فصل فِي رُؤْيا التجرد وكشف الْعَوْرَة
رؤيا العورة – تفسير الاحلام لابن شاهين
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه عُرْيَان وَهُوَ يستحي من النَّاس وَيطْلب مِنْهُم مَا يتغطى بِهِ فإن ذلك مكروه يدل على إفشاء السر. وَإِن لم يستح مِنْهُم وَلم يطْلب مِنْهُم مَا يتغطى بِهِ فَإِنَّهُ يرْزق الْحَج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ عُرْيَان وعورته مستورة وَهُوَ فِي نَفسه غير مُفسد فَإِنَّهُ يؤول بِالْعَفو وَالْمَغْفِرَة وَالظفر. وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَغير مَحْمُود.
وَقَالَ جَابر المغربي: العري محنة وخجل خُصُوصا إِذا كَانَت جَمِيع عَوْرَته مكشوفة، وللنساء أبلغ من ذَلِك، وَلَكِن إِذا عرف الرَّائِي بالصلاح فَلَا يخَاف عَلَيْهِ بِسَبَب ذَلِك وَرُبمَا يكون مغْفرَة لَهُ.
وَقِيلَ: رُؤْيا العري فِي المحفل أمر مخجل.
وَقيل: من رأى أَنه نزع ثِيَابه فعرى بدنه فَإِنَّهُ يظْهر لَهُ عَدو مكايد غير مجاهر بالعداوة بل يظْهر الْمَوَدَّة لقَوْله تَعَالَى: {يَا بني آدم لَا يفتننكم} الْآيَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه عُرْيَان فقد تجرد لأمر قد أمعن فِيهِ، فَإِن كَانَ ذَلِك الْأَمر يدل على الدّين فَإِنَّهُ يبلغ فِي الْخَيْر وَالْعِبَادَة مبلغا حسنا. وَإِن كَانَ ذَلِك الْأَمر يدل على دنيا وَطلب الْمعْصِيَة فَإِنَّهُ يبلغ من ذَلِك بِقدر همته لَهُ وعقباه مذمة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ عُرْيَان فِي سوق أَو وسط مَلأ من النَّاس وَرَأى عَوْرَته بارزة ظَاهِرَة بِعَيْنِه وَالنَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ يستحي من النَّاس فَإِنَّهُ يظْهر فِيهِ عيب كَانَ يستره عَنْهُم وَلَا يُرِيد كشفه.
وَإِنْ رَأَى أَنه تجرد فِي مَسْجِد فَإِنَّهُ يتجرد من ذنُوبه، وَرُبمَا دلّ التجرد فِي الْمَسْجِد على إِظْهَار مَا عِنْده من دين كالأذان وَالصَّلَاة وَالْقِرَاءَة والإمامة وَمَا يشبه ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ عُرْيَان وَله بعض مَا يستره بَين النَّاس فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل كَانَ غَنِيا وَقد ذهب مَاله وَبَقِي مَا يستره فليحافظ عَلَيْهِ ويسلك طَرِيق التَّقْوَى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن عُرْيَان وَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء وَلَا أحد ينظر عَوْرَته وَهُوَ لَا يظنّ بِنَفسِهِ فِي كشف الْعَوْرَة فَإِنَّهُ ان كَانَ مَرِيضا شفي. وَإِن كَانَ مهموما ذهب همه. وَإِن كَانَ مديونا قضي دينه. وَإِن كَانَ غَنِيا ذهب من مَاله أَو باع دَاره أَو يُفَارق زَوجته، وَرُبمَا دلّ على التَّوْبَة، وَرُبمَا يتعرى من الدُّنْيَا ويتغطى بِالآخِرَة، وَرُبمَا يصاب فِي مَاله، وأو ربما يُقَال عَنهُ مَا يكره.
وتجرد الرجل الصَّالح خير وَمَنْفَعَة وَخُرُوج من هم وللعاصي، هم وغم وإفشاء سر و افتضاح.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يجْرِي وَهُوَ عُرْيَان فَإِنَّهُ يتهم بتهمة يكون فِيهَا بَرِيئًا لقَوْله تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا} الآية.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ عُرْيَان وَكَانَ ملكا أَو صَاحب وَظِيفَة فَإِنَّهُ يعْزل عَن ذَلِك خُصُوصا إِذا سلبت مِنْهُ غَصبا. وَإِنْ رَأَى مَا يسره مَعَ ذَلِك العري فَإِنَّهُ أخف من الْعَزْل وَرُبمَا كَانَ نقصا فِي أبهته.
وَقيل: إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا عُرْيَانَة فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ لَهَا. وَإِن كَانَ لَهَا زوج فَإِنَّهُ يطلقهَا. وَإِن رَأَتْ ذَلِك فِي السُّوق أَو وسط مَلأ من النَّاس وَرَأَتْ مَعَ ذَلِك كشف الرَّأْس فَإِنَّهُ يؤول لَهَا بقلة خجل أو بهم إِمَّا من زَوجهَا أَو من يعز عَلَيْهَا أَو فِي نَفسهَا وَلَا خير فِي رُؤْيَة ذَلِك للنسوة جملَة سَوَاء كَانَت صبية أَو عجوزا.