فصل فِي رُؤْيا مَكَّة حرسها الله تَعَالَى
رؤية مكة في المنام – تفسير الاحلام لابن شاهين
قال ابْن سِيرِين: من رأى أَنه فِي مَكَّة فَإِنَّهُ يزور الْكَعْبَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يتَوَجَّه إِلَى مَكَّة بِسَبَب التِّجَارَة لَا الزِّيَارَة فَإِنَّهُ يكون حَرِيصاً على حب الدُّنْيَا.
وَقِيلَ: زِيَادَة رزق ونعمة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي طَرِيق مَكَّة فَإِن الله تَعَالَى يرزقه الْحَج
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي مَكَّة وَهُوَ مشتغل بالزهد وَالْعِبَادَة يحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة فِي دينه ودنياه. (وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ مشتغل فِيهَا بِالشَّرِّ وَالْفساد فَإِنَّهُ ضد ذَلِك.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى أَن مَكَّة معمورة كَثِيرَة النعم يحصل لَهُ خير ونعمة وَمَال. (وَمَنْ رَأَى) مَكَّة ضد ذَلِك فَهُوَ ضِدّه.
وَقِيلَ: من رأى أَنه بطرِيق مَكَّة فَإِن كَانَ مَرِيضاً يطول مَرضه وَرُبمَا يكون قريب الْأَجَل ومآله إِلَى الْجنَّة.
وقيل: (وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ بِأحد الاماكن الْمَعْرُوفَة هُنَاكَ فَهُوَ حُصُول خير على كل حَال.
رؤيا الحرم المكي
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي حرم مَكَّة فَإِنَّهُ آمن من آفَات الدُّنْيَا لقَوْله تَعَالَى: {أَولم يرَوا أَنا جعلنَا حرماً آمنا وَيُتَخَطَّف النَّاس من حَولهمْ} الْآيَة وَرُبمَا يرْزق الْحَج.
(وَمَنْ رَأَى) فِي الْحرم ملكاً عادلاً يشْتَهر اسْمه بِالْمَعْرُوفِ والاحسان وَفعل الْخَيْر وَإِن كَانَ ظَالِماً فضده.
وَقِيلَ: الدُّخُول إِلَى الْحرم هُوَ الدُّخُول إِلَى حرم السُّلْطَان.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ دخل الْبَيْت فَإِنَّهُ آمن لقَوْله تَعَالَى: {وَمن دخله كَانَ آمنا}.
رؤيا الكعبة
(وَمَنْ رَأَى) الْكَعْبَة رُبمَا يرى الْخَلِيفَة أَو السُّلْطَان.
(وَمَنْ رَأَى) الْكَعْبَة فِي دَاره فَإِنَّهُ يكون ذَا عز وجلال وَحُرْمَة أَو ينْكح امْرَأَة جليلة الْقدر من أهل الْخَيْر والسداد.
(وَمَنْ رَأَى) فِي الْكَعْبَة نقصاً فَهُوَ عَائِد على الْخَلِيفَة أَو الإِمَام.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْكَعْبَة على خَمْسَة أوجه: خَليفَة وأمام كَبِير وإيمان وَإِسْلَام وَأمن للْمُؤْمِنين.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيَة الْكَعْبَة أَمن وإيمان وَإِسْلَام وَإِن رَآهَا مَرِيض فَإِنَّهُ يعافى ويستجاب دعاؤه.
وَقِيلَ: من رأى أَن دَاره صَارَت كعبة وَالنَّاس يزورونها فَإِنَّهُ يَلِي أمراً يحْتَاج النَّاس إِلَيْهِ وَرُبمَا يكون إِمَاماً لجَماعَة أَو يرْزق خيراً ونعمة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ على سطح الْكَعْبَة فقد نبذ الاسلام بمعصيته. (وَمَنْ رَأَى) الْكَعْبَة من غير عمل مِنْهُ فِي الْمَنَاسِك فَإِنَّهُ متهاون فِي الدّين.
رؤيا ميزاب الكعبة
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ تَحت ميزاب الْكَعْبَة فَإِنَّهُ يحجّ وتقضي حَاجته أَو يزور تربة الْمُصْطَفى عَلَيْهِ السَّلَام.
رؤيا الطواف
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ طَاف بِالْكَعْبَةِ وَعمل شَيْئاً من الْمَنَاسِك فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه ودنياه بِقدر عمله فِي الْمَنَاسِك.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ مُسْتَقْبل الْكَعْبَة شاخص إِلَيْهَا فَهُوَ مقبل على صَلَاح دينه ودنياه أَو يخْدم سُلْطَانا.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ نقص من الْمَنَاسِك شَيْئاً على خلاف السّنة فَإِن ذَلِك حدث فِي دينه.
رؤيا الحجر الأسود
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يمسح وَجهه بِالْحجرِ الْأسود أَو يقبله فَإِنَّهُ يصحب فَاضلاً من أهل الْعلم ويكتسب مِنْهُ فَوَائِد.
رؤيا مقام إبراهيم
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي مقَام ابراهيم فَإِنَّهُ يحجّ وَيرجع سالماً.
رؤيا الصفا والمروة
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ عِنْد الصَّفَا فَإِنَّهُ صفاء عَيْش.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يسْعَى فإنه يسعى فِي الْخَيْر.
رؤيا الوقوف بعرفات
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ وَاقِف بِعَرَفَات فَإِنَّهُ تَكْفِير ذنُوب وغفران من الله تَعَالَى.
رؤيا وادي منى
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ بوادي منى فَإِنَّهُ يبلغ مناه وَإِن كَانَ مَرِيضاً فَإِنَّهُ يشفى.
وَقِيلَ: إِنَّه إقلاع عَن ذنُوب وَحُصُول شِفَاء على الْوَجْهَيْنِ لقَوْل بَعضهم شعرًا:
يَا غادياً نَحْو الحجار وَلَعَلَّ ** عرج على وَادي منى والاجرع
وَانْزِلْ بِأَرْض لَا يخيب نزيلها ** فِيهَا الشِّفَاء لكل قلب موجع
رؤيا الإحرام
وَقِيلَ: إِن الْإِحْرَام تجرد فِي الْعِبَادَة أَو خُرُوج من ذنُوب.
رؤيا الحج
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ حج وَعَاد من حجه فَإِنَّهُ بُلُوغ مَقْصُود وتكفير ذنُوب وسلوك طَرِيق مُسْتَقِيم.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فعل شَيْئاً من الْمَنَاسِك فَهُوَ خير على كل حَال.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي ركب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول رَحْمَة لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْجَمَاعَة رَحْمَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ حط مَعَ الركب فِي محطة فَإِنَّهُ حُصُول رَاحَة.
وَإِن رأى ان الركب رَحل وَهُوَ مخلف عَنهُ فيؤول على ثَلَاثَة أوجه: عظة واشتياق وبكاء.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي قافلة وَهُوَ يطْلب شَيْئاً لَا يجده فَلَا خير فِيهِ.
وَأَمَّا الْأَمَاكِن الْمَعْرُوفَة فَرُبمَا يُفَسر غالبها من اشتقاق اسْمه كالينبوع فَإِنَّهُ نبع خير وخليص فَإِنَّهُ تَخْلِيص من الْخَلَاص وَمَا أشبه ذَلِك.
العودة إلى تفسير الاحلام لابن شاهين بالحروف