رؤيا الثياب – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا القبعة, رؤيا الطيلسان, رؤيا عصابة الرأس, رؤيا الخمار, رؤيا الإزار, رؤيا الملحفة, رؤيا الرداء, رؤيا الممطرة, رؤيا القميص, رؤيا السروال, رؤيا القباء, رؤيا الجبة, رؤيا الدراعة, رؤيا الفرجية, رؤيا اللباجة, رؤيا الكنبك, رؤيا المنديل, رؤيا الفوطة, رؤيا الشملة, رؤيا القرطق, رؤيا الشلوار, رؤيا التكة, رؤيا المئزر, رؤيا المنشفة, رؤيا الكمر, رؤيا اللفافة, رؤيا الكساء, رؤيا الخرق, رؤيا البرود, رؤيا الحبرة, رؤيا الزينة بالثياب, رؤيا ثياب الصيف, رؤيا ثياب الصوف, رؤيا الثياب الخضراء, رؤيا الثياب البيضاء, رؤيا ثياب الجلد, رؤيا ثياب القطن, رؤيا قص الثياب, رؤيا الثياب الجديدة, رؤيا الثياب الرقيقة, رؤيا الثياب الديباج, رؤيا الثياب الحرير, رؤيا الثياب الخز, رؤيا الثياب المطرزة, رؤيا الرداء, رؤيا غسل الثياب, رؤيا الفرو,
رؤيا الثياب – تفسير الاحلام لابن شاهين
فصل في رؤيا القبعة
رؤيا القبعة
رؤيا القلنسوة، المقصود بالقلنسوة القبعة.
وَأَمَّا القلنسوة فعز وجاه وكل قلنسوة فِي الْعِزّ والجاه بِقدر قيمتهَا.
والقلنسوة قد تؤول لَهُ بِالْعَمَلِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) على رَأسه قلنسوة الْمُلُوك فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ من الْمُلُوك رَحْمَة وجاه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) على مقدم رَأسه قلنسوة الْغُزَاة فَإِنَّهُ يدل على ظفر بخصمه.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى على مُؤخر رَأسه قلنسوة من ملبوس التركمان فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة بِمَشَقَّة.
وقلنسوة الْمُقل تؤول بِكَثْرَة الدُّنْيَا وَضعف الدّين.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) على رَأسه قلنسوة محتشمة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنْفَعَة من النسوان.
وقلنسوة البلقاء وَنَحْوهَا تؤول بِالسَّفرِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) على رَأسه قلنسوة من ديباج ملون أَو غير ملون فَإِنَّ ذلك غير محمود.
وقلنسوة الْبرد والكرباس تدل على خيرات الدُّنْيَا وَالدّين.
والقلنسوة الَّتِي تكون تَحت العمامة، فإنه يعمل شيئاً ويخفي عن الناس شيئا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) على رَأسه قلنسوة من حَرِير أسود كَمَا هُوَ عَادَة الْأَعَاجِم فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) على رَأسه قلنسوة من ذهب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من أناس متكبرين ضعيفي الدّين. وَإِن كَانَت من فضَّة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من علمه. وَإِن كَانَت من حَدِيد فَإِنَّهُ عز وجاه وَقُوَّة من ملك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) على رَأسه مَا يستره مكللا بالدر فَإِنَّهُ يدل على عزه عِنْد النَّاس وصحبته بأناس بينين، وَإِذا كَانَ من خشب فَإِنَّهُ يرى نَفسه عَزِيزًا بِكَلَام كذب ومحال.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يضع على رَأسه مَا يلْبسهُ فِي الشتَاء وَكَانَ صيفا يؤول بِعَدَمِ حُصُول مُرَاده. وَإِنْ رَأَى بضده فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاده.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) قلنسوته وَقعت من رَأسه أَو رَمَاهَا أحد من رَأسه فَإِنَّهُ يعْزل عَن عمله وَرُبمَا يدل على أمر مكروه لرئيسه أَو حُصُول غم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) قلنسوة من سمور أَو سنجاب فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد في الدين أما إِذا كَانَ ملكا فَهُوَ مَحْمُود لَهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) قلنسوة مقطعَة عتيقة فَإِنَّهُ يدل على هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) على رَأسه قلنسوة وَمَا كَانَ يلبس مثلهَا فِي الْيَقَظَة، ان كَانَت بَيْضَاء فَإِنَّهَا تدل على صَلَاح دينه. وَإِن كَانَت خضراء فَإِنَّهَا تدل على صَلَاح الطَّاعَة والعبادات والخيرات. وَإِن كَانَت حَمْرَاء فَإِنَّهَا تدل على النُّقْصَان فِي الدّين أو الْعِبَادَة. وَإِن كَانَت صفراء فَإِنَّهَا تدل على مَشَقَّة. وَإِن كَانَت سَوْدَاء فَإِنَّهَا مَكْرُوهَة إِلَّا إِذا كَانَ لَهُ عَادَة بلبسها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن النَّار وَقعت فِي قلنسوته فَإِنَّهَا تدل على مغادرة الْملك والرئيس إِيَّاه أو وقوعه فِي محنة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: القلنسوة على سِتَّة أوجه: ولَايَة ورياسة وَشرف وَعز وَمِقْدَار ومنزلة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ القلنسوة: تؤول على ثَلَاثَة أوجه سفر بعيد أَو تزوج امْرَأَة. ووضعها على الرَّأْس نيل رياسه وَخير وَمَنْفَعَة من رئيسه أَو قُوَّة لرئيسه، وَإِذا كَانَ محترقة أَو دنسة تؤول على رئيسه بهم، وَرُبمَا تكون فِي حق من رَآهَا ارْتِكَاب ذنُوب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَابًّا مَجْهُولا نزع قلنسوة من على رَأسه فَإِنَّهُ يؤول بمكروه يصيب رئيسه.
والقلنسوة الْبَيْضَاء النقية من أَي شَيْء كَانَت صَلَاح فِي الدّين وَالدُّنْيَا، والسوداء سؤدد، والخضراء زِيَادَة تقوى وَصَلَاح فِي الْأُمُور.
وَلبس القلنسوة مقلوبا يدل على تَغْيِير رئيسه عَلَيْهِ بِسَبَب أَمر دُنْيَوِيّ.
وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي مُوَافقَة للكرماني: القلنسوة مَوضِع الرَّأْس وَالرَّأْس رَئِيس الْإِنْسَان. فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَن على رَأسه قلنسوة مِمَّا يلْبسهُ مثلهَا فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يكون حَاله عِنْد رئيسه بِقدر حسنها وهيئتها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ حدث فِي قلنسوته حَادث من حرق أَو نزع أَو سُقُوط أَو نَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول ذَلِك فِي حَاله مَعَ رئيسه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن السُّلْطَان أَخذ قلنسوته فَإِذا كَانَ ذَا وَظِيفَة عزل والا أَخذ منه مالا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن على رَأسه قلنسوة وَهُوَ يتباهى بهَا فَإِنَّهُ يؤول بجاهه على قدر التباهي.
وَقيل: من رأى أَن على رَأسه قلنسوة حَسَنَة فَلَا بُد أَن يَلِي وَظِيفَة إِذا كَانَ أَهلا لذَلِك.
وَقيل: من رأى أَن على رَأسه قلنسوة فَإِن كَانَت خضراء فَإِنَّهُ متعهد لِلْقُرْآنِ. وَإِن كَانَت بَيْضَاء فَإِنَّهُ يُصِيب دنيا وصلاحا. وَإِن كَانَت سَوْدَاء فَإِنَّهُ يرجع إِلَيْهِ مَا كَانَ عدم لَهُ من مَال. وَإِن كَانَت موشاة فَإِنَّهُ يخْطب إمرأة من قوم وَلَا يُجِيبُوهُ. وَإِن كَانَت مصبوغة ملونا فَإِنَّهُ ضعف فِي التِّجَارَة وَرُبمَا دلّت على الْهم بِسَبَب طلب رزق. وَالْمرَاد من القلنسوة القبعة.
رؤيا الطيلسان
وَأما الطيلسان فَإِنَّهُ يدل على الْقدر والجاه والشرف بمقداره.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَن طيلسانه احْتَرَقَ أَو تقطع أَو ضَاعَ مِنْهُ شَيْء فَإِنَّ ذلك غير محمود. وقيل: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن طيلسانه تقطع أَو ضَاعَ مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ يدل على النَّقْص فِي المال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا من خُدَّامه سلب طيلسانه وقطعه فَإِنَّهُ يدل على الهم من رجل عَزِيز عَلَيْهِ.
وَقَالَ دانيال: الطيلسان أَمَانَة وديانة وَقُوَّة دين وكل نقص يرى فِي الطيلسانه فَإِنَّهُ يؤول بقلة الْأَمَانَة والخلل فِي الدّين وكل زيادة وحسن فيه زيادة في هؤلاء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن طيلسانه احْتَرَقَ فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم بِسَبَب أصدقائه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن طيلسانه سرق فَإِنَّهُ يُصِيبهُ غم أو يفتقر.
وَقَالَ جَابر المغربي: الطيلسان ولد إن كَانَ جَدِيدا أَبيض. وَإِن كَانَ أَخْضَر فَإِنَّهُ يدل على عَالم دين. وَإِن كَانَ أَحْمَر فَإِنَّهُ يكون محب للطرب وَالْعشرَة. وَإِن كَانَ أصفر فَإِنَّهُ يدل على مرض. وَإِن كَانَ أسود والرائي عَالم فَإِنَّهُ يحصل لَهُ ولد يكون قَاضِيا أَو خَطِيبا.
وَقَالَ جَابر المغربي: الطيلسان يؤول على عشرَة أوجه عز وجاه وَولَايَة وَولد ودولة وَشرف وَمَال وَدين وَعلم وشجاعة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الطيلسان يدل على الْولَايَة لمن يكون أَهلا لَهَا وإلا يسود أهل بَيته.
وَرُبمَا كَانَ الطيلسان قَضَاء دين أَو سفر فِي خير.
وَلَا خير فِي تمزق الطيلسان أو تخرقه أو انتزاعه.
وَقِيلَ: من رأى الطيلسان يدل على مُرُوءَة الْإِنْسَان بِقدر بهائه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن طيلسانه نزع فَإِنّ ذلك غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لبس طيلسانا وَلم يكن أَهلا فَإِنَّهُ يُصِيب اسْما صَالحا فِي النَّاس ويجتمع أمره وشمله وينال خيرا.
رؤيا عصابة الرأس
وَأَمَّا الْعِصَابَة فَإِنَّهَا زِينَة الْمَرْأَة وبهاؤها، وَلَا خير فِيهَا إِذا نزعت من رَأسهَا.
وَرُبمَا دلّت الْعِصَابَة على الْعصبَة للْمَرْأَة على الزَّوْج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جِيءَ لَهُ بعصابة أَو عصائب فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه إِمَّا يتَزَوَّج أَو يتسرى بعدة من السراري أَو أَن يحصل لَهُ عصبَة من رئيسه.
وَإِذا لبسهَا الرجل فَلَيْسَ بمحمود لكَونه يصير مشيها بالنسوة.
رؤيا الخمار
وَأَمَّا الْخمار فَهُوَ للنسوة زوج وللرجال نسْوَة.
وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة حَادِثا فِي مقنعها من انتزاع أَو حرق أَو مَا شبه ذَلِك فَإِنَّ ذلك قد يدل على مكروه يصيب الزوج أو قد يدل ذلك على طلاقها. وَإِن رَأَتْ أن بعض مقنعتها احترقت فَإِن ذَلِك يدل على حُصُول مضرَّة ما لزَوجهَا.
وَإِن رَأَتْ أن مقنعتها سرقت فَإِنَّهُ يدل على مجامعة زَوجهَا بِامْرَأَة حَلَالا كَانَ أَو حَرَامًا.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: مقنعة الْمَرْأَة زَوجهَا، وَمَا ترى الْمَرْأَة فِيهَا من شين أَو زين أَو لون فَإِنَّهَا تدل على زَوجهَا. وَإِن لم يكن لَهَا زوج فَإِنَّهَا تؤول بِرَجُل يَتَزَوَّجهَا.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: المقنعة تؤول على أَرْبَعَة أوجه: للرجل امْرَأَة وللمرأة زوج، أو تؤول بخادم وَمَنْفَعَة من جِهَة النسْوَة.
وَقِيلَ: خمار الْمَرْأَة قيّمها الَّذِي يَسْتُرهَا فمهما رَأَتْ فِيهِ من زين أَو شين فَهُوَ يؤول فِيهِ.
وَإِذا رَأَتْ أنها وضعت خمارها على رَأسهَا فِي محفل من النَّاس دل ذلك على أمر فيه خجل.
وَكذلك إِذا رَأَتْ أنها سعت بِلَا خمار كان ذلك غير محمود.
وقال أبو سعيد الْوَاعِظ: خمار الْمَرْأَة زَوجهَا وسعته سَعَة مَال زَوجهَا.
وَإِذا رَأَتْ امْرَأَة كَأَنَّهَا وضعت خمارها عَن رَأسهَا بَين الناس دل ذلك على قلة الحياء.
والآفة فِي الْخمار هم الْمَرْأَة فِي زَوجهَا إِن كَانَت ذَات زوج.
وَإِن رَأَتْ أن خمارها أسود وأصبح بَالِيًا أو مهترئاً دلّت رؤياها على فَقر زوجها.
والخمار المطير دَلِيل على مكر أَعدَاء الْمَرْأَة.
رؤيا الإزار
وَأَمَّا الازار فامرأة حرَّة.
قَالَ الْكرْمَانِي: إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أنها فِي الْأَسْوَاق والشوارع وَهِي بِغَيْر إزار كان ذلك غير محمود.
وَإِن سرق الإزار وَكَانَ السَّارِق ينسب فِي التَّأْوِيل إِلَى رجل فَإِنَّهُ إنسان يصل زَوجهَا. وَإِن كَانَ ينْسب إِلَى امْرَأَة فَإِن زَوجهَا يُصِيب من امْرَأَة حَلَالا.
وَقِيلَ: إِذا افتقدت الْمَرْأَة مَا تضعه على رَأسهَا من إزار أَو خمارا أَو مقنعة أَو مَا أشبه ذَلِك وَلم تَجدهُ وَهِي مكشوفة الرَّأْس وَالشعر كَانَ ذَلِك غير محمود إذ قد يدل على سوء أو مكروه أو طَلَاق أو هم من جِهَة أخت أَو من الأم أَو العم وَنَحْو ذَلِك. وَإِن لم يكن لَهَا زوج فَيكون مَا يؤول على الزَّوْج عَائِدًا عَلَيْهَا.
وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أنها تلبس عِمَامَة رجل فَإِنَّهَا تتَزَوَّج. وَإِذا رَأَتْ انها تخمرت أَو تقنعت بِشَيْء غير الْمُعْتَاد فَإِنَّهَا تبدل زَوجهَا بِغَيْرِهِ.
وَقِيلَ: رُؤْيا مَا يلبس النسوان على رؤوسهن إِذا لبس الرجل شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّ ذلك يدل على هم أو فضيحة بِسَبَب امْرَأَة.
رؤيا الملحفة
وَأما الملحفة فامرأة الرجل فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ ملحفة وَاسِعَة كَامِلَة فَهِيَ امْرَأَة مُوَافقَة جَيِّدَة وضد ذَلِك تَعْبِيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ملحفة انتزعت مِنْهُ فَإِن كَانَت لَهُ زَوْجَة فإن ذلك يدل على طَلَاق. وَإِن لم يكن لَهُ زَوْجَة فَإِنَّهُ نقص فِي حَقه وَرُبمَا كَانَ أمرا مخجلاً لِأَن الملحفة مَحل الستْرَة.
وَقِيلَ: نزع الملحفة أَو ذهابها إن كَانَ فِي الْبَيْت مَرِيض فَذلك غير محمود.
وَقِيلَ: الملحفة للْمَرْأَة زوج وَللزَّوْج امْرَأَة وَقدر وجاه، فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين يعبر بذلك.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الملحفة امْرَأَة حسناء وَإِذا كَانَت حَمْرَاء فقتال بِسَبَب امْرَأَة.
رؤيا الرداء
وَأَمَّا الرِّدَاء الْجَدِيد الصفيق فجاه الرجل وعزه وَدينه وأمانته وَالرَّقِيق مِنْهُ رقة فِي الدّين.
وَقِيلَ: الرِّدَاء امْرَأَة دنيئة.
وَقِيلَ: هُوَ أَمر رفيع الذّكر قَلِيل النَّفْع.
ورؤيا الْمَرْأَة الرِّدَاء فِي منامها يدل على أَن زَوجهَا يحسن معاشرتها.
وَسُئِلَ ابْن سِيرِين عَن رجل رأى فِي مَنَامه كَأَن عَلَيْهِ رِدَاء جَدِيدا قد تحرقت حَوَاشِيه من برد يمَان فَقَالَ: هَذِه رُؤْيا رجل قد تعلم شَيْئا من الْقُرْآن ثمَّ نَسيَه.
رؤيا الممطرة
وَأما الممطرة فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَن عَلَيْهِ ممطرة وَهُوَ فِي خدمَة الْمُلُوك فَإِنَّهُ يدل على أَنه يفوح اسْمه بَين النَّاس بالثناء وَالذكر الْجَمِيل. وَإِن لم يكن فِي خدمَة الْمُلُوك فَإِنَّهُ يجْتَمع عَلَيْهِ أُمُور الدُّنْيَا. وَإِن كَانَت من خز أو ديباج فإنه غير محمود، وإن كانت زرقاء فإنها تدل على المعصية.
وقال أبو سعيد الْوَاعِظ: الممطرة قُوَّة ووقاية من الْبلَاء وثناء حسن ولبسها وَحدهَا من غير أَن يكون مَعهَا شَيْء آخر من الثِّيَاب دَلِيل الْفقر والتجمل مَعَ ذَلِك الْبَأْس وإظهار الْغنى.
رؤيا القميص
وَأما الْقَمِيص فَقَالَ دانيال: الْقَمِيص الْأَبْيَض يدل على الدّين.
وَقِيلَ: يدل على الْمَرْأَة.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: قَمِيص الرجل حَاله الَّذِي يستره ومكسبه وعيشه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) قَمِيصه جَدِيدا رفيعا وَاسِعًا فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح حَاله. وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على فَسَاده.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) طرفا من قَمِيصه قد احْتَرَقَ وتمزق فَإِنَّهُ يكون فِي أُمُوره وسطا بَين الْخَيْر وَالشَّر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) قَمِيصه متمزقاً وسخاً عتيقاً فَإِنَّهُ يدل على الْفقر أو الْغَم أو الْمَشَقَّة وَرُبمَا يدل على أمر مكروه وَرُبمَا دلّ على فَسَاد خلقه فِي الدُّنْيَا وصعوبة في كسب المال و المعيشة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ملكا أعطَاهُ قَمِيصه وَقد لبسه فَإِنَّهُ يدل على زَوَال ملكه.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه لبس قَمِيصًا أَبيض وَتَحْته قَمِيص عَتيق وسخ فَإِنَّهُ يكون ظَاهره يُخَالف بَاطِنه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لبس قَمِيصه مقلوبا فَإِنَّ ذلك قد يدل على نفاق.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) عَلَيْهِ قَمِيصًا ممزقا فَإِنَّهُ يدل على إفشاء سره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن عَلَيْهِ قَمِيصًا طَويلا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول أَمر بِمدَّة مديدة. وَإِن كَانَ قَصِيرا فبخلافه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لبس قَمِيصًا بِغَيْر زيق وبغيركم فَإِنَّ ذلك غير محمود. وَإِن كَانَ زيقه من خلف فَإِنَّهُ يتهم بِكَلَام كذب لقَوْله تَعَالَى: {وإن كَانَ قَمِيصه قد من دبر فَكَذبت}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعْطى قَمِيصًا لأحد وَقد مسح بِهِ وجهه فَإِنَّهُ يدل على زَوَال همه وَيحصل لَهُ بِشَارَة لقَوْله تَعَالَى: {اذْهَبُوا بقميصي هَذَا فألقوه على وَجه أبي} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بِيَدِهِ قَمِيصًا مُلَطَّخًا بِالدَّمِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول غم لقَوْله تَعَالَى: {وَجَاءُوا على قَمِيصه بِدَم كذب}.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الْقَمِيص إِذا كَانَ جَدِيدا وَاسِعًا فَإِنَّهُ يؤول على سِتَّة أوجه: رُؤْيا أنَاس دينين وَستر وعيش طيب ورياسة وَحُصُول مُرَاد وَفَرح وَبشَارَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْقَمِيص للرجل امْرَأَة وللمرأة رجل لقَوْله تَعَالَى: {هن لِبَاس لكم وَأَنْتُم لِبَاس لَهُنَّ} وتخرق القميص وتدنسه فقر أو هم.
وَإِنْ رَأَى كَأَن لَهُ قمصا كَثِيرَة دلّت رُؤْيَاهُ على حَسَنَات كَثِيرَة ينَال بهَا فِي الْآخِرَة أجرا عَظِيما.
وَقِيلَ: الْقَمِيص يؤول بمكسب الْإِنْسَان ومعيشته وَدينه وَامْرَأَته وشأنه.
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه لبس قَمِيصًا جَدِيدا صَحِيحا وَاسِعًا فَإِن ذَلِك يؤول بِالْخَيرِ وَحُصُول الْمَقْصُود وَالْغَرَض فِيمَا ذكر. وَإِنْ رَأَى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا كَانَ الْقَمِيص الْخرق الدنس هموم أو مفارقة الزوجة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس قَمِيصًا غاليا أَو قَلِيل الْوُجُود فَإِنَّهُ نسك فِي الدّين وَصَلَاح خُصُوصا إن كَانَ الْقَمِيص عدنيا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس قَمِيصًا من أقمصة الصَّالِحين فَإِن عرف صَاحبه كَانَ مُتبعا ومتلبسا بطريقته. وَإِن لم يعرف لَهُ صاحبا معينا فَإِنَّهُ طلب زهد وَعبادَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس قَمِيصًا جَدِيدا وَكَانَ عزبا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وهب لَهُ قَمِيص فَإِنَّهُ بِشَارَة بِخَير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ قَمِيصًا وَلَا يعرف هَيئته فَإِنَّهُ متزوج بِامْرَأَة لَا يعرف حَقِيقَة أمرهَا.
وَأَمَّا إِذا كَانَ فِي قَمِيصه خرق -ممزق- ثمَّ عَاد صَحِيحا فَإِنَّهُ يجمع شَمله وينصلح حَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ قَمِيصًا وَقد صَار بَالِيًا فَإِنَّ ذلك غير محمود في التأويل.
وَرُبمَا كَانَ نزع الْقَمِيص من حَيْثُ الْجُمْلَة إِذا لم يعاود لبسه غير محمود في التأويل.
وَقَالَ أَبُو المعالم مُحَمَّد بن طَلْحَة الْقرشِي النصيبي: رَأَيْت مَنْقُولًا عَن أبي اسحق الْكرْمَانِي أَنه رأى يُوسُف الصّديق عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمَنَام فَأعْطَاهُ قَمِيصه فلبسه وَجلسَ بِهِ. فتعلم مَا فتح الله بِهِ عَلَيْهِ من تَعْبِير الرُّؤْيَا. وقال: لَو قُمْت بِهِ وسرت أَو قَالَ مشيت لدرت مَا بَين الْخَافِقين.
رؤيا
قَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: بَيْنَمَا أَنا نَائِم رَأَيْت النَّاس يعرضون عَليّ وَعَلَيْهِم قمص مِنْهَا مَا يبلغ الثدي وَمِنْهَا مَا يبلغ دون ذَلِك وَعرض على عمر بن الْخطاب وَعَلِيهِ قَمِيص يجره. قَالُوا فَمَا أولته قَالَ: الدِّين.
رؤيا السروال
وَأما اللبَاس وَهُوَ السَّرَاوِيل فمعناها وَاحِد فِي التَّعْبِير، فهو يدل على امرأة. فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه أصَاب سَرَاوِيل فَإِنَّهُ يتزوج امْرَأَة، وانتزاع ذَلِك مِنْهُ فرقة امراة بطلاق أو نحوه، وَإِن لم يكن لَهُ امْرَأَة فَهُوَ عَائِد عَلَيْهِ فِي ذهَاب شَيْء لَهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سراويله خرق أَو خطف كان ذلك غير محمود.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: السَّرَاوِيل امْرَأَة دنيئة فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه لَقِي سَرَاوِيل لَيْسَ لَهَا صَاحب فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة لَيْسَ لَهَا ولي.
والجديد مِنْهُ يدل على الْبكر.
ونزعه يدل على مَعْصِيّة ارتكبها وأو خُرُوجه من أهل الصّلاح وَالدّين إِلَى الْفساد.
ولبسه إِذا آل إِلَى شَيْء من ذَلِك فإنه يدل على الصّلاح ونزعه لأجل فعل حَلَال لَيْسَ فِيهِ مضرَّة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ من الثِّيَاب سوى سَرَاوِيل خَاصَّة فَإِنَّهُ يدل على نقص مال.
ولبسه مقلوبا ارْتِكَاب معصية.
وبوله فِيهِ دَلِيل على حمل امْرَأَته.
وتغوطه فِيهِ دَلِيل على غَضَبه على امْرَأَته.
وَإِن رأى أَن سراويله انحل من غير لمس فَإِنَّهُ يؤول بِظُهُور امْرَأَة للرِّجَال وَتركهَا الاختفاء والاستتار عَنْهُم.
وَرُبمَا دلّت رُؤْيا السَّرَاوِيل إن كَانَ مُعَلّقا على سفر إِلَى قوم أعاجم لِأَنَّهُ من لباسهم.
وَلبس الْمَرْأَة سَرَاوِيل الرجل يؤول بالزواج إِذا كَانَت عازبة وَرُبمَا يكون غير إِذا كَانَ لَهَا زوج.
رؤيا القباء
وَأما القباء، فَقَالَ ابْن سِيرِين: إِذا كَانَ القباء من الثِّيَاب الْمُعْتَاد لبسهَا فَإِنَّهُ يؤول بِقُوَّة وسفر، وَإِذا كَانَ أَبيض وَاسِعًا فَإِنَّهُ يدل على الْفرج من الْغم، وَإِذا كَانَ من قَز فَإِنَّهُ يدل على حُصُول شرف من جليل الْقدر وَلكنه مَكْرُوه فِي الدّين، ورؤياه للرِّجَال لَيست بمحمودة لكَونه مَكْرُوها فِي الشَّرِيعَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: لبس ذَلِك للمتوجه فِي الحروب يدل على الظفر. وَإِن لم يكن لذَلِك فَهُوَ غير.
وَإِن كَانَ لَونه أَخْضَر أَو أَبيض فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة الدّين. وَإِن كَانَ أصفر فَإِنَّهُ يؤول بالضعف. وَإِن كَانَ أَزْرَق أو أسود فَإِنَّهُ يدل على هم. وَإِن كَانَ ملونا فَإِنَّهُ يدل على انتظام أُمُوره. وَإِن كَانَ عتيقا ممزقا فَإِنَّهُ يدل على نقصان المَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزع قباءه أَو نَزعه أحد مِنْهُ فَإِنَّهُ يؤول بفرقة زَوجته أو طلاقها.
قَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه لبس قبَاء عتابيا جَدِيدا فَإِن كَانَ أَهلا لذَلِك فَهُوَ إقبال دولة وَعز وجاه. وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَهُوَ غم وملامة.
رؤيا الجبة
وَأما الْجُبَّة فَإِنَّهَا تؤول بامرأة، فَإِن كَانَت جَدِيدَة نظيفه بَيْضَاء وَاسِعَة فَإِنَّهَا تدل على إمرأة مُوَافقَة لَهُ وَحسن سيرتها.
قَالَ جَعْفَر الصَّادِق: لبس الْجُبَّة فِي الشتَاء أحسن.
وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا لبست جُبَّة فَإِنَّهَا تتَزَوَّج إِذا كَانَت عازبة وَإِلَّا يكون قُوَّة وفرحا وَمَنْفَعَة، وللرجل إمرأة وَإِذا كَانَت سَوْدَاء أَو زرقاء فَإِنَّهُ يؤول بتنكر الْمَرْأَة وَعدم موافقتها لزَوجهَا.
رؤيا الدراعة
وَأما الدراعة إِذا كَانَت جَدِيدَة كَبِيرَة وَاسِعَة سَوَاء كَانَت خضراء أَو بَيْضَاء فَإِنَّهَا تدل على الْقُوَّة والجاه والشرف على مِقْدَار قيمَة الدراعة والخلاص من الْغم وانتظام أُمُوره. وَإِن كَانَت وسخة ضيقَة فتأويلها بِخِلَافِهِ. وَإِنْ رَأَى أَنه انتزعت الدراعة مِنْهُ فَإِنَّهَا تدل على فرقة امْرَأَته.
رؤيا الفرجية
وَأما الفرجية، فَقَالَ ابْن سِيرِين: الفرجية إِذا كَانَت جَدِيدَة نظيفة وَاسِعَة فَإِنَّهَا تدل على الرَّاحَة والفرج وَحُصُول المُرَاد وَإِذا كَانَت عتيقة ضيقَة وسخة فبخلافه.
قَالَ الْكرْمَانِي: الفرجية إِذا كَانَت من ديباج ولابسها ان كَانَ أَهلا لَهَا فمحمود. وَإِن لم يكن أَهلا لَهَا فَلَيْسَ بمحمود.
والفرجية الديباج الساذج خير من ملونه، والفرجية الْعَتَّابِيَّةِ وَالْبرد تدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة.
والفرجية إِن كَانَت من صوف أَو قطن فَإِنَّهَا تدل على زِيَادَة الدّين وَصَلَاح الْأَمر.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه لبس فرجية النسوان فَإِنَّهَا تدل على الخفارة والاستحياء من النَّاس والملامة.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: الفرجية إِذا كَانَت بَيْضَاء جَدِيدَة فَإِنَّهَا تدل على دين خَالص واعتقاد صَادِق، وَإِذا كَانَت حَمْرَاء فَإِنَّهَا تدل على اللَّهْو والطرب وَالْعشرَة، وَإِذا كَانَت صفراء، فَإِنَّهَا تدل على الْمَرَض وَإِذا كَانَت سَوْدَاء فإن كَانَ من أهل الْعلم فمحمود وإلا فَغير مَحْمُود. وَإِن كَانَت زرقاء فَإِنَّهَا تدل على هم.
رؤيا اللباجة
وَأما اللباجة وَهُوَ مَا يلبس مقمطا، فَإِنَّهُ ثبات فِي الدّين ونباهة فِي الْأُمُور خُصُوصا إِذا كَانَت خضراء، وَإِذا كَانَ فِيهَا شَيْء من أَنْوَاع الْفراء فَإِنَّهُ يلتجيء إِلَى رجل جليل الْقدر قَلِيل الدّيانَة.
وَقيل: إِن كَانَت من صوف أَو قطن تؤول على أَرْبَعَة أوجه: زِيَاد فِي الدّين وَأَدَاء أَمَانَة وَصَلَاح أَمر الدّين وَالدُّنْيَا وَخير وَمَنْفَعَة.
رؤيا الكنبك
وَأما الكنبك إِذا كَانَ أَبيض نظيفا فَإِنَّهُ مَال حَلَال. وَإِن كَانَ أسود فَغير مَحْمُود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرقه فَإِنَّهُ يدل على إتلاف مَاله بِالْفَسَادِ.
رؤيا المنديل
وَأما المنديل إِذا كَانَ من قطن أَو كتَّان فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة من رجل زكي، وَإِذا كَانَ من إبريسم أَو قَز فحصول مَنْفَعَة من رجل غير مصلح.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن منديله ضَاعَ فَإِنَّهُ يدل على خسارة شَيْء يسير من مَاله.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: المنديل يؤول على ثَلَاثَة أوجه: مَنْفَعَة وَبنت وعطية قَليلَة.
رؤيا الفوطة
وَأما الفوطة، فَقَالَ ابْن سِيرِين: تؤول بالفرج واليسر، وَإِذا كَانَت من قطن وتغطى بهَا فَإِنَّهَا تدل على الرَّاحَة فِي الدّين وَالدُّنْيَا خُصُوصا إِذا كَانَت جَدِيدَة وَاسِعَة. وَإِذا كَانَت بِخِلَاف ذَلِك فتعبيرها ضِدّه.
قَالَ الْكرْمَانِي: الفوطة لِبَاس الصلحاء من رأى أَنه لبسهَا وتستر بهَا فَإِنَّهَا تدل على زِيَادَة السّتْر وَالصَّلَاح والخيرات. وَإِن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا مُفْسِدا يدل على تَوْبَته وَصَلَاح عاقبته.
وَقَالَ جَابر المغربي: الْملك إِذا رأى أَنه تغطى بفوطة فَإِنَّهُ يدل على عدل وانصافه.
وَإِنْ رَأَى القَاضِي أَنه تغطى بهَا فَإِنَّهُ يدل على سداده فِي الحكم.
وَإِذا رأى الْمُشرك أَنه تغطى بهَا فَإِنَّهُ يؤول لَهُ بالاسلام.
وَإِذا رأى الْفَاسِق أَنه تغطى بهَا فَإِنَّهَا دَلِيل التَّوْبَة لَهُ.
وَإِذا رأى السَّارِق أَنه تغطى بهَا فَإِنَّهَا تدل على التَّوْبَة من ذَلِك.
رؤيا الشملة
وَأما الشملة، فَقَالَ ابْن سِيرِين: هِيَ خَادِم وكل زِيَادَة ونقصان يرى فِيهَا عَائِد على الْخَادِم. ولونها يؤول بالخادم ينْسب إِلَى ذَلِك. فَإِن صَارَت فوطة فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح خادمه. وَإِن كَانَت من قَز فَإِنَّهُ يدل على أنه يكون مُنكرَ لَيْسَ لَهَ وَفَاء وَإِذا كَانَت سَوْدَاء فَإِنَّهُ يدل على عدم وفائه أو على قساوة قَلبهَ. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهَُا احترقت فَإِنَّهَا تؤول بِأمر مكروه خادمه. وَإِن احْتَرَقَ بَعْضهَا فَإِنَّهُ يدل على مرض خادمه.
رؤيا القرطق
وَأَمَّا القرطق وَهُوَ المقصع من الثِّيَاب، فَإِنَّهُ يدل على الْقُوَّة وتهيؤ السّفر، وَإِذا كَانَ من إبرسيم فَإِنَّهُ يحصل لَهُ شرف وجاه وَقدر من ملك وَلَكِن يكون ضَعِيفا.
قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: القرطق فرج. وَقِيلَ: ولد. قَالَ ذلك بعض المعبرين إِذا كَانَ تَفْصِيله على هَذِه الْهَيْئَة.
وَأَمَّا إِذا كَانَ ثيابًا طَوِيلَة فرآها قصرت يَأْتِي تَعْبِيره فِي مَحَله.
رؤيا الشلوار
وَأما الشلوار، فَقَالَ ابْن سِيرِين: إنه يؤول بامرأة أَعْجَمِيَّة أَو قد يؤول بامْرَأَة دنيئة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اشْتَرَاهُ ولبسه فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة أَعْجَمِيَّة وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أنها اشترته فَإِنَّهُ يدل على زواجها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس شلوارا ضيقا أَو لبس مَا يُشبههُ فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان في الستر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بشلواره نوعا من الْهَوَام مثل الْحَيَّة وَالْعَقْرَب وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول على سوء خلق الزوجة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: الشلوار خَادِم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا وهب لَهُ شلوارا فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة خَادِم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شلواره سرق فَإِنَّهُ يدل على حزنه بِسَبَب خَادِم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وجد شلوارا جَدِيدا فَإِنَّهُ يدل على خَادِم جَدِيد.
وَإِن كَانَ أسود وسخا كريه الرائحة أو مُلَطَّخًا بالنفط أَو القطران بِحَيْثُ يكون لَهُ رَائِحَة كريهة فَإِنَّهُ يدل على عُقُوبَة من الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل: {سرابيلهم من قطران وتغشى وُجُوههم النَّار}. وَإِن كَانَ أَحْمَر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول أمر مكروه. وَإِن كَانَ أَخْضَر فَإِنَّهُ يدل على ملامة النَّاس إياه فِي شغل. وَإِن كَانَ أصفر فَإِنَّهُ يدل على السقم.
وَإِذا رَأَتْ المرأة بأنَّهَا لبست شَيْئا من هَذِه الألوان فَإِنَّهُ خير وَمَنْفَعَة لَهَا إِلَّا إِذا كَانَ أصفر أَو أَزْرَق أَو أسود فَإِنَّهُ غير مَحْمُود.
قَالَ جَابر المغربي: أحسن الألوان الشلوار للنِّسَاء الْأَبْيَض والأخضر.
وَإِن رأى أَنه بَاعَ شلواره وَأخذ ثمنه فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شلواره احْتَرَقَ فَإِنَّهُ يدل على أمر مكروه يصيب خادمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شلواره قد ضَاعَ فَإِنَّهُ يدل على إباق خادمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لبس شلوار النسْوَة فَإِنَّهُ يدل على مذلة.
قَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الشلوار يؤول على أوجه: امْرَأَة وخادم الْبَيْت.
رؤيا التكة
وَأَمَّا التكة فَإِنَّهَا تؤول بِعَوْرَة الرجل. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن تكته جَدِيدَة مُحكمَة فَإِنَّهَا تؤول بِشدَّة قضيبه. وَإِن كَانَت عتيقة رخوة فتعبيره ضِدّه.
وَقيل: من رأى كَأَن سراويله تكتين فَإِن امْرَأَته تحبل وتلد لَهُ اثْنَتَيْنِ إن كَانَت حُبْلَى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ وضع تكته تَحت رَأسه فَإِنَّهُ الرؤيا تؤول بالولد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَن تكته انْقَطَعت فَإِنَّهُ يسيء معاشرة امْرَأَته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَن تكته من دم فَإِنَّ ذلك غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَن تكته من حَيَّة دلّت رُؤْيَاهُ على أن صهره يعاديه في أمر.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: أما التكة فِي السَّرَاوِيل فَهِيَ حب الرجل لامْرَأَته فَإِن رَآهَا حَسَنَة كَانَت محبَّة مُؤَكدَة. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) فِيهَا نقصا أَو وَهنا أَو بليت فَإِنَّهَا تؤول بِعَدَمِ الْمحبَّة لَهَا.
رؤيا المئزر
وَأَمَّا المئزر فَإِنَّهُ على ضَرْبَيْنِ مئزر الصلحاء ومئزر الْحمام، فَأَما مئزر الصلحاء فَإِنَّهُ يؤول بِالدّينِ وَالصَّلَاح وَحُصُول مَال من وَجه حل وَلَا خير فِي ضيَاعه والحادث فِيهِ. ومئزر الْحمام يؤول بِقَضَاء الدّين وَرُبمَا كَانَ إصابة هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مِئْزَره خطف مِنْهُ فإن ذلك غير محمود.
رؤيا المنشفة
وَأَمَّا المنشفة فَإِنَّهَا خَادِم الرجل فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فَهُوَ فِيهَا.
وَقَالَ جَابر المغربي: المنشفة تؤول بالخادم والتنشف بهَا لَيْسَ بمحمود وَرُبمَا دلّت المنشفة على مَنْفَعَة أَو معاونة من امْرَأَة فِيمَا يرومه.
رؤيا الكمر
وَأَمَّا الكمر فيؤول على مَنْفَعَة من قبل جليل. فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه شدّ وَسطه بِهِ فَإِنَّهُ يؤول بِالْقُوَّةِ وسداد الْأُمُور وَرُبمَا كَانَ ذَلِك لَهُ قُوَّة من جِهَة الْأَوْلَاد والأقارب.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الكمر يؤول على سَبْعَة أوجه: مَنْفَعَة من قبل الْأَب أَو من قبل الْأَخ وَولد وَعز وجاه وَعمر طَوِيل وإنصاف وديانة.
رؤيا اللفافة
وَأَمَّا اللفافة فَإِنَّهَا تؤول بالوقاية.
وَقيل: من رأى أَنه لف على رجله لفائف فَإِنَّهُ يُسَافر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لف ذَلِك وَهُوَ يقْصد السّفر فَإِنَّ ذلك غير محمود إِذا كَانَت اللفافة على السَّاق وَأَصله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) لفائف مَوْضُوعَة فَإِنَّهَا تؤول بِمَال خُصُوصا إن ادخرها.
رؤيا الكساء
وَأَمَّا الكساء فَإِنَّهُ يؤول برئيس يكون محسنا فِي حق الرَّائِي وَرُبمَا كَانَ زاهدا مصلحا.
قَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا ذَلِك للنِّسَاء خير وَمَنْفَعَة خُصُوصا إِذا كَانَت مخطوبة وَيحْتَاج الْمعبر لفهم لَونه ويعبره كَمَا ذكر فِي الْأُصُول عَن الألوان.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ بَاعَ كسَاء فِي الشتَاء أَو نزع مِنْهُ غصبا فَإِن ذَلِك يدل على فقر أو حَاجة للنَّاس.
وَقَالَ أبو سعيد الْوَاعِظ: الكساء رَئِيس الرجل وَرُبمَا كَانَ حرفته الَّتِي يعملها ويأمن بهَا من الْفقر. وَالْمسح فِيهِ خطأ فِي الْمَعيشَة والتوسع بِهِ فِي الْحر هم أو ضرر، وَفِي الشتَاء صَالح، والمطرف مِنْهُ إِذا كَانَ مَنْقُوشًا دلّ على امْرَأَة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق يؤول الخادم أو بالمرأة فمهما رأى في ذَلِك من زين أَو شين فيؤول فيهمَا.
رؤيا الخرق
وَأَمَّا الطرح من الثِّيَاب فَإِنَّهَا تؤول على أوجه: فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه يلبس شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ يؤول بِخَير وَمَنْفَعَة إِذا كَانَت من قطن وَهِي نظيفة وَاسِعَة، وَإِذا كَانَت بضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه، وَإِذا كَانَت من حَرِير وَشَيْء فَلَا بَأْس بهَا، وبائعها فَإِنَّهُ يخْتَار دُنْيَاهُ على آخرته.
رؤيا البرود
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا البرود سَوَاء كَانَت مفصلة أَو غير مفصلة فَإِنَّهَا تدل على الْخَيْر، وَقد روي أن أَبَا بكر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: يَا رَسُول الله رَأَيْت البارحة كَأَن على بردي حبرَة قَالَ: هما ولدان تحبر بهما.
رؤيا الحبرة
والحبرة تدل على الحبور وَالسُّرُور وَالْبرد جَار مجْرى الوشي فِي التَّعْبِير إِلَّا أَن الوشي فِي الدُّنْيَا خير مِنْهُ فِي الدّين وَهُوَ فِي التَّأْوِيل أقوى من الصُّوف. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لبس بردا مختلطاً بحرير أَو بِقطن فَإِنَّهُ دون ذَلِك. وَإِن كَانَ حَرِيرًا فَإِنَّهُ مَال حرَام.
رؤيا الزينة بالثياب
وَأَمَّا الزِّينَة بالثياب فِي الْأَسْوَاق فَإِنَّهَا محمودة وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا فِي أَوْقَات السرُور والبشائر وَكَذَلِكَ إِذا كَانَت فِي الدّور مَا لم يكن مَعهَا نوع من الملاهي.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) جملَة الثِّيَاب من الملبوس فَإِنَّهُ يؤول على أوجه.
رؤيا ثياب الصيف
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس ثِيَاب الصَّيف فِي الشتَاء فَزِيَادَة خير وَمَنْفَعَة بِقدر قيمَة مَا لبس.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس ثِيَاب النسْوَة فَإِنَّهُ زِيَادَة مَال مَعَ هم وَلَكِن تحمد عاقبته وينجو.
وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا تلبس من ثِيَاب الرِّجَال فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالْمَنْفَعَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه لبس ثيابًا أَحْقَر من ثِيَابه فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد أمر من أُمُوره. وَإِن كَانَت أَجود من ثِيَابه فَإِنَّهُ يدل على نظام وانتظام أُمُوره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن عَلَيْهِ ثِيَاب الأكابر فَإِنَّهُ يدل على علو الشَّأْن ومبلغه مبلغ من تنْسب إِلَيْهِ تِلْكَ الثِّيَاب إِن كَانَ أَهلا لذَلِك وَإِلَّا فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ ثيابًا من ثِيَاب أهل الْفساد فَإِنَّ ذلك قد يدل على كثرة الذنوب أو كثرة الْخَطَايَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس لبس الْمُلُوك فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه: التَّقْرِيب مِنْهُم وَحُصُول خير وَمَنْفَعَة وانتظام أُمُوره وَحُصُول حُرْمَة وَعزة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لبس من ثِيَاب الْعلمَاء وَكَانَ أَهلا للصلاح، فَإِنَّهُ حُصُول علم وخيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
رؤيا ثياب الصوف
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس من ثِيَاب الصُّوف فَإِنَّهُ يؤول بالحرص على المَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس ثيابًا لأحد من الملل فَإِنَّهُ يكون مائلا إِلَى مَا تنسب إليه تلك الثياب.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الثِّيَاب مُطلقًا تؤول على تِسْعَة أوجه: ديانَة وغنى وجاه وَمَنْفَعَة وعيش وَعمل صَالح وَعدل وإنصاف هَذَا إِذا لم يكن فِيهِ مَا يُنكره على التَّعْبِير. وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا لبست مَا ذكر من الثِّيَاب المحمودة فتأويله صَلَاح أمرهَا مَعَ زَوجهَا واستقامة أحوالها.
وَقَالَ دانيال رُؤْيا ثِيَاب الرجل إِذا لبست تؤول بِالْكَسْبِ وَإِذا رؤيت الثِّيَاب السود فللملك خير وللرعية غم.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يلبس ثيابًا سُودًا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم إِلَّا إِذا كَانَ مِمَّن يلبسهَا فِي الْيَقَظَة وَيعرف بهَا فَإِن السوَاد سؤدد وَعز وسلطان. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الثِّيَاب السود لمن اعْتَادَ لبسهَا إصابة مَكْرُوه. وَقِيلَ: هِيَ للْمَرِيض غير محمودة لِأَن أهل المصائب يلبسُونَ الثِّيَاب السود. وَالثيَاب الصفر سقم أو مرض إلا فِي ديباج أَو خَز أَو حَرِير، وَهَذِه الْأَشْيَاء صَالِحَة للنِّسَاء -حرير ومثله- وللرجال فَسَاد دين في التأويل.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: إِذا رأى الْمَرِيض أَنه يغسل ثوبا أصفر حَتَّى زَالَت صفرته وَظهر بياضه فالثوب يؤول بجسم وصفرته تؤول بسقمه وذهابها بذهاب مرضه عنه عَنهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزع مِنْهُ ثوب أصفر فَإِنَّهُ خَارج عَن سقمه وَلَا يضر بِهِ حدث ولا يكره فِي الثَّوْب الْأَصْفَر من تمزيق أَو نَحوه بِخِلَاف جَمِيع الملبوس فِي اللَّوْن.
رؤيا الثياب الخضراء
وَأَمَّا الثِّيَاب الْخضر ففرح وسرور وتوفيق.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الثِّيَاب الْخضر للحي قُوَّة دين وَزِيَادَة عبَادَة وللميت حسن حَال عِنْد الله وَهِي ثِيَاب أهل الْجنَّة لقَوْله تَعَالَى: {وَيلبسُونَ ثيابًا خضرًا من سندس واستبرق} وَيدل لبس الخضرة للحي على إصابة مِيرَاث وللميت على أَنه خرج من الدُّنْيَا شَهِيدا.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يلبس ثيابًا خضرًا فَإِنَّهُ يؤول بالعز والشرف.
رؤيا الثياب البيضاء
وَأَمَّا الثِّيَاب الْبيض فَإِنَّهَا تؤول بِحُصُول المُرَاد خُصُوصا ان كَانَت نقية.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الثِّيَاب الْبيض صَالِحَة لبسهَا دينا وَدُنْيا لمن تعود لبسهَا فِي الْيَقَظَة. وَأَمَّا أَصْحَاب الْحَرْف والصنائع فَيدل لبسهَا لَهُم على العطلة إِذْ هم لَا يلبسُونَ الثِّيَاب الْبيض عِنْد اشتغالهم بِالْعَمَلِ.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يلبس ثيابًا بَيْضَاء نقية فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وَحسن حَاله وَذَهَاب همومه لقَوْله تَعَالَى: {وثيابك فطهر}.
وَأَمَّا الثِّيَاب الزرق فَإِنَّهَا تدل على هم من جِهَة السُّلْطَان. وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يلبس ثيابًا زرقا فَإِنَّ ذلك غير حسن.
وَأَمَّا الثِّيَاب الْحمر فَإِنَّهَا مَكْرُوهَة للرِّجَال إِلَّا الملحفة والإزار والفراش فَإِن الْحمرَة من هَذِه الْأَشْيَاء تدل على سرُور وَهِي صَالِحَة للنِّسَاء فِي دنياهن.
وَقِيلَ: إن لبس الْحمرَة تدل على منازعة.
وَقِيلَ: الْحمرَة فَرح مَعَ بغي فِي الدُّنْيَا بِدَلِيل قصَّة قَارون.
وَقِيلَ: إِنَّهَا تدل على كَثْرَة المَال مَعَ منع حُقُوق الله تَعَالَى فِيهِ، وَلبس الْملك الْحمرَة دَلِيل على اشْتِغَاله باللهو واللعب. وَقِيلَ: إِنَّ الحمرة غير محمودة للمريض.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لبس أحمراً فِي عيد أَو جُمُعَة لم يضرّهُ.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يلبس ثيابًا حمرا فَإِنَّهُ يلقى خصومة أو منازعة. وَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها وَرُبمَا كَانَ اللون الأحمر فَرحا لقَوْله تَعَالَى: {فَخرج على قومه فِي زينته} وَكَانَ لابسا ثيابًا حمرا.
وَقِيلَ: رُؤْيا الْحمرَة سَوَاء كَانَت فِي الثِّيَاب أَو غَيرهَا فَإِنَّهَا تدل على الصّلاح.
وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْحمرَة فِي الثَّوْب على السرُور.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) ثِيَابه احترقت فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مضرَّة ملك بِقدر مَا احْتَرَقَ من ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ثِيَابه ممزقه فَإِنَّهُ يؤول بكشف السِّرّ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس ثيابًا من صوف أَو وبر أَو شعر أَو نَحْو ذَلِك فمجموع ذَلِك مَال وَإِذا كَانَ من حَرِير أَو نَحوه فَمَال حرَام. وَالثَّوْب المرقع دَلِيله مكروه. وَأَمَّا الثِّيَاب الوسخة فَإِنَّهَا تؤول بغم. وَأَمَّا الثِّيَاب من الكاغد فَإِنَّه لا خير فِي ذَلِك.
رؤيا ثياب الجلد
وَأَمَّا الثِّيَاب من الْجلد فَإِنَّهَا تؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة على قدر مَا ينْسب لَهُ ذَلِك الْجلد وَالثَّوْب الَّذِي لَا خياطَة فِيهِ من حَيْثُ الْجُمْلَة من جَمِيع الْأَصْنَاف يدل على تَمام شغل بِالدّينِ، هَذَا على وَجه.
وَالثيَاب من الْخَزّ تؤول بالعز والجاه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس ثوبا معرجا فَإِنَّهُ يَأْتِي امْرَأَته من دبرهَا.
وَقَالَ جَابر المغربي: للمعبرين التَّعَلُّق بالأمور الدُّنْيَوِيَّة، فالبياض فِي الثِّيَاب إِذا كَانَت جددا نظيفة فهو منفعة أو صلاح بأمور بِالدّينِ وَالدُّنْيَا وَإِذا كَانَت وسخة عتيقة ضيقَة فضد ذَلِك. وَرُبمَا دلّ الْوَسخ فِي الثَّوْب على الضعْف فِي الدّين.
وَقِيلَ: إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا تلبس ثوبا أصفر فَإِن كَانَ لَهَا زوج فَإِنَّهُ يضعف. وَإِن لم يكن لَهَا فَتزَوج بِزَوْج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يفتح ثوبا مطويا فَإِنَّهُ يدل على السّفر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطوي ثوبا مَفْتُوحًا فَإِنَّهُ يدل على مَجِيء غَائِب من سَفَره.
رؤيا ثياب القطن
وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي: أحسن الثِّيَاب مَا كَانَ من قطن إِذا لم يكن فِيهَا شَيْء من القز وَالْحَرِير لِأَنَّهُ يكون خَالِصا فَهُوَ جيد للدّين وَالدُّنْيَا. وَالثيَاب الْعَتَّابِيَّةِ إِذا كَانَت من قطن أَو حَرِير فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَالِ الْحَرَام.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الثَّوْب الْجَدِيد الْأَبْيَض للرجل امْرَأَة وللمرأة زوج وَملك ونعمة وَمَنْفَعَة، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه خلع ثَوْبه عَنهُ إن كَانَ فِي خدمَة ملك فَإِنَّهُ يبعد من خدمته. وَإِن لم يكن كَذَلِك فَإِنَّهُ يُطلق.
رؤيا قص الثياب
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قصّ ثِيَابه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول خير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن السَّارِق سرق ثَوْبه فَإِنَّهُ يؤول بِوُقُوع فَسَاد بَين نسْوَة.
وَقَالَ أبو سعيد الْوَاعِظ: الثَّوْب ذُو الْوَجْهَيْنِ أَو ذُو اللونين يدل على مداراة وَولَايَة لأَصْحَاب الدّين وَالدُّنْيَا.
رؤيا الثياب الجديدة
وَالثيَاب الجديدة صَالِحَة للغني وَالْفَقِير وتدل على الثروة وَالسُّرُور.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لابس ثيابًا جددا فتمزقت لَا يقدر على إصلاح مثلهَا فَإِنَّ ذلك غير محمود له. وَإِن صبر و قدر على ذَلِك فَإِنَّهُ يرْزق ولدا.
والثياب المرتفعة زِيَادَة نعْمَة.
رؤيا الثياب الرقيقة
وَالثيَاب الرقيقة تجدّد الدّين فَإِن لبسهَا فَوق ثِيَابه دلّت على مُوَافقَة سره عَلَانِيَته وَرُبمَا كَانَت النِّيَّة خيرا من الظَّاهِر وَرُبمَا نَالَ مَالا مدخورا.
رؤيا الثياب الديباج
والديباج كما الحرير في التأويل
رؤيا الثياب الحرير
وَالديباج والْحَرِير لَا يصلح لبسهما للفقهاء فإنهما في المنام يؤولان بطلبهم الدُّنْيَا ودعوتهم النَّاس إِلَى بدعة، وَرُبمَا كَانَت صَالِحَة لغير الْفُقَهَاء فانهم يؤولون بأعمال تستوجب الْجنَّة ويصيب مَعَ ذَلِك رياسة، وتدل أَيْضا على التَّزْوِيج بإمرأة شريفة حسناء فَيحْتَاج الْمعبر فِي تَعْبِير ذَلِك جَمِيعه من حَال الرَّائِي.
وَالثيَاب الوشي تدل على أوجه. قال الْكرْمَانِي: تؤول للصلحاء بِالدّينِ وَلأَهل الْفساد بالسياط ولغيرهم بمرض.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: تؤول بنيل الْولَايَة لمن كَانَ من أَهلهَا خُصُوصا من أهل الْحَرْث وَالزَّرْع وعَلى خصب السّنة لمن يكون من أَهلهَا وَهِي للْمَرْأَة زِيَادَة سرُور، وَمن أعْطي وشيا نَالَ مَالا من جِهَة الْعَجم وَرُبمَا تؤول بالسياط.
وَأما الثِّيَاب الممشطة فَإِنَّهَا جاه وَرفع صيت وَلَا بَأْس بهَا للرِّجَال وَهِي جَيِّدَة للنسوة وَجَمعهَا من غير لبس مَال.
وَأَمَّا الثِّيَاب الملحمة فمختلف فِيهَا، فَمنهمْ من جعل تَأْوِيلهَا الْمَرْأَة وَمِنْهُم من جعله المَال وَمِنْهُم من جعله الْمَرَض وَمِنْهُم من جعل الملحم ملحمة يَعْنِي الْقِتَال.
رؤيا الثياب الخز
وَأما الثِّيَاب الْخَزّ فَإِنَّهَا تؤول بِالْحَجِّ وَاخْتلفُوا فِي الْأَصْفَر مِنْهَا فَمنهمْ من كرهه وَمِنْهُم من قَالَ إن الْخَزّ الْأَصْفَر لَا يكره وَلَا يحمد، والأحمر مِنْهُ تجدّد دنيا.
وَأَمَّا الثِّيَاب الْكَتَّان فمعيشة شريفة وَمَال حَلَال من وَجه تحمد عقباه، وَلَيْسَ أحد ذمّ ذَلِك من المعبرين سَوَاء كَانَت على الرِّجَال أَو النِّسَاء مَا لم يخالطه شَيْء من النَّوْع الْمَكْرُوه.
وَأما الْحبرَة فَإِنَّهَا تؤول بالحبور وَلَيْسَ فِيهَا إِلَّا الْخَيْر خُصُوصا للنسوة.
وَقِيلَ: رُؤْيا الثِّيَاب الْخلقَة -المهترئة- غم. فَإِن رأى أَن لَهُ ثَوْبَيْنِ خلقين متقطعين لبس أَحدهمَا فَوق الآخر لم يكن ذلك محمودا، وتمزق الثِّيَاب عرضا يؤول باصابة هموم وتمزقها طولا يؤول بالفرج وَذَلِكَ بِمَثَابَة القباء والدواجي، وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة ثِيَابهَا خلقَة ممزقة مهترئة قَصِيرَة افْتَقَرت.
وَأكل الثَّوْب الْجَدِيد أكل المَال الْحَلَال وَأكل الثَّوْب.
وقال السالمي: من رأى أَن ثِيَابه ابتلت عَلَيْهِ وَهُوَ لَابسهَا فَإِن كَانَ على سفر فَهُوَ لَا يُسَافر. وَإِن كَانَ نوى أمرا لَا يتم لَهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَبِيع ثِيَابه فَهُوَ صَلَاح لَهُ وَلَا خير فِيمَن يَشْتَرِيهَا.
وَإِن رَأى فقير أَنه يَدْفَع ثيابه عَن نَفسه فَهُوَ زَوَال فقره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لبس ثيابًا جددا بعد أن اغْتسل فَإِنَّهُ يؤول بِزَوَال الْهم وَالْغَم وَيسلم من أَمر مَكْرُوه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس ثوبا محرما عَلَيْهِ أَو مِمَّا ينْسب للنِّسَاء فَإِنَّهُ ينْكح حَرَامًا.
رؤيا الثياب المطرزة
وَأَمَّا الثِّيَاب المطرزة فَإِنَّهَا تؤول بالهم وَرُبمَا كَانَت شهرة يشْتَهر بهَا الرَّائِي وَرُبمَا كَانَت سياطا يضْرب بهَا خَمْسَة إِذا كَانَ من أهل الْفساد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس ثِيَاب النِّسَاء فَإِن كَانَ عِنْده حَامِل فَإِنَّهَا تَأتي بأنثى. وَإِن لم يكن عِنْده حَامِل فَإِنَّهُ يُصِيب ضَرَر في ماله بِقدر شناعتها.
رؤيا الرداء
وَأَمَّا الرِّدَاء الَّذِي يوضع على الْكَتف فَإِنَّهُ يؤول بدين الْإِنْسَان الَّذِي يرتدي بِهِ فِي عُنُقه والعنق مَوضِع الْأَمَانَة.
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَن عَلَيْهِ رِدَاء حسنا فَهُوَ صَلَاح دينه وَحسن إيمَانه، وَإِذا رأى الرِّدَاء الَّذِي يَضَعهُ على كتفه حسنا فَإِنَّهُ زِيَادَة دين وَصِحَّة دين وَلَا خير فِي رَقِيقه.
رؤيا غسل الثياب
وَأما غسل الثِّيَاب فَهُوَ على أوجه فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه غسل ثِيَابه من وسخ فَإِنَّهُ يدل على صَلَاحه وخلاصه من الْغم والحزن ويطيب عيشه ويوفي دينه هَذَا إِذا لبسهَا، وَأَمَّا إِذا لم يلبسهَا فَإِنَّهُ دون ذَلِك.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: غسل الثِّيَاب النظاف إِذا ظهر مِنْهَا وسخ فَإِنَّهُ يدل على ارتكاب معاص.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: غسل الثِّيَاب من الْوَسخ تَوْبَة، وغسلها من المني تَوْبَة من الزِّنَا، وغسلها من الدَّم تَوْبَة من الْقَتْل، وغسلها من الْعذرَة تَوْبَة من كسب حرَام.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: غسل الثِّيَاب بِالْمَاءِ الْبَارِد تؤول على أَرْبَعَة أوجه: تَوْبَة وعافية وخلاص من عسير وَأمن من خوف، وغسلها بِالْمَاءِ الْحَار غم.
وَقيل من رأى أَنه يغسل ثيابًا نظافا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي تقواه وورعه. وَقِيلَ: ان ذَلِك اسراف لكَونهَا لَا تسْتَحقّ الْغسْل. وقال آخَرُونَ لَيْسَ فِي ذَلِك ضَرَر وَلَا نفع وَلَا يحمد وَلَا يذم.َ
فصل فِي رُؤْيا أَصْنَاف الْفراء
رؤيا الفرو
أما السمور، فَإِنَّهُ مَال ورزق من جِهَة الأكابر لِأَنَّهُ من ملبوسهم. وَأَمَّا ما هُوَ من حَيَوَان آخر فَيَأْتِي فِي فَصله.
وَأَمَّا الوشق، فَإِنَّهُ مَال من جِهَة رجل ظَالِم غاشم وَرُبمَا كَانَ يكره لبياضه وضخامته.
وَأما الكباشية، فَهُوَ نَظِيره الا أَنه من إمرأة غير غنية وَرُبمَا كَانَ من جِهَة حل.
وَأما فرو الثَّعْلَب، فَإِنَّهُ يؤول بتزويج إمرأة خداعة إِذا لبسه، وَإِذا لم يلْبسهُ فَهُوَ مَال من قبل إمرأة تنْسب لذَلِك.
وَأما فرو الفنك فَإِنَّهُ حُصُول مَال من جِهَة امْرَأَة محتشمة. وَإِن كَانَ عزبا وَرَأى أَنه لبس ذَلِك فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِمِثْلِهَا.
وَأما فرو الحوصل فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال من جِهَة أَقوام أصيلين وَرُبمَا كَانُوا نسْوَة وَلَا بَأْس برؤيا ذَلِك فِي الصَّيف والشتاء لكَونه يحصل من حواصل الطُّيُور المائية.
وَلَا خير فِي رُؤْيا فرو القطاط وَنَحْوهَا من الْحَيَوَان خَارِجا عَمَّا ذَكرْنَاهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فروته احترقت أَو تمزقت فَإِنَّهُ يؤول بهم أو نقصان مَال.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الفرو ظُهُور قُوَّة، وفرو السبَاع والسمور والثعالب لَيْسَ بمحمود لكَونهَا منسوبة إِلَى الظَلمَة، وَرُبمَا دلّت على السؤدد، وعَلى كل حَال هِيَ مَال، سَوَاء حمدت أَو لم تحمد.
وَلبس الفرو مقلوبا إظهار مَال مَشْهُور.
وَقيل: من رأى أَنه يلبس الفرو مُطلقًا فِي أَيَّام الشتَاء فَإِنَّهُ يؤول بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة وَفِي أَيَّام الصَّيف نَظِيره وَلَكِن مع غم أو تعب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزع فَرْوَة فِي أَيَّام الشتَاء فَلَا خير فِيهِ ونزعها فِي أَيَّام الصَّيف عِنْد أغلبهم لَيْسَ فِيهِ مضرَّة للرائي.