رؤيا الأنين – تفسير الاحلام لابن شاهين
وَأَمَّا الأنين فَلَا خير فِيهِ لما فِيهِ من الضعْف.
وقال ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يئن فَإِنَّهُ يدل على قَضَاء حَاجَة وَحُصُول ظفر.
موقع عربي
وَأَمَّا الأنين فَلَا خير فِيهِ لما فِيهِ من الضعْف.
وقال ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يئن فَإِنَّهُ يدل على قَضَاء حَاجَة وَحُصُول ظفر.
[1]الاختلاج: الاضطراب، يقال: اختلجت عينه، إذا اضطربت
وَأَمَّا الاختلاجات[1] فَإِنَّهَا تدل على الْحَرَكَة.
وقال بعض المعبرين: الاختلاجات فِيهَا مَا يكره وَمَا يحب فالمكروهة مِنْهَا مَا يكره مثلهَا فِي الْيَقَظَة والمحبوبة مَا كَانَت محبوبة وَرُبمَا كَانَ الاختلاج نهوض الْأَمر.
وَأَمَّا الأمعاء فهم قوم الْإِنْسَان وَأَصْحَابه فمهما رأى من زين أَو شين كَانَ ذَلِك فَمن رأى أَنه يَأْكُل الأمعاء فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال من قومه وَرُبمَا دلّ على الْولَايَة.
وَإِن رأى أَنه يَأْكُل مصرانا فَإِنَّهُ مَال أَيْضا.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَن أمعاءه خرجت من بَطْنه كان ذلك غير محمود.
وَقِيلَ: تَوْبَة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الأمعاء تؤول على سِتَّة أوجه: مَال حرَام وشفاعة وَكَلَام كره وَأَوْلَاد ومعيشة وشغل وَرُبمَا كَانَت رُجُوعا عَن أمر مكروه.
وَأَمَّا الْأَصَابِع فَقَالَ ابْن سِيرِين: أَصَابِع الْيَد الْيَمين الْخمس تدل على الصَّلَوَات الْخمس: فالابهام صَلَاة الصُّبْح والسبابة صَلَاة الظّهْر وَالْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر والبنصر صَلَاة الْمغرب والخنصر صَلَاة الْعشَاء.
وَأَمَّا أَصَابِع الْيَد الْيُسْرَى فتؤول بأولاد أَخ.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يشبك أَصَابِعه فَإِن ذَلِك عسر وفقر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ جمع اصابعه بمَكَان فَإِنَّهُ صَلَاح وَرُبمَا جمع صلَاته فِي قصر وَرُبمَا دلّ على جمعية أَوْلَاد أَخِيه.
وَقَالَ السالمي: من رأى فِي أَصَابِع يَده الْيُمْنَى زيتا أَو شَيْئا فتعبيره فِي الصَّلَاة الْخمس وَكَذَلِكَ ان رأى فِي أَصَابِع يَده الْيُسْرَى فتأويله فِي أَوْلَاد الْأَخ.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه قطع ابهامه فَإِنَّهُ ذهَاب ابهته وَإِن قطعت سبابته فَيدل على قلَّة مواظبته على الصَّلَاة وَإِن قطع اصبعه الْوُسْطَى يدل على فراق رَئِيس يتَعَلَّق بِهِ وَإِن قطع البنصر فَهُوَ إِتْلَاف مَال إِن قطع الْخِنْصر يدل على فراق.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: رُؤْيا اصابع الرجلَيْن تدل على الزِّينَة واستقامة الْأُمُور فَمن رأى فيهم مَا يزين أَو يشين فتأويله فِي ذَلِك.
وَإِن رأى فِي أَصَابِعه اعوجاجا سَوَاء كَانُوا منسوبين ليديه أَو رجلَيْهِ فَهُوَ انعكاس وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى) أَن أُصْبُعه نبت مَكَان آخر فَإِنَّهُ يُؤَخر الصَّلَاة إِلَى الصَّلَاة الْأُخْرَى.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَن اصبعه معضوض أَو مهروس دلّت رُؤْيَاهُ على سوء بِهِ وَرُبمَا يؤدبه من فعل بِهِ ذَلِك ان عرفه والا فَهُوَ يرجع من نَفسه.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يخرج من ابهامه اللَّبن وَمن سبابته الدَّم وَهُوَ يشرب مِنْهُمَا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يفرقع اصابعه دلّ على وُقُوع كَلَام قَبِيح بَين قرَابَته.
وَقِيلَ: فرقعة الْأَصَابِع استهزاء وَرُبمَا يرتكب مَا لَا يَنْبَغِي.
وَإِن رأى الإِمَام أَو من يقوم مقَامه الزِّيَادَة فِي أَصَابِعه فَإِن ذَلِك زِيَادَة فِي طغيانه وجوره وَقلة انصافه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيَة الْأَصَابِع تؤول على سِتَّة أوجه: أَوْلَاد وَأَوْلَاد الْأَخ وخدام وَأَصْحَاب وَقُوَّة والصلوات الْخمس.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَصَابِع يَمِينه أطول من شِمَاله فَإِنَّهُ يبْذل الْمَعْرُوف ويصل الرَّحِم.
وَإِن رأى كَأَنَّهُ قصير الْأَصَابِع وعضديه أطول مِمَّا كَانَتَا فَإِنَّهُ سخي شُجَاع قوي قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى كَأَن أَصَابِع يَدَيْهِ قد شلت فَإِنَّهُ يُذنب ذَنبا عَظِيما.
وَقَالَ بعض المعبرين: انقباض الْأَصَابِع تدل على ترك الْمَحَارِم.
رؤيا
قَالَ الشَّيْخ يُوسُف الكربوني رَحمَه الله تَعَالَى: كَانَ بثغر الاسكندرية نَائِب وَله خَمْسَة أَوْلَاد يحبهم فَنَامَ لَيْلَة فَرَأى كَأَن أَصَابِعه الْخمس قطعت فَحصل عِنْده وَجل عَظِيم فَاسْتَيْقَظَ مَرْعُوبًا وَخَافَ على أَوْلَاده قَالَ الشَّيْخ: فَأرْسل خَلْفي وقص رُؤْيَاهُ عَليّ، فَعلمت مَا فِي نَفسه وَقلت لَهُ: لَيْسَ الْأَمر كَمَا تَخَيَّلت، وَإِنمَا أحتاج مِنْك على هَذِه الرُّؤْيَا جَائِزَة، فَقَالَ: نعم فَقلت لَهُ: الْأَصَابِع الْخَمْسَة هِيَ الصَّلَوَات الْخمس فَإنَّك لست بمواظب عَلَيْهَا فَقَالَ صدقت فَقلت اسْتغْفر الله وَتب إِلَيْهِ ولازم صلواتك.
وَأَمَّا الانف فَقَالَ دانيال هُوَ جاه ومنزلة وَعمر فَمن رأى فِيهِ زِيَادَة أَو نقصا فعائد على ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى) أَن لَهُ أنفين فَإِنَّهُ يَقع بَينه وَبَين أهل بَيته عَدَاوَة.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يخرج من انفه مخاط فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من جليل الْقدر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ خرج من أَنفه ذُبَابَة أَو مَا يشابه ذَلِك دلّ على أَنه يُولد لَهُ مَوْلُود.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ خرج من أَنفه حَيَوَان أَو طير فَإِنَّهُ يدل على أَنه ان كَانَ لَهُ دَابَّة تَلد.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ دخل أَنفه شَيْء من ذَلِك فَلَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى) أَن بِأَنْفِهِ خرقا وَبِه مَا يجذب إِلَى اسفل فَإِنَّهُ يدل على تواضعه أَو حُصُول مَنْفَعَة من امْرَأَة.
وَقَالَ بَعضهم: لَيْسَ ذَلِك بمحمود إِذا كَانَ فِي رُؤْيَاهُ مَا يدل على الشَّرّ.
(وَمَنْ رَأَى) أَن بِأَنْفِهِ زكاما فَإِن أُمُوره تَنْعَقِد وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يتَكَلَّم من أَنفه فَإِنَّهُ زَوَال نعْمَة ودولة.
(وَمَنْ رَأَى) أَن جلد أَنفه تمزق أَو ذهب فَلَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يَقُول الْمعبر جَاءَ من أنفي دم فَإِن ذَلِك حُصُول مَال وَإِن قَالَ خرج يكون ذهَاب مَال وَقد تقدم فِي الفهرست ان الَّذِي يقْصد تعبيرا يُرَاعِي اللَّفْظ فِيمَا يَقْصِدهُ كَذَلِك الْمعبر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنفه قطع فَإِنَّهُ يؤول على سِتَّة أوجه ختان لَهُ ولولده وانحطاط منزلَة وَفراق ونازلة يكون بهَا أمر مكروه وَفراق ولد أَو زَوْجَة.
وَإِن رأى أَن وسخ الأنف زَاد فَهُوَ مَكْرُوه لَهُ.
وَإِن رأى أَنه نظفه فَهُوَ ضِدّه.
وَإِن رأى أَنفه كَبِير ثمَّ صَغِير وتكبب فَإِنَّهُ فقر وحقارة وَإِن كَانَت زَوجته حَامِلا فَإِنَّهَا تسْقط.
وَإِن رأى أَن أَنفه وَقع فِي الأَرْض فَرُبمَا يَأْتِي لَهُ ابْنة وتزول حرمته.
وَإِن رأى أَنه يغسل أَنفه دلّ على أَن فِي بَيته من يخدع امْرَأَته.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: (وَمَنْ رَأَى) أَن أَنفه كبر فَإِنَّهُ يدل على الْمنزلَة وَزِيَادَة الشّرف.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ شم رَائِحَة طيبَة فَإِن كَانَت زَوجته حَامِلا فانها تَأتي بِولد سَار وَرُبمَا يكون فرجا من هم وغم وَإِن كَانَت الرَّائِحَة كريهة فتعبيره ضد ذَلِك.
وَأَمَّا الآذان قَالَ دانيال عَلَيْهِ السَّلَام وَابْن سِيرِين والكرماني فِي رُؤْيا الآذان امْرَأَة الرجل أَو ابْنَته أَو أُخْته أَو خَالَته من النِّسَاء فَمن رأى فِيهَا حَادِثا أَو زِيَادَة فَإِنَّهُ يؤول فِي الْمَذْكُورين.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيَة الآذان تؤول على ثَمَانِيَة أوجه: امْرَأَة سَوَاء كَانَت زَوجته أَو قريبته وَصَاحب صَدُوق ورفيق مُوَافق وَغُلَام مقبل وَمَال نَافِع وهم وغم وَفَرح وسرور وتوبة وَرُجُوع.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ ينظف أُذُنَيْهِ من الْوَسخ فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ أَو يسمع خَبرا سارا بِحَيْثُ يحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يَأْكُل مَا أخرجه من أُذُنه فَإِنَّهُ يدل على تَوْبَته.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَن آذانه زدن عَن الْحَد فيؤول فِي النسْوَة وَنَحْوهَا كَمَا تقدم.
وَإِن رأى أَنه أَصمّ فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد فِي دينه رُبمَا يكون لَهُ ميل إِلَى الْكفْر لقَوْله تَعَالَى: {وَقَالُوا لَو كُنَّا نسْمع أَو نعقل مَا كُنَّا فِي أَصْحَاب السعير}.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ دخل فِي أُذُنه مَا لَا يُحِبهُ فِي الْيَقَظَة أَو حصل مِنْهُ مَا يشوش فَإِنَّهُ يسمع مَا لَا يرضاه.
(وَمَنْ رَأَى) أَن أحدا وضع أصبعيه فِي أُذُنَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على من يغتاب عائلته.
وَإِن رأى أحدا أخرس أُذُنه فَلَيْسَ بمحمود.
وَقِيلَ: إِن رأى أَنه قطع أُذُنه فَإِنَّهُ مفارقة أحدهم.
(وَمَنْ رَأَى) أَن بأذنيه قرطا وَهُوَ الْحلق فَإِن كَانَ نَوعه مَحْمُودًا فِي الْيَقَظَة فجيد فِي حَقه من ذكر أَو أُنْثَى وَإِذا كَانَ لَيْسَ بمحمود فضده.
رؤيا
روي أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ: رَأَيْت فِي أذن امْرَأَتي حَلقَة نصفهَا ذهب وَنِصْفهَا فضَّة فَقَالَ لَعَلَّك طَلقتهَا طَلْقَتَيْنِ وَبقيت على وَاحِدَة فَقَالَ نعم هِيَ كَذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى) آذَانا كَثِيرَة جدا فَإِنَّهُ يدل على أَنه يسمع الْكَلَام وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا يعقله لقَوْله تَعَالَى: {وَلَهُم آذان لَا يسمعُونَ بهَا}.
رؤية الاطفال في المنام
من رأى أَنه قدم إِلَيْهِ صَغِير حسن الْوَجْه فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: ملك وَبشَارَة إِذا لم يحمل على الأذرع.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يحمل صَغِيرا فَهُوَ هم.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يحمل صَغِيرا فِي قماطه فَإِنَّهُ ينجو من هم وغم مَا لم يختبط الصَّغِير.
وَقِيلَ: ان كَانَ خَائفًا يكون آمنا.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ مَحْمُول فِي قماط فيؤول على أربعة أوجه: ذهَاب مَال وسجن وَمرض وَذَهَاب عقل.
وَإِن رأى ذَلِك فَقير فَإِنَّهُ يعِيش إِلَى أرذل الْعُمر.
(وَمَنْ رَأَى) صَغِيرا مَعْرُوفا يلهو فَلَيْسَ بمحمود.
وَإِن رأى أَنه يتَعَلَّم مَا يحصل لَهُ نتيجة فضد ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى) صَغِيرا من أَوْلَاد الأكابر وانه مسكه وَتوجه بِهِ إِلَى منزله فَإِنَّهُ حُصُول مَال ونعمة.
(وَمَنْ رَأَى) أَن صَغِيرا ضَاعَ فَإِنَّهُ زَوَال هم.
وَقِيلَ: تكدر خاطر.
من رأى صَغِيرَة حَسَنَة فَإِنَّهُ حُصُول خير وَمَنْفَعَة.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يحمل صَغِيرَة فَهُوَ خير من يحمل صَغِيرا.
وَقِيلَ: من رأى ذَلِك فَإِن كَانَ مَرِيضا أَفَاق وَإِن كَانَ مهموما فرج الله همه وَإِن كَانَ مَحْبُوسًا أطلقهُ الله.
وَقِيلَ: رُؤْيا الصَّغِيرَة مَا لم يكن فِيهَا مَا يُنكر فَهُوَ خير على كل حَال.
فصل فِي رُؤْيا الْأُمَرَاء والولاة والوزراء والحجّاب والنواب والموظفين والحاشية والخدم وما شابه
وقيل: من رأى أحدا من الأكابر الْكِبَار أَنه انْتقل إِلَى السلطنة وَكَانَ لائقا لذَلِك فِي الْحس وَالْمعْنَى فَرُبمَا يصير كَذَلِك وَإِن لم يكن مناسبا فَهُوَ حُصُول رفْعَة على كل حَال.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ صَار أَمِيرا كَبِيرا وَكَانَ لائقا بِهِ فَإِنَّهُ فِي أبهة وَإِن لم يكن لائقا فمحنة.
(وَمَنْ رَأَى) أحداً من الْأُمَرَاء الْكِبَار صَار أَمِيرا دون مَنْزِلَته فَلَا خير لذَلِك الْأَمِير.
(وَمَنْ رَأَى) أحدا من الْأُمَرَاء أَرْبَاب الْوَظَائِف فتأويله على مَا تَقْتَضِيه وظيفته.
وَإِن رأى أَنه صَار كَذَلِك فتأويله نَظِيره أَيْضاً.
وَقِيلَ: رُؤْيا الْوَزير إِذا كَانَ على هَيْئَة حَسَنَة فَإِنَّهُ مَحْمُود فِي حَقه وضد ذَلِك يصير بِخِلَاف ذَلِكَ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ صَار وزيرا وَهُوَ منصف فَإِنَّهُ زِيَادَة عز وَشرف.
(وَمَنْ رَأَى) أَن الْوَزير أعطَاهُ تَشْرِيفًا فَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها وَإِن لم يكن فَهُوَ حُصُول خير وَدخُول الْوَزير أَو من يناظره أو يؤول بِحُصُول مُنكر الا أَن يكون مُعْتَادا.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: انه يؤول على أَرْبَعَة أَشْيَاء مِنْهَا حُصُول الوزارة لمن كَانَ من أَهلهَا: إِذا رأى عينه صَارَت قمرا وَكَذَلِكَ إِذا رأى دجلة بَغْدَاد وَرَأى ملكا قد شدّ وَسطه أَو أعطَاهُ دَوَاة أَو رأى أحدا من الصَّحَابَة الْأَرْبَع توجه. فصل.
وقيل: من رأى واليا فَإِنَّهُ غلو بِهِ وَإِن رَآهُ يفعل بِهِ مَا يكره فَلَا خير فِيهِ وَكَذَلِكَ ان فعل مَا يحب مَعَه فَإِنَّهُ لَا اعْتِبَار بِفعل الظَّالِم وَلَو كَانَ حسنا.
وَقِيلَ: رُؤْيا الْوَالِي مَا لم يكن فِيهَا مَا يُنكر فَلَا بَأْس بهَا لاشتقاق الِاسْم من الْولَايَة.
وَقِيلَ: من رأى الْوَالِي على هَيْئَة غير محمودة فتأويله هتكه فِي حق اللُّصُوص فصل فِي رُؤْيا جمَاعَة من الْحَاشِيَة.
من رأى أحدا من أَصْحَاب الْوَظَائِف الدِّينِيَّة فَهُوَ خير وبركة ونعمة.
وَإِن كَانَ من أَصْحَاب الْوَظَائِف الديوانية فازدياد رزق وتجديد أَمر.
وَقِيلَ: شُرُوع فِي مُهِمّ وَإِن كَانَ من أَرْبَاب الْبيُوت فتعبيره قريب من شغله، مِثَاله: البابية نظافة وصلافة، والشريدارية أَمَانَة ونظافة، والفراشين ذهَاب غم وَأنس مَا لم يصدر مِنْهُم كنس فَإِن صدر فَلَيْسَ بمحمود وَسَيَأْتِي بَيَانه، والركبدارية شجاعة وإقدام وَقِيلَ: وَكذب وَفَسَاد وفلسفة كَذَلِك خدام الاصطبل.
(وَمَنْ رَأَى) جمَاعَة من الْحجاب أَو حاجباً وَاحِدًا فَلَا خير فِيهِ خُصُوصاً إِن كَانَ عبوساً.
وَقِيلَ: رُؤْيا الْحَاجِب تدل على حجب شَيْء عَن الرَّائِي وَكَانَ بعض المعبرين يكره تَعْبِيره أَي تَعْبِير رُؤْيا الْحَاجِب من حَيْثُ الْجُمْلَة.
وَقِيلَ: من رأى أَنه صَار حاجباً وَكَانَ دون ذَلِك مِمَّن يَلِيق بِهِ فَلَا بَأْس قيل رُؤْيا الْحَاجِب حجب شَرّ.
(وَمَنْ رَأَى) أحدا من النواب فَإِنَّهُ عز ودولة وَرُبمَا دلّت رُؤْيا النَّائِب على السُّلْطَان لِأَنَّهُ قَائِم مقَامه وَيُقَال فِي اللُّغَة الْعَامِل للنائب.
وَقِيلَ: رُؤْيا النَّائِب تدل على ثبات الْأُمُور لكَون تصحيفه كَذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى) أَن النَّائِب بقى سُلْطَانا فَإِنَّهُ ثبات لَهُ وَزِيَادَة أبهة وَخير عَظِيم بِخِلَاف مَا لَو رأى أَن السُّلْطَان صَار نَائِبا فتعبيره ضِدّه.
وتؤول النيابات من اشتقاق اسْم المدن كالشام من الطّيب، وحلب من حلب الرزق، وطرابلس من طريان مَا هُوَ مسرة، وحماة من الحما وصفد من الصَّفَا وَيُقَال غير ذَلِك والكرك من التحصين. وَقِيلَ: كفؤ مَا يَحْتَاجهُ لاشتقاق الِاسْم بالتركي، والقدس من التَّطْهِير وَالرَّحْمَة، وغزة من الْغَزو، والبهنسا من بهاء سنة، وَيُقَاس على ذَلِك بَقِيَّة النيابات وَتَعْبِيره كَمَا تقدم.
وَأَمَّا الدوادار فازدياد رزق وَقَضَاء حوائج.
وَأَمَّا رَأس نوبَة فظفر ونصرة وَحِكْمَة.
وَأَمَّا أَمِيراخور فعز ودولة.
وَأَمَّا الخازندار فحصول مَالِيَّة.
وَأَمَّا شاد الشَّرَاب خاناه فحصول نعْمَة ووسعة.
وَأَمَّا السلحدار فَإِنَّهُ مَكَّة.
وأما الحمادار فاستقامة فِي الأشغال ومواظبة.
وَأَمَّا أَمِير شكار فتحيل وتملق.
وَأَمَّا علم دَار يَعْنِي أَمر علم فخبر خير.
وَقِيلَ: سُرُورًا.
وَأَمَّا الاستادار فعلى وَجْهَيْن: حُصُول رزق أَو حُصُول مغرم.
وَأَمَّا استادار الصحية فحصول بر وَحسن عَيْش.
وَأَمَّا الساقي فحصول مَنْفَعَة بالأمراء.
وَأَمَّا بَقِيَّة أَرْبَاب الْوَظَائِف فتعبر على حسب مَا يباشرونه وَيحْتَاج ذَلِك إِلَى تَأْوِيل مَا أول على مَا تقدم فِي الفهرست.
وَقَالَ السالمي: من رأى أحدا من أَرْبَاب الْوَظَائِف الدِّينِيَّة فيؤول بالعز وَالْخَيْر.
(وَمَنْ رَأَى) أحدا من أَرْبَاب الْوَظَائِف الديوانية فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه: حُصُول رزق من جِهَة الْمُلُوك وَرُبمَا كَانَ رزقا ثَابتا فَإِن من الْعَادة تَقْرِير الأرزاق مِنْهُم وَإِذا كَانَ الرَّائِي من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يؤول بالغرامة لِأَنَّهَا تُؤْخَذ على أَيْديهم وَحُصُول خُصُومَة.
وَأَمَّا الهجانة فعلى وَجْهَيْن: إِمَّا بِشَارَة. وَإما غيره.
[1]الكلابزة: جمع كلابزي ، الشخص الذي يركب بكلاب الصيد عند سلطان أو أمير.
وَأَمَّا المبردارية والكلابزة[1] فَلَا خير وَلَا خيرة.
وَقِيلَ: نَجَاسَة فِي الأثواب.
وَأَمَّا رُؤْيا جمَاعَة المطبخ فكثرة كَلَام يَقع وتعب فِي طلب الرزق.
وَأَمَّا السقاؤون فديانة وتقي وخصب وَرُبمَا يعْمل عملا حسنا.
وَأَمَّا البوابون فَمن رأى أَنه بوابا وَلم يعاين الْبَاب فَإِنَّهُ تقضي حَوَائِجه خَاصَّة وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
(وَمَنْ رَأَى) أحدا مِنْهُم وعرفه عَن أَمر يكرههُ أَو استدعى بِهِ للْحَاكِم فَلَا خير فِيهِ وَإِن نَازع أحدا مِنْهُم فِي أَمر أَو نازعه فحصول هم.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ أبذى بِلِسَانِهِ على أحد مِنْهُم بِفَاحِشَة فَإِنَّهُ يقهر فِي أمره.
(وَمَنْ رَأَى) من أحد مِنْهُم لينًا فَإِنَّهُ مكر وخديعة فَلْيَكُن على يقظة مِنْهُ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ صَار من الأعوان أَو أحدا من بَيته فحصول مَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى) عوانيا مَشْهُورا بالأذى فعلى وَجْهَيْن: قيل حُصُول غَرَامَة أَو انتقام عَدو.
فصل فِي رُؤْيا البرددارية وَالرسل والنقباء
البُردَدار: صاحب الستارة، المكلف بفتح الستارة أو غلقها على باب الأمير أو الوزير
قيل: رُؤْيا البرددارية تؤول بِقَضَاء الْحَاجة وَعز وجاه.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه برددارا عِنْد ملك عَادل فَإِنَّهُ حُصُول خير وَصَلَاح ويرزق رزقا حَلَالا وَإِن كَانَ الْملك بِخِلَاف ذَلِك فحصول مَال حرَام واشتغال بِالْفَسَادِ.
وَإِن رأى أَي حَاكم كَانَ فتعبير أفعالهم وأقوالهم كَمَا تقدم فِي الأعوان.
وَقِيلَ: رُؤْيا البرددار تدل على حل أُمُور معقدة.
وَأَمَّا رُؤْيا النَّقِيب فحصول عَطاء من أحد.
(وَمَنْ رَأَى) رَسُولا جَاءَ من مَكَان على هَيْئَة حَسَنَة فَلَا بَأْس بِهِ. وَأَمَّا بَقِيَّة المرجفين كالاجواقية والبريدية والسواقين والقصاد الَّذين يأْتونَ بِأَمْر شنيع فيؤول ذَلِك على وَجْهَيْن: إِمَّا بِشَارَة وَخير أَو هم.
أما السجانة فرؤياهم تدل على هم وغم وضيق.
وَأَمَّا الجلادة فرؤياهم تدل على حُصُول المُرَاد سَرِيعا.
وَإِن رأى الضرابين بالأسواط الْفَاحِشَة كالمقارع وَنَحْوه يعده أحد بوعد ويكذب.
الضوية: هم الأشخاص المكلفون بأعمال الإضاءة
وَأَمَّا الضوية فتؤول على أَرْبَعَة أوجه: حكم وَحج وسفر وشروع فِي أَمر.
رؤيا الخفير أو الحارس أو الدركي
فصل فِي رُؤْيا الخفراء -خَفَر- والْدرَك والحراس
إِن رأى خفيرا فَإِنَّهُ خفارة خُصُوصا إن طَاف عَلَيْهِ، وَقيل مُطَالبَة.
(وَمَنْ رَأَى) صَاحب دَرك فنظيره دَرك.
وَقِيلَ: احتواء على أَمر مَفْهُوم.
وَإِن رأى حارساً فَإِنَّهُ يجد مَا يَطْلُبهُ.
وَقِيلَ: رُؤْيا ذَلِك جَمِيعه إِذا كَانَ فِيهِ مَا يدل على الْخَيْر فَهُوَ جيد وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
رؤيا العزل عن منصب
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْعَزْل مَحْمُود لأرباب الْوَظَائِف وثبات فِي الْأُمُور.
وَقِيلَ: التَّوْلِيَة على وَجْهَيْن: لمن كَانَ مشكور السِّيرَة فِي منصبه خير ورفعة وَمن كَانَ مذموما يؤول لَهُ بِالْعَزْلِ.
وَقِيلَ: الْعَزْل أَمَانَة وعهد كَمَا ان الْعَهْد عزل.
فصل فِي رُؤْيا التَّحَوُّل عَن الْإِسْلَام
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ تحول عَن الْإِسْلَام إِلَى أحد الْأَدْيَان الْبَاطِلَة فَإِنَّهُ ارْتِكَاب معاص. وَقِيلَ: ذلة وحقارة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: يُقَارب فعل الرَّائِي أَفعَال من تلبس بِدِينِهِ. وَقِيلَ: يفْسد في أمر من أمور دينه.
فصل فِي رُؤْيا الْأُضْحِية
من رأى أَنه ضحى بأضحية يجوز تضحيتها شرعا فَإِنَّهُ خير ونعمة وَإِن كَانَ الرَّائِي عبد عتق وَإِن كَانَ فِي محنة وهم فرج عَنهُ وَإِن كَانَ مَرِيضا عوفي وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَإِن كَانَ ذَا فزع يَأْمَن وَإِن كَانَ مديونا وفى الله عَنهُ دينه وَإِن كَانَ مَا حج فَإِنَّهُ يحجّ وَإِن كَانَ فِي ضيق وسع الله عَلَيْهِ فِي معيشته.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يقسم وَيفرق لحم القربان على النَّاس فَإِنَّهُ يدل على فراق رجل محتشم وَيقسم مَاله على أَهله.
وَقَالَ جَابر المغربي: رُؤْيَاهُ تعبر على وَجْهَيْن: بِشَارَة وَظُهُور بركَة لقَوْله تَعَالَى: {وبشرناه بِإسْحَاق نَبيا من الصَّالِحين} الْآيَة.
وَإِن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا امْرَأَة وَهِي حَامِل فانها تضع ولدا صَالحا.
وَقِيلَ: من رأى أَنه ضحى بكبش فَإِنَّهُ فديَة لقَوْله تَعَالَى: {وفديناه بِذبح عَظِيم} وَرُبمَا يجب عَلَيْهِ فديَة.
وَقِيلَ: رُؤْيا الْأُضْحِية تدل على رُؤْيا الشُّهُور.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ ضحى أضْحِية نَاقِصَة أَو فِيهَا نقص فَإِنَّهَا نقص فِي دينه.
فصل فِي رُؤْيا مَكَّة حرسها الله تَعَالَى
قال ابْن سِيرِين: من رأى أَنه فِي مَكَّة فَإِنَّهُ يزور الْكَعْبَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يتَوَجَّه إِلَى مَكَّة بِسَبَب التِّجَارَة لَا الزِّيَارَة فَإِنَّهُ يكون حَرِيصاً على حب الدُّنْيَا.
وَقِيلَ: زِيَادَة رزق ونعمة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي طَرِيق مَكَّة فَإِن الله تَعَالَى يرزقه الْحَج
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي مَكَّة وَهُوَ مشتغل بالزهد وَالْعِبَادَة يحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة فِي دينه ودنياه. (وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ مشتغل فِيهَا بِالشَّرِّ وَالْفساد فَإِنَّهُ ضد ذَلِك.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى أَن مَكَّة معمورة كَثِيرَة النعم يحصل لَهُ خير ونعمة وَمَال. (وَمَنْ رَأَى) مَكَّة ضد ذَلِك فَهُوَ ضِدّه.
وَقِيلَ: من رأى أَنه بطرِيق مَكَّة فَإِن كَانَ مَرِيضاً يطول مَرضه وَرُبمَا يكون قريب الْأَجَل ومآله إِلَى الْجنَّة.
وقيل: (وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ بِأحد الاماكن الْمَعْرُوفَة هُنَاكَ فَهُوَ حُصُول خير على كل حَال.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي حرم مَكَّة فَإِنَّهُ آمن من آفَات الدُّنْيَا لقَوْله تَعَالَى: {أَولم يرَوا أَنا جعلنَا حرماً آمنا وَيُتَخَطَّف النَّاس من حَولهمْ} الْآيَة وَرُبمَا يرْزق الْحَج.
(وَمَنْ رَأَى) فِي الْحرم ملكاً عادلاً يشْتَهر اسْمه بِالْمَعْرُوفِ والاحسان وَفعل الْخَيْر وَإِن كَانَ ظَالِماً فضده.
وَقِيلَ: الدُّخُول إِلَى الْحرم هُوَ الدُّخُول إِلَى حرم السُّلْطَان.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ دخل الْبَيْت فَإِنَّهُ آمن لقَوْله تَعَالَى: {وَمن دخله كَانَ آمنا}.
(وَمَنْ رَأَى) الْكَعْبَة رُبمَا يرى الْخَلِيفَة أَو السُّلْطَان.
(وَمَنْ رَأَى) الْكَعْبَة فِي دَاره فَإِنَّهُ يكون ذَا عز وجلال وَحُرْمَة أَو ينْكح امْرَأَة جليلة الْقدر من أهل الْخَيْر والسداد.
(وَمَنْ رَأَى) فِي الْكَعْبَة نقصاً فَهُوَ عَائِد على الْخَلِيفَة أَو الإِمَام.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْكَعْبَة على خَمْسَة أوجه: خَليفَة وأمام كَبِير وإيمان وَإِسْلَام وَأمن للْمُؤْمِنين.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيَة الْكَعْبَة أَمن وإيمان وَإِسْلَام وَإِن رَآهَا مَرِيض فَإِنَّهُ يعافى ويستجاب دعاؤه.
وَقِيلَ: من رأى أَن دَاره صَارَت كعبة وَالنَّاس يزورونها فَإِنَّهُ يَلِي أمراً يحْتَاج النَّاس إِلَيْهِ وَرُبمَا يكون إِمَاماً لجَماعَة أَو يرْزق خيراً ونعمة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ على سطح الْكَعْبَة فقد نبذ الاسلام بمعصيته. (وَمَنْ رَأَى) الْكَعْبَة من غير عمل مِنْهُ فِي الْمَنَاسِك فَإِنَّهُ متهاون فِي الدّين.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ تَحت ميزاب الْكَعْبَة فَإِنَّهُ يحجّ وتقضي حَاجته أَو يزور تربة الْمُصْطَفى عَلَيْهِ السَّلَام.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ طَاف بِالْكَعْبَةِ وَعمل شَيْئاً من الْمَنَاسِك فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه ودنياه بِقدر عمله فِي الْمَنَاسِك.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ مُسْتَقْبل الْكَعْبَة شاخص إِلَيْهَا فَهُوَ مقبل على صَلَاح دينه ودنياه أَو يخْدم سُلْطَانا.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ نقص من الْمَنَاسِك شَيْئاً على خلاف السّنة فَإِن ذَلِك حدث فِي دينه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يمسح وَجهه بِالْحجرِ الْأسود أَو يقبله فَإِنَّهُ يصحب فَاضلاً من أهل الْعلم ويكتسب مِنْهُ فَوَائِد.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي مقَام ابراهيم فَإِنَّهُ يحجّ وَيرجع سالماً.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ عِنْد الصَّفَا فَإِنَّهُ صفاء عَيْش.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يسْعَى فإنه يسعى فِي الْخَيْر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ وَاقِف بِعَرَفَات فَإِنَّهُ تَكْفِير ذنُوب وغفران من الله تَعَالَى.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ بوادي منى فَإِنَّهُ يبلغ مناه وَإِن كَانَ مَرِيضاً فَإِنَّهُ يشفى.
وَقِيلَ: إِنَّه إقلاع عَن ذنُوب وَحُصُول شِفَاء على الْوَجْهَيْنِ لقَوْل بَعضهم شعرًا:
يَا غادياً نَحْو الحجار وَلَعَلَّ ** عرج على وَادي منى والاجرع
وَانْزِلْ بِأَرْض لَا يخيب نزيلها ** فِيهَا الشِّفَاء لكل قلب موجع
وَقِيلَ: إِن الْإِحْرَام تجرد فِي الْعِبَادَة أَو خُرُوج من ذنُوب.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ حج وَعَاد من حجه فَإِنَّهُ بُلُوغ مَقْصُود وتكفير ذنُوب وسلوك طَرِيق مُسْتَقِيم.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فعل شَيْئاً من الْمَنَاسِك فَهُوَ خير على كل حَال.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي ركب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول رَحْمَة لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْجَمَاعَة رَحْمَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ حط مَعَ الركب فِي محطة فَإِنَّهُ حُصُول رَاحَة.
وَإِن رأى ان الركب رَحل وَهُوَ مخلف عَنهُ فيؤول على ثَلَاثَة أوجه: عظة واشتياق وبكاء.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي قافلة وَهُوَ يطْلب شَيْئاً لَا يجده فَلَا خير فِيهِ.
وَأَمَّا الْأَمَاكِن الْمَعْرُوفَة فَرُبمَا يُفَسر غالبها من اشتقاق اسْمه كالينبوع فَإِنَّهُ نبع خير وخليص فَإِنَّهُ تَخْلِيص من الْخَلَاص وَمَا أشبه ذَلِك.
فصل فِي الْعِبَادَة
من رأى أَنه يعبد الله تَعَالَى بِنَوْع من أَنْوَاع الْعِبَادَات وَهُوَ فِي ذَلِك سلك طَرِيق الرشاد فَهُوَ حُصُول خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
وَقِيلَ: الْعِبَادَة تؤول على خَمْسَة أوجه: تقرب إِلَى الله وسلوك طرق حميدة ومناصحة الْمُلُوك وَبشَارَة وَنَجَاة وظفر بالأعداء.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يعبد مَا لَا يجوز فِي الشَّرْع فتعبيره ضد ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى) فِي عِبَادَته نُقْصَاناً فَهُوَ مقصر فِي مصَالح نَفسه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يتعبد فِي مَكَان لَا تجوز فِيهِ الْعِبَادَة فَإِنَّهُ يدل على النِّفَاق.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يعْتَكف فَإِنَّهُ يكون متجنباً أُمُور الدُّنْيَا.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يسبّح الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يفرج همه ويكشف غمه وَالسوء عَنهُ لقَوْله تَعَالَى: {فلولا أَنه كَانَ من المسبحين} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يَقُول: سُبْحَانَ الله، فَإِنَّهُ تفرج همومه من حَيْثُ لَا يحْتَسب.
(وَمَنْ رَأَى) كَأَنَّهُ نسي التَّسْبِيح أَصَابَهُ غم وَحبس لما تقدم من قصَّة يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام وَرُبمَا دلّ ذَلِك على إهمال الطَّاعَات لقَوْله تَعَالَى: {نسوا الله فنسيهم}.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يحمد الله تَعَالَى فَإِنَّهُ ينَال نوراً وَهدى فِي دينه.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يسْتَغْفر الله يرزقه مَالاً وَولداً لقَوْله تَعَالَى: {فَقلت اسْتَغْفرُوا ربكُم} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فرغ من صلَاته ثمَّ اسْتغْفر الله تَعَالَى وَوَجهه نَحْو الْقبْلَة فَإِنَّهُ يُسْتَجَاب دعاؤه وَإِن كَانَ وَجهه إِلَى غير الْقبْلَة فَإِنَّهُ يُذنب ذَنباً ثمَّ يَتُوب مِنْهُ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ سكت عَن الاسْتِغْفَار دلّ على نفاق لقَوْله تَعَالَى: {وَإِذا قيل لَهُم تَعَالَوْا يسْتَغْفر لكم رَسُول الله لووا رؤوسهم} وَإِذا رَأَتْ امْرَأَة أَنه يُقَال لَهَا استغفري لذنبك فَإِنَّهَا تتهم بأمر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يشْكر الله تَعَالَى فَإِنَّهُ ينَال قُوَّة وَزِيَادَة نعْمَة وَإِن كَانَ أَهلاً للولاية نَالَ بَلْدَة طيبَة عامرة لقَوْله تَعَالَى {واشكروا لَهُ بَلْدَة طيبَة وَرب غَفُور}.
وَقِيلَ: رُؤْيا الْحَمد وَالشُّكْر زِيَادَة نعْمَة ورفعة وَرُبمَا رزق ولداً لقَوْله تَعَالَى: {الْحَمد لله الَّذِي وهب لي على الْكبر إِسْمَاعِيل} .
فصل فِي الذّكر (ذكر الله سبحانه وتعالى في المنام).
{من رأى} أَنه مواظب على الذّكر فإنه يَأْمَن من شَرّ الْأَعْدَاء وَيفتح فِي وَجهه أَبْوَاب الْخيرَات وينجو من الْبلَاء وتسهل لَهُ أُمُوره العسيرة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يذكر الله كثيراً فَإِنَّهُ يدل على الْفَلاح لقَوْله تَعَالَى: {واذْكُرُوا الله كثيراً لَعَلَّكُمْ تفلحون}
(وَمَنْ رَأَى) أنه ذكر الله تَعَالَى فَإِنَّهُ كبر مقَام لقَوْله تَعَالَى: {وَلذكر الله أكبر}.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، أَتَاهُ الْفرج قَرِيباً ويخلص من الْغم وَيخْتم لَهُ بِالشَّهَادَةِ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يتَكَلَّم بِكَلَام فِيهِ تَعْظِيم الله أَو ذكره فَإِنَّهُ يُؤْتِي مناه ويظفر بِمن عَادَاهُ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يَقُول: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم، فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول المَال وَالنعْمَة وَيكون فِي حفظ الله وأمانه.
وَقَالَ بعض المعبرين: وَرُبمَا يجد ذخيرة أَو كنزاً لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه كنز من كنوز الْجنَّة.
فصل فِي رُؤْيَة الْأَذَان
قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يُؤذن فِي مَكَان مَعْرُوف إِن كَانَ مُؤمناً من أهل الصّلاح ومتقياً يرزقه الله تَعَالَى زِيَارَة الْكَعْبَة لقَوْله تَعَالَى: {وَأذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن فِي مَكَان مَجْهُول فَإِنَّهُ مَكْرُوه غير مَحْمُود إِن كَانَ الرَّائِي فَاسِقاً فَإِنَّهُ يسرق.
(وَمَنْ رَأَى) انه يُؤذن على مَنَارَة مَسْجِد فَإِنَّهُ يَدْعُو الْخلق إِلَى طَاعَة الله تَعَالَى.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن على فرَاشه وَهُوَ نَائِم فَهُوَ استخفاف بِزَوْجَتِهِ وَعِيَاله.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن فِي بَاب دَاره (أو وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن فِي وسط دَاره (أو وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن فِي صفة فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن على سطح جِيرَانه فَإِنَّهُ يظنّ ظن السوء بِأحد من أهل جِيرَانه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن بِبَاب السُّلْطَان فَإِنَّهُ ينْكَشف بأمر.
وَقِيلَ: يتَكَلَّم بِالْحَقِّ فِي جَانب السُّلْطَان.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن فِي السُّوق فَإِنَّهُ يدل على الْفقر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن فِي مَكَان غويص فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن فِي حارة لَيست بمَكَان الْأَذَان إِنَّه يدل التَّجَسُّس.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن مَعَ أهل بَيته فَإِنَّهُ يدل على حُدُوث أمر مكروه وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة إِذا رَأَتْ أَنَّهَا تؤذن.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُرِيد أَن ينقص فِي الْأَذَان فَهُوَ سلوك أَمر غير الْحق.
(وَمَنْ رَأَى) أَن طفْلاً صَغِيراً يُؤذن فَإِنَّهُ كَلَام غير حق فِي حق وَالِديهِ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن فِي الْحمام فَإِنَّهُ نقص فِي دينه ودنياه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن فِي قافلة أَو رفْقَة يَسِيرُونَ فَإِنَّهُ يتهم قوماً بِسَرِقَة وهم مِنْهَا بريئون لقَوْله تَعَالَى: {ثمَّ أذن مُؤذن أيتها العير إِنَّكُم لسارقون} {(وَمَنْ رَأَى)} أَنه يُؤذن وَيُقِيم الصَّلَاة وَكَانَ مَحْبُوساً فَإِنَّهُ يُطلق من سجنه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن بلعب وَلَهو فَإِنَّهُ غير محمود. وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه يُؤذن فِي الصَّحرَاء بمفرده فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن على رَأس جبل فَإِنَّهُ يدل على الْكَلَام الصَّادِق فِي حق جليل الْقدر.
الأذان على رأس جبل
وَقِيلَ: من رأى أَنه يُؤذن على المئذنة فَإِنَّهُ علو قدر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن فِي محراب فَإِنَّهُ يدل على السّفر وَالرُّجُوع بالسلامة وَحُصُول المُرَاد.
وقيل: (مَنْ رَأَى) أَنَّهُ يسمع الْأَذَان فَإِنَّهُ يكون كسلاناً فِي الصَّلَاة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يسمع صَوت الْإِقَامَة فَإِنَّهُ يدل على التَّوْفِيق لفعل الْخَيْر.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يُؤذن وَيُقِيم الصَّلَاة وَقوم مجتمعون لَا يأْتونَ الصَّلَاة فَإِنَّهُ يَدْعُو قوماً إِلَى الْحق فيأبون وَيَكُونُونَ ظالمين لقَوْله تَعَالَى: {فَأذن مُؤذن بَينهم أَن لعنة الله على الظَّالِمين}.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يكبر فِي الصَّلَاة فَإِن أحسن التَّكْبِير اتبع طَرِيق السّنة وَإِن لحن تؤول على ثَلَاثَة أوجه: شماتة بعدوه وَحُصُول فَرح أَو حزن.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن على سطح فَإِنَّهُ شهرة بِسَبَب امْرَأَة وعاقبته فِي ذَلِك إِلَى خير.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يُؤذن بمَكَان لَا يَنْبَغِي الْأَذَان فِيهِ فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يُؤذن أَو رأى أحداً يُؤذن على ظهر بَهِيمَة فَهُوَ سفر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يُؤذن فِي مركب فَإِنَّهُ يدل على تسهيل الْأُمُور وَكَذَلِكَ إِذا رأى أَنه يُؤذن على رَأس بَيت.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يكبر فِي الأعياد فَإِنَّهُ يعظم شَعَائِر الله وَلَا بَأْس بِهَذِهِ الرُّؤْيَا.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْأَذَان تؤول على اثْنَي عشر وَجهاً حج وَقَول حق وَأمر وَقدر ورياسة وسفر وَفراق وَدفع وإفلاس وخيانة وتجسس وَقلة دين ونفاق.
فصل فِي رُؤْيا المجلدات
من رأى من المجلدات تَفْسِير الْقُرْآن بِيَدِهِ فَإِن أُمُوره تستقيم وَإِن رأى أَنه يطالع فِيهِ فَإِنَّهُ يحل المشكلات.
(وَمَنْ رَأَى) مجلدات الْفِقْه فَإِنَّهُ يكون سالكا طَرِيق الْخَيْر وَإِن قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون مُتبعا للأوامر مجتنبا للنواهي مُخْتَارًا للصَّوَاب.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْأَخْبَار أَو قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون مقربا عِنْد الْمُلُوك ومقبول الرَّأْي.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْأُصُول فَإِنَّهُ يبْحَث عَن الْأَشْيَاء الغوامض فَإِن قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِمَا لَا يحصل لَهُ فَائِدَة وَرُبمَا يحصل بَينه وَبَين أَقوام جِدَال وَرُبمَا أدّى ذَلِك إِلَى ملامة وَرُبمَا يكون قُصُور فهم عَمَّا هُوَ طَالب حَقِيقَة وَعدم ادراك ذَلِك وَقد يكون ارْتِكَاب أَمر مَنْهِيّ عَنهُ.
(وَمَنْ رَأَى) مجلدات الْكَلَام فِي بَاب الْمنطق أَو الْبَيَان أَو مَا يُنَاسب ذَلِك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِأُمُور عَجِيبَة وَرُبمَا لَا يُفِيد من ذَلِك شَيْء لدينِهِ.
(وَمَنْ رَأَى) مجلدات فَضَائِل التَّسْبِيح والتهليل أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون طلق اللِّسَان بالخيرات وَالصَّلَاح مَحْمُودًا فِي أَفعاله متجنبا للدنيا طَالبا للآخرة.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الدَّعْوَات أَو الْخطب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِن الله تَعَالَى يستجيب دعاءه ويبلغه مأمنه.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْقَصَص أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على مواعظها رَاغِبًا فِي استماعها.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات قصَص الْمُلُوك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا يلومه النَّاس فِي أَفعاله.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْحِكْمَة أَو قَرَأَ شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ يدل على قِرَاءَة الْقُرْآن من الْمُصحف.
وَقِيلَ: يكون ذكياً ذَا فهم وَكَلَام غَرِيب.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات النَّحْو وَالْأَدب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على الدُّنْيَا وأشغالها وَيطْلب الشُّهْرَة وَالثنَاء فِي الْخلق.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الرسائل أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصير كَاتبا عِنْد الْمُلُوك والأكابر.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الطِّبّ أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون رَئِيسا فِي مهماته مصلحا للأمور الْفَاسِدَة.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الطبائع أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون عَالما بِأُمُور الدُّنْيَا يدْرِي بِأَن لَيْسَ فِي طلبَهَا فَائِدَة بَاقِيَة.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات النُّجُوم وَقَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ صَلَاح أشغال دُنْيَاهُ وَلَا ينْتَفع مِنْهُ وَلَا من غَيره.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الشّعْر أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِن كَانَ مدحا أَو غزلا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِفعل يحصل لَهُ بذلك من النَّاس الْمَلَامَة والطعن وَلَيْسَ لَهُ مصلحَة مِنْهُ فِي دينه ودنياه وَإِن كَانَ شعرًا فِيهِ فَضَائِل وتوحيد وَهُوَ يقْرَأ يُصَادف خيرا وَفَائِدَة.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات التَّعْبِير أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ حَدِيث من شخص جليل الْقدر وَيحصل لَهُ من ذَلِك الحَدِيث امتنان وَخير وَشرف لقَوْله عز وَجل: {وعلمتني من تَأْوِيل الْأَحَادِيث}.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الهندسة أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِعلم يشْتَهر فِي النَّاس بِهِ وَلَيْسَ لدينِهِ من ذَلِك مَنْفَعَة وَيكون كثير الافتكار.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْقِسْمَة والمساحة أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بِلَا مَنْفَعَة من مجلدات.
(وَمَنْ رَأَى) الْحساب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا يكون مهموما مغموما فِي طلب الدُّنْيَا.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات النَّوَادِر والمضاحك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ فعل قَبِيح فصيح.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات عُيُوب النَّاس وهجوهم وَمَا لَا مَنْفَعَة فِيهِ أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يغتابه الْخلق ويشتهر بَينهم بالسيرة الذميمة.
وَقِيلَ: رُؤْيا المجلدات إِذا لم تفتح وَلم يعلم مَا فِيهَا فَهُوَ حُصُول مَنْفَعَة وَإِن كَانَ تعبيرها على مَا تقدم.
وَقِيلَ: رُؤْيا المجلدات مَا لم يحدث بهَا حَادث مُنكر فِي الْيَقَظَة فَهُوَ خير على كل حَال وَإِن حصل مَا يُنكر فَلَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يجمع مجلدات كَثِيرَة فَإِنَّهُ يُحِيط بعلوم شَتَّى فَإِن قَرَأَهَا كَانَت احاطته عَن أصل وَحَقِيقَة وَإِن لم يَقْرَأها فضد ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يجلد كتابا فَإِنَّهُ يحسن إِلَى رجل فَاضل وَكَذَلِكَ الحبك.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ التَّوْرَاة فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول قُوَّة من قبل الأكابر وَذي الحشمة وينال من أَصْحَابه خيرا وَمَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ التوارة جَهرا بِصَوْت عَال فَإِن يؤول بِالْخُصُومَةِ وَلكنه يظفر بِالْحَقِّ وَيحصل لَهُ مُرَاده.
(وَمَنْ رَأَى) أَن أحدا يُعلمهُ قِرَاءَة التَّوْرَاة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر.
وَقِيلَ: ان التَّوْرَاة تؤول بالكبير الْقَدِيم الْهِجْرَة الْفَاضِل.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ التَّوْرَاة من حفظه لَا من كتاب فَإِنَّهُ يظفر بحاجته بعد مخاصمة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ الانجيل من الْكتاب فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَنْفَعَة من قبل النَّصَارَى وَمن قَرَأَهُ من غير كتاب فَإِنَّهُ ينخدع بِالْبَاطِلِ عَن الْحق وَيكون محبا لِلنَّصَارَى.
ورؤيا الصُّحُف : قَالَ ابْن سِيرِين: (وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ صحف إِبْرَاهِيم أَو صحف مُوسَى فَإِنَّهُ يدله أحد على طَرِيق الصَّوَاب ويمنعه عَن طَرِيق الْخَطَأ خُصُوصا إِذا قَرَأَ من الْكتاب.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ الصُّحُف عَن ظهر الْقلب فَإِنَّهُ يدل على معيشته بَين النَّاس بالنفاق قَالَ جَابر المغربي: إِذا رأى الْمُسلم أَنه ترك الْمُصحف واشتغل بِقِرَاءَة صحف إِبْرَاهِيم أَو مُوسَى فَإِنَّهُ يدل على ضعف اعْتِقَاده فِي دين الاسلام وَيكون محبا للْيَهُود وَالنَّصَارَى وَيكون مائلا إِلَى مَا هم عَلَيْهِ ورؤيا الزبُور تؤول بِالْخَيرِ فَمن رأى أَنه يقْرَأ الزبُور من الْكتاب فَإِنَّهُ يخْتَار الْفِعْل الْحسن.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ عَن ظهر الْقلب فَإِنَّهُ يدل على نفَاقه وريائه فِي الْأَفْعَال.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يقْرَأ صحيفَة من صحف أحد من الْأَنْبِيَاء فَهُوَ خير.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يكْتب صحيفَة أَو ينظر فِيهَا وَلَا يحسن قرَاءَتهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مِيرَاثا لقَوْله تَعَالَى: إِن هَذَا لفي الصُّحُف الأولى صحف إِبْرَاهِيم ومُوسَى {(وَمَنْ رَأَى)} أَنه يقْرَأ وَجه صحيفَة أصَاب مِيرَاثا وَإِن قَرَأَ ظهرهَا فَإِنَّهُ يجْتَمع عَلَيْهِ دين لقَوْله تَعَالَى: {اقْرَأ كتابك كفى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك حسيبا} {فَإِن رأى} نَفسه حاذقة من قِرَاءَة ذَلِك نَالَ ولَايَة ومالا فَإِن رَأَتْ ذَلِك امْرَأَة فانها تكسب جملَة فِي معاشها.
(وَمَنْ رَأَى) آيَة من كتب الله الْمنزلَة مَكْتُوبَة على قَمِيصه فَإِنَّهُ يدل على أَنه معتصم بِأَيّ كتاب هِيَ مِنْهُ فِي جَمِيع أَحْوَاله وَإِذا رأى أحدا من أهل الذِّمَّة وَفِي يَده مصحف أَو كتاب غَرِيب فَإِنَّهُ يَقع فِي شدَّة.
سُورَة الاخلاص من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يسْلك طَرِيق التَّوْحِيد ويتجنب الْبِدْعَة والضلالة بعد هَذَا الْمَنَام وَلم يرْزق ولدا.
وَقَالَ الْكرْمَانِي يكون صَاحب ديانَة خَالص الِاعْتِقَاد.
وَقِيلَ: تَوْبَة نصوح وإيمان صَادِق وَرُبمَا لَا يعِيش لصَاحب الرُّؤْيَا ولد.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق يَعْلُو قدره وَيحصل مرامه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
سُورَة الانشراح من قَرَأَهَا تهون عَلَيْهِ الْأُمُور الصعاب.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: يَتَيَسَّر أمره وينشرح صَدره.
وَقِيلَ: امتنان لصَاحب الرُّؤْيَا على إِنْسَان بِمَا صنع مَعَه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: حُصُول رَاحَة بعد تَعب.
سُورَة الْأَعْلَى من قَرَأَهَا فَإِنَّهَا تدل على كَثْرَة التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير والتهليل.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: لم يخل لِسَانه عَن ذكر الله عز وَجل.
وَقِيلَ: يكون صَاحب الرُّؤْيَا كثير النسْيَان ويرجى لَهُ زَوَاله قَالَ جَعْفَر الصَّادِق: تهون عَلَيْهِ الْأُمُور الصعاب.
سُورَة الانشقاق من قَرَأَهَا أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: يهون عَلَيْهِ الْحساب يَوْم الْمرجع والمآب.
وَقِيلَ: دَلِيل على رخص الطَّعَام.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون كثير النَّسْل وَالْأَوْلَاد.
سُورَة الانفطار من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ متهاون بِالتَّوْبَةِ فليبادر وليخش الله تَعَالَى.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون رَاغِبًا فِي الدُّنْيَا وَنَعِيمهَا.
وَقِيلَ: يتَعَيَّن عَلَيْهِ الِاحْتِرَاز من جِيرَانه فهم أعداؤه لَا يخفون لَهُ قبيحا.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون عِنْد السُّلْطَان والأكابر معززا مكرما.
سُورَة الْإِنْسَان من قَرَأَهَا يطْلب مرضاة الله وَيطْعم الطَّعَام على حبه وَيكون خَائفًا من الله.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: انه يحسن وَيفْعل الْخيرَات مَعَ خلق الله تَعَالَى.
وَقِيلَ: نجاة من عَذَاب الله يَوْم الْقِيَامَة وسرور.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: حُصُول التَّوْفِيق على السخاء وَالنعْمَة.
سُورَة الْأَحْقَاف قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون مُطيعًا لأمر وَالِديهِ.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: محسناً خُصُوصا فِي حق وَالِديهِ.
وَقِيلَ: حُصُول خوف من غرق.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا اشياء عَجِيبَة.
سُورَة الْأَحْزَاب قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا رُبمَا يلقِي شَيْئا ضَاعَ لَاحَدَّ فَيردهُ على صَاحبه.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُبمَا يرى نَبيا من الْأَنْبِيَاء فِي مَنَامه أَو مَا يسره تَعْبِير ذَلِك فِي الْيَقَظَة.
وَقِيلَ: حُصُول ظفر واغاثة من حَيْثُ لَا يدْرِي وَلَا يكون ذَلِك فِي أمله.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: حُصُول التَّوْفِيق من الله تَعَالَى ومتابعة الْحق.
سُورَة الْأَنْبِيَاء قَالَ ابْن سِيرِين: يرزقه الله علم الْأَنْبِيَاء وسيرتهم.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: يحصل لَهُ إقبال الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
وَقِيلَ: صَلَاة وَدُعَاء وَعبادَة وَنصر على الْأَعْدَاء.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: وَيكون عَالما عَاملا وَيحصل لَهُ الْفَرح بعد التَّرَحِ والراحة بعد التَّعَب.
سُورَة الْإِسْرَاء قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون عِنْد الْخَالِق والخلق ذَا منزلَة وجاه عَال وَيكون مُؤمنا ذَا خشوع وخضوع.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: أَنه يظفر على من يعاديه ويصل إِلَى مُرَاده.
وَقِيلَ: يَأْتِيهِ ولد عَاق.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون قوي الدّين والديانة صَادِق فِي القَوْل والاعتقاد.
سُورَة إِبْرَاهِيم قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا تدل على مُلَازمَة الْخيرَات والعبادات.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: تستقيم أَحْوَاله وتحمد عاقبته.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون عِنْد الله معززا مكرما.
وَقِيلَ: يكون بَرِيئًا مِمَّا يُقَال فِي حَقه.
سُورَة الْأَنْفَال قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يظفر على أعدائه وَيحصل لَهُ مَال ونعمة وغنيمة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: وَيحصل لَهُ عز وجاه وعلو مرتبَة.
سُورَة الْأَعْرَاف قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه يقْرؤهَا يكون فِي دينه مخلصا وَتَكون عاقبته محمودة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُبمَا يزور طور سيناء.
وَقِيلَ: شماتة عَدو ورؤيته على سوء حَال.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون الْخَالِق رَاضِيا عَنهُ يحفظ الْأَمَانَة.
سُورَة الْأَنْعَام: قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه يقْرؤهَا يحصل لَهُ السَّعَادَة الدُّنْيَوِيَّة والأخروية.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: بركَة وغنى من قبل الْجمال وَالْبَقر وَالْغنم وَنَحْوهَا.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يوفقه الله تَعَالَى لطاعته.
سُورَة آل عمرَان: قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون محبوبا عِنْد النَّاس بَرِيئًا من الافعال السَّيئَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي يخْتم بِالْخَيرِ لَهُ.
وَقِيلَ: يكون مُرَاد قَارِئهَا حُصُول ولد صَالح.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يكون دينه وَقَوله صَحِيحا قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَ شهد الله الْآيَة خَاصَّة يكون قد وفى حُقُوق الله اللَّازِمَة ويخلص من دَار الدُّنْيَا على جميل.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: ان كَانَ عِنْده امانة يُؤَدِّيهَا إِلَى صَاحبهَا وَيكون عَزِيزًا عِنْد النَّاس.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يحصل لَهُ خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَيكون فريداً فِي دينه.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَ: {قل اللَّهُمَّ مَالك الْملك} الْآيَة خَاصَّة يحصل لَهُ من الْمُلُوك مرتبَة وَعز وجاه.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: يحصل لَهُ مُرَاده.
فصل فِي رُؤْيا الصَّلَاة
من رأى أَنه يُصَلِّي جِهَة الشرق فَإِن كَانَ الرَّائِي مَشْهُورا بِالْخَيرِ يحجّ وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك يكون ميله إِلَى أهل الذِّمَّة.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يُصَلِّي شرقا أَو غربا فقد ينحرف بِعَمَل مِنْهُ يُخَالف الشَّرِيعَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي نَحْو الشمَال مستدبر الْقبْلَة فقد نبذ الاسلام وَرَاء ظَهره لقَوْله تَعَالَى: {فنبذوه وَرَاء ظُهُورهمْ} رُبمَا التمس من امْرَأَة دبرهَا أَو اشْتغل عَنْهَا بغَيْرهَا.
وَقَالَ بَعضهم: رُبمَا يرْزق تَوْبَة هَذَا إِذا كَانَ الرَّائِي من أهل الدّين وَالصَّلَاح.
(وَمَنْ رَأَى) أهل الْمَسْجِد يصلونَ إِلَى غير الْقبْلَة يعْزل رَئِيس ذَلِك الْمَكَان.
(وَمَنْ رَأَى) عَالما يُصَلِّي إِلَى غير الْقبْلَة أَو عمل بِخِلَاف السّنة فقد خَالف الشَّرِيعَة وَاتبع الْهوى.
(وَمَنْ رَأَى) أَن صلَاته فَاتَت عَن وَقتهَا وَلَا يجد موضعا أَو مَكَانا يُصَلِّي فِيهِ فَإِنَّهُ يدل على أَمر عسير.
وَقِيلَ: يتَعَذَّر عَلَيْهِ طلب شَيْء فِي أَمر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يؤم قوما فِي الصَّلَاة فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة يعدل فِيهَا وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك يَسْتَقِيم أمره وَيصْلح حَاله.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يؤم قوما مجهولين فِي مَكَان مَجْهُول وَلَا يدْرِي مَا يقْرَأ فليتق ربه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي نَحْو الْقبْلَة مُسْتَقِيمًا فَإِنَّهُ يتبع الشَّرِيعَة وَالسّنة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يؤم قوما فَإِنَّهُ علو قدر ونفاذ أَمر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي فِي السُّوق فَلَا خير فِيهِ.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يؤم قوما بمَكَان يَقْتَضِي ذَلِك فَإِن ذَلِك الْمَكَان ينظر إِلَيْهِ بِالْخَيرِ وَيحصل لَهُ تقدم على غَيره وَيكون مسموع القَوْل.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي الظّهْر فَإِنَّهُ صفاء وَقت وَحُصُول مُرَاد وَزِيَادَة خيرات.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يُصَلِّي الظّهْر فَإِنَّهُ يظفر بحاجته ويستظهر على جَمِيع مَا يَطْلُبهُ وَإِن كَانَت هِيَ صَلَاة الْجُمُعَة فَإِن يتم لَهُ جَمِيع مَا يُرِيد ويبلغ مَا يؤمله وَيحصل لَهُ فضل الله تَعَالَى فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة لقَوْله تَعَالَى: {فَإِذا قضيت الصَّلَاة فَانْتَشرُوا فِي الأَرْض وابتغوا من فضل الله}.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي صَلَاة الْعَصْر فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد وَلَكِن بعد مشقة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي الْمغرب فَإِن الْأَمر الَّذِي يَطْلُبهُ من خير أَو شَرّ يتم عَاجلا.
وَقِيلَ: انه يُؤَدِّي صدَاق زَوجته.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي الْعشَاء الْأَخِيرَة فَإِنَّهُ يُعَامل أقرباءه وَيحصل لَهُ سرُور.
وَقِيلَ: يحصل لَهُ مكر وبكاء لقَوْله تَعَالَى: {وجاؤوا أباهم عشَاء يَبْكُونَ}.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي الصُّبْح فَإِنَّهُ حُصُول مَال وَكسب حَلَال.
وَقِيلَ: إِنَّه وعد قريب يَأْتِيهِ خيرا أَو شرا على حسب مَا هُوَ متوقع ذَلِك لقَوْله تَعَالَى: {إِن موعدهم الصُّبْح أَلَيْسَ الصُّبْح بقريب} وَشرط فِيمَا قُلْنَا أَنه يُؤَدِّي كل صَلَاة فِي وَقتهَا كَامِلَة فَإِن حصل فِيهَا نقص أَو زِيَادَة فَهُوَ محَال ومخالف لما ذكر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي الظّهْر فَإِنَّهُ يكون فِي أُمُوره وسطا وَيحصل لَهُ عز بِحَسب صفاء ذَلِك الْيَوْم.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي الْعَصْر فَإِنَّهُ يدل على أَنه قد مضى فِي الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ أَو طَالبه أَكْثَره وَلم يبْق مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي الْمغرب فَإِنَّهُ يقوم باصلاح مَا يلْزم من أَمر عِيَاله.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي الْعشَاء فَإِنَّهُ يُعَامل عِيَاله بِمَا يفرح بِهِ قُلُوبهم.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي الصُّبْح فَإِنَّهُ يَبْتَدِئ أمرا يحصل مِنْهُ صَلَاح سَبَب معاشه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي صَلَاة فَاتَتْهُ من هَذِه الصَّلَوَات فَإِنَّهُ يدل على قَضَاء دينه.
وَقِيلَ: من رأى أَنه صلى صَلَاة وَنقص مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يُسَافر وَإِن كَانَت امْرَأَة فَإِنَّهَا تحيض.
وَقِيلَ: إِن من رأى أَنه لم يتم صلَاته لم تتمّ حَاجته.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي بِغَيْر وضوء فَإِنَّهُ يمرض.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي فِي مَكَان لَا تجوز فِيهِ الصَّلَاة فَإِنَّهُ فَسَاد فِي دينه.
وَقِيلَ: من رأى أَن الصَّلَاة فَاتَتْهُ مَعَ الإِمَام فَهُوَ نَظِير ذَلِك وَإِن أدْرك آخر الصَّلَاة ثمَّ أتمهَا مُنْفَردا لَا بَأْس بذلك.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي فِي الصَّحرَاء فَهُوَ على وَجْهَيْن: إِمَّا سفر أَو حج.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: من رأى أَنه يسْجد لله تَعَالَى فَإِنَّهُ شكر لله وَطول حَيَاة لَهُ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه جلس فِي التَّحِيَّات فَإِنَّهُ زِيَادَة خير.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه سلم عَن شِمَاله فَلَا خير فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي قَاعِدا أَو رَاقِدًا فَإِنَّهُ يدل على عَجزه عَن أُمُور وَرُبمَا دلّ على توعك الْبدن أَو على كبر السن.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يسْأَل الله تَعَالَى فِي صلَاته فَإِنَّهُ يرْزق ولدا لقَوْله تَعَالَى: {إِذْ نَادَى ربه نِدَاء خفِيا}.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي نَافِلَة يعْمل عملا صَالحا يتَقرَّب بِهِ إِلَى الله تَعَالَى وَإِن كَانَت النَّافِلَة نَافِلَة اللَّيْل تدل على أَنه يرْزق بِشَيْء مَحْمُود لقَوْله تَعَالَى: {وَمن اللَّيْل فتجهد بِهِ نَافِلَة لَك} الْآيَة وَرُبمَا ألف بَين قُلُوب قوم تشَتت أهواؤهم.
وَقِيلَ: زَوَال هم وغم.
الصلاة في الليل
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي اللَّيْل كُله فَهُوَ حُصُول خير فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بأوفر نصيب من الله تَعَالَى.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي فَوق الْكَعْبَة فَهُوَ ارْتِكَاب مَا يُخَالف الشَّرِيعَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه صلى بِأحد الْمَسَاجِد الثَّلَاث فَإِنَّهُ تَضْعِيف الأجور لَهُ وَدَلِيل على قبُول أَعماله.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي بِجَامِع أَو مدرسة أَو مَا يُنَاسب ذَلِك فَهُوَ زِيَادَة فِي الْخيرَات.
وَقِيلَ: الصَّلَاة فِي الْأَمَاكِن الْمُعْتَبرَة أَمن وَصَلَاة وَرَحْمَة.
صلاة الجمعة
وَقِيلَ: رُؤْيا صَلَاة الْجُمُعَة تدل على السّفر والرزق الْحَلَال.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي بكنيسة أَو مَا يُنَاسب ذَلِك على القانون الشَّرْعِيّ فَإِن كَلمته تعلو على أحد.
وَقَالَ جاحظ الْمُعير الصَّلَاة على ثَلَاثَة أوجه: فَرِيضَة وَسنة وتطوع فَأَما الْفَرِيضَة فتدل على الْحَج والتجنب عَن الْفَوَاحِش وَالْمُنكر لقَوْله تَعَالَى: {ان الصَّلَاة تنْهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر} وَأما السّنة فتدل على النَّظَافَة وَالصَّبْر على مَا يكره والشهرة الْحَسَنَة والشفقة على مَا خلق الله تَعَالَى وَأما التَّطَوُّع فَيدل على التَّوَسُّع على عِيَاله وَالْقِيَام بمهمات الاصدقاء وَالْجَار واظهار الْمُرُوءَة مَعَ كل أحد.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي على دَابَّة فَهُوَ حُصُول هم.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه أَطَالَ قيام صلَاته وَلم يرْكَع فَإِن كَانَ ذَا مَال فَهُوَ مَانع الزَّكَاة فليتق الله والا فَهُوَ قَائِم فِي أَمر لَيْسَ لَهُ نتيجة ويرجى لَهُ الصّلاح.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه ركع وَأطَال فِيهِ وَلم يسْجد فَإِنَّهُ بعيد التَّوْبَة وَرُبمَا كَانَ قصير الْعُمر فليبادر إِلَى التَّوْبَة.
قصر الصلاة
(وَمَنْ رَأَى) أَنه قصر صلَاته فَإِنَّهُ سفر لقَوْله تَعَالَى: {وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْض فَلَيْسَ عَلَيْكُم جنَاح أَن تقصرُوا من الصَّلَاة}.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يضْحك فِي الصَّلَاة فَإِنَّهُ كثير اللَّهْو فليتب إِلَى الله.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي وَهُوَ سَكرَان فَإِنَّهُ يشْهد شَهَادَة زور لقَوْله تَعَالَى: {وَلَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى حَتَّى تعلمُوا مَا تَقولُونَ} {(وَمَنْ رَأَى)} أَنه يُصَلِّي وَهُوَ جنب فَإِنَّهُ فَسَاد فِي دينه ونقصان فِي أُمُوره وتعسرها عَلَيْهِ.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الصَّلَاة على سَبْعَة أوجه: أَمن وسرور وَعز ومرتبة وَفرج بعد شدَّة وَحُصُول مُرَاد وَقَضَاء حَاجَة.
تفسير السجود في المنام
وَقَالَ أَيْضا رُؤْيا السُّجُود على خَمْسَة: حُصُول مَقْصُود ودولة وَنصر وظفر والامتثال لأمر الله تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا ارْكَعُوا واسجدوا واعبدوا ربكُم} الْآيَة.
وَقِيلَ: ان الصَّلَاة على الْمَيِّت دُعَاء مستجاب.
وَقِيلَ: شَفَاعَة تقبل.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الصَّلَاة من حَيْثُ الْجُمْلَة محمودة على كل حَال فِي الدّين وَالدُّنْيَا وتدل على إِدْرَاك رياسة وبلوغ أمل ونيل الْولَايَة وَقَضَاء دين أَو أَدَاء أَمَانَة أَو قَضَاء فَرَائض الله تَعَالَى.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي قَاعِدا من غير عذر فَإِن عمله نَاقص.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي رَاكِبًا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ خوف شَدِيد وتعب.
(وَمَنْ رَأَى) ملكا يُصَلِّي بقَوْمه ورعيته وَهُوَ رَاكب وهم كَذَلِك فَإِن كَانُوا فِي حَرْب يؤول بالظفر وَالتَّوْبَة وَطول الْحَيَاة وَحُصُول النجَاة وَتَحْصِيل المَال.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي على جِدَار وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ يخضع لبَعض الرؤساء.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي قَائِما وَالنَّاس يصلونَ خَلفه قَاعِدين فَإِنَّهُ يَلِي أَمر لَا ينقاد إِلَيْهِ من ينْسب لذَلِك الامر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي قَاعِدا وَالنَّاس يصلونَ خَلفه قيَاما فتعبيره ضد مَا تقدم.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يؤم رجَالًا وَنسَاء فَإِنَّهُ يكون وَاسِطَة خير فِي الاصلاح بَين النَّاس وَإِن كَانَ أَهلا للْقَضَاء فَإِنَّهُ يَتَوَلَّاهُ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يُصَلِّي بِالنَّاسِ نَافِلَة دخل فِي ضَمَان لَا يضرّهُ.
وَقِيلَ: من رأى أَنه صَار إِمَامًا فَإِنَّهُ يَرث مِيرَاثا لقَوْله تَعَالَى: {ونجعلهم أَئِمَّة ونجعلهم الْوَارِثين}.
رؤيا
رؤي الجنيد رحمه الله بعد مَوته فَقيل لَهُ: مَا فعل الله بك يَا جُنَيْد؟ فَقَالَ ذهبت تِلْكَ الْعُلُوم وانمحت تِلْكَ الرسوم وَلم ينفعنا عِنْد الله إِلَّا ركيعات كُنَّا نركعها عِنْد السحر.