهَا غَائِبا بالاجتماع مع أمه إِن كَانَت مَوْجُودَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْكح شَيْئا من الْحَيَوَان فَإِنَّهُ يصنع مَعْرُوفا إِلَى من يكفره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شَيْئا من الْحَيَوَان ينكحه فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة في المروءة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْكح أحد أَبَوَيْهِ من غير إِنْزَال فَإِنَّهَا صلتهم. وَإِن أنزل فَإِنَّهُ قطع لرحمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْكح أمته نَالَ فرجا وَزِيَادَة فِي ملكه.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يطَأ امْرَأَة أصَاب أهل بَيته خيرا وغنى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطَأ امْرَأَته وَهِي حائضة فَإِنَّهَا تحرم عَلَيْهِ لقَوْله تَعَالَى: {فاعتزلوا النِّسَاء فِي الْمَحِيض}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطَأ امْرَأَة وَيرى فرجهَا وَكَانَت تذكر بِسوء أصَاب خيرا كثيرا وقضيت حَاجته. وَإِن كَانَ مَشْهُورَة بالديانة كَانَ الْخَيْر أَشد، وَالْمَرْأَة الزَّانِيَة دون ذَلِك والمجهولة أقوى من الْمَعْرُوفَة .
ومن رأى أَن قوما يَخْتَلِفُونَ إِلَى زَانِيَة فانهم يَجْتَمعُونَ على عالِم يصيبون من علمه خيرا.
وَقِيلَ: من رأى أَنه ينْكح زَانِيَة فَإِنَّهُ إن كَانَ من طلاب الدُّنْيَا أصَاب مَالا حَرَامًا. وَإِن كَانَ من أهل الصّلاح وَالْخَيْر أصَاب علما وبركة.
وَالنِّكَاح دَال على بُلُوغ المُرَاد من دين أَو دنيا لِأَن النِّكَاح مُتْعَة وَلَذَّة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ افتض امرأة أصَاب خيرا.
وقال السالمي: من رأى أَنه يُجَامع وَلَا يتَمَكَّن من الْإِنْزَال فَإِنَّهُ يدل على الْبَحْث عَن الْعُلُوم الصعبة وَالْحكمَة الْخفية وَنَحْو ذَلِك فَإِن كَانَ قضيبه مرتخيا لَا ينْتج مَا يَطْلُبهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطَأ بِشَهْوَة وَقُوَّة فَإِنَّهُ يدل على نجاح مقْصده.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطَأ امْرَأَة نَصْرَانِيَّة فَإِنَّهُ يُصِيب من السُّلْطَان مَالا فِيهِ عهد.
وَقِيلَ: رُؤْيا النِّكَاح تدل على قُرَّة الْعين وَحُصُول السرُور.
وقيل: لَا يرى وطء المحارم إِلَّا قَاطع رحم أَو مقصر بحقوقهم وَرُبمَا يرجع بعد ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن خَصمه نكحه فَإِنَّهُ يظفر بِهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن رجلا مَعْرُوفا ينْكحه فإنهما يتشاركان ويجتمعان على أَمر مَكْرُوه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْكح السُّلْطَان أَو من يقوم مقَامه فَإِنَّهُ يذهب مَاله. وَإِن فعل بِهِ ذَلِك أصَاب خيرا عَظِيما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْكح دبرا فَإِنَّهُ يَأْتِي أمرا على غير وَجه.
وَقِيلَ: إِن النِّكَاح فِي الدبر يدل على طلب أَمر عسير لِأَن الدبر لَا يتم فِيهِ نُطْفَة.
وَقِيلَ: إِن نِكَاح الْبَهِيمَة المجهولة ظفر بالأعداء، والمعروفة اصطناع مَعْرُوف مَعَ غير أَهل،ه وَنِكَاح السَّبع ظفر بالأعداء وَتمكن من صَاحب السُّلْطَان. وَإِن كَانَ السَّبع ينكحه فَلَا خير فِيهِ.
وَقِيلَ: من رأى أَن شَيْئا من الْبَهَائِم ينكحه فَإِن كَانَ ذَا نَاب فَإِن يُصِيبهُ مَا يكرههُ من عدوه. وَإِن لم يكن فَلَا بَأْس بِهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْكح شَيْئا من الجمادات وَكَانَ بِهِ مَكَان يَقْتَضِي النِّكَاح فَإِنَّهُ يتَعَلَّق بِأَمْر غَرِيب، فَإِن نزل نَالَ بغيته، وَإِن لم ينزل فضده.
وقال جَعْفَر الصَّادِق من رأى أَنه جَامع وَوَجَب عَلَيْهِ الْغسْل فَإِن ذَلِك الْمَنَام يبطل بالإنزال لِأَنَّهُ من فعل الشَّيْطَان.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُجَامع رجلا مَعْرُوفا فَإِنَّهُ يساعده على نيل مطالبه. وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَإِنَّهُ ينَال ظفرا.
وقال بعض المعبرين: رُبمَا دلّ الزِّنَى على الْخِيَانَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جَامع زَوْجَة جَاره فَلَا خير فِيهِ لما ورد فِي الحَدِيث الشريف الْمَشْهُور.
فصل فِي رُؤْيا الْقبْلَة
رؤيا التقبيل
وَهِي على أوجه: فَمن رأى أَنه يقبل امْرَأَة مزينة أَو يضاجعها فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة قد مَاتَ زَوجهَا ويفيد مِنْهَا مَالا وَولدا وينال فِي تِلْكَ السّنة خير. وَقِيلَ: اقبال على الدُّنْيَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يقبل رجلا أَو يضاجعه أَو يخالطه مُخَالطَة بِشَهْوَة فَإِن تَأْوِيله كتأويل النِّكَاح الا أَنه دونه فِي الْقُوَّة.
وَإِن لم تكن الْقبْلَة بِشَهْوَة فَإِن الْفَاعِل ينَال من الْمَفْعُول خيرا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يقبل مَيتا بشهورة فَإِنَّهُ يجْرِي مجْرى النِّكَاح فِي التَّأْوِيل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قبل الأَرْض للْملك فَإِنَّهُ يطاع لَهُ ويسأله فِي أُمُوره وَرُبمَا دلّ على حصور خير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يقبل الأَرْض لمن لَا يَقْتَضِي لَهُ التَّقْبِيل فَلَا خير فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أحدا قبل الأَرْض لشخص فَإِنَّهُ خير وعلو شَأْن للمقبل لَهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قبل يَد أحد فَإِنَّهُ يتواضع وَرُبمَا دلّ أَيْضا على الانعام. وتقبيل الرّكْبَة دونه وتقبيل الرجل دون ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يقبل يَد محبوبه فَإِن ذَلِك خضوع وذلة لَهُ.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يقبل مَيتا بِشَهْوَة فَإِنَّهُ يصله بِالْخَيرِ.
وَإِنْ رَأَى أن الْمَيِّت يقبله يصل إِلَيْهِ من مَال ذَلِك الْمَيِّت أَو من عمله خير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قبل شَيْئا من الْحَيَوَان فَإِنَّهُ يمِيل إِلَى محبَّة من لَا إنسانية فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قبل شَيْئا من الجمادات فَإِنَّهُ يمِيل إِلَى إِنْسَان يكون طبعه كطبع مَا قبله من ذَلِك الجماد.
وقال بعض المعبرين: رُؤْيا تَقْبِيل من يُحِبهُ الْإِنْسَان يؤول على أَرْبَعَة أوجه: سرُور ومودة وبلوغ أرب وظفر.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْقبْلَة تؤول على أَرْبَعَة أوجه: خير وَمَنْفَعَة وَقَضَاء حَاجَة وظفر وَخبر سَار.
فصل فِي رُؤْيا الْمُلَامسَة
رؤيا الملامسة
من رأى أَنه يلامس زَوجته ويلتذ بذلك فَإِنَّهُ يكون محبا لَهَا. وَإِن لم يجد لذَلِك لَذَّة فضده.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلامس مَا لَا يحل لَهُ فَإِنَّهُ يرتكب أمرا مَكْرُوها.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يلامس أحدا فَإِنَّهُ يختبره، لِأَن الْمُلَامسَة أحد الْحَواس الْخمس.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يلامس من يُحِبهُ فَهُوَ سرُور.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لامس فأمنى فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد وَرُبمَا كَانَ تسلي خاطر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لامس فَأنْزل وَوَجَب عَلَيْهِ الْغسْل بطلت رُؤْيَاهُ فَإِنَّهُ كَمَا تقدم من فعل الشَّيْطَان وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.