رؤيا العدد – تفسير الاحلام لابن شاهين
فَأَما الْعدَد فمختلف فِيهِ باخْتلَاف الْمَعْدُود.
رؤيا عد الدراهم
فَإِن رأى أَنه يعد دَرَاهِم فِيهَا اسْم الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد علما فَإِن كَانَ فِيهَا صُورَة منقوشة فَإِنَّهَا يشْتَغل بأم فيه باطل فِي الدُّنْيَا.
رؤيا عد اللؤلؤ
وَإِنْ رَأَى كَأَنَّهُ يعد لؤلؤا فَإِنَّهُ يَتْلُو الْقُرْآن.
رؤيا عد الخراف
وَإِنْ رَأَى أَنه يعد خرافا فَإِنَّهُ يشْتَغل فِي الخفاء.
رؤيا عد البقر
وَإِنْ رَأَى أَنه يعد بقرا عِجَافًا فَإِنَّهُ يمر عَلَيْهِ سنُون جدبة. وَإِن كَانَت سمانا فَإِنَّهُ بضد ذَلِك.
رؤيا عد الجمال
وَإِنْ رَأَى أَنه يعد جمالا مَعَ جوالقها فَإِن كَانَ سُلْطَانا أَو من يقوم مقَامه فَإِنَّهُ يُصِيبهُ من أعدائه أَمْوَالًا قيمتهَا توَافق حمل الحمالات. وَإِن كَانَ دهقانا مطر زرعه. وَإِن كَانَ تَاجِرًا نَالَ ربحا كثيرا.
رؤيا العد
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يعد عددا من الْأَعْدَاد فَإِن لكل عدد تَأْوِيلا.
فالواحد تَوْحِيد وإيمان بِاللَّه عز وَجل.
والاثنان أَبَوَانِ أَو شَاهدا عدل على تَصْدِيق الرُّؤْيَا.
وَالثَّلَاثَة وعد صَادِق لقَوْله تَعَالَى: {ثَلَاثَة أَيَّام ذَلِك وعد غير مَكْذُوب}.
وَالْأَرْبَعَة دُعَاء مستجاب وَمَال مَجْمُوع وَرُبمَا يكون تزويجا.
والخمسة دولة مقبلة وَرُبمَا يكون الْخمس صلوَات فَإِن نقص مِنْهَا شَيْئا فَهُوَ نُقْصَان فِي الصَّلَاة.
رؤيا العدد واحد
وقيل أَيْضا: عدد الْوَاحِد مبارك.
رؤيا العدد إثنان
والاثنين خلاص من بلَاء وظفر على الْأَعْدَاء لقَوْله تَعَالَى: {ثَانِي اثْنَيْنِ إِذْ هما فِي الْغَار}.
رؤيا العدد ثلاثة
وَالثَّلَاثَة لَيست بمحمودة.
رؤيا العدد أربعة
وَالْأَرْبَعَة مباركة وَخير لقَوْله تَعَالَى: {مَا يكون من نجوى ثَلَاثَة إِلَّا هُوَ رابعهم}.
رؤيا العدد خمسة
ورؤيا الْخَمْسَة جَيِّدَة حميدة.
رؤيا العدد ستة
وَأَمَّا السِّتَّة فَهِيَ فعل شَيْء فِيهِ نتاج لقَوْله تَعَالَى: {خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام} وَرُبمَا كَانَ كلَاما حسنا يقيمه صَاحب الرُّؤْيَا أَو اتمام أَمر والفراغ من شَيْء.
رؤيا العدد سبعة
وَأَمَّا السَّبْعَة فَلَيْسَتْ بمحمودة لقَوْله تَعَالَى: {لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب}. وَقِيلَ: زين أَو حج وَرُبمَا دلّت على الْهم فِي تِلْكَ الْأَيَّام لحالها. وقال بعض المعبرين: إن رأتها امْرَأَة وَهِي حُبْلَى فَإِنَّهَا تخلص لِأَن الْمُطلقَة إِذا ولدت أَقَامَت سَبْعَة ايام.
رؤيا العدد ثمانية
وَأَمَّا الثَّمَانِية فَلَيْسَتْ بمحمودة لقَوْله تَعَالَى: {سبع لَيَال وَثَمَانِية أَيَّام حسوما}، وقيل: يتَقرَّب من سُلْطَان أَو رجل كَبِير. وقال بعض المعبرين: إِن كَانَ الْعدَد على جمَاعَة مُعينَة وهم مِمَّن شكّ فيهم فإنهم كَذَلِك لقَوْله تَعَالَى: {سَبْعَة وثامنهم كلبهم}.
رؤيا العدد تسعة
وَأَمَّا التِّسْعَة فَلَيْسَتْ بمحمودة لقَوْله تَعَالَى: {تِسْعَة رَهْط يفسدون فِي الأَرْض}. وَقِيلَ: بَيَان وَحجَّة على الْأَعْدَاء لقَوْله تَعَالَى: {تسع آيَات بَيِّنَات}. وقال بَعضهم: ان رأى ذَلِك من فِي دينه ضعف فلا خير فيها.
رؤيا العدد عشرة
وَأَمَّا الْعشْرَة فَإِنَّهَا مباركة وَحُصُول مُرَاد ديني ودنيوي لقَوْله تَعَالَى: {وأتممناها بِعشر} وَقَوله تَعَالَى: {تِلْكَ عشرَة كَامِلَة}. وَقِيلَ: تَمام وَكَمَال فِي الْأُمُور.
رؤيا العدد أحد عشر
وَأَمَّا الْحَادِي عشر فَهُوَ حُصُول مُرَاد لقَوْله تَعَالَى: {إِنِّي رَأَيْت أحد عشر كوكبا}. وَقِيلَ: اخوان.
رؤيا العدد إثنا عشر
وَأَمَّا الثَّانِي عشر فَإِنَّهُ تَأْخِير فِي حُصُول الْمَقْصُود ثمَّ يحصل فِيمَا بعده لقَوْله تَعَالَى: {إِن عدَّة الشُّهُور عِنْد الله اثْنَا عشر شهرا}. وَقِيلَ: سنة مخصبة.
رؤيا العدد ثلاثة عشر
وَأَمَّا الثَّالِث عشر فَلَيْسَ بمحمود لِأَنَّهُ أنحس أَيَّام الْأَشْهر وَعقد الأشهر وعقد أَيَّام مشكلة.
رؤيا العدد أربعة عشر
وَأَمَّا الرَّابِع عشر فَإِنَّهُ مَحْمُود وَحُصُول مُرَاد. وَقِيلَ: فرج بعد شدَّة.
رؤيا العدد خمسة عشر
وَأَمَّا الْخَامِس عشر فَإِنَّهُ عدم تَمام الْمَقْصُود. وَقِيلَ: خُرُوج من شدَّة إِلَى قَضَاء وَحُصُول خصب وانتصاف.
رؤيا العدد ستة عشر
وَأَمَّا السَّادِس عشر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاد بطول الْمدَّة. وَقِيلَ: تَمام أَمر.
رؤيا العدد سبعة عشر
وَأَمَّا السَّابِع عشر فَإِنَّهُ يدل على رُجُوع مَا خرج مِنْهُ فِي فَسَاد وعاقبته محمودة. وَقِيلَ: حج وإتمامه.
رؤيا العدد ثمانية عشر
وَأَمَّا الثَّمَانِية عشر فَلَيْسَتْ بمحمودة. وَقِيلَ: اتِّصَال بالملوك والعظماء.
رؤيا العدد تسعة عشر
وَأَمَّا التَّاسِع عشر فخصومة مَعَ النَّاس لقَوْله تَعَالَى: {عَلَيْهَا تِسْعَة عشر}. وَقِيلَ: أعوان سامعون مطيعون.
رؤيا العدد عشرون
وَأَمَّا الْعشْرُونَ فَزِيَادَة قُوَّة وظفر على الْأَعْدَاء وَحُصُول مُرَاد لقَوْله تَعَالَى: {إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ يغلبوا مِائَتَيْنِ}.
رؤيا العدد ثلاثون
وَأَمَّا الثَّلَاثُونَ فتدل على أَنه إن كَانَ لَهُ مَعَ أحد خُصُومَة ينْفَصل بِسُرْعَة ويظفر بعدوه لقَوْله تَعَالَى: {وَحمله وفصاله ثَلَاثُونَ شهرا}.
رؤيا العدد أربعون
وَأَمَّا الْأَرْبَعُونَ فَإِنَّهُ تعسر أَمر وحيرة وتيه لقَوْله تَعَالَى: {مُحرمَة عَلَيْهِم أَرْبَعِينَ سنة}.
رؤيا العدد خمسون
وَأَمَّا الْخَمْسُونَ فَلَيْسَ بمحمود.
رؤيا العدد ستون
وَأَمَّا السِّتُّونَ فَلَيْسَ بمحمود فَإِنَّهُ لُزُوم كَفَّارَة لقَوْله تَعَالَى: {أَو إطْعَام سِتِّينَ مِسْكينا}. وَقِيلَ: سفر لقَوْله تَعَالَى: {غدوها شهر ورواحها شهر}.
رؤيا العدد سبعون
وَأَمَّا السبعون فحصول حَاجَة بِتَأْخِير أو حُصُول خوف من جِهَة السُّلْطَان. وَإِن كَانَ الْعدَد شَيْئا مذروعا فَإِنَّهُ غير مَحْمُود لقَوْله تَعَالَى: {ثمَّ فِي سلسلة ذرعها سَبْعُونَ ذِرَاعا}. وَقِيلَ: اسْتِغْفَار وتملق لمن لَا خير فِيهِ قال الله تَعَالَى: {إِن تستغفر لَهُم سبعين مرّة فَلَنْ يغْفر الله لَهُم}.
رؤيا العدد ثمانون
وَأَمَّا الثَّمَانُونَ فتهمة بزنى قال الله تَعَالَى: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جلدَة}. وَقِيلَ: اجْتِمَاع وبركة.
رؤيا العدد تسعون
وَأَمَّا التِّسْعُونَ فتدل على أَن نسْوَة من الأكابر يخطبونه وَيحصل لَهُ مِنْهُنَّ مَنْفَعَة. وَإِن كَانَ من أهل الْولَايَة يحصل لَهُ ذَلِك لقَوْله تَعَالَى: {تسع وَتسْعُونَ نعجة}. وَقِيلَ: ضيق وعسر.
رؤيا العدد مائة
وَأَمَّا الْمِائَة فظفر على الْأَعْدَاء وَحُصُول مُرَاد لقَوْله تَعَالَى: {مائَة يغلبوا مِائَتَيْنِ} وَقد يدل على الزِّنَى لقَوْله تَعَالَى: {فاجلدوا كل وَاحِدَة مِنْهُمَا مائَة جلدَة}. وَمَنْ رَأَى أَنه عقدت لَهُ مائَة من الْحُبُوب فَخير وبركة ومعيشة لقَوْله تَعَالَى: {فِي كل سنبلة مائَة حَبَّة}. وَقِيلَ: يقدم على جمَاعَة.
رؤيا العدد مائتان
وَأَمَّا المائتان فَإِنَّهُ عدم ظفر على الْعَدو لقَوْله تَعَالَى: {يغلبوا مِائَتَيْنِ}.
رؤيا العدد ثلاثة مائة
وَأَمَّا الثلاثمائة فحصول مَقْصُود فِي مُدَّة مديدة لقَوْله تَعَالَى: {وَلَبِثُوا فِي كهفهم ثَلَاث مائَة سِنِين}.
رؤيا العدد أربعة مائة
أما الأربعمائة فظفر على الْأَعْدَاء لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: خير السَّرَايَا أَرْبَعمِائَة وَخير الجيوش أَرْبَعَة آلَاف.
رؤيا العدد خمسة مائة
وَأَمَّا الْخَمْسمِائَةِ فتوقف الْأُمُور.
رؤيا العدد ستة مائة
وَأَمَّا الستمائة ففرح وَحُصُول مُرَاده.
رؤيا العدد سبعة مائة
وَأَمَّا السبعمائة فصعوبة أُمُور وَلَكِن يحصل فِي آخر عمره خير.
رؤيا العدد ثمانية مائة
وَأَمَّا الثَّمَانمِائَة فتدل على حُصُول ظفر وَقُوَّة.
رؤيا العدد تسعة مائة
وَأَمَّا التسْعمائَة فتدل على ظفر الْأَعْدَاء.
رؤيا العدد ألف
وَأَمَّا الْألف فحصول قُوَّة وظفر وَنَصره لقَوْله تَعَالَى: {وَإِن يكن مِنْكُم ألف يغلبوا أَلفَيْنِ بِإِذن الله}.
رؤيا العدد ألفين
أما الألفان فليسا بمحمودين.
رؤيا العدد ثلاثة آلاف
وَأَمَّا الثَّلَاثَة آلَاف فَإِنَّهَا تدل على حُصُول ظفر وَقُوَّة لقَوْله تَعَالَى: {بِثَلَاثَة آلَاف من الْمَلَائِكَة منزلين}.
رؤيا العدد أربعة آلاف
وَأَمَّا الْأَرْبَعَة آلَاف فَإِنَّهَا تدل على حُصُول نصْر وظفر.
رؤيا العدد خمسة آلاف
وَأَمَّا الْخَمْسَة آلَاف فَإِنَّهَا بركَة وَفَرح لقَوْله تَعَالَى: {بِخَمْسَة آلَاف}.
رؤيا العدد ستة آلاف
وَأَمَّا السِّتَّة آلَاف فَإِنَّهَا تدل على الظفر وَحُصُول المُرَاد.
رؤيا العدد سبعة آلاف
وَأَمَّا السَّبْعَة آلَاف فَإِنَّهَا تدل على توَسط حَاله من جِهَة الْمَعيشَة. وقال بَعضهم تعقد عَلَيْهِ أُمُوره.
رؤيا العدد ثمانية آلاف
وَأَمَّا الثَّمَانِية آلَاف فَإِنَّهَا تدل على انتظامه.
رؤيا العدد تسعة آلاف
وَأَمَّا التِّسْعَة آلَاف فمحمودة.
رؤيا العدد عشرة آلاف
وَأَمَّا الْعشْرَة آلَاف فَإِنَّهَا تدل على حُصُول الظفر والنصرة.
رؤيا العدد عشرون ألف
وَأَمَّا الْعشْرُونَ ألفا فَإِنَّهُ يغلب ويظفر على أعدائه.
رؤيا العدد ثلاثون ألف
وَأَمَّا الثَّلَاثُونَ ألفا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ظفر بعد مُدَّة طَوِيلَة.
رؤيا العدد أربعون ألف
وَأَمَّا الْأَرْبَعُونَ ألفا فَإِنَّهُ يدل على النُّصْرَة.
رؤيا العدد خمسون ألف
وَأَمَّا الْخَمْسون ألفا فَإِنَّهُ يدل على تَعب ومشقة وَتوقف أو عجز فِي التَّدْبِير لقَوْله تَعَالَى: {كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة}.
رؤيا العدد ستون ألف
وَأَمَّا السِّتُّونَ ألفا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاد بعد تَعب.
رؤيا العدد سبعون ألف
وأما السبعون ألفا فيدل على خير وهو رقم محمود عند التأويل
رؤيا العدد ثمانون ألف
وَأَمَّا الثَّمَانُونَ ألفا فَإِنَّهُ يدل على الظفر والنصرة.
رؤيا العدد تسعون ألف
وَأَمَّا التِّسْعُونَ ألفا فحصول الظفر لأعدائه.
رؤيا العدد مائة ألف
وَأَمَّا الْمِائَة ألف وَأكْثر فحصول المآرب لقَوْله تَعَالَى: {وأرسلناه إِلَى مائَة ألف أَو يزِيدُونَ}.
رؤيا العدد الكثير
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يعد عددا كثيرا بكفه فَإِنَّهُ ينْدَم على نَفَقَة ينفقها لقَوْله تَعَالَى: {فَأصْبح يقلب كفيه}.
قَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه يعد عدد أَو يعد لَهُ فَإِن كَانَ مِمَّن يَقْتَضِي منصب إِمَارَة فَإِنَّهَا تحصل لَهُ وَيكون أَمِيرا بِقدر عدده مثلا إِن عد عشر فَيُؤْمَر على عشرَة. وَإِن عد أَرْبَعِينَ فَيكون أَمِيرا على أَرْبَعِينَ. وَإِن عد مائَة يكون أَمِير مائَة فِي الْمَشْهُور. وَإِن عد مِائَتَيْنِ أَو ألوفا فَرُبمَا دلّ على كَفَالَة أَو مُقَدّمَة على جيوش. وَإِن عد قَلِيلا فَتكون الامارة مَا بَينهمَا.
وَأَمَّا ان كَانَ مِمَّن يَقْتَضِي مناصب دينية فَإِنَّهُ مَحْمُود لَهُ وثبات فِي حكمه لِأَن الْعدَد لأَصْحَاب ذَلِك لَا يكون إِلَّا لمستمر الْولَايَة.
وَإِن كان من أَصْحَاب المناصب الديوانية فَيدل على جمع المَال وَكَثْرَة الْحساب وَالْعدَد من حَيْثُ الْجُمْلَة بِجَمِيعِ النَّاس مَحْمُود إِلَّا لمن يكون عَلَيْهِ مُطَالبَة.