فصل فِي رُؤْيا الفصد و الحجامة و الكي و التشريط
رؤيا الحجامة و الفصد و الكي و التشريط – تفسير الاحلام لابن شاهين
رؤية الفصد في المنام
رؤيا الفصد
قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يفصد فَإِن كَانَ الفاصد شَيخا فَإِنَّهُ يسمع كلَاما من صديقه لَا يرضيه. وَإِن كَانَ شَابًّا فَإِنَّهُ يسمع من عدوه مَا لَا يرضيه وَرُبمَا كَانَ غَرَامَة خُصُوصا إِن قَصده بالطول وَخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ تصيبه نائبة من السُّلْطَان أَو مِمَّن يقوم مقَامه وَيَأْخُذ مِنْهُ مَالا بِقدر الدَّم الْخَارِج فَإِن قَصده بِالْعرضِ فَإِنَّهُ غَرَامَة لَكِن بِإِرَادَة. فَإِن قَصده عَالم وَخرج مِنْهُ دم فِي طست أَو طبق فَإِنَّهُ يمرض وَيذهب من ماله للأطباء لِأَن الطَّبَق هُوَ الطَّبِيب.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ افتصد وَخرج مِنْهُ دم أسود وَحصل لَهُ فِي بدنه صِحَة فَإِنَّهُ يَصح دينه.
والفصد فِي الْيَمين زِيَادَة فِي المَال وَفِي الشمَال زِيَادَة الأصدقاء.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يَنْوِي الفصد فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله تَعَالَى.
فَإِن رأى كَأَنَّهُ افتصد وَلم يخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ تَعْطِيل أَمر.
وقال جَابر المغربي: من رأى أَنه فصد وَخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ يُقَال لَهُ كَلَام حق يتبعه. وَإِن طَال خُرُوج الدَّم حَتَّى تصفى كان ذلك غير محمود.
وقال السالمي: من رأى أَنه هُوَ يفصد غَيره يؤول على أَرْبَعَة أوجه: إِمَّا يكون عوانيا وَيحل على يَدَيْهِ غَرَامَة، أَو يكون ساعيا فِي مصلحَة أحد ونفعه، أَو يكون مخادعا خُصُوصا إن ضرب وَلم يخرج الدَّم، أَو يكون مُتَعَلقا بِأَمْر وقصده نتاجه.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الفصد تؤول على أَرْبَعَة أوجه: فتح وظفر وسفر وخصومة وَشركَة. وَإِن كَانَ الْمُفْسد مَسْتُورا فَهُوَ مَحْمُود فِي حَقه. وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَهُوَ مَذْمُوم وَكره بعض المعبرين الفصد لما فِيهِ من الخراب عِنْد النشلة.
وقال بعض المعبرين: من رأى أَنه يفصد بمَكَان لَا يَقْتَضِي الفصد فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود.
فصل فِي رُؤْيا الْحجامَة
رؤيا الحجامة
وَهِي أَمَانَة وَشرط وعزل وَذَهَاب مَال فِي مَنْفَعَة وَنَجَاة من كرب وخلاص من سجن وَكتاب وظفر وَصِحَّة جسم وَطَلَاق امْرَأَة.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه احْتجم فَإِنَّهُ يُقَلّد أَمَانَة أَو يكْتب عَلَيْهِ كتاب أَو يشفى مِمَّا بِهِ.
وَإِن كَانَ مَرِيضا بَرِيء لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: شِفَاء أمتِي ثَلَاث: آيَة من كتاب الله أَو لعقة عسل أَو كأس من حجام.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ احْتجم وتلطخ سرادقه بدمه كان ذلك غير محمود.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْحجامَة للوالي عزل وَرُبمَا كَانَت لجَمِيع النَّاس من وَال وَغَيره ذهَاب مرض وَرُبمَا كَانَت ذهَاب مَاله فِي مَنْفَعَة أَو نجاة من كرب.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ احْتجم وَكَانَ فِي حبس فَإِنَّهُ يُطلق لِأَن زيد بن الْمُهلب كَانَ فِي حبس الْحجَّاج فَرَأى ذَلِك فتخلص من الْحَبْس.
وقال بعض المعبرين: من رأى أَنه يحجم أَو يحتجم ولي ولَايَة أَو كتب عَلَيْهِ كتاب أَو قلد أمانَة أَو تزوج.
فَإِن كَانَ الحاجم شَيخا فَهُوَ جده.
وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَهُوَ أقوى.
وَإِن كَانَ مختلطاً فَذَاك صديقه.
وَإِن كَانَ شَابًّا فَهُوَ عدوه.
وَإِن حجم هُوَ ملكا فَإِنَّهُ ظفر.
وَإِن حجم شَيخا علا جده.
وَإِن حجم شَابًّا ظفر بعدوه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ احْتجم وَلم يخرج مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ قد دفن مَالا لَا يَهْتَدِي إِلَيْهِ أَو دفع وَدِيعَة لمن لَا يردهَا إِلَيْهِ فَإِن خرج مِنْهُ دم صَحَّ فِي تِلْكَ السّنة.
وَإِن كسرت المحجمة فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته.
فَإِن رأى كَأَنَّهُ خرج من امْرَأَته حجر عِنْد الْحجامَة فانها تَلد.
وقال جَابر المغربي: من رأى أَنه يحجم وَلَيْسَ بحجام فَإِنَّهُ إن كَانَ ذَا أَقْلَام يحصل لَهُ منصب يتَصَرَّف بقلمه وَيحصل لَهُ خير كثير. وَإِن لم يكن صَاحب قلم فَإِنَّهُ يصير مديونا وَيحصل لَهُ خُصُومَة وَيكْتب عَلَيْهِ وثائق.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ احْتجم فَإِنَّهُ ينجو من شَرّ أَو خوف.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْحجام تؤول على ثَمَانِيَة أوجه: أَدَاء أَمَانَة وَكتاب شروط وولَايَة وشروط وصحبة وكتبة وَسنة حسنة وعزل.
وقال أَيْضا: الْحجام رُبمَا يكون كَاتب خراج أَو محاسبا وَرُبمَا كَانَ الْحجام رجلا ينْحل على يَدَيْهِ أُمُور النَّاس. وَرَأَيْت بعض المعبرين يحب رُؤْيا الْحجام لما ورد فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم: من شكر الْحجامَة.
فصل فِي رُؤْيا التشريط
رؤيا الشراطة
من رأى أَنه يشرط آذانه فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه: ضعف وَخُرُوج بعض مَال فِي مصلحَة وَفَرح.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يشرط وَلم ينزل مِنْهُ دم فَإِنَّهُ حُصُول أَمر يكرههُ.
وقال بعض المعبرين: رُؤْيا الشراطة تدل على انه شَرط مَعَ أحد شرطا فَإِن سَالَ مِنْهُ دم وَفي شَرطه وَإِن لم يسل لم يوف بِهِ.
وقال بعض المعبرين: رُؤْيا الشراطة للصغار تَأْدِيب وللكبار إخراج مَال.
فصل فِي رُؤْيا الكي
رؤيا الكي
وَهُوَ إِصَابَة مَال مَعَ كَثْرَة انفاقه فِي غير طَاعَة الله تَعَالَى لقَوْله تَعَالَى: {يَوْم يحمى عَلَيْهَا فِي نَار جَهَنَّم فتكوى بهَا} الْآيَة.
وَرُبمَا دلّ على بخل صَاحبهَا.
وَقِيلَ: الكي كَلَام موجع.
وَرُبمَا كَانَ لِذَوي المناصب ثباتاً فِي الْأُمُور.
وَرُبمَا دلّ الكي على التَّزْوِيج وَالسّفر وللنسوة على الْولادَة.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: روى أَبَا بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: يَا رَسُول الله رَأَيْت فِي صَدْرِي كيين قَالَ: تلِي أَمر النَّاس سنتَيْن.
وقال الْكرْمَانِي: وَإِنْ رَأَى أَنه اكتوى فَخرج مِنْهُ دم أَو قيح فَإِنَّهُ يكون مُقيما بِخِدْمَة الْمُلُوك ثَابتا فِي أُمُوره. وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك تكون مُدَّة إِقَامَته قَلِيلا.
وقال دانيال: إِن رأى أَنه يكوي أحدا أَو يكوى فَإِنَّهُ سَماع كَلَام لَا فَائِدَة فِيهِ وَرُبمَا يُؤثر فِي قلبه.
وَإِن كَانَ الكي بِسَبَب عِلّة فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه ودنياه.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: إِن رأى أَنه يكوى بالنَّار فَإِنَّهُ يدل على منع الزَّكَاة وَرُبمَا يكون مَشْغُولًا عَن عَسْكَر الْملك.