رؤية الغواص – تفسير الأحلام لابن غنام
الغواص فِي الرُّؤْيَا يؤول بملك أَو نَظِير ملك. وَقيل: الغواص يؤول بطَالب علم لِأَن الْبَحْر ملك أَو عَالم.
موقع عربي
الغواص فِي الرُّؤْيَا يؤول بملك أَو نَظِير ملك. وَقيل: الغواص يؤول بطَالب علم لِأَن الْبَحْر ملك أَو عَالم.
الْغَائِط فِي الْمَنَام يؤول بمال، فَمن رأى كَأَنَّهُ تغوط غائطا صلبا جَامِدا فَإِنَّهُ ينْفق مَالا فِي صِحَة جسم وَإِن كَانَ سَائِلًا فَإِنَّهُ ينْفق نَفَقَة كَثِيرَة. وَمن تغوط وَالنَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِ فليحذر من قول قبيح يقوله. وَمن تغوط من غير قصد مِنْهُ وَأخذ الْغَائِط وَحمله فَإِنَّهُ ينَال دنانيرا بِقدر ذَلِك الْغَائِط. وَمن أكل الْخبز وَالْغَائِط فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يَأْكُل الْخبز وَالْعَسَل. وَمن تغوط على الْفراش فَإِنَّهُ يُطلق الزَّوْجَة أَو يعتزلها من النِّكَاح، لِأَن الْغَائِط يمْنَع النِّكَاح كَمَا يمْنَع الطَّلَاق. وَالْغَائِط قد يؤول بمَال حرَام لقبح رَائِحَته.
الْغُبَار فِي الْمَنَام يدل على السّفر، فَمن رأى عَلَيْهِ غبارا فَإِنَّهُ يُسَافر، وَقيل: إِنَّه ينَال مَالا لقَوْل الله عز وَجل (فأثرنا بِهِ نقعا) وَالنَّقْع الْغُبَار.
الغيظ فِي الْمَنَام فقد يدل على انقلاب الْأُمُور لقَوْله تَعَالَى (ورد الله الَّذين كفرُوا بغيظهم لم ينالوا خيرا)، وَمن كَأنَ غَضَبه لله نَالَ هِدَايَة وَرَحْمَة وَولَايَة لقَوْله تَعَالَى (وَلما سكت عَن مُوسَى الْغَضَب أَخذ الألواح وَفِي نسختها هدى وَرَحْمَة).
الْغَيْبَة فِي الْمَنَام مَقْلُوبَة، فَمن رأى كَأَنَّهُ يغتاب إنْسَانا بشيء رجع ذلك الشيء عليه، مثلا: من رأى بأنه يغتاب إنسانا بالفقر رَجَعَ الْفقر عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ كل مغتاب يغتاب بِشَيْء فَإِن ذَلِك رَاجع إِلَيْهِ.
الْغيرَة فِي الْمَنَام حرص، فَمن رأى كَأَنَّهُ يغار على شَيْء فَإِنَّهُ حَرِيص فِي أُمُور الدُّنْيَا.
الْغَزل فِي الْمَنَام سفر، فَمن رأى كَأَنَّهُ يغزل يغزل فَإِنَّهُ يُسَافر. وَالْمَرْأَة إِذا رَأَتْ كَأَنَّهَا تغزل قدم لَهَا مُسَافر فَإِن انْقَطع سلكها أقام مسافرها وطالت غيبته.
وَمن الرُّؤْيَا المعبرة:
أَن ابْن سِيرِين أتته امْرَأَة فَقَالَت: رَأَيْت كَأَنِّي أغزل قطرانا، فَقَالَ ابْن سِيرِين: أَنْت امْرَأَة كَانَ لَك صدَاق على زَوجك فوهبتيه ثمَّ رجعتي فِيهِ وأخذتيه فَقَالَت: صدقت، كَانَ لي صدَاق وهبته لزوجي ثمَّ أَخَذته من الْمِيرَاث بعد مَوته.
وَإِذا رأى الرجل كَأَنَّهُ يغزل كالنساء فَإِنَّهُ يفعل خيرا وَلَا يحمد عَلَيْهِ، وَإِذا كَانَ يغزل شَيْئا يغزله الرِّجَال فَهُوَ دَلِيل خير وسفر.
رؤية الغزال -الذي يعمل في الغزل- فِي الْمَنَام يؤول برجل مُسَافر.
وَمن رأى كَأَنَّهُ تحول غزلا فَإِنَّهُ ينْتَقل من حَال إِلَى حَال، فَإِن غزل كالنساء فَإِنَّهُ يعْمل عملا فِيهِ خير وَلَا يحمد على ذَلِك، وَإِن غزل صُوفًا أَو مَا يغزله الرِّجَال فَذَلِك دَلِيل خير وسفر.
الغماز فِي الْمَنَام يؤول برجل حقود. وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار غمازا فَإِنَّهُ يفرح فِي أَمر ويحزن فِي عاقبته لقَوْله تَعَالَى (إِن الَّذين أجرموا كَانُوا من الَّذين آمنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذا مروا بهم يتغامزون).
الغل فِي الْمَنَام يدل على عمل غير صَالح. وَمنَ رأى يَده غلت إِلَى عُنُقه وَكَانَ من أهل الصّلاح فَإِن ذَلِك كف عَن الْمعاصِي والأذى، وَإِن كَانَ فَاسِقًا فَإِنَّهُ يصر على الْمعاصِي. والقيد محمود في التأويل إذ يدل على ثبات في الدين، بينما الغل يدل على عكس ذلك.
الغرفة فِي الْمَنَام أَمن لمن دَخلهَا لقَوْله تَعَالَى (وهم فِي الغرفات آمنون).
الْغسْل فِي الْمَنَام فَهُوَ نجاة من الْمَرَض والسجن. فَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ اغْتسل بِمَاء بَارِد نجا مِمَّا يخَاف لقَوْله تَعَالَى: (اركض برجلك هَذَا مغتسل بَارِد وشراب)، وَمن اغْتسل بِمَاء ساخن ناله هم بِقدر حرارة المَاء. وَشرب المَاء الْحَار لَا يحمد في التأويل.
وَأما غسل الثَّوْب فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح فِي الدّين لقَوْله تَعَالَى (وثيابك فطهر) أَي دينك فَأصْلح.
وَمن رأى كأنه غسل ثوبا أصفرا فَإِنَّهُ يشفى من مرضه إذا كان مريضا أو ينجو من همه إن كان مهموما.
وَقيل: غسل الثِّيَاب يدل على وَفَاء الدّين وَالتَّوْبَة لقَوْله تَعَالَى (إِن الله يحب التوابين وَيُحب المتطهرين).
وَقيل غسل الثِّيَاب فِي الْمَنَام يدل على دفع مضرَّة تعرض لسَبَب المعاش.
وَقيل غسل الثَّوْب يدل على ظُهُور الْأَشْيَاء الْخفية.
الْقصّار -مغسل أو مبيض الثياب- هو فِي الْمَنَام يؤول برجل واعظ وَيَتُوب على يَده قوم بِقدر مَا بَقِي من الْوَسخ، لِأَن الْوَسخ ذنُوب.
وَقيل الْقصار رجل يجْرِي على يَده صَدَقَة.
الغدق فِي الْمَنَام قد يؤول بفتْنَة لقَوْله تَعَالَى (مَاء غدقا لنفتنهم فِيهِ)، والغدق هُوَ المَاء الَّذِي ينزل من السَّمَاء كأفواه الْقرب.
الْغُلَام -الولد أو الصبي الذكر- هو في المنام بِشَارَة لمن رَآهُ لقَوْله تَعَالَى (يَا بشرى هَذَا غُلَام). وَقيل: من رأى أَنه وضع غُلَاما أَصَابَهُ هم وَإِن وضع بنتا نَالَ فرجا لوُجُود الْفرج.
وَأما دَلِيل وضع الْحَامِل للغلام كَثِيرَة، مِنْهَا أن يرى من لَهُ حَامِل كَأَن خروفا أَو عجلا أَو مهْرا فِي دَاره، وَكَذَلِكَ إِذا رأى بلبلا أَو قنبرا أَو نجما أَو هلالا تساقط فِي حجره، وَكَذَلِكَ إِذا رأى بِيَدِهِ قَلما أَو لوحا من الَّذِي يتَّخذ للصبيان فِي الْمكتب فَإِنَّهُ يبشر بِولد ذكر، وَمن رأى كَأَن الْجَنِين ناداه من جَوف أمه يَا أبتاه وَهُوَ يتقين أَنه غُلَام فَإِنَّهُ يبشر بِغُلَام، وَكَذَلِكَ إِذا سَمعه يقْرَأ الْقُرْآن أَو ينشد شعرًا فَإِنَّهُ ولد ذكر. وَقيل: من رأى كَأَن امْرَأَته ولدت توأما أَو أَكثر من ذَلِك أصابه هم وَذَلِكَ بِسَبَب كلفة التربية، وَقيل: من رأى كَأَن امْرَأَته وضعت بنتين فَإِنَّهُم بشارات لقَوْله تَعَالَى (يمددكم ربكُم بأموال وبنين).
الْغَار فِي الْمَنَام أَمن للخائف، فَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ يفر من عَدو حَتَّى غَار، فَإِنَّهُ فِي أَمن من الْعَدو لقَوْله عز وَجل (ثَانِي اثْنَيْنِ إِذْ هما فِي الْغَار إِذْ يَقُول لصَاحبه لَا تحزن إِن الله مَعنا) فَأنْزل الله سكينته عَلَيْهِ.
الْغَرق فِي الْمَنَام هو على الجملة غير محمود في التأويل، وَسَيَأْتِي ذكر الْغَرق فِي حرف الْمِيم.
الْغنى من الدُّنْيَا يدل على القناعة للقول: قلب القانع أغْنى من الْبَحْر. وَقيل من رأى كَأَنَّهُ غَنِي وَقد اسْتَوَت لَهُ الدُّنْيَا فَإِنَّهُ قد يفْتَقر للقول:
إِذا تمّ امْر بدا نَقصه***توقع زوالا إِذا قيل تمّ
الْغناء فِي الْمَنَام إِذا كَانَ الصَّوْت طيبا فَإِنَّهُ يدل على تِجَارَة نافقة وَإِن كَانَ الْغناء غير طيب فَهِيَ تِجَارَة خاسرة.
والغناء قد يعبر بِكَلَام فيه بَاطِل. وَالْمُغني قد يعبر بالواعظ أو الحكيم أَو الْعَالم. وَقيل: الْغناء يؤول بتجارة ربما غير مربحة إذا الغناء بشعا، وَقيل: الْمُغنِي صارخ فالْبَيْت الَّذِي يكون فِيهِ غناء يَقَع فِيهِ كذب. وَقيل: الغناء في المنام قد يكون مذوما على الجملة لأن أول مَن غنى وناح هو إبليس لَعنه الله. وقيل: الْغناء قد يدل على مخاصمة. وَقيل: من رأى أَنه يُغني وَيَمْشي فَذَلِك دَلِيل خير وخاصة لمن كَانَ يتبع الْقُرْآن. وَمن غنى فِي الْحمام فَإِنَّهُ يُخَاصم. وَمن رأى أنه يُغني فِي سوق وَهُوَ من الأتقياء فَإِنَّ ذلك قد يدل على أنه يحضر فِي فتْنَة تقع فِي ذَلِك السُّوق، والغناء فِي السُّوق قد يكون غير محمود على الجملة.
الغرى الَّذِي للإساكفة -كالصمغ وَغَيره- يؤول بحزم وحذاقة أو بتجريب الْأُمُور الصعاب، لِأَنَّهُ قد دق وطحن. وقد يؤول بمن يؤلف بَين النَّاس بِلَا معِين وَهُوَ صَاحب ألفة.
وَإِذا رَآهُ الخداع الْآبِق فَإِنَّهُ يمسك، وَكَذَلِكَ كل شَيْء يشابه الغرى، فَإِنَّهُ يدل على قبض على اللُّصُوص وَرُجُوع الْآبِق.
الغضا فِي الْمَنَام يؤول برجل صلب لئيم، فَمن رأى أَنه على شَجَرَة الغضا فَإِنَّهُ يتَّصل بِرَجُل صلب، وَقيل: هُوَ رجل شرِيف.
الغبيرة فِي الْمَنَام يؤول بقوت قَلِيل، وشجرته رجل أعجمى. وَقيل: يؤول برجل نفاع للنَّاس صَاحب أقتار وقوت يسير.
الْغَضَب فِي الْمَنَام قد يؤول بسجن، فَمن رأى كَأَنَّهُ خرج من دَاره غضبانا فَإِنَّهُ يسجن لقَوْله تَعَالَى (وَذَا النُّون إذ ذهب مغاضبا فَظن أن لن نقدر عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَات) وَهِي ظلمَة الْبَحْر وظلمة الْحُوت فَذَلِك سجنه بعد غَضَبه. وقد يكون تأويل الغضب في الرؤيا مختلف على حسب حالة الرائي في اليقظة وعلى حسب ما في الرؤيا من زيادة.
الْغَدَاء فِي الْمَنَام يدل على نصب أو تعب لقَوْله تَعَالَى: (آتنا غداءنا لقد لَقينَا من سفرنا هَذَا نصبا)، فَمن رأى أَنه يطْلب غداء فَإِنَّهُ يتعب. وكذلك يكون تأويل الرؤيا على حسب نوع الطعام وما في الرؤيا من زيادة وما في اليقظة من شواهد. إذ أن الطعام على الجملة يؤول برزق.
الْغُرَاب الأبقع فِي الرُّؤْيَا يؤول برجل معجب بِنَفسِهِ، كثير الْخلاف، فَمن رأى كأنه صَار غرابا نَالَ مَالا غير حلال فِي ضيق ومكابرة. وَلحم الطير وريشه وعظمه مَال لمن حواه فِي الْمَنَام. والغراب شُؤْم أَن يراه على زرع أَو شَجَرَة. والغراب قد يؤول برجل فاسق. وَمن رأى وكأن غرابا يحدثه فَإِنَّهُ يرْزق بولد أو يغتم غما شَدِيدا ثمَّ يفرج عَنهُ. وَمن رأى أَنه أكل لحم غراب أَخذ مَالا من قبل اللُّصُوص. وَمن رأى غرابا على بَاب ملك فَإِنَّهُ يجني جِنَايَة ينْدَم عَلَيْهَا لقَوْله تَعَالَى (فَبعث الله غرابا يبْحَث فِي الأَرْض) إِلَى قَوْله (فأصبح من النادمين). وَقيل: من رأى غرابا خدشه فإنه غير محمود وقد يناله ألم ووجع. وَمن أعطي غرابا نَالَ مَسْرُورا. وقيل: الْغُرَاب الأبقع يدل على طول الْحَيَاة وَبَقَاء الْمَتَاع وَيدل على الْعَجَائِز وذَلِك لطول عمر الْغُرَاب. وَرَأى رجلا كَأَن غرابا سقط على الْكَعْبَة فَقَصَّهَا على ابْن سِيرِين فَقَالَ رجل فَاسق يتَزَوَّج بِامْرَأَة شريفة.
الْغنم فِي الْمَنَام غنيمَة لقَوْل النَّبِي: الْغنم غنيمَة. وَمن رأى أَنه يَسُوق معزا أَو ضأنا فَإِنَّهُ يَلِي عرب وعجم إن كان أهلا لذلك، فَإِن أَخذ من أَلْبَانهَا وأصوافها فَإِنَّهُ يجبي مِنْهُم أَمْوَالًا. وَمن رأى غنما واقفة فِي مَكَان فَإِنَّهُم رجال يَجْتَمعُونَ فِي ذَلِك الْموضع فِي أَمر من الْأُمُور. وَمن رأى غنما استقبلته فَإِنَّهُم أَعدَاء يظفر بهم -ينتصر عليهم-. وَمن رأى شَاة تمشي أُمَّاهُ وَهُوَ يمشي وَرَاءَهَا وَلَا يُدْرِكهَا تعطل عليه أمر من أمور معيشته وَرُبمَا تبع امْرَأَة وَلَا تحصل لَهُ.
وإلية الْغنم مَال الْمَرْأَة. وَقيل: من رأى بأنه يجز شعر الْغنم فعليه الحذر ثَلَاثَة أَيَّام. وقيل: من رأى قطيع غنم دل ذلك دَائِما على سرور، وَمن رأى شَاة وَاحِدَة سُرّ سنة.
والنعجة تؤول بامراة، فَمن رأى بأنه ذَبحهَا تزوج امْرَأَة مباركة لقَوْله تَعَالَى (إِن هَذَا أخي لَهُ تسع وَتسْعُونَ نعجة ولي نعجة وَاحِدَة).
بَاب حرف الْغَيْن
وَأما حرف الْغَيْن إِذا كَانَ فِي أول لَفْظَة من كَلَام صَاحب الرُّؤْيَا فَهُوَ غنى وغنيمة وَإِمَّا غم أَو غدر.
الظبي فِي الرُّؤْيَا يعبر بِامْرَأَة حسناء، وَمن ملك ظَبْيَة فإنه يتزوج.
وَمن رمى ظَبْيَة لغير الصَّيْد فَإِنَّهُ يقذف امْرَأَة، وَإِن رمى ظَبْيَة وَكَانَ عزمه الصَّيْد نَالَ مَالا من امْرَأَة.
وَمن رأى كَأَنَّهُ صَاد ظَبْيًا أصَاب لذاذة فِي الدُّنْيَا، وَمن أَخذ ظَبْيًا نَالَ مِيرَاثا وَخيرا كثيرا.
وَمن كَانَ لَهُ حَامِل وَأخذ غزالا قد وهب لَهُ بشر بِولد ذكر.
وَمن رأى ظَبْيًا وثب عَلَيْهِ فَإِن امْرَأَته تعصيه.
وقيل: من رأى كَأَنَّهُ يسْعَى فِي أثر ظَبْي زَادَت قوته.
ملك الْإِنْسَان من قُرُون الظبي أَو شعورها أَو جلودها فَهِيَ أَمْوَال من قبل النِّسَاء.