فصل في رؤيا التواري و التخفي و الهرب و الفرار
رؤيا التواري – تفسير الاحلام لابن شاهين
وَأما التواري فَإِنَّهُ يدل على أَنه يُولد لَهُ بنت لقَوْله تَعَالَى: {يتَوَارَى من الْقَوْم من سوء مَا بشر بِهِ}. وَقِيلَ: يفر من خوف أحد.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه توارى فِي بَيت فَإِنَّهُ فرار من أحد لقَوْله تَعَالَى: {ان بُيُوتنَا عَورَة وَمَا هِيَ بِعَوْرَة ان يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارا}.
وَأَمَّا الاستخفاء والظهور للنَّاس فَإِنَّهُ يؤول على أوجه.
رؤيا الهروب
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه هارب وَلَا يدْرِي مِمَّن يهرب فَإِنَّهُ يرْزق تَوْبَة لقَوْله تَعَالَى: {فَفرُّوا إِلَى الله إِنِّي لكم مِنْهُ نَذِير مُبين}.
وَإِن عرف الْأَمر الَّذِي يهرب مِنْهُ فَإِنَّهُ يَأْمَن من خوف لقَوْله تَعَالَى: {ففررت مِنْكُم لما خفتكم فوهب لي رَبِّي حكما}.
وكل مَا يهرب الْإِنْسَان مِنْهُ مِمَّا لَا يعاين طلبه فَهُوَ ظفر للمطلوب.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يستخفي من النَّاس وَلَا يستخفي من الله فَإِنَّهُ يبارز الله بِالْمَعَاصِي لقَوْله تَعَالَى: {يستخفون من النَّاس وَلَا يستخفون من الله}.
وَقِيلَ: رُؤْيا الفرار هم.
وقال ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يهرب من أحد أَو من حَيَوَان معطب فَإِنَّهُ يدل على أَمَان من الْخَوْف وَحُصُول الظفر.
وقال بعض المعبرين: رُبمَا يكون الْفِرَار امتناعا عَن أَمر لقَوْله تَعَالَى: {قَالَ رب إِنِّي دَعَوْت قومِي لَيْلًا وَنَهَارًا فَلم يزدهم إِلَّا فِرَارًا}.