تفسير الاحلام لابن سيرين، تفسير حلم أو رؤية السماء وذلك في المنام أو في الحلم.
تفسير الاحلام لابن سيرين – حلم السماء في المنام
تفسير رؤيا [السماء] في المنام لابن سيرين:
السماء في المنام تدل على نفسها، فما يُرى بأنه نزل منها أوجاء من ناحيتها في المنام، جاء نظيره كذلك في اليقظة، كأن يرى في المنام وكأن ناراً سقطت من السماء في دورٍ، دل ذلك على هموم أو أمراض تصيب الناس، وإن رؤي في المنام وكأن ناراً سقطت من السماء في الأسوق، دل ذلك على غلاء في الأسعار أو قلة في السلع والمبيعات، وإن رؤي في المنام وكأن ناراً قد سقطت من السماء في الفدادين وأماكن النبات، دل ذلك على جراد يأكل المحصول أو برد أو آفة تصيب المحصول. وأما إن رؤي في المنام وكأنه قد نزل من السماء ما يدل على الخصب أو على الرزق أو على المال، كأن يرى بأن عسلاً أو زيتاً أو تيناً أو شعيراً قد نزل منها، فإن الرؤيا محمودة وتدل على خير ومنفعة ينالها الناس كأن يمطرون أمطاراً ينتفعون منها، وكذلك يكون قدر المنفعة على قدر نفع الشيء الذي رؤي في المنام بأنه قد سقط منها.
وقيل: ربما دلت السماء في المنام كذلك على السلطان وحشمه وذلك لعلوها على الخلق وعجزهم عن بلوغها وتقبلهم لسلطانها وضعفهم في الخروج من تحتها. فما رؤي فيها أو نزل منها في المنام من خير أو شر، دل كذلك على خير أو شر يكون من جهة الملك وكذلك حسب الرؤيا ونوع الشيء الذي رؤي بأنه قد نزل منها في المنام. فمن رأى في منامه وكأنه يصعد إلى السماء بسلّم أو بسبب، دلت الرؤيا على أنه ينال رفعة وحظوة عند الملك إن كان أهلاً لذلك، وأما إن رأى في منامه وكأنه يصعد إلى السماء بلا سلم أو بلا سبب، ناله هم من جهة السلطان. وقيل: من رأى في منامه وكأنه في السماء، دلت رؤياه على أنه ينال جاهاً وسلطاناً ورفعة يكون فيها أمر ونهي.
وقيل: إن رأى في منامه وكأنه يصعد إلى السماء وقد وصل إلها، دلت رؤياه على أنه يصل لمراده وينال الأمر الذي ينوي بلوغه. وإن رأى في منامه وكأنه صعد إلى السماء ثم عاد منها إلى الأرض، دلت رؤياه على أنه يبلغ الأمر الذي يسعى إليه وينجو من همومه. وإن رأى في منامه وكأنه يصعد في السماء ولكنه سقط منها، فإن الرؤيا غير محمودة وخصوصاً لو رأى في نفس الرؤيا وكأنه قد انكسر له عضو من أعضاء جسمه جراء سقوطه منها. وقيل: إن رأى مريض في منامه وكأنه صعد إلى السماء ثم رجع إلى الأرض، دلت الرؤيا على أنه ييأس من مرضه ثم ينجو منه إن شاء الله تعالى وأنه ينال الفرج والشفاء، وأما لو رأى مريضٌ في منامه وكأنه صعد في السماء ولكنه لم يعد إلى الأرض، أو أنه عاد من السماء إلى الأرض ولكنه سقط في حفرة أو في بئر فإن الرؤيا غير محمودة فيما يخص مرضه ودنياه ولكن الرؤيا محمودة وبشارة له فيما يخص آخرته ودينه حيث أن أبواب السماء لا تُفتح للكفار.
وقيل: من رأى في منامه وكأنه صعد في السماء وقد دخلها، دلت الرؤيا على نيل الشهادة والفوز بالقرب والجوار من الله تعالى، ونيل الكرامة والشرف والذِّكر الحسن كذلك.
وأما رؤية السماء في المنام وكأن لها أبواباً كثيرة ويخرج منها الناس دل ذلك على الربا، وأما إن رؤي في المنام وكأن للسماء أبواباً يخرج منها عصافير أو نحل أو نحو ذلك، دلت الرؤيا على أن الناس يُمطرون مطراً وابلاً، قال الله تعالى: {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر}. وكذلك إن رأى في المنام وكأنه ينزل من السماء ما يدل على الرحمة أو الخصب، دل ذلك على منفعة ينتفع منها الناس. وكذلك لو رأى في منامه وكأن تراباً أو رملاً ينزل من السماء، دل أيضاً على خير أو منفعة وذلك على أن لا يكون قد رأى بأنه كان مع التراب أو الرمل غبار أو ضرر.
فإن رأى في منامه وكأن الناس تُرمى بسهام من السماء وكانت السهام تصيب الناس وتجرحهم أو تتسبب في إلحاق الضرر بهم أو في إسالة الدم منهم، فإن الرؤيا غير محمودة، وأما إن رأى في منامه بأن الناس كانت ترمى بالسهام من السماء ولكن تلك السهام لم تتسبب لهم بضرر وكانوا يجمعونها أو يلتقطونها، فإنها تدل على أرزاق لهم أو عطايا وغنائم ومال.
وأما رؤية دنو السماء في المنام (رؤية السماء وكأنها قريبة إلى الأرض في المنام أو قريبة إلى صاحب الرؤيا)، فيدل ذلك على القرب من الله تعالى لقوله تعالى (في الحديث القدسي): {من تقرب لي شبراً تقربت منه ذراعاً}، وذلك لأهل الطاعات والأعمال الصالحات. وربما دلت هذه الرؤيا للملهوف المضطر الداعي على الاستجابة وقبول الدعاء، حيث أنه أثناء الدعاء يقوم العبد بالإشارة بعينه إلى ناحية السماء (كأنها قريبة منه). وربما دلت هذه الرؤيا على الدنو والقرب من إمام أو عالم أو سيد أو من الوالد أو الزوج، أو من إنسان هو أعلى بدرجة الفضل، وذلك على حسب حالة الرائي ومطلبه وهمته في يقظته، وكذلك على ما في الرؤيا من شواهد وما كان عليه ضميره.
وأما رؤية سقوط السماء على الأرض في المنام فربما دل ذلك للسلطان على موته إن كان مريضاً في اليقظة أو ربما عاد تفسير الرؤيا لوالد السلطان. وتدل رؤية سقوط السماء على الأرض في المنام للمسافر على قدومه وعودته إلى أرضه. وقد يدل سقوط السماء على الأرض في المنام على القحط أو قلة الأمطار، وأما إن رؤيت السماء وكأنها سقطت على الأرض وكان الناس يدوسونها بأرجلهم من بعد سقوطها وهم حامدون وكانوا يلتقطون منها ما يدل على الأرزاق أو الخصب أو المال، فإن الرؤيا محمودة وتدل على أمطار نافعة عظيمة الشأن، والعرب تسمي المطر سماء، لنزوله منها.
ومن رأى في منامه وكأن السماء سقطت عليه أو على أهله، ربما دلت الرؤيا على سقوط سقف البيت، حيث أن الله قد سمى السماء سقفاً محفوظاً. وأما إن رأى مريضٌ في منامه وكأن السماء قد سقطت عليه وأنه لم يخرج من تحتها فإن الرؤيا غير محمودة.
وقيل بأن السماء الدنيا في المنام تؤول بالوزارة، حيث أنها موضع القمر والقمر في المنام يؤول بالوزير. والسماء الثانية تؤول عند رؤيتها في المنام بالأدب والعلم والفطنة والرياسة والكفاية، لأن السماء الثانية لعطارد. ومن رأى في منامه وكأنه في السماء الثالثة، فإن الرؤيا تدل على أنه ينال نعمة وسروراً وغنىً وحلياً وحللاً وفرشاً، ويستغني ويتنعم، لأن سيرة السماء الثالثة للزهرة. ومن رأى في منامه وكأنه في السماء الرابعة، دلت الرؤيا على أنه ينال ملكاً وسلطنة وهيبة، أو ربما دلت الرؤيا على أنه يدخل في عمل ملكٍ أو سلطانٍ، لأن سيرة السماء الرابعة للشمس. فإن رأى في منامه وكأنه في السماء الخامسة، دلت رؤياه على أنه ينال ولاية أو تدل رؤياه على صنعة يكون حاذقاً فيها، لأن سيرة السماء الخامسة للمريخ. فإن رأى في منامه وكأنه في السماء السادسة، فإن رؤياه تدل على أنه ينال خيراً من بيع وشراء، لأن سيرة السماء السادسة للمشتري. فإن رأى في منامه وكأنه في السماء السابعة، فإن رؤياه تدل على أنه ينال عقاراً أو أرضاً أو وكالة، لأن سيرة السماء السابعة لزحل. فإن لم يكن صاحب الرؤيا لهذه المراتب أهلاً، فإن تأويل تلك الرؤيا يكون لرئيسه أو لعقبه أو لنظيره أو لسميّه.
فإن رأى الشخص في منامه وكأن السماء اخضرت (أصبحت خضراء اللون)، فإن رؤياه تدل على كثرة الزرع في تلك السنة. فإن رأى في منامه وكأن السماء اصفرت (تحول لونها للأصفر)، دل ذلك على مرض.
فإن رأى الشخص في منامه وكأن السماء أصبحت من حديد، فإن الرؤيا تدل على قلة المطر في تلك السنة.
وإن رأى في منامه وكأن السماء انشقت وخرج منها شيخ، دلت الرؤيا على نيل الخصب والخير بعد الجدب والقحط. فإن رأى في منامه وكأن السماء انشقت وخرج منها شاب، فإن ذلك يدل على عدو يظهر ويسيء إلى أهل ذلك الموضع الذي رؤي فيه انشقاق السماء ويوقع بينهم عداوة ويتسبب في تفرقة.
وإن رأى في منامه خروج غنم من السماء، دل ذلك على رزق وغنيمة يناله أهل ذلك الوضع الذي رؤي في سمائه خروج الغنم منه. وإن رأى في منامه خروج إبل من السماء، دل ذلك على منفعة ومطر وسيل. وإن رأى في منامه خروج سبع من السماء، دل ذلك على سلطان يجور أو يظلم.
فإن رأى في منامه وكأن السماء صارت رتقاً (ملتصقة ومسدودة)، فإن الرؤيا تدل على أنه يُحبس المطر عن أهل ذلك الموضع، فإن رأى في منامه وكأن السماء انفتقت، دلت الرؤيا على أن المطر يكثر على أهل ذلك الموضع.
وقيل: من رأى في منامه وكأنه ينظر إلى السماء في ناحية المشرق، دلت رؤياه على أنه يسافر سفراً أو ربما دلت الرؤيا على أنه ينال سلطاناً.
فإن رأى في منامه وكأنه سرق السماء وخبأها في جرة، دلت رؤياه على أنه يسرق مصحفاً ويعطيه لامرأته.
وقيل: من رأى في منامه وكأنه يصعد إلى السماء من غير استواء ولا مشقة، دلت رؤياه على أنه ينال سلطاناً ونعمة، ويأمن مكايد العدو.
فإن رأى في منامه وكأنه أخذ السماء بأسنانه، فإن رؤياه تدل على نقصان يكون في ماله، أو تدل الرؤيا على صعوبات تعيقه من الوصول إلى أمر يسعى فيه.
فإن رأى في منامه وكأنه يدور في السماء ثم ينزل، دلت رؤياه على أنه يتعلم علم النجوم والعلوم الغامضة ويصير مذكوراً بين الناس.
فإن رأى في منامه وكأنه مستند إلى السماء، دلت رؤياه على أنه ينال رياسة ونصراً.
وقيل: إن رأى في منامه وكأن في السماء أبواباً مفتوحة، دلت الرؤيا على أن الأمطار تكثر في تلك السنة وتزداد المياه لقوله تعالى: {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر}.
ومن رأى في منامه وكأنه معلق بحبل من السماء إلى الأرض، دلت الرؤيا على أنه يُولى سلطاناً بقدر ما رأى أنه استعلى عن الأرض، فإن رأى بأن الحبل قد انقطع به فإن ذلك السلطان يزول عنه.
وَقِيلَ: مَنْ رَأى فِي مَنَامهِ أن السماء أضاءت فإنه يحدث عدل كثير في الدنيا وينال الرائي خيراً كثيراً ورزقاً واسعاً.
وَقِيلَ: مَنْ رَأى فِي مَنَامهِ أن السماء أظلمت فإنه يحدث ظلم في الدنيا ويخاف على الرائي من ذلك.
وَقِيلَ: مَنْ رَأى فِي مَنَامهِ أنه ارتفع إلى السماء فإنها ترفع درجته وقدره وينال خيراً كثيراً ورزقاً واسعاً.
وَقِيلَ: مَنْ رَأى فِي مَنَامهِ أنه جالس في السماء بين يدي الله تعالى فإنه يخلص من يد حاكم ظالم.
وَقِيلَ: مَنْ رَأى فِي مَنَامهِ السماء فتحت فيها طاقة فإنه عدل يظهر في الدنيا وإنصاف ورخاء عظيم وينال الرائي خيراً كثيراً ورزقاً واسعاً والله أعلم.
رؤيا
وحكي أن رجلاً اتى ابن سيرين فقال: رأيت ثلاثة نفر لا أعرفهم، رفع أحدهم إلى السماء، ثم حبس الآخر بين السماء والأرض، وأكب الآخر على وجهه ساجداً، فقال ابن سيرين: أما الذي رفع إلى السماء، فهي الأمانة رفعت من بين الناس، وأما المحتبس بين السماء والأرض، فهي الأمانة تقطعت، وأما الساجد، فهي الصلاة إليها منتهى الأمة.
تفسير حلم و رؤية السماء في المنام.
انقر هنا للعودة إلى تفسير الاحلام لابن سيرين بالحروف الابجدية بالترتيب