فصل فِي رُؤْيا خطْبَة النِّسَاء (الخطوبة) و العرس و التزويج (الزواج) و الطلاق
رؤيا الزواج و الطلاق – تفسير الاحلام لابن شاهين
الخطوبة في المنام
رؤيا الخطوبة
وَهِي على أوجه قَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه يخْطب امْرَأَة فَإِنَّهُ يسْعَى فِي تَحْصِيل الدُّنْيَا ويناله مِنْهَا بِقدر مَا ناله من الْخطْبَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يسرّ إِلَى امْرَأَة عازبة أمرا فَإِنَّهُ يدل على خطبَته ورغبته فِي زواجها لقَوْله تَعَالَى: {وَلَكِن لَا تواعدوهن سرا} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يخْطب امْرَأَة متزوجة دلّ على أَنه يطْلب الدُّنْيَا وَلَا تحصل لَهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يخْطب امْرَأَة وأجابته إِلَى قَصده وَكَانَت بديعة فِي الْحسن فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاده وَقَضَاء حَاجته وَرُبمَا دلّت الرُّؤْيَا على حُصُول فَرح وسرور وَبشَارَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن امْرَأَة تخطبه وترغب فِيهِ فَإِن الدُّنْيَا مائلة إِلَيْهِ مقبلة عَلَيْهِ.
رؤيا
جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ: إِنِّي خطبت امْرَأَة فِي الْمَنَام سَوْدَاء قَصِيرَة فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ فَتَزَوجهَا فَإِن سوادها مَال وقصرها قصر عمرها وترثها سَرِيعا، فَكَانَ كَمَا قَالَ.
فصل فِي رُؤْيا التَّزْوِيج
رؤيا الزواج
وَهُوَ على أوجه: قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه تزوج بِامْرَأَة وَله زَوْجَة أَو مَا يَنُوب عَن ذَلِك أصَاب سُلْطَانا وَخيرا بِقدر جمال الْمَرْأَة إِذا عاينها أَو عرفهَا. وَإِن لم يعرفهَا وَلم يعانيها وَلَا سميت لَهُ وَهِي مَجْهُولَة فَإِن ذَلِك غير محمود وَكَذَلِكَ إِذا رأى عريسا وَلم ير زَوجته وَلَا يعرفهَا، ويستدل على ذَلِك بِالْقُرْآنِ والشواهد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ تزوج امْرَأَة شيخ أَو اخته فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا كثيرا وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة فِي رؤياها الزَّوْج من هَذَا النَّوْع.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) رجلا مَرِيضا تزوج وَلَيْسَ لَهُ امْرَأَة وزواجه مَجْهُول دلّ ذلك على حسن حَاله فِيمَا يصير إِلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ تزوج ذَات رحم فَإِنَّهُ يسود أهل بَيته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ تزوج امْرَأَة ميتَة وَدخل بهَا فَإِنَّهُ يظفر بِأَمْر ميت. وَإِن لم يكن دخل بهَا وَلَا غشيها يكون ظفره فِي الْأَمر غير ثَابت.
وَقِيلَ: من رأى أَنه تزوج امْرَأَة ميتَة من ذَات محرمه فَإِنَّهُ يصل رَحمهَا. وَإِن كَانَت حَيَّة قطع رَحمهَا.
وَإِن رَأَتْ امْرَأَة ان لَهَا زوجا وَقد تزوج بهَا وَهُوَ ميت وَدخل بهَا فَإِن ذَلِك نُقْصَان لَهَا فِي مَالهَا وَتغَير حَالهَا. وَإِن كَانَ الْمَيِّت دخل بهَا فِي دَاره وَهِي مَجْهُولَة فَإِنَّهَا رؤيا غير محمودة.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الزواج تدل على ثروة وإصابة غنى لقَوْله تَعَالَى: {وَأنْكحُوا الْأَيَامَى مِنْكُم وَالصَّالِحِينَ من عبادكُمْ} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ تزوج امْرَأَة ثمَّ مَاتَت فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر لَا يحصل لَهُ مِنْهُ إِلَّا الْحزن.
وَإِنْ رَأَى أن الْمَرْأَة الَّتِي تزَوجهَا يَهُودِيَّة فَإِنَّهَا تؤول بحِرْفَة فِيهَا ارْتِكَاب فَاحِشَة. وَإِن كَانَت نَصْرَانِيَّة فَإِنَّهَا حِرْفَة بَاطِلَة. وَإِن كَانَت مَجُوسِيَّة فَهِيَ مشغلة تورث ترك الدّين.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ تزوج زَانِيَة دلّت رُؤْيَاهُ على حُصُول فعلهَا لقَوْله تَعَالَى: {والزانية لَا ينْكِحهَا إِلَّا زَان}.
وَإِن كَانَت الْمَرْأَة سليطة كانت الرؤيا غير محمودة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ تزوج بِامْرَأَة رجل آخر وَذهب بهَا إِلَى ذَلِك الرجل فإن الرؤيا غير محمودة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن امْرَأَة تزوجت بِزَوْج فَإِنَّهَا تؤول على ثَلَاثَة اوجه: ان كَانَت حُبْلَى ولدت ابْنة أو السعاية فِي تَزْوِيجهَا أَو وُقُوع بَينهمَا وَبَين زَوجهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) امْرَأَة فغشيها فَإِنَّهُ يدل على الشّرف وَحُصُول مال.
وَإِن رَأَتْ أنها متوجهة إِلَى زوج وَهِي مزينة ولكنها لم تصل إليه كانت الرؤيا غير محمودة. وَإِنْ رَأَت أنها وصلت إِلَى زَوجهَا وغشيها فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة وسرور لَهَا بِقدر زينتها ولباسها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كأَنَّهُ تزوج بِشَيْء من الْحَيَوَان من أَي صنف كَانَ فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَزَوَّج بِامْرَأَة تنْسب إِلَى ذَلِك الْحَيَوَان في التأويل. وَإِنْ رَأَى مَا تزَوجه من الْحَيَوَان مُوَافقَة فَإِنَّهُ يدل على أن الْمَرْأَة الَّتِي نسبت لذَلِك توافقه على مَا يَقْصِدهُ من مثل ذَلِك الْحَيَوَان فتعبير الْفِعْل ان كَانَ مشكورا فَهُوَ مَحْمُود وَإِلَّا فضده.
فصل فِي رُؤْيا الْعرس
رؤيا العرس
وَهُوَ على أوجه: فَمن رأى عرسا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء من الملاهي وَهُوَ بِسُكُون ووقار فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالْبركَة خُصُوصا ان كَانَ فِيهِ مَا يدل على الْخَيْر. وَإِنْ رَأَى ضد ذَلِك فَلَيْسَ بمحمود خُصُوصا. وَإِن كَانَ فِيهِ رقص فَإِنَّهُ عصيبة.
والزغاريط هم والزغروطة الْوَاحِدَة هم قَلِيل.
وقال أَبُو سعيد: الْعرس لمن اتَّخذهُ هم وَلمن يَدعِي إِلَيْهِ سرُور وَفَرح إِذا لم ير طَعَاما.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يلي أَمر عرس كانت رؤيا غير محمودة. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْعرس فِي دَار بهَا مَرِيض كذلك تعتبر رؤيا غير محمودة.
وقال بعض المعبرين: أكره رُؤْيا الْعرس فِي الْمَنَام خُصُوصا إِذا كَانَ فِيهَا شَيْء من أنواع الملاهي.
فصل فِي رُؤْيا الطَّلَاق
رؤيا الطلاق
وَهُوَ على أوجه وللمعبرين فِي ذَلِك أَقْوَال: قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه طلق امْرَأَته فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي لقَوْله تَعَالَى: {وَإِن يَتَفَرَّقَا يغن الله كلا من سعته}.
وَقِيلَ: إن صَاحب هَذِه الرُّؤْيَا يُفَارق رئيسه فَإِن النِّسَاء ذَوَات كيد كالملوك.
وَقِيلَ: إن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا ذَا منصب فَإِنَّهُ يعْزل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ طلق زَوجته باتا فَإِنَّهُ يتْرك شغله وَلَا يَنْوِي الرُّجُوع فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ طلق امْرَأَته ثمَّ غَار عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على مراجعتها فَإِن الْغيرَة عِنْد المعبرين تؤول بالحرص.
وقال ابْن سِيرِين: من رأى أَنه طلق امْرَأَته وَكَانَ لَيْسَ لَهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ يدل على شرفه وعزه. وَإِن كَانَ لَهُ غَيرهَا من النسْوَة فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ طلق امْرَأَته وَلَيْسَ لَهُ امْرَأَة فَإِنَّ الرؤيا غير محمودة.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يُطلق امْرَأَته فَإِنَّهُ يؤول على سَبْعَة أوجه: غنى لما فِي الْآيَة ومفارقة شريك وعزل عَن منصب وتعطيل دولاب وَذَهَاب مَال وَحُصُول شَيْء يُريدهُ.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يُطلقهُ زَوجته فَإِنَّهُ يُعَاتب صديقا عتابا شَدِيدا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ طلق زَوجته طَلْقَة وَاحِدَة وَكَانَ مَرِيضا أَو زَوجته مَرِيضَة فَإِن احدهما يبرأ من مَرضه. وَإِن كَانَ طَلَاق بِثَلَاث كانت رؤيا غير محمودة.
وَقِيلَ: من رأى أَنه طلق امْرَأَته وَكَانَ من طلاب الْآخِرَة انْقَطع عَن الدُّنْيَا واشتغل بِالآخِرَة.