فصل فِي رُؤْيا الْحمل (امرأة حامل أو حبلى) و الولادة (الوضع) و الرضاعة و النفاس و السقط
رؤيا الحمل و الولادة – تفسير الاحلام لابن شاهين
الحمل في المنام
رؤيا الحمل
وَهُوَ على أوجه: قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الْحمل للْمَرْأَة زِيَادَة مَال وللرجل حزن.
وَقِيلَ: رُؤْيا الْحمل دَلِيل على النِّعْمَة وَمَال الدُّنْيَا بِقدر كبر جوفها سَوَاء كَانَ الرَّائِي رجلا أَو امْرَأَة.
وَإِنْ رَأَى الصَّبِي الَّذِي دون الْبلُوغ أَنه حَامِل يؤول بوالده. وَإِن رَأَتْ الصبية ذَلِك يؤول على والدتها.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه صَار حَامِلا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي مَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن امْرَأَته حَامِل فَإِنَّهُ يَرْجُو شَيْئا من عرض الدُّنْيَا.
وَالْحمل صَالح للرِّجَال وَالنِّسَاء على كل حَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شَيْئا وَمن الْحَيَوَان حَامِل فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة خُصُوصا إِن كَانَ نَوعه محبوبا.
فصل فِي رُؤْيا الْوَضع
رؤيا الولادة
وَهُوَ على أوجه، قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه وضع جَارِيَة -بنتاً- أصَاب خيرا كثيرا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وضع غُلَاما أصَاب هما أو يناله كلَاما مَكْرُوها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن امْرَأَته وضعت غُلَاما فَإِنَّهَا تَلد جَارِيَة -أي بنتاً- إِن كَانَت حَامِلا. وَإِن لم تكن فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم ثمَّ يفرج الله عَنهُ. وَإِن كَانَ فِي الرُّؤْيَا مَا يدل على السِّرّ كانت رؤيا غير محمودة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن إِحْدَاهمَا ولدت غُلَاما فَإِنَّهُ يعبر بالضد.
وَقِيلَ: رُؤْيا الابْن يؤول بالبنت وَكَذَلِكَ الْبِنْت بالابن الا أن يكون طبع الرَّائِي إِذا رأى شَيْئا يظْهر على حَقِيقَته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ولد من فِيهِ فَإِن كَانَ مَرِيضا كانت الرؤيا غير محمودة، وَرُبمَا كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا منحصرا من أحد فَتكلم مَعَه بِكَلَام حسن.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: ولادَة الرجل غُلَاما يدل على دُخُوله فِي أَمر ثقيل لَيْسَ من شَأْنه ثمَّ ينجو ويظفر بعدوه، وَرُبمَا دلّت على نجاة من امْرَأَة دنيئة.
ورؤيا امْرَأَة السُّلْطَان أنها ولدت من غير حمل إصابة زَوجهَا كنزا.
وقال الْكرْمَانِي: إِذا رَأَتْ امْرَأَة ملك أَنَّهَا ولدت ابْنا أصَاب زَوجهَا مَنْفَعَة. وَإِن رَأَتْ انها ولدت بِنْتا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول غم.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: من رَأَتْ أنها ولدت ابْنا وَتكلم مَعهَا فِي الْحَال فَإِنَّها رؤيا غير محمودة. وَإِن رَأَتْ انها ولدت بِنْتا وتكلمت مَعهَا فِي الْحَال فَإِن الله تَعَالَى يرزقها ولدا يسود قومه.
فصل فِي رُؤْيا النّفاس
رؤيا النفاس
قَالَ الْكرْمَانِي: النّفاس يدل على ضعف الْمقدرَة. وقال آخَرُونَ: خلاص من غم وهم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يتحَرَّى مَا يلائم ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَوَلَّى أَمر من الْأُمُور.
وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أنها نفست وَمَا خلصت فَلَا خير فِيهِ.
وَأَمَّا الْعَجُوز فَحكم النفاس لهَا كَحكم الْحيض.
فصل فِي رُؤْيا السقط (سقوط الجنين و الإجهاض)
رؤيا السقط
من رأى أَنه سقط فَإِنَّهُ لَا يتم لَهُ مَا يُريدهُ من أَمر هُوَ قاصده وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة.
فصل فِي رُؤْيا الرَّضَاع
رؤيا الرضاعة
وَهُوَ على أوجه، فَمن رأى أَنه يرضع فَإِنَّ ذلك يدل على ذل أو على حزن.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا يرضع من يَدَيْهِ فَإِنَّ الرؤيا غير محمودة.
وَقِيلَ: لَا خير فِيهِ للراضع وَلَا للمرضع.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يرضع ثدي امْرَأَة فَإِنَّهُ يمرض. وَإِن رَأَتْ ذَلِك امْرَأَة كَانَت كَبِيرَة أَو صَغِيرَة فَإِن أمر من أمور الدُّنْيَا ينقبض عَلَيْهَا.
وَإِن رَأَتْ أنها ترْضع من ثديها لَبَنًا فَإِنَّهُ مِيرَاث من بَيتهَا.
وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أنها ترْضع من ثدي رجل فَلَا خير فِي ذلك.
وَأَمَّا رضعها من ثدي امْرَأَة أُخْرَى فَفِيهِ خلاف.
وَأَمَّا رضع الْقَضِيب فَهُوَ صَالح للراضع والمرضع وَحُصُول خير وَقَضَاء حَاجَة.
وَأَمَّا من جَمِيع الْأَعْضَاء إِن در فَهِو خير للراضع وَلَا خير فِيهِ للمرضع سَوَاء مَا ذكر.
وَأَمَّا الرضع من مثانيه فِيهِ خلاف.
من رأى أَنه يرضع من ثدي وَلم يدر فَلَا خير فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يرضع من حَيَوَان فَهُوَ حُصُول مَال وَمَنْفَعَة.
وقال الْكرْمَانِي: رُؤْيا الرَّضَاع حُصُول مَال فَإِن كَانَ من إنسان أَو حَيَوَان لَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حرَام، وَإِن كَانَ من حَيَوَان يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حَلَال.
وَقِيلَ: الدّرّ من إِنْسَان شَفَقَة.
وقال جَابر المغربي: من رأى أَنه يرضع مِمَّن لَهُ ثدي فَهُوَ يطلب المَال من أخساء الْقَوْم، فَإِن در نَالَ، وَإِن لم يدر لم ينله شَيْء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يرضع من إنسان أَو حَيَوَان من مَكَان لَا يَقْتَضِي الرضَاعَة فَهُوَ طلب أَمر عسير، فَإِن نَالَ مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يبلغ مِقْدَار مَا يَقْصِدهُ لَكِن بالتعسير.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يرضّع صَبيا فَإِنَّ الرؤيا غير محمودة.
وقال بعض المعبرين: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يرضع من ثدي أمه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول عز ومرتبة وَكَذَلِكَ ان رأى أَن أمهِ ترْضِعه لقَوْله تَعَالَى: {وأوحينا إِلَى أم مُوسَى أَن أرضعيه}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فِي يَده لَبَنًا فَإِنَّهُ مشرف على زِيَادَة دنيا وظفر بهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطوف على النِّسَاء ويمص ثديهن فَلَا يجْرِي إِلَيْهِ اللَّبن فَإِنَّ الرؤيا غير محمودة.
وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَن رجلا يرضع من لَبنهَا فَإِنَّهُ يَأْخُذ من مَالهَا بِقدر مَا ارتضع وَهِي كارهة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ارتضع من ثدي سَوَاء كَانَ لآدَمِيّ أَو لحَيَوَان فَإِن خرج لَهُ من الثدي شَيْء سَائل سَوَاء كَانَ نَوعه محبوبا أَو مَكْرُوها فَإِنَّهُ مَال، وَإِن كَانَ جَامِدا فَلَيْسَ بمحمود.
وَقِيلَ: مَنْفَعَة مَا لم يكن فِيهِ صفة روح أَو تَحْرِيك، فإن كَانَ فِيهِ شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على ولد، وَإِن كَانَ نوع ذَلِك الشَّيْء محبوبا فَهُوَ ولد صَالح، وَإِن كَانَ مَكْرُوها فضده وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.