رؤيا غير المسلمين, رؤيا اليهود, رؤيا النصارى , رؤية فرعون في المنام – تفسير الاحلام لابن شاهين
رؤيا غير المسلم – تفسير الاحلام لابن شاهين
أما الْكفَّار وَالْمُشْرِكُونَ فَإِنَّهُم يؤولون على أوجه. قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى الْكفَّار دخلُوا عَلَيْهِ فِي منزله وقصدوا محاربته فَإِنَّهُم يؤولون بأعداء ضامرين لَهُ سوءا أَو يكون مبلغهم مِنْهُ بِقدر ركضهم فِي منزله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أحدا من الْكفَّار أسره فَإِنَّهُ يُصِيب هما شَدِيدا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ كَافِر ثمَّ دخل فِي الْإِسْلَام فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: اعترافه بِالنعْمَةِ بعد كفرانها أَو يصير إِلَى الْحق. وَقِيلَ: من رأى أَنه صَار كَافِرًا فَإِنَّهُ يدل على ميله إِلَى الْكفْر.
وَقيل من رأى أَن مُشْركًا صَار مُسلما وَتكلم فِي بَاب الْمَوْت فَإِنَّهُ يدل على مَوته فِي دين الْإِسْلَام. وَإِن كَانَ كَلَامه مُخَالفا للدّين وَطَرِيق الشَّرْع فانه لَا يسلم. وَإِن أسلم فانه لَا يكون ثَابتا فِي الْإِسْلَام.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن مُشْركًا دخل الْجنَّة أَو صلى نَحْو الْقبْلَة أَو شكر الله تَعَالَى أَو دخل فِي حصن أَو صَار قلبه وَاسِعًا فَإِنَّهُ يدل على إسلامه لقَوْله تَعَالَى: {فَمن يرد الله أَن يهديه يشْرَح صَدره لِلْإِسْلَامِ}.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: من رأى مُشْركًا وَكَانَ الرَّائِي مَسْتُور الْحَال فَإِنَّهُ يدل على طلب الْعلم وَالظفر على أعدائه. وَإِن لم يكن مَسْتُور الْحَال فَإِنَّهُ يصاحب أَرْبَاب الْمذَاهب الْفَاسِدَة.
وَأما النَّصَارَى فَإِنَّهَا تؤول على أوجه: فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه صَار نَصْرَانِيّا فَإِنَّهُ غير محمود. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) نَصْرَانِيّا فَإِنَّهُ يظفر على خَصمه إِن كَانَ لَهُ مَعَ أحد خُصُومَة لِأَن النَّصْرَانِي مُشْتَقّ من النُّصْرَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) نَصْرَانِيّا صَار مُسلما فَإِنَّهُ يسلم سَرِيعا. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن قِيَامه وقعوده مَعَ النَّصَارَى فَإِنَّهُ يكون محبا لَهُم ويميل إِلَيْهِم كل الْميل. وَقِيلَ: من رأى نَصْرَانِيّا وَكَانَ فِي حَرْب فَإِنَّهُ ينتصر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن نَصْرَانِيّا قد تغير عَن مِلَّته إِلَى مِلَّة أُخْرَى فَإِنَّهُ يؤول بِعَدَمِ سلوكه فِي طَرِيق مِلَّته كَمَا يَنْبَغِي.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن نَصْرَانِيّا فعل شَيْئا لَا يجوز فِي مِلَّة الْإِسْلَام مثل صُعُوده مَنَارَة أَو منبرا أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: حُصُول هم لَهُ أو تولية من لَيْسَ لَهُ دين فِي هَذَا الْمَكَان حَاكما وأو ظُهُور بِدعَة هُنَاكَ واستحقار أَهله بدين الْإِسْلَام.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) نَصْرَانِيّا دخل الْحرم فَإِنَّهُ يسلم ويأمن مِمَّا يخَاف ويحذر.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى كَأَنَّهُ صَار نَصْرَانِيّا فَإِنَّهُ يَرث خَاله أَو خَالَته إِن كَانَ من أهل الصّلاح. وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ غير محمود.
وَقيل من رأى أَنه صَار نَصْرَانِيّا وقدامه مَا يُؤْكَل وَلم يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على غير رَاض بقسمة الله لَهُ.
وَأما الفرنج فإنهم يؤولون بالفرج والنصرة أَيْضا لمن رَآهُمْ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صَار إفرنجيا فَإِنَّهُ يرتكب البدع ويزيد في طغيانه لأنهم من أهل الحرب والطغيان والجهل.
وَأَمَّا الأرمن فتعبيرهم فِي جَمِيع أَحْوَالهم كَمَا تقدم فِي النَّصَارَى.
وَأما الرهبان، فَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه صَار رَاهِبًا فَإِنَّهُ مُبْتَدع لقَوْله تَعَالَى: {ورهبانية ابتدعوها مَا كتبناها عَلَيْهِم} الْآيَة. وَرُبمَا دلّت رُؤْيَاهُ على ارْتِكَاب مَا لَا يجوز لَهُ واستمراره عَلَيْهِ.
وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه صَار رَاهِبًا وَكَانَ من الثِّقَات فَإِنَّهُ يؤول بِكَثْرَة الْخُشُوع وَالْخَوْف من الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل: {واضمم إِلَيْك جناحك} من الرهب وَهُوَ الْخَوْف.
وَقَالَ بعض الصَّالِحين: الراهب من رهب الله أي خافه. وَقِيلَ: رُؤْيا الراهب تؤول بِرَجُل خداع أو مُبْتَدع.
وَأما الْيَهُود فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه صَار يَهُودِيّا فَإِنَّهُ يرتكب طَرِيق الْبِدْعَة أو يُقَوِّي كلامهم. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه صَار يَهُودِيّا فَإِنَّهُ يتْرك الْفَرَائِض فيعاقب على ذلك. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ يُقَال لَهُ يَا يَهُودِيّ وَعَلِيهِ ثِيَاب بيض وَهُوَ كَارِه لتِلْك التَّسْمِيَة فَإِنَّهُ فِي ضيق ينْتَظر الفرج.
وقيل: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) الْيَهُود فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول رَحْمَة الله تَعَالَى لقَوْله تَعَالَى: {إِنَّا هدنا إِلَيْك قَالَ عَذَابي أُصِيب بِهِ من أَشَاء} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) جمَاعَة من الْيَهُود فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله لِأَن معنى يهود يَتُوب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) يهودا أَو وَاحِدًا فَإِنَّهُ يؤول بِالْهدى لاشتقاق الِاسْم.
وَقِيلَ: من رأى أَنه صَار يَهُودِيّا فَإِنَّهُ يَرث عَمه أَو عمته.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْيَهُود اظهار أَمر مُشكل وتيسر حجَّة وَقُوَّة يَد فِي السّنة والشريعة لِأَن اسْم الْيَهُود مُشْتَقّ من الْهدى.
وَأما الْمَجُوس، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ مجوسيا فَإِنَّهُ يؤول بتفقد الْأُمُور وتشديدها لِأَن الْمَجُوس يشدون الْأُمُور ويعقدونها وَقد تقدم تَعْبِير ذَلِك.
رؤيا الصليب
والصليب يؤول على أوجه: فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه أعْطي صليبا أَو أشتراه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول خلل فِي الدين أو الميل عن الحق.
رؤية فرعون في المنام
رؤيا فرعون
أما الفراعنة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه: قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أحدا من الفراعنة الْمُتَقَدِّمين أَو ملكا جائرا دخل مَدِينَة أَو أَرضًا وَأقَام بهَا فَإِنَّهُ يدل على ظُهُور سيرة الفراعنة فِي ذَلِك الْمَكَان.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَن فرعونا أعطَاهُ شَيْئا أَو أَمر لَهُ بخلعه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حرَام من ملك ظَالِم بِقدر مَا رأى.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى بعض الفراعنة والأكاسرة والجبابرة حَيا أَو مَيتا فِي أَرض أَو بَلْدَة فَإِنَّهُ يؤول على أَرْبَعَة أوجه: ظُهُور سنته هُنَاكَ وجور حاكمها إِلَى أَن يصير فِي الْأَفْعَال مضار بِهِ وعزله وتولية غَيره مِمَّن يكون فعله كَذَلِك وَحُصُول هم عَامَّة لأهل ذَلِك الْمَكَان. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أحدا من الفراعنة صَار مُسلما أَو عادلا فتعبيره بِخِلَاف مَا تقدم.