فَإِنْ رَأَى الشَّخْصُ فِي مَنَامِهِ وَكَأَنَّ بَطْنَهُ انْشَقَّ فَرَأَى فِي بَاطِنِهِ عُيُونًا، فَإِنَّ رُؤْيَاهُ قَدْ تَدُلُّ على فَسَاد فِي الدِّينِ. لِقَوْلِهِ تَعَالَى:

﴿مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ﴾

{سُورَةُ الأحزاب ۩ الآَيَةُ: 4}.

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ

وَإِنْ رَأَى الْفَقِيرُ فِي الْمَنَامِ وَ كَأَنَّ بَطْنَهُ قَدْ شُقَّتْ وَلَكِنْ بَقِيَتْ أَحْشَاؤُهُ فِي مَكَانِهَا وَمَوْضِعِهَا الْمَعْرُوفِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مَحْمُودٌ لِلْفَقِيرِ لَانَ رُؤْيَاهُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَسْتَغْنِي (يُصْبِحُ غَنِيّا)، حَيْثُ الْأَحْشَاءُ تُؤَوَّل كَذَلِكَ بِالْمَالِ.

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ

وَإِنْ رَأَى مِنْ لَا وَلَدَ لَهُ فِي الْمَنَامِ وَ كَأَنَّ بَطْنَهُ قَدْ شُقَّتْ وَلَكِنْ بَقِيَتْ أَحْشَاؤُهُ فِي مَكَانِهَا أَوْ فِي مَوْضِعِهَا الْمَعْرُوفِ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَيْضًا يَكُونُ مَحْمُودٌ لَهُ، لِأَنَّ رُؤْيَاهُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يُولدُ لَهُ (يُرْزَقُ بِأَوْلَادِ) حَيْثُ الْأَحْشَاءُ تُؤَوَّلَ كَذَلِكَ بِالْوَلَدِ. لِأَنَّ الْأَوْلَادَ بِمَنْزِلَةِ الْأَحْشَاءِ.

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ

فَإِنْ رَأَى من هو أعزب فِي مَنَامِهِ وَكَأَنَّ بَطْنَهُ قَدْ شُقَّتْ وَلَكِنْ بَقِيَتْ أَحْشَاؤُهُ فِي مَوْضِعِهَا أَوْ فِي مَكَانِهَا الْمَعْرُوفِ، يعْتَبرُ ذَلِكَ مَحْمُودًا لِمَنْ لَا وَلَدَ وَلَا مَنْزِل لَهُ، لِأَنَّ رُؤْيَاهُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَتَزَوَّجُ وَيُصْبِحُ لَهُ مَنْزِل وَأَوْلَاد حَيْثُ الْأَحْشَاء تُؤَوَّلَ كَذَلِكَ بِالْمَنْزِلِ وَالْوَلَدِ.

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ

وَإِنْ رَأَى الْمَرِيضُ فِي مَنَامِهِ وَكَأَنَّهُ قَدْ انْشَقَّ جَوْفهُ فَوَجدهُ فَارِغًا لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْء، فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ يَدُلُّ قصر العمر أو ذَهَابِ الْحَيَاةِ.

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ

فَإِنْ رَأَى الْإِنْسَانُ فِي مَنَامِهِ وَكَأنَ جَوْفَهُ انْشَقَّ وَهُوَ فَارِغٌ لَيْسَ فِيهِ شَيْء (شَقَّ جَوْفه فَوَجَدَهُ فَارِغٌ)، فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَخْسَرُ مَالهُ (فِي تِجَارَةٍ مَثَلًا)، أَوْ قَدْ يدل عَلَى أَنَّهُ يَحْصلُ شَيئا غَيْرُ مَحْمُودٍ لِمَنْزِلِهِ أَوْ لِوَلَدِهِ.

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ

فَإِنْ رَأَى الشَّخْصُ فِي مَنَامِهِ وَكَأَنَّ ملكًا قَدْ شَقَّ بُطُونَ بَعْض مِنْ رَعِيَّتِهِ ثُمَّ أَخْذ مَا فِي بُطُونِهِمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَتِمُّ تَفْتِيشُ بُطُونِهِمْ (أَيٌّ يَتِمُّ مُرَاجَعَةَ مصَدر أَمْوَالِهِمْ)، ثُمَّ يَتِمُّ مُصَادَرَة أَوْ أَخْذ أَمْوَالِهِمْ. حَيْثُ أَنَّ الْجَوْفَ أَوْ الْبَطْنِ هُنَا يَتِمُّ تَأْوِيلُهُ فِي الْمَنَامِ بِخِزَانَةِ الْمَالِ. فَأَخذ مَا فِي الْبَطْنِ يَدُلُّ عَلَى أَخْذِ مَا فِي الْخِزَانَةِ مِنْ أَمْوَالٍ.

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ

فَإِنْ رَأَى الشَّخْصُ فِي مَنَامِهِ وَكَأَنَّ ملكًا قَدْ شَقَّ بُطُونَ بَعْض مِنْ رَعِيَّتِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَتِمّ تَفْتِيشُ بُطُونِهِمْ (أَيٌّ يَتِمّ مُرَاجَعَةَ مصدرِ أَمْوَالِهِمْ). حَيْثُ أَنَّ الْجَوْفَ أَوْ الْبَطْن هُنَا يَتِمُّ تَأْوِيلهُ فِي الْمَنَامِ بِخِزَانَةِ الْمَالِ.

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ

وَمِنْ رَأَى فِي مَنَامِهِ وَ كَأَنَّ أَمْعَاءَ بَطْنِهِ أَوْ سَائِر مَا فِي جَوْفِهِ أو بَطْنِهِ قَدْ خَرَجَ، ثم قَامَ بِغَسْلِ بَطْنِهِ، فَإِنَّ رُؤْيَاهُ تَدُلُّ على حُسْن خَاتِمَتِهِ وَرِضَا اللَّهِ تَعَالَى عَنْهُ. (حتى وإن لم يعيد أعضاء البطن -الجسم- إلى مكانها)

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ

وَمِنْ رَأَى فِي مَنَامِهِ وَكَأَنَّ أَمْعَاءَ بَطْنِهِ أَوْ سَائِر مَا فِي بَطْنِهِ (أَوْ جَوْفِهِ) قَدْ خَرَجَ، فَقَامَ بِغَسْلِ بَطْنِهِ، وَأُعِيدَتْ إِلَيْهِ الْأَعْضَاء أَوْ لَمْ تَعُدْ، فَإِنَّ رُؤْيَاهُ تَدُلُّ على حُسْن خَاتِمَتِهِ وَرِضَا اللَّهِ تَعَالَى عَنْهُ.

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ

وأكل الأمعاء في المنام فيؤول بصحة الجسم ويدل على خير. (فإن رأى الشخص في منامه وكأنه يأكل طعاماً يصنع من أمعاء الحيوان أو أنه رأى وكأنه يأكل أمعاء الحيوان -كالضأن أو البقرة ونحوه، فإن رؤياه محمودة وتدل على صحة البدن أو كسب مال).

وَقيل: إِنْ رَأَى الشَّخْصُ فِي مَنَامِهِ وَكَأَنَّهُ يَأْكُلُ أَمْعَاءَ نَفْسِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَأْكُلُ مَالَ نَفْسِهِ (يَصْرِفُ مَالهُ عَلَى مَأْكَلِهِ وَمَشْرَبِهِ وَحَيَاتِهِ).

وَقيل كَذَلِكَ: لَوْ رَأَى فِي مَنَامِهِ وكأنه يَأْكُلُ أَمْعَاءَ غَيْرهُ، أَوْ شَيْئًا مِمَّا فِي جَوْفِ غَيْرِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يُصِيبُ مِنْهُ مَالًا مدخورا (أَيٌّ يَحْصُلُ مِنْهُ عَلَى مَالٍ كَانَ مدخورا) ثُمَّ يَأْكُلُهُ (يَصْرِفُ هَذَا الْمَالِ عَلَى مَأْكَلِهِ وَمَشْرَبِهِ وَحَيَاتِهِ).

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ

وَظُهُور أَوْ خُرُوج شَيْء مِمَّا فِي جَوْفِ الْإِنْسَانِ (أَوْ بَطْنِهِ) فَإِنَّهُ كَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى ظُهُورِ مَال مدخور، أَوْ قَدْ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَظْهَرُ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ أَحَد يَكُونُ ذُو شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ، أَوْ هُوَ بِنَفْسِهِ يُصْبِح صَاحِبَ سِيَادَةٍ.

وَقِيلَ كَذَلِكَ: مَنْ رَأَى فِي مَنَامِهِ أَنَّ شَيْئًا قَدْ خَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عِنْدَهُ وَصِيَّةً لِرَجُلٍ، أَوْ قَدْ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يُزَوِّجُ ابْنَتَهُ.

وَقِيلَ كَذَلِكَ: إِنْ خَرَجَ مَا فِي الْبَطْنِ فِي الْمَنَامِ، قَدْ يَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى عَدَمِ السِّتْرِ.

وقيل أيضاً: وَإِذَا رَأَى إِنْسَانٌ فِي مَنَامِهِ كَأَنَّ غَيْرَهُ يَكْشِفُ عَنْ أَحْشَائِهِ وَيُظْهِرُهَا (يُخرجُهَا)، فَإِنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ رَدِيءٌ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ يَصِيرُونَ إِلَى الْخُصُومَاتِ، وَتكْشفُ أُمُور مَسْتُورَة مِنْ أُمُورِهِمْ.

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ

وَإِنْ رَأَى الشَّخْصُ فِي مَنَامِهِ وَكَأَنَّ كَبدَهُ قَدْ خَرَجَ مِنْ بَطْنِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَالَا مَدْفُونا سَوْفَ يَظْهَرُ لَهُ. حَيْثُ أَنَّ ظُهُورَ الْكَبِدِ مِنْ الْبَطْنِ يَدُلُّ عَلَى ظُهُورِ مَالٍ مَدْفُونٍ.

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ

وَمِنْ رآى فِي مَنَامِهِ بِخُرُوجِ قَلْبِهِ مِنْ بَطْنِهِ (أو جوفه)، دَلَّتْ رُؤْيَاهُ عَلَى حُسْنِ دِينِهِ وَإِخْلَاصِهِ.

اِبْنُ سِيرِين رَحِمَهُ اللَّهُ