فصل فِي رُؤْيا الْأُمَرَاء والولاة والوزراء والحجّاب والنواب والموظفين والحاشية والخدم وما شابه
رؤية الأمير في المنام – تفسير الأحلام لابن شاهين
وقيل: من رأى أحدا من الأكابر الْكِبَار أَنه انْتقل إِلَى السلطنة وَكَانَ لائقا لذَلِك فِي الْحس وَالْمعْنَى فَرُبمَا يصير كَذَلِك وَإِن لم يكن مناسبا فَهُوَ حُصُول رفْعَة على كل حَال.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ صَار أَمِيرا كَبِيرا وَكَانَ لائقا بِهِ فَإِنَّهُ فِي أبهة وَإِن لم يكن لائقا فمحنة.
(وَمَنْ رَأَى) أحداً من الْأُمَرَاء الْكِبَار صَار أَمِيرا دون مَنْزِلَته فَلَا خير لذَلِك الْأَمِير.
(وَمَنْ رَأَى) أحدا من الْأُمَرَاء أَرْبَاب الْوَظَائِف فتأويله على مَا تَقْتَضِيه وظيفته.
وَإِن رأى أَنه صَار كَذَلِك فتأويله نَظِيره أَيْضاً.
رؤيا الوزير
وَقِيلَ: رُؤْيا الْوَزير إِذا كَانَ على هَيْئَة حَسَنَة فَإِنَّهُ مَحْمُود فِي حَقه وضد ذَلِك يصير بِخِلَاف ذَلِكَ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ صَار وزيرا وَهُوَ منصف فَإِنَّهُ زِيَادَة عز وَشرف.
(وَمَنْ رَأَى) أَن الْوَزير أعطَاهُ تَشْرِيفًا فَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها وَإِن لم يكن فَهُوَ حُصُول خير وَدخُول الْوَزير أَو من يناظره أو يؤول بِحُصُول مُنكر الا أَن يكون مُعْتَادا.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: انه يؤول على أَرْبَعَة أَشْيَاء مِنْهَا حُصُول الوزارة لمن كَانَ من أَهلهَا: إِذا رأى عينه صَارَت قمرا وَكَذَلِكَ إِذا رأى دجلة بَغْدَاد وَرَأى ملكا قد شدّ وَسطه أَو أعطَاهُ دَوَاة أَو رأى أحدا من الصَّحَابَة الْأَرْبَع توجه. فصل.
رؤيا الوالي
وقيل: من رأى واليا فَإِنَّهُ غلو بِهِ وَإِن رَآهُ يفعل بِهِ مَا يكره فَلَا خير فِيهِ وَكَذَلِكَ ان فعل مَا يحب مَعَه فَإِنَّهُ لَا اعْتِبَار بِفعل الظَّالِم وَلَو كَانَ حسنا.
وَقِيلَ: رُؤْيا الْوَالِي مَا لم يكن فِيهَا مَا يُنكر فَلَا بَأْس بهَا لاشتقاق الِاسْم من الْولَايَة.
وَقِيلَ: من رأى الْوَالِي على هَيْئَة غير محمودة فتأويله هتكه فِي حق اللُّصُوص فصل فِي رُؤْيا جمَاعَة من الْحَاشِيَة.
من رأى أحدا من أَصْحَاب الْوَظَائِف الدِّينِيَّة فَهُوَ خير وبركة ونعمة.
وَإِن كَانَ من أَصْحَاب الْوَظَائِف الديوانية فازدياد رزق وتجديد أَمر.
وَقِيلَ: شُرُوع فِي مُهِمّ وَإِن كَانَ من أَرْبَاب الْبيُوت فتعبيره قريب من شغله، مِثَاله: البابية نظافة وصلافة، والشريدارية أَمَانَة ونظافة، والفراشين ذهَاب غم وَأنس مَا لم يصدر مِنْهُم كنس فَإِن صدر فَلَيْسَ بمحمود وَسَيَأْتِي بَيَانه، والركبدارية شجاعة وإقدام وَقِيلَ: وَكذب وَفَسَاد وفلسفة كَذَلِك خدام الاصطبل.
رؤيا الحاجب
(وَمَنْ رَأَى) جمَاعَة من الْحجاب أَو حاجباً وَاحِدًا فَلَا خير فِيهِ خُصُوصاً إِن كَانَ عبوساً.
وَقِيلَ: رُؤْيا الْحَاجِب تدل على حجب شَيْء عَن الرَّائِي وَكَانَ بعض المعبرين يكره تَعْبِيره أَي تَعْبِير رُؤْيا الْحَاجِب من حَيْثُ الْجُمْلَة.
وَقِيلَ: من رأى أَنه صَار حاجباً وَكَانَ دون ذَلِك مِمَّن يَلِيق بِهِ فَلَا بَأْس قيل رُؤْيا الْحَاجِب حجب شَرّ.
رؤيا النائب
(وَمَنْ رَأَى) أحدا من النواب فَإِنَّهُ عز ودولة وَرُبمَا دلّت رُؤْيا النَّائِب على السُّلْطَان لِأَنَّهُ قَائِم مقَامه وَيُقَال فِي اللُّغَة الْعَامِل للنائب.
وَقِيلَ: رُؤْيا النَّائِب تدل على ثبات الْأُمُور لكَون تصحيفه كَذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى) أَن النَّائِب بقى سُلْطَانا فَإِنَّهُ ثبات لَهُ وَزِيَادَة أبهة وَخير عَظِيم بِخِلَاف مَا لَو رأى أَن السُّلْطَان صَار نَائِبا فتعبيره ضِدّه.
وتؤول النيابات من اشتقاق اسْم المدن كالشام من الطّيب، وحلب من حلب الرزق، وطرابلس من طريان مَا هُوَ مسرة، وحماة من الحما وصفد من الصَّفَا وَيُقَال غير ذَلِك والكرك من التحصين. وَقِيلَ: كفؤ مَا يَحْتَاجهُ لاشتقاق الِاسْم بالتركي، والقدس من التَّطْهِير وَالرَّحْمَة، وغزة من الْغَزو، والبهنسا من بهاء سنة، وَيُقَاس على ذَلِك بَقِيَّة النيابات وَتَعْبِيره كَمَا تقدم.
رؤيا الدوادار
وَأَمَّا الدوادار فازدياد رزق وَقَضَاء حوائج.
رؤيا رأس نوبة
وَأَمَّا رَأس نوبَة فظفر ونصرة وَحِكْمَة.
رؤيا أميراخور
وَأَمَّا أَمِيراخور فعز ودولة.
رؤيا الخازندار
وَأَمَّا الخازندار فحصول مَالِيَّة.
رؤيا شاد الشراب خاناه
وَأَمَّا شاد الشَّرَاب خاناه فحصول نعْمَة ووسعة.
رؤيا السلحدار
وَأَمَّا السلحدار فَإِنَّهُ مَكَّة.
رؤيا الحمادار
وأما الحمادار فاستقامة فِي الأشغال ومواظبة.
رؤيا أمير شكار
وَأَمَّا أَمِير شكار فتحيل وتملق.
رؤيا علم دار
وَأَمَّا علم دَار يَعْنِي أَمر علم فخبر خير.
وَقِيلَ: سُرُورًا.
رؤيا الأستادار
وَأَمَّا الاستادار فعلى وَجْهَيْن: حُصُول رزق أَو حُصُول مغرم.
وَأَمَّا استادار الصحية فحصول بر وَحسن عَيْش.
رؤيا الساقي
وَأَمَّا الساقي فحصول مَنْفَعَة بالأمراء.
رؤيا الموظف
وَأَمَّا بَقِيَّة أَرْبَاب الْوَظَائِف فتعبر على حسب مَا يباشرونه وَيحْتَاج ذَلِك إِلَى تَأْوِيل مَا أول على مَا تقدم فِي الفهرست.
وَقَالَ السالمي: من رأى أحدا من أَرْبَاب الْوَظَائِف الدِّينِيَّة فيؤول بالعز وَالْخَيْر.
(وَمَنْ رَأَى) أحدا من أَرْبَاب الْوَظَائِف الديوانية فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه: حُصُول رزق من جِهَة الْمُلُوك وَرُبمَا كَانَ رزقا ثَابتا فَإِن من الْعَادة تَقْرِير الأرزاق مِنْهُم وَإِذا كَانَ الرَّائِي من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يؤول بالغرامة لِأَنَّهَا تُؤْخَذ على أَيْديهم وَحُصُول خُصُومَة.
رؤيا الهجانة
وَأَمَّا الهجانة فعلى وَجْهَيْن: إِمَّا بِشَارَة. وَإما غيره.
رؤيا الكلابزة
[1]الكلابزة: جمع كلابزي ، الشخص الذي يركب بكلاب الصيد عند سلطان أو أمير.
وَأَمَّا المبردارية والكلابزة[1] فَلَا خير وَلَا خيرة.
وَقِيلَ: نَجَاسَة فِي الأثواب.
رؤيا جماعة المطبخ
وَأَمَّا رُؤْيا جمَاعَة المطبخ فكثرة كَلَام يَقع وتعب فِي طلب الرزق.
رؤيا الساقي
وَأَمَّا السقاؤون فديانة وتقي وخصب وَرُبمَا يعْمل عملا حسنا.
رؤيا البواب
وَأَمَّا البوابون فَمن رأى أَنه بوابا وَلم يعاين الْبَاب فَإِنَّهُ تقضي حَوَائِجه خَاصَّة وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
رؤيا الأعوان
(وَمَنْ رَأَى) أحدا مِنْهُم وعرفه عَن أَمر يكرههُ أَو استدعى بِهِ للْحَاكِم فَلَا خير فِيهِ وَإِن نَازع أحدا مِنْهُم فِي أَمر أَو نازعه فحصول هم.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ أبذى بِلِسَانِهِ على أحد مِنْهُم بِفَاحِشَة فَإِنَّهُ يقهر فِي أمره.
(وَمَنْ رَأَى) من أحد مِنْهُم لينًا فَإِنَّهُ مكر وخديعة فَلْيَكُن على يقظة مِنْهُ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ صَار من الأعوان أَو أحدا من بَيته فحصول مَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى) عوانيا مَشْهُورا بالأذى فعلى وَجْهَيْن: قيل حُصُول غَرَامَة أَو انتقام عَدو.
فصل فِي رُؤْيا البرددارية وَالرسل والنقباء
رؤيا البرددار
البُردَدار: صاحب الستارة، المكلف بفتح الستارة أو غلقها على باب الأمير أو الوزير
قيل: رُؤْيا البرددارية تؤول بِقَضَاء الْحَاجة وَعز وجاه.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه برددارا عِنْد ملك عَادل فَإِنَّهُ حُصُول خير وَصَلَاح ويرزق رزقا حَلَالا وَإِن كَانَ الْملك بِخِلَاف ذَلِك فحصول مَال حرَام واشتغال بِالْفَسَادِ.
وَإِن رأى أَي حَاكم كَانَ فتعبير أفعالهم وأقوالهم كَمَا تقدم فِي الأعوان.
وَقِيلَ: رُؤْيا البرددار تدل على حل أُمُور معقدة.
رؤيا النقيب
وَأَمَّا رُؤْيا النَّقِيب فحصول عَطاء من أحد.
رؤيا رسول بريدي
(وَمَنْ رَأَى) رَسُولا جَاءَ من مَكَان على هَيْئَة حَسَنَة فَلَا بَأْس بِهِ. وَأَمَّا بَقِيَّة المرجفين كالاجواقية والبريدية والسواقين والقصاد الَّذين يأْتونَ بِأَمْر شنيع فيؤول ذَلِك على وَجْهَيْن: إِمَّا بِشَارَة وَخير أَو هم.
رؤيا السجان
أما السجانة فرؤياهم تدل على هم وغم وضيق.
رؤيا الجلاد
وَأَمَّا الجلادة فرؤياهم تدل على حُصُول المُرَاد سَرِيعا.
وَإِن رأى الضرابين بالأسواط الْفَاحِشَة كالمقارع وَنَحْوه يعده أحد بوعد ويكذب.
رؤيا الضاوي
الضوية: هم الأشخاص المكلفون بأعمال الإضاءة
وَأَمَّا الضوية فتؤول على أَرْبَعَة أوجه: حكم وَحج وسفر وشروع فِي أَمر.
رؤيا الدرك
رؤيا الخفير أو الحارس أو الدركي
فصل فِي رُؤْيا الخفراء -خَفَر- والْدرَك والحراس
إِن رأى خفيرا فَإِنَّهُ خفارة خُصُوصا إن طَاف عَلَيْهِ، وَقيل مُطَالبَة.
(وَمَنْ رَأَى) صَاحب دَرك فنظيره دَرك.
وَقِيلَ: احتواء على أَمر مَفْهُوم.
وَإِن رأى حارساً فَإِنَّهُ يجد مَا يَطْلُبهُ.
وَقِيلَ: رُؤْيا ذَلِك جَمِيعه إِذا كَانَ فِيهِ مَا يدل على الْخَيْر فَهُوَ جيد وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
رؤيا العزل
رؤيا العزل عن منصب
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْعَزْل مَحْمُود لأرباب الْوَظَائِف وثبات فِي الْأُمُور.
وَقِيلَ: التَّوْلِيَة على وَجْهَيْن: لمن كَانَ مشكور السِّيرَة فِي منصبه خير ورفعة وَمن كَانَ مذموما يؤول لَهُ بِالْعَزْلِ.
وَقِيلَ: الْعَزْل أَمَانَة وعهد كَمَا ان الْعَهْد عزل.