فصل فِي رُؤْيا الضَّرْب
رؤيا الضرب – تفسير الاحلام لابن شاهين
الضرب في المنام
رؤيا الضرب
فَمن رأى في المنام أَنه ضرب بالسياط من غير ربط يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ سَوَاء خرج مِنْهُ دم أَو لم يخرج فَإِنَّهُ حُصُول مَال حرَام سِيمَا ان كَانَ تلون جسده بِالدَّمِ، فَإِن كَانَ للضرب أثر على جسده فَإِنَّهُ ينَال من كل أحد بِقدر ذَلِك مَنْفَعَة خُصُوصا إِن عرف ضاربه.
وقال جَابر المغربي: من رأى أَنه ضرب شخص وَلم يدر من ضربه وَمَا سَبَب ضربه فَإِنَّهُ ينَال خيرا ومالا ويلبس الْجَدِيد فَإِن خَافَ من رجم الضَّرْب فَإِنَّهُ يَأْمَن مِمَّا يخَاف.
وقال إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى في المنام أَنه ضربه ميت يحصل لَهُ نفع فِي السّفر أَو يعود إِلَى يَده مَا ضَاعَ مِنْهُ. وَإِن ضرب هُوَ مَيتا فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة دينه وَقَضَاء دينه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضرب مَيتا وَالْمَيِّت رَاض بضربه دلّ على جودة حَال الْمَيِّت فِي الْآخِرَة.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: أما الضَّرْب فَإِنَّهُ خير للمضروب على يَد الضَّارِب إِلَّا ان رَآهُ ضربه بالخشبة فَإِنَّهُ يدل على أَنه يعده خيرا فَلَا يَفِي بِهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ملكا ضربه بِغَيْر الْخشب فَإِنَّهُ يكسوه.
وَإِن ضربه بالخشبة فَإِنَّهُ يدل على أَنه يعده خيرا فَلَا يَفِي بِهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ملكا ضربه بِغَيْر الْخشب فَإِنَّهُ يكسوه.
وَإِن ضربه على ظَهره فَإِنَّهُ يقْضِي دينه.
وَإِن ضربه على عجيزته فَإِنَّهُ يُزَوجهُ.
وَإِن ضربه بالخشب فَإِنَّهُ يُصِيبهُ مِنْهُ مَا يكرههُ.
وَقِيلَ: ان الضَّرْب يدل على التَّغَيُّر وَرُبمَا دلّ على الْوَعظ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن رجلا يضْربهُ على هامته بالمقرعة والتوت فِي رَأسه وبقي أَثَرهَا فَإِنَّهُ يُرِيد ذهَاب رئيسه. فَإِن وَقعت فِي جفن عَيْنَيْهِ فَإِنَّهُ يُرِيد إفساد دينه.
وَإِن قلع أشفار جفْنه فَإِنَّهُ يَدعُوهُ إِلَى بِدعَة.
وَإِن ضرب جمجمته فَإِنَّهُ قد بلغ الأمر نهايته وينال الضَّارِب بغيته.
وَإِن ضربه على شحمة أُذُنه فَشَقهَا وَخرج مِنْهَا دم فَإِنَّهُ ينكح أحد بناته.
وقال بعض المعبرين: ان الضَّرْب الدُّعَاء، فَمن رأى في المنام أَنه يضْرب رجلا فَإِنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضربه وَهُوَ مكتوف، تكلم بِكَلَام قَبِيح ونادمه بالقبيح.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه ضرب بالسياط حَتَّى ظهر أَثَرهَا عَلَيْهِ وسال مِنْهُ دم، فَإِن كَانَ مَحْبُوسا أَو مكتوفا فإنه يضْربهُ إنسان بِلِسَانِهِ وينال مِنْهُ مَا يكره ويؤجر على ذَلِك. وَإِن لم يكن كَذَلِك فَإِن يُصِيب مَالا وَخيرا وَكِسْوَة يظْهر أثر ذَلِك عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضرب بِغَيْر سَوط وبقى أثر الضَّرْب عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا. وَإِن لم يبْق اثره عَلَيْهِ كَانَ كلَاما.
وَإِنْ رَأَى أَنه مَضْرُوب وَلم يعاينه ضاربه فَذلك خير مَا لم يكن مكتوفا أَو مقموعا، فَإِن كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ لَا خير فِي ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضرب على رَأس آخر بِشَيْء ملتو فَإِنَّهُ يضْربهُ بِأَمْر من أموره يضر بِهِ، وَكَذَلِكَ مَا يقرع بِهِ الرَّأْس من سَوط أَو قضيب أَو شَيْء ملتو وَمَا أشبه ذَلِك.
وقال بعض المعبرين: رُبمَا دلّت رُؤْيا الضَّرْب إِذا فعله إنسان بِيَدِهِ أَو بأَمْره على حكم وتصريف فِي الْأُمُور.
فصل فِي رُؤْيا التكتيف
من رأى يَدَيْهِ مكتوفة فَإِنَّهُ يدل على بخله.
وَقِيلَ: إِنَّه كَانَ صَالحا فَإِنَّهُ يكون مكتوفا عَن الْمعاصِي.
[1]مقموط: اسم المفعول من قمطَ. قمط الشيء: شده برباط
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه مكتوف ومقموط[1] فَذَلِك مَكْرُوه لَهُ.
وقال بعض المعبرين: لَا خير فِي رُؤْيا التكتيف لِأَن المكتف يكون قَلِيل الْمقدرَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ حل الكتاف فَإِنَّهُ مَحْمُود جيد.
فصل فِي رُؤْيا الْمُنَازعَة
رؤيا المنازعة
من رأى أَنه يتنازع مَعَ أحد فِي أَمر من أُمُور الدُّنْيَا فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي طلب رزقه. وَإِن كَانَ هُوَ المنتصف لَا يحصل لَهُ مَا قَصده من ذَلِك الْمطلب شَيْء. وَإِن لم يكن فضد ذَلِك.
وقال بعض المعبرين إن كَانَ التَّنَازُع لأمر من أُمُور الْآخِرَة فَإِن المنتصف مِنْهَا ينتصف كَمَا رأى لِأَن النَّوْعَيْنِ مُخْتَلِفَانِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُنَازع أحدا فِي نصْرَة الله فَإِنَّهُ ينتصر لقَوْله تَعَالَى: {ولينصرن الله من ينصره}.
وَقِيلَ: من رأى أَنه نَازع إنسانا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ تَعب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُنَازع إنسانا فِي أَمر أبهم عَلَيْهِمَا فَإِنَّهُ يدل على محاكمة إِلَى الشَّرْع الشريف وَيعود أمره إِلَى الْكتاب وَالسّنة لقَوْله تَعَالَى: {فَإِن تنازعتم فِي شَيْء فَردُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُول}.
وَقِيلَ: الْمُنَازعَة مَعَ النسْوَة وَالصبيان الصغار لَيست بمحمودة.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يُنَازع السُّلْطَان فَإِنَّهُ حُصُول هم شَدِيدَ لقَوْل بعض الشُّعَرَاء من جملَة أَبْيَات:
وَمن نَازع السُّلْطَان فِي قصره ** يصبح بِرَفْع الرَّأْس عَن جثته
فصل فِي رُؤْيا الْمُضَاربَة
رؤيا المضاربة
وَقد تقدم طرف من الْكَلَام عَلَيْهَا لما اقْتَضَاهُ الْحَال فِي ذَلِك، فِي بَاب رُؤْيا أَحْوَال تكون فِي الْإِنْسَان فِي الْيَقَظَة.
قال جَابر المغربي: الْمُضَاربَة نوع من الْقِتَال وَحكمهَا حكمه فِي الظفر وَالْغَلَبَة وَلم تزد على ذَلِك.
وقال الْكرْمَانِي: الْمُضَاربَة لَهَا حكم بمفردها لكَونهَا قد تكون بِاللِّسَانِ أَو بِالْفِعْلِ أَو بكليهما، والقتال لَا يكون إِلَّا وَقت حَرْب، وَلَا يُمكن أَن يُطلق على الْمُضَاربَة بِاللِّسَانِ لفظ قتال، فَمن رأى أَنه ضَارب إنسانا وبغى عَلَيْهِ وقذفه فَإِن المبغى عَلَيْهِ يظفر بالباغي مَا لم يكن لبغيه أثر ظَاهر كَمَا تقدم.
وقال السالمي: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضَارب أحدا أَو بدأه بالْقَوْل الْفَاحِش فَإِنَّهُ يَقْهَرهُ فِي أَمر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جمَاعَة يتضاربون سَوَاء كَانَ بالْقَوْل أَو بِالْفِعْلِ على أَمر دُنْيَوِيّ فإنهم فِي خسران. وَإِن كَانَ أخرويا فانهم يجتهدون فِي أَمر مَعْرُوف.
وَقِيلَ: فِي الْمَذْكُورين جَمِيعا إِن الْغَالِب مغلوب والمغلوب غَالب إِلَّا أَن تكون طَائِفَة تضاربت لأمور الدُّنْيَا وَطَائِفَة لأمور الْآخِرَة فَإِنَّهُ يؤول كَمَا تقدم فِي الْمُنَازعَة.
فصل فِي رُؤْيا أَنْوَاع الْعَذَاب (التعذيب)
رؤيا التعذيب
وفيهَا قَولَانِ عِنْد المعبرين: فَمنهمْ من يَقُول المغلوب فِيهَا هو الْغَالِب. وَمِنْهُم من يكره ذَلِك عند رؤيته.