فِي رُؤْيا السفن وَهِي تتنوع على أَنْوَاع مُتعَدِّدَة يَأْتِي بَيَانهَا مفصلة ورؤيا القوارب وَجَمِيع آلَات المراكب.
رؤيا السفينة – تفسير الاحلام لابن شاهين
فقد قيل: السفينة في المنام نجاة على كل حال.
وَقِيلَ: من رأى أَنه فِي سفينة فَإِنَّهُ في هم أَو خُصُومَة أَو أَمر يحول بَينه وَبَين النهوض أَو تكون السَّفِينَة نجاة مِمَّا يخَاف ويحذر. وَإِن كَانَ عزبا تزوج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينشىء سفينة أَو اشْتَرَاهَا أَو وهبت لَهُ يتَزَوَّج أَو يتسرى لقَوْله تَعَالَى: {وَله الْجوَار} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ كَانَ فِي سفينة فَخرج مِنْهَا إِلَى الْبر فَإِنَّهُ ينجو من الكرب وَالْحَبْس والمصائب والأسقام لقَوْله تَعَالَى: {فأنجيناه وَأَصْحَاب السَّفِينَة}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن السَّفِينَة تسْتَقْبل المَاء اسْتِقْبَالًا صعبا فَإِن الْهم الَّذِي فِيهِ صَعب. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن السَّفِينَة سهلة الْمسير فَإِن همه يضعف.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن السَّفِينَة قَائِمَة بِهِ فِي المَاء الراكد دل ذلك على هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة فِي بَحر أَو بر وَهُوَ على هَيْئَة مُرضية فَإِنَّهُ يداخل الْملك أَو من يقوم مقَامه أَو تكون حَالَته كحالة السَّفِينَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصعد إِلَى سفينة من وسط الْبَحْر بَعْدَمَا أَيقَن بِالْأمر مكروه فَإِن كَانَ مذنبا تَابَ من ذَنبه. وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى. وَإِن كَانَ مَرِيضا أَفَاق. وَإِن كَانَ طَالب علم أدْركهُ. وَإِن كَانَ مهموما زَالَ همه. وَإِن كَانَ عزبا تزوج أَو تسرى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة وغرقت وَسلم هُوَ فَإِنَّهُ غارق فِي أُمُور الدُّنْيَا وَتَكون عاقبته إِلَى خير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ حِين غرقت السَّفِينَة ذهب مَتَاعه فَإِنَّهُ نقص فِي مَاله ويعوض مِنْهُ لِأَن السَّفِينَة على كل حَال نجاة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن السَّفِينَة انْكَسَرت بِهِ ثمَّ تَفَرَّقت ألواحها فَإِن ذَلِك هم ربما كان ذلك من جهة الوالد أو العم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة وَقد خرقت فَإِنَّهُ يربح فِي سَفَره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ سفينتين فَرَأى أَحدهمَا قد خرقت فَإِن الَّتِي انخرقت هِيَ الَّتِي يُرْجَى نجاتها لقَوْله تَعَالَى: {أخرقتها لتغرق أَهلهَا}. وَرُبمَا دلّ العطب على السَّلامَة إِن كَانَت رُؤْيَاهُ صَادِقَة لتجارتها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ عدم فِي سفينة فَإِنَّهُ يكون نجاة من شَرّ مَا يحاذر وَرُبمَا دلت على امْرَأَة سَفِيهَة منافقة لِأَن السَّفِينَة من خشب و الخشب نفاق في التأويل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة فِي مَاء مطر أَو بركَة فَإِنَّهُ تتقاطر عَلَيْهِ الدُّنْيَا ويزداد فِي دينه خيرا كثيرا وَلَا يزَال مأجورا فِي نَفسه وَمَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة منحدرة فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم على قدر انحدارها فَإِن بلغ حد المَاء المالح فَإِن هَذِه الرُّؤْيَا لَيست بمحمودة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة تجْرِي بِهِ فِي الْبر فَإِنَّهُ نفاق فِي الْعَمَل أَو نِكَاح غير حلال أَو سفر يحدث أَو ربما مرض أو رُبمَا كَانَ دل ذلك على الحج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) سفينة تجْرِي فِي الْهَوَاء فَإِنَّ ذلك غير محمود.
وَقيل رُؤْيا السَّفِينَة امْرَأَة قهرمانة.
رؤيا المركب
ورؤيا الْمركب الْمَعْرُوفَة عِنْد أَرْبَابهَا رجل كَبِير.
وَقسم المعبرون السفن على أَقسَام:
فَأَما سفينة الْبَحْر المالح فَإِنَّهَا ان كَانَت للْمُسلمين فَهُوَ خير، وَإِن كانت لغير المسلمين فَهِيَ غنيمَة وَفَائِدَة تسمى عِنْد أَرْبَاب المراكب قرقورة.
وَأَمَّا سفن الْغُرَاب فتؤول بقطاع الطَّرِيق وبالغزاة وَرُبمَا كَانَت حَربًا.
وَأما سفن البرصاني فتؤول بِتِجَارَة المغاربة وَهُي تدل على مَنْفَعَة.
وَأما سفن الثلبي فتؤول بِتِجَارَة قليلة المكسب.
وَأما السفن الذهبية فتؤول بالسلطان.
وَأما سفن الحراقة فتؤول بالأمراء.
وَأما سفن القرادة فتؤول بالوالي.
وَأما سفن الدرمونة فَهِيَ على وَجْهَيْن تؤول بالوزير لِأَنَّهَا من تعلقات الدولة وَرُبمَا تعبر بِالْملكِ لِأَنَّهَا مَخْصُوصَة بِهِ.
وَقيل رُؤْيا الْمركب الْمُعَلقَة تدل على رجال ذَوي مناصب.
والمراكب بِغَيْر قلوع نسْوَة.
والمراكب المنسية زواج.
والمراكب الْمَكْسُورَة هم.
والمراكب الغارقة نجاة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ ركُوب السَّفِينَة نيل ولَايَة. وَإِن صغرت السَّفِينَة دلّت على صغر الْولَايَة. وَإِن كَبرت وهو لَيْسَ بِأَهْل لذَلِك فَإِنَّهُ يدْخل فِي أَمر دنيء فِيهِ مخاطرة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ركب سفينة وَكَانَ فِي أَمر هائل فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ الْفرج أَو يتَمَسَّك بِرَجُل ذِي خطر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ خرج من السَّفِينَة إِلَى الْبر، ارْتكب مَعْصِيّة لقَوْله تَعَالَى: {فَلَمَّا نجاهم إِلَى الْبر إِذا هم يشركُونَ}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَن السَّفِينَة كسرت وَتَفَرَّقَتْ ألواحها وَتعلق بلوح مِنْهَا فَإِنَّهُ يشرف على هلكة ثمَّ ينجو منها. وَإِن كَانَ تَاجِرًا خسر فِي تِجَارَته ثمَّ ينَال ربحا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَن السَّفِينَة غرقت وَتَفَرَّقَتْ ألواحها كان ذلك غير محمود.
وقيل: السفينة الْقَائِمَة الَّتِي لَا تجْرِي تدل على الْحَبْس لِأَنَّهُ لما قَامَت السَّفِينَة بِيُونُس عَلَيْهِ السَّلَام حبس فِي الْحُوت. وَأَمَّا بَقِيَّة السفن فَكل وَاحِدَة تعبر فِي أَهلهَا ومكانها نَظِير مَا تقدم.
وَإِن رأى أَنه أصلح شَيْئا فِي سفينة فَإِنَّهُ يفْسد فِيهَا شَيْئا. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يفْسد فِيهَا شَيْئا فتعبيره ضِدّه لِأَن أهل معاش الْبَحْر يسمون صَلَاحهَا فَسَادًا وفسادها صلاحا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة بمفرده فَإِنَّهُ يتَزَوَّج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سفينة موسوقة فَإِنَّهُ حُصُول خير على كل حَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يجذب سفينة من الْبر إِلَى الْبَحْر ينتسب فِي سره للْملك ويتقرب عِنْده. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) ضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أطلع سفينة إِلَى مَكَان مُرْتَفع لم يُمكن طُلُوع السَّفِينَة فِي مثله فَهُوَ على وَجْهَيْن تسبب لأحد فِي مَصَالِحه وعلو مَنْزِلَته وشهرته بَين النَّاس وَرُبمَا كَانَ ذَلِك لَيْسَ بمحمود.
وَقيل رُؤْيا المعدية الَّتِي تعدي فِي الْبَحْر بِالنَّاسِ وَالدَّوَاب على أوجه سَلامَة وَأمر حظر وَامْرَأَة.
قَالَ دانيال: رُؤْيا المراكب على أوجه هم وشغل فِيهِ ربح وملامة خُصُوصا لمن يكون فِي مركب وَلم يخرج مِنْهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من مركب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول فرج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ هلك فِي مركب فَإِنَّ ذلك غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه وقف فِي أَرض يابسة فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع محنة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه غرق فَإِنَّهُ غارق فِي كسب الدُّنْيَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه غرق ثمَّ خرج على المَاء بعض مَتَاعه دل ذلك على نجاته من خسارة أو إتلاف في المال، وَإِن غرق جَمِيع مَتَاعه فَإِنَّهُ يدل على إتلاف مَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه كسر فَإِنَّهُ يدل على هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جلس فِي مركب وَكَانَ الْمركب فِي مَوضِع عَال والمركب يسير في الْبَحْر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول عزة وَحُرْمَة بِسَبَب الْملك والأكابر.
قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَن مركبه يسير مُسْتَقْبلا للبحر فَإِنَّهُ يؤول على السّفر لقَوْله تَعَالَى: {وَله الْجوَار الْمُنْشَآت فِي الْبَحْر كالأعلام}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه وقف على جنب الْبَحْر فَإِنَّهُ يدل على إِقَامَته عَن سفر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه يسير وَهُوَ يتبعهُ وَلَا يصل إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يؤول على صعوبة أُمُوره وَلَكِن يَجِيء لَهُ بُلُوغ الْمَقْصد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يمشي على جنب الْمركب فَإِنَّهُ يُسَافر وَيحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة لقَوْله تَعَالَى: {لتجري الْفلك فِيهِ} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمركب تسري فَإِنَّهُ يؤول بِأَن عُمَّال ذَلِك الْملك يتوجهون فِي الْمُهِمَّات إِلَى الأقطار.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جلس فِي مركب والمركب تسير على الْبَحْر وَهُوَ يخَاف مِنْهُ يدل على التَّقَرُّب إِلَى الْملك بِقدر الْمركب. وَإِنْ رَأَى ضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي مركب مكمل وَهُوَ لابس زينته فَإِنَّهُ يدل على تقرب إِلَى حَرِيم الْملك. وَإِن رأى أَنَّهَا تخرقت فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم لملك من جِهَة حريمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سَائِر فِي مركب من حَدِيد فَإِنَّهُ يلقى قُوَّة من ملك. وَإِن كَانَت من مَعْدن من الْمَعَادِن فتأويله كَذَلِك. وَإِن لم تسر فتعبيره بضده.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَسُوق مركبا فَإِنَّهُ يدل على السّفر ومصاحبته لجَاهِل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه تسير فِي اليبوسة فَإِنَّهُ يدل على السّفر بِغَيْر فَائِدَة وتطمع النَّاس فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه كسر فِي الْبر فَإِنَّهُ حُصُول هم من جِهَة جليل الْقدر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أَلْوَاح مركب ذهبت بهَا الرّيح فَإِن الْملك يَأْخُذ مِنْهُ مَالا.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا المراكب تؤول على ثَمَانِيَة أوجه ولد وَأب وَامْرَأَة وركوب وَفَرح وَأمن وعيش وغنى. وَإِن خرج من الْمركب بسلامة فيؤول لَهُ بِمَا ذكر. وَإِن عطب فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صَار مراكبيا وَهُوَ يدولب الْمركب فَإِنَّهُ دَلِيل على أنه يكون مصلحا بَين النَّاس وَيكون مَقْبُول القَوْل. وَإِن لم يدولب الْمركب كَمَا يَنْبَغِي لم يكن ذلك محمودا.
فصل فِي رُؤْيا آلَات المراكب والقوارب.
رؤيا أدوات السفينة أو المركب
أما الْقلع فَحسن لقَوْل النَّاس ثناؤنا على فلَان كالقلع فِي الْبَحْر وَهُوَ على أوجه.
قَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي: من رأى قلوعا منشورة فِي الْبَحْر فَهُوَ ثَنَاء حسن.
وَإِذا رأى أَنه أقلع فِي مركب فَإِنَّهُ يقْلع عَن الذُّنُوب. وَرُبمَا دلّ رُؤْيا الْقلع على شَيْء قَصده سَوَاء كَانَ إنْسَانا أَو حَيَوَانا أَو جمادا أَو نباتا فليعتبر الرَّائِي ذَلِك وَيفهم مَا قَصده فِي يقظته.
وَأما حبال الْقلع فهم أَسبَاب وَسَيَأْتِي بَيَان ذكر الحبال فِي فَصله.
رؤيا مجداف السفينة
وَأما المقاديف فتدل على رجال معاونين نفاعين.
رؤيا مرساة السفينة
وَأما المرساة فتؤول بالإقامة عَن السّفر وبالزوجة الْمُدبرَة وبالقوة وبالسكينة.
وَأما الدفة فتسمى بأسام مُخْتَلفَة فتدل على من هُوَ قَائِم بِأُمُور الْإِنْسَان ومدبرها وَرُبمَا كَانَت قيمَة الْبَيْت، وَلَا خير فِي حُدُوث نازلة بهَا.
وَأما الصاري فَإِنَّهُ يؤول بكبير الْقَوْم الَّذِي جَمِيع الْأَحْوَال مُتَعَلقَة بِهِ. فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ فِيهَا حَادِثا كَانَ عَائِدًا على ذَلِك وَكلما كَانَ قَوِيا ثَابتا فَهُوَ مَحْمُود.
وَأما الْقرْيَة الَّتِي يوضع بهَا الْقلع فَإِنَّهَا تؤول بمعاون فِي الْأُمُور مناع للضَّرَر ومتسبب لصلاح النَّاس، وَلَا خير فِي حُدُوث مَا يَضرهَا.
رؤيا الدلو
وَأما الدَّلْو فَإِنَّهُ يؤول بِمن هُوَ سَاتِر لأموره فمهما رأى فِيهِ من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول فِي ذَلِك وَرُبمَا كَانَ دَالا على الْوِقَايَة وَفعل الخيرات وَكَذَا الْإِحْسَان.
وَأما بَقِيَّة آلَات المراكب وَهِي عديدة فتؤول على ثَلَاثَة أوجه: أعوان النَّاس ومسالك وَمَنْفَعَة خير.
وَقيل فِي اللبان أَنه دَال على الطّرق وَصَاحب مَنْهَج وَتمسك وعصمة ومداراة وعيون ومعاونة وَرُبمَا كَانَت دَاره ودربه خُصُوصا إن كَانَ لَهَا حَدِيد.
وَأَمَّا القوارب فَهُوم دون المراكب فِي التأويل. وَرُبمَا دلّت رُؤْيا القارب على الْهم وَالْخُرُوج مِنْهُ خير وَفرج.
وقيل: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بداره قاربا فَلَا خير فِيه ذلك فلرُبمَا دلّ على تكدير عَيْش.
وَأما العشارى فَهُوَ فِي الْمَعْنى نَظِيره وَلَكِن فِي الْمقَام أجل لِأَنَّهُ ذُو مقاديف عديدة وَرُبمَا دلّ على ترجمان الْملك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يركب مركبا فَإِنَّهُ يصنع مَعْرُوفا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يقتلع شَيْئا من ذَلِك فَإِنَّهُ يحصل مَالا.
وَقِيلَ: رُؤْيا جَمِيع المراكب والقوارب إِن دخل فِيهَا وأغلقت عَلَيْهِ فإنها تدل على سجن.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصنع فِي شَيْء من ذَلِك مَا لَا يُمكن صناعَة مثله فِي الْيَقَظَة فَإِن ذَلِك لَيْسَ بمحمود.
وَأما تَابُوت الْمركب فَإِنَّهُ يؤول بتاج الرجل وبهائه فمهما رَآهُ فِي ذَلِك من زين أَو شين فيؤول على صَاحب الْمركب.
وَأما الإسقالة فَهِيَ إِنْسَان تَجْتَمِع أشغال النَّاس عِنْده وَرُبمَا دلّت على اتِّصَال إِلَى أُمُور بِوَاسِطَة رجل مُنَافِق وَالله أعلم.