رؤيا الطبل – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا النقارة, رؤيا الطنبك, رؤيا الزمر, رؤيا البوق, رؤيا الصنج, رؤيا الشبابة, رؤيا الدف, رؤيا المزهر, رؤيا الجنك, رؤيا العود, رؤيا الطنبور, رؤيا الربابة, رؤيا المزمار
فِي رُؤْيا الطبل وَالزمر وأنواع الملاهي وَنَحْو ذَلِك وَهِي أَنْوَاع شَتَّى
رؤيا الطبل – تفسير الاحلام لابن شاهين
أما الطبل فَإِنَّهُ كَلَام بَاطِل وأو خبر مَكْرُوه أو قَول زور أو شغل ظَاهر جلي. وَقَالَ الْكرْمَانِي: ضرب الطبل خلف وعد، أو شغل بَاطِل. والرقص على دق الطبل حُصُول هم.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الطبل مَحْمُود فِي حق الْمُلُوك لِأَنَّهُ من كَمَال أبهتهم خُصُوصا إِن كَانَ مَعَ زمر أَو مَا أشبه ذَلِك، والطبل فِي نَفسه رُبمَا يؤول بِرَجُل بطال.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: ضرب الطبل كَلَام مُخْتَلف لَا خير فِيهِ.
رؤيا النقارة
وَأَمَّا النقارة فَإِنَّهَا محمودة للملوك أَيْضا لِأَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ إِذا سَار فِي الْغُزَاة يَأْمر بدقها فتدق. واختلف المعبرون فِيهَا فَمنهمْ من شكرها فِي حق الْمُلُوك وَغَيرهم لما تقدم من الدَّلِيل وَمِنْهُم من كرهها لكَونهَا من أَنْوَاع الملاهي.
رؤيا الطنبك
وَأما الطنبك فَإِنَّهُ مَحْمُود لِأَنَّهُ من آلَات الْحجاز وأبهته، وَمن شيم مُلُوك الشرق، وَرُبمَا دلّ على رجل حارس لِأَن القلاع تحرس بِهِ.
رؤيا الزمر
وَأما الزمر فَأَنَّهُ من نوع الطبل وَتَعْبِيره كتعبيره وَلَكِن فِيهِ زِيَادَة وَهُوَ سَماع صَوت حسن.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الزمر يؤول على أوجه، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ زمرا فِي مَكَان فِيهِ مَرِيض فَإِنَّهُ غير محمود. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) ملكا أعطَاهُ مِزْمَارًا فَإِنَّهُ ينَال فَرحا وسرورا. وَإِن كَانَ من أهل الْولَايَة فَإِنَّهُ ينالها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) إِنَّه يزمر وَيَضَع أَصَابِعه على ثقب الزمار فَإِنَّهُ يتَعَلَّم الْقُرْآن ومعانيه وحسن قِرَاءَته.
رؤيا البوق
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) مَرِيضا يزمر فَإِنَّهُ غير محمود.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يضْرب بالبوق فَإِنَّهُ قَول كذب يصدر مِنْهُ أو يحلف عَلَيْهِ ليصدقوه وعاقبة الْأَمر يظْهر صدقه من كذبه. وَرُبمَا دلّ النفخ بالبوق على أَرْبَعَة أوجه: غزَاة لِأَنَّهُ من شيمها وَقد ذكر فِي كتب الْفِقْه: إِذا كَانَ النفير عَاما فَهُوَ سفر للحجاز أَو للحرب لِأَنَّهُ يرحل بِهِ الرَّاكِب والعسكر، واظهار أَمر مَكْتُوم وشهرة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا البوق تؤول على أَرْبَعَة أوجه: لمن نفخ فِيهِ خير مَكْرُوه وأو قَول زور أو اظهار سر مخفي أو هم.
رؤيا الصنج
وَأما الصنج فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. وقال ابْن سِيرِين: الضَّرْب بالصنج خبر مَكْرُوه أو كَلَام بَاطِل أو كذب قَول.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يضْرب بالصنج فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ قَول فيه كذب أو فعل فيه محَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يضْرب عِنْده بالصنج فَإِنَّهُ يدل على رضَا فعل الْمحَال أو رضا قَول الْكَذِب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ كَانَ مَعَ الصنج شَيْء من الملاهي فَإِنَّهُ يدل على الْهم وَالْغَم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ كسر صنجا أَو رَمَاه من يَده فَإِنَّهُ يَتُوب عَن الْكَذِب وَقَول الزُّور.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: ضرب الصنج يؤول على مَتَاع الدُّنْيَا، وَالضَّرْب بِهِ هُوَ امتحان للدنيا.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَعْظ: الصنج يؤول بالفخر وضربه يؤول بِحُصُول الدُّنْيَا وَهُوَ فِي نَفسه، مَا لم يدق.
وقال بعض المعبرين: لَا بَأْس برؤيا الضَّرْب بالصنج لكَونه يدق على بَاب حرم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام، وَكَذَلِكَ فِي الْأَمَاكِن الحصينة اتبَاعا لهَذِهِ السّنة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: ضرب الصنج يؤول على اربعة أوجه: خبر مَكْرُوه أو كَلَام بَاطِل أو متاع الدُّنْيَا أو هم وغم لأجل جمع المَال.
رؤيا الشبابة
وَأما الشبابة فإنها للملوك الأكابر محمودة إِذا شَبَّبَ بهَا قدامه لِأَن سُلْطَان مصر من شَأْنه ذَلِك وَكَذَلِكَ نَائِب السلطنة الشَّرِيفَة بثغر الاسكندرية وَيظْهر من ذَلِك فِي المواكب أبهة عَظِيمَة. وَأَمَّا لغير الْمُلُوك فَلَيْسَتْ بمحمودة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يشبب بالشبابة فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول أَمر مَكْرُوه، وَصَوت الشبابة يؤول بِخَبَر غير سار، وَنَفس الشبابة تؤول بِامْرَأَة إِنْسَان حصل لَهُ هم.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: تشبيب الشبابة وَصَوت الشبابة واستماعها يؤول على ثَلَاثَة أوجه هم أو غم أو خصومة.
رؤيا الدف
وَأما الدُّف فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يضْرب بالدف كَمَا يَنْبَغِي ضربه عِنْد أربابه بشيار وطرب فَإِنَّهُ يؤول بتزويج امْرَأَة بِوَاسِطَة إِنْسَان مُعْتَبر وَتَكون الْمَرْأَة مشتهرة بِالِاسْمِ الْجيد وفعلها بِخِلَاف ذَلِك.
وَقَالَ السالمي: من رأى أَنه يضْرب بالدف فَإِنَّهُ شهرة فَيعْتَبر فعله فِي الْخَيْر وَالشَّر ويعبر لَهُ بالشهرة على قدر فعله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) امرأة تضرب بالدف فَإِنَّهُ خير منتشر يصل إِلَى ذَلِك الْمَكَان فليعتبر الْمعبر مَا رأى مَعَ ذَلِك. وقيل: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) امْرَأَة تضرب بدف فَإِنَّهُ يؤول بِسنة مَشْهُورَة فِي السنين. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَابًّا يضْرب بدف فَإِنَّهُ يؤول بِخَبَر من عَدو. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَيخا يضْرب بالدف فَإِنَّهُ يؤول بالشهرة وَالصَّلَاح.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: اسْتِمَاع صَوت الدُّف هُوَ نشاط وَفَرح إِذا سَمعه من امْرَأَة. وَإِن سَمعه من شيخ فَإِنَّهُ يدل على حسن البخت واليمن والدولة. وَإِن سَمعه من شَاب فَإِنَّهُ يدل على ظُهُور الْعَدو.
رؤيا المزهر
وَأما المزهر، فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: للْفُقَرَاء بالصلاح، وللملوك بسلوك آدَاب الطَّرِيقَة الحميدة، لِأَنَّهُ من شيم أهل الصّلاح ولغيرهم بِالْخَيرِ، وَأنكر ذَلِك جمَاعَة.
وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى نسْوَة بِأَيْدِيهِم مزاهر فَإِنَّهُ يؤول بالبشارة والسلامة لما ورد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أقبل على بعض أَقوام أَرض الْحجاز الشريف بعد نصْرَة وسلامة ظهر لَهُ:
أقبل الْبَدْر علينا ** من ثنيات الْوَدَاع
وَجب الشُّكْر علينا ** مَا دَعَا لله دَاع.
رؤيا الجنك
وَأَمَّا الجنك فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: قَول زور أو باطل أو عز أو جاه أو علو أو لَهو أو طرب أو امرأة حسناء، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَن ملكا أعطَاهُ جنكا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول عز وجاه ومرتبة. وَإِن لم يكن أَهله فَإِنَّهُ فرج بعد شدَّة.
وَقِيلَ: ضرب الجنك هُوَ غم هم.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يضْرب بالجنك فَإِنَّهُ يؤول باتصال مَعَ امْرَأَة جميلَة جليلة الْقدر وَحُصُول الْعِزّ والجاه لَهُ مِنْهَا بِالْمَالِ الْحسن وَحسن الْكَلَام وسياقة القَوْل والسمع وَيكون الِاتِّصَال بَينهمَا بِنِكَاح شَرْعِي.
رؤيا العود
وَأما الْعود فَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: ضرب الْعود كَلَام وَلَكِن لَيْسَ على حَقِيقَته، وَكَذَلِكَ استماعه، لِأَن صَوته كَالْكَلَامِ وَلَيْسَ هُوَ بِكَلَام، وَضرب الْعود فِي الْمنزل يؤول بِحُصُول هم.
وَأَمَّا ضرب الْعود فَإِنَّهُ يؤول بالرياسة لضاربه وَرُبمَا كَانَ غما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يضْرب عودا أَو مَا أشبه ذَلِك من الْآلَات وَانْقطع وتره فَإِنَّهُ يؤول بِزَوَال همه وغمه.
رؤيا الطنبور
وَأما الطنبور فَإِنَّهُ يؤول بالهم خُصُوصا إِذا ضرب فِي بَيته، وَرُبمَا كَانَ حُصُول هم، وكسر الطنبور ضد ذَلِك وزوال هم، وَضرب الطنبور للْمَرِيض غير محمود، وَسَمَاع صَوت الطنبور سَماع كَلَام بَاطِل أو محال. وقيل: سماع صوت الطنبور هو سماع خبر شخص متواضع.
وقال بعض المعبرين: من رأى أَن أحدا يطنبر لَهُ وَهُوَ يسمع لَهُ فيؤول بِأَن أحدا يكلمهُ كلَاما بَاطِلا وَهُوَ يصغي لَهُ. وَإِن طرب كَانَ كَلَام ذَلِك الْبَاطِل عِنْده جَائِزا للمثل السائر بَين النَّاس فِيمَن يُقَال لَهُ بَاطِل ويتبعه: طنبر لَهُ فرقص.
رؤيا الربابة
وَأما الربَاب فَإِنَّهُ يؤول باللهو والاشتغال بِمَا لَا فَائِدَة فِيهِ وَلَا نتيجة. وَإِن رَآهُ مَرِيض فَإِنَّهُ غير محمود.
وَقِيلَ: رُؤْيا الربَاب عِنْد أهل الصّلاح رُبمَا تؤول بِالْحَجِّ لِأَنَّهُ من آلاته وَكَثِيرًا مَا يسْتَعْمل فِي أَرض الْحجاز.
وَأما الجفانة فَأَنَّهَا تؤول بالعز وعلو الْقدر أو النعْمَة أو الهم وَالْغَم أو الْكَلَام الْبَاطِل أو الأشياء الْمُخَالفَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ملكا أعطَاهُ جفانة فَأَنَّهُ يرى عزا ورفعة. وَإِن لم يكن فَهُوَ زَوَال همه وغمه. وَإِن كَانَ عَالما فَإِنَّهُ يُفِيد النَّاس من علمه.