رؤية القراءة في المنام – تفسير الاحلام لابن شاهين
فصل فِي رُؤْيا الْقِرَاءَة
قراءة القرآن
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ شَيْئا من الْقُرْآن وَلَا يعرف مَا قَرَأَهُ أَو نَسيَه فَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله تَعَالَى وَإِن كَانَ مهموما فرج الله همه وَإِن كَانَ عِنْده قلق زَالَ لقَوْله تَعَالَى: {وشفاء لما فِي الصُّدُور}.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يقْرَأ الْقُرْآن فَإِنَّهُ يتَكَلَّم بِالْحَقِّ.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: يكون حَاكما ان كَانَ لائقا بِهِ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ آيَة الرَّحْمَة فَإِنَّهُ حُصُول خير وَإِن كَانَت آيَة عَذَاب فضد ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه قَرَأَ الْقُرْآن وَأتم قِرَاءَته فَإِنَّهُ يَنْقَضِي أَجله على خير وَإِن قَرَأَ نصفه يكون مضى نصف عمره.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه حَافظ وَكَانَ كَذَلِك يدل على زِيَادَة الْخَيْر وَإِن لم يكن حَافِظًا فَلَا بَأْس بِهِ.
(وَمَنْ رَأَى) أَن أحدا يقْرَأ وَهُوَ يسمعهُ فَهُوَ يتبع الْقُرْآن وَإِن رأى ذَلِك وَلم يفهم مَا يَقُوله فضد ذَلِك.
وَقَالَ جَابر المغربي: (وَمَنْ رَأَى) أَنه ختم الْقُرْآن يحصل لَهُ بُلُوغ مَقْصُود وَإِن كَانَت الْقِرَاءَة صَحِيحَة فَهُوَ حُصُول مَال وَإِن كَانَ صَوته حسنا فَهُوَ على منزلَة وارتقاء دَرَجَة وَقد يعبر المعبرون الْآيَة على مَعْنَاهَا وَمَا تدل عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ بمَكَان لَا تجوز الْقِرَاءَة فِيهِ يدل على ان فِي دينه خللا.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ: تدل على أَرْبَعَة أوجه: السَّلَام والغنى وبلوغ الْمَقَاصِد وَحجَّة لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: الْقُرْآن حجَّة لَك أَو عَلَيْك.
رؤيا
روي أَن الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل رأى الله تَعَالَى فِي النّوم فَقَالَ يَا رب بِمَا يتَقرَّب إِلَيْك المتقربون قَالَ: بكلامي، قلت رَبِّي بفهم وَبِغير فهم، قَالَ: يَا أَحْمد بفهم وَبِغير فهم.
رؤيا
روي أن رجلا دخل على حَمْزَة ابْن حبيب الزيات فَوَجَده يبكي فَقال مَا يبكيك قَالَ: وَكَيف لَا أبْكِي وَقد رَأَيْت فِي مَنَامِي كَأَنِّي عرضت على الله تبَارك وَتَعَالَى اللَّيْلَة فَقَالَ لي: يَا حَمْزَة اقْرَأ الْقُرْآن كَمَا علمتك، فَوَثَبت قَائِما فَقَالَ لي: يَا حَمْزَة اجْلِسْ فَإِنِّي أحب أهل الْقُرْآن، ثمَّ قَالَ لي أَقرَأ فَقَرَأت حَتَّى بلغت سُورَة طه ثمَّ قَالَ لي أَقرَأ فَقَرَأت حَتَّى بلغت سُورَة يس فَقَلت: تَنْزِيل الْعَزِيز الرَّحِيم بِرَفْع اللَّام فَقَالَ عز وَجل تَنْزِيل الْعَزِيز الرَّحِيم بِالنّصب يَا حَمْزَة، كَذَا قَرَأت وَكَذَا قَرَأت حَملَة الْعَرْش، ثمَّ دَعَا بِسوار فسورت به فَقَالَ عز وَجل: هَذَا بِقِرَاءَتِك الْقُرْآن، ثمَّ بمنطقة فمنطقت بهَا ثمَّ قَالَ عز وَجل: هَذَا بصومك النَّهَار، ثمَّ دَعَا بتاج فتوجت بهَا ثمَّ قَالَ هَذَا بِقِرَاءَتِك الْقُرْآن للنَّاس يَا حَمْزَة، لَا تدع تَنْزِيل يَعْنِي بِنصب اللَّام فَإِنِّي نزلته تَنْزِيلا.
العودة إلى تفسير الاحلام لابن شاهين بالحروف