رؤيا الخمر – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا الحشيش, رؤيا النبيذ,
فصل فِي رُؤْيا الْخُمُور
رؤيا الخمر – تفسير الاحلام لابن شاهين
من رأى أَنه شرب خمرًا وَلَيْسَ من ينازعه فِيهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا بِقدر مَا شرب مِنْهَا. وَقِيلَ: إِثْمًا كَبِيرا لقَوْله تَعَالَى: {يسئلونك عَن الْخمر وَالْميسر قل فيهمَا إِثْم كَبِير} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يشرب خمرًا فَسَكِرَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا ويصيب من ذَلِك المَال سلطنة بِقدر السكر.
وَإِن سكر من غير خمر فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم لقَوْله تَعَالَى: {وَترى النَّاس سكارى} الْآيَة.
وَرُبمَا دلّ السكر على مكروه خُصُوصا للْمَرِيض لقَوْله تَعَالَى: {وَجَاءَت سكرة الْمَوْت} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يشرب الْخمر مَعَ قوم يعاطيهم الكأس فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع الْعَدَاوَة بَينهم والمنازعة لقَوْله تَعَالَى: {إِنَّمَا يُرِيد الشَّيْطَان أَن يُوقع بَيْنكُم الْعَدَاوَة والبغضاء} وَرُبمَا يرتكب مَعَهم مَعْصِيّة وَرُبمَا يصاب فِي مَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يتنازع مَعَ أحد على شرب الْخمر فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ لَا خير فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يعصر خمرًا فَإِنَّهُ يخْدم السُّلْطَان وَيجْرِي على يَده أُمُور عِظَام وَرُبمَا دلّت رُؤْيا عصر الْخمر فِي الدَّار على مكروه في الدار.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) نَهرا من خمرة فَإِنَّهُ على وَجْهَيْن، إن دخله أَصَابَهُ فتْنَة ومضرة. وَإِن لم يدْخلهُ فيؤول بتغيير رئيسه عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) خمرًا سَائِلًا وَهُوَ يسبح فِيهِ أَو يَخُوض فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول فتْنَة عَظِيمَة.
وَبيع الْخمر بيع شَيْء يحرم وَرُبمَا دلّت على الرِّبَا وَعدم الْمَنْفَعَة.
ورؤيا شرب الْخمر للمتولي عزل.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْخمر تؤول على ثَلَاثَة أوجه: حرَام وَتزَوج خُفْيَة ونعمة الدُّنْيَا.
ورؤيا عصره تدل على التَّقْرِيب إِلَى الرؤساء وَحُصُول الْمَنْفَعَة مِنْهُم.
وبائع الْخمر يدل على أَنه صَاحب فتْنَة وخصومة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْخمر فِي الأَصْل مَال حرَام بِلَا مشقة.
وَقِيلَ: هُوَ مَال سَوَاء كَانَ حَلَالا أَو حَرَامًا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يشرب خمرًا ممزوجة بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ ينَال مَالا بعضه حَلَال وَبَعضه حرَام، وَرُبمَا يُصِيب مَالا فِي شركَة وَرُبمَا يَأْخُذ من امْرَأَة مَالا وَيَقَع فِيهِ فتْنَة.
وَالسكر من الْخمر غنى دَائِم يخالطه بطر. وَقِيلَ: هُوَ سُلْطَان يَنَالهُ صَاحب الرُّؤْيَا. وَقِيلَ: هُوَ دَلِيل أَمن الْخَائِف فَإِن السَّكْرَان لَا يفزع من شَيْء.
ورؤيا الْخمر فِي الخابية إِصَابَة كنز.
رؤيا السُّكْر
وَالسكر من أَي نوع كَانَ يؤول على أوجه: فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أنه سَكرَان فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حرَام ويكون مقصرا فِي صلواته.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه سَكرَان بِغَيْر سكر فَإِنَّهُ يدل على خوف أو نقصان في المَال.
وَأَمَّا كل نوع مِمَّا يسكر بِهِ إِذا اسْتَعْملهُ الْإِنْسَان فقد تقدم تَعْبِيره مَعَ نَوعه.
رؤيا الحشيش
وَأَمَّا الْحَشِيش والأفيون فَهُوَ نوع مِمَّا يخَامر بَين الْمَرْء وعقله فلأجل ذَلِك أضفناه مَعَ الْخمر.
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ شَيْئا من ذَلِك فَلَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَبِيع حشيشا أَو يسحقه فَإِنَّهُ يؤول على أوجه ارتكاب أَمر مهول فيه جنون وَضعف فِي الْعَزْم.
والأفيون هم وغم وَأكله يؤول بالإصرار على الْمعْصِيَة.
وَرُبمَا دلّ الْحَشِيش والأفيون على مَال حرَام لَا أصل لَهُ وَلَا بَقَاء.
رؤيا النبيذ
فصل فِي رُؤْيا الأنبذة
وَهِي عديدة مِمَّا تستخرج من أَنْوَاعهَا جملَة، فالمسكر مِنْهَا مَال حرَام دون الْخمر وَمَا لَا يسكر مِنْهَا فَهُوَ مَال حَلَال فِيهِ تَعب ومشقة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصطنع نبيذا وَقد صَار خمرًا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي تَحْصِيل مَال من وَجه حل فَلم يَتَيَسَّر لَهُ إِلَّا من وَجه حرَام.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ قناة من نَبِيذ غير مُسكر مُسْتَمر الجريان فَإِنَّهُ رزق لَا يَنْقَطِع مُدَّة حَيَاته. وَإِنْ رَأَى فِي ذَلِك تعطيلا فَلَا خير فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يرش النَّبِيذ فِي الأَرْض فَإِنَّهُ يبذر مَاله فِي غير اسْتِحْقَاق.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يبْتَاع النَّبِيذ الْمُتَغَيّر طعمه ورائحته فَلَا خير فِيهِ.