فصل فِي رُؤْيا الْأَبْوَاب وَفتحهَا وغلقها و رؤيا المفتاح و القفل.
رؤيا الباب في المنام – تفسير الاحلام لابن شاهين
قَالَ دانيال: الْبَاب يؤول بِامْرَأَة فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَن أبوابا فتحت مَجْهُولَة كَانَت أَو مَعْرُوفَة فَإِنَّهُ يحصل لَهُ خير ونعمة. وَإِن كَانَت على طرف الطَّرِيق فَإِن ذَلِك يحصل بِسُرْعَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أَبْوَاب الدَّار فتحت قدامه فَإِنَّهُ حُصُول مَال من جِهَة جليل الْقدر ويدخر ذَلِك لأجل عِيَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بَاب دَاره أغلق أَو خرب أَو حرق فَإِنَّهُ دَلِيل على هم أو مشقة أو ربما دخُول أناس إِلَى منزله بِسَبَب هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ حرك حَلقَة الْبَاب أَو دفقها فأجيب فَإِن الله يستجيب دعاءه ويجد مَا يَطْلُبهُ وينفتح لَهُ الْبَاب عِنْد دقة فَإِن الله تَعَالَى أجَاب دَعوته بنصر وظفر على الْأَعْدَاء.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: أَبْوَاب الدَّار جَمِيعهَا فِي التَّعْبِير بِمَعْنى وَاحِد لَكِن بَاب الْمدْخل أَزِيد من ذَلِك فِي مَعْنَاهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صنع بَابا جَدِيدا أَو قفله فَإِنَّهُ يخْطب امْرَأَة ويتزوجها. وخلع الْبَاب طَلَاق الْمَرْأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بَابا وَلَيْسَ مَعَه مَا يغلق بِهِ فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة ثَيِّبًا.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى شَيْئا من أَصْنَاف الوحوش يتسارعون إِلَى بَابه ويصرخون بِهِ كان ذلك غير محموداً. وكذلك (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بِبَاب دَاره حلقتين أَو مسطبتين فإن ذلك غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بَاب السَّمَاء قد فتح فَإِنَّهُ يدل على افْتِتَاح أَبْوَاب الْخيرَات والأرزاق على أهل ذَلِك الْمَكَان.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْبَاب على ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا صَاحب الدَّار وَالثَّانِي الْمَرْأَة وَالثَّالِث الْخَادِم.
وَأَمَّا بَاب الْمَدِينَة فَإِنَّهُ يؤول بالحاجب وبواب الْملك.
وَقَالَ أبو سعيد الْوَاعِظ: من رأى كَأَن أبوابا فتحت إِلَى دَاره حَتَّى جَاوَزت الْحَد دلّت رُؤْيَاهُ على تعطيلها. وَإِن لم تجَاوز الْحَد دلّت على سَعَة الرزق وإيضاح أبوابه عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قطع حَلقَة بَابه فَإِنَّهُ يدْخل فِي بِدعَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ يُرِيد إغلاق بَابه فَلَا ينغلق فَإِنَّهُ يمْنَع عَن أَمر يعجز عَنهُ.
وَقيل من رأى أَن أَبْوَاب دَاره فتحت من مَوَاضِع كَثِيرَة فَإِنَّهَا أَبْوَاب دُنْيَاهُ تفتح لَهُ وَتقبل عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بَاب دَاره عَظِيم قوي فَإِنَّهُ حسن حَاله وَإِلَّا رَجَعَ التَّأْوِيل لمَالِكهَا وَذهب بِهِ إِلَى حَيْثُ لم يدر فَهِيَ حُصُول هم فِي كَبِير الْبَيْت.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بَاب دَاره ملقى فَإِنَّهُ إن كَانَ عِنْده ضَعِيف يبرأ سَرِيعا وَيُعَافى وَرُبمَا كَانَ بِشَارَة وَصِحَّة وَخيرا وسلامة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بَاب دَاره إِلَى خَارج الدَّار فَلَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بَاب دَاره سد فَإِنَّهُ هم بِأَهْل الدَّار.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُرِيد أَن يغلق بَابا وَلَا يَسْتَطِيع فَإِن ذَلِك أَمر يعسر عَلَيْهِ من قبل امْرَأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فِي وسط بَابه بَابا صَغِيرا فَإِنَّهُ يكون للدَّار مدْخل بمفرده إِلَى النِّسَاء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل على قوم من بَاب فَإِنَّهُ يظفر بحاجته وينتصر على أعدائه وَتبطل حجَّة خصمائه لقَوْله تَعَالَى: {ادخُلُوا عَلَيْهِم الْبَاب فَإِذا دخلتموه فَإِنَّكُم غالبون}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من بَاب وَلم ينْو الْعود فَإِنَّهُ يخرج من أَمر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من بَاب ضيق إِلَى سَعَة أَو من أَمر هائل فَإِنَّهُ صَلَاح وَخير وَفرج من هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطْلب بَابا وَلَا يَهْتَدِي إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يطْلب أمرا ويتحير فِيهِ وَلَا يبلغ مِنْهُ أربا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) ان أُسْكُفَّة الْبَاب نزعت فَإِن صَاحب الدَّار يُطلق امْرَأَته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يفتح بَابا مَعْرُوفا فَإِنَّهُ يَسْتَعِين بِرَجُل على طلب حَاجته ويظفر بهَا لقَوْله تَعَالَى: {إِن تستفتحوا فقد جَاءَكُم الْفَتْح}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُرِيد فتح بَاب وَقد عسر عَلَيْهِ وَهُوَ يحاوله وَلم يقدر على ذَلِك فَإِنَّهُ عسر أَمر وَلَا ينَال مِمَّا يَطْلُبهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أغلق بَابا جَدِيدا ودربسه فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة وينكحها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فتح بَابا مغلقا من مُدَّة فَإِنَّهُ يفرج همه وغمه وَيحصل لَهُ خير من مَكَان لَا يؤمله. وَقِيلَ: يُفَارق زَوجته ويتزوج غَيرهَا. وقيل: غلق الْبَاب مُفَارقَة امْرَأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سمر بَابه فَإِنَّهُ يزْدَاد محبَّة فِي امْرَأَة مَا لم يمْنَع الدُّخُول.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ بَاعَ بَابه فَإِنَّهُ يستغني عن خادمه.
وَأما بَاب الْجَامِع فيؤول بِامْرَأَة القَاضِي.
وَبَاب الْحمام يؤول بِامْرَأَة ماشطة.
وَبَاب الخان يؤول بِامْرَأَة غير حَصِينَة.
وَبَاب القلعة يؤول بِرَبّ وَظِيفَة تقضي أُمُور النَّاس على يَدَيْهِ وَرُبمَا كَانَ دينا.
وَبَاب البيمارستان يؤول بِزَوْجَة الْحَكِيم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جَاءَ إِلَى بَاب وَلم يدْخل وَدخل من غَيره فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه، إِن كَانَ من أهل الصّلاح وسعى فِي أَمر دُنْيَوِيّ من ملك من الْمُلُوك فَإِنَّهُ لَا يسْأَل أَرْبَاب وظائفه فِي ذَلِك بل يَطْلُبهُ مِنْهُ ويعسر ذَلِك عَلَيْهِ وَرُبمَا ناله وَلم يثبت عَلَيْهِ. وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يَأْتِي امْرَأَة فِي دبرهَا. وَقِيلَ: ارْتِكَاب مَعْصِيّة.
فصل فِي رُؤْيا المفاتيح والأقفال
رؤيا المفتاح
وَهِي تؤول على أوجه فالمفتاح إِنْسَان على يَدَيْهِ أُمُور النَّاس.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بِيَدِهِ مَفَاتِيح كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على علو مَنْزِلَته وَعظم شرفه لقَوْله تَعَالَى: {لَهُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْض}.
وَقَالَ الْكرْمَانِي كل مَا يفتح بالمفتاح خير والغلق ضِدّه.
وقال بَعضهم: الغلق يدل على التَّزْوِيج.
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَن بِيَدِهِ مَفَاتِيح الْجنَّة فَإِنَّهُ يكون على دين ملكه وَتَكون عواقب أُمُوره محمودة.
وَقِيلَ: إِن الْمِفْتَاح هُوَ طلب حَاجَة من الله عز وَجل وَدُعَاء واستغفار.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى بِيَدِهِ مفتاحا يدل على الْوضُوء بِمَاء طَاهِر لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ: مفتاح الصلاة ماء طهور.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سقط مِفْتَاح من يَده فَإِنَّهُ يتهاون فِي الصَّلَاة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْمِفْتَاح تدل على فتح الْأُمُور الصعاب وَفرج من الْغم وشفاء من الْمَرَض وَحُصُول مُرَاده وَقُوَّة فِي الدّين وَقَضَاء حَاجَة وَإجَابَة دُعَاء وَعلم وَمَعْرِفَة.
وَقَالَ مُحَمَّد بن شامويه: من رأى أَنه أصَاب مفتاحا أَو مَفَاتِيح فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وسلطانا وَخيرا عَظِيما بِقدر الْمِفْتَاح.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فتح شَيْئا بمفتاح وتيسر ذَلِك لَهُ فَإِنَّهُ يَسْتَعِين بِأحد فِي حَاجَة.
وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنه ألْقى إِلَيْهَا مِفْتَاح فَإِن انسانا ينْكِحهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعْطى مفتاحا أَو مَفَاتِيح وَاسْتولى على مَا يتَضَمَّن غلقها فَإِنَّهُ يتَوَلَّى أمرا يحكم فِيهِ على أَشْرَاف النَّاس ويدخر خَزَائِن الْملك إن كَانَ مِمَّن يصلح لذَلِك وإلا فَهُوَ خير على كل حَال.
ورؤيا كسر الْمِفْتَاح أَو شَيْء من أَسْنَانه لَا خير فِيهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مفتاحه قد ضَاعَ أَو سرق فَإِنَّهُ تَعْطِيل الْأُمُور.
وَقِيلَ: رُؤْيا ادخال الْمِفْتَاح فِي السكرجة نِكَاح فَإِن كَانَت جَدِيدَة فبكر. وَإِن كَانَت عتيقة فثيب.
وَقَالَ أبو سعيد الْوَاعِظ: الْمِفْتَاح الْمُتَّخذ من حَدِيد رجل ذُو بَأْس، وَالْفَتْح مَحْمُود وظفر وَنصر لقَوْله تَعَالَى: {نصر من الله وَفتح قريب}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بِيَدِهِ مَفَاتِيح فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا لقَوْله تَعَالَى: {وَآتَيْنَاهُ من الْكُنُوز مَا إِن مفاتحه لتنوء بالعصبة} وَرُبمَا دلّ قصد الْفَتْح بالمفتاح على طلب حَاجَة بِالدُّعَاءِ لِأَن الواحدي قَالَه فِي تَفْسِير الْقُرْآن فِي معنى قَوْله تَعَالَى: {إِن تستفتحوا فقد جَاءَكُم الْفَتْح}.
رؤيا القفل
وَأَمَّا القفل فَإِنَّهُ دَلِيل على حُصُول مُرَاد الدّين وَالدُّنْيَا وَصَلَاح أَحْوَاله.
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ القفل انْفَتح سَرِيعا فَإِنَّهُ تيَسّر عَلَيْهِ الْأُمُور عَاجلا ويرزق الْحَج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لَا يقدر على فتح القفل فَإِنَّهُ تعسير وغلق أُمُوره.
وَقَيل: جمع رُؤْيا القفل تؤول على سِتَّة أوجه: حُصُول أَمر، وَقُوَّة، وَحجَّة، وَمَنْفَعَة، وَامْرَأَة واعتماد على رجل مصلح.
وَرُبمَا دلّت رُؤْيا عمل القفل على الدّلَالَة. وَقِيلَ: صَلَاح وحرس.
وَأَمَّا مَا يوضع بِهِ القفل والمفاتيح فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَدخل فِيهِ شَيْئا من ذَلِك فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَرُبمَا دلّ على الْحِفْظ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قفل قفلا على بَاب فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على زَوجته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قفل قفلا على صندوق أَو علبة أَو مَا أشبه ذَلِك من الْأَوَانِي فَهُوَ نَظِيره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) قفلا ثقيلا وضع فِي رقبته فَلَا خير فِيهِ، وَوَضعه فِي الرجل مَعْنَاهُ كمعنى الْقَيْد كَمَا تقدم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) قفلا من مَعْدن من الْمَعَادِن فَإِنَّهُ امْرَأَة تنْسب لذَلِك النَّوْع كَمَا هُوَ مَذْكُور فِي بَيَان الْأُصُول.
وَأَمَّا القفل الْخشب فَلَا خير فِيهِ.
وَقِيلَ: القفل إِذا كَانَ بيد أحد من أهل النِّفَاق فَهُوَ زِيَادَة طغيان، وَإِذا كَانَ بيد أحد من أهل الْبُخْل فَهُوَ زِيَادَة بخل وخساسة، وَإِذا كَانَ بيد أحد من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ خير وبركة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أقفالا مَوْضُوعَة على الحوانيت فَإِنَّهُ كساد لأَهْلهَا وَتَقْيِيد أُمُورهم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ كسر قفلا فَإِنَّهُ على وَجْهَيْن ان كَانَ مِمَّا يكره فِي التَّعْبِير فعله فَلَيْسَ بمحمود، وَإِن كَانَ مِمَّا يشْكر فَهُوَ مَحْمُود وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.