رؤيا الغنيمة – تفسير الاحلام لابن شاهين
وَالْغنيمَة فتؤول بِحُصُول الْخَيْر. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) عَسْكَر الْإِسْلَام أَتَى بغنيمة كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على الرُّخص ووفور الْخيرَات بدار اللإسلام.
موقع عربي
وَالْغنيمَة فتؤول بِحُصُول الْخَيْر. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) عَسْكَر الْإِسْلَام أَتَى بغنيمة كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على الرُّخص ووفور الْخيرَات بدار اللإسلام.
وَالْغَائِب يؤول على أوجه: قَالَ ابْن سِيرِين من رأى غَائِبا قدم عَلَيْهِ من السّفر فَإِنَّهُ يدل على وُصُول خبر سَار من ذَلِك الْغَائِب، وَرُبمَا يدل على وُصُول الْغَائِب سَرِيعا.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَن غَائِبا أقبل من السّفر فَإِنَّهُ يدل على تيسير أُمُوره وأشغاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) غَائِبا مَسْرُورا منشرح الصَّدْر قد أقبل بِمَال ونعمة فَإِنَّهُ يدل على الْفتُوح وَحُصُول الْخيرَات. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) غَائِبا عبوسا ومفلسا قد أقبل فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم أو غم.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: من رأى أَن غائبه أقبل من السّفر فَإِنَّهُ يدل على قدومه إِلَيْهِ سَرِيعا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) غَائِبا أقبل عُريَانا مَاشِيا فَإِنَّهُ يدل على قطعه من الطَّرِيق وَيَأْتِي وَهُوَ بلا مال.
والغارة تؤول بالهم وَالْغَم.
قَالَ ابْن سِيرِين: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَاله نهب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم بِقدر تِلْكَ الْغَارة.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَن عَسْكَر الْإِسْلَام قام بغارة فَإِنَّهُ يدل على هم يصيب العدو. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الْغَارة تؤول على أوجه: خُصُومَة أو جدال أو نقص أو خسارة أو غم أو رخّص السّعر إِذا كَانَت غنيمَة.
رؤيا الغراب – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا طائر الزاغ, رؤيا طائر الرخمة,
وَأما الْغُرَاب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه رجل فَاسق نَاقض الْعَهْد.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه اصطاد غرابا بطعم مدوخ فَإِنَّهُ يُصِيب غنيمَة بَاطِلَة بالمكر وَالْكذب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن غرابا على غُصْن شَجَرَة فَإِنَّهُ يدل على تغربه وفرقته لأَصْحَابه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) غرابا فِي وَقت السحر ينعق على شَجَرَة فَإِنَّهُ يدل على هم.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَن غرابا يتَكَلَّم مَعَه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير من رجل غَرِيب أَو يسمع خَبرا طيبا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سمع نعيق غراب مرّة فَإِنَّهُ مَحْمُود. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سَمعه مرَّتَيْنِ فبضده. وَإِن سَمعه ثَلَاثًا فَإِنَّهُ يدل على خبر طيب. وَإِن سَمعه أَربع مَرَّات فَإِنَّهُ يدل على الْحزن. وَإِن سَمعه أَكثر من ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصطاد بغراب فَإِنَّهُ يفعل شَيْئا يحصل مِنْهُ غنيمَة وَهُوَ بَاطِل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) غرابا أبقع فَإِنَّهُ يرى أمرا يتعجب مِنْهُ وَلَا خير فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وهب لَهُ غراب أبقع فَرُبمَا يُصِيب قُرَّة عين.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن غرابا مَاتَ أَو يبْحَث بَين يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يؤول بالندم أَو يظْهر لَهُ أَمر قد الْتبس عَلَيْهِ لقَوْله تَعَالَى: {فَبعث الله غرابا يبْحَث فِي الأَرْض}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) غرابا فَوق زَوجته أَو صعد بهَا فَوق سَرِيره فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل فَاسق.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْغُرَاب الأبقع رُبمَا كَانَ مَالا حَرَامًا وَرُبمَا كَانَ رجلا متجبراً فَاسِقًا، لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمَّاهُ فَاسِقًا، ورؤيا الْغُرَاب فِي مَوضِع غير مَحْمُود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) غرابا فِي دَاره دلّت رُؤْيَاهُ على هجوم شخص بدراه.
وَكَلَام الْغُرَاب غم يعقبه فَرج.
ولحمه إِصَابَة مَال من جِهَة اللُّصُوص.
وَقِيلَ: رُؤْيا خدش الْغُرَاب بمخلبه تدل على أَن الْبرد يضرّهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) غرابا على بَاب ملك فَإِنَّها جِنَايَة مع ندم لقصة قابيل مَعَ هابيل عَلَيْهِ السَّلَام.
وَأما الزاغ فَإِنَّهُ يؤول بنظير الْغُرَاب وَلكنه يُقَال: امرأة هندية.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) زاغا كثيرا فَإِنَّهُ يدل على الْعَسْكَر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سلخ جلد زاغ فَإِنَّهُ يَزْنِي بِامْرَأَة غَرِيبَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قتل زاغا فَإِنَّهُ يدل على هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) زاغا يتَكَلَّم مَعَه فَإِنَّهُ يكون عارفا بأخبار العالم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وجد زاغا وخبأه فَإِنَّهُ يدل على ارْتِكَاب هوى النَّفس.
وَأما الرخمة فَإِنَّهَا تؤول بِمرضِ.
وَقيل: وأما الرخمة فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَرْأَةِ البلهاء القليلة الْفَائِدَة.
وَأما الغزال فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أمسك غزالا فَإِنَّهُ يؤول بامرأة حسناء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَأْكُل لحم الغزال فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من امْرَأَة جميلَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سلخ جلد الغزال فَإِنَّهُ يَزْنِي بِامْرَأَة غريبة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَأْكُل لحم الغزال فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من امْرَأَة جميلَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قتل الغزال فَإِنَّهُ يغتم من قبل امْرَأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أمسك سخل غزال فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد جميل من امرأة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الغزال امرأة حسناء عَرَبِيَّة، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهُ اصطاد غزالاً يخدع امْرَأَة ويتزوجها.
وَإِن رأى أَنه رمى الغزال بِحجر دلّت رُؤْيَته على طَلَاق امْرَأَته أَو وَطْئها.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الغزال يؤول على أوجه: امْرَأَة وَولد وَمَنْفَعَة من النِّسَاء.
وَأما المها فَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: تؤول بِإِدْخَال الْمضرَّة ولحمها مَال كثير.
رؤيا الغنم – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا الكبش, رؤيا النعجة, رؤيا الخروف,
وَهِي تؤول على أوجه.
أما الكباش فَقَالَ الْكرْمَانِي: الْكَبْش رجل ضخم منيع وعزيز، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه أصَاب كَبْشًا أَو أعْطِيه فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من رجل ضخم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ركب كَبْشًا وَتصرف كَيفَ شَاءَ والكبش طائع لَهُ فَإِنَّهُ يقهر رجلا ضخما وَيحكم فِيهِ بأَمْره. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحمل كَبْشًا على ظَهره فَإِنَّهُ يحمل مُؤنَة رجل كَبِير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْكَبْش رَكبه فَإِنَّهُ يغلبه مَا نسب إِلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ كسر قَرْني كَبْش وَأَحَدهمَا فَإِنَّهُ ينكي رجلا كَبِيرا وَيذْهب قوته ومنفعته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ زَاد فِي قرنيه فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي حسن حَال الرجل وَالْمَرْأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُقَاتل كَبْشًا فَإِنَّهُ يُنَازع رجلا ضخما منيعا وَالْغَالِب غَالب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن كبشين يتصارعان فالمصروع مِنْهُمَا صارع لِأَنَّهُمَا فِي بعضهما نوع وَاحِد. وَأَمَّا إِذا أول على غَيرهمَا وَلم يعرفهما فَإِنَّهُ يؤول برجلَيْن ضخمين كَمَا تقدم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَبْشًا قد مَاتَ فَإِنَّهُ موت رجل ضخم عَرَبِيّ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَبْشًا ذبح وَقسم لَحْمه فَإِنَّهُ يؤول برجل كَبِير وَيقسم مَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ذبح كَبْشًا للْأَكْل فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: للأسير بالنجاة وللخائف بالأمن وللمديون بِقَضَاء الدّين وللمريض بالشفاء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ذبح كَبْشًا نكاية لَا للْأَكْل أَو قَتله فَإِنَّهُ يظفر بعدوه ويبلغ النكاية فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ذبح كَبْشًا وَفرق بَين جلده ولحمه فَإِنَّهُ يَأْخُذ مَال عدوه، فَإِن أكل من لَحْمه فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَال غَيره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) فِي بَيته كَبْشًا مسلوخا فَإِنَّهُ غير محمود.
وأما أعضاء الكبش فيحْتَاج الْمعبر إِلَى تَأْوِيل مَا يفصل من أَعْضَاء الْكَبْش ويؤول ذَلِك بأقرباء الرَّائِي كَمَا تقدم بَيَان ذَلِك فِي الْأَعْضَاء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَتَى بِلَحْم كَبْش فَهُوَ مَال من رجل ضخم وَأكله أبلغ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يشوي كَبْشًا فَإِنَّها محنة أو مرض.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أصَاب كَبْشًا فَإِن كَانَ من أهل الْولَايَة نالها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أُعْطي كَبْشًا صَحِيحا فَإِنَّهُ يتَوَلَّى فِي سنَنه فَإِن كَانَ فِيهِ نقص فَهُوَ من السّنة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعطي كباشا كَثِيرَة فَهِيَ ولَايَة بعددها كل كَبْش بِسنة.
وَقيل: من رأى أَنه أهدي إِلَيْهِ كباش دون الْعشْرَة أَو رَآهَا فِي دَاره فَإِنَّهُ إِن كَانَ وَصِيّا على يَتِيم أَو غَيره فَإِنَّهُ يتَصَرَّف فِي ذَلِك. وَإِن كَانَ عِنْده امْرَأَة فَلَيْسَ يُقيم على قِيَامه بهَا.
وَقيل: من رأى أَنه أَتَى إِلَيْهِ كباش وَهُوَ متزوج فَإِنَّهُ يُقيم مَعَ الْمَرْأَة بِعَدَد الكباش كل كَبْش بِسنة.
والكباش الْكَثِيرَة الَّتِي لَا تَنْحَصِر فِيهَا فَإِنَّهَا تؤول على وَجْهَيْن لمَالِكهَا إِمَّا بتقليد ولَايَة عَظِيمَة أَو إقامة فِي سُلْطَانه مُدَّة طَوِيلَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَتَى برؤوس كباش فَإِنَّهُ يظفر بأعدائه.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه ابْتَاعَ كَبْشًا فَإِنَّهُ رجل شرِيف يحْتَاج إِلَيْهِ.
وقرنه مَنْفَعَة.
وإليته ولَايَة.
وَقيل: من رأى كَبْشًا يَقْهَرهُ فَإِن كَانَ فِي خدمَة ملك فَإِنَّهُ لَا ينفذ كَلَامه عِنْده وَلَا يؤمله. وَإِن لم يكن فيؤول بتمكن رجل ضخم مِنْهُ ويقهره.
رؤيا الغنمة
وَأما النعاج فَإِنَّهَا تؤول على أوجه: قَالَ جَابر المغربي: رُؤْيا النعجة تؤول بِامْرَأَة جليلة الْقدر لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام: {إِن هَذَا أخي لَهُ تسع وَتسْعُونَ نعجة ولي نعجة وَاحِدَة} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يذبح نعجة وَأكل مِنْهُمَا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مُرَاده.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: من رأى أَنه ذبح نعجة فَإِنَّهُ يكذب على امْرَأَة بِبُهْتَان.
وَقِيلَ: رُؤْيا النعجة تؤول بِالْمَرْأَةِ الْعَرَبيَّة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه ملك نعجة نَالَ مَالا وخصبا فِي سُكُون.
ومواثقة النعجة ووطؤها وربطها وَحملهَا إصابة مَال.
وولادتها نيل الْمَقْصُود.
ودخولها الدَّار خصب السّنة على قدر سمنها.
وَقَالَ السالمي: من رأى أَنه يذبح نعجة من قفاها -مؤخر عنقها- فَإِنَّهُ يَأْتِي زَوجته من دبرهَا فليتق الله تَعَالَى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) نعجة خرجت من منزلهَا أَو ضَاعَت أَو سرقت أَو مَاتَت فَإِنَّهُ غير محمود بحق امرأته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أصَاب من النعجة شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من امْرَأَته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ركب مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيب خير أَو خصبا.
وَأما الخراف فَإِنَّهَا تؤول بِالْخَيرِ وَالنعْمَة والخب وَرُبمَا دلّ الخروف على الْوَلَد.
وَقِيلَ: إقبال شَيْء يرجوه الرَّائِي وَحُصُول مُرَاد.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الْغنم جملَة خير وغنيمة وَمَال ومسرة ومعيشة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يرْعَى الْغنم فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة إِن كَانَ من أَهلهَا وَإِلَّا يكون حَاكما على قوم.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْغنم الْبيض تؤول بأناس أعاجم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَسُوق قطيعا من غنم فَهُوَ دوَام سرُور.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مر بأغنام فَإِنَّهُ يؤول بمروره على قوام ذَوي حلم وغنى.
وَأَمَّا السعَة فَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه من أهل السعَة وَالْمَال وَالْقُدْرَة والإمكان فَذَلِك تغير أمره وإن كان ظَالِما دل على الانتقام.
قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْغنى هُوَ الْفقر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ غَنِي فَإِنَّهُ يفْتَقر.
وقال بَعضهم: رُؤْيا الْغنى لأهل الدّين وَالصَّلَاح قناعة لقَوْل ابْن عبد الْعَزِيز الديريني:
وجدت القناعة أصل الْغنى ** فصرت بأهدابها ممتسك
ولبست من حليها خلعة ** فَلَا هِيَ تبلى وَلَا تنتهك
وَأما الْفقر فَإِنَّهُ صَلَاح فِي الدّين وثبات فِي الْحَال.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه من أهل الْفقر وضيق الْمَعيشَة يزْدَاد فِي تقربه وَيحسن حَال بَيته من بعده.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى كَأَنَّهُ فَقير نَالَ طَعَاما كثيرا لقَوْله تَعَالَى حِكَايَة عَن مُوسَى: {رب إني لما أنزلت إِلَيّ من خير فَقير}.
وَأَمَّا ضيق الْمَعيشَة فَإِنَّهُ يدل على الكفاف لما تقدم.
إن رأى نَفسه من أوساط النَّاس جَيِّدَة.
رؤيا
روي عَن الْجُنَيْد رَحمَه الله تَعَالَى أَنه كَانَ جَالِسا على بَاب دَاره، فَمر بِهِ أعمى يسْأَل النَّاس الحافا، فَقَالَ فِي نَفسه: لَو توكل هَذَا الرجل على الله تَعَالَى وَجلسَ فِي جنب زَاوِيَة أَو مَسْجِد لرزقه الله تَعَالَى من غير سُؤال. قَالَ فَنمت تِلْكَ اللَّيْلَة، فَرَأَيْت فِي الْمَنَام طبقًا من نُحَاس وضع بَين يَدي وَفِي الطَّبَق ذَلِك الرجل الْأَعْمَى ممدودا وقائلا يَقُول: كل من لحم هَذَا، فَقلت: وَالله مَا اغْتَبْته وَإِنمَا حدثت نَفسِي وَلم ينْطق بِهِ لساني، فَقَالَ له: يَا جُنَيْد لست من الَّذين تقبل مِنْهُم هَذِه الْحجَّة. فَلَمَّا أَصبَحت جَلَست على بَاب دَاري متفكرا تَائِبًا إِلَى الله تَعَالَى، وَإِذا أَنا بِالرجلِ الْأَعْمَى قد أقبل على حَالَته فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِم أكتفيت بِمَا رَأَيْت البارحة وتبت.
[1]غُناج: دلال، دلع (أقبلن بغُنجهنّ**هفا إلى غُنْجهنّ القلبُ والبصرُ)
غُنْج المرأة: أصواتُها وحركتُها التي تزيدها ملاحة.
وَأَمَّا الغنج[1] فَإِنَّهُ في المنام يدل على الْفَرح وَالسُّرُور للنسوة وَلَا خير فِيهِ للرِّجَال الا أَن يرى من محبَّة ذَلِك فَهُوَ جيد.
وَأَمَّا الْغَضَب فَمن رأى أَنه اغتاظ على انسان فَإِن ذلك يدل على اضطراب الأمر أو ذهاب مال لقَوْله تَعَالَى: {ورد الله الَّذين كفرُوا بغيظهم} الْآيَة.
وَإِنْ رَأَى أَنه غضب على إنسان لأجل الدُّنْيَا فَإِنَّهُ متهاون في الدين.
وَإِنْ رَأَى أَنه غضب لأجل الله تَعَالَى فَإِنَّهُ ولَايَة لقَوْله تَعَالَى: {وَلما سكت عَن مُوسَى الْغَضَب}.
وَأَمَّا الْغناء فَإِن كَانَ بِصَوْت حسن فَيدل على تِجَارَة رابحة فَإِن لم يكن بِصَوْت حسن فتجارة خاسرة.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْمُغنِي يؤول على ثَلَاثَة أوجه: عَالم وَحَكِيم أَو مُذَكّر.
والغناء فِي السُّوق للغني افتضاح وللفقير زَوَال عقل والغناء فِي الْحمام كَلَام مُبْهَم، والغناء فِي الأَصْل يدل على ضجة ومنازعة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُغني فِي مَوضِع يَقع هُنَاكَ كَلَام كذب أَو كيد يفرق بَين الأحباب لِأَن أول من غنى ابليس لَعنه الله.
وَأما الْغناء فقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ أَيْضا فِي الْبَاب الْمَذْكُور وَلَكِن نذْكر مِنْهُ نبذة هُنَا.
وَقِيلَ: إِنَّه كَلَام بَاطِل وهم وغم وخجل.
وَأَمَّا الغرغرة فَإِنَّهَا تدل على خَوْف.
وقال بعض المعبرين: رُبمَا دلّت الغرغرة على الْوضُوء وَالْغسْل.
وَأَمَّا الغمز فَمن رأى أَنه يغمز أَو أحدا يغمزه فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه: أَمر مخفي واستهزاء وَقَضَاء حَاجَة لقَوْل بَعضهم:
حواجبنا تقضي الْحَوَائِج بَيْننَا ** وَنحن سكُوت والهوى يتَكَلَّم
فصل فِي رُؤْيا الْغَائِط
وَهِي تؤول على وُجُوه كَثِيرَة وللمعبرين فِيهَا اخْتِلَاف وَقد عددوها وكل مِنْهُم تكلم بِشَيْء وَنَذْكُر مَا قَالُوهُ فِي الأَصْل ثمَّ نفرع قَول كل مِنْهُم. الْغَائِط مَال حرَام ورزق من ظلم وَفَرح وَقطع طَرِيق وفاحشة وَغَضب على امْرَأَته وخطيئة وَمرض وندامة وكشف أَمر مَسْتُور وغرامة وإتلاف وشقاء وتهمة ونتاج بُسْتَان وَصدقَة وهم وغم ومنقصة وَطَلَاق وَغير ذَلِك.
وقال ابْن سِيرِين: (وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ تغوط فَإِنَّهُ يخرج مِنْهُ مَال.
وَإِن كَانَ فِي كنيف وَمَا يُشبههُ مِمَّا يحْتَرز بِهِ فَإِنَّهُ نَفَقَة فِي مَنَافِعه.
وَإِن كَانَ فِي ميضأة خرج فِي جِنَايَة أَو غَرَامَة.
وَإِن كَانَ فِي ثوب أَو فِي آنِية خرج بِسَبَب امْرَأَة.
وَإِن كَانَ فِي طَرِيق خرج فِي التّلف والذهاب.
وَإِن خرج فِي وَاد أَو نهر فَيخرج على يَد سُلْطَان أَو حَاكم فتْنَة أَو غَارة.
وَإِن تغوط تَحْتَهُ وَلَا يشْعر بِهِ من حوله نقص مَاله وَلم يفْطن بِهِ شَرِيكه وَلَا أَهله.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: الْحَدث الجامد إِذا خرج من الْإِنْسَان يذهب من المَال بِقَدرِهِ.
وَإِن كَانَ سَائِلًا ذهبت علته.
وَإِن كَانَ شبه الوحل وَبِه عذرة مقطعَة فَإِنَّهُ يُصِيب هما من ذِي سُلْطَان.
فَإِن كَانَ الْحَدث سخنا فَإِنَّهُ غير محمود.
وَإِنْ رَأَى أَنه حِين أحدث رَآهُ النَّاس فَإِنَّهُ يدل مغرم من قبل السُّلْطَان.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ جمع غائطا فَإِنَّهُ إِن كَانَ صَاحب بُسْتَان أَفَادَ ونتج بستانه.
وَإِن كَانَ لَهُ دور جمع مستغلاتها.
وَإِن كَانَ صَاحب سُلْطَان جمع مَالا من جباية أَو نَحْوهَا.
وَإِن كَانَ فَقِيرا جمع مَالا من صَدَقَة.
وَإِنْ رَأَى أَنه أحدث شَيْئا من الْحَيَوَان فَفِيهِ وَجْهَان: مُفَارقَة ومولود وَالتَّعْبِير فِي ذَلِك مَا كَانَ محبوبا أَو مَكْرُوها.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: (وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يجمع غائطا أَو ادخره أَو جِيءَ إِلَيْهِ أَو وَقع نظره عَلَيْهِ فَإِنَّهُ رزق من ظلم.
(وَمَنْ رَأَى) من عوام النَّاس لَا مقدرَة لَهُ على ظلم فَإِنَّهُ من مَال وَجه حرَام وَقد يكون فرجا من غم.
وَإِن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا غَنِيا يُؤَدِّي زَكَاة مَاله.
وَإِنْ رَأَى أَنه خرج مِنْهُ غَائِط فَهُوَ على وَجْهَيْن: خوف من سُلْطَان وغرامة وللمسافر قطع الطَّرِيق.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ أحدث فِي مَكَان حَدثا فَإِنَّهُ ينْفق مَاله فِي شَهْوَته.
وَإِن كَانَ الْموضع مَجْهُولا أنْفق مَالا حَرَامًا بِطيبَة نَفسه من غير أجر وَلَا حمد.
وَإِن أحدث فِي ثِيَابه ارْتكب فَاحِشَة.
وَإِن أحدث فِي سراويله غضِبت عَلَيْهِ امْرَأَته. وَقِيلَ: غضب على امْرَأَته.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ أحدث فِي مَوضِع وَستر عَلَيْهِ بِالتُّرَابِ فَإِنَّهُ يدْفن مَالا.
(وَمَنْ رَأَى) كَأَنَّهُ أحدث على نَفسه وَقع فِي خَطِيئَة.
(وَمَنْ رَأَى) كَأَنَّهُ أحدث على فرَاشه مرض أوَرُبمَا دل ذلك على أنه يفَارق امْرَأَته.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يَأْكُل غائطا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا يكره أَخذه فيغلب عَلَيْهِ الطمع مَعَ ندامة وَرُبمَا يتَكَلَّم بِكَلَام فَاحش ويندم عَلَيْهِ.
وكل شَيْء يخرج من بطُون النَّاس وَالدَّوَاب من الأرواث فَإِنَّهُ مَال فَأَما مَا كَانَ يُؤْكَل لَحْمه فروثه مَال حَلَال وَمَا لَا يُؤْكَل لَحْمه فرؤيته مَال حرَام.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ تغوط حَيَوَانا فَإِن كَانَ مِمَّا يستحسن فَإِنَّهُ يُولد لَهُ اولاد جِيَاد فَمَا كَانَ مؤنثا دلّ على الْبِنْت وَمَا كَانَ مذكرا دلّ على الْوَلَد.
وَإِنْ رَأَى أَنه جلس على الروث فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من قرَابَته وَرُبمَا كَانَ من جِهَة مِيرَاث.
وقال دانيال عَلَيْهِ السَّلَام: رُؤْيا غَائِط الْإِنْسَان مَال حرَام وروث الْحَيَوَان على وَجْهَيْن: أما الْحَيَوَان الَّذِي يُؤْكَل لَحْمه فَمَال حَلَال من كسب أَو غنيمَة أَو إخراج جِزْيَة أَو أُجْرَة أَو صَدَقَة أَو مَا يجْرِي مجْراهَا أَو هبة.
وَأَمَّا الْحَيَوَان الَّذِي لَا يُؤْكَل لَحْمه سَوَاء كَانَ ذَا نَاب أَو مخلب فَمَال حرَام من جِهَة مظْلمَة.
قَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه تلوث بالغائط وَهُوَ فِي مَكَان مُرْتَفع فَإِنَّهُ حُصُول مَال. وَإِن كَانَ بمَكَان يكره وَهُوَ أَسْفَل فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مضرَّة من جِهَة الْوَالِي.
وقال بَعضهم: رُؤْيا الْغَائِط إِذا كَانَ على مَا يكره أَن يكون عَلَيْهِ فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ هم وغم وَرُبمَا كَانَ أمرا يكره أَو مَا لَا يَنْبَغِي.
سُورَة الغاشية من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يفزع ويخشى من الْفَزع الْأَكْبَر وَرُبمَا يرْزق تَوْبَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: ثَابتا فِي جَمِيع الاشغال وطالبا مرضاة الله تَعَالَى.
وَقِيلَ: ينْفق مَاله على قوم لَا يشكرونه وَلَا يحمدونه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يَعْلُو قدره وَمحله وتنفذ كَلمته.
سُورَة غَافِر قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون مُؤمنا خَالِصا ذَا خشوع وخضوع.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: تكون سيرته حسنه وسلوكه فِي طَرِيق الدّين مُسْتَقِيمًا.
وَقِيلَ: بِشَارَة بالمغفرة وَنَجَاة من المهالك أَو يعْفُو عَن مذنب.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يحصل لَهُ من الله عز وَجل رَحْمَة ومغفرة.
فصل فِي رُؤْيا الْغسْل
قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه اغْتسل فِي بَحر أَو نهر فَإِنَّهُ يدل على الدّيانَة والخضوع لله تَعَالَى.
وَقِيلَ: من رأى أَنه اغْتسل غسل بِمَاء صَاف طَاهِر فَحكمه حكم الْوضُوء وَزِيَادَة على ذَلِك أُمُور الْآخِرَة وَإِن كَانَ المَاء غير صَاف وَلَا طَاهِر فتعبيره ضد ذَلِك وَلَا يُرْجَى لَهُ الْخَيْر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه اغْتسل من الْجَنَابَة بِمَا يجوز الْغسْل بِهِ فَإِنَّهُ تتيسر لَهُ الْأُمُور وَيخرج من الْهم وَالْغَم وَإِن تعذر عَلَيْهِ ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه جنب وَلم يجد مَا يغْتَسل بِهِ فَإِنَّهُ يعسر عَلَيْهِ أُمُور الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه اغْتسل غسل الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ فَإِنَّهُ زِيَادَة دَرَجَات فِي الْآخِرَة مَعَ مَا تقدم من تَفْسِير ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه اغْتسل وَلبس ثِيَابه فَإِنَّهُ يَنْقَطِع عَنهُ الْهم وَيسلم من كل بلَاء وسقم وَإِن كَانَت الثِّيَاب جدداً كَانَ أبلغ لِأَن أَيُّوب اغْتسل وَلبس ثيابًا جددا فَخرج مِمَّا كَانَ فِيهِ من بلَاء.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه غسل أحدا فَإِنَّهُ يُزَكِّيه وَإِن رأى أَن أحدا غسله فَهُوَ تَزْكِيَة أَيْضا.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه غسل مَا لَا يجوز تغسيله فَإِنَّهُ يتَعَلَّق بِأَمْر يعْتَقد أَنه مُسْتَقِيم وَالْأَمر بِخِلَافِهِ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه غسل يَدَيْهِ وَوَجهه فَلَا بَأْس بِهِ.
وَقَالَ جَابر المغربي: الْغسْل يدل على النَّظَافَة فِي الدّين والورع زِيَادَة أبهة وشهرة حَسَنَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه اغْتسل بحنوط أَو بعضه فَإِن كَانَ لَهُ محب تزداد محبته وَإِن الْمُحب متنفرا فَإِنَّهُ يزْدَاد نفورا وَاسْتِعْمَال الصابون زِيَادَة فِي النَّظَافَة.
فصل فِي رُؤْيا السَّحَاب أو الغيوم
من رأى قِطْعَة من سَحَاب على رَأسه يحصل لَهُ عَظمَة بمقدارها وَينفذ أمره.
(وَمَنْ رَأَى) سَحَابَة مرت على رَأسه يصحب رجلا ذَا عهد وَأَمَانَة وَيحصل مِنْهُ مُرَاده.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يَسُوق السَّحَاب فِي الْهَوَاء يدل على أَنه يصاحب الْعلمَاء والحكماء وَإِن رأى هَذِه الرُّؤْيَا ملك أَو من يقوم مقَامه يدل على إرْسَال الرُّسُل وَأَصْحَاب الْأَخْبَار فِي ولَايَته.
(وَمَنْ رَأَى) سَحَابَة دخلت فِي بَيته ضافه عَالم أَو حَكِيم.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه أَخذ السَّحَاب فِي الْهَوَاء وَجَاء بِهِ إِلَى الأَرْض يحصل لَهُ مَا لَا يحصل لأمثاله.
وَقِيلَ: يجد عَظمَة وعلماً.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه فِي ظلّ السَّحَاب يجد فِي تِلْكَ السّنة خير أَو نعْمَة كَثِيرَة لقَوْله تَعَالَى: {وظللنا عَلَيْهِم الْغَمَام} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه خاط ثوبا من السَّحَاب ولبسه يحصل لَهُ من الْعلم مَا لَا يحصل لأمثاله.
(وَمَنْ رَأَى) أَن السَّحَاب ستر جَمِيع الدُّنْيَا وَلم ينزل مِنْهُ مطر فَلَيْسَ بمحمود قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه جمع السَّحَاب أَو حمله أَو كَلمه يدل على الْعلم وَالْحكمَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه بَين يَدَيْهِ وَلَكِن لم يسْتَطع أَن يجمعه يدل على أَنه يكون مَعَ الْحُكَمَاء وَلَا يحصل لَهُ من حكمتهم شَيْء.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى سحابا أسود مخوفا منبسط فَوق مَوضِع يدل على غضب الله وعذابه.
(وَمَنْ رَأَى) سحابا انبسط فِي بَيته أَو فِي ثَوْبه يدل على حُصُول علم وَحِكْمَة لأولاده وَأهل بَيته بِمِقْدَار ذَلِك السَّحَاب.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: والسحاب الْأسود خوف وسحاب الْمَطَر بركَة وَخير ورخاء وَرُبمَا يكون غما وَأما السَّحَاب الَّذِي يجاء بِهِ من شاطئ الْبَحْر وَيُقَال لَهُ أسفح فَهُوَ يدل على الْغَنِيمَة.
وَقِيلَ: من رأى أَنه أَخذ شَيْئا من السَّحَاب فَإِنَّهُ يكثر الْحَرْث وَالزَّرْع والضياع.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه ركب السَّحَاب فَإِنَّهُ يدْرك حِكْمَة متنوعة.
(وَمَنْ رَأَى) أَن السحابة استقبلته فَإِنَّهَا أَمن وَعدل وَبشَارَة وراحة من كل غم وَإِن كَانَ الرجل من أهل الْفساد فَإِنَّهَا عُقُوبَة وَعَذَاب ينزل مِنْهَا.
(وَمَنْ رَأَى) أَن السَّحَاب سقط على الأَرْض فَإِنَّهَا سيول وأمطار تنزل وجراد ينتشر وغارات أَعدَاء على تِلْكَ الأَرْض إِن كَانَ مَعَ السَّحَاب ريح شَدِيد أَو ظلمَة أَو مَا يكره فِي التَّأْوِيل.
(وَمَنْ رَأَى) أَن السَّحَاب غطى الشَّمْس فَإِن الْملك يَمُوت أَو يفر أَو يعْزل.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه ركب السَّحَاب فَإِنَّهُ يتَزَوَّج إِن كَانَ عزبا أَو يركب سفينة إِن أمل سفرا فِي الْبَحْر أَو صَار بعسكر أَو برفقة وَيَرْفَعهُ السُّلْطَان أَعلَى منزلَة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا السَّحَاب تؤول على تِسْعَة أوجه: حِكْمَة ورياسة وَملك وَرَحْمَة وعفة وَعَذَاب وقحط وبلاء وفتنة.