الْبَاب الْأَرْبَعُونَ فِي الثيران وَالْبَقر والعوامل وَغَيره
رؤيا البقرة – تفسير الأحلام للسالمي
و
رؤيا الثور
وَمن رأى أِنَّه ركب ثوراً أَو ملكه فَإِنَّهُ يُصِيب عملا من سُلْطَان أَو يُصِيب مَالا وَخيرا. فَإِن رأى أَن ثوراً عَلَيْهِ حمل حبوب وأدخلهُ منزله فَإِن الله تَعَالَى يدْخل عَلَيْهِ خيرا وَيدخل عَلَيْهِ الخصب وَالسعَة ويفرج عَنهُ غمه. فَإِن رأى أَن لَهُ ثيراناً كَثِيرَة فَإِنَّهُ يملك عمالاً يصرفهم فِي أُمُوره بِقدر مَا رأى مِنْهُم. فَإِن رأى أَن ثوراً نطحه فأزاله عَن مَوْضِعه فَإِنَّهُ يعزل عَن عمله أو يناله ضرر في أمر عمله بِقدر مَا ناله من نطحه فَإِن نطحه وَلم ينزله عَن مَوْضِعه لكنه كَاد أَن ينزله فَإِنَّهُ يكاد أن يعزل عن عمله أو يكاد أن يناله مكروه في عمله ولكنه لا يعزل ولا يناله مكروه. فَإِن رأى للثور قروناً كثيرة فَإِن ذَلِك عمال وسنُون على عدد الْقُرُون. لحم الثور مَال. وَجلد الثور مال. فَإِن ركب ثورا أسوداً أصَاب مَالا وسلطاناً على قدر طَاعَة الثور له. وقيل: ذبح الثور وَتقسيم لَحْمه فَإِن عاملا من العمال يموت ويقسم ماله، وَكَذَلِكَ الدَّابَّة الَّتِي تنْسب إِلَى الرجل فِي التَّأْوِيل. فَإِن رأى جمَاعَة من الثيران أَو الْبَقر أَقبلت وَدخلت بلدا فإن أمرا يكون في ذلك البلد فإن كانت بقرا سمينة أو حاملا أو كبيرة كانت سنون وخصب في ذلك البلد وإن كانت بقرا هزيلة كانت سنون جدبة في تلك البلد وكذلك يكون تأويل الرؤيا على حسب لون البقر وشكله. لُحُوم الْبَقر وَأَلْبَانهَا وشحومها وسمنها وكل ذَلِك مَال وخصب لمن أَصَابَهَا وَلمن أكلهَا معيشة وَمَنْفَعَة على مِقْدَار مَا أكل ووجد. وَشرب أَلْبَانهَا إِذا كَانَت حليباً فطرة فِي الدّين وَمَال حَلَال. وَسمن الْبَقر إِذا أكله أَو وجده دل على مالٍ وخصب بِقدر ذَلِك، وقيل: سمنها أفضل من سمن الْغنم وتدل على سَعَة وخصب. وجلود الْبَقر مَال أَو تَركة فِي تِلْكَ السنة.
وَقيل: وأما الْبَقر أَمْوَال طيبَة كَثِيرَة على قدر مَا رأى مِنْهَا. فَإِن رأى أَنه يحلب بقرة ويشرب لَبنهَا فإن كَانَ مسجونا أطلق سراحه وإن كان عزبا تزوج وَإن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَإن كَانَ غَنِيا ازداد غنى. فَإِن رأى أَن إنْسَانا وَهب له عجلاً فَإِنَّهُ يُولد لَهُ ولد. وقيل: إن حمل عجلاً صَغِيرا أَو عجلة فادخلها منزله أَو رَآهَا فِي بَيته فَإِنَّهُ هم حيث إنه عند بعض المعبرين كل صَغِير من الْحَيَوَان هم على قدر مخالطته لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة الصَّبِي وَالصَّبِيّ هم في التأويل وَفِي وَجه آخر فإن الصبي عند بعض المعبرين يؤول بغُلَام والغلام بِشَارَة.
رؤيا الجاموس
وَأما الجاموس فإنه بِمَنْزِلَة الثور الَّذِي لم يعْمل بعد، وَهُوَ رجل لَهُ مَنْفَعَة لمَكَان الْقُرُون. من رأى أَنه يداول شَيْئا من الجواميس أو ملك جاموسا فَإِنَّهُ ينَال مالا من رجل ويداوله. وأناث الجواميس بمنزلَة الْبَقر فِي أَلْبَانهَا ولحومها وجلودها وأعضائها وشعورها. وَجَمَاعَة الجواميس إِذا رأى أَنه ملكهَا فَإِنَّهم يؤول بأناس ذَوي سُلْطَان. إِذا رأى أَنه ركب عجلة الجواميس فَإِنَّهُ يركب مركبا من مراكب الْمُلُوك ويصيب سُلْطَانا أعجمياً وشرفاً وكرامة وَذَلِكَ أَن السَّيِّد يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام حمل على عجلة يَوْم تم إكرامه وتوليته مصر. فَإِن رأى أِنَّه مُتَعَلق بعجلة أَو يتبعهَا فَإِنَّهُ يتبع ذَا سُلْطَان ويداوله كَذَلِك أَو ينَال مِنْهُ بِقدر مَا رأى. فَإِن رأى أِنَّه ركب عجلة تحمل الأثقال على غير هَيْئَة المراكب وَزينتهَا أَصَابَهُ هم حيث لَا خير فِي عجلة تحمل الأثقال.