فصل فِي رُؤْيا الْمَوْت، و رؤيا غسل الميت، و رؤيا الحنوط، و رؤيا الكفن، و رؤيا التابوت، و رؤيا الجنازة، و رؤيا القبر، و رؤيا الدفن، و رؤيا النبش، و رؤيا النعش، و رؤيا المقبرة.
رؤيا الموت – تفسير الاحلام لابن شاهين
قَالَ دانيال: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قد مَاتَ وَالنَّاس يَبْكُونَ عَلَيْهِ يندبونه وغسلوه ولفوه فِي الْكَفَن وَحَمَلُوهُ على النعش ودفنوه فِي الْقَبْر فجملة ذَلِك يدل على فَسَاد في الدين. وَإِن لم يدْفن فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح أُمُوره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قد مَاتَ وَوضع على النعش وحملوا جنَازَته وَالنَّاس يسعون ويمشون فِي جنَازَته فَإِنَّهُ يدل على شرفه وعلو شَأْنه وَلَكِن يكون فِي دينه خلل أو فَسَاد لِأَن الْمَوْت هُوَ الِانْقِطَاع عَن الْخيرَات وَغَيرهَا، وَيُمكن الصّلاح فِي دينه بعد ذَلِك خَاصَّة إِذا علم أَنه لم يدْفن فِي الْقَبْر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مَاتَ وعاش بعد مَوته فَإِنَّهُ يُذنب وَيَتُوب. وَقِيلَ: يطول عمره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قد قَالَ لَهُ قَائِل: إِنَّك لم تمت أبدا، فَإِن ذلك يدل على الشهادة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قد مَاتَ وَعَلِيهِ هَيْئَة الْأَمْوَات وَلم يبك عَلَيْهِ أحد وَلم يغسل وَلم يُكفّن، خرب بعض بَيته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مَاتَ وَدفن وَلم يبك عَلَيْهِ وَلم يتبع جنَازَته أحد وَلم يغسل فَإِنَّهُ يدل على عدم عِمَارَته بعض مَا خرب من بَيته إِلَّا إن كَانَ أحدا غَيره فَإِنَّهُ يُمكن أَن يعمره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ميت فِي الْمَقَابِر وَحسب أَنه قد مَاتَ من مُدَّة مديدة فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا ويصحب الْجُهَّال وَأهل الْفسق وَالْفساد.
وقال جَابر المغربي: رُؤْيا موت الْفجار رَاحَة الْمُؤمن وَعَذَاب الْكَافِر، وَإِذا لم يكن موت الْفجار فَإِنَّهُ فَسَاد لدين، وَإِذا صَعب على الْمَيِّت نَزعه وَمَوته صَعب عِقَابه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قد مَاتَ وَأَقْبل من يغسلهُ فَإِنَّهُ يَتُوب من الذُّنُوب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حَيّاً قد مَاتَ وَهُوَ مَوْضُوع على سَرِير أَو نعش أَو مَا شبه ذَلِك فَإِنَّهُ يتَّصل إِلَى خدمَة السُّلْطَان أَو من يقوم مقَامه وَيرى مِنْهُ خيرا وَمَنْفَعَة.
وقال ابْن سِيرِين: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ملك بَلَده قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على خراب يكون في ذَلِك الْبَلَد.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه فِي غَمَرَات الْمَوْت ونزعات السَّاق فَإِنَّهُ يظلم نَفسِهِ لقَوْله تَعَالَى: {وَلَو ترى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَات الْمَوْت}. وَقِيلَ: إِن كَانَ عَلَيْهِ دين وفاه الله عَنهُ. وَإِن أمل سفرا فَإِنَّهُ يُسَافر. وَقِيلَ: يذهب من مَاله أَو ينهدم من دَاره ويتغير مَسْكَنه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مَاتَ وَرَأى الْمَوْت عيَانا وَعَلِيهِ هَيْئَة الْأَمْوَات فَإِنَّهُ فَسَاد فِي الدين ويرجى لَهُ الصّلاح مَا لم يدْفن، فَإِن دفن كانت رؤياه غير محمودة إِلَّا أن يرى أَنه عَاشَ وَخرج من الْقَبْر بعد ذَلِك فَإِنَّهُ يَتُوب وَيحسن حَاله لقَوْله تَعَالَى: {أَو من كَانَ مَيتا فأحييناه}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مَاتَ وَلم ير نَفسه كَهَيئَةِ الْأَمْوَات فَإِنه ينهدم من داره. أو يخرج من داره ويغير مسكنه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مَاتَ ثمَّ عَاشَ فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا ثمَّ يرجع، لقَوْله تَعَالَى: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين خَرجُوا من دِيَارهمْ وهم أُلُوف حذر الْمَوْت}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قد مَاتَ وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَينفذ أمره وَيكون اتِّبَاعه فِي سُلْطَانه بِقدر من قد تبع جنَازَته وَلَكِن يفْسد دينه ويرجى لَهُ الصّلاح فِيمَا بعد مَا لم يدْفن.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مَاتَ وَلم ير قبرا وَلَا كفنا وَلَا جَنَازَة وَلَا بكاء فَإِن ذَلِك رَاحَة لصَاحب الرُّؤْيَا من هم هُوَ فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ملفوف كَمَا يلف الْمَيِّت فذلك غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حَياً قد مَاتَ ثمَّ عَاشَ كانت رؤياه غير محمودة.
قيل: من رأى أَن الإِمَام مَاتَ فَإِنَّهُ يحدث فِي دين الرَّائِي فَسَاد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْزع فَهُوَ على شرف الْعَزْل عن منصبه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحد أَبَوَيْهِ مَاتَ فَإِنَّ ذلك يدل على فساد في حاله. وَإِن كَانَ من طلاب الآخرة فإنه يتعطل عَن عمله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أَخَاهُ مَاتَ فَإِن الرؤيا غير محمودة،. وَإِن لم يكن لَهُ أَخ وَرَأى ذَلِك فَهُوَ ذهاب مال. وَقِيلَ: يصاب بإحدى عَيْنَيْهِ أَو بإحدى يَدَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن زَوجته مَاتَت فَإِنَّهُ تكسد صناعته أو حرفته الَّتِي مِنْهَا سَببه.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الْمَوْت ندامة من أَمر، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه مَاتَ ثمَّ عَاشَ فَإِنَّهُ يُذنب ثمَّ يَتُوب لقَوْله تَعَالَى: {رَبنَا أمتنَا اثْنَتَيْنِ وأحييتنا اثْنَتَيْنِ فاعترفنا بذنوبنا}.
وَقِيلَ: من رأى أَنه مَاتَ من غير مرض وَلَا هَيْئَة من يَمُوت فَإِن عمره يطول.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا مِمَّن يقبل قَوْله فِي الْيَقَظَة يُخبرهُ بِأَنَّهُ لَا يَمُوت أبدا فَإِنَّهُ الرؤيا تدل على الشهادة في سبيل الله وَيكون حَيا بعد ذَلِك لقَوْله تَعَالَى: {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مَاتَ وَاسْتوْفى شُرُوط الْمَوْت دل ذلك على فساد في الدنيا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن إمام بلد قد مَاتَ فَإِن ذَلِك الْبَلَد يؤول أمره إِلَى فساد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَوْت نزل عَامّا فِي مَكَان مَعْرُوف فَإِنَّهُ يَقع هُنَاكَ حريق.
وقيل: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن زَوجته قد مَاتَت فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي ويستفيد مَالا من حل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ عُرْيَان فَإِنَّهُ يفْتَقر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قد مَاتَ وَوضع على مَكَان مُرْتَفع أَو شَيْء مَبْسُوط فَإِنَّهُ ينَال رفْعَة وراحة وَرُبمَا نَالَ من أَهله خيرا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ ميت وَحده بمَكَان مُنْقَطع فَلَا خير فِي ذلك. وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب فَإِنَّهُ يدل على فساد في دينه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَن ابْنه مَاتَ فَإِنَّهُ يخلص من عدوه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ابْنَته مَاتَت فَإِنَّهُ ييأس من فرج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مَاتَ فَجْأَة فَإِنَّهُ يُصِيب هما من حَيْثُ لَا يؤمل ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حاملاً قد مَاتَت فَإِنَّهَا تَلد ولدا ذكرا وتسر بِهِ وَيحصل من قبله مَنْفَعَة.
وَرُبمَا دلّ الْمَوْت على الطَّلَاق.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مَاتَ وَزَوجته فِي الْعدة فَإِنَّهُ يطلقهَا.
وَقِيلَ: من رأى أَنه قد مَاتَ وَكَانَ عزبا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مَاتَ أَو شَرِيكه فَإِنَّهَا فرقة تقع بَينهمَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن إنسانا مَعْرُوفا قد مَاتَ وَهُوَ ينوح عَلَيْهِ ويعلن فِي ذَلِك فَإِنَّهُ حُصُول هم لكليهما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا مَاتَ وَالنَّاس يذكرُونَهُ بِخَير فَإِنَّهُ يكون مَحْمُودًا فِي ولَايَته أَو فِيمَا يَفْعَله من الأشغال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مَاتَ عِنْد قوم فَإِنَّهُ يحْشر على فعلهم فَلْينْظر فِي ذَلِك. وَقِيلَ: إنه يُسَافر سفرا بعيداً.
وَقِيلَ: من رأى أَنه حمل مَيتا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَاما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جر الْمَيِّت على الأَرْض فَإِنَّهُ يكْتَسب إثما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا تعلق بفاسق فَإِنَّهُ يقتل حَيَوَانا مُؤْذِيًا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نقل مَيتا إِلَى الْمَقَابِر فإنَّهُ يعْمل بِالْحَقِّ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نقل مَيتا إِلَى السُّوق نَالَ حَاجته ونفقت تِجَارَته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ حمل مَيتا إِلَى الْمصلى فَإِنَّهُ يتسبب فِي خير لرجل فَاسد الدّين.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ مَوْضُوع على التُّرَاب وَمَا يشبه ذَلِك مِمَّا يكون فِي أصُول التَّعْبِير، يعبر بِالْمَالِ، فَإِنَّهُ حُصُول مَال على كل حَال.
وقال ابْن سِيرِين: الْمَوْت فقر وعسر فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه مَاتَ وَهُوَ كظيم فَإِنَّهُ عسر فِي أمور الدُّنْيَا أو أمر مكروه فِي أمر أو عمل من أعمال الْآخِرَة. وأما إِن كَانَ مُسْتَبْشِرا فَهُوَ حُصُول خير.
وقال جَابر المغربي: من رأى أَن عَالما قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على بطلَان يكون في الْعلم أو الشريعة في ذلك الْمَكَان.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا من أهل الْبدع والضلال قد مَاتَ فَإِنَّهُ يزْدَاد طغيانا أو يفْتَقر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن خفيرا قد مَاتَ فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: حُصُول خوف وأو مَوْت حَاكم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ذَا صَنْعَة قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على كساد صَنعته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن خادمه قد مَاتَ فَإِنَّهُ نقص فِي أبهته مَا لم يكن عِنْده غَيره فَهُوَ توقف بعض الْأُمُور.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن صديقه قد مَاتَ فإنه قد يفقد صديقه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شَيْئا من الْحَيَوَان قد مَاتَ وَهُوَ ملقى، فَإِن كَانَ ذَا نَاب أَو مخلب فَإِنَّهُ يدل على الظفر بالأعداء خُصُوصا إِذا كَانَ نَوعه مُؤْذِيًا يكون الظفر أبلغ وَرُبمَا دلّ على الْأَمْن والسلامة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بَهِيمَة قد مَاتَت فَلَا خير فِي ذلك. وَإِن كَانَ عِنْده غَيرهَا يكون أخف.
قَالَ بعض المعبرين: من رأى أَن شَيخا مَجْهُولا قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على أن جده وكده لَا ينْتج مِنْهُ شَيْء مِمَّا قَصده وجد فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن امْرَأَة مَجْهُولَة قد مَاتَت فَإِن دُنْيَاهُ تتعطل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شَيْئا من الْحَيَوَان قد مَاتَ وَعرف صنفه فَإِنَّهُ يعبر بِمَا يُوَافق أصُول التَّعْبِير فِيهِ مِثَاله إِن كَانَ السَّبع والفيل فيؤولان بالسلطان.
وَقِيلَ: الْفِيل يؤول بِرَجُل ضخم، والهرة والفأر باللص الحرامي، وَيُقَاس على ذَلِك، وَرُبمَا كَانَت الْإِنَاث من الْجَمِيع نسْوَة والذكور رجَالًا، وَيحْتَاج فِي ذَلِك إِلَى نظر وَتَأمل، وَلَو أوضحنا معنى كل وَاحِد بمفرده لطال الشَّرْح.
وقال ابْن سِيرِين: موت الْوَلَد في المنام يؤول بأَمَان من عَدو أو حُصُول مِيرَاث.
وَمَوْت الْبِنْت رُجُوع عَن أَمر فِيهِ سرُور.
وَقيل: مَوْت الْوَالِد تحير بِسَبَب معيشة.
وَقيل: مَوْت الوالدة عدم وُصُول إِلَى مَقَاصِد أو حُصُول هم أو حزن.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا من أَقَاربه مَاتَ فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي مقدرته.
وَقيل: رؤيا مَوْت الزَّوْجَة يعتبر في التأويل جيد لها.
وَرؤيا مَوْت الْمَرْأَة الحبلى يعتبر في التأويل فِي غَايَة الْجَوْدَة وَالصَّلَاح لَهَا.
فصل فِي رُؤْيا الْغسْل
رؤيا غسل الميت
قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يغسل مَيتا فَإِنَّهُ يَتُوب على يَدَيْهِ رجل فَاسد الدّين.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا يغسل نَفسه فَإِنَّهُ دَلِيل على خُرُوج عقبه من الهموم وَزِيَادَة فِي مَالَهُم.
والمغتسل فِي الأَصْل تَاجر نفاع ينجو بِسَبَبِهِ أَقوام من الهموم أَو رجل شرِيف يَتُوب على يَده أَقوام مفسدون.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ على مغتسل فَإِنَّهُ يرْتَفع أمره وَيخرج من الهموم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) وكأنه حياً هو مَيت وَالنَّاس يطْلبُونَ لَهُ الْغسْل وَلَا يجدونه فَإِنَّهُ يدل على أن ذَلِك الْمَيِّت مرتكب معاصي وَالنَّاس يدلونه على الْخَيْر وَلَكِن لَا يؤثره عِنْده.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حياً هو مَيت ويغسل بِمَا لَا يحل بِهِ الْغسْل فَإِنَّهُ رجل فَاسد الدّين وَهُوَ يُوعظ بِمَا لَيْسَ لَهُ معنى وَلَا فَائِدَة وَلَا يقبل عقله ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يغسل بِشَيْء من النَّجَاسَات فَإِنَّهُ زيادة في فَاسد الدّين.
وقال بعض المعبرين: رُؤْيا الْغسْل بِالْمَاءِ الطَّاهِر للْمَيت في المنام وهو حي في اليقظة يدل على أَن ذَلِك الْمَيِّت يفْتَقر وَلكنه يصلح دينه.
فصل فِي رُؤْيا الحنوط
رؤيا الحنوط
قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يذر عَلَيْهِ حنوط فَإِن كَانَ مُفْسِدا فَإِنَّهُ يَتُوب وَيرجع إِلَى الله تَعَالَى.
وَإِن كَانَ صَالحا تنصلح أُمُور دُنْيَاهُ وَدينه ويفرج همه ويكشف غمه ويأمن الْخَوْف.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الحنوط جَيِّدَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اسْتَعَانَ بِرَجُل يَشْتَرِي لَهُ حنوطا فَإِنَّهُ يَسْتَعِين بِهِ فِي محْضر بِكَلَام جيد فِي حَقه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ تحَنط فَإِنَّهُ حُصُول تَوْبَة وَفرج من الْهم وَالْغَم وانتشار ثَنَاء حسن.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن عِنْده حنوطا أَو جمعهَا فَإِنَّهُ عِنْده تقوى ونفع للْمُسلمين.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن عِنْده حنوطا فَإِنَّهُ زِيَادَة خير.
وَإِنْ رَأَى أَنه فَرق ذَلِك على النَّاس فَإِن يَلِي أمرا يحصل للنَّاس مِنْهُ نتيجة.
فصل فِي رُؤْيا الْكَفَن
رؤيا الكفن
من رأى أَنه يصطنع كفنا لأجل الْمَيِّت فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ بِمِقْدَار ذَلِك الْكَفَن فِي حق الْمَيِّت الْخَيْر وَالْأَجْر وَالثَّوَاب. وَإِن كَانَ الْكَفَن لأجل حَيّ وَهُوَ مَعْرُوف يحصل للرائي من ذَلِك العناء والتعب. وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَهُوَ خير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزع كفن رجل قد مَاتَ وَهُوَ مَعْرُوف فَإِن يتبع طَرِيقه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَخذ كفن ميت فَهُوَ على وَجْهَيْن. فإن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يشْتَغل بِعلم غَرِيب دَقِيق وَرُبمَا حصل لَهُ مَال من وَجه حرَام. وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يدل على قلَّة في الدين وتشويشه على النَّاس وَأَن يكون غمازا.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: إِن رأى حَيا لبس كفنا فَإِنَّهُ يمِيل إِلَى الزِّنَا. وَإِن كَانَ لم يتم لبسه فَإِنَّهُ يَدعِي إِلَى الزِّنَا وَلَا يُجيب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ ملفوف فِي الْكَفَن كَمَا يلف الْمَوْتَى مقمط مربوط من عِنْد رَأسه وَرجلَيْهِ فَهُوَ دَلِيل على فَسَاد أَمر. وَكلما كَانَ الْكَفَن أقل فَهُوَ أقرب إِلَى التَّوْبَة، وَإِن زَاد فَهُوَ أبعد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يفصل الأكفان فَإِنَّهُ يصنع الْمَعْرُوف.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطْلب كفنا وَلَا يجده فَلَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شخصا جَاءَ إِلَيْهِ بكفن فَإِنَّهُ حُصُول نعْمَة.
وقال بعض المعبرين: إِذا كفن الْمَيِّت وَكَانَ الْكَفَن وافرا فَهُوَ جيد. وَإِن قصر فَرُبمَا يكون غير مَحْمُود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَبْغِي أكفان الأموات فإنه يترحم عَلَيْهِم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جمع أكفانا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يجمع عُلُوم شَتَّى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يفرق الأكفان فَإِنَّهُ يصنع الْمَعْرُوف.
رؤيا التابوت
فصل فِي رُؤْيا النعش والتابوت، وهما بِمَعْنى وَاحِد
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه حمل على نعش ارْتَفع أمره وَكثر مَاله لِأَن أصل اشتقاقه من الانتعاش ورؤياه جَيِّدَة من اسْمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصنع ذَلِك بِيَدِهِ فَإِنَّهُ يصنع الْمَعْرُوف كَذَلِك إِن أَمر بِفِعْلِهِ خُصُوصا ان كَانَ للسَّيِّد وَرُبمَا كَانَ حُصُول أجر وثواب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن نعشا كسر فَلَيْسَ بمحمود.
قَالَ الْكرْمَانِي: فأما التابوت فإنه جيد، (فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اشْترى تابوتا أَو وهب لَهُ أَو كَانَ بمنزله فَإِنَّهُ يرْزق ملكا وَحِكْمَة ووقارا وسكينة لقَوْله تَعَالَى: {إِن آيَة ملكه أَن يأتيكم التابوت فِيهِ سكينَة من ربكُم}.
وَقِيلَ: إِن التابوت زَوْجَة الرجل وحانوته فما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فيؤول فيهمَا.
وَقِيلَ: رُؤْيا التابوت الْجَدِيد عز وجاه وَقدر.
فصل فِي رُؤْيا الْجَنَائِز
رؤيا الجنازة
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جمَاعَة ماشين فِي جَنَازَة فَإِنَّهُ يدل على أَن صَاحب الْجِنَازَة يسود على تِلْكَ الْجَمَاعَة أَو على مقدارهم من النَّاس لكنه يقهرهم ويظلمهم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) جَنَازَة طائرة وَالنَّاس يطيرون مَعهَا فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت رجل جليل الْقدر من ذَلِك الْمَكَان فِي سَفَره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) جنَازَته تمشي على الأَرْض من غير حمل فَإِنَّهُ يُسَافر. وَإِن رَأَتْ ذَلِك امْرَأَة فَإِنَّهَا تتَزَوَّج. وَإِن كَانَ لَهَا زوج فَإِنَّهُ يدل على فساد في دينه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا لَا يتبع جنَازَته فَهُوَ نُقْصَان فِي عزه وجاهه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سقط من جنَازَته فَإِنَّهُ يَقع من مرتبته وعزه وجاهه أو تبطل أشغاله.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْجِنَازَة قد تؤول بِرجلِ مُنَافِق.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) جَنَازَة لرجل مَعْرُوف وَهُوَ مَوْضُوع وَالنَّاس لَا يقربون إِلَيْهِ وَلَا يحملونه فَلَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ حَامِل جَنَازَة فَإِنَّهُ يتبع ذَا سُلْطَان وَينْتَفع مِنْهُ بِمَال وَينفذ أمره وتحتاج النَّاس إِلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن النَّاس يزدحمون على جنَازَته وَهُوَ مَرْفُوع على أَيْديهم فَإِنَّهُ ينَال سُلْطَانا عَظِيما ورفعة زَائِدَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن النَّاس يَبْكُونَ خلف جَنَازَة، حمدت عاقبته وَكَذَلِكَ إِن اثنوا عَلَيْهِ ودعوا لَهُ، فَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جَنَازَة فِي سوق فَإِنَّهُ يدل على نفاق السّلع الَّتِي بذلك السُّوق.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جَنَازَة حملت على جنائز مَعْرُوفَة فَإِنَّهُ حق يصل أربابه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جَنَازَة تسير فِي الْهَوَاء فَإِنَّهُ يدل على موت رجل كَبِير جليل القدر يشق على النَّاس مَوته وتعطل أُمُورهم بِسَبَبِهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جَنَازَة تسير على الأَرْض وَهُوَ مَوْضُوع بهَا فَإِنَّهُ يركب فِي سفينة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جَنَازَة كَبِيرَة مَوْضُوعَة فِي مَكَان فَإِن أهل ذَلِك الْمَكَان يرتكبون فَوَاحِش.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه ولي أَمر جَنَازَة فَإِنَّهُ يَلِي الْقيام بعرس.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحمل جَنَازَة فَإِنَّهُ يشفع لرجل فَاسد الدّين.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحمل جَنَازَة فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة.
وقال بعض المعبرين: يحْتَاج إِلَى اعْتِبَار من يسير فِي الْجِنَازَة، فَإِن كَانُوا من خَواص النَّاس فَإِن الْولَايَة جليلة الْمِقْدَار. وَإِن كَانُوا من الْعَوام فَهُوَ دون ذَلِك.
فصل فِي رُؤْيا الْقُبُور
رؤيا القبر
قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه احتفر لنَفسِهِ أَو لغيره قبرا أَو حُفْرَة فَإِنَّهُ يَبْنِي دَارا فِي ذَلِك الْبَلَد أَو يُقيم بهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يردم قبرا فَإِنَّهُ تطول حَيَاته وتدوم صِحَّته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دفن فِي قَبره من غير أَن يَمُوت فرُبمَا يُصِيبهُ ضيق فِي أمره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مدفون فِي قبر على هَيْئَة الْأَمْوَات من غير ردم فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطوف بالقبور وينتقل مِنْهَا وَهِي مَفْتُوحَة فَإِنَّهُ يدْخل بيُوت أهل الْبدع أَو السجْن.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينبش قبر رجل عرف منزله واسْمه وكنيته فَإِنَّهُ يسلك طَرِيقه خُصُوصا إن وصل إِلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شخصا نزل قبرا ثمَّ طلع مِنْهُ وَأَرَادَ دفع الرَّائِي فِيهِ فَإِن شخصا يتهمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينبش قبرا فطلع مِنْهُ رجل حَيّ فَإِنَّهُ خير وسرور خُصُوصا إن كَانَ من أهل التَّقْوَى فَإِنَّهُ خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينبش قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ يجدد مَا درس من سنته الشَّرِيفَة وَيحصل للنَّاس على يَدَيْهِ خير. وَإِن وصل إِلَى الْجثة الشَّرِيفَة فَلَيْسَ بمحمود. وَإِن كسر شَيْئا من أَعْضَائِهِ فَإِنَّهُ يرتكب بِدعَة وضلالة نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَن رجلا سلمه إِلَى حُفْرَة الْقَبْر فَإِنَّهُ يلقيه فِي هلكه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وضع فِي الْقَبْر فَإِنَّهُ ينَال دَارا مُلكا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُسَوِّى عَلَيْهِ التُّرَاب نَالَ مَالا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحْفر تُرَابا على سطح فَإِنَّهُ يعِيش عمرا طَويلا.
والقبور الْكَثِيرَة فِي مَوضِع مَجْهُول تدل على رجال منافقين.
وَأَمَّا الْمَقَابِر الْمَعْرُوفَة فَإِنَّهَا تؤول بِأَمْر حق.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْقُبُور مخضرة فَإِن أَهلهَا فِي رَحْمَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اتعظ بِدُخُولِهِ إِلَى الْمَقَابِر فَإِنَّهُ يُنصف فِي أمره. وَإِن لم يتعظ فَإِنَّهُ فِي أَمر حق وَهُوَ غافل عَنهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن قبرا مَعْرُوفا تحول إِلَى دَاره فَإِنَّهُ يدل على مصاهرة أحد من عقبه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ قَائِم على قبر رجل مُوسر فَإِنَّهُ قد يعْطى ذَنبا لقَوْله تَعَالَى: {وَلَا تقم على قَبره}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي مَقْبرَة وَيَطوف حول الْقُبُور وَيسلم عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يصير فقيرا يسْأَل النَّاس.
وقال بعض المعبرين: من رأى أَنه فِي قَبره وعَلى قَبره شَيْء مَكْتُوب فَإِنَّهُ يدل على السجْن.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي قبر فَإِنَّهُ فِي ضيق، حيث قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه وضع فِي قبر فَإِنَّهُ فِي ضيق.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي قبر من غير ردم فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا وينال فِي سَفَره خيرا أَو مَنْفَعَة لقَوْله تَعَالَى: {ثمَّ أَمَاتَهُ فأقبره ثمَّ إِذا شَاءَ أنشره}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قَائِم على قبر ينظر إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يرفع عَن ذنُوبه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أنه مَوْضُوع فِي قَبره ومنكر وَنَكِير يسألانه فَإِنَّهُ يدل على أن الْملك يُرْسل أعوان إِلَيْهِ فِي أَمر ومطالبة فَإِن رأى أَنه أجابهما بِجَوَاب صَوَاب فَإِنَّهُ يَأْمَن من جِهَته، وَإِن غلط فِي الْجَواب فضد ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أخرج من قبر ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ ثَانِيًا فَإِنَّهُ يرى فَائِدَة من سُلْطَان وَخيرا ثمَّ يحبس بعد ذَلِك، هَذَا إِذا نسب إِلَى تِلْكَ بوظيفة، وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَإِنَّهُ يُقَاس عَلَيْهِ بِقدر مقَامه.
وَأَمَّا حفار الْقُبُور فَإِنَّهُ رجل كَبِير الْقدر ذُو جلالة.
وَقيل: وأَمَّا الْمَقَابِر فَإِنَّهَا محبَّة الْجُهَّال أَو فَسَاد فِي الدين أو ندامة من مصاحبة الْجُهَّال ثمَّ يرْزق تَوْبَة بعد ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمَقَابِر تمطر فَإِنَّهَا رَحْمَة من الله عَلَيْهِم.
فصل فِي رُؤْيا الدّفن
رؤيا الدفن
من رأى أَنه يدْفن حَيا فَإِنَّهُ يظفر بعدوه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جمَاعَة دفنُوا شخصا فانهم يتعصبون على أمر مكروه وَلَا خير فِي الدّفن جملَة كَافِيَة.
وقال بعض المعبرين: رُؤْيا الدّفن تؤول على عشرَة أوجه: سجن أو فقر أو سفر أو بُعد أو تعطيل أو نِكَاح غير حلال أو ضعف مقدرة أو شماتة أو ضيق أو فَسَاد أمر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دفن عدوه فَإِنَّهُ يظفر بِهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دفن شَيْئا من الْحَيَوَان فَإِن كَانَ نَوعه مذموما فَإِنَّهُ يلقى رجلا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الصِّنْف. وَإِن كَانَ محبوبا فَإِنَّهُ ندامة وَرُبمَا كَانَ ادخار شَيْء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يدْفن شَيْئا من الجمادات فَإِنَّهُ حَرِيص على الدُّنْيَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يدْفن نوعا لَا يقتضى الدّفن فَإِنَّهُ يضيع مَتَاعه فِيمَا لَا يحصل نتيجة، وَرُبمَا دلّ على إيداع ذَلِك عِنْد أحد لِأَن الانسان أَصله من التُّرَاب.
فصل فِي رُؤْيا النبش
رؤيا النبش
من رأى أَنه ينبش قبرا فَإِنَّهُ نوع من الْحفر كَمَا تقدم وَلَكِنِّي آتِي فِي هَذَا بِشَيْء غير ذَلِك، وَهُوَ أَن من رأى أَنه ينبش قبر أحد من الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي سلوك طَرِيقَته وَلَكِن لَيْسَ هُوَ بمقام الْحفر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نبش قبر أحد النَّاس سَوَاء كَانَ جيدا أَو نحسا فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي سلوك طَرِيقَته وَمَا كَانَ يسلكه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينبش عَن جثته فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي طلب الدُّنْيَا فَإِن نَالَ شَيْئا ظفر بحاجته. وَإِن لم ينل فضده.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَيْئا من الْحَيَوَان ينبش فِي بَيته، فَإِنَّهُ عَدو فيحذره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شخصا ينبش فِي مَكَان لَا يَقْتَضِي النبش فَإِنَّهُ يطْلب أمرا عسيرا.
وَقِيلَ: رُؤْيا النبش حُصُول كَلَام خامد وَرُبمَا كَانَ اجْتِهَادًا فِي أَمر، وَالله أعلم