فصل في رؤيا النعاس و النوم والغطيط و الاستلقاء و اليقظة و التثاؤب
رؤيا النوم – تفسير الاحلام لابن شاهين
وَأما النّوم فَمن رأى أَنه نَائِم فَإِنَّهُ فَسَاد فِي الدين وَرُبمَا كَانَ غافلا عَن مصَالح نَفسه لقَوْل الإِمَام عَليّ كرم الله وَجهه: النَّاس نيام فَإِذا مَاتُوا انتبهوا وَقد جَاءَ فِي الدُّعَاء: اللَّهُمَّ نبهنا من نومَة الغافلين.
رؤيا الاستلقاء
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ مستلق على قَفاهُ فَإِنَّهُ يُقَوي أمره وَتقبل دولته وَتصير الدُّنْيَا تَحت يَدَيْهِ لِأَن الأَرْض مُسْند قوي وَيكون نصب عَيْنَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ نَائِم مبطوح فَإِنَّهُ يذهب مَاله أو تضعف قوته أو لَا يشْعر بمجرى الْأَحْوَال أو لَا يدْرِي كَيفَ تصرف الْأُمُور.
وقال بعض المعبرين: النّوم لصَاحب الْحَظ والسعادة محمودة لقَوْل بَعضهم:
وَإِذا السَّعَادَة لاحظتك عيونها ** نم فالمخاوف كُلهنَّ أَمَان
رؤيا النعاس
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يَغْشَاهُ النعاس فَإِنَّهُ أَمَان لقَوْله تَعَالَى: {إِذْ يغشيكم النعاس أَمَنَة مِنْهُ}.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: إِن رأى الضَّعِيف أَنه نَائِم فَإِنَّهُ يبرأ. وَإِنْ رَأَى ذَلِك من هُوَ فِي حَرْب فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ.
قَالَ السالمي: النّوم رَاحَة لقَوْله تَعَالَى: {وَجَعَلنَا نومكم سباتا} أَي رَاحَة.
وقال بعض المعبرين: رُؤْيا النّوم تؤول على ثَمَانِيَة أوجه: أَمن وراحة وغفلة وَفَسَاد وَذَهَاب مَال وَضعف قُوَّة وسناء.
رؤيا الغطيط
وَأَمَّا الغطيط فَإِنَّهُ زِيَادَة غَفلَة وتهاون بالأمور.
رؤيا اليقظة
وَأَمَّا الْيَقَظَة فَإِنَّهَا تؤول بالحركة وَالْجد والإقبال على الطَّاعَة.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى كَأَنَّهُ نَائِم واستيقظ فَإِنَّهُ يَجِدُّ فِي أَمر كَانَ غافلا عَنهُ.
وَإِنْ رَأَى أَنه أيقظ نَائِما فَإِنَّهُ يرشد إِلَى طَرِيق الْحق لقَوْل بعض المعبرين:
يَا أَيهَا الراقد كم ذَا الرقاد ** قُم وانتبه من قبل يَوْم الْمعَاد
وَإِن رأى أَن أحدا أيقظه فنظير ذَلِك.
وقال بعض المعبرين: رُؤْيا الْيَقَظَة تؤول على خَمْسَة أوجه: السداد فِي الأشغال وملازمة الْأُمُور الدِّينِيَّة والدنيوية وَالرُّجُوع عَن شَيْء يُنكره الشَّرْع وَكَثْرَة الْأَسْبَاب والمعايش وَالزِّيَادَة فِي الْعُمر.
رؤيا التثاؤب
وَأَمَّا للتثاؤب فَإِنَّهُ ارْتِكَاب أَمر مكروه.
وقال الْكرْمَانِي: (وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يتثاءب فَإِنَّهُ يهم بالشكاية وَلَا يفعل.
وقال بعض المعبرين: فَإِنَّهُ من رأى أَنه عِنْد التثاؤب يضع يَده على فِيهِ فَإِنَّهُ يكون مُجْتَهدا وقاصداً طَرِيق الْحق وَرُبمَا دلّت كَثْرَة التثاؤب على كَثْرَة النّوم والغفلة.
رؤيا التمطي
وَأَمَّا التمطي فَإِنَّهُ يؤول على أوجه، قَالَ بعض المعبرين: رُبمَا دلّ على شَهْوَة النِّكَاح أَو الْمَرَض وللبنت على طلب الزواج.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: التمطي ملامة من كسل.