رؤيا قول الشعر – تفسير الاحلام لابن شاهين
وَأَمَّا الشِّعْر فَفِيهِ وُجُوه: فَإِن كَانَ فِيهِ حِكْمَة وموعظة وَمَا أشبه ذَلِك فَهُوَ صَالح وَحُصُول أجر وثواب.
وقال بعض المعبرين يدل على حِكْمَة لقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: إِن من الشّعْر لحكمة.
وَإِن كَانَ لَيْسَ فِيهِ شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ كلام بَاطِل وزور لقَوْله تَعَالَى: {وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ ألم تَرَ أَنهم فِي كل وَاد يهيمون}.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه ينشد شعرا فَإِن كَانَ تغزلا كان مكروها، وَإِن كَانَ كَمَا تقدم فوعظ وموعظة، وَإِن كَانَ هجوا فَإِنَّهُ كَلَام كذب أو نفاق أو اكتساب مآثم.
وَأما الشّعْر وإنشاده، فَإِن من يرى أَنه ينشد شعرا، فَإِن كَانَ فِيهِ خنى فَلَا خير فِيهِ وَلَيْسَ برؤيا. وَإِن كَانَ فِيهِ حِكْمَة فَهُوَ صَالح لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: إِن من الشّعْر لحكمة.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: الشّعْر لَا يحمد لكَونه بَاطِلا. وَالشعر فِي مدح الرَّسُول وَمَا أشبه ذَلِك من الْكَلَام وَالْحكمَة فَإِنَّهُ مَحْمُود.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْغَزل يدل على النوح وَقد تقدم الْكَلَام على ذَلِك فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين أَيْضا وَقد ذكرنَا هُنَا نبذة مِنْهُ لِئَلَّا يَخْلُو من الْمَعْنى لكَون ذَلِك نوعا من الملاهي.