معنى كلمة عره – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عره – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عره – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عره: هَذِهِ التَّرْجَمَةُ ذَكَرَهَا ابْنُ الْأَثِيرِ، قَاْلَ فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: وَاللَّهِ مَا ڪَلَّمْتُ مَسْعُودَ بْنَ عَمْرٍو مُنْذُ عَشْرِ سِنِينَ، وَاللَّيْلَةَ أُكَلِّمُهُ، فَخَرَجَ فَنَادَاهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُرْوَةُ، فَأَقْبَلُ مَسْعُودٌ، وَهُوَ يَقُولُ: أَطَرَقْتُ عَرَاهِيَةً أَمْ طَرَقْتَ بِدَاهِيَةٍ؟. قَاْلَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا حَرْفٌ مُشْكِلٌ وَقَدْ ڪَتَبْتُ فِيهِ إِلَى الْأَزْهَرِيِّ، وَكَانَ مِنْ جَوَابِهِ أَنَّهُ لَمْ يَجِدْهُ فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ، وَالصَّوَابُ عِنْدَهُ (عَتَاهِيَةً)، وَهِيَ الْغَفْلَةُ وَالدَّهَشُ، أَيْ أَطَرَقْتَ غَفْلَةً بِلَا رَوِيَّةٍ أَوْ دَهَشًا، قَاْلَ الْخَطَّابِيُّ: وَقَدْ لَاحَ لِي فِي هَذَا شَيْءٌ، وَهُوَ أَنْ تَكُونَ الْكَلِمَةُ مُرَكَّبَةً مِنِ اسْمَيْنِ: ظَاهِرٍ وَمَكْنِيًّ، وَأَبْدَلَ فِيهِمَا حَرْفًا، وَأَصْلُهَا إِمَّا مِنَ الْعَرَاءِ وَهُوَ وَجْهُ الْأَرْضِ، وَإِمَّا مِنَ الْعَرَا – مَقْصُورًا – وَهُوَ النَّاحِيَةُ، ڪَأَنَّهُ قَالَ: أَطَرَقْتَ عَرَائِي، أَيْ فِنَائِي زَائِرًا وَضَيْفًا أَمْ أَصَابَتْكَ دَاهِيَةٌ فَجِئْتَ مُسْتَغِيثًا، فَالْهَاءُ الْأُولَى مِنْ (عَرَاهِيَةً) مُبْدَلَةٌ مِنَ الْهَمْزَةِ، وَالثَّانِيَةُ هَاءُ السَّكْتِ، زِيدَتْ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ بِالزَّايِ مَصْدَرَ عَزِهَ يَعْزَهُ فَهُوَ عَزِهٌ، إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ أَرَبٌ فِي الطَّرْقِ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ أَطْرَقْتَ بِلَا أَرَبٍ وَحَاجَةٍ أَمْ أَصَابَتْكَ دَاهِيَةٌ أَحْوَجَتْكَ إِلَى الِاسْتِغَاثَةِ.

معنى كلمة عره – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرنس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرنس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرنس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرنس: الْعِرْنَاسُ وَالْعُرْنُوسُ: طَائِرٌ ڪَالْحَمَامَةِ لَا تَشْعُرُ بِهِ حَتَّى يَطِيرَ مِنْ تَحْتِ قَدَمِكَ فَيُفْزِعَكَ، وَالْعِرْنَاسُ: أَنْفُ الْجَبَلِ.

معنى كلمة عرنس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرن: الْعَرَنُ وَالْعُرْنَةُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الدَّابَّةَ فِي أُخُرِ رِجْلِهَا ڪَالسَّحَجِ فِي الْجِلْدِ يُذْهِبُ الشَّعْرَ، وَقِيلَ: هُوَ تَشَقُّقٌ يُصِيبُ الْخَيْلَ فِي أَيْدِيهَا وَأَرْجُلِهَا، وَقِيلَ: هُوَ جُسُوءٌ يَحْدُثُ فِي رُسْغِ رِجْلِ الْفَرَسِ وَالدَّابَّةِ وَمَوْضِعِ ثُنَّتِهَا مِنْ أُخُرٍ لِلشَّيْءِ يُصِيبُهُ فِيهِ مِنَ الشُّقَاقِ أَوِ الْمَشَقَّةِ مِنْ أَنْ يَرْمَحَ جَبَلًا أَوْ حَجَرًا، وَقَدْ عَرِنَتْ تَعْرَنُ عَرَنًا فَهِيَ عَرِنَةٌ وَعَرُونٌ، وَهُوَ عَرِنٌ، وَعَرِنَتْ رِجْلُ الدَّابَّةِ بِالْكَسْرِ، وَالْعَرَنُ أَيْضًا: شَبِيهٌ بِالْبَثْرِ يَخْرُجُ بِالْفِصَالِ فِي أَعْنَاقِهَا تَحْتَكُّ مِنْهُ، وَقِيلَ: قَرْحٌ يَخْرُجُ فِي قَوَائِمِهَا وَأَعْنَاقِهَا، وَهُوَ غَيْرُ عَرَنِ الدَّوَابِّ، وَالْفِعْلُ ڪَالْفِعْلِ. وَأَعْرَنَ الرَّجُلُ إِذَا تَشَقَّقَتْ سِيقَانُ فُصْلَانِهِ، وَأَعْرَنَ إِذَا وَقَعَتِ الْحِكَّةُ فِي إِبِلِهِ، قَاْلَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ قَرْحٌ يَأْخُذُهُ فِي عُنُقِهِ فَيَحْتَكُّ مِنْهُ، وَرُبَّمَا بَرَكَ إِلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ وَاحْتَكَّ بِهَا، قَالَ: وَدَوَاؤُهُ أَنْ يُحْرَقَ عَلَيْهِ الشَّحْمُ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ:
يَحُكُّ ذِفْرَاهُ لِأَصْحَابِ الضَّغَنْ تَحَكُّكَ الْأَجْرَبِ يَأْذَى بِالْعَرَنْ
وَالْعَرَنُ: أَثَرُ الْمَرَقَةِ فِي يَدِ الْآكِلِ، عَنِ الْهَجَرِيِّ. وَالْعِرَانُ: خَشَبَةٌ تُجْعَلُ فِي وَتَرَةِ أَنْفِ الْبَعِيرِ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الْمَنْخِرَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ لِلْبَخَاتِيِّ، وَالْجَمْعُ أَعْرِنَةٌ. وَعَرَنَهُ يَعْرُنُهُ وَيَعْرِنُهُ عَرْنًا: وَضَعَ فِي أَنْفِهِ الْعِرَانَ، فَهُوَ مَعْرُونٌ. وَعُرِنَ عَرْنًا: شَكَا أَنْفَهُ مِنَ الْعِرَانِ. الْأَصْمَعِيُّ:  الْخِشَاشُ مَا يَكُونُ مِنْ عُودٍ أَوْ غَيْرِهِ يُجْعَلُ فِي عَظْمِ أَنْفِ الْبَعِيرِ، وَالْعِرَانُ مَا ڪَانَ فِي اللَّحْمِ فَوْقَ الْأَنْفِ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَأَصْلُ هَذَا مِنَ الْعَرَنِ وَالْعَرِينِ، وَهُوَ اللَّحْمُ. وَالْعِرَانُ: الْمِسْمَارُ الَّذِي يَضُمُّ بَيْنَ السِّنَانِ وَالْقَنَاةِ، عَنِ الْهَجَرِيِّ. وَالْعَرِينُ: اللَّحْمُ، قَالَتْ غَادِيَةُ الدُّبَيْرِيَّةُ:
مُوَشَّمَةُ الْأَطْرَافِ رَخْصٌ عَرِينُهَا
وَهَذَا الْعَجُزُ أَوْرَدَهُ ابْنُ سِيدَهْ وَالْأَزْهَرِيُّ مَنْسُوبًا لِغَادِيَةَ الدُّبَيْرِيَّةِ ڪَمَا ذَكَرْنَاهُ، وَأَوْرَدَهُ الْجَوْهَرِيُّ مُهْمَلًا لَمْ يَنْسُبْهُ إِلَى أَحَدٍ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِمُدْرِكِ بْنِ حِصْنٍ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَجُمْلَةُ الْبَيْتِ:
رَغَا صَاحِبِي عِنْدَ الْبُكَاءِ ڪَمَا رَغَتْ     مُوَشَّمَةُ الْأَطْرَافِ رَخْصٌ عَرِينُهَا
قَالَ: وَأَنْشَدَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي نَوَادِرِ الْأَسْمَاءِ، وَأَنْشَدَ بَعْدَهُ:
مِنَ الْمُلْحِ لَا يُدْرَى أَرِجْلُ شِمَالِهَا     بِهَا الظَّلْعُ لِمَا هَرْوَلَتْ أَمْ يَمِينُهَا
وَفِي شِعْرِهِ: مُوَشَّمَةُ الْجَنْبَيْنِ، وَأَرَادَ بِالْمُوَشَّمَةِ الصَّبْغَ، وَالْأَمْلَحُ: بَيْنَ الْأَبْيَضِ وَالْأَسْوَدِ، وَالتَّوَشُّمُ: بَيَاضٌ وَسَوَادٌ يَكُونُ فِيهِ ڪَهَيْئَةِ الْوَشْمِ فِي يَدِ الْمَرْأَةِ، وَالرَّخْصُ: الرَّطْبُ النَّاعِمُ، وَقِيلَ: الْعَرِينُ اللَّحْمُ الْمَطْبُوخُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَعْرَنَ إِذَا دَامَ عَلَى أَكْلِ الْعَرَنِ، قَالَ: وَهُوَ اللَّحْمُ الْمَطْبُوخُ، وَالْعَرِينُ وَالْعَرِينَةُ: مَأْوَى الْأَسَدِ الَّذِي يَأْلَفُهُ، يُقَالُ: لَيْثُ عَرِينَةٍ وَلَيْثُ غَابَةٍ، وَأَصْلُ الْعَرِينِ جَمَاعَةُ الشَّجَرِ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: الْعَرِينَةُ مَأْوَى الْأَسَدِ وَالضَّبْعِ وَالذِّئْبِ وَالْحَيَّةِ، قَاْلَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ رَحْلًا:
أَحَمَّ سَرَاةِ أَعْلَى اللَّوْنِ مِنْهُ     ڪَلَوْنِ سَرَاةِ ثُعْبَانِ الْعَرِينِ
وَقِيلَ: الْعَرِينُ الْأَجَمَةُ هَاهُنَا، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
وَمُسَرْبَلٍ حَلَقَ الْحَدِيدِ مُدَجِّجٍ     ڪَاللَّيْثِ بَيْنَ عَرِينَةِ الْأَشْبَالِ
هَكَذَا أَنْشَدَهُ أَبُو حَنِيفَةَ: مُدَجِّجٍ، بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ عُرُنٌ. وَالْعَرِينُ: هَشِيمُ الْعِضَاهِ. وَالْعَرِينُ: جَمَاعَةُ الشَّجَرِ وَالشَّوْكِ وَالْعِضَاهِ، ڪَانَ فِيهِ أَسَدٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ. وَالْعَرِينُ وَالْعِرَانُ: الشَّجَرُ الْمُنْقَادُ الْمُسْتَطِيلُ. وَالْعَرِينُ: الْفِنَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ بَعْضَ الْخُلَفَاءِ دُفِنَ بِعَرِينِ مَكَّةَ، أَيْ بِفِنَائِهَا، وَكَانَ دُفِنَ عِنْدَ بِئْرِ مَيْمُونٍ. وَالْعَرِينُ فِي الْأَصْلِ: مَأْوَى الْأَسَدِ، شُبِّهَتْ بِهِ لِعِزِّهَا وَمَنَعَتِهَا، زَادَهَا اللَّهُ عِزًّا وَمَنَعَةً. وَالْعَرِينُ: صِيَاحُ الْفَاخِتَةِ، أَنْشَدَ الْأَزْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ عزهل:
إِذَا سَعْدَانَةُ السَّعَفَاتِ نَاحَتْ     عَزَاهِلُهَا سَمِعْتَ لَهَا عَرِينَا
الْعَرِينُ: الصَّوْتُ، وَالْعِرَانُ: الْقِتَالُ، وَالْعِرَانُ: الدَّارُ الْبَعِيدَةُ. وَالْعِرَانُ: الْبُعْدُ وَبُعْدُ الدَّارِ، يُقَالُ: دَارُهُمْ عَارِنَةٌ، أَيْ بَعِيدَةٌ، وَعَرَنَتِ الدَّارُ عِرَانًا: بَعُدَتْ وَذَهَبَتْ جِهَةً لَا يُرِيدُهَا مَنْ يُحِبُّهُ. وَدِيَارٌ عِرَانٌ: بَعِيدَةٌ، وُصِفَتْ بِالْمَصْدَرِ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَتْ عِنْدِي بِجَمْعٍ ڪَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ اللُّغَةِ، قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:
أَلَا أَيُّهَا الْقَلْبُ الَّذِي بَرَّحَتْ بِهِ     مَنَازِلُ مَيٍّ وَالْعِرَانُ الشَّوَاسِعُ
وَقِيلَ: الْعِرَانُ فِي بَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ هَذَا الطُّرُقُ لَا وَاحِدَ لَهَا. وَرَجُلٌ عِرْنَةٌ: شَدِيدٌ لَا يُطَاقُ، وَقِيلَ: هُوَ الصِّرِّيعُ.
الْفَرَّاءُ: إِذَا ڪَانَ الرَّجُلُ صَرِّيعًا خَبِيثًا قِيلَ: هُوَ عِرْنَةٌ لَا يُطَاقُ، قَاْلَ ابْنُ أَحْمَرَ يَصِفُ ضَعْفَهُ:
وَلَسْتُ بِعِرْنَةٍ عَرِكٍ سِلَاحِي     عَصًا مَثْقُوفَةٌ تَقِصُ الْحِمَارَا
يَقُولُ: لَسْتُ بِقَوِيٍّ، ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ: سِلَاحِي عَصًا أَسُوقُ بِهَا حِمَارِي، وَلَسْتُ بِمُقْرِنٍ لِقَرْنِي. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الْعِرْنَةِ: الصِّرِّيعُ قَالَ: هُوَ مِمَّا يُمْدَحُ بِهِ، وَقَدْ تَكُونُ الْعِرْنَةُ مِمَّا يُذَمُّ بِهِ، وَهُوَ الْجَافِي الْكَزُّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: هُوَ الَّذِي يَخْدُمُ الْبُيُوتَ.
وَرُمْحٌ مُعَرَّنٌ: مُسَمَّرُ السِّنَانِ، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: رُمْحٌ مُعَرَّنٌ إِذَا سُمِّرَ سِنَانُهُ بِالْعِرَانِ، وَهُوَ الْمِسْمَارُ. وَالْعَرَنُ: الْغَمَرُ. وَالْعَرَنُ: رَائِحَةُ لَحْمٍ لَهُ غَمَرٌ، حَكَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَجِدُ رَائِحَةَ عَرَنِ يَدَيْكَ أَيْ: غَمَرَهُمَا، وَهُوَ الْعَرَمُ أَيْضًا، وَالْعَرَنُ وَالْعِرْنُ: رِيحُ الطَّبِيخِ، الْأُولَى عَنْ ڪُرَاعٍ. وَرَجُلٌ عَرِنٌ: يَلْزَمُ الْيَاسِرَ حَتَّى يَطْعَمَ مِنَ الْجَزُورِ. وَعِرْنِينُ ڪُلِّ شَيْءٍ: أَوَّلُهُ، وَعِرْنِينُ الْأَنْفِ: تَحْتَ مُجْتَمَعِ الْحَاجِبَيْنِ، وَهُوَ أَوَّلُ الْأَنْفِ حَيْثُ يَكُونُ فِيهِ الشَّمَمُ. يُقَالُ: هُمْ شُمُّ الْعَرَانِينِ، وَالْعِرْنِينُ الْأَنْفُ ڪُلُّهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا صَلُبَ مِنْ عَظْمِهِ، قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:
تَثْنِي النِّقَابَ عَلَى عِرْنِينِ أَرْنَبَةٍ     شَمَّاءَ مَارِنُهَا بِالْمِسْكِ مَرْثُومُ
وَفِي صِفَتِهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَقْنَى الْعِرْنِينِ، أَيِ الْأَنْفِ، وَقِيلَ: رَأْسُ الْأَنْفِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ – عَلَيْهِ السَّلَامُ -: مِنْ عَرَانِينِ أُنُوفِهَا، وَفِي قَصِيدِ ڪَعْبٍ:
شُمُّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لَبُوسُهُمُ
وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ لِلدَّهْرِ فَقَالَ:
وَأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو الْعِرْنِينِ قَدْ جُدِعَا
وَجَمْعُهُ عَرَانِينُ. وَعَرَانِينُ النَّاسِ: وُجُوهُهُمْ. وَعَرَانِينُ الْقَوْمِ: سَادَتُهُمْ وَأَشْرَافُهُمْ عَلَى الْمَثَلِ، قَاْلَ الْعَجَّاجُ يَذْكُرُ جَيْشًا:
تَهْدِي قُدَامَاهُ عَرَانِينُ مُضَرْ
وَالْعُرَانِيَةُ: مَدُّ السَّيْلِ، قَاْلَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ:
كَانَتْ رِيَاحٌ وَمَاءٌ ذُو عُرَانِيَةٍ     وَظُلْمَةٌ لَمْ تَدَعْ فَتْقًا وَلَا خَلَلَا
وَمَاءٌ ذُو عُرَانِيَةٍ، إِذَا ڪَثُرَ وَارْتَفَعَ عُبَابُهُ. وَالْعُرَانِيَةُ بِالضَّمِّ: مَا يَرْتَفِعُ فِي أَعَالِي الْمَاءِ مِنْ غَوَارِبِ الْمَوْجِ. وَعَرَانِينُ السَّحَابِ: أَوَائِلُ مَطَرِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ يَصِفُ غَيْثًا:
كَأَنَّ ثَبِيرًا فِي عَرَانِينِ وَدْقِهِ     مِنَ السَّيْلِ وَالْغُثَّاءِ فَلْكَةُ مِغْزَلِ
وَالْعِرْنَةُ: عُرُوقُ الْعَرَتُنِ، وَفِي الصِّحَاحِ: عُرُوقُ الْعَرَنْتُنِ. وَالْعِرْنَةُ: شَجَرُ الظِّمْخِ يَجِيءُ أَدِيمُهُ أَحْمَرَ. وَسِقَاءٌ مُعْرُونٌ وَمُعَرَّنٌ: دُبِغَ بِالْعِرْنَةِ، وَهُوَ خَشَبُ الظِّمْخِ، قَاْلَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ شَجَرٌ يُشْبِهُ الْعَوْسَجَ إِلَّا أَنَّهُ أَضْخَمُ مِنْهُ، وَهُوَ أَثِيثُ الْفَرْعِ وَلَيْسَ لَهُ سُوقٌ طِوَالٌ، يُدَقُّ ثُمَّ يُطْبَخُ فَيَجِيءُ أَدِيمُهُ أَحْمَرَ، وَقَالَ شَمِرٌ: الْعَرَتُنُ بِضَمِّ التَّاءِ  شَجَرٌ، وَاحِدَتُهَا عَرَتُنَةٌ، وَيُقَالُ: أَدِيمٌ مُعَرْتَنٌ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: الظِّمْخُ وَاحِدَتُهَا ظِمْخَةٌ، وَهُوَ الْعِرْنُ، وَاحِدَتُهَا عِرْنَةٌ، شَجَرَةٌ عَلَى صُورَةِ الدُّلْبِ تُقْطَعُ مِنْهُ خُشُبُ الْقَصَّارِينَ الَّتِي تُدْفَنُ، وَيُقَالُ لِبَائِعِهَا: عَرَّانٌ.
وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: الْعِرْنَةُ الْخَشَبَةُ الْمَدْفُونَةُ فِي الْأَرْضِ الَّتِي يَدُقُّ عَلَيْهَا الْقَصَّارُ، وَأَمَّا الَّتِي يَدُقُّ بِهَا فَاسْمُهَا الْمِئْجَنَةُ وَالْكِدْنُ. وَعُرَيْنَةُ وَعَرِينٌ: حَيَّانِ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: عُرَيْنَةُ حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، وَعَرِينٌ: حَيٌّ مِنْ تَمِيمٍ، وَلَهُمْ يَقُولُ جَرِيرٌ:
عَرِينٌ مِنْ عُرَيْنَةَ لَيْسَ مِنَّا     ‌بَرِئْتُ إِلَى عُرَيْنَةَ مِنْ عَرِينِ
. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَرِينُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: وَقَالَ الْقَزَّازُ: عَرِينٌ فِي بَيْتِ جَرِيرٍ، هَذَا اسْمُ رَجُلٍ بِعَيْنِهِ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: عَرِينٌ فِي الْبَيْتِ هُوَ ثَعْلَبَةُ بْنُ يَرْبُوعٍ، وَمَعْرُونٌ اسْمٌ، وَكَذَلِكَ عُرَّانٌ. وَبَنُو عَرِينٍ: بَطْنٌ مِنْ تَمِيمٍ. وَعُرَيْنَةُ مُصَغَّرٌ: بَطْنٌ مِنْ بَجِيلَةَ. وَعُرُونَةُ وَعُرْنَةُ: مَوْضِعَانِ. وَعُرَنَاتٌ: مَوْضِعٌ دُونَ عَرَفَاتٍ إِلَى أَنْصَابِ الْحَرَمِ، قَاْلَ لَبِيدٌ:
وَالْفِيلُ يَوْمَ عُرَنَاتٍ ڪَعْكَعَا     ‌إِذْ أَزْمَعَ الْعُجْمُ بِهِ مَا أَزْمَعَا
وَعِرْنَانُ: غَائِطٌ وَاسِعٌ مُنْخَفِضٌ مِنَ الْأَرْضِ، قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
كَأَنِّي وَرَحْلِي فَوْقَ أَحْقَبَ قَارِحٍ     ‌‌بِشُرْبَةَ أَوْ طَاوٍ بِعِرْنَانَ مُوجِسِ
وَعِرَانُ الْبَكْرَةِ: عُودُهَا وَيُشَدُّ فِيهِ الْخُطَّافُ. وَرَهْطٌ مِنَ الْعُرَنِيِّينَ، مِثَالُ الْجُهَنِيِّينَ، ارْتَدُّوا فَقَتَلَهُمُ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعِرْنَانُ: اسْمُ جَبَلٍ بِالْجَنَابِ دُونَ وَادِي الْقُرَى إِلَى فَيْدٍ. وَعِرْنَانُ: اسْمُ وَادٍ مَعْرُوفٍ. وَبَطْنُ عُرَنَةَ: وَادٍ بِحِذَاءِ عَرَفَاتٍ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: وَارْتَفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ هُوَ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، مَوْضِعٌ عِنْدَ الْمَوْقِفِ بِعَرَفَاتٍ، وَفِي الْحَدِيثِ: اقْتُلُوا مِنَ الْكِلَابِ ڪُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ ذِي عُرْنَتَيْنِ. الْعُرْنَتَانُ: النُّكْتَتَانِ اللَّتَانِ تُكُونَانِ فَوْقَ عَيْنِ الْكَلْبِ.

معنى كلمة عرن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرمض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرمض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرمض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرمض: الْعَرْمَضُ وَالْعِرْمَاضُ: الطُّحْلُبُ، قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: وَهُوَ الْأَخْضَرُ مِثْلُ الْخِطْمِيِّ يَكُونُ عَلَى الْمَاءِ، قَالَ: وَقِيلَ: الْعَرْمَضُ الْخُضْرَةُ عَلَى الْمَاءِ، وَالطُّحْلُبُ الَّذِي يَكُونُ ڪَأَنَّهُ نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ.
الْأَزْهَرِيُّ: الْعَرْمَضُ رَخْوٌ أَخْضَرُ ڪَالصُّوفِ فِي الْمَاءِ الْمُزْمِنِ وَأَظُنُّهُ نَبَاتًا. قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: الْمَاءُ الْمُعَرْمِضُ وَالْمُطَحْلِبُ وَاحِدٌ، وَيُقَالُ لَهُمَا: ثَوْرُ الْمَاءِ، وَهُوَ الْأَخْضَرُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَسْفَلِ الْمَاءِ حَتَّى يَكُونَ فَوْقَ الْمَاءِ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: الْعَرْمَضُ الْغَلْفَقُ الْأَخْضَرُ الَّذِي يَتَغَشَّى الْمَاءَ، فَإِذَا ڪَانَ فِي جَوَانِبِهِ فَهُوَ الطُّحْلُبُ. يُقَالُ: مَاءٌ مُعَرْمِضٌ، قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
تَيَمَّمَتِ الْعَيْنَ الَّتِي عِنْدَ ضَارِجٍ يَفِيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ عَرْمَضُهَا طَامِي
وَعَرْمَضَ الْمَاءُ عَرْمَضَةً وَعِرْمَاضًا: عَلَاهُ الْعَرْمَضُ – عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَالْعَرْمَضُ وَالْعِرْمِضُ، الْأَخِيرَةُ عَنِ الْهَجَرِيِّ: مِنْ شَجَرِ الْعِضَاهِ لَهَا شَوْكٌ أَمْثَالُ مَنَاقِيرِ الطَّيْرِ وَهُوَ أَصْلَبُهَا عِيدَانًا، وَالْعَرْمَضُ أَيْضًا: صِغَارُ السِّدْرِ وَالْأَرَاكِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، وَأَنْشَدَ:
بِالرَّاقِصَاتِ عَلَى الْكَلَالِ عَشِيَّةً     تَغْشَى مَنَابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرَانِ
الْأَزْهَرِيُّ: يُقَالُ لِصِغَارِ الْأَرَاكِ: عَرْمَضٌ. وَالْعَرْمَضُ: السِّدْرُ صِغَارُهُ، وَصِغَارُ الْعِضَاهِ عَرْمَضٌ.

معنى كلمة عرمض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرمس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرمس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرمس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرمس: الْعِرْمِسُ: الصَّخْرَةُ. وَالْعِرْمِسُ: النَّاقَةُ الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ، وَهُوَ مِنْهُ، شُبِّهَتْ بِالصَّخْرَةِ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:
رُبَّ عَجُوزٍ عِرْمِسٍ زَبُونِ
لَا أَدْرِي أَهُوَ مِنْ صِفَاتِ الشَّدِيدَةِ أَمْ هُوَ مُسْتَعَارٌ فِيهَا، وَقِيلَ: الْعِرْمِسُ مِنَ الْإِبِلِ الْأَدِيبَةُ الطَّيِّعَةُ الْقِيَادِ، وَالْأَوَّلُ أَقْرَبُ إِلَى الِاشْتِقَاقِ، أَعْنِي أَنَّهَا الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ.

معنى كلمة عرمس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرم: عُرَامُ الْجَيْشِ: حَدُّهُمْ وَشِدَّتُهُمْ وَكَثْرَتُهُمْ، قَاْلَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ:
وَإِنَّا ڪَالْحَصَى عَدَدًا وَإِنَّا بَنُو الْحَرْبِ الَّتِي فِيهَا عُرَامُ
وَقَالَ آخَرُ:
وَلَيْلَةِ هَوْلٍ قَدْ سَرَيْتُ وَفِتْيَةٍ     هَدَيْتُ وَجَمْعٍ ذِي عُرَامٍ مُلَادِسِ
وَالْعَرَمَةُ: جَمْعُ عَارِمٍ، يُقَالُ: غِلْمَانٌ عَقَقَةٌ عَرَمَةٌ. وَلَيْلٌ عَارِمٌ: شَدِيدُ الْبَرْدِ، نِهَايَةٌ فِي الْبَرْدِ نَهَارُهُ وَلَيْلُهُ، وَالْجَمْعُ عُرَّمٌ، قَالَ:
وَلَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي الْعُرَّمِ     بَيْنَ الذِّرَاعَيْنِ وَبَيْنَ الْمِرْزَمِ
تَهُمُّ فِيهَا الْعَنْزُ بِالتَّكَلُّمِ
يَعْنِي مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا. وَعَرَمَ الْإِنْسَانُ يَعْرُمُ، وَيَعْرِمُ، وَعَرِمَ، وَعَرُمَ عَرَامَةً – بِالْفَتْحِ – وَعُرَامًا: اشْتَدَّ، قَاْلَ وَعْلَةُ الْجَرْمِيُّ – وَقِيلَ هُوَ لِابْنِ الدِّنَّبَةِ الثَّقَفِيِّ -:
أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّي تُخَافُ عَرَامَتِي     وَأَنَّ قَنَاتِي لَا تَلِينُ عَلَى الْكَسْرِ
وَهُوَ عَارِمٌ وَعَرِمٌ: اشْتَدَّ، وَأَنْشَدَ:
إِنِّي امْرُؤٌ يَذُبُّ عَنْ مَحَارِمِي       بَسْطَةُ ڪَفٍّ وَلِسَانٍ عَارِمِ
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَاعْتِرَامٍ مِنَ الْفِتَنِ، أَيِ اشْتِدَادٍ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلًا قَاْلَ لَهُ عَارَمْتُ غُلَامًا بِمَكَّةَ، فَعَضَّ أُذُنِي فَقَطَعَ مِنْهَا. أَيْ: خَاصَمْتُ وَفَاتَنْتُ، وَصَبِيٌّ عَارِمٌ بَيِّنُ الْعُرَامِ، بِالضَّمِّ، أَيْ شَرِسٌ، قَاْلَ شَبِيبُ بْنُ الْبَرْصَاءِ:
كَأَنَّهَا مِنْ بُدُنٍ وَإِيفَارْ     دَبَّتْ عَلَيْهَا عَارِمَاتُ الْأَنْبَارْ
أَيْ: خَبِيثَاتُهَا، وَيُرْوَى: ذَرِبَاتٌ. وَفِي حَدِيثِ عَاقِرِ النَّاقَةِ: فَانْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَارِمٌ أَيْ: خَبِيثٌ شِرِّيرٌ. وَالْعُرَامُ: الشِّدَّةُ وَالْقُوَّةُ وَالشَّرَاسَةُ. وَعَرَمَنَا الصَّبِيُّ، وَعَرَمَ عَلَيْنَا، وَعَرُمَ يَعْرِمُ، وَيَعْرُمُ عَرَامَةً، وَعُرَامًا: أَشِرَ. وَقِيلَ: مَرِحَ وَبَطِرَ، وَقِيلَ: فَسَدَ.
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعَرِمُ الْجَاهِلُ، وَقَدْ عَرَمَ يَعْرُمُ وَعَرُمَ وَعَرِمَ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْعُرَامِيُّ مِنَ الْعُرَامِ وَهُوَ الْجَهْلُ، وَالْعُرَامُ: الْأَذَى، قَاْلَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ الْهِلَالِيُّ:
حَمَى ظِلَّهَا شَكْسُ الْخَلِيقَةِ حَائِطٌ     عَلَيْهَا عُرَامُ الطَّائِفِينَ شَفِيقُ
وَالْعَرَمُ: اللَّحْمُ، قَالَهُ الْفَرَّاءُ. يُقَالُ: إِنَّ جَزُورَكُمْ لَطَيِّبُ الْعَرَمَةِ، أَيْ طَيِّبُ اللَّحْمِ. وَعُرَامُ الْعَظْمِ – بِالضَّمِّ – عُرَاقُهُ. وَعَرَمَهُ يَعْرِمُهُ وَيَعْرُمُهُ عَرْمًا: تَعَرَّقَهُ وَتَعَرَّمَهُ: تَعَرَّقَهُ وَنَزَعَ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ، وَالْعُرَامُ وَالْعُرَاقُ وَاحِدٌ. وَيُقَالُ: أَعْرَمُ مِنْ ڪَلْبٍ عَلَى عُرَامٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: الْعُرَامُ – بِالضَّمِّ – الْعُرَاقُ مِنَ الْعَظْمِ وَالشَّجَرِ. وَعَرَمَتِ الْإِبِلُ الشَّجَرَ: نَالَتْ مِنْهُ. وَعَرِمَ الْعَظْمُ عَرَمًا: قَتِرَ. وَعُرَامُ الشَّجَرَةِ: قِشْرُهَا، قَالَ:
وَتَقَنَّعِي بِالْعَرْفَجِ الْمُشَجَّجِ     وَبِالثُّمَامِ وَعُرَامِ الْعَوْسَجِ
وَخَصَّ الْأَزْهَرِيُّ بِهِ الْعَوْسَجَ، فَقَالَ: يُقَالُ لِقُشُورِ الْعَوْسَجِ الْعُرَامُ، وَأَنْشَدَ الرَّجَزَ. وَعَرَمَ الصَّبِيُّ أُمَّهُ عَرْمًا: رَضَعَهَا، وَاعْتَرَمَ ثَدْيَهَا: مَصَّهُ. وَاعْتَرَمَتْ هِيَ: تَبَغَّتْ مَنْ يَعْرُمُهَا، قَالَ:
وَلَا تُلْفَيَنَّ ڪَأُمِّ الْغُلَا     مِ إِنْ لَمْ تَجِدْ عَارِمًا تَعْتَرِمْ
يَقُولُ: إِنْ لَمْ تَجِدْ مَنْ تُرْضِعُهُ دَرَّتْ هِيَ فَحَلَبَتْ ثَدْيَهَا، وَرُبَّمَا رَضَعَتْهُ ثُمَّ مَجَّتْهُ مِنْ فِيهَا. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: إِنَّمَا يُقَالُ هَذَا لِلْمُتَكَلِّفِ مَا لَيْسَ مِنْ شَأْنِهِ، أَرَادَ بِذَاتِ الْغُلَامِ الْأُمَّ الْمُرْضِعَ، إِنْ لَمْ تَجِدْ مَنْ يَمُصُّ ثَدْيَهَا مَصَّتْهُ هِيَ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَمَعْنَاهُ: لَا تَكُنْ ڪَمَنْ يَهْجُو نَفْسَهُ إِذَا لَمْ يَجِدْ مَنْ يَهْجُوهُ. وَالْعَرَمُ وَالْعُرْمَةُ: لَوْنٌ مُخْتَلِطٌ بِسَوَادٍ وَبَيَاضٍ فِي أَيِّ شَيْءٍ ڪَانَ، وَقِيلَ: تَنْقِيطٌ بِهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَّسِعَ، ڪُلُّ نُقْطَةٍ عُرْمَةٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، الذَّكَرُ أَعْرَمُ وَالْأُنْثَى عَرْمَاءُ، وَقَدْ غَلَبَتِ الْعَرْمَاءُ عَلَى الْحَيَّةِ الرَّقْشَاءِ، قَاْلَ مَعْقِلٌ الْهُذَلِيُّ:
أَبَا مَعْقِلٍ لَا تُوطِئَنْكَ بَغَاضَتِي     رُءُوسَ الْأَفَاعِي فِي مَرَاصِدِهَا الْعُرْمِ
الْأَصْمَعِيُّ: الْحَيَّةُ الْعَرْمَاءُ الَّتِي فِيهَا نُقَطٌ سُودٌ وَبِيضٌ، وَيُرْوَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّهُ ضَحَّى بِكَبْشٍ أَعْرَمَ، وَهُوَ الْأَبْيَضُ الَّذِي فِيهِ نُقَطٌ سُودٌ. قَاْلَ ثَعْلَبٌ: الْعَرِمُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءِ ذُو لَوْنَيْنِ، قَالَ: وَالنَّمِرُ ذُو عَرَمٍ، وَبَيْضُ الْقَطَا عُرْمٌ، وَقَوْلُ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ:
مَا زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْنًا ڪُلَّ صَادِقَةٍ     بَاتَتْ تُبَاشِرُ عُرْمًا غَيْرَ أَزْوَاجِ
عَنَى بَيْضَ الْقَطَا؛ لِأَنَّهَا ڪَذَلِكَ. وَالْعَرَمُ وَالْعُرْمَةُ: بَيَاضٌ بِمَرَمَّةِ الشَّاةِ الضَّائِنَةِ وَالْمِعْزَى، وَالصِّفَةُ ڪَالصِّفَةِ، وَكَذَلِكَ إِذَا ڪَانَ فِي أُذُنِهَا نُقَطٌ سُودٌ، وَالِاسْمُ الْعَرَمُ. وَقَطِيعٌ أَعْرَمُ: بَيِّنُ الْعَرِمِ إِذَا ڪَانَ ضَأْنًا وَمِعْزَى، وَقَالَ يَصِفُ امْرَأَةً رَاعِيَةً:
حَيَّاكَةٌ وَسْطَ الْقَطِيعِ الْأَعْرَمِ
وَالْأَعْرَمُ: الْأَبْرَشُ، وَالْأُنْثَى عَرْمَاءُ. وَدَهْرٌ أَعْرَمُ: مُتَلَوِّنٌ. وَيُقَالُ لِلْأَبْرَصِ: الْأَعْرَمُ وَالْأَبْقَعُ. وَالْعَرَمَةُ: الْأَنْبَارُ مِنِ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ. وَالْعَرَمُ وَالْعَرَمَةُ: الْكُدْسُ الْمَدُوسُ الَّذِي لَمْ يُذَرَّ، يُجْعَلُ ڪَهَيْئَةِ الْأَزَجِ ثُمَّ يُذَرَّى، وَحَصَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ فَقَالَ: الْكُدْسُ مِنِ الْحِنْطَةِ فِي الْجَرِينِ وَالْبَيْدَرِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهُ لَا يُقَالُ: إِلَّا عَرْمَةٌ، وَالصَّحِيحُ: عَرَمَةٌ؛ بِدَلِيلِ جَمْعِهِمْ لَهُ عَلَى عَرَمٍ، فَأَمَّا حَلْقَةٌ وَحَلَقٌ فَشَاذٌّ وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ، قَاْلَ الرَّاجِزُ:
تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطَّرِيقِ الْفَازِرِ     دَقَّ الدِّيَاسِ عَرَمَ الْأَنَادِرِ
وَالْعَرَمَةُ وَالْعَرِمَةُ: الْمُسَنَّاةُ الْأُولَى عَنْ ڪُرَاعٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: الْعَرِمُ الْمُسَنَّاةُ لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا، وَيُقَالُ: وَاحِدُهَا عَرِمَةٌ، أَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْجَعْدِيِّ:
مِنْ سَبَأٍ الْحَاضِرِينَ مَأْرِبَ إِذْ     شَرَّدَ مِنْ دُونِ سَيْلِهِ الْعَرِمَا
قَالَ: وَهِيَ الْعَرِمُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا، وَكَذَلِكَ وَاحِدُهَا وَهُوَ الْعَرَمَةُ، قَالَ: وَالْعَرِمَةُ مِنْ أَرْضِ الرَّبَابِ. وَالْعَرِمَةُ: سُدٌّ يُعْتَرَضُ بِهِ الْوَادِي، وَالْجَمْعُ عَرِمٌ، وَقِيلَ: الْعَرِمُ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْعَرِمُ الْأَحْبَاسُ تُبْنَى فِي أَوْسَاطِ الْأَوْدِيَةِ. وَالْعَرِمُ أَيْضًا: الْجُرَذُ الذَّكَرُ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَمِنْ أَسْمَاءِ الْفَأْرِ: الْبِرُّ، وَالثُّعْبَةُ، وَالْعَرِمُ.
وَالْعَرِمُ: السَّيْلُ الَّذِي لَا يُطَاقُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ، قِيلَ: أَضَافَهُ إِلَى الْمُسَنَّاةِ أَوِ السُّدِّ، وَقِيلَ: إِلَى الْفَأْرِ الَّذِي بَثَقَ السِّكْرَ عَلَيْهِمْ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْخُلْدُ، وَلَهُ حَدِيثٌ، وَقِيلَ: الْعَرِمُ اسْمُ وَادٍ، وَقِيلَ: الْعَرِمُ الْمَطَرُ الشَّدِيدُ، وَكَانَ قَوْمُ سَبَأٍ فِي نِعْمَةٍ وَنَعْمَةٍ وَجِنَانٍ ڪَثِيرَةٍ، وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنْهُمْ تَخْرُجُ وَعَلَى رَأْسِهَا الزَّبِيلُ، فَتَعْتَمِلُ بِيَدَيْهَا وَتَسِيرُ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الشَّجَرِ الْمُثْمِرِ فَيَسْقُطُ فِي زَبِيلِهَا مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ ثِمَارِ الشَّجَرِ، فَلَمْ يَشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ جُرَذًا، وَكَانَ لَهُمْ سِكْرٌ فِيهِ أَبْوَابٌ يَفْتَحُونَ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ، فَثَقَبَهُ ذَلِكَ الْجُرَذُ حَتَّى بَثَقَ عَلَيْهِمُ السِّكْرَ، فَغَرَّقَ جِنَانَهُمْ.
وَالْعُرَامُ: وَسَخُ الْقِدْرِ. وَالْعَرَمُ: وَسَخُ الْقِدْرِ. وَرَجُلٌ أَعْرَمُ أَقْلَفُ: لَمْ يُخْتَنْ، فَكَأَنَّ وَسَخَ الْقُلْفَةِ بَاقٍ هُنَالِكَ.
أَبُو عَمْرٍو: الْعَرَامِينُ الْقُلْفَانُ مِنَ الرِّجَالِ. وَالْعَرْمَةُ: بَيْضَةُ السِّلَاحِ. وَالْعُرْمَانُ: الْمَزَارِعُ، وَاحِدُهَا عَرِيمٌ وَأَعْرَمُ، وَالْأَوَّلُ أَسْوَغُ فِي الْقِيَاسِ؛ لِأَنَّ فُعْلَانًا لَا يُجْمَعُ عَلَيْهِ أَفْعَلُ إِلَّا صِفَةً، وَجَيْشٌ عَرَمْرَمٌ: ڪَثِيرٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ. وَالْعَرَمْرَمُ: الشَّدِيدُ، قَالَ:
أَدَارًا بِأَجْمَادِ النَّعَامِ عَهِدْتُهَا     بِهَا نَعَمًا حَوْمًا وَعِزًّا عَرَمْرَمَا
وَعُرَامُ الْجَيْشِ: ڪَثْرَتُهُ. وَرَجُلٌ عَرَمْرَمٌ: شَدِيدُ الْعُجْمَةِ؛ عَنْ ڪُرَاعٍ. وَالْعَرِيمُ: الدَّاهِيَةُ.
الْأَزْهَرِيُّ: الْعُرْمَانُ الْأَكَرَةُ، وَاحِدُهُمْ أَعْرَمُ، وَفِي ڪِتَابِ ” أَقْوَالِ شَنُوأَةَ “: ” مَا ڪَانَ لَهُمْ مِنْ مُلْكٍ وَعُرْمَانٍ “، الْعُرْمَانُ: الْمَزَارِعُ، وَقِيلَ: الْأَكَرَةُ، الْوَاحِدُ أَعْرَمُ، وَقِيلَ: عَرِيمٌ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَنُونُ الْعُرْمَانِ وَالْعَرَامِينِ لَيْسَتْ بِأَصْلِيَّةٍ. يُقَالُ: رَجُلٌ أَعْرَمُ، وَرِجَالٌ عُرْمَانٌ، ثُمَّ عَرَامِينُ جَمْعُ الْجَمْعِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِجَمْعِ الْقِعْدَانِ مِنَ الْإِبِلِ الْقَعَادِينُ، وَالْقِعْدَانُ جَمْعُ الْقَعُودِ، وَالْقَعَادِينُ نَظِيرُ الْعَرَامِينِ. وَالْعَرِمُ وَالْمِعْذَارُ: مَا يُرْفَعُ حَوْلَ الدَّبَرَةِ.
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعَرَمَةُ أَرْضٌ صُلْبَةٌ إِلَى جَنْبِ الصَّمَّانِ، قَاْلَ رُؤْبَةُ:
وَعَارِضُ الْعِرْضِ وَأَعْنَاقُ الْعَرَمْ
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: الْعَرَمَةُ تُتَاخِمُ الدَّهْنَاءَ، وَعَارِضُ الْيَمَامَةِ يُقَابِلُهَا، قَالَ: وَقَدْ نَزَلْتُ بِهَا. وَعَارِمَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: عَارِمَةُ أَرْضٌ مَعْرُوفَةٌ، قَاْلَ الرَّاعِي:
أَلَمْ تَسْأَلْ بِعَارِمَةِ الدِّيَارَا     عَنِ الْحَيِّ الْمُفَارِقِ أَيْنَ سَارَا
وَالْعُرَيْمَةُ – مُصَغَّرَةً – رَمْلَةٌ لِبَنِي فَزَارَةَ، وَأَنْشَدَ الْجَوْهَرِيُّ لِبِشْرِ بْنِ أَبِي خَازِمٍ:
إِنَّ الْعُرَيْمَةَ مَانِعٌ أَرْمَاحُنَا     مَا ڪَانَ مِنْ سَحَمٍ بِهَا وَصَفَارِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِلنَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ، وَلَيْسَ لِبِشْرٍ ڪَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ، وَيُرْوَى: ” إِنَّ الدُّمَيْنَةَ ” وَهِيَ مَاءٌ لِبَنِي فَزَارَةَ.
وَالْعَرَمَةُ – بِالتَّحْرِيكِ – مُجْتَمَعُ رَمْلٍ، أَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ:
حَاذَرْنَ رَمْلَ أَيْلَةَ الدَّهَاسَا     وَبَطْنَ لُبْنَى بَلَدًا حِرْمَاسَا
وَالْعَرَمَاتِ دُسْتُهَا دِيَاسَا
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَرْمَى وَاللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ ذَلِكَ، وَغَرْمَى، وَحَرْمَى ثَلَاثُ لُغَاتٍ بِمَعْنَى أَمَا وَاللَّهِ، وَأَنْشَدَ:
عَرْمَى وَجَدِّكَ لَوْ وَجَدْتَ لَهُمْ     ڪَعَدَاوَةٍ يَجِدُونَهَا تَغْلِي
وَقَالَ بَعْضُ النَّمِرِيِّينَ: يُجْعَلُ فِي ڪُلِّ سُلْفَةٍ مِنْ حَبٍّ عَرَمَةٌ مِنْ دَمَالٍ، فَقِيلَ لَهُ: مَا الْعَرَمَةُ؟ فَقَالَ: جُثْوَةٌ مِنْهُ تَكُونُ مِزْبَلَيْنِ حِمْلَ بَقَرَتَيْنِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَعَارِمٌ سِجْنٌ، قَاْلَ ڪُثَيِّرٌ:
:
تُحَدِّثُ مَنْ لَاقَيْتَ أَنَّكَ عَائِذٌ     بَلِ الْعَائِذُ الْمَظْلُومُ فِي سِجْنِ عَارِمِ
وَأَبُو عُرَامٍ: ڪُنْيَةُ ڪَثِيبٍ بِالْجِفَارِ، وَقَدْ سَمَّوْا عَارِمًا وَعَرَّامًا. وَعَرْمَانُ: أَبُو قَبِيلَةٍ.

معنى كلمة عرم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عركم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عركم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عركم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عركم: عُرْكُمٌ: اسْمٌ.

معنى كلمة عركم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عركل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عركل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عركل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عركل: عَرْكَلٌ: اسْمٌ.

معنى كلمة عركل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عركس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عركس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عركس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عركس: عَرْكَسَ الشَّيْءُ وَاعْرَنْكَسَ: تَرَاكَبَ. وَلَيْلَةٌ مُعْرَنْكِسَةٌ: مُظْلِمَةٌ، وَشَعَرٌ عَرَنْكَسٌ وَمُعْرَنْكِسٌ: ڪَثِيرٌ مُتَرَاكِبٌ. وَالِاعْرِنْكَاسُ: الِاجْتِمَاعُ، يُقَالُ: عَرْكَسْتُ الشَّيْءَ إِذَا جَمَعْتَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. وَاعْرَنْكَسَ الشَّيْءُ إِذَا اجْتَمَعَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، قَاْلَ الْعَجَّاجُ: وَاعْرَنْكَسَتْ أَهْوَالُهُ وَاعْرَنْكَسَا. وَقَدِ اعْرَنْكَسَ الشَّعَرُ، أَيِ اشْتَدَّ سَوَادُهُ، قَالَ: وَعَرْكَسَ أَصْلُ بِنَاءِ اعْرَنْكَسَ.

معنى كلمة عركس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرك: عَرَكَ الْأَدِيمَ وَغَيْرَهُ يَعْرُكُهُ عَرْكًا: دَلَكَهُ دَلْكًا. وَعَرَكْتُ الْقَوْمَ فِي الْحَرْبِ عَرْكًا، وَعَرَكَ بِجَنْبِهِ مَا ڪَانَ مِنْ صَاحِبِهِ يَعْرُكُهُ: ڪَأَنَّهُ حَكَّهُ حَتَّى عَفَّاهُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي الْأَخْبَارِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَاْلَ لِلْحُطَيْئَةِ: هَلَّا عَرَكْتَ بِجَنْبِكَ مَا ڪَانَ مِنَ الزِّبْرِقَانِ قَالَ:
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْرُكْ بِجَنْبِكَ بَعْضَ مَا يَرِيبُ مِنَ الْأَدْنَى رَمَاكَ الْأَبَاعِدُ
، وَأَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
الْعَارِكِينَ مَظَالِمِي بِجُنُوبِهِمْ     وَالْمُلْبِسِيَّ فَثَوْبُهُمْ لِيَ أَوْسَعُ
أَيْ: خَيْرُهُمْ عَلَيَّ ضَافٍ.
وَعَرَكَهُ الدَّهْرُ: حَنَّكَهُ. وَعَرَكَتْهُمُ الْحَرْبُ تَعْرُكُهُمْ عَرْكًا: دَارَتْ عَلَيْهِمْ، وَكِلَاهُمَا عَلَى الْمَثَلِ، قَاْلَ زُهَيْرٌ:
فَتَعْرُكْكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَا     وَتَلْقَحْ ڪِشَافًا ثُمَّ تَحْمِلْ فَتُتْئِمِ
الثِّفَالُ: الْجِلْدَةُ تُجْعَلُ حَوْلَ الرَّحَى تُمْسِكُ الدَّقِيقَ، وَالْعُرَاكَةُ وَالْعُلَالَةُ وَالدُّلَاكَةُ: مَا حَلَبْتَ قَبْلَ الْفِيقَةِ الْأُولَى وَقَبْلَ أَنْ تَجْتَمِعَ الْفِيقَةُ الثَّانِيَةُ. وَالْمَعْرَكَةُ وَالْمَعْرُكَةُ – بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا – مَوْضِعُ الْقِتَالِ الَّذِي يَعْتَرِكُونَ فِيهِ إِذَا الْتَقَوْا، وَالْجَمْعُ مَعَارِكُ. وَفِي حَدِيثِ ذَمِّ السُّوقِ: فَإِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ، وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْمَعْرَكَةُ وَالْمُعْتَرَكُ، مَوْضِعُ الْقِتَالِ، أَيْ مَوْطِنُ الشَّيْطَانِ وَمَحَلُّهُ الَّذِي يَأْوِي إِلَيْهِ وَيُكْثِرُ مِنْهُ؛ لِمَا يَجْرِي فِيهِ مِنَ الْحَرَامِ، وَالْكَذِبِ، وَالرِّبَا، وَالْغَصْبِ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ: وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ ڪِنَايَةً عَنْ قُوَّةِ طَمَعِهِ فِي إِغْوَائِهِمْ؛ لِأَنَّ الرَّايَاتِ فِي الْحُرُوبِ لَا تُنْصَبُ إِلَّا مَعَ قُوَّةِ الطَّمَعِ فِي الْغَلَبَةِ، وَإِلَّا فَهِيَ مَعَ الْيَأْسِ تُحَطُّ وَلَا تُرْفَعُ.
وَالْمُعَارَكَةُ: الْقِتَالُ. وَالْمُعْتَرَكُ: مَوْضِعُ الْحَرْبِ، وَكَذَلِكَ الْمَعْرَكُ. وَعَارَكَهُ مُعَارَكَةً وَعِرَاكًا: قَاتَلَهُ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ مُعَارِكًا. وَمُعْتَرَكُ الْمَنَايَا: مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ. وَاعْتَرَكَ الْقَوْمُ فِي الْمَعْرَكَةِ وَالْخُصُومَةُ: اعْتَلَجُوا. وَاعْتِرَاكُ الرِّجَالِ فِي الْحُرُوبِ: ازْدِحَامُهُمْ وَعَرْكُ بَعْضِهِمْ بَعْضًا. وَاعْتَرَكَ الْقَوْمُ: ازْدَحَمُوا، وَقِيلَ: ازْدَحَمُوا فِي الْمُعْتَرَكِ. وَالْعِرَاكُ: ازْدِحَامُ الْإِبِلِ عَلَى الْمَاءِ، وَاعْتَرَكَتِ الْإِبِلُ فِي الْوِرْدِ: ازْدَحَمَتْ. وَمَاءٌ مَعْرُوكٌ، أَيْ مُزْدَحِمٌ عَلَيْهِ، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا أَرْسَلَهَا الْعِرَاكَ، أَيْ أَوْرَدَهَا جَمِيعًا الْمَاءَ، أَدْخَلُوا الْأَلِفَ وَاللَّامَ عَلَى الْمَصْدَرِ الَّذِي فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، ڪَأَنَّهُ قَالَ: اعْتِرَاكًا أَيْ: مُعْتَرِكَةً، وَأَنْشَدَ قَوْلَ لَبِيدٍ يَصِفُ الْحِمَارَ وَالْأُتُنَ:
فَأَرْسَلَهَا الْعِرَاكَ وَلَمْ يَذُدْهَا     وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى نَغَصِ الدِّخَالِ
، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: أَوْرَدَ إِبِلَهُ الْعِرَاكَ، وَنُصِبَ نَصْبَ الْمَصَادِرِ، أَيْ أَوْرَدَهَا عِرَاكًا، ثُمَّ أَدْخَلَ عَلَيْهِ الْأَلِفَ وَاللَّامَ ڪَمَا قَالُوا: مَرَرْتُ بِهِمُ الْجَمَّاءَ الْغَفِيرَ، وَالْحَمْدَ لِلَّهِ فِيمَنْ نَصَبَ، وَلَمْ تُغَيِّرِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ الْمَصْدَرَ عَنْ حَالِهِ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْعِرَاكَ وَالْجَمَّاءَ الْغَفِيرَ مَنْصُوبَانِ عَلَى الْحَالِ، وَأَمَّا الْحَمْدَ فَعَلَى الْمَصْدَرِ لَا غَيْرُ، وَالْعَرِكُ: الشَّدِيدُ الْعِلَاجِ وَالْبَطْشِ فِي الْحَرْبِ، وَقَدْ عَرِكَ عَرَكًا، قَاْلَ جَرِيرٌ:
قَدْ جَرَّبَتْ عَرَكِي فِي ڪُلِّ مُعْتَرَكٍ     غُلْبُ الْأَسْوَدِ فَمَا بَالُ الضَّغَابِيسِ
وَالْمُعَارِكُ: ڪَالْعَرِكِ. وَالْعَرْكُ، وَالْحَازُّ وَاحِدٌ: وَهُوَ حَزُّ مِرْفَقِ الْبَعِيرِ جَنْبَهُ حَتَّى يَخْلُصَ إِلَى اللَّحْمِ وَيَقْطَعَ الْجِلْدَ بِحَزِّ الْكِرْكِرَةِ، قَالَ:
لَيْسَ بِذِي عَرْكٍ وَلَا ذِي ضَبِّ
وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ الْبَعِيرَ بِأَنَّهُ بَائِنُ الْمِرْفَقِ:
قَلِيلُ الْعَرْكِ يَهْجُرُ مِرْفَقَاهَا
. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – تَصِفُ أَبَاهَا: عُرَكَةٌ لِلْأَذَاةِ بِجَنْبِهِ. أَيْ يَحْتَمِلُهُ، وَمِنْهُ عَرَكَ الْبَعِيرُ جَنْبَهُ بِمِرْفَقِهِ إِذَا دَلَّكَهُ فَأَثَّرَ فِيهِ. وَالْعَرَكْرَكُ: ڪَالْعَارِكِ وَبَعِيرٌ عَرَكْرَكٌ إِذَا ڪَانَ بِهِ ذَلِكَ، قَاْلَ حَلْحَلَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ أَشْيَمَ، وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ أَقْعَدَهُ لِيُقَادَ مِنْهُ وَقَالَ لَهُ: صَبْرًا حَلْحَلُ، فَقَالَ مُجِيبًا لَهُ:
أَصْبَرُ مِنْ ذِي ضَاغِطٍ عَرَكْرَكِ     أَلْقَى بَوَانِي زَوْرِهِ لِلْمَبْرَكِ
وَالْعَرَكْرَكُ: الْجَمَلُ الْقَوِيُّ الْغَلِيظُ، يُقَالُ: بَعِيرٌ ضَاغِطٌ عَرَكْرَكٌ، وَأَوْرَدَ الْجَوْهَرِيُّ هُنَا أَيْضًا رَجَزَ حَلْحَلَةَ الْمَذْكُورَ قَبْلَهُ. وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ لِلنَّاقَةِ السَّمِينَةِ: عَرَكْرَكَةٌ، وَجَمْعُهَا عَرَكْرَكَاتٌ، أَنْشَدَ أَعْرَابِيٌّ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ:
يَا صَاحِبَيْ رَحْلِي بِلَيْلٍ قُومَا     وَقَرِّبَا عَرَكْرَكَاتٍ ڪُومَا
فَأَمَّا مَا أَنْشَدَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ لِرَجُلٍ مِنْ عُكْلٍ يَقُولُهُ لِلَيْلَى الْأَخْيَلِيَّةِ:
حَيَّاكَةٌ تَمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ     وَقَارِمٍ أَحْمَرَ ذِي عَرْكَيْنِ
فَإِنَّمَا يَعْنِي حِرَهَا وَاسْتَعَارَ لَهَا الْعَرْكَ، وَأَصْلُهُ فِي الْبَعِيرِ. وَعَرِيكَةُ الْجَمَلِ وَالنَّاقَةِ: بَقِيَّةُ سَنَامِهِمَا، وَقِيلَ: هُوَ السَّنَامُ ڪُلُّهُ، قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:
خِفَافُ الْخُطَى مُطْلَنْفِئَاتُ الْعَرَائِكِ
. وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْمُشْتَرِيَ يَعْرُكُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ لِيَعْرِفَ سِمَنَهُ وَقُوَّتَهُ. وَالْعَرِيكَةُ: الطَّبِيعَةُ، يُقَالُ: لَانَتْ عَرِيكَتُهُ، إِذَا انْكَسَرَتْ نَخْوَتُهُ، وَفِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً وَأَلْيَنُهُمْ عَرِيكَةً، الْعَرِيكَةُ: الطَّبِيعَةُ، يُقَالُ: فُلَانٌ لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ إِذَا ڪَانَ سَلِسًا مُطَاوِعًا مُنْقَادًا، قَلِيلَ الْخِلَافِ وَالنُّفُورِ، وَرَجُلٌ لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ، أَيْ لَيِّنُ الْخُلُقِ سَلِسُهُ، وَهُوَ مِنْهُ، وَشَدِيدُ الْعَرِيكَةِ إِذَا ڪَانَ شَدِيدَ النَّفْسِ أَبِيًّا. وَالْعَرِيكَةُ: النَّفْسُ، يُقَالُ: إِنَّهُ لَصَعْبُ الْعَرِيكَةِ، وَسَهْلُ الْعَرِيكَةِ، أَيِ النَّفْسِ، وَقَوْلُ الْأَخْطَلِ:
مِنَ اللَّوَاتِي إِذَا لَانَتْ عَرِيكَتُهَا     ڪَانَ لَهَا بَعْدَهَا آلٌ وَمَجْلُودُ
قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: عَرِيكَتُهَا: قُوَّتُهَا وَشِدَّتُهَا، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مِمَّا تَقَدَّمَ؛ لِأَنَّهَا إِذَا جَهَدَتْ وَأَعْيَتْ لَانَتْ عَرِيكَتُهَا وَانْقَادَتْ. وَرَجُلٌ مَيْمُونُ الْعَرِيكَةِ، وَالْحَرِيكَةِ، وَالسَّلِيقَةِ، وَالنَّقِيبَةِ، وَالنَّقِيمَةِ، وَالنَّخِيجَةِ، وَالطَّبِيعَةِ، وَالْجَبِيلَةِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَالْعَرَكِيَّةُ: الْمَرْأَةُ الْفَاجِرَةُ، قَاْلَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَهْجُو النَّجَاشِيَّ:
وَجَاءَتْ بِهِ حَيَّاكَةٌ عَرَكِيَّةٌ     تَنَازَعَهَا فِي طُهْرِهَا رَجُلَانِ
وَعَرَكَ ظَهْرَ النَّاقَةِ وَغَيْرَهَا يَعْرُكُهُ عَرْكًا: أَكْثَرَ جَسَّهُ لِيَعْرِفَ سِمَنَهَا، وَنَاقَةٌ عَرُوكٌ مِثْلُ الشَّكُوكِ: لَا يُعْرَفُ سِمَنُهَا إِلَّا بِذَلِكَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَشُكُّ فِي سَنَامِهَا أَبِهِ شَحْمٌ أَمْ لَا، وَالْجَمْعُ عُرُكٌ.
وَعَرَكْتُ السَّنَامَ: إِذَا لَمَسْتَهُ تَنْظُرُ أَبِهِ طِرْقٌ أَمْ لَا. وَعَرِيكَةُ الْبَعِيرِ: سَنَامُهُ إِذَا عَرَكَهُ الْحِمْلُ، وَجَمْعُهَا الْعَرَائِكُ. وَلَقِيتُهُ عَرْكَةً أَوْ عَرْكَتَيْنِ، أَيْ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا ظَرْفًا. وَلَقِيتُهُ عَرَكَاتٍ، أَيْ مَرَّاتٍ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ عَاوَدَهُ  ڪَذَا ڪَذَا عَرْكَةً أَيْ: مَرَّةً، يُقَالُ: لَقِيتُهُ عَرْكَةً بَعْدَ عَرْكَةٍ، أَيْ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى. وَعَرَكَهُ بِشَرٍّ: ڪَرَّرَهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَرَكَهُ يَعْرُكُهُ عَرْكًا إِذَا حَمَلَ الشَّرَّ عَلَيْهِ. وَعَرَكَ الْإِبِلَ فِي الْحَمْضِ: خَلَّاهَا فِيهِ تَنَالُ مِنْهُ حَاجَتَهَا، وَعَرَكَتِ الْمَاشِيَةُ النَّبَاتَ: أَكَلَتْهُ، قَالَ:
وَمَا زِلْتُ مِثْلَ النَّبْتِ يُعْرَكُ مَرَّةً     فَيُعْلَى وَيُولَى مَرَّةً وَيَثُوبُ
يُعْرَكُ: يُؤْكَلُ، وَيُولَى مِنَ الْوَلْيِ، وَالْعَرْكُ مِنَ النَّبَاتِ: مَا وُطِئَ وَأُكِلَ، قَاْلَ رُؤْبَةُ:
وَإِنْ رَعَاهَا الْعَرْكَ أَوْ تَأَنَّقَا
. وَأَرْضٌ مَعْرُوكَةٌ: عَرَكَتْهَا السَّائِمَةُ حَتَّى أَجْدَبَتْ، وَقَدْ عُرِكَتْ إِذَا جَرَدَتْهَا الْمَاشِيَةُ مِنَ الْمَرْعَى. وَرَجُلٌ مَعْرُوكٌ: أُلِحَّ عَلَيْهِ فِي الْمَسْأَلَةِ. وَالْعِرَاكُ: الْمَحِيضُ، عَرَكَتِ الْمَرْأَةُ تَعْرُكُ عَرْكًا وَعِرَاكًا وَعُرُوكًا، الْأُولَى عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهِيَ عَارِكٌ، وَأَعْرَكَتْ وَهِيَ مُعْرِكٌ: حَاضَتْ، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِالْعَرْكِ الْجَارِيَةَ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ڪَانَتْ مُحْرِمَةً، فَذَكَرَتِ الْعِرَاكَ قَبْلَ أَنْ تُفِيضَ، الْعِرَاكُ: الْحَيْضُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: حَتَّى إِذَا ڪُنَّا بِسَرِفٍ عَرَكْتُ أَيْ: حِضْتُ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِحُجْرِ بْنِ جَلِيلَةَ:
فَغَرْتُ لَدَى النُّعْمَانِ لَمَّا رَأَيْتُهُ     ڪَمَا فَغَرَتْ لِلْحَيْضِ شَمْطَاءُ عَارِكُ
وَنِسَاءٌ عَوَارِكُ، أَيْ حُيَّضٌ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ أَيْضًا:
أَفِي السِّلْمِ أَعْيَارًا جَفَاءً وَغِلْظَةً     وَفِي الْحَرْبِ أَمْثَالَ النِّسَاءِ الْعَوَارِكِ
وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ:
لَا نَوْمَ أَوْ تَغْسِلُوا عَارًا أَظَلَّكُمُ     غَسْلَ الْعَوَارِكِ حَيْضًا بَعْدَ إِطْهَارِ
وَالْعَرْكُ: خُرْءُ السِّبَاعِ. وَالْعَرَكِيُّ: صَيَّادُ السَّمَكِ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ الْعَرَكِيَّ سَأَلَ النَّبِيَّ عَنِ الطُّهُورِ بِمَاءِ الْبَحْرِ، الْعَرَكِيُّ: صَيَّادُ السَّمَكِ، وَجَمْعُهُ عَرَكٌ، ڪَعَرَبِيٍّ وَعَرَبٍ وَهُمُ الْعُرُوكُ، قَاْلَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي عَائِذٍ:
وَفِي غَمْرَةِ الْآلِ خِلْتُ الصُّوَى     عُرُوكًا عَلَى رَائِسٍ يَقْسِمُونَا
رَائِسٌ: جَبَلٌ فِي الْبَحْرِ، وَقِيلَ: رَئِيسٌ مِنْهُمْ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَفِي ڪِتَابِهِ إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ: ” إِنَّ عَلَيْكُمْ رُبْعَ مَا أَخْرَجَتْ نَخْلُكُمْ، وَرُبُعَ مَا صَادَتْ عُرُوكُكُمْ، وَرُبُعَ الْمِغْزَلِ، قَالَ: الْعُرُوكُ جَمْعُ عَرَكٍ – بِالتَّحْرِيكِ – وَهُمُ الَّذِينَ يَصِيدُونَ السَّمَكَ، وَإِنَّمَا قِيلَ: لِلْمَلَّاحِينَ عَرَكٌ لِأَنَّهُمْ يَصِيدُونَ السَّمَكَ، وَلَيْسَ بِأَنَّ الْعَرَكَ اسْمٌ لَهُمْ. قَاْلَ زُهَيْرٌ:
يُغْشِي الْحُدَاةُ بِهِمْ حُرَّ الْكَثِيبِ ڪَمَا     يُغْشِي السَّفَائِنَ مَوْجَ اللُّجَّةِ الْعَرَكُ
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ ” مَوْجَ ” بِالرَّفْعِ، وَجَعَلَ الْعَرِكَ نَعْتًا لِلْمَوْجِ، يَعْنِي الْمُتَلَاطِمَ. وَالْعَرَكُ: الصَّوْتُ، وَكَذَلِكَ الْعَرِكُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَرَجُلٌ عَرِكٌ، أَيْ شَدِيدٌ صِرِّيعٌ لَا يُطَاقُ. وَقَوْمٌ عَرِكُونَ، أَيْ أَشِدَّاءُ صُرَّاعٌ. وَرَمْلٌ عَرِيكٌ وَمُعْرَوْرِكٌ: مُتَدَاخِلٌ، وَالْعَرَكْرَكُ: الرَّكَبُ الضَّخْمُ، وَقَيَّدَهُ الْأَزْهَرِيُّ فَقَالَ: مِنْ أَرْكَابِ النِّسَاءِ، وَقَالَ: أَصْلُهُ ثَلَاثِيٌّ وَلَفْظُهُ خُمَاسِيٌّ. وَالْعَرَكْرَكَةُ: عَلَى وَزْنِ فَعَلْعَلَةٍ، مِنَ النِّسَاءِ: الْكَثِيرَةُ اللَّحْمِ الْقَبِيحَةُ الرَّسْحَاءُ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
وَمَا مِنْ هَوَايَ وَلَا شِيمَتِي     عَرَكْرَكَةٌ ذَاتُ لَحْمٍ زِيَمْ
وَعِرَاكٌ وَمُعَارِكٌ وَمِعْرَكٌ وَمِعْرَاكٌ: أَسْمَاءٌ.
وَذُو مُعَارِكٍ: مَوْضِعٌ، أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
تُلِيحُ مِنْ جَنْدَلِ ذِي مَعَارِكَ     إِلَاحَةَ الرُّومِ مِنَ النَّيَازِكِ
أَيْ: تُلِيحُ مِنْ حَجَرِ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَيُرْوَى: ” مِنْ جَنْدَلَ ذِي مَعَارِكَ ” جَعَلَ جَنْدَلَ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ فَلَمْ يَصْرِفْهُ، وَذِي مَعَارِكَ بَدَلٌ مِنْهَا، ڪَأَنَّ الْمَوْضِعَ يُسَمَّى بِجَنْدَلَ وَذِي مَعَارِكَ.

معنى كلمة عرك – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرقل: عَرْقَلَ الرَّجُلُ إِذَا جَارَ عَنِ الْقَصْدِ، وَالْعَرْقَلَةُ: التَّعْوِيجُ. وَعَرْقَلَ عَلَيْهِ ڪَلَامَهُ: عَوَّجَهُ. وَعَرْقَلَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ وَحَوَّقَ: مَعْنَاهُ قَدْ عَوَّجَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ وَالْفِعْلَ، وَأَدَارَ عَلَيْهِ ڪَلَامًا لَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ، قَالَ: وَحَوَّقَ مَأْخُوذٌ مِنْ حُوقِ الْكَمَرَةِ، وَهُوَ مَا دَارَ حَوْلَ الْكَمَرَةِ، قَالَ: وَمِنَ الْعَرْقَلَةِ سُمِّيَ عَرْقَلُ بْنُ الْخَطِيمِ، رَجُلٌ مَعْرُوفٌ. وَالْعِرْقِيلُ: صُفْرَةُ الْبَيْضِ، وَأَنْشَدَ:
طَفْلَةٌ تُحْسَبُ الْمَجَاسِدُ مِنْهَا زَعْفَرَانًا يُدَافُ أَوْ عِرْقِيلَا
وَقِيلَ: الْغِرْقِيلُ بَيَاضُ الْبَيْضِ بَالِغِينَ. وَالْعَرْقَلَى: مِشْيَةُ تَبَخْتُرٍ. وَرَجُلٌ عِرْقَالٌ: لَا يَسْتَقِيمُ عَلَى رُشْدِهِ. وَالْعَرَاقِيلُ: الدَّوَاهِي. وَعَرَاقِيلُ الْأُمُورِ وَعَرَاقِيبُهَا: صِعَابُهَا.

معنى كلمة عرقل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرقط: الْعُرَيْقِطَةُ: دُوَيْبَّةٌ عَرِيضَةٌ ڪَالْجُعَلِ، الْجَوْهَرِيُّ: وَهِيَ الْعُرَيْقِطَانُ.

معنى كلمة عرقط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرقص: الْعُرْقُصُ، وَالْعُرَقِصُ، وَالْعُرْقُصَاءُ، وَالْعُرَيْقِصَاءُ، وَالْعُرَيْقِصَانُ، وَالْعَرَنْقُصَانُ، وَالْعَرَقْصَانُ، وَالْعَرَنْقَصُ، ڪُلُّهُ: نَبْتٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَنْدَقُوقُ، الْوَاحِدَةُ بِالْهَاءِ. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: الْعُرْقُصَاءُ وَالْعُرَيْقِصَاءُ نَبَاتٌ يَكُونُ بِالْبَادِيَةِ، وَبَعْضٌ يَقُولُ: عُرَيْقِصَانَةٌ قَالَ: وَالْجَمْعُ عُرَيْقِصَانٌ قَالَ: وَمَنْ قَاْلَ عُرَيْقِصَاءُ وَعُرْقُصَاءُ فَهُوَ فِي الْوَاحِدَةِ، وَالْجَمْعُ مَمْدُودٌ عَلَى حَالٍ وَاحِدَةٍ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَقُصَانُ وَالْعَرَتُنُ مَحْذُوفَانِ، الْأَصْلُ عَرَنْتُنٌ وَعَرَنْقُصَانٌ، فَحَذَفُوا النُّونَ وَأَبْقَوْا سَائِرَ الْحَرَكَاتِ عَلَى حَالِهَا، وَهُمَا نَبْتَانِ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عُرَيْقِصَانٌ نَبْتٌ، وَاحِدَتُهُ عُرَيْقِصَانَةٌ، وَيُقَالُ: عَرَقُصَانٌ بِغَيْرِ يَاءٍ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْعَرَقُصَانُ وَالْعَرَنْقُصَانُ دَابَّةٌ، عَنِ السِّيرَافِيِّ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: دَابَّةٌ مِنَ الْحَشَرَاتِ، وَقَالَ عَنِ الْفَرَّاءِ: الْعَرْقَصَةُ مَشْيُ الْحَيَّةِ.

معنى كلمة عرقص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرقد: الْعَرْقَدَةُ: شِدَّةُ فَتْلِ الْحَبْلِ وَنَحْوِهِ مِنَ الْأَشْيَاءِ ڪُلِّهَا.

معنى كلمة عرقد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرقب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرقب: الْعُرْقُوبُ: الْعَصَبُ الْغَلِيظُ الْمُوَتَّرُ فَوْقَ عَقِبِ الْإِنْسَانِ. وَعُرْقُوبُ الدَّابَّةِ فِي رِجْلِهَا، بِمَنْزِلَةِ الرُّكْبَةِ فِي يَدِهَا، قَاْلَ أَبُو دُوَادَ:
حَدِيدُ الطَّرْفِ وَالْمَنْكِ بِ وَالْعُرْقُوبِ وَالْقَلْبِ
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَكُلُّ ذِي أَرْبَعٍ عُرْقُوبَاهُ فِي رِجْلَيْهِ وَرُكْبَتَاهُ فِي يَدَيْهِ وَالْعُرْقُوبَانِ مِنَ الْفَرَسِ: مَا ضَمَّ مُلْتَقَى الْوَظِيفَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ مِنْ مَآخِرِهِمَا مِنَ الْعَصَبِ، وَهُوَ مِنِ الْإِنْسَانِ مَا ضَمَّ أَسْفَلَ السَّاقِ وَالْقَدَمِ، وَعَرْقَبَ الدَّابَّةَ: قَطَعَ عُرْقُوبَهَا. وَتَعَرْقَبَهَا: رَكِبَهَا مِنْ خَلْفِهَا.
الْأَزْهَرِيُّ: الْعُرْقُوبُ عَصَبٌ مُوَتَّرٌ خَلْفَ الْكَعْبَيْنِ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ: وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ يَعْنِي فِي الْوُضُوءِ. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ ڪَانَ يَقُولُ لِلْجَزَّارِ: لَا تُعَرْقِبْهَا، أَيْ لَا تَقْطَعْ عُرْقُوبَهَا، وَهُوَ الْوَتَرُ الَّذِي خَلْفَ الْكَعْبَيْنِ مِنْ مَفْصِلِ الْقَدَمِ وَالسَّاقِ مِنْ ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ، وَهُوَ مِنِ الْإِنْسَانِ فُوَيْقَ الْعَقِبِ.
وَعُرْقُوبُ الْقَطَا: سَاقُهَا، وَهُوَ مِمَّا يُبَالَغُ بِهِ فِي الْقِصَرِ فَيُقَالُ: يَوْمٌ أَقْصَرُ مِنْ عُرْقُوبِ الْقَطَا، قَاْلَ الْفِنْدُ الزِّمَّانِيُّ:
وَنَبْلِي وَفُقَاهَا ڪَ     عَرَاقِيبِ قَطًا طُحْلِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبُو سَعِيدٍ السِّيرَافِيُّ فِي أَخْبَارِ النَّحْوِيِّينَ أَنَّ هَذَا الْبَيْتَ لِامْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَابِسٍ، وَذَكَرَ قَبْلَهُ أَبْيَاتًا وَهِيَ:
أَيَا تَمْلِكُ يَا تَمْلِي     ذَرِينِي وَذَرِي عَذْلِي
ذَرِينِي وَسِلَاحِي ثُمَّ     شُدِّي الْكَفَّ بِالْعُزْلِ
وَنَبْلِي وَفُقَاهَا ڪَ     عَرَاقِيبِ قَطًا طُحْلِ
وَثَوْبَايَ جَدِيدَانِ     وَأُرْخِي شَرَكَ النَّعْلِ
وَمِنِّي نَظْرَةٌ خَلْفِي     وَمِنِّي نَظْرَةٌ قَبْلِي
فَإِمَّا مِتُّ يَا تَمْلِي     فَمُوتِي حُرَّةً مِثْلِي
وَزَادَ فِي هَذِهِ الْأَبْيَاتِ غَيْرُهُ:
وَقَدْ أَخْتَلِسُ الضَّرْبَةَ     لَا يَدْمَى لَهَا نَصْلِي
وَقَدْ أَخْتَلِسُ الطَّعْنَ     ةَ تَنْفِي سَنَنَ الرِّجْلِ
كَجَيْبِ الدِّفْنِسِ الْوَرْهَا     ءِ رِيعَتْ وَهِيَ تَسْتَفْلِي
قَالَ: وَالَّذِي ذَكَرَهُ السِّيرَافِيُّ فِي تَارِيخِ النَّحْوِيِّينَ: سَنَنَ الرِّجْلِ، بِالرَّاءِ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ أَنَّ الدَّمَ يَسِيلُ عَلَى رِجْلِهِ فَيُخْفِي آثَارَ وَطْئِهَا.
وَعُرْقُوبُ الْوَادِي: مَا انْحَنَى مِنْهُ وَالْتَوَى، وَالْعُرْقُوبُ مِنَ الْوَادِي: مَوْضِعٌ فِيهِ انْحِنَاءٌ وَالْتِوَاءٌ شَدِيدٌ. وَالْعُرْقُوبُ: طَرِيقٌ فِي الْجَبَلِ، قَاْلَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ: مَا أَكْثَرَ عَرَاقِيبَ هَذَا الْجَبَلِ، وَهِيَ الطُّرُقُ الضَّيِّقَةُ فِي مَتْنِهِ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
وَمَخُوفٍ مِنَ الْمَنَاهِلِ وَحْشٍ     ذِي عَرَاقِيبَ آجِنٍ مِدْفَانِ
وَالْعُرْقُوبُ: طَرِيقٌ ضَيِّقٌ يَكُونُ فِي الْوَادِي الْبَعِيدِ الْقَعْرِ، لَا يَمْشِي فِيهِ إِلَّا وَاحِدٌ. أَبُو خَيْرَةَ: الْعُرْقُوبُ وَالْعَرَاقِيبُ خَيَاشِيمُ الْجِبَالِ وَأَطْرَافُهَا، وَهِيَ أَبْعَدُ الطُّرُقِ؛ لِأَنَّكَ تَتَّبِعُ أَسْهَلَهَا أَيْنَ ڪَانَ. وَتَعَرْقَبْتُ: إِذَا أَخَذْتَ فِي تِلْكَ الطُّرُقِ. وَتَعَرْقَبَ لِخَصْمِهِ: إِذَا أَخَذَ فِي طَرِيقٍ تَخْفَى عَلَيْهِ، وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
إِذَا حَبَا قُفٌّ لَهُ تَعَرْقَبَا
مَعْنَاهُ: أَخَذَ فِي آخَرَ أَسْهَلَ مِنْهُ، وَأَنْشَدَ:
إِذَا مَنْطِقٌ زَلَّ عَنْ صَاحِبِي     تَعَرْقَبْتُ آخَرَ ذَا مُعْتَقَبْ
أَيْ: أَخَذْتُ فِي مَنْطِقٍ آخَرَ أَسْهَلَ مِنْهُ. وَيُرْوَى: تَعَقَّبْتُ. وَعَرَاقِيبُ الْأُمُورِ وَعَرَاقِيلُهَا: عِظَامُهَا، وَصِعَابُهَا، وَعَصَاوِيدُهَا، وَمَا دَخَلَ مِنَ اللَّبْسِ فِيهَا، وَاحِدُهَا عُرْقُوبٌ. وَفِي الْمَثَلِ: الشَّرُّ أَلْجَأَهُ إِلَى مُخِّ الْعُرْقُوبِ. وَقَالُوا: شَرُّ مَا أَجَاءَكَ إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ، يُضْرَبُ هَذَا عِنْدَ طَلَبِكَ إِلَى اللَّئِيمِ، أَعْطَاكَ أَوْ مَنَعَكَ. وَفِي النَّوَادِرِ: عَرْقَبْتُ لِلْبَعِيرِ وَعَلَّيْتُ لَهُ، إِذَا أَعَنْتَهُ بِرَفْعٍ. وَيُقَالُ: عَرْقِبْ لِبَعِيرِكَ، أَيِ ارْفَعْ بِعُرْقُوبِهِ حَتَّى يَقُومَ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الشِّقِرَّاقَ: طَيْرَ الْعَرَاقِيبِ، وَهُمْ يَتَشَاءَمُونَ بِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
إِذَا قَطَنًا بَلَّغْتِنِيهِ ابْنَ مُدْرِكٍ     فَلَاقَيْتِ مِنْ طَيْرِ الْعَرَاقِيبِ أَخْيَلَا
وَتَقُولُ الْعَرَبُ إِذَا وَقَعَ الْأَخْيَلُ عَلَى الْبَعِيرِ: لَيُكْسَفَنَّ عُرْقُوبَاهُ.
أَبُو عَمْرٍو: تَقُولُ إِذَا أَعْيَاكَ غَرِيمُكَ فَعَرْقِبْ، أَيِ احْتَلْ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَلَا يُعْيِيكَ عُرْقُوبٌ لِوَأْيٍ     إِذَا لَمْ يُعْطِكَ النَّصَفَ الْخَصِيمُ
وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ فِي خُلْفِ الْوَعْدِ: مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ، وَعُرْقُوبٌ: اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْعَمَالِقَةِ، وَقِيلَ: هُوَ عُرْقُوبُ بْنُ مَعْبَدٍ ڪَانَ أَكْذَبَ أَهْلِ زَمَانِهِ؛ ضَرَبَتْ بِهِ الْعَرَبُ الْمَثَلَ فِي الْخُلْفِ، فَقَالُوا: مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ أَتَاهُ أَخٌ لَهُ يَسْأَلُهُ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ عُرْقُوبٌ: إِذَا أَطْلَعَتْ هَذِهِ النَّخْلَةُ فَلَكَ طَلْعُهَا، فَلَمَّا أَطْلَعَتْ أَتَاهُ لِلْعِدَةِ، فَقَالَ لَهُ: دَعْهَا حَتَّى تَصِيرَ بَلَحًا، فَلَمَّا أَبْلَحَتْ قَالَ: دَعْهَا حَتَّى تَصِيرَ زَهْوًا، فَلَمَّا أَبْسَرَتْ قَالَ: دَعْهَا حَتَّى تَصِيرَ رُطَبًا، فَلَمَّا أَرْطَبَتْ قَالَ: دَعْهَا حَتَّى تَصِيرَ تَمْرًا، فَلَمَّا أَتْمَرَتْ عَمَدَ إِلَيْهَا عُرْقُوبٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَجَدَّهَا، وَلَمْ يُعْطِ أَخَاهُ مِنْهُ شَيْئًا؛ فَصَارَتْ مَثَلًا فِي إِخْلَافِ الْوَعْدِ، وَفِيهِ يَقُولُ الْأَشْجَعِيُّ:
وَعَدْتَ وَكَانَ الْخُلْفُ مِنْكَ سَجِيَّةً     مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بَيَتْرَبِ
بِالتَّاءِ، وَهِيَ بِالْيَمَامَةِ، وَيُرْوَى بِيَثْرِبِ وَهِيَ الْمَدِينَةُ نَفْسُهَا، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ ڪَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا     وَمَا مَوَاعِيدُهَا إِلَّا الْأَبَاطِيلُ
وَعُرْقُوبٌ: فَرَسُ زَيْدِ الْفَوَارِسِ الضَّبِّيِّ.

معنى كلمة عرقب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرق: الْعَرَقُ: مَا جَرَى مِنْ أُصُولِ الشَّعْرِ مِنْ مَاءِ الْجَلْدِ، اسْمُ لِلْجِنْسِ لَا يَجْمَعُ هُوَ فِي الْحَيَوَانِ أَصْلٌ، وَفِيمَا سِوَاهُ مُسْتَعَارٌ عَرِقَ عَرَقًا، وَرَجُل عُرَقٌ: ڪَثِيرُ الْعَرَقِ، فَأَمَّا فُعَلَةٌ فَبِنَاءٌ مُطَّرِدٌ فِي ڪُلِّ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ ڪَهُزَأَةٍ، وَرُبَّمَا غُلِّطَ بِمِثْلِ هَذَا وَلَمْ يُشْعَرْ بِمَكَانِ اطِّرَادِهِ، فَذُكِرَ ڪَمَا يُذْكَرُ مَا يُطْرَدُ، فَقَدْ قَاْلَ بَعْضُهُمْ: رَجُلٌ عُرَقٌ وَعُرَقَةٌ ڪَثِيرُ الْعَرَقِ فَسَوَّى بَيْنَ عُرَقٍ وَعُرَقَةٍ وَعُرَقٌ غَيْرُ مُطَّرِدٍ وَعُرَقَةٌ مُطَّرِدٌ ڪَمَا ذَكَرْنَا، وَأَعْرَقْتُ الْفَرَسَ وَعَرَّقْتُهُ: أَجْرَيْتُهُ لِيَعْرَقَ، وَعَرِقَ الْحَائِطُ عَرَقًا: نَدِيَ، وَكَذَلِكَ الْأَرْضُ الثَّرِيَّةُ إِذَا نَتَحَ فِيهَا النَّدَى حَتَّى يَلْتَقِيَ هُوَ وَالثَّرَى، وَعَرَقُ الزُّجَاجَةِ: مَا نَتَحَ بِهِ مِنَ الشَّرَابِ وَغَيْرِهِ مِمَّا فِيهَا، وَلَبَنٌ عَرِقٌ بِكَسْرِ الرَّاءِ: فَاسِدُ الطَّعْمِ وَهُوَ الَّذِي يُحْقَنُ فِي السِّقَاءِ وَيُعَلَّقُ عَلَى الْبَعِيرِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَنْبِ الْبَعِيرِ وِقَاءٌ فَيَعْرَقُ الْبَعِيرُ وَيَفْسُدُ طَعْمُهُ مِنْ عَرَقِهِ فَتَتَغَيَّرُ رَائِحَتُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْخَبِيثُ الْحَمْضُ وَقَدْ عَرِقَ عَرَقًا، وَالْعَرَقُ: الثَّوَابُ، وَعَرَقُ الْخِلَالِ: مَا يُرْشِحُ لَكَ الرَّجُلُ بِهِ، أَيْ: يُعْطِيكَ لِلْمَوَدَّةِ، قَاْلَ الْحَارِثُ بْنُ زُهَيْرٍ الْعَبْسِيُّ يَصِفُ سَيْفًا:
سَأَجْعَلُهُ مَكَانَ النُّونِ مِنِّي وَمَا أُعْطِيتُهُ عَرَقَ الْخِلَالِ
. أَيْ: لَمْ يَعْرَقْ لِي بِهَذَا السَّيْفِ عَنْ مَوَدَّةٍ إِنَّمَا أَخَذْتُهُ مِنْهُ غَصْبًا، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلِيلُ مِنَ الثَّوَابِ شُبِّهَ بِالْعَرَقِ، قَاْلَ شَمِرٌ: الْعَرَقُ النَّفْعُ وَالثَّوَابُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: اتَّخَذْتُ عِنْدَهُ يَدًا بَيْضَاءَ وَأُخْرَى خَضْرَاءَ فَمَا نِلْتُ مِنْهُ عَرَقًا، أَيْ: ثَوَابًا، وَأَنْشَدَ بَيْتَ الْحَارِثِ بْنِ زُهَيْرٍ وَقَالَ: مَعْنَاهُ لَمْ أُعْطَهُ لِلْمُخَالَّةِ وَالْمَوَدَّةِ ڪَمَا يُعْطِي الْخَلِيلُ خَلِيلَهُ، وَلَكِنِّي أَخَذْتُهُ قَسْرًا، وَالنُّونُ اسْمُ سَيْفِ مَالِكِ بْنِ زُهَيْرٍ، وَكَانَ حَمَلُ بْنُ بَدْرٍ أَخَذَهُ مِنْ مَالِكٍ يَوْمَ قَتَلَهُ، وَأَخَذَهُ الْحَارِثُ مِنْ حَمَلِ بْنِ بَدْرٍ يَوْمَ قَتَلَهُ، وَظَاهِرُ بَيْتِ الْحَارِثِ يَقْضِي بِأَنَّهُ أَخَذَ مِنْ مَالِكٍ سَيْفًا غَيْرَ النُّونِ بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ: سَأَجْعَلُهُ مَكَانَ النُّونِ، أَيْ: سَأَجْعَلُ هَذَا السَّيْفَ الَّذِي اسْتَفَدْتُهُ مَكَانَ النُّونِ، وَالصَّحِيحُ فِي إِنْشَادِهِ:
وَيُخْبِرُهُمْ مَكَانَ النُّونِ مِنِّي
. لِأَنَّ قَبْلَهُ:
سَيُخْبِرُ قَوْمَهُ حَنَشُ بْنُ عَمْرٍو     إِذَا لَاقَاهُمْ وَابْنَا بِلَالِ
. وَالْعَرَقُ فِي الْبَيْتِ: بِمَعْنَى الْجَزَاءِ، وَمَعَارِقُ الرَّمْلِ: أَلْعَاطُهُ وَآبَاطُهُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِمَعَارِقِ الْحَيَوَانِ، وَالْعَرَقُ: اللَّبَنُ سُمِّيَ بِذَلِكَ; لِأَنَّهُ عَرَقٌ يَتَحَلَّبُ فِي الْعُرُوقِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الضَّرْعِ، قَاْلَ الشَّمَّاخُ:
تَغْدُو وَقَدْ ضَمِنَتْ ضَرَّاتُهَا عَرَقًا     مِنْ نَاصِعِ اللَّوْنِ حُلْوِ الطَّعْمِ مَجْهُودِ
. وَالرِّوَايَةُ الْمَعْرُوفَةُ غُرَقًا جَمْعُ غُرْقَةٍ، وَهِيَ الْقَلِيلُ مِنَ اللَّبَنِ وَالشَّرَابِ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلِيلُ مِنَ اللَّبَنِ خَاصَّةً، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: تُصْبِحُ وَقَدْ ضَمِنَتْ; وَذَلِكَ أَنَّ قَبْلَهُ:
إِنْ تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَمَاجِمُهُ     مِنَ الْأَسَالِقِ عَارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ
تُصْبِحُ وَقَدْ ضَمِنَتْ ضَرَّاتُهَا عَرَقَا
فَهَذَا شَرْطٌ وَجَزَاءٌ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: تُضْحِ وَقَدْ ضَمِنَتْ عَلَى احْتِمَالِ الطَّيِّ، وَعَرِقَ السِّقَاءُ عَرَقًا: نُتِحْ مِنْهُ اللَّبَنُ، وَيُقَالُ: إِنَّ بِغَنَمِكَ لَعِرْقًا مِنْ لَبَنٍ، قَلِيلًا ڪَانَ أَوْ ڪَثِيرًا، وَيُقَالُ: عَرَقًا مِنْ لَبَنٍ وَهُوَ الصَّوَابُ، وَمَا أَكْثَرَ عَرَقَ إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ، أَيْ: لَبَنُهَا وَنِتَاجُهَا، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَلَا لَا تُغَالُوا صُدُقَ النِّسَاءِ، فَإِنَّ الرِّجَالَ تُغَالِي بِصَدَاقِهَا حَتَّى تَقُولَ جَشِمْتُ إِلَيْكَ عَرَقَ الْقِرْبَةِ، قَاْلَ الْكِسَائِيُّ: عَرَقُ الْقِرْبَةِ أَنْ يَقُولَ: نَصِبْتُ لَك وَتَكَلَّفْتُ وَتَعِبْتُ حَتَّى عَرِقْتُ ڪَعَرَقِ الْقِرْبَةِ، وَعَرَقُهَا سَيَلَانُ مَائِهَا، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تَكَلَّفْتُ إِلَيْكَ مَا لَا يَبْلُغُهُ أَحَدٌ حَتَّى تَجَشَّمْتُ مَا لَا يَكُونُ; لِأَنَّ الْقِرْبَةَ لَا تَعْرَقُ، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ: حَتَّى يَشِيبَ الْغُرَابُ وَيَبْيَضَّ الْقَارُ، وَقِيلَ: أَرَادَ بَعَرَقِ الْقِرْبَةِ عَرَقَ حَامِلِهَا مِنْ ثِقَلِهَا، وَقِيلَ: أَرَادَ إِنِّي قَصَدْتُكَ، وَسَافَرْتُ إِلَيْكَ وَاحْتَجْتُ إِلَى عَرَقِ الْقِرْبَةِ، وَهُوَ مَاؤُهَا، قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: عَرَقُ الْقِرْبَةِ مَعْنَاهُ الشِّدَّةِ وَلَا أَدْرِي مَا أَصْلُهُ، وَأَنْشَدَ لِابْنِ أَحْمَرَ الْبَاهِلِيِّ:
لَيْسَتْ بِمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وَعَفْوُهَا     عَرَقُ السِّقَاءِ عَلَى الْقَعُودِ اللَّاغِبِ
. قَالَ: أَرَادَ أَنَّهُ يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ تَغِيظُهُ وَلَيْسَتْ بِمَشْتَمَةٍ فَيُؤَاخِذُ بِهَا صَاحِبَهَا، وَقَدْ أُبْلِغَتْ إِلَيْهِ ڪَعَرَقِ السِّقَاءِ عَلَى الْقَعُودِ اللَّاغِبِ، وَأَرَادَ بِالسِّقَاءِ الْقِرْبَةَ، وَقِيلَ: لَقِيتُ مِنْهُ عَرَقَ الْقِرْبَةِ، أَيْ: شِدَّةً وَمَشَقَّةً، وَمَعْنَاهُ: أَنَّ الْقِرْبَةَ إِذَا عَرِقَتْ وَهِيَ مَدْهُونَةٌ خَبُثَ رِيحُهَا، وَأَنْشَدَ بَيْتَ ابْنِ أَحْمَرَ: لَيْسَتْ بِمَشْتَمَةٍ، وَقَالَ: أَرَادَ عَرَقَ الْقِرْبَةِ فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الشِّعْرُ، ڪَمَا قَاْلَ رُؤْبَةُ:
كَالْكَرْمِ إِذْ نَادَى مِنَ الْكَافُورِ
وَإِنَّمَا يُقَالُ: صَاحَ الْكَرْمُ: إِذَا نَوَّرَ، فَكَرِهَ احْتِمَالَ الطَّيِّ; لِأَنَّ قَوْلَهُ صَاحَ مِنَ الْ ” مُفْتَعِلُنْ ” فَقَالَ: نَادَى، فَأَتَمَّ الْجُزْءَ عَلَى مَوْضُوعِهِ فِي بَحْرِهِ; لِأَنَّ نَادَى مِنَ الْ ” مُسْتَفْعِلُنْ “، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ جَشِمْتُ إِلَيْكَ النَّصَبَ وَالتَّعَبَ وَالْغُرْمَ وَالْمُؤْونَةَ حَتَّى جَشِمْتُ إِلَيْكَ عَرَقَ الْقِرْبَةِ، أَيْ عِرَاقَهَا الَّذِي يُخْرَزُ حَوْلَهَا، وَمَنْ قَالَ: ” عَلَقَ الْقِرْبَةِ ” أَرَادَ السُّيُورَ الَّتِي تُعَلَّقُ بِهَا، وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: ڪَلِفْتُ إِلَيْكَ عَرَقَ الْقِرْبَةِ وَعَلَقَ الْقِرْبَةِ، فَأَمَّا عَرَقُهَا فَعَرَقُكَ بِهَا عَنْ جَهْدِ حَمْلِهَا، وَذَلِكَ لِأَنَّ أَشَدَّ الْأَعْمَالِ عِنْدَهُمُ السَّقْيُ، وَأَمَّا عَلَقُهَا فَمَا شُدَّتْ بِهِ ثُمَّ عُلِّقَتْ، وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَرَقُ الْقِرْبَةِ، وَعَلَقُهَا وَاحِدٌ، وَهُوَ مِعْلَاقٌ تُحْمَلُ بِهِ الْقِرْبَةُ، وَأَبْدَلُوا الرَّاءَ مِنَ اللَّامِ، ڪَمَا قَالُوا: لَعَمْرِي وَرَعَمْلِي، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: لَقِيتُ مِنْ فُلَانٍ عَرَقَ الْقِرْبَةِ، الْعَرَقُ إِنَّمَا هُوَ لِلرَّجُلِ لَا لِلْقِرْبَةِ، وَأَصْلُهُ أَنَّ الْقِرَبَ إِنَّمَا تَحْمِلُهَا الْإِمَاءُ الزَّوَافِرُ وَمَنْ لَا مُعِينَ لَهُ، وَرُبَّمَا افْتَقَرَ الرَّجُلُ الْكَرِيمُ، وَاحْتَاجَ إِلَى حَمْلِهَا بِنَفْسِهِ، فَيَعْرَقُ لِمَا يَلْحَقُهُ مِنَ الْمَشَقَّةِ وَالْحَيَاءِ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: تَجَشَّمْتُ لَكَ عَرَقَ الْقِرْبَةِ. وَعَرَقُ التَّمْرِ: دِبْسُهُ، وَنَاقَةٌ دَائِمَةُ الْعَرَقِ، أَيِ الدِّرَّةِ، وَقِيلَ: دَائِمَةُ اللَّبَنِ، وَفِي غَنَمِهِ عَرَقٌ، أَيْ نِتَاجٌ ڪَثِيرٌ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَعِرْقُ ڪُلِّ شَيْءٍ: أَصْلُهُ، وَالْجَمْعُ أَعْرَاقٌ وَعُرُوقٌ، وَرَجُلٌ مُعْرِقٌ فِي الْحَسَبِ وَالْكَرَمِ، وَمِنْهُ قَوْلُ قُتَيْلَةَ بِنْتِ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ:
أَمُحَمَّدٌ وَلَأَنْتَ ضَنْءُ نَجِيبَةٍ     فِي قَوْمِهَا وَالْفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِقُ
.
أَيْ: عَرِيقُ النَّسَبِ أَصِيلٌ، وَيُسْتَعْمَلُ فِي اللُّؤْمِ أَيْضًا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنَّ فُلَانًا لَمُعْرَقٌ لَهُ فِي الْكَرَمِ، وَفِي اللُّؤْمِ أَيْضًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ امْرَأً لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَ أَبٌ حَيٌّ لَمُعْرَقٌ لَهُ فِي الْمَوْتِ، أَيْ إِنَّ لَهُ فِيهِ عِرْقًا، وَأَنَّهُ أَصِيلٌ فِي الْمَوْتِ. وَقَدْ عَرَّقَ فِيهِ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ وَأَعْرَقُوا، وَأَعْرَقَ فِيهِ إِعْرَاقَ الْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ: إِذَا خَالَطَهُ ذَلِكَ وَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِمْ. وَعَرَّقَ فِيهِ اللِّئَامُ وَأَعْرَقُوا، وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ: إِنَّهُ لَمَعْرُوقٌ لَهُ فِي الْكَرَمِ، عَلَى تَوَهُّمِ حَذْفِ الزَّائِدِ، وَتَدَارَكَهُ أَعْرَاقُ خَيْرٍ وَأَعْرَاقُ شَرٍّ، قَالَ:
جَرَى طَلَقًا حَتَّى إِذَا قِيلَ سَابِقٌ     تَدَارَكَهُ أَعْرَاقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَعْرَقَ الرَّجُلُ، أَيْ صَارَ عَرِيقًا، وَهُوَ الَّذِي لَهُ عُرُوقٌ فِي الْكَرَمِ، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْكَرَمِ وَاللُّؤْمِ جَمِيعًا. وَرَجُلٌ عَرِيقٌ: ڪَرِيمٌ. وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ وَغَيْرُهُ، وَقَدْ أَعْرَقَ، يُقَالُ: أَعْرَقَ الْفَرَسُ: إِذَا صَارَ عَرِيقًا ڪَرِيمًا. وَالْعَرِيقُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَهُ عِرْقٌ فِي الْكَرَمِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعُرُقُ: أَهْلُ الشَّرَفِ، وَاحِدُهُمْ عَرِيقٌ وَعَرُوقٌ، وَالْعُرُقُ: أَهْلُ السَّلَامَةِ فِي الدِّينِ. وَغُلَامٌ عَرِيقٌ: نَحِيفُ الْجِسْمِ خَفِيفُ الرُّوحِ. وَعُرُوقُ ڪُلِّ شَيْءٍ: أَطْنَابٌ تَشَعَّبُ مِنْهُ، وَاحِدُهَا عِرْقٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ يَجْرِي مِنَ الْمَرْأَةِ إِذَا وَاقَعَهَا فِي ڪُلِّ عِرْقٍ وَعَصَبٍ. الْعِرْقُ مِنَ الْحَيَوَانِ: الْأَجْوَفُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الدَّمُ، وَالْعَصَبُ غَيْرُ الْأَجْوَفِ. وَالْعُرُوقُ: عُرُوقُ الشَّجَرِ، الْوَاحِدُ عِرْقٌ. وَأَعْرَقَ الشَّجَرُ وَعَرَّقَ وَتَعَرَّقَ: امْتَدَّتْ عُرُوقُهُ فِي الْأَرْضِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: امْتَدَّتْ عُرُوقُهُ بِغَيْرِ تَقْيِيدٍ. وَالْعَرْقَاةُ وَالْعِرْقَاةُ: الْأَصْلُ الَّذِي يَذْهَبُ فِي الْأَرْضِ سُفْلًا وَتَشَعَّبُ مِنْهُ الْعُرُوقُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَعْرِقَةٌ وَعِرْقَاتٌ، فَجَمَعَ بِالتَّاءِ، وَعِرْقَاةُ ڪُلِّ شَيْءٍ وَعَرْقَاتُهُ: أَصْلُهُ وَمَا يَقُومُ عَلَيْهِ، وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ عَلَيْهِ: اسْتَأْصَلَ اللَّهُ عَرْقَاتَهُ يَنْصِبُونَ التَّاءَ; لِأَنَّهُمْ يَجْعَلُونَهَا وَاحِدَةً مُؤَنَّثَةً.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اسْتَأْصَلَ اللَّهُ عِرْقَاتِهِم وَعِرْقَاتَهُمْ، أَيْ شأْفَتَهُمْ فَعِرْقَاتِهِمْ بِالْكَسْرِ جَمْعُ عِرْقٍ، ڪَأَنَّهُ عِرْقٌ وَعِرْقَاتٌ، ڪَعِرْسٍ وَعِرْسَاتٍ; لِأَنَّ عِرْسًا أُنْثَى، فَيَكُونُ هَذَا مِنَ الْمُذَكَّرِ الَّذِي جُمِعَ بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ، ڪَسِجِلٍّ وَسِجِلَّاتٍ، وَحَمَّامٍ وَحَمَّامَاتٍ. وَمَنْ قَالَ: عِرْقَاتَهُمْ أَجْرَاهُ مَجْرَى سِعْلَاةٍ، وَقَدْ يَكُونُ (عِرْقَاتَهُمْ) جَمْعَ عِرْقٍ وَعِرْقَةٍ، ڪَمَا قَاْلَ بَعْضُهُمْ: رَأَيْتُ بَنَاتَكَ، شَبَّهُوهَا بِهَاءِ التَّأْنِيثِ الَّتِي فِي قَنَاتِهِمْ وَفَتَاتِهِمْ; لِأَنَّهَا لِلتَّأْنِيثِ ڪَمَا أَنَّ هَذِهِ لَهُ، وَالَّذِي سُمِعَ مِنَ الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ: عِرْقَاتِهِمْ، بِالْكَسْرِ.
قَالَ اللَّيْثُ: الْعِرْقَاةُ مِنَ الشَّجَرِ أُرُومُهُ الْأَوْسَطُ، وَمِنْهُ تَتَشَعَّبُ الْعُرُوقُ، وَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ فِعْلَاةٍ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَمَنْ ڪَسَرَ التَّاءَ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ وَجَعَلَهَا جَمْعَ عِرْقَةٍ فَقَدْ أَخْطَأَ.
قَالَ ابْنُ جِنِّي: سَأَلَ أَبُو عَمْرٍو أَبَا خَيْرَةَ عَنْ قَوْلِهِمُ: اسْتَأْصَلَ اللَّهُ عِرْقَاتِهِمْ، فَنَصَبَ أَبُو خَيْرَةَ التَّاءَ مِنْ عِرْقَاتِهِم، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَمْرٍو: هَيْهَاتَ أَبَا خَيْرَةَ; لَانَ جِلْدُكَ! وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا عَمْرٍو اسْتَضْعَفَ النَّصْبَ بَعْدَمَا ڪَانَ سَمِعَهَا مِنْهُ بِالْجَرِّ، قَالَ: ثُمَّ رَوَاهَا أَبُو عَمْرٍو فِيمَا بَعْدُ بِالْجَرِّ وَالنَّصْبِ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ سَمِعَ النَّصْبَ مِنْ غَيْرِ أَبِي خَيْرَةَ مِمَّنْ تُرْضَى عَرَبِيَّتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ قَوِيَ فِي نَفْسِهِ مَا سَمِعَهُ مِنْ أَبِي خَيْرَةَ بِالنَّصْبِ، وَيَجُوزُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ أَقَامَ الضَّعْفَ فِي نَفْسِهِ، فَحَكَى النَّصْبَ عَلَى اعْتِقَادِهِ ضَعْفَهُ، قَالَ: وَذَلِكَ لِأَنَّ الْأَعْرَابِيَّ يَنْطِقُ بِالْكَلِمَةِ يَعْتَقِدُ أَنَّ غَيْرَهَا أَقْوَى فِي نَفْسِهِ مِنْهَا أَلَا تَرَى أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ، حَكَى عَنْ عُمَارَةَ أَنَّهُ ڪَانَ يَقْرَأُ (وَلَا اللَّيْلُ سَابِقٌ النَّهَارَ)؟ فَقَالَ لَهُ: مَا أَرَدْتَ؟ فَقَالَ: أَرَدْتُ سَابِقُ النَّهَارِ، فَقَالَ لَهُ: فَهَلَّا قُلْتَهُ؟ فَقَالَ: لَوْ قُلْتُهُ لَكَانَ أَوْزَنَ، أَيْ أَقْوَى. وَالْعِرْقُ: نَبَاتٌ أَصْفَرُ يُصْبَغُ بِهِ، وَالْجَمْعُ عُرُوقٌ، عَنْ ڪُرَاعٍ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَالْعُرُوقُ عُرُوقُ نَبَاتٍ تَكُونُ صُفْرًا يُصْبَغُ بِهَا، وَمِنْهَا عُرُوقٌ حُمْرٌ يُصْبَغُ بِهَا، وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: أَنَّهُ ڪَرِهَ الْعُرُوقَ لِلْمُحْرِمِ، الْعُرُوقُ: نَبَاتٌ أَصْفَرُ طَيِّبُ الرِّيحِ وَالطَّعْمِ، يُعْمَلُ فِي الطَّعَامِ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعٌ، وَاحِدُهُ عِرْقٌ. وَعُرُوقُ الْأَرْضِ: شَحْمَتُهَا، وَعُرُوقُهَا أَيْضًا: مَنَاتِحُ ثَرَاهَا. وَفِي حَدِيثِ عِكْرَاشِ بْنِ ذُؤَيْبٍ: أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ بِإِبِلٍ مِنْ صَدَقَاتِ قَوْمِهِ ڪَأَنَّهَا عُرُوقُ الْأَرْطَى، الْأَرْطَى: شَجَرٌ مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ أَرْطَاةٌ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: عُرُوقٌ الْأَرْطَى طِوَالٌ حُمْرٌ، ذَاهِبَةٌ فِي ثَرَى الرِّمَالِ الْمَمْطُورَةِ فِي الشِّتَاءِ، تَرَاهَا إِذَا انْتُثِرَتْ وَاسْتُخْرِجَتْ مِنَ الثَّعْرَى حُمْرًا رَيَّانَةً مُكْتَنِزَةً تَرِفُّ يَقْطُرُ مِنْهَا الْمَاءُ، فَشَبَّهَ الْإِبِلَ فِي حُمْرَةِ أَلْوَانِهَا، وَسِمَنِهَا، وَحُسْنِهَا، وَاكْتِنَازِ لُحُومِهَا وَشُحُومِهَا، بِعُرُوقِ الْأَرْطَى، وَعُرُوقُ الْأَرْطَى يَقْطُرُ مِنْهَا الْمَاءُ; لِانْسِرَابِهَا فِي رِيِّ الثَّرَى الَّذِي انْسَابَتْ فِيهِ، وَالظِّبَاءُ وَبَقَرُ الْوَحْشِ تَجِيءُ إِلَيْهَا فِي حَمْرَاءِ الْقَيْظِ، فَتَسْتَثِيرُهَا مِنْ مَسَارِبِهَا، وَتَتَرَشَّفُ مَاءَهَا، فَتَجْزَأُ بِهِ عَنْ وِرْدِ الْمَاءِ.
قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا يَحْفِرُ أَصْلَ أَرْطَاةٍ لِيَكْنِسَ فِيهِ مِنَ الْحَرِّ:
تَوَخَّاهُ بِالْأَظْلَافِ حَتَّى ڪَأَنَّمَا      يُثِيرُ الْكُبَابَ الْجَعْدَ عَنْ مَتْنِ مَحْمَلِ
وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:
إِلَى عِرْقِ الثَّرَى وَشَجَتْ عُرُوقِي
قِيلَ: يَعْنِي بِعِرْقِ الثَّرَى إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ.
وَيُقَالُ: فِيهِ عِرْقٌ مِنْ حُمُوضَةٍ وَمُلُوحَةٍ، أَيْ شَيْءٌ يَسِيرٌ، وَالْعِرْقُ: الْأَرْضُ الْمِلْحُ الَّتِي لَا تُنْبِتُ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْعِرْقُ سَبَخَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ. وَاسْتَعْرَقَتْ إِبِلُكُمْ: أَتَتْ ذَلِكَ الْمَكَانَ، قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: اسْتَعْرَقَتِ الْإِبِلُ: إِذَا رَعَتْ قُرْبَ الْبَحْرِ. وَكُلُّ مَا اتَّصَلَ بِالْبَحْرِ مِنْ مَرْعًى فَهُوَ عِرَاقٌ. وَإِبِلٌ عِرَاقِيَّةٌ: مَنْسُوبَةٌ إِلَى الْعِرْقِ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَالْعِرَاقُ: بَقَايَا الْحَمْضِ. وَإِبِلٌ عِرَاقِيَّةٌ: تَرْعَى بَقَايَا الْحَمْضِ. وَفِيهِ عِرْقٌ مِنْ مَاءٍ، أَيْ قَلِيلٌ. وَالْمُعْرَقُ مِنَ الْخَمْرِ: الَّذِي يُمْزَجُ قَلِيلًا مِثْلَ الْعِرْقِ، ڪَأَنَّهُ جُعِلَ فِيهِ عِرْقٌ مِنَ الْمَاءِ، قَاْلَ الْبُرْجُ بْنُ مُسْهِرٍ:
ونَدْمَانٍ يَزِيدُ الْكَأْسَ طِيبًا     سَقَيْتُ إِذَا تَغَوَّرَتِ النُّجُومُ
رَفَعْتُ بِرَأْسِهِ وَكَشَفْتُ عَنْهُ     بِمُعْرَقَةٍ مَلَامَةَ مَنْ يَلُومُ
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَعْرَقْتُ الْكَأْسَ وَعَرَّقْتُهَا، إِذَا أَقْلَلْتَ مَاءَهَا، وَأَنْشَدَ لِلقُطَامِيِّ:
ومُصَرَّعِينَ مِنَ الْكَلَالِ ڪَأَنَّمَا     شَرِبُوا الْغَبُوقَ مِنَ الطِّلَاءِ الْمُعْرَقِ
وَعَرَّقْتُ فِي السِّقَاءِ وَالدَّلْوِ وَأَعْرَقْتُ: جَعَلْتُ فِيهِمَا مَاءً قَلِيلًا، قَالَ:
لَا تَمْلَإِ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فِيهَا     أَلَا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيهَا
حَبَارُ: اسْمُ نَاقَتِهِ، وَقِيلَ: الْحَبَارُ هُنَا الْأَثَرُ، وَقِيلَ: الْحَبَارُ هَيْئَةُ الرَّجُلِ فِي الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ; عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَالْعُرَاقَةُ: النُّطْفَةُ مِنَ الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ عُرَاقٌ، وَهِيَ الْعَرْقَاةُ.
وَعَمَلَ رَجُلٌ عَمِلًا، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: عرَّقْتَ فَبَرَّقْتَ، فَمَعْنَى بَرَّقْتَ: لَوَّحْتَ بِشَيْءٍ لَا مِصْدَاقَ لَهُ، وَمَعْنَى عَرَّقْتَ: قَلَّلْتَ وَهُوَ مِمَّا تَقَدَّمَ، وَقِيلَ: عَرَّقْتُ الْكَأْسَ: مَزَجْتُهَا، فَلَمْ يُعَيِّنِ بِقِلَّةِ مَاءٍ وَلَا ڪَثْرَةٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَعْرَقْتُ الْكَأْسَ مَلَأْتُهَا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو صَفْوَانَ: الْإِعْرَاقُ وَالتَّعْرِيقُ دُونَ الْمَلْءِ، وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلَهُ:
لَا تَمْلَإِ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فِيهَا
وَفِي النَّوَادِرِ: تَرَكْتُ الْحَقَّ مُعْرِقًا وَصَادِحًا وَسَانِحًا، أَيْ لَائِحًا بَيِّنًا.
وَإِنَّهُ لَخَبِيثُ الْعَرْقِ، أَيِ الْجَسَدِ، وَكَذَلِكَ السِّقَاءُ. وَفِي حَدِيثِ إِحْيَاءِ الْمَوَاتِ: مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ، وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ. الْعِرْقُ الظَّالِمُ: هُوَ أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ إِلَى أَرْضٍ قَدْ أَحْيَاهَا رَجُلٌ قَبْلَهُ، فَيَغْرِسَ فِيهَا غَرْسًا غَصْبًا، أَوْ يَزْرَعَ، أَوْ يُحْدِثَ فِيهَا شَيْئًا لِيَسْتَوْجِبَ بِهِ الْأَرْضَ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَالرِّوَايَةُ: لِعِرْقٍ بِالتَّنْوِينِ، وَهُوَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، أَيْ لِذِي عِرْقٍ ظَالِمٍ، فَجَعَلَ الْعِرْقَ نَفْسَهُ ظَالِمًا وَالْحَقَّ لِصَاحِبِهِ، أَوْ يَكُونُ الظَّالِمُ مِنْ صِفَةِ صَاحِبِ الْعِرْقِ، وَإِنْ رُوِيَ عِرْقٌ بِالْإِضَافَةِ فَيَكُونُ الظَّالِمُ صَاحِبَ الْعِرْقِ وَالْحَقُّ لِلْعِرْقِ، وَهُوَ أَحَدُ عُرُوقِ الشَّجَرَةِ. قَاْلَ أَبُو عَلِيٍّ: هَذِهِ عِبَارَةُ اللُّغَوِيِّينَ، وَإِنَّمَا الْعِرْقُ الْمَغْرُوسُ أَوِ الْمَوْضِعُ الْمَغْرُوسُ فِيهِ، وَمَا هُوَ عِنْدِي بِعِرْقِ مَضِنَّةٍ، أَيْ مَا لَهُ قَدْرٌ، وَالْمَعْرُوفُ: عِلْقُ مَضِنَّةٍ، وَأَرَى عِرْقَ مَضَنَّةٍ إِنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْجَحْدِ وَحْدَهُ.
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ عِرْقُ مَضَنَّةٍ وَعَلْقُ مَضَنَّةٍ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ، سُمِّيَ عِلْقًا لِأَنَّهُ عَلِقَ بِهِ لِحُبِّهِ إِيَّاهُ، يُقَالُ ذَلِكَ لِكُلِّ مَا أَحَبَّهُ. وَالْعُرَاقُ: الْمَطَرُ الْغَزِيرُ. وَالْعُرَاقُ: الْعَظْمُ بِغَيْرِ لَحْمٍ، فَإِنْ ڪَانَ عَلَيْهِ لَحَمٌ فَهُوَ عَرْقٌ، قَاْلَ أَبُو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. وَكَذَلِكَ قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ فِي الْعُرَاقِ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ الرَّاجِزِ:
حَمْرَاءُ تَبْرِي اللَّحْمَ عَنْ عُرَاقِهَا
أَيْ: تَبْرِي اللَّحْمَ عَنِ الْعَظْمِ.
وَقِيلَ: الْعَرْقُ الَّذِي قَدْ أُخِذَ أَكْثَرُ لَحْمِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَتَنَاوَلَ عَرْقًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. وَرُوِيَ عَنْ أُمِّ إِسْحَاقَ الْغَنَوِيَّةِ: أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ ثَرِيدَةٌ، قَالَتْ: فَنَاوَلَنِي عَرْقًا، الْعَرْقُ، بِالسُّكُونِ: الْعَظْمُ إِذَا أُخِذَ عَنْهُ مُعْظَمُ اللَّحْمِ وَهَبْرُهُ وَبَقِيَ عَلَيْهَا لُحُومٌ رَقِيقَةٌ طَيِّبَةٌ، فَتُكْسَرُ وَتُطْبَخُ، وَتُؤْخَذُ إِهَالَتُهَا مِنْ طُفَاحَتِهَا، وَيُؤْكَلُ مَا عَلَى الْعِظَامِ مِنْ لَحْمٍ دَقِيقٍ، وَتُتَمَشَّشُ الْعِظَامُ، وَلَحْمُهَا مِنْ أَطْيَبِ اللُّحْمَانِ عِنْدَهُمْ، وَجَمْعُهُ عُرَاقٌ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَهُوَ جَمْعٌ نَادِرٌ. يُقَالُ: عَرَقْتُ الْعَظْمَ وَتَعَرَّقْتُهُ، إِذَا أَخَذْتَ اللَّحْمَ عَنْهُ بِأَسْنَانِكَ نَهْشًا. وَعَظْمٌ مَعْرُوقٌ إِذَا أُلْقِيَ عَنْهُ لَحْمُهُ، وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ يُخَاطِبُ امْرَأَتَهُ:
وَلَا تُهْدِي الْأَمَرَّ وَمَا يَلِيهِ     وَلَا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ الْعِظَامِ
.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْعَرْقُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ: عَرَقْتُ الْعَظْمَ أَعْرُقُهُ – بِالضَّمِّ – عَرْقًا وَمَعْرَقًا، وَقَالَ:
أَكُفُّ لِسَانِي عَنْ صَدِيقِي فَإِنَّ أُجَأْ     إِلَيْهِ فَإِنِّي عَارِقٌ ڪُلَّ مَعْرَقِ
.
وَالْعَرْقُ: الْفِدْرَةُ مِنَ اللَّحْمِ، وَجَمْعُهَا عُرَاقٌ، وَهُوَ مِنَ الْجَمْعِ الْعَزِيزِ.
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَمْ يَجِئْ شَيْءٌ مِنَ الْجَمْعِ عَلَى فُعَالٍ إِلَّا أَحْرُفٌ، مِنْهَا: تُؤَامٌ جَمْعُ تَوْأَمٍ، وَشَاةٌ رُبَّى، وَغَنَمٌ رُبَابٌ، وَظِئْرٌ وَظُؤَارٌ، وَعَرْقٌ وَعُرَاقٌ، وَرِخْلٌ وَرُخَالٌ، وَفَرِيرٌ وَفُرَارٌ، قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لَهَا. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ ذَكَرَ سِتَّةَ أَحْرُفٍ أُخَرَ وَهِيَ: رُذَالٌ جَمْعُ رَذْلٍ، وَنُذَالٌ جَمْعُ نَذْلٍ، وَبُسَاطٌ جَمْعُ بُسْطٍ، لِلنَّاقَةِ تُخَلَّى مَعَ وَلَدِهَا لَا تُمْنَعُ مِنْهُ، وَثُنَاءٌ جَمْعُ ثِنْيٍ، لِلشَّاةِ تَلِدُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وَظُهَارٌ جَمْعُ ظَهْرٍ، لِلرِّيشِ عَلَى السَّهْمِ، وَبُرَاءٌ جَمْعُ بَرِيءٍ، فَصَارَتِ الْجُمْلَةُ اثْنَيْ عَشَرَ حَرْفًا.
وَالْعُرَامُ: مِثْلُ الْعُرَاقِ، قَالَ: وَالْعِظَامُ إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا شَيْءٌ مِنَ اللَّحْمِ تُسَمَّى عُرَاقًا، وَإِذَا جُرِّدَتْ مِنَ اللَّحْمِ تُسَمَّى عُرَاقًا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ وَجَدَ أَحَدُهُمْ عَرْقًا سَمِينًا أَوْ مَرْمَاتَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ الْأَطْعِمَةِ: فَصَارَتْ عَرْقَهُ، يَعْنِي أَنَّ أَضْلَاعَ السِّلْقِ قَامَتْ فِي الطَّبِيخِ مَقَامَ قِطَعِ اللَّحْمِ. هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَفِي أُخْرَى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالْفَاءِ، يُرِيدُ الْمَرَقَ مِنَ الْغَرْفِ.
أَبُو زَيْدٍ: وَقَوْلُ النَّاسِ: ثَريدةٌ ڪَثِيرَةُ الْعُرَاقِ خَطَأٌ; لِأَنَّ الْعُرَاقَ الْعِظَامُ، وَلَكِنْ يُقَالُ: ثَرِيدَةٌ ڪَثِيرَةُ الْوَذَرِ، وَأَنْشَدَ:
وَلَا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ الْعِظَامِ
  قَالَ: وَمَعْرُوقُ الْعِظَامِ مِثْلُ الْعُرَاقِ، وَحَكَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي جَمْعِهِ: عِرَاقٌ بِالْكَسْرِ، وَهُوَ أَقْيَسُ، وَأَنْشَدَ:
يَبِيتُ ضَيْفِي فِي عِرَاقٍ مُلْسِ     وَفِي شَمُولٍ عُرِّضَتْ لِلنَّحْسِ
.
أَيْ: مُلْسٍ مِنَ الشَّحْمِ. وَالنَّحْسُ: الرِّيحُ الَّتِي فِيهَا غَبَرَةٌ. وَعَرَقَ الْعَظْمَ يَعْرُقُهُ عَرْقًا وَتَعَرَّقَهُ وَاعْتَرَقَهُ: أَكَلَ مَا عَلَيْهِ.
وَالْمِعْرَقُ: حَدِيدَةٌ يُبْرَى بِهَا الْعُرَاقُ مِنَ الْعِظَامِ، يُقَالُ: عَرَقْتُ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ بِمِعْرَقٍ، أَيْ بِشَفْرَةٍ. وَاسْتَعَارَ بَعْضُهُمُ التَّعَرُّقَ فِي غَيْرِ الْجَوَاهِرِ، أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي صِفَةِ إِبِلٍ وَرَكْبٍ:
يَتَعَرَّقُونَ خِلَالَهُنَّ وَيَنْثَنِي     مِنْهَا وَمِنْهُمْ مُقْطَعٌ وَجَرِيحُ
أَيْ: يَسْتَدِيمُونَ حَتَّى لَا تَبْقَى قُوَّةٌ وَلَا صَبْرٌ، فَذَلِكَ خِلَالُهُنَّ، وَيَنْثَنِي: أَيْ يَسْقُطُ مِنْهَا وَمِنْهُمْ، أَيْ مِنْ هَذِهِ الْإِبِلِ. وَأَعْرَقَهُ عَرْقًا: أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَرَجُلٌ مَعْرُوقٌ وَفِي الصِّحَاحِ: مَعْرُوقُ الْعِظَامِ، وَمُعْتَرَقٌ وَمُعَرَّقٌ: قَلِيلُ اللَّحْمِ، وَكَذَلِكَ الْخَدُّ. وَفَرَسٌ مَعْرُوقٌ وَمُعْتَرَقٌ: إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَى قَصَبِهِ لَحْمٌ، وَيُسْتَحَبُّ مِنَ الْفَرَسِ أَنْ يَكُونَ مَعْرُوقَ الْخَدَّيْنِ; قَالَ:
قَدْ أَشْهَدُ الْغَارَةَ الشَّعْوَاءَ تَحْمِلُنِي     جَرْدَاءُ مَعْرُوقَةُ اللَّحْيَيْنِ سُرْحُوبُ
وَيُرْوَى: مَعْرُوقَةُ الْجَنْبَيْنِ، وَإِذَا عَرِيَ لَحْيَاهَا مِنَ اللَّحْمِ فَهُوَ مِنْ عَلَامَاتِ عِتْقِهَا. وَفَرَسٌ مُعَرَّقٌ: إِذَا ڪَانَ مُضَمَّرًا، يُقَالُ: عَرِّقْ فَرَسَكَ تَعْرِيقًا، أَيْ أَجْرِهِ حَتَّى يَعْرِقَ وَيَضْمُرَ وَيَذْهَبَ رَهَلُ لَحْمِهِ. وَالْعَوَارِقُ: الْأَضْرَاسُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وَالْعَوَارِقُ: السُّنُونَ; لِأَنَّهَا تَعْرُقُ الْإِنْسَانَ، وَقَدْ عَرَقَتْهُ تَعْرُقُهُ وَتَعَرَّقَتْهُ، وَأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ:
إِذَا بَعْضُ السِّنِينَ تَعَرَّقَتْنَا     ڪَفَى الْأَيْتَامَ فَقْدُ أَبِي الْيَتِيمِ
.
أَنَّثَ; لِأَنَّ بَعْضَ السِّنِينَ سُنُونَ، ڪَمَا قَالُوا: ذَهَبَتْ بَعْضُ أَصَابِعِهِ، وَمِثْلُهُ ڪَثِيرٌ. وَعَرَقَتْهُ الْخُطُوبُ تَعْرُقُهُ: أَخَذَتْ مِنْهُ، قَالَ:
أَجَارَتَنَا ڪُلُّ امْرِئٍ سَتُصِيبُهُ     حَوَادِثُ إِلَّا تَبْتُرِ الْعَظْمَ تَعْرُقِ
.
وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:
أَيَّامَ أَعْرَقَ بِي عَامُ الْمَعَاصِيمِ
.
فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ ذَهَبَ بِلَحْمِي، وَقَوْلُهُ: عَامُ الْمَعَاصِيمِ قَالَ: مَعْنَاهُ بَلَغَ الْوَسَخُ إِلَى مَعَاصِمِي، وَهَذَا مِنَ الْجَدْبِ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدْرِي مَا هَذَا التَّفْسِيرُ، وَزَادَ الْيَاءَ فِي الْمَعَاصِمِ ضَرُورَةً. وَالْعَرَقُ: ڪُلُّ مَضْفُورٍ مُصْطَفٍّ، وَاحِدَتُهُ عَرَقَةٌ، قَاْلَ أَبُو ڪَبِيرٍ:
نَغْدُو فَنَتْرُكُ فِي الْمَزَاحِفِ مَنْ ثَوَى     وَنُقِرُّ فِي الْعَرَقَاتِ مَنْ لَمْ يُقْتَلِ
.
يَعْنِي نَأْسِرُهُمْ فَنَشُدُّهُمْ فِي الْعَرَقَاتِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُظَاهِرِ: أَنَّهُ أُتِيَ بِعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هُوَ زَبِيلٌ مَنْسُوجٌ مِنْ نَسَائِجِ الْخُوصِ، وَكُلُّ شَيْءٍ مَضْفُورٍ فَهُوَ عَرَقٌ وَعَرَقَةٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ فِيهِمَا، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ عَرَقٌ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ يُخَفِّفُونَهُ. وَالْعَرَقُ: السَّفِيفَةُ الْمَنْسُوجَةُ مِنَ الْخُوصِ قَبْلَ أَنْ تُجْعَلَ زَبِيلًا، وَالْعَرَقُ وَالْعَرَقَةُ: الزَّبِيلُ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ ڪَلُّ شَيْءٍ يَصْطَفُّ. وَالْعَرَقُ: الطَّيْرُ إِذَا صَفَّتْ فِي السَّمَاءِ، وَهِيَ عَرَقَةٌ أَيْضًا.
وَالْعَرَقُ: السَّطْرُ مِنَ الْخَيْلِ وَالطَّيْرِ، الْوَاحِدُ مِنْهَا عَرَقَةٌ وَهُوَ الصَّفُّ، قَاْلَ طُفَيْلٌ الْغَنَوِيُّ يَصِفُ الْخَيْلَ:
كَأَنَّهُنَّ وَقَدْ صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ     سِيدٌ، تَمَطَّرَ جُنْحَ اللَّيْلِ مَبْلُولُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْعَرَقُ جَمْعُ عَرَقَةٍ، وَهِيَ السَّطْرُ مِنَ الْخَيْلِ، وَصَدَّرَ الْفَرَسُ، فَهُوَ مُصَدِّرٌ: إِذَا سَبَقَ الْخَيْلَ بِصَدْرِهِ، قَاْلَ دُكَيْنٌ:
مُصَدِّرٌ لَا وَسَطَ وَلَا تَالْ
وَصَدَّرْنَ: أَخْرَجْنَ صُدُورَهُنَّ مِنَ الصَّفِّ، وَرَوَاهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: صُدِّرْنَ مِنْ عَرَقٍ، أَيْ صَدَرْنَ بَعْدَمَا عَرِقْنَ، يَذْهَبُ إِلَى الْعَرَقِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُنَّ إِذَا أُجْرِينَ، يُقَالُ: فَرَسٌ مُصَدَّرٌ: إِذَا ڪَانَ يَعْرَقُ صَدْرُهُ، وَرَفَعْتُ مِنَ الْحَائِطِ عَرَقًا أَوْ عَرَقَيْنِ، أَيْ صَفًّا أَوْ صَفَّيْنِ، وَالْجَمْعُ أَعْرَاقٌ.
وَالْعَرَقَةُ: طُرَّةٌ تُنْسَجُ وَتُخَاطُ عَلَى طَرَفِ الشُّقَّةِ، وَقِيلَ: هِيَ طُرَّةٌ تُنْسَجُ عَلَى جَوَانِبِ الْفُسْطَاطِ.
وَالْعَرَقَةُ: خُشَيْبَةٌ تُعَرَّضُ عَلَى الْحَائِطِ بَيْنَ اللَّبَنِ، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ الْخَشَبَةُ الَّتِي تُوضَعُ مُعْتَرِضَةً بَيْنَ سَافَيِ الْحَائِطِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ: أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَسْجِدِ عَرَقَةً فَقَالَ غَطُّوهَا عَنَّا، قَاْلَ الْحَرْبِيُّ: أَظُنُّهَا خَشَبَةً فِيهَا صُورَةٌ.
وَالْعَرَقَةُ: آثَارُ اتِّبَاعِ الْإِبِلِ بَعْضَهَا بَعْضًا، وَالْجَمْعُ عَرَقٌ، قَالَ:
وَقَدْ نَسَجْنَ بِالْفَلَاةِ عَرَقَا
. وَالْعَرَقَةُ: النِّسْعَةُ، وَالْعَرَقَاتُ: النُّسُوعُ. قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: الْعِرَاقُ: الطِّبَابَةُ، وَهِيَ الْجِلْدَةُ الَّتِي تُغَطَّى بِهَا عُيُونُ الْخُرَزِ، وَعِرَاقُ الْمَزَادَةِ: الْخَرْزُ الْمَثْنِيُّ فِي أَسْفَلِهَا، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُجْعَلُ عَلَى مُلْتَقَى طَرَفَيِ الْجِلْدِ إِذَا خُرِزَ فِي أَسْفَلِ الْقِرْبَةِ، فَإِذَا سُوِّيَ ثُمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ غَيْرُ مَثْنِيٍّ فَهُوَ طِبَابٌ، قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: إِذَا ڪَانَ الْجِلْدُ أَسْفَلَ الْإِدَاوَةِ مَثْنِيًّا ثُمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ فَهُوَ عِرَاقٌ، وَالْجَمْعُ عُرُقٌ، وَقِيلَ: عِرَاقُ الْقِرْبَةِ: الْخَرْزُ الَّذِي فِي وَسَطِهَا، قَالَ:
يَرْبُوعُ ذَا الْقَنَازِعِ الدِّقَاقِ     وَالْوَدْعِ وَالْأَحْوِيَةِ الْأَخْلَاقِ
بِي بِيَ أَرْيَاقَكَ مِنْ أَرْيَاقِ     وَحَيْثُ خُصْيَاكَ إِلَى الْمَآقِ
وَعَارِضٌ ڪَجَانِبِ الْعِرَاقِ
. هَذَا أَعْرَابِيٌّ ذَكَرَهُ يُونُسُ أَنَّهُ رَآهُ يُرَقِّصُ ابْنَهُ، وَسَمِعَهُ يُنْشِدُ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ; قَوْلُهُ: وَعَارِضٌ ڪَجَانِبِ الْعِرَاقِ. الْعَارِضُ مَا بَيْنَ الثَّنَايَا وَالْأَضْرَاسِ، وَمِنْهُ قِيل لِلْمَرْأَةِ: مَصْقُولٌ عَوَارِضُهَا، وَقَوْلُهُ: ڪَجَانِبِ الْعِرَاقِ، شَبَّهَ أَسْنَانَهُ فِي حُسْنِ نِبْتَتِهَا وَاصْطِفَافِهَا عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ بِعِرَاقِ الْمَزَادَةِ; لِأَنَّ خَرْزَهُ مُتَسَرِّدٌ مُسْتَوٍ.
وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّمَّاخِ، وَذَكَرَ أُتُنًا وَرَدْنَ وَحَسَسْنَ بِالصَّائِدِ فَنَفَرْنَ عَلَى تَتَابُعٍ وَاسْتِقَامَةٍ. فَقَالَ:
فَلَمَّا رَأَيْنَ الْمَاءَ قَدْ حَالَ دُونَهُ     ذُعَافٌ عَلَى جَنْبِ الشَّرِيعَةِ ڪَارِزُ
 شَكَكْنَ بِأَحْسَاءَ الذِّنَابَ عَلَى هُدًى     ڪَمَا شَكَّ فِي ثِنْيِ الْعِنَانِ الْخَوَارِزُ
وَأَنْشَدَ أَبُو عَلِيٍّ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَعْنَى:
وَشِعْبٌ ڪَشَكِّ الثَّوْبِ شَكْسٍ طَرِيقُهُ     مَدَارِجُ صُوحَيْهِ عِذَابُ مَخَاصِرُ
عَنَى فَمًا حَسَنَ نِبْتَةِ الْأَضْرَاسِ مُتَنَاسِقَهَا ڪَتَنَاسُقِ الْخِيَاطَةِ فِي الثَّوْبِ؛ لِأَنَّ الْخَائِطَ يَضَعُ إِبْرَةً إِلَى أُخْرَى شَكَّةً فِي إِثْرِ شَكَّةٍ، وَقَوْلُهُ شَكْسٍ طَرِيقُهُ عَنَى صِغَرَهُ، وَقِيلَ: لِصُعُوبَةِ مَرَامِهِ، وَلَمَّا جَعَلَهُ شِعْبًا لِصِغَرِهِ جَعَلَ لَهُ صُوحَيْنِ، وَهُمَا جَانِبَا الْوَادِي ڪَمَا تَقَدَّمَ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ عَنَى فَمًا قَوْلُهُ بَعْدَ هَذَا:
تَعَسَّفْتُهُ بِاللَّيْلِ لَمْ يَهْدِنِي لَهُ     دَلِيلٌ وَلَمْ يَشْهَدْ لَهُ النَّعْتَ جَابِرُ
أَبُو عَمْرٍو: الْعِرَاقُ تُقَارُبُ الْخَرْزِ، يُضْرَبُ مَثَلًا لِلْأَمْرِ، يُقَالُ: لِأَمْرِهِ عِرَاقٌ إِذَا اسْتَوَى، وَلَيْسَ لَهُ عِرَاقٌ، وَعِرَاقُ السُّفْرَةِ: خَرْزُهَا الْمُحِيطُ بِهَا. وَعَرَقْتُ الْمَزَادَةَ وَالسُّفْرَةَ، فَهِيَ مَعْرُوقَةٌ: عَمِلْتُ لَهَا عِرَاقًا. وَعِرَاقُ الظُّفْرِ: مَا أَحَاطَ بِهِ مِنَ اللَّحْمِ. وَعِرَاقُ الْأُذُنِ: ڪِفَافُهَا. وَعِرَاقُ الرَّكِيبِ: حَاشِيَتُهُ مِنْ أَدْنَاهُ إِلَى مُنْتَهَاهُ، وَالرَّكِيبُ: النَّهْرُ الَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ الْمَاءُ الْحَائِطَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَالْجَمْعُ مِنْ ڪُلِّ ذَلِكَ أَعْرِقَةٌ وَعُرُقٌ. وَالْعِرَاقُ: شَاطِئُ الْمَاءِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ شَاطِئَ الْبَحْرِ، وَالْجَمْعُ ڪَالْجَمْعِ. وَالْعِرَاقُ: مِنْ بِلَادِ فَارِسَ، مُذَكَّرٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ، وَقِيلَ: سُمِّيَ عِرَاقًا لِقُرْبِهِ مِنَ الْبَحْرِ، وَأَهْلُ الْحِجَازِ يُسَمُّونَ مَا ڪَانَ قَرِيبًا مِنَ الْبَحْرِ عِرَاقًا، وَقِيلَ: سُمِّيَ عِرَاقًا لِأَنَّهُ اسْتَكَفَّ أَرْضَ الْعَرَبِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لِتَوَاشُجِ عُرُوقِ الشَّجَرِ وَالنَّخْلِ بِهِ، ڪَأَنَّهُ أَرَادَ عِرْقًا ثُمَّ جُمِعَ عَلَى عِرَاقٍ، وَقِيلَ: سَمَّى بِهِ الْعَجَمُ، سَمَّتْهُ إِيرَانْ شَهْرْ، مَعْنَاهُ: ڪَثِيرَةُ النَّخْلِ وَالشَّجَرِ، فَعُرِّبَ فَقِيلَ: عِرَاقٌ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: قَاْلَ أَبُو الْهَيْثَمِ: زَعَمَ الْأَصْمَعِيُّ أَنَّ تَسْمِيَتَهُمُ الْعِرَاقَ اسْمٌ عَجَمِيٌّ مُعَرَّبٌ، إِنَّمَا هُوَ إِيرَانْ شَهْرْ، فَأَعْرَبَتْهُ الْعَرَبُ فَقَالَتْ: عِرَاقٌ، وَإِيرَانْ شَهْرْ: مَوْضِعُ الْمُلُوكِ، قَاْلَ أَبُو زُبَيْدٍ:
مَانِعِي بَابَةِ الْعِرَاقِ مِنَ النَّا     سِ بِجُرْدٍ تَغْدُو بِمِثْلِ الْأُسُودِ
وَيُرْوَى: بَاحَةِ الْعِرَاقِ، وَمَعْنَى بَابَةِ الْعِرَاقِ: نَاحِيَتُهُ. وَالْبَاحَةُ: السَّاحَةُ، وَمِنْهُ أَبَاحُ دَارِهِمْ. الْجَوْهَرِيُّ: الْعِرَاقُ بِلَادٌ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ الْعِرَاقُ اسْمًا لِفِنَاءِ الدَّارِ، وَعَلَيْهِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَهَلْ بِلِحَاظِ الدَّارِ وَالصَّحْنِ مَعْلَمٌ     وَمِنْ آيِهَا بِينُ الْعِرَاقِ تَلُوحُ
وَاللِّحَاظُ هَاهُنَا: فِنَاءُ الدَّارِ أَيْضًا، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِعِرَاقِ الْمَزَادَةِ، وَهِيَ الْجِلْدَةُ الَّتِي تُجْعَلُ عَلَى مُلْتَقَى طَرَفَيِ الْجِلْدِ إِذَا خُرِزَ فِي أَسْفَلِهَا؛ لِأَنَّ الْعِرَاقَ بَيْنَ الرِّيفِ وَالْبَرِّ، وَقِيلَ: الْعِرَاقُ: شَاطِئُ النَّهْرِ أَوِ الْبَحْرِ عَلَى طُولِهِ، وَقِيلَ لِبَلَدِ الْعِرَاقِ عِرَاقٌ؛ لِأَنَّهُ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ عِدَاءً حَتَّى يَتَّصِلَ بِالْبَحْرِ، وَقِيلَ: الْعِرَاقُ مُعَرَّبٌ، وَأَصْلُهُ إِيرَاقُ، فَعَرَّبَتْهُ الْعَرَبُ فَقَالُوا عِرَاقٌ، وَالْعِرَاقَانِ: الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ، وَقَوْلُهُ:
أَزْمَانُ سَلْمَى لَا يَرَى مِثْلَهَا الرْ     رَاءُونَ فِي شَامٍ وَلَا فِي عِرَاقْ
إِنَّمَا نَكَّرَهُ؛ لِأَنَّهُ جَعَلَ ڪُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عِرَاقًا، وَأَعْرَقْنَا: أَخَذْنَا فِي الْعِرَاقِ، وَأَعْرَقَ الْقَوْمُ: أَتَوُا الْعِرَاقَ، قَاْلَ الْمُمَزَّقُ الْعَبْدِيُّ:
فَإِنْ تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خِلَافًا عَلَيْكُمُ     وَإِنْ تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِبي الْحَرْبِ أُعْرِقِ
وَحَكَى ثَعْلَبٌ اعْتَرَقُوا فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَأَمَّا قَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
إِذَا اسْتَنْصَلَ الْهَيْفُ السَّفَا بَرَّحَتْ بِهِ     عِرَاقِيَّةُ الْأَقْيَاظِ نُجْدُ الْمَرَابِعِ
نُجْدٌ هَاهُنَا: جَمْعُ نَجْدِيٍّ، ڪَفَارِسِيٍّ وَفُرْسٍ، فَفَسَّرَهُ فَقَالَ: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى الْعِرَاقِ الَّذِي هُوَ شَاطِئُ الْمَاءِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَطْلُبُ الْمَاءَ فِي الْقَيْظِ. وَالْعِرَاقُ: مِيَاهُ بَنِي سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ وَبَنِي مَازِنٍ، وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي هَذَا الْمَكَانِ: وَيُقَالُ هَذِهِ إِبِلٌ عِرَاقِيَّةٌ، وَلَمْ يُفَسِّرْ. وَيُقَالُ: أَعْرَقَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُعْرِقٌ إِذَا أَخَذَ فِي بَلَدِ الْعِرَاقِ. قَاْلَ أَبُو سَعِيدٍ: الْمُعْرِقَةُ طَرِيقٌ ڪَانَتْ قُرَيْشٌ تَسْلُكُهُ إِذَا سَارَتْ إِلَى الشَّامِ تَأْخُذُ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَفِيهِ سَلَكَتْ عِيرُ قُرَيْشٍ حِينَ ڪَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَاْلَ لِسَلْمَانَ: أَيْنَ تَأْخُذُ إِذَا صَدَرْتَ؟ أَعَلَى الْمُعَرِّقَةِ أَمْ عَلَى الْمَدِينَةِ؟ ذَكَرَهُ ابْنُ الْأَثِيرِ ” الْمُعَرِّقَةِ ” وَقَالَ: هَكَذَا رُوِيَ مُشَدَّدًا وَالصَّوَابُ التَّخْفِيفُ، وَعِرَاقُ الدَّارِ: فِنَاءُ بَابِهَا، وَالْجَمْعُ أَعْرِقَةٌ وَعُرُقٌ. وَجَرَى الْفَرَسُ عَرَقًا أَوْ عَرَقَيْنِ، أَيْ طَلَقًا أَوْ طَلَقَيْنِ، وَالْعَرَقُ: الزَّبِيبُ، نَادِرٌ، وَالْعَرَقَةُ: الدِّرَّةُ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا. وَالْعَرْقُوَةُ: خَشَبَةٌ مَعْرُوضَةٌ عَلَى الدَّلْوِ، وَالْجَمْعُ: عَرْقٍ، وَأَصْلُهُ عَرْقُوٌ إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ آخِرُهُ وَاوٌ قَبْلَهَا حَرْفٌ مَضْمُومٌ، إِنَّمَا تُخَصُّ بِهَذَا الضَّرْبِ الْأَفْعَالُ نَحْوُ سَرُوَ، وَبَهُوَ، وَدَهُوَ، هَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ وَغَيْرِهِ مِنَ النَّحْوِيِّينَ، فَإِذَا أَدَّ‌ى قِيَاسٌ إِلَى مِثْلِ هَذَا فِي الْأَسْمَاءِ رُفِضَ، فَعَدَلُوا إِلَى إِبْدَالِ الْوَاوِ يَاءً فَكَأَنَّهُمْ حَوَّلُوا عَرْقُوًا إِلَى عَرْقِيٍ ثُمَّ ڪَرِهُوا الْكَسْرَةَ عَلَى الْيَاءِ، فَأَسْكَنُوهَا وَبَعْدَهَا النُّونُ سَاكِنَةٌ فَالْتَقَى سَاكِنَانِ، فَحَذَفُوا الْيَاءَ وَبَقِيَتِ الْكِسْرَةُ دَالَّةً عَلَيْهَا، وَثَبَتَتِ النُّونُ إِشْعَارًا بِالصَّرْفِ، فَإِذَا لَمْ يَلْتَقِ سَاكِنَانِ رَدُّوا الْيَاءَ فَقَالُوا: رَأَيْتُ عَرْقِيَهَا، ڪَمَا يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الضَّرْبِ مِنَ التَّصْرِيفِ، أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ:
حَتَّى تَقُضِّي عَرْقِيَ الدُّلِيِّ
وَالْعَرْقَاةُ: الْعَرْقُوَةُ قَالَ:
احْذَرْ عَلَى عَيْنَيْكَ وَالْمَشَافِرِ     عَرْقَاةَ دَلْوٍ ڪَالْعُقَابِ الْكَاسِرِ
شَبَّهَهَا بِالْعُقَابِ فِي ثِقْلِهَا، وَقِيلَ: فِي سُرْعَةِ هُوِيِّهَا. وَالْكَاسِرُ: الَّتِي تَكْسِرُ مِنْ جَنَاحِهَا لِلِانْقِضَاضِ، وَعَرْقَيْتُ الدَّلْوَ عَرْقَاةً: جَعَلْتُ لَهَا عَرْقُوَةً وَشَدَدْتُهَا عَلَيْهَا.
الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ لِلْخَشَبَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَعْتَرِضَانِ عَلَى الدَّلْوِ ڪَالصَّلِيبِ: الْعَرْقُوَتَانِ وَهِيَ الْعَرَاقِي، وَإِذَا شَدَدْتَهُمَا عَلَى الدَّلْوِ قُلْتَ: قَدْ عَرْقَيْتُ الدَّلْوَ عَرْقَاةً. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: عَرْقُوَةُ الدَّلْوِ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَلَا تَقُلْ عُرْقُوَةً، وَإِنَّمَا يُضَمُّ فُعْلُوَةٌ إِذَا ڪَانَ ثَانِيهِ نُونًا مِثْلَ  عُنْصُوَةٍ وَالْجَمْعُ الْعَرَاقِي، قَاْلَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا:
فَحَمَلْنَا فَارِسًا فِي ڪَفِّهِ     رَاعِبِيٌّ فِي رُدَيْنِيٍّ أَصَمّ
وَأَمَرْنَاهُ بِهِ مِنْ بَيْنِهَا     بَعْدَمَا انْصَاعَ مُصِرًّا أَوْ ڪَصَمْ
فَهِيَ ڪَالدَّلْوِ بِكَفٍّ الْمُسْتَقِي     خُذِلَتْ مِنْهَا الْعَرَاقِي فَانْجَذَمْ
أَرَادَ بِقَوْلِهِ (مِنْهَا) الدَّلْوَ، وَبِقَوْلِهِ (انْجَذَمَ) السَّجْلَ؛ لِأَنَّ السَّجْلَ وَالدَّلْوَ وَاحِدٌ، وَإِنْ جَمَعْتَ بِحَذْفِ الْهَاءِ قُلْتَ عَرْقٍ، وَأَصْلُهُ عَرْقُوٌ، إِلَّا أَنَّهُ فَعَلَ بِهِ مَا فَعَلَ بِثَلَاثَةِ أَحْقٍ فِي جَمْعِ حَقْوٍ، وَفِي الْحَدِيثِ: رَأَيْتُ ڪَأَنَّ دَلْوًا دُلِّيَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِعَرَاقِيهَا فَشَرِبَ. الْعَرَاقِي: جَمْعُ عَرْقُوَةِ الدَّلْوِ، وَذَاتُ الْعَرَاقِي: الدَّاهِيَةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ ذَاتَ الْعَرَاقِي هِيَ الدَّلْوُ وَالدَّلْوُ مِنْ أَسْمَاءِ الدَّاهِيَةِ، يُقَالُ: لَقِيتُ مِنْهُ ذَاتَ الْعَرَاقِي، قَاْلَ عَوْفُ بْنُ الْأَحْوَصِ:
لَقِيتُمْ مِنْ تَدَرُّئِكُمْ عَلَيْنَا     وَقَتْلِ سَرَاتِنَا ذَاتَ الْعَرَاقِي
وَالْعَرْقُوَتَانِ مِنَ الرَّحْلِ وَالْقَتَبِ: خَشَبَتَانِ تُضَمَّانِ مَا بَيْنَ الْوَاسِطِ وَالْمُؤَخَّرَةِ وَالْعَرْقُوَةُ: ڪُلُّ أَكَمَةٍ مُنْقَادَةٍ فِي الْأَرْضِ ڪَأَنَّهَا جَثْوَةُ قَبْرٍ مُسْتَطِيلَةٌ.
ابْنُ شُمَيْلٍ: الْعَرْقُوَةُ أَكَمَةٌ تَنْقَادُ لَيْسَتْ بِطَوِيلَةٍ مِنَ الْأَرْضِ فِي السَّمَاءِ، وَهِيَ عَلَى ذَلِكَ تُشْرِفُ عَلَى مَا حَوْلَهَا، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الْأَرْضِ أَوْ غَيْرُ قَرِيبٍ، وَهِيَ مُخْتَلِفَةٌ؛ مَكَانٌ مِنْهَا لَيِّنٌ وَمَكَانٌ مِنْهَا غَلِيظٌ، وَإِنَّمَا هِيَ جَانِبٌ مِنْ أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ مُشْرِفٌ عَلَى مَا حَوْلَهُ. وَالْعَرَاقِي: مَا اتَّصَلَ مِنِ الْإِكَامِ، وَآضَ ڪَأَنَّهُ جُرْفٌ وَاحِدٌ طَوِيلٌ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، وَأَمَّا الْأَكَمَةُ فَإِنَّهَا تَكُونُ مَلْمُومَةً، وَأَمَّا الْعَرْقُوَةُ فَتَطُولُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَظَهِرُهَا قَلِيلَةُ الْعَرْضِ، لَهَا سَنَدٌ وَقَبْلَهَا نِجَافٌ وَبِرَاقٌ لَيْسَ بِسَهْلٍ وَلَا غَلِيظٍ جِدًّا، يُنْبِتُ، فَأَمَّا ظَهْرُهُ فَغَلِيظٌ خَشِنٌ لَا يُنْبِتُ خَيْرًا.
وَالْعَرْقُوَةُ وَالْعَرَاقِي مِنَ الْجِبَالِ: الْغَلِيظُ الْمُنْقَادُ فِي الْأَرْضِ، يَمْنَعُكَ مِنْ عُلْوِهِ، وَلَيْسَ يُرْتَقَى لِصُعُوبَتِهِ، وَلَيْسَ بِطَوِيلٍ، وَهِيَ الْعِرْقُ أَيْضًا، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَبِهِ سُمِّيَتِ الدَّاهِيَةُ ذَاتَ الْعَرَاقِي.
وَقِيلَ: الْعِرْقُ جُبَيْلٌ صَغِيرٌ مُنْفَرِدٌ، قَاْلَ الشَّمَّاخُ:
مَا إِنْ يَزَالُ لَهَا شَأْوٌ يُقَدِّمُهَا     مُحَرِّبٌ مِثْلُ طُوطِ الْعِرْقِ مَجْدُولُ
وَقِيلَ: الْعِرْقُ الْجَبَلُ، وَجَمْعُهُ عُرُوقٌ، وَالْعَرَاقِي عِنْدَ أَهْلِ الْيَمَنِ: التَّرَاقِي، وَعَرَقَ فِي الْأَرْضِ يَعْرِقُ عَرْقًا وَعَرُوقًا: ذَهَبَ فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: قَاْلَ ابْنُ الْأَكْوَعِ: فَخَرَجَ رَجُلٌ عَلَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ وَأَنَا عَلَى رَحْلِي، فَاعْتَرَقَهَا حَتَّى أَخَذَ بِخِطَامِهَا يُقَالُ: عَرَقَ فِي الْأَرْضِ إِذَا ذَهَبَ فِيهَا.
وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَنَّهُ قَاْلَ لِمُعَاوِيَةَ وَهُوَ يَمْشِي فِي رِكَابِهِ: تَعَرَّقْ فِي ظِلِّ نَاقَتِي، أَيِ امْشِ فِي ظِلِّهَا وَانْتَفِعْ بِهِ قَلِيلًا قَلِيلًا. وَالْعَرَقُ: الْوَاحِدُ مِنْ أَعْرَاقِ الْحَائِطِ، وَيُقَالُ: عَرِّقْ عَرَقًا أَوْ عَرَقَيْنِ، أَبُو عُبَيْدٍ: عَرِقَ إِذَا أَكَلَ، وَعَرِقَ إِذَا ڪَسِلَ، وَصَارَعَهُ فَتَعَرَّقَهُ: وَهُوَ أَنْ تَأْخُذَ رَأْسَهُ فَتَجْعَلَهُ تَحْتَ إِبِطِكَ تَصْرَعُهُ بَعْدُ. وَعِرْقٌ وَذَاتُ عِرْقٍ وَالْعِرْقَانِ وَالْأَعْرَاقُ وَعُرَيْقٌ، ڪُلُّهَا: مَوَاضِعُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ وَقَّتَ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ هُوَ مَنْزِلٌ مَعْرُوفٌ مِنْ مَنَازِلِ الْحَاجِّ، يُحْرِمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ بِالْحَجِّ مِنْهُ، سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّ فِيهِ عِرْقًا وَهُوَ الْجَبَلُ الصَّغِيرُ، وَقِيلَ: الْعِرْقُ مِنَ الْأَرْضِ سَبَخَةٌ تَنْبُتُ الطَّرْفَاءَ، وَعَلِمَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُمْ يُسْلِمُونَ وَيَحُجُّونَ، فَبَيَّنَ مِيقَاتَهُمْ.
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا دُونَ الرَّمْلِ إِلَى الرِّيفِ مِنِ الْعِرَاقِ يُقَالُ لَهُ: عِرَاقٌ، وَمَا بَيْنَ ذَاتِ عِرْقٍ إِلَى الْبَحْرِ غَوْرٌ وَتِهَامَةُ، وَطَرَفُ تِهَامَةَ مِنْ قِبَلِ الْحِجَازِ مَدَارِجُ الْعَرْجِ، وَأَوَّلُهَا مِنْ قِبَلِ نَجْدٍ مَدَارِجُ ذَاتِ عِرْقٍ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: ذَاتُ عِرْقٍ مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: خَرَجُوا يَقُودُونَ بِهِ حَتَّى لَمَّا ڪَانَ عِنْدَ الْعِرْقِ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي دُونَ الْخَنْدَقِ نَكَّبَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ ڪَانَ يُصَلِّي إِلَى الْعِرْقِ الَّذِي فِي طَرِيقِ مَكَّةَ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عُرَيْقَةُ بِلَادُ بَاهِلَةَ بِيَذْبُلَ وَالْقَعَاقِعِ. وَعَارِقٌ: اسْمُ شَاعِرٍ مِنْ طَيِّئٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ:
لَئِنْ لَمْ تُغَيِّرْ بَعْضَ مَا قَدْ صَنَعْتُمُ     لَأَنْتَحِيَنْ لِلْعَظْمِ ذُو أَنَا عَارِقُهْ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِقَيْسِ بْنِ جِرْوَةَ وَابْنُ عِرْقَانَ: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ.

معنى كلمة عرق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرفط: الْعُرْفُطُ: شَجَرُ الْعِضَاهِ، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنْهُ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مَنَ الْعِضَاهِ الْعُرْفُطِ وَهُوَ مُفْتَرِشٌ عَلَى الْأَرْضِ لَا يَذْهَبُ فِي السَّمَاءِ، وَلَهُ وَرَقَةٌ عَرِيضَةٌ وَشَوْكَةٌ حَدِيدَةٌ حَجْنَاءُ وَهُوَ مِمَّا يُلْتَحَى لِحَاؤُهُ وَتُصْنَعُ مِنْهُ الْأَرْشِيَةُ وَتَخْرُجُ فِي بَرَمِهِ عُلَّفَةٌ ڪَأَنَّهُ الْبَاقِلَّى تَأْكُلُهُ الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ، وَقِيلَ: هُوَ خَبِيثُ الرِّيحِ وَبِذَلِكَ تَخْبُثُ رِيحُ رَاعِيَتِهِ وَأَنْفَاسُهَا حَتَّى يُتَنَحَّى عَنْهَا، وَهُوَ مِنْ أَخْبَثِ الْمَرَاعِي، وَاحِدَتُهُ  عُرْفُطَةٌ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ، الْأَزْهَرِيُّ: الْعُرْفُطَةُ شَجَرَةٌ قَصِيرَةٌ مُتَدَانِيَةُ الْأَغْصَانِ ذَاتُ شَوْكٍ ڪَثِيرٍ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ ڪَطُولِ الْبَعِيرِ بَارِكًا، لَهَا وُرَيْقَةٌ صَغِيرَةٌ تَنْبُتُ بِالْجِبَالِ تَعْلُقُهَا الْإِبِلُ، أَيْ: تَأْكُلُ بِفِيهَا أَعْرَاضَ غِصَنَتِهَا، قَاْلَ مُسَافِرٌ الْعَبْسِيُّ يَصِفُ إِبِلًا:
عَبْسِيَّةٌ لَمْ تَرْعَ طَلْحًا مُجْعَمًا وَلَمْ تُوَاضِعْ عُرْفُطًا وَسَلَمَا     لَكِنْ رَعَيْنَ الْحَزْنِ حَيْثُ ادْلهْمَمَا
بَقْلًا تَعَاشِيبَ وَنَوْرًا تَوْأَمَا
. الْجَوْهَرِيُّ: الْعُرْفُطُ بِالضَّمِّ شَجَرٌ مِنَ الْعِضَاهِ يَنْضَحُ الْمُغْفُورَ وَبَرَمَتُهُ بَيْضَاءُ مُدَحْرَجَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرُ الطَّلْحِ وَلَهُ صَمْغٌ ڪَرِيهُ الرَّائِحَةِ، فَإِذَا أَكَلَتْهُ النَّحْلُ حَصَلَ فِي عَسَلِهَا مِنْ رِيحِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ عَسَلًا فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ فَقَالَتْ لَهُ إِحْدَى نِسَائِهِ: أَكَلْتَ مَغَافِيرَ، قَالَ: لَا وَلَكِنِّي شَرِبْتُ عَسَلًا، فَقَالَتْ: جَرَسَتْ إِذًا نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، الْمَغَافِيرُ: صَمْغٌ يَسِيلُ مِنْ شَجَرِ الْعُرْفُطِ حُلْوٌ غَيْرَ أَنَّ رَائِحَتَهُ لَيْسَتْ بِطَيِّبَةٍ، وَالْجَرْسُ: الْأَكْلُ، وَإِبِلٌ عُرْفُطِيَّةٌ: تَأْكُلُ الْعُرْفُطَ، واعْرَنْفَطَ الرَّجُلُ: تَقَبَّضَ، وَالْمُعْرَنْفِطُ: الْهَنُ، أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ لِرَجُلٍ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ، وَقَدْ ڪَبِرَ:
يَا حَبَّذَا ذَبَاذِبُكْ     إِذِ الشَّبَابُ غالِبُكْ
. فَأَجَابَهَا:
يَا حَبَّذَا مُعْرَنْفِطُكْ     إِذْ أَنَا لَا أُفَرِّطُكْ

معنى كلمة عرفط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرفص: الْعَرَافِيصُ: لُغَةٌ فِي الْعَرَاصِيفِ، وَهُوَ مَا عَلَى السَّنَاسِنِ مِنَ الْعَصَبِ ڪَالْعَصَافِيرِ، وَالْعِرْفَاصُ: الْعَقَبُ الْمُسْتَطِيلُ ڪَالْعِرْصَافِ، وَالْعِرْفَاصُ: الْخُصْلَةُ مِنَ الْعَقَبِ الَّتِي يُشَدُّ بِهَا عَلَى قُبَّةِ الْهَوْدَجِ لُغَةٌ فِي الْعِرْصَافِ، وَالْعِرْفَاصُ: السَّوْطُ مِنَ الْعَقَبِ ڪَالْعِرْصَافِ أَيْضًا، أَنْشَدَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ:
حَتَّى تَرَدَّى عَقَبَ الْعِرْفَاصِ
. وَالْعِرْفَاصُ: السَّوْطُ الَّذِي يُعَاقِبُ بِهِ السُّلْطَانُ، وَعَرْفَصْتُ الشَّيْءَ إِذَا جَذَبْتَهُ مِنْ شَيْءٍ فَشَقَقْتَهُ مُسْتَطِيلًا، وَالْعَرَاصِيفُ: مَا عَلَى السَّنَاسِنِ ڪَالْعَصَافِيرِ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأَرَى الْعَرَافِيصَ فِيهِ لُغَةً.

معنى كلمة عرفص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرفس: الْعِرْفَاسُ: النَّاقَةُ الصَّبُورُ عَلَى السَّيْرِ.

معنى كلمة عرفس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرفز: اعْرَنْفَزَ الرَّجُلُ: مَاتَ، وَقِيلَ: ڪَادَ يَمُوتُ قُرًّا.

معنى كلمة عرفز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرفج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرفج: الْعَرْفَجُ وَالْعِرْفَجُ: نَبْتٌ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ سُهْلِيٌّ سَرِيعُ الِانْقِيَادِ وَاحِدَتُهُ عَرْفَجَةٌ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ شَجَرِ الصَّيْفِ، وَهُوَ لَيِّنٌ أَغْبَرُ لَهُ ثَمَرَةٌ خَشْنَاءُ ڪَالْحَسَكِ، وَقَالَ أَبُو زِيَادٍ: الْعَرْفَجُ طَيِّبُ الرِّيحِ أَغْبَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ، وَلَهُ زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ وَلَيْسَ لَهُ حَبٌّ وَلَا شَوْكٌ، قَاْلَ أَبُو حَنِيفَةَ: وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ الْأَعْرَابِ أَنِ الْعَرْفَجَةَ أَصْلُهَا وَاسِعٌ يَأْخُذُ قِطْعَةً مِنَ الْأَرْضِ تَنْبُتُ لَهَا قُضْبَانٌ ڪَثِيرَةٌ بِقَدْرِ الْأَصْلِ وَلَيْسَ لَهَا وَرَقٌ لَهُ بَالٍ، إِنَّمَا هِيَ عِيدَانٌ دِقَاقٌ وَفِي أَطْرَافِهَا زُمَعٌ يَظْهَرُ فِي رُؤُوسِهَا شَيْءٌ ڪَالشَّعَرِ أَصْفَرُ، قَالَ: وَعَنِ الْأَعْرَابِ الْقُدُمُ: الْعَرْفَجُ مِثْلَ قِعْدَةِ الْإِنْسَانِ يَبْيَضُّ إِذَا يَبِسَ وَلَهُ ثَمَرَةٌ صَفْرَاءُ، وَالْإِبِلُ وَالْغَنَمُ تَأْكُلُهُ رَطْبًا وَيَابِسًا، وَلَهَبُهُ شَدِيدُ الْحُمْرَةِ وَيُبَالَغُ بِحُمْرَتِهِ، فَيُقَالُ: ڪَأَنَّ لِحْيَتَهُ ضِرَامُ عَرْفَجَةٍ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَرَجَ ڪَأَنَّ لِحْيَتَهُ ضِرَامُ عَرْفَجٍ، فُسِّرَ بِأَنَّهُ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ صَغِيرٌ سَرِيعُ الِاشْتِعَالِ بِالنَّارِ وَهُوَ مِنْ نَبَاتِ الصَّيْفِ، وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: ڪَمَنِّ الْغَيْثِ عَلَى الْعَرْفَجَةِ، أَيْ: أَصَابَهَا وَهِيَ يَابِسَةٌ فَاخْضَرَّتْ، قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَكَ: أَتَمُنُّ عَلَيَّ؟ الْأَزْهَرِيُّ: الْعَرْفَجُ مِنَ الْجَنْبَةِ وَلَهُ خُوصَةٌ، وَيُقَالُ: رَعَيْنَا رِقَةَ الْعَرْفَجِ وَهُوَ وَرَقُهُ فِي الشِّتَاءِ، قَاْلَ أَبُو عَمْرٍو: إِذَا مُطِرَ الْعَرْفَجُ وَلَانَ عُودُهُ، قِيلَ: قَدْ ثَقَبَ عُودُهُ فَإِذَا اسْوَدَّ شَيْئًا، قِيلَ: قَدْ قَمِلَ فَإِذَا ازْدَادَ قَلِيلًا، قِيلَ: قَدِ ارْقَاطَّ، فَإِذَا ازْدَادَ شَيْئًا قِيلَ: قَدْ أَدْبَى، فَإِذَا تَمَّتْ خُوصَتُهُ قِيلَ: قَدْ أَخْوَصَ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَنَارُ الْعَرْفَجِ تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ نَارَ الزَّحْفَتَيْنِ; لِأَنَّ الَّذِي يُوقِدُهَا يَزْحَفُ إِلَيْهَا فَإِذَا اتَّقَدَتْ زَحَفَ عَنْهَا.

معنى كلمة عرفج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرف: الْعِرْفَانُ: الْعِلْمُ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيَنْفَصِلَانِ بِتَحْدِيدٍ لَا يَلِيقُ بِهَذَا الْمَكَانِ، عَرَفَهُ يَعْرِفُهُ عِرْفَةً وَعِرْفَانًا وَعِرْفَانًا وَمَعْرِفَةً وَاعْتَرَفَهُ، قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ سَحَابًا:
مَرَتْهُ النُّعَامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ خِلَافَ النُّعَامَى مِنَ الشَّأْمِ رِيحَا
وَرَجُلٌ عَرُوفٌ وَعَرُوفَةٌ: عَارِفٌ يَعْرِفُ الْأُمُورَ وَلَا يُنْكِرُ أَحَدًا رَآهُ مَرَّةَ، وَالْهَاءُ فِي عَرُوفَةٍ لِلْمُبَالَغَةِ، وَالْعَرِيفُ وَالْعَارِفُ بِمَعْنًى؛ مِثْلُ عَلِيمٍ وَعَالِمٍ، قَاْلَ طَرِيفُ بْنُ مَالِكٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَقِيلَ طَرِيفُ بْنُ عَمْرٍو:
أَوَ ڪُلَّمَا وَرَدَتْ عُكَاظَ قَبِيلَةٌ     بَعَثُوا إِلَيَّ عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ
أَيْ: عَارِفَهُمْ، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ ڪَقَوْلِهِمْ ضَرِيبُ قِدَاحٍ، وَالْجَمْعُ عُرَفَاءُ، وَأَمْرٌ عَرِيفٌ وَعَارِفٌ مَعْرُوفٌ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: لَمْ أَسْمَعَ أَمْرٌ عَارِفٌ، أَيْ: مَعْرُوفٌ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَالَّذِي حَصَّلْنَاهُ لِلْأَئِمَّةِ رَجُلٌ عَارِفٌ، أَيْ: صَبُورٌ، قَالَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ، وَالْعِرْفُ بِالْكَسْرِ: مِنْ قَوْلِهِمْ مَا عَرَفَ عِرْفِي إِلَّا بِأَخَرَةٍ، أَيْ: مَا عَرَفَنِي إِلَّا أَخَيرًا، وَيُقَالُ: أَعْرَفَ فُلَانٌ فُلَانًا وَعَرَّفَهُ إِذَا وَقَّفَهُ عَلَى ذَنْبِهِ ثُمَّ عَفَا عَنْهُ، وَعَرَّفَهُ الْأَمْرَ: أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ، وَعَرَّفَهُ بَيْتَهُ: أَعْلَمَهُ بِمَكَانِهِ، وَعَرَّفَهُ بِهِ: وَسَمَهُ، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: عَرَّفْتُهُ زَيْدًا فَذَهَبَ إِلَى تَعْدِيَةِ عَرَّفْتُ  بِالتَّثْقِيلِ إِلَى مَفْعُولَيْنِ يَعْنِي أَنَّكَ تَقُولُ عَرَفْتُ زَيْدًا فَيَتَعَدَّى إِلَى وَاحِدٍ، ثُمَّ تُثْقِلُ الْعَيْنَ فَيَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، قَالَ: وَأَمَّا عَرَّفْتُهُ بِزَيْدٍ فَإِنَّمَا تُرِيدُ عَرَّفْتُهُ بِهَذِهِ الْعَلَامَةِ وَأَوْضَحْتُهُ بِهَا، فَهُوَ سِوَى الْمَعْنَى الْأَوَّلِ، وَإِنَّمَا عَرَّفْتُهُ بِزَيْدٍ ڪَقَوْلِكَ سَمَّيْتُهُ بِزَيْدٍ، وَقَوْلُهُ أَيْضًا إِذَا أَرَادَ أَنْ يُفَضِّلَ شَيْئًا مِنَ النَّحْوِ أَوِ اللُّغَةِ عَلَى شَيْءٍ: وَالْأَوَّلُ أَعْرَفُ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَنَّهُ عَلَى تَوَهُّمِ عَرُفَ; لِأَنَّ الشَّيْءَ إِنَّمَا هُوَ مَعْرُوفٌ لَا عَارِفٌ، وَصِيغَةُ التَّعَجُّبِ إِنَّمَا هِيَ مِنَ الْفَاعِلِ دُونَ الْمَفْعُولِ، وَقَدْ حَكَى سِيبَوَيْهِ: مَا أَبْغَضَهُ إِلَيَّ، أَيْ: أَنَّهُ مُبْغَضٌ فَتَعَجَّبَ مِنَ الْمَفْعُولِ ڪَمَا يُتَعَجَّبُ مِنَ الْفَاعِلِ حَتَّى قَالَ: مَا أَبْغَضَنِي لَهُ، فَعَلَى هَذَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ أَعْرَفُ هُنَا مُفَاضَلَةً وَتَعَجُّبًا مِنَ الْمَفْعُولِ الَّذِي هُوَ الْمَعْرُوفُ، وَالتَّعْرِيفُ: الْإِعْلَامُ، وَالتَّعْرِيفُ أَيْضًا: إِنْشَادُ الضَّالَّةِ، وَعَرَّفَ الضَّالَّةَ: نَشَدَهَا، وَاعْتَرَفَ الْقَوْمَ: سَأَلَهُمْ، وَقِيلَ: سَأَلَهُمْ عَنْ خَبَرٍ لِيَعْرِفَهُ، قَاْلَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ:
أَسَائِلَةٌ عُمَيرَةُ عَنْ أَبِيهَا     خِلَالَ الْجَيْشِ تَعْتَرِفُ الرِّكَابَا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيَأْتِي تَعَرَّفَ بِمَعْنَى اعْتَرَفَ، قَاْلَ طَرِيفٌ الْعَنْبَرِيُّ:
تَعَرَّفُونِي أَنَّنِي أَنَا ذَاكُمُ     شَاكٍ سِلَاحِي فِي الْفَوَارِسِ مُعْلَمُ
وَرُبَّمَا وَضَعُوا اعْتَرَفَ مَوْضِعَ عَرَفَ ڪَمَا وَضَعُوا عَرَفَ مَوْضِعَ اعْتَرَفَ، وَأَنْشَدَ بَيْتَ أَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ السَّحَابَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ التَّرْجَمَةِ، أَيْ: لَمْ يَعْرِفْ غَيْرَ الْجَنُوبِ; لِأَنَّهَا أَبَلُّ الرِّيَاحِ وَأَرْطَبُهَا، وَتَعَرَّفْتُ مَا عِنْدَ فُلَانٍ، أَيْ: تَطَلَّبْتُ حَتَّى عَرَفْتُ، وَتَقُولُ: ائْتِ فُلَانًا فَاسْتَعْرِفْ إِلَيْهِ حَتَّى يَعْرِفَكَ، وَقَدْ تَعَارَفَ الْقَوْمُ، أَيْ: عَرَفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَأَمَّا الَّذِي جَاءَ فِي حَدِيثِ اللُّقَطَةِ: فَإِنْ جَاءَ مَنْ يَعْتَرِفُهَا فَمَعْنَاهُ مَعْرِفَتُهُ إِيَّاهَا بِصِفَتِهَا وَإِنْ لَمْ يَرَهَا فِي يَدِكَ، يُقَالُ: عَرَّفَ فُلَانٌ الضَّالَّةَ، أَيْ: ذَكَرَهَا وَطَلَبَ مَنْ يَعْرِفُهَا فَجَاءَ رَجُلٌ يَعْتَرِفُهَا، أَيْ: يَصِفُهَا بِصِفَةٍ يُعْلِمُ أَنَّهُ صَاحِبُهَا، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ تَعْرِفُونَ رَبَّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: إِذَا اعْتَرَفَ لَنَا عَرَفْنَاهُ، أَيْ: إِذَا وَصَفَ نَفْسَهُ بِصِفَةٍ نُحَقِّقُهُ بِهَا عَرَفْنَاهُ، وَاسْتَعْرَفَ إِلَيْهِ: انْتَسَبَ لَهُ لِيَعْرِفَهُ، وَتَعَرَّفَهُ الْمَكَانَ وَفِيهِ: تَأَمَّلَهُ بِهِ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ:
وَقَالُوا تَعَرَّفْهَا الْمَنَازِلَ مِنْ مِنًى     وَمَا ڪُلُّ مَنْ وَافَى مِنًى أَنَا عَارِفُ
. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ، وَقُرِئَ: ” عَرَفَ بَعْضَهُ ” بِالتَّخْفِيفِ، قَاْلَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قَرَأَ عَرَّفَ بِالتَّشْدِيدِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ عَرَّفَ حَفْصَةَ بَعْضَ الْحَدِيثِ وَتَرَكَ بَعْضًا، قَالَ: وَكَأَنَّ مَنْ قَرَأَ بِالتَّخْفِيفِ أَرَادَ غَضِبَ مِنْ ذَلِكَ، وَجَازَى عَلَيْهِ ڪَمَا تَقُولُ لِلرَّجُلِ يُسِيءُ إِلَيْكَ: وَا لَأَعْرِفَنَّ لَكَ ذَلِكَ، قَالَ: وَقَدْ لَعَمْرِي جَازَى حَفْصَةَ بِطَلَاقِهَا، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَهُوَ وَجْهٌ حَسَنٌ قَرَأَ بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَالْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ (عَرَفَ بَعْضَهُ)، خَفِيفَةً وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَنَافِعٌ وَابْنُ ڪَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيُّ عَرَّفَ بَعْضَهُ، بِالتَّشْدِيدِ وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: لِتَرُدَّنَّهُ أَوْ لَأُعَرِّفَنَّكَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيْ: لَأُجَازِيَنَّكَ بِهَا حَتَّى تَعْرِفَ سُوءَ صَنِيعِكَ وَهِيَ ڪَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ التَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ، وَيُقَالُ لِلْحَازِي: عَرَّافٌ، وَلِلقُنَاقِنِ عَرَّافٌ وَلِلطَّبِيبِ عَرَّافٌ لِمَعْرِفَةِ ڪُلٍّ مِنْهُمْ بِعِلْمِهِ، وَالْعَرَّافُ: الْكَاهِنُ، قَاْلَ عُرْوَةُ بْنُ حِزَامٍ:
فَقُلْتُ لِعَرَّافِ الْيَمَامَةَ دَاوِنِي     فَإِنَّكَ إِنْ أَبْرَأْتَنِي لَطَبِيبُ
وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ ڪَاهِنًا فَقَدْ ڪَفَرَ بِمَا أُنْزِلُ عَلَى مُحَمَّدٍ أَرَادَ بِالْعَرَّافِ الْمُنَجِّمَ أَوِ الْحَازِيَ الَّذِي يَدَّعِي عِلْمَ الْغَيْبِ الَّذِي اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِهِ، وَالْمَعَارِفُ: الْوُجُوهُ، وَالْمَعْرُوفُ: الْوَجْهُ; لِأَنَّ الْإِنْسَانَ يُعْرَفُ بِهِ، قَاْلَ أَبُو ڪَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ:
مُتَكَوِّرِينَ عَلَى الْمَعَارِفِ بَيْنَهُمْ     ضَرْبٌ ڪَتَعْطَاطِ الْمَزَادِ الْأَثْجَلِ
وَالْمِعْرَافُ وَاحِدٌ، وَالْمَعَارِفُ: مَحَاسِنُ الْوَجْهِ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَامْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَعَارِفِ، أَيِ: الْوَجْهُ وَمَا يَظْهَرُ مِنْهَا وَاحِدُهَا مَعْرَفٌ، قَاْلَ الرَّاعِي:
مُتَلفِّمِينَ عَلَى مَعَارِفِنَا     نَثْنِي لَهُنَّ حَوَاشِيَ الْعَصْبِ
وَمَعَارِفُ الْأَرْضِ: أَوْجُهُهَا وَمَا عُرِفَ مِنْهَا، وَعَرِيفُ الْقَوْمِ: سَيِّدُهُمْ، وَالْعَرِيفُ: الْقَيِّمُ وَالسَّيِّدُ لِمَعْرِفَتِهِ بِسِيَاسَةِ الْقَوْمِ، وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ بَيْتَ طَرِيفٍ الْعَنْبَرِيِّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ وَقَدْ عَرَفَ عَلَيْهِمْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَالْعَرِيفُ: النَّقِيبُ وَهُوَ دُونَ الرَّئِيسِ، وَالْجَمْعِ عُرَفَاءُ، تَقُولُ مِنْهُ: عَرُفَ فُلَانٌ بِالضَّمِّ عَرَافَةً مِثْلَ خَطُبَ خَطَابَةً، أَيْ: صَارَ عَرِيفًا، وَإِذَا أَرَدْتَ أَنَّهُ عَمِلَ ذَلِكَ قُلْتَ: عَرِفَ فُلَانٌ عَلَيْنَا سِنِينَ يَعْرُفُ عِرَافَةً مِثَالُ ڪَتَبَ يَكْتُبُ ڪِتَابَةً، وَفِي الْحَدِيثِ: الْعِرَافَةُ حَقٌّ وَالْعُرَفَاءُ فِي النَّارِ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْعُرَفَاءُ، جَمْعُ عَرِيفٍ وَهُوَ الْقَيِّمُ بِأُمُورِ الْقَبِيلَةِ أَوِ الْجَمَاعَةِ مِنَ النَّاسِ يَلِي أُمُورَهُمْ، وَيَتَعَرَّفُ الْأَمِيرُ مِنْهُ أَحْوَالَهُمْ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَالْعِرَافَةُ عَمَلُهُ وَقَوْلُهُ الْعِرَافَةُ حَقٌّ، أَيْ: فِيهَا مَصْلَحَةٌ لِلنَّاسِ وَرِفْقٌ فِي أُمُورِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ، وَقَوْلُهُ الْعُرَفَاءُ فِي النَّارِ تَحْذِيرٌ مِنَ التَّعَرُّضِ لِلرِّيَاسَةِ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ، فَإِنَّهُ إِذَا لَمْ يَقُمْ بِحَقِّهِ أَثِمَ وَاسْتَحَقَّ الْعُقُوبَةَ، وَمِنْهُ حَدِيثُ طَاوُسٍ: أَنَّهُ سَأَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا مَعْنَى قَوْلِ النَّاسِ: أَهْلُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ: رُؤَسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَقَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَةَ:
بَلْ ڪُلُّ حَيٍّ وَإِنْ عَزُّوا وَإِنْ ڪَرُمُوا     عَرِيفُهُمْ بِأَثَافِي الشَّرِّ مَرْجُومُ
وَالْعُرْفُ بِالضَّمِّ وَالْعِرْفُ بِالْكَسْرِ: الصَّبْرُ، قَاْلَ أَبُو دَهْبَلٍ الْجُمَحِيُّ:
قُلْ لِابْنِ قَيْسٍ أَخِي الرُّقَيَّاتِ:     مَا أَحْسَنَ الْعِرْفَ فِي الْمُصِيبَاتِ
وَعَرَفَ لِلْأَمْرِ وَاعْتَرَفَ: صَبَرَ، قَاْلَ قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ:
فَيَا قَلْبُ صَبْرًا وَاعْتِرَافًا لِمَا تَرَى     وَيَا حُبَّهَا قَعْ بِالَّذِي أَنْتَ وَاقِعُ
 وَالْعَارِفُ وَالْعَرُوفُ وَالْعَرُوفَةُ: الصَّابِرُ، وَنَفْسٌ عَرُوفٌ: حَامِلَةٌ صَبُورٌ إِذَا حُمِلَتْ عَلَى أَمْرٍ احْتَمَلَتْهُ، وَأَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
فَآبُوا بِالنِّسَاءِ مُرَدَّفَاتٍ     عَوَارِفَ بَعْدَ ڪِنٍّ وَابْتِجَاحِ
أَرَادَ أَنَّهُنَّ أَقْرَرْنَ بِالذُّلِّ بَعْدَ النِّعْمَةِ، وَيُرْوَى وابْتِحَاحٍ مِنَ الْبُحْبُوحَةِ وَهَذَا رَوَاهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، وَيُقَالُ: نَزَلَتْ بِهِ مُصِيبَةٌ فَوُجِدَ صَبُورًا عَرُوفًا، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَنَفْسُهُ عَارِفَةٌ بِالْهَاءِ مِثْلُهُ، قَاْلَ عَنْتَرَةُ:
وَعَلِمْتُ أَنَّ مَنِيَّتِي إِنْ تَأْتِنِي     لَا يُنْجِنِي مِنْهَا الْفِرَارُ الْأَسْرَعُ
فَصَبَرْتُ عَارِفَةً لِذَلِكَ حُرَّةً     تَرْسُو إِذَا نَفْسُ الْجَبَانِ تَطَلَّعُ
. تَرْسُو: تَثْبُتُ وَلَا تَطَلَّعُ إِلَى الْخَلْقِ ڪَنَفْسِ الْجَبَانِ، يَقُولُ: حَبِسْتُ نَفْسًا عَارِفَةً، أَيْ: صَابِرَةً، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِمُزَاحِمٍ الْعُقَيْلِيِّ:
وَقَفْتُ بِهَا حَتَّى تَعَالَتْ بِيَ الضُّحَى     وَمَلَّ الْوُقُوفَ الْمُبْرَيَاتُ الْعَوَارِفُ
. الْمُبْرَيَاتُ: الَّتِي فِي أُنُوفِهَا الْبُرَّةُ، وَالْعَوَارِفُ: الصُّبُرُ، وَيُقَالُ: اعْتَرَفَ فُلَانٌ إِذَا ذَلَّ وَانْقَادَ، وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ:
أَتَضْجَرِينَ وَالْمَطِيُّ مُعْتَرِفْ
أَيْ: تَعْرِفُ وَتَصْبِرُ وَذَكَّرَ (مُعْتَرِفْ); لِأَنَّ لَفْظَ الْمَطِيِّ مُذَكَّرٌ، وَعَرَفَ بِذَنْبِهِ عُرْفًا وَاعْتَرَفَ: أَقَرَّ، وَعَرَفَ لَهُ: أَقَرَّ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
عَرَفَ الْحِسَانُ لَهَا غُلَيِّمَةً     تَسْعَى مَعَ الْأَتْرَابِ فِي إِتْبِ
وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا أَعْرِفُ لِأَحَدٍ يَصْرَعُنِي، أَيْ: لَا أُقِرُّ بِهِ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَطْرَدْنَا الْمُعْتَرِفِينَ هُمُ الَّذِينَ يُقِرُّونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ فِيهِ الْحَدُّ وَالتَّعْزِيرُ، يُقَالُ: أَطْرَدَهُ السُّلْطَانُ وَطَرَّدَهُ إِذَا أَخْرَجَهُ عَنْ بَلَدِهِ وَطَرَدَهُ إِذَا أَبْعَدَهُ، وَيُرْوَى: اطْرُدُوا الْمُعْتَرِفِينَ ڪَأَنَّهُ ڪَرِهَ لَهُمْ ذَلِكَ، وَأَحَبَّ أَنْ يَسْتُرُوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَالْعُرْفُ: الِاسْمُ مِنَ الِاعْتِرَافِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَهُ عَلَيَّ أَلْفٌ عُرْفًا، أَيِ: اعْتِرَافًا وَهُوَ تَوْكِيدٌ، وَيُقَالُ: أَتَيْتُ مُتَنَكِّرًا ثُمَّ اسْتَعْرَفْتُ، أَيْ: عَرَّفْتُهُ مَنْ أَنَا، قَاْلَ مُزَاحِمٌ الْعُقَيْلِيُّ:
فَاسْتَعْرِفَا ثُمَّ قُولَا: إِنَّ ذَا رَحِمٍ     هَيْمَانَ ڪَلَّفَنَا مِنْ شَأْنِكُمْ عَسِرَا
فَإِنْ بَغَتْ آيَةً تَسْتَعْرِفَانِ بِهَا     يَوْمًا فَقُولَا لَهَا الْعُودُ الَّذِي اخْتُضِرَا
وَالْمَعْرُوفُ: ضِدُّ الْمُنْكَرِ، وَالْعُرْفُ: ضِدُّ النُّكْرِ، يُقَالُ: أَوْلَاهُ، عُرْفًا، أَيْ: مَعْرُوفًا، وَالْمَعْرُوفُ وَالْعَارِفَةُ: خِلَافُ النُّكْرِ، وَالْعُرْفُ وَالْمَعْرُوفُ: الْجُودُ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ مَا تَبْذُلُهُ وَتُسْدِيهِ وَحَرَّكَ الشَّاعِرُ ثَانِيهِ، فَقَالَ:
إِنَّ ابْنَ زَيْدٍ لَا زَالَ مُسْتَعْمِلًا     لِلْخَيْرِ يُفْشِي فِي مِصْرِهِ الْعُرُفَا
. وَالْمَعْرُوفُ: ڪَالْعُرْفِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا، أَيْ: مُصَاحَبًا مَعْرُوفًا، قَاْلَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْرُوفُ هُنَا مَا يُسْتَحْسَنُ مِنَ الْأَفْعَالِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ، قِيلَ: فِي التَّفْسِيرِ: الْمَعْرُوفُ الْكُسْوَةُ وَالدِّثَارُ وَأَنْ لَا يُقَصِّرَ الرَّجُلُ فِي نَفَقَةِ الْمَرْأَةِ الَّتِي تُرْضِعُ وَلَدَهُ إِذَا ڪَانَتْ وَالِدَتَهُ; لِأَنَّ الْوَالِدَةَ أَرْأَفُ بِوَلَدِهَا مِنْ غَيْرِهَا وَحَقُّ ڪُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ يَأْتَمِرَ فِي الْوَلَدِ بِمَعْرُوفٍ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا، قَاْلَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ فِيهَا: إِنَّهَا أُرْسِلَتْ بِالْعُرْفِ وَالْإِحْسَانِ، وَقِيلَ: يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ أُرْسِلُوا لِلْمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ، وَالْعُرْفُ وَالْعَارِفَةُ وَالْمَعْرُوفُ وَاحِدٌ: ضِدُّ النُّكْرِ، وَهُوَ ڪُلُّ مَا تَعْرِفُهُ النَّفْسُ مِنَ الْخَيْرِ وَتَبْسَأُ بِهِ وَتَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: هِيَ الْمَلَائِكَةُ أُرْسِلَتْ مُتَتَابِعَةً، يُقَالُ: هُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ عُرْفِ الْفَرَسِ، أَيْ: يَتَتَابَعُونَ ڪَعُرْفِ الْفَرَسِ، وَفِي حَدِيثِ ڪَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: جَاؤُوا ڪَأَنَّهُمْ عُرْفٌ، أَيْ: يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَقُرِئَتْ عُرْفًا وَعُرُفًا وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَقِيلَ: الْمُرْسَلَاتُ هِيَ الرُّسُل، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمَعْرُوفِ فِي الْحَدِيثِ وَهُوَ اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا عُرِفَ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ، وَكُلِّ مَا نَدَبَ إِلَيْهِ الشَّرْعُ وَنَهَى عَنْهُ مِنَ الْمُحَسَّنَاتِ وَالْمُقَبَّحَاتِ، وَهُوَ مِنَ الصِّفَاتِ الْغَالِبَةِ، أَيْ: أَمْرٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا رَأَوْهُ لَا يُنْكِرُونَهُ، وَالْمَعْرُوفُ: النَّصَفَةُ وَحُسْنُ الصُّحْبَةِ مَعَ الْأَهْلِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ النَّاسِ، وَالْمُنْكَرُ: ضِدُّ ذَلِكَ جَمِيعِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ، أَيْ: مَنْ بَذَلَ مَعْرُوفَهُ لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا آتَاهُ اللَّهُ جَزَاءَ مَعْرُوفِهِ فِي الْآخِرَةِ، وَقِيلَ: أَرَادَ مَنْ بَذَلَ جَاهَهُ لِأَصْحَابِ الْجَرَائِمِ الَّتِي لَا تَبْلُغُ الْحُدُودَ فَيَشْفَعُ فِيهِمْ شَفَّعَهُ اللَّهُ فِي أَهْلِ التَّوْحِيدِ فِي الْآخِرَةِ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي مَعْنَاهُ، قَالَ: يَأْتِي أَصْحَابُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُغْفَرُ لَهُمْ بِمَعْرُوفِهِمْ، وَتَبْقَى حَسَنَاتُهُمْ جَامَّةً فَيُعْطُونَهَا لِمَنْ زَادَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ فَيُغْفَرُ لَهُ، وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيَجْتَمِعُ لَهُمُ الْإِحْسَانُ إِلَى النَّاسِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:
وَمَا خَيْرُ مَعْرُوفِ الْفَتَى فِي شَبَابِهِ     إِذَا لَمْ يَزِدْهُ الشَّيْبُ حِينَ يَشِيبُ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَدْ يَكُونُ مِنَ الْمَعْرُوفِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الْمُنْكَرِ وَمِنَ الْمَعْرُوفِ الَّذِي هُوَ الْجُودُ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا وَلَّى عَنْكَ بِوِدِّهِ: قَدْ هَاجَتْ مَعَارِفُ فُلَانٍ، وَمَعَارِفُهُ: مَا ڪُنْتَ تَعْرِفُهُ مِنْ ضَنِّهِ بِكَ، وَمَعْنَى هَاجَتْ، أَيْ: يَبِسَتْ، ڪَمَا يَهِيجُ النَّبَاتُ إِذَا يَبِسَ، وَالْعَرْفُ: الرِّيحُ طَيِّبَةٌ ڪَانَتْ أَوْ خَبِيثَةٌ، يُقَالُ: مَا أَطْيَبَ عَرْفَهُ، وَفِي الْمَثَلِ: لَا يَعْجِزُ مَسْكُ السَّوْءِ عَنْ عَرْفِ السَّوْءِ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهِ: الْعَرْفُ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ وَالْمُنْتِنَةُ، قَالَ:
ثَنَاءٌ ڪَعَرْفِ الطِّيبِ يُهْدَى لِأَهْلِهِ     وَلَيْسَ لَهُ إِلَّا بَنِي خَالِدٍ أَهْلُ
وَقَالَ الْبُرَيْقُ الْهُذَلِيُّ فِي النَّتِنِ:
فَلَعَمْرُ عَرْفِكَ ذِي الصُّمَاحِ ڪَمَا     عَصَبَ السِّفَارُ بِغَضْبَةِ اللِّهْمِ
. وَعَرَّفَهُ: طَيَّبَهُ وَزَيَّنَهُ، وَالتَّعْرِيفُ: التَّطْيِيبُ مِنَ الْعَرْفِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:  وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ، أَيْ: طَيَّبَهَا، قَاْلَ الشَّاعِرُ يَمْدَحُ رَجُلًا:
عَرُفْتَ ڪَإِتْبٍ عَرَّفَتْهُ اللَّطَائِمُ
. يَقُولُ: ڪَمَا عَرُفَ الْإِتْبُ، وَهُوَ الْبَقِيرُ، قَاْلَ الْفَرَّاءُ: يُعَرِّفُونَ مَنَازِلَهُمْ إِذَا دَخَلُوهَا حَتَّى يَكُونَ أَحَدُهُمْ أَعْرَفَ بِمَنْزِلِهِ إِذَا رَجَعَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى أَهْلِهِ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: هَذَا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ، وَقَدْ قَاْلَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ: (عَرَّفَهَا لَهُمْ) أَيْ: طَيَّبَهَا، يُقَالُ: طَعَامٌ مُعَرَّفٌ، أَيْ: مُطَيَّبٌ، قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ فِي قَوْلِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَعْفُرَ يَهْجُو عِقَالَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سُفَيْنٍ:
فَتُدْخِلُ أَيْدٍ فِي حَنَاجِرَ أُقْنِعَتْ     لِعَادَتِهَا مِنَ الْخَزِيرِ الْمُعَرَّفِ
. قَالَ: أُقْنِعَتْ، أَيْ: مُدَّتْ وَرُفِعَتْ لِلْفَمِ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى): عَرَّفَهَا لَهُمْ، قَالَ: هُوَ وَضْعُكَ الطَّعَامَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَرُفَ الرَّجُلُ: إِذَا أَكْثَرَ مِنَ الطِّيبِ، وَعَرِفَ: إِذَا تَرَكَ الطِّيبَ، وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ فَعَلَ ڪَذَا وَكَذَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ، أَيْ: رِيحَهَا الطَّيِّبَةَ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَبَّذَا أَرْضُ الْكُوفَةِ أَرْضٌ سَوَاءٌ سَهْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ، أَيْ: طَيِّبَةُ الْعَرْفِ، فَأَمَّا الَّذِي وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، فَإِنَّ مَعْنَاهُ: اجْعَلْهُ يَعْرِفُكَ بِطَاعَتِهِ وَالْعَمَلِ فِيمَا أَوْلَاكَ مِنْ نِعْمَتِهِ، فَإِنَّهُ يُجَازِيكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ وَالْحَاجَةِ إِلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَعَرَّفَ طَعَامَهُ: أَكْثَرَ أُدْمَهُ، وَعَرَّفَ رَأْسَهُ بِالدُّهْنِ: رَوَّاهُ، وَطَارَ الْقَطَا عُرْفًا عُرْفًا: بَعْضُهَا خَلْفَ بَعْضٍ، وَعُرْفُ الدِّيكِ وَالْفَرَسِ وَالدَّابَّةِ وَغَيْرِهَا: مَنْبِتُ الشَّعْرِ وَالرِّيشِ مِنَ الْعُنُقِ، وَاسْتَعْمَلَهُ الْأَصْمَعِيُّ فِي الْإِنْسَانِ فَقَالَ: جَاءَ فُلَانٌ مُبْرَئِلًا لِلشَّرِّ، أَيْ: نَافِشًا عُرْفَهُ، وَالْجَمْعُ أَعْرَافٌ وَعُرُوفٌ، وَالْمَعْرَفَةُ بِالْفَتْحِ: مَنْبِتُ عُرْفِ الْفَرَسِ مِنَ النَّاصِيَةِ إِلَى الْمِنْسَجِ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّحْمُ الَّذِي يَنْبُتُ عَلَيْهِ الْعُرْفُ، وَأَعْرَفَ الْفَرَسُ: طَالَ عُرْفُهُ وَاعْرَوْرَفَ: صَارَ ذَا عُرْفٍ، وَعَرَفْتُ الْفَرَسَ: جَزَزْتُ عُرْفَهُ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُبَيْرٍ: مَا أَكَلْتُ لَحْمًا أَطْيَبَ مِنْ مَعْرَفَةِ الْبِرْذَوْنِ، أَيْ: مَنْبِتِ عُرْفِهِ مِنْ رَقَبَتِهِ، وَسَنَامٌ أَعْرَفُ: طَوِيلٌ ذُو عُرْفٍ، قَاْلَ يَزِيدُ بْنُ الْأَعْوَرِ الشَّنِّيُّ:
مُسْتَحْمَلًا أَعْرَفَ قَدْ تَبَنَّى
.
وَنَاقَةٌ عَرْفَاءُ: مُشْرِفَةُ السَّنَامِ، وَنَاقَةٌ عَرْفَاءُ: إِذَا ڪَانَتْ مُذَكَّرَةً تُشْبِهُ الْجِمَالَ، وَقِيلَ لَهَا: عَرْفَاءُ؛ لِطُولِ عُرْفِهَا، وَالضَّبُعُ يُقَالُ لَهَا عَرْفَاءُ لِطُولِ عُرْفِهَا وَكَثْرَةِ شَعْرِهَا، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلشَّنْفَرَى:
وَلِي دُونُكُمْ أَهْلُونَ سِيدٌ عَمَلَّسٌ     وَأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وَعَرْفَاءُ جَيْأَلُ
.
وَقَالَ الْكُمَيْتُ:
لَهَا رَاعِيَا سُوءٍ مُضِيعَانِ مِنْهُمَا     أَبُو جَعْدَةَ الْعَادِي وَعَرْفَاءُ جَيْأَلُ
. وَضَبُعٌ عَرْفَاءُ: ذَاتُ عُرْفٍ، وَقِيلَ: ڪَثِيرَةُ شَعْرٍ الْعُرْفِ، وَشَيْءٌ أَعْرَفُ: لَهُ عُرْفٌ، واعْرَوْرَفَ الْبَحْرُ وَالسَّيْلُ: تَرَاكَمَ مَوْجُهُ وَارْتَفَعَ فَصَارَ لَهُ ڪَالْعُرْفِ، واعْرَوْرَفَ الدَّمُ: إِذَا صَارَ لَهُ مِنَ الزَّبَدِ شِبْهُ الْعُرْفِ، قَاْلَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ طَعْنَةً فَارَتْ بِدَمِ غَالِبٍ:
مُسْتَنَّةٍ سَنَنَ الْفُلُوِّ مُرِشَّةٍ     تَنْفِي التُّرَابَ بِقَاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ
. واعْرَوْرَفَ فُلَانٌ لِلشَّرِّ ڪَقَوْلِكَ اجْثَأَلَّ وَتَشَذَّرَ، أَيْ: تَهَيَّأَ، وَعُرْفُ الرَّمْلِ وَالْجَبَلِ وَكُلِّ عَالٍ: ظَهْرُهُ وَأَعَالِيهِ، وَالْجَمْعُ أَعْرَافٌ وَعِرَفَةٌ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ، الْأَعْرَافُ فِي اللُّغَةِ: جَمْعُ عُرْفٍ، وَهُوَ ڪُلُّ عَالٍ مُرْتَفِعٍ، قَاْلَ الزَّجَّاجُ: الْأَعْرَافُ أَعَالِي السُّورِ، قَاْلَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: الْأَعْرَافُ أَعَالِي سُورٍ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ، وَاخْتُلِفَ فِي أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ، فَقِيلَ: هُمْ قَوْمٌ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَسَيِّئَاتُهُمْ فَلَمْ يَسْتَحِقُّوا الْجَنَّةَ بِالْحَسَنَاتِ وَلَا النَّارَ بِالسَّيِّئَاتِ، فَكَانُوا عَلَى الْحِجَابِ الَّذِي بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ: عَلَى الْأَعْرَافِ عَلَى مَعْرِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ هَؤُلَاءِ الرِّجَالُ، فَقَالَ قَوْمٌ مَا ذَكَرْنَا، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، وَقِيلَ: أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ أَنْبِيَاءٌ، وَقِيلَ: مَلَائِكَةٌ، وَمَعْرِفَتُهُمْ ڪُلًّا بِسِيمَاهُمْ يَعْرِفُونَ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ بِأَنَّ سِيمَاهُمْ إِسْفَارُ الْوُجُوهِ وَالضَّحِكُ وَالِاسْتِبْشَارُ، ڪَمَا قَاْلَ تَعَالَى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ، وَيَعْرِفُونَ أَصْحَابَ النَّارِ بِسِيمَاهُمْ وَسِيمَاهُمْ سَوَادُ الْوُجُوهِ وَغُبْرَتُهَا، ڪَمَا قَاْلَ تَعَالَى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ، وَقَالَ: وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ، قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعُهُ عَلَى الْأَعْرَافِ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ، وَجَبَلٌ أَعْرَفُ: لَهُ ڪَالْعُرْفِ، وَعُرْفُ الْأَرْضِ: مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا، وَالْجَمْعُ أَعْرَافٌ، وَأَعْرَافُ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ: أَوَائِلُهَا وَأَعَالِيهَا، وَاحِدُهَا عُرْفٌ، وَحَزْنٌ أَعْرَفُ: مُرْتَفِعٌ، وَالْأَعْرَافُ: الْحَرْثُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى الْفُلْجَانِ وَالْقَوَائِدِ، وَالْعَرْفَةُ: قُرْحَةٌ تَخْرُجُ فِي بَيَاضِ الْكَفِّ، وَقَدْ عُرِفَ وَهُوَ مَعْرُوفٌ: أَصَابَتْهُ الْعَرْفَةُ، وَالْعُرْفُ: شَجَرُ الْأُتْرُجِّ، وَالْعُرْفُ: النَّخْلُ إِذَا بَلَغَ الْإِطْعَامَ، وَقِيلَ: النَّخْلَةُ أَوَّلُ مَا تُطْعَمُ، وَالْعُرْفُ وَالْعُرَفُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ بِالْبَحْرَيْنِ، وَالْأَعْرَافُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ أَيْضًا وَهُوَ الْبُرْشُومُ، وَأَنْشَدَ بَعْضُهُمْ:
نَغْرِسُ فِيهَا الزَّادَ وَالْأَعْرَافَا     وَالنَّائِحي مِسْدَفًا إِسْدَافَا
.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: إِذَا ڪَانَتِ النَّخْلَةُ بَاكُورًا فَهِيَ عُرْفٌ، وَالْعَرْفُ: نَبْتٌ لَيْسَ بِحَمْضٍ وَلَا عِضَاهٍ وَهُوَ الثُّمَامُ، وَالْعُرُفَّانُ وَالْعِرِفَّانُ: دُوَيْبَّةٌ صَغِيرَةٌ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ رَمْلِ عَالِجِ أَوْ رِمَالِ الدَّهْنَاءِ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْعُرُفَّانُ جُنْدَبٌ ضَخْمٌ مِثْلُ الْجَرَادَةِ لَهُ عُرْفٌ وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي رِمْثَةٍ أَوْ عُنْظُوَانَةٍ، وَعُرُفَّانُ: جَبَلٌ، وَعِرِفَّانُ وَالْعِرِفَّانُ: اسْمٌ، وَعَرَفَةُ وَعَرَفَاتٌ: مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ، مُعَرَّفَةٌ ڪَأَنَّهُمْ جَعَلُوا ڪُلَّ مَوْضِعٍ مِنْهَا عَرَفَةَ، وَيَوْمُ عَرَفَةَ غَيْرُ مُنَوَّنٍ، وَلَا يُقَالُ الْعَرْفَةُ وَلَا تَدْخُلُهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ، قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: عَرَفَاتٌ مَصْرُوفَةٌ فِي ڪِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَهِيَ مَعْرِفَةٌ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ: هَذِهِ عَرَفَاتٌ مُبَارَكًا فِيهَا وَهَذِهِ عَرَفَاتٌ حَسَنَةٌ، قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى مَعْرِفَتِهَا أَنَّكَ لَا تُدْخِلُ فِيهَا أَلِفًا وَلَامًا، وَإِنَّمَا عَرَفَاتٌ بِمَنْزِلَةِ أَبَانَيْنِ وَبِمَنْزِلَةِ جَمْعٍ، وَلَوْ ڪَانَتْ عَرَفَاتٌ نَكِرَةً لَكَانَتْ إِذًا عَرَفَاتٌ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، قِيلَ: سُمِّيَ عَرَفَةَ; لِأَنَّ النَّاسَ يَتَعَارَفُونَ بِهِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ عَرَفَةَ; لِأَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ طَافَ بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَكَانَ يُرِيهِ الْمَشَاهِدَ فَيَقُولُ لَهُ: أَعَرِفْتَ أَعَرِفْتَ؟ فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ:  عَرِفْتُ عَرِفْتُ، وَقِيلَ: لِأَنَّ آدَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا هَبَطَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَكَانَ مِنْ فِرَاقِهِ حَوَّاءَ مَا ڪَانَ فَلَقِيَهَا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَرَفَهَا وَعَرَفَتْهُ، وَالتَّعْرِيفُ: الْوُقُوفُ بِعَرَفَاتٍ، وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ دُرَيْدٍ:
ثُمَّ أَتَى التَّعْرِيفَ يَقْرُو مُخْبِتَا
. تَقْدِيرُهُ: ثُمَّ أَتَى مَوْضِعَ التَّعْرِيفِ فَحَذَفَ الْمُضَافَ وَأَقَامَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ مَقَامَهُ، وَعَرَّفَ الْقَوْمُ: وَقَفُوا بِعَرَفَةَ، قَاْلَ أَوْسُ بْنُ مَغْرَاءَ:
وَلَا يَرِيمُونَ لِلتَّعْرِيفِ مَوْقِفَهُمْ     حَتَّى يُقَالَ أَجِيزُوا آلَ صَفْوَانَا
. وَهُوَ الْمُعَرَّفُ لِلْمَوْقِفِ بِعَرَفَاتٍ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ، وَذَلِكَ بَعْدَ الْمُعَرَّفِ يُرِيدُ بَعْدَ الْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ، وَالْمُعَرَّفُ فِي الْأَصْلِ: مَوْضِعُ التَّعْرِيفِ وَيَكُونُ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَعَرَفَاتٌ مَوْضِعٌ بِمنًى، وَهُوَ اسْمٌ فِي لَفْظِ الْجَمْعِ فَلَا يُجْمَعُ، قَاْلَ الْفَرَّاءُ: وَلَا وَاحِدَ لَهُ بِصِحَّةِ، وَقَوْلُ النَّاسِ: نَزَلْنَا بِعَرَفَةَ شَبِيهٌ بِمُوَلَّدٍ وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ وَهِيَ مَعْرِفَةٌ وَإِنْ ڪَانَ جَمْعًا; لِأَنَّ الْأَمَاكِنَ لَا تَزُولُ فَصَارَ ڪَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ وَخَالَفَ الزَّيْدَيْنِ، تَقُولُ: هَؤُلَاءِ عَرَفَاتٌ حَسَنَةً تَنْصُبَ النَّعْتَ; لِأَنَّهُ نَكِرَةٌ وَهِيَ مَصْرُوفَةٌ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ، قَاْلَ الْأَخْفَشُ: إِنَّمَا صُرِفَتْ; لِأَنَّ التَّاءَ صَارَتْ بِمَنْزِلَةِ الْيَاءِ وَالْوَاوِ فِي مُسْلِمِينَ وَمُسْلِمُونَ; لِأَنَّهُ تَذْكِيرُهُ وَصَارَ التَّنْوِينُ بِمَنْزِلَةِ النُّونِ، فَلَمَّا سُمِّيَ بِهِ تُرِكَ عَلَى حَالِهِ ڪَمَا تُرِكَ مُسْلِمُونَ إِذَا سُمِّيَ بِهِ عَلَى حَالِهِ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي أَذْرِعَاتٍ وَعَانَّاتٍ وَعُرَيْتِنَاتٍ، وَالْعُرَفُ: مَوَاضِعُ مِنْهَا عُرْفَةُ سَاقٍ وَعُرْفَةُ الْأَمْلَحِ وَعُرْفَةُ صَارَةَ، وَالْعُرُفُ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: جَبَلٌ، قَاْلَ الْكُمَيْتُ:
أَهَاجَكَ بالعُرُفِ الْمَنْزِلُ     وَمَا أَنْتَ وَالطَّلَلُ الْمُحْوِلُ؟
وَاسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ بِهَذَا الْبَيْتِ عَلَى قَوْلِهِ الْعُرْفُ، وَالْعُرُفُ: الرَّمْلُ الْمُرْتَفِعُ، قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ عُسْرٍ وَعُسُرٍ، وَكَذَلِكَ الْعُرْفَةُ، وَالْجَمْعُ عُرَفٌ وَأَعْرَافٌ، وَالْعُرْفَتَانِ: بِبِلَادِ بَنِي أَسَدٍ، وَأَمَّا قَوْلُهُ أَنْشَدَهُ يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ:
وَمَا ڪُنْتُ مِمَّنْ عَرَّفَ الشَّرَّ بَيْنَهُمْ     وَلَا حِينَ جَدَّ الْجِدُّ مِمَّنْ تَغَيَّبَا
. فَلَيْسَ عَرَّفَ فِيهِ مِنْ هَذَا الْبَابِ إِنَّمَا أَرَادَ أَرَّثَ، فَأَبْدَلَ الْأَلِفَ لِمَكَانِ الْهَمْزَةِ عَيْنًا وَأَبْدَلَ الثَّاءَ فَاءً، وَمَعْرُوفٌ: اسْمُ فَرَسِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ شَهِدَ عَلَيْهِ حُنَيْنًا، وَمَعْرُوفٌ أَيْضًا: اسْمُ فَرَسِ سَلَمَةَ بْنِ هِنْدَ الْغَاضِرِيِّ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَفِيهِ يَقُولُ:
أُكَفِّئُ مَعْرُوفًا عَلَيْهِمْ ڪَأَنَّهُ     إِذَا ازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ الْأَسِنَّةِ أَحْرَدُ
. وَمَعْرُوفٌ: وَادٍ لَهُمْ، أَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ:
وَحَتَّى سَرَتْ بَعْدَ الْكَرَى فِي لَوِيِّهِ     أَسَارِيعُ مَعْرُوفٍ وَصَرَّتْ جَنَادِبُهْ
. وَذَكَرَ فِي تَرْجَمَةِ عزف: أَنَّ جَارِيَتَيْنِ ڪَانَتَا تُغَنِّيَانِ بِمَا تَعَازَفَتِ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ، قَالَ: وَتُرْوَى بِالرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ، أَيْ: تَفَاخَرَتْ.

معنى كلمة عرف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرطل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرطل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرطل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرطل: الْعَرْطَلُ: الْفَاحِشُ الطُّولِ، الْمُضْطَرِبُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ، قَاْلَ أَبُو النَّجْمِ:
فِي سَرْطَمٍ هَادٍ وَعُنْقٍ عَرْطَلِ
وَالْعَرْطَلِيلُ: الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: الْغَلِيظُ، عَنِ السِّيرَافِيِّ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ سِيبَوَيْهِ عَرْطَلِيلًا فَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ: لَمْ نُلْفِ تَفْسِيرَهُ، قَالَ: وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ الطَّوِيلُ وَاسْتَدَلَّ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ بِقَوْلِهِمْ عَرْطَلٌ لِلطَّوِيلِ، وَالْعَرْطَوَيلُ وَالْعَرْطَلُ: الشَّابُّ الْحَسَنُ، وَالْعَرْطَلُ: الضَّخْمُ وَعَمَّ بِهِ الْأَزْهَرِيُّ، فَقَالَ: الْعَرْطَلُ الطَّوِيلُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ.

معنى كلمة عرطل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرطس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرطس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرطس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرطس: عَرْطَسَ الرَّجُلُ: تَنَحَّى عَنِ الْقَوْمِ، وَذَلَّ عَنْ مُنَازَعَتِهِمْ وَمُنَاوَأَتِهِمْ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَفِي لُغَةٍ: إِذَا ذَلَّ عَنِ الْمُنَازَعَةِ، وَأَنْشَدَ:
وَقَدْ أَتَانِي أَنَّ عَبْدًا طِمْرِسَا يُوعِدُنِي وَلَوْ رَآنِي عَرْطَسَا
الْجَوْهَرِيُّ: عَرْطَسَ الرَّجُلُ مِثْلُ عَرْطَزَ: إِذَا تَنَحَّى عَنِ الْقَوْمِ.

معنى كلمة عرطس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرطز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرطز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرطز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرطز: عَرْطَزَ الرَّجُلُ: تَنَحَّى ڪَعَرْطَسَ.

معنى كلمة عرطز – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرطب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرطب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرطب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرطب: الْعَرْطَبَةُ: طَبْلُ الْحَبَشَةِ، وَالْعَرْطَبَةُ وَالْعُرْطُبَةُ جَمِيعًا: اسْمٌ لِلْعُودِ عُودِ اللَّهْوِ، وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِكُلِّ مُذْنِبٍ إِلَّا لِصَاحِبِ عَرْطَبَةٍ أَوْ ڪُوبَةٍ، الْعَرْطَبَةُ بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: الْعُودُ، وَقِيلَ: الطُّنْبُورُ.

معنى كلمة عرطب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرط: اعْتَرَطَ الرَّجُلُ: أَبْعَدَ فِي الْأَرْضِ، وَعِرْيَطٌ وَأُمُّ عِرْيَطٍ وَأُمُّ الْعِرْيطِ، ڪُلُّهُ: الْعَقْرَبُ، وَيُقَالُ: عَرَطَ فُلَانٌ عِرْضَ فُلَانٍ وَاعْتَرَطَهُ: إِذَا اقْتَرَضَهُ بِالْغِيبَةِ، وَأَصْلُ الْعَرْطِ الشِّقُّ حَتَّى يُدْمَى.

معنى كلمة عرط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرضن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرضن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرضن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرضن: الْأَزْهَرِيُّ فِي رُبَاعِيِّ الْعَيْنِ: اللَّيْثُ: الْعِرَضْنَةُ وَالْعِرَضْنَى عَدْوٌ فِي اشْتِقَاقٍ، وَأَنْشَدَ:
تَعْدُو الْعِرَضْنَى خَيْلُهُمْ حَرَاجِلَا
قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعِرَضْنَى فِي اعْتِرَاضٍ وَنَشَاطٍ، وَحَرَاجِلَ وَعَرَاجِلَ: جَمَاعَاتٍ، أَبُو عُبَيْدٍ: الْعِرَضْنَةُ الِاعْتِرَاضُ فِي السَّيْرِ مِنَ النَّشَاطِ، وَلَا يُقَالُ نَاقَةٌ عِرَضْنَةٌ، وَامْرَأَةٌ عِرَضْنَةٌ: ضَخْمَةٌ قَدْ ذَهَبَتْ عَرْضًا مِنْ سِمَنِهَا.

معنى كلمة عرضن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرض: الْعَرْضُ: خِلَافُ الطُّولِ، وَالْجَمْعُ أَعْرَاضٌ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَأَنْشَدَ:
يَطْوُونَ أَعْرَاضَ الْفِجَاجِ الْغُبْرِ طَيَّ أَخِي التَّجْرِ بُرُودَ التَّجْرِ
وَفِي الْكَثِيرِ عُرُوضٌ وَعِرَاضٌ قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ بَرْقًا:
أَمِنْكَ بَرْقٌ أَبِيتُ اللَّيْلَ أَرْقُبُهُ     ڪَأَنَّهُ فِي عِرَاضِ الشَّامِ مِصْبَاحُ
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَيْ: فِي شِقِّهِ وَنَاحِيَتِهِ، وَقَدْ عَرُضَ يَعْرُضُ عِرَضًا مِثْلُ صَغُرَ صِغَرًا وَعَرَاضَةً، بِالْفَتْحِ، قَاْلَ جَرِيرٌ:
إِذَا ابْتَدَرَ النَّاسُ الْمَكَارِمَ بَذَّهُمْ     عَرَاضَةُ أَخْلَاقِ ابْنِ لَيْلَى وَطُولُهَا
فَهُوَ عَرِيضٌ وَعُرَاضٌ بِالضَّمِّ، وَالْجَمْعُ عِرْضَانٌ، وَالْأُنْثَى عَرِيضَةٌ وَعُرَاضَةٌ، وَعَرَّضْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتَهُ عَرِيضًا، وَقَالَ اللَّيْثُ: أَعْرَضْتُهُ جَعَلْتَهُ عَرِيضًا، وَتَعْرِيضُ الشَّيْءِ: جَعْلُهُ عَرِيضًا، وَالْعُرَاضُ أَيْضًا: الْعَرِيضُ ڪَالْكُبَارِ وَالْكَبِيرِ، وَفِي حَدِيثِ أُحُدٍ: قَاْلَ لِلْمُنْهَزِمِينَ لَقَدْ ذَهَبْتُمْ فِيهَا عَرِيضَةً، أَيْ: وَاسِعَةً، وَفِي الْحَدِيثِ: لَئِنْ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ، أَيْ: جِئْتَ بِالْخُطْبَةِ قَصِيرَةً وَبِالْمَسْأَلَةِ وَاسِعَةً ڪَبِيرَةً، وَالْعُرَاضَاتُ: الْإِبِلُ الْعَرِيضَاتُ الْآثَارِ، وَيُقَالُ لِلْإِبِلِ: إِنَّهَا الْعُرَاضَاتُ أَثَرًا، قَاْلَ السَّاجِعُ: إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَرًا، وَلَمْ تَرَ مَطَرًا، فَلَا تَغْذُوَنَّ إِمَّرَةً وَلَا إِمَّرًا، وَأَرْسِلِ الْعُرَاضَاتِ أَثَرًا يَبْغِينَكَ فِي الْأَرْضِ مَعْمَرًا، السَّفَرُ: بَيَاضُ النَّهَارِ، وَالْإِمَّرُ: الذَّكَرُ مِنْ وَلَدِ الضَّأْنِ، وَالْإِمَّرَةُ: الْأُنْثَى، وَإِنَّمَا خَصَّ الْمَذْكُورَ مِنَ الضَّأْنِ وَإِنْ ڪَانَ أَرَادَ جَمِيعَ الْغَنَمِ; لِأَنَّهَا أَعْجَزُ عَنِ الطَّلَبِ مِنَ الْمَعَزِ وَالْمَعَزُ تُدْرِكُ مَا لَا تُدْرِكُ الضَّأْنُ، وَالْعُرَاضَاتُ: الْإِبِلُ، وَالْمَعْمَرُ: الْمَنْزِلُ بِدَارِ مَعَاشٍ، أَيْ: أَرْسِلِ الْإِبِلَ الْعَرِيضَةَ الْآثَارِ عَلَيْهَا رُكْبَانُهَا لِيَرْتَادُوا لَكَ مَنْزِلًا تَنْتَجِعُهُ، وَنَصَبَ أَثَرًا عَلَى التَّمْيِيزِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ، أَيْ: وَاسِعٍ، وَإِنْ ڪَانَ الْعَرْضُ إِنَّمَا يَقَعُ فِي الْأَجْسَامِ وَالدُّعَاءُ لَيْسَ بِجِسْمٍ، وَأَعْرَضَتْ بِأَوْلَادِهَا: وَلَدَتْهُمْ عِرَاضًا، وَأَعْرَضَ: صَارَ ذَا عَرْضٍ، وَأَعْرَضَ فِي الشَّيْءِ: تَمَكَّنَ مِنْ عَرْضِهِ، قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:
فَعَالَ فَتًى بَنَى وَبَنَى أَبُوهُ     فَأَعْرَضَ فِي الْمَكَارِمِ وَاسْتَطَالَا
جَاءَ بِهِ عَلَى الْمَثَلِ; لِأَنَّ الْمَكَارِمَ لَيْسَ لَهَا طُولٌ وَلَا عَرْضٌ فِي الْحَقِيقَةِ، وَقَوْسٌ عُرَاضَةٌ: عَرِيضَةٌ، وَقَوْلُ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:
فَعَرَضْتُهُ فِي سَاقِ أَسْمَنِهَا     فَاجْتَازَ بَيْنَ الْحَاذِ وَالْكَعْبِ
لَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ وَأُرَاهُ أَرَادَ: غَيَّبْتُ فِيهَا عَرْضَ السَّيْف‌ِ، وَرَجُلٌ عَرِيضُ الْبِطَانِ: مُثْرٍ ڪَثِيرِ الْمَالِ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ، أَرَادَ ” ڪَثِيرٍ ” فَوَضَعَ الْعَرِيضَ مَوْضِعَ الْكَثِيرِ; لِأَنَّ ڪُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْدَارٌ، وَكَذَلِكَ لَوْ قَاْلَ ” طَوِيلٍ ” لَوُجِّهَ عَلَى هَذَا، فَافْهَمْ، وَالَّذِي تَقَدَّمَ أَعْرَفُ، وَامْرَأَةٌ عَرِيضَةٌ أَرِيضَةٌ: وَلُودٌ ڪَامِلَةٌ، وَهُوَ يَمْشِي بِالْعَرْضِيَّةِ وَالْعُرْضِيَّةِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَيْ: بِالْعَرْضِ، وَالْعِرَاضُ: مِنْ سِمَاتِ الْإِبِلِ وَسْمٌ، قِيلَ: هُوَ خَطٌّ فِي الْفَخِذِ عَرْضًا عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبِي عَلِيٍّ، تَقُولُ مِنْهُ: عَرَضَ بَعِيرَهُ عَرَضًا، وَالْمُعَرَّضُ: نَعَمٌ وَسْمُهُ الْعِرَاضُ، قَاْلَ الرَّاجِزُ:
سَقْيًا بِحَيْثُ يُهْمَلُ الْمُعَرَّضُ
تَقُولُ مِنْهُ: عَرَّضْتُ الْإِبِلَ، وَإِبِلٌ مُعَرَّضَةٌ: سِمَتُهَا الْعِرَاضُ فِي عَرْضِ الْفَخِذِ لَا فِي طُولِهِ، يُقَالُ مِنْهُ: عَرَضْتُ الْبَعِيرَ وَعَرَّضْتُهُ تَعْرِيضًا، وَعَرَضَ الشَّيْءَ عَلَيْهِ يَعْرِضُهُ عَرْضًا: أَرَاهُ إِيَّاهُ، وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ:
وَقَدْ ڪَانَ يَوْمُ اللَّيْثِ لَوْ قُلْتَ أُسْوَةٌ     وَمَعْرَضَةٌ لَوْ ڪُنْتَ قُلْتَ لَقَابِلُ
. عَلَيَّ وَكَانُوا أَهْلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ     وَمَجْدٍ إِذَا مَا حَوَّضَ الْمَجْدَ نَائِلُ
.
  أَرَادَ: لَقَدْ ڪَانَ لِي فِي هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ هَلَكُوا مَا آتَسِي بِهِ، وَلَوْ عَرَضْتَهُمْ عَلَيَّ مَكَانَ مُصِيبَتِي بِابْنِي لَقَبِلْتُ، وَأَرَادَ: (وَمَعْرَضَةٌ عَلِيَّ) فَفَصَلَ، وَعَرَضْتُ الْبَعِيرَ عَلَى الْحَوْضِ، وَهَذَا مِنَ الْمَقْلُوبِ، وَمَعْنَاهُ عَرَضْتُ الْحَوْضَ عَلَى الْبَعِيرِ، وَعَرَضْتُ الْجَارِيَةَ وَالْمَتَاعَ عَلَى الْبَيْعِ عَرْضًا، وَعَرَضْتُ الْكِتَابَ، وَعَرَضْتُ الْجُنْدَ عَرْضَ الْعَيْنِ: إِذَا أَمْرَرْتَهُمْ عَلَيْكَ وَنَظَرْتَ مَا حَالُهُمْ، وَقَدْ عَرَضَ الْعَارِضُ الْجُنْدَ وَاعْتَرَضُوا هُمْ، وَيُقَالُ: اعْتَرَضْتُ عَلَى الدَّابَّةِ: إِذَا ڪُنْتَ وَقْتَ الْعَرْضِ رَاكِبًا، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ وَعَرَضْتُ بِالْبَعِيرِ عَلَى الْحَوْضِ، وَصَوَابُهُ عَرَضْتُ الْبَعِيرَ، وَرَأَيْتُ عِدَّةَ نُسَخٍ مِنَ الصِّحَاحِ فَلَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلَّا: وَعَرَضْتُ الْبَعِيرَ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْجَوْهَرِيُّ قَاْلَ ذَلِكَ وَأَصْلَحَ لَفْظَهُ فِيمَا بَعْدُ، وَقَدْ فَاتَهُ الْعَرْضُ وَالْعَرَضُ، الْأَخِيرَةُ أَعْلَى، قَاْلَ يُونُسُ: فَاتَهُ الْعَرَضُ بِفَتْحِ الرَّاءِ ڪَمَا تَقُولُ قَبَضَ الشَّيْءَ قَبْضًا، وَقَدْ أَلْقَاهُ فِي الْقَبَضِ، أَيْ: فِيمَا قَبَضَهُ وَقَدْ فَاتَهُ الْعَرَضُ وَهُوَ الْعَطَاءُ وَالطَّمَعُ، قَاْلَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:
وَمَا هَذَا بِأَوَّلِ مَا أُلَاقِي مِنَ     الْحِدْثَانِ وَالْعَرَضِ الْقَرِيبِ
.
أَيِ: الطَّمَعِ الْقَرِيبِ، وَاعْتَرَضَ الْجُنْدَ عَلَى قَائِدِهِمْ، وَاعْتَرَضَ النَّاسَ: عَرَضَهُمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، وَاعْتَرَضَ الْمَتَاعَ وَنَحْوَهُ وَاعْتَرَضَهُ عَلَى عَيْنِهِ، عَنْ ثَعْلَبٍ، وَنَظَرَ إِلَيْهِ عُرْضَ عَيْنٍ، عَنْهُ أَيْضًا، أَيِ: اعْتَرَضَهُ عَلَى عَيْنِهِ، وَرَأَيْتُهُ عُرْضَ عَيْنٍ، أَيْ: ظَاهِرًا عَنْ قَرِيبٍ، وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيرِ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: أَيْ: تُوضَعُ عَلَيْهَا وَتُبْسَطُ ڪَمَا تُبْسَطُ الْحَصِيرُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ عَرْضِ الْجُنْدِ بَيْنَ يَدَيِ السُّلْطَانِ لِإِظْهَارِهِمْ وَاخْتِبَارِ أَحْوَالِهِمْ، وَيُقَالُ: انْطَلَقَ فُلَانٌ يَتَعَرَّضُ بِجَمَلِهِ السُّوقَ: إِذَا عَرَضَهُ عَلَى الْبَيْعِ، وَيُقَالُ: تَعَرَّضْ، أَيْ: أَقِمْهُ فِي السُّوقِ، وَعَارَضَ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ مُعَارَضَةً: قَابَلَهُ وَعَارَضْتُ ڪِتَابِي بِكِتَابِهِ، أَيْ: قَابَلْتَهُ، وَفُلَانٌ يُعَارِضُنِي، أَيْ: يُبَارِينِي، وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ جِبْرِيلَ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – ڪَانَ يُعَارِضُهُ الْقُرْآنَ فِي ڪُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَهُ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: أَيْ: ڪَانَ يُدَارِسُهُ جَمِيعَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ، مِنَ الْمُعَارَضَةِ: الْمُقَابَلَةِ، وَأَمَّا الَّذِي فِي الْحَدِيثِ: لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا اعْتِرَاضَ، فَهُوَ أَنْ يَعْتَرِضَ رَجُلٌ بِفَرَسِهِ فِي السِّبَاقِ فَيَدْخُلَ مَعَ الْخَيْلِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ سُرَاقَةَ: أَنَّهُ عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَأَبِي بَكْرٍ الْفَرَسَ، أَيِ: اعْتَرَضَ بِهِ الطَّرِيقَ يَمْنَعُهُمَا مِنَ الْمَسِيرِ، وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ: ڪُنْتُ مَعَ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ إِذَا رَجُلٌ يُقَرِّبُ فَرَسًا فِي عِرَاضِ الْقَوْمِ، فَمَعْنَاهُ: يَسِيرُ حِذَاءَهُمْ مُعَارِضًا لَهُمْ، وَأَمَّا حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّهُ ذَكَرَ عُمَرَ فَأَخَذَ الْحُسَيْنُ فِي عِرَاضِ ڪَلَامِهِ، أَيْ: فِي مِثْلِ قَوْلِهِ وَمُقَابِلِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارَضَ جَنَازَةَ أَبِي طَالِبٍ، أَيْ: أَتَاهَا مُعْتَرِضًا مِنْ بَعْضِ الطَّرِيقِ وَلَمْ يَتْبَعْهَا مِنْ مَنْزِلِهِ، وَعَرَضَ مِنْ سِلْعَتِهِ: عَارَضَ بِهَا فَأَعْطَى سِلْعَةً وَأَخَذَ أُخْرَى، وَفِي الْحَدِيثِ: ثَلَاثٌ فِيهِنَّ الْبَرَكَةُ، مِنْهُنَّ الْبَيْعُ إِلَى أَجَلٍ وَالْمُعَارَضَةُ، أَيْ: بَيْعُ الْعَرْضِ بِالْعَرْضِ، وَهُوَ بِالسُّكُونِ: الْمَتَاعُ بِالْمَتَاعِ لَا نَقْدَ فِيهِ، يُقَالُ: أَخَذْتُ هَذِهِ السِّلْعَةَ عَرْضًا: إِذَا أَعْطَيْتَ فِي مُقَابَلَتِهَا سِلْعَةً أُخْرَى، وَعَارَضَهُ فِي الْبَيْعِ فَعَرَضَهُ يَعْرُضُهُ عَرْضًا: غَبَنَهُ، وَعَرَضَ لَهُ مِنْ حَقِّهِ ثَوْبًا أَوْ مَتَاعًا يَعْرِضُهُ عَرْضًا وَعَرَضَ بِهِ: أَعْطَاهُ إِيَّاهُ مَكَانَ حَقِّهِ، وَ (مِنْ) فِي قَوْلِكِ: عَرَضْتُ لَهُ مِنْ حَقِّهِ بِمَعْنَى الْبَدَلِ، ڪَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ، يَقُولُ: لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا بَدَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةً، وَيُقَالُ: عَرَّضْتُكَ، أَيْ: عَوَّضْتُكَ، وَالْعَارِضُ: مَا عَرَضَ مِنَ الْأَعْطِيَةِ، قَاْلَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ:
يَا لَيْلُ أَسْقَاكِ الْبُرَيْقُ الْوَامِضُ     هَلْ لَكِ وَالْعَارِضُ مِنْكِ عَائِضُ
فِي هَجْمَةٍ يُسْئِرُ مِنْهَا الْقَابِضُ؟
.
قَالَهُ يُخَاطِبُ امْرَأَةً خَطَبَهَا إِلَى نَفْسِهَا وَرَغَّبَهَا فِي أَنْ تَنْكِحَهُ فَقَالَ: هَلْ لَكِ رَغْبَةٌ فِي مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ; لِأَنَّ الْهَجْمَةَ أَوَّلُهَا الْأَرْبَعُونَ إِلَى مَا زَادَتْ يَجْعَلُهَا لَهَا مَهْرًا، وَفِيهِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ، وَالْمَعْنَى: هَلْ لَكِ فِي مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ أَوْ أَكْثَرَ يُسْئِرُ مِنْهَا قَابِضُهَا الَّذِي يَسُوقُهَا، أَيْ: يُبْقِي; لِأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى سَوْقِهَا لِكَثْرَتِهَا وَقُوَّتِهَا; لِأَنَّهَا تَفَرَّقُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: وَالْعَارِضُ مِنْكِ عَائِضٌ، أَيِ: الْمُعْطِي بَدَلَ بُضْعِكِ عَرْضًا عَائِضٌ، أَيْ: آخِذٌ عِوَضًا مِنْكِ بِالتَّزْوِيجِ يَكُونُ ڪَفَاءً لِمَا عَرَضَ مِنْكِ، وَيُقَالُ: عِضْتُ أَعَاضُ: إِذَا اعْتَضْتَ عِوَضًا، وَعُضْتُ أَعُوضُ: إِذَا عَوَّضْتَ عِوَضًا، أَيْ: دَفَعْتَ، فَقَوْلُهُ: عَائِضٌ مِنْ (عِضْتُ) لَا مِنْ (عُضْتُ) وَمَنْ رَوَى يَغْدِرُ أَرَادَ يَتْرُكُ مِنْ قَوْلِهِمْ غَادَرْتُ الشَّيْءَ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: وَالْعَائِضُ مِنْكِ عَائِضُ، أَيْ: وَالْعِوَضُ مِنْكِ عِوَضٌ، ڪَمَا تَقُولُ: الْهِبَةُ مِنْكَ هِبَةٌ، أَيْ: لَهَا مَوْقِعٌ، وَيُقَالُ: ڪَانَ لِي عَلَى فُلَانٍ نَقْدٌ فَأَعْسَرْتُهُ فَاعْتَرَضْتُ مِنْهُ، وَإِذَا طَلَبَ قَوْمٌ عِنْدَ قَوْمٍ دَمًا فَلَمْ يُقِيدُوهُمْ، قَالُوا: نَحْنُ نَعْرِضُ مِنْهُ فَاعْتَرِضُوا مِنْهُ، أَيِ: اقْبَلُوا الدِّيَةَ، وَعَرَضَ الْفَرَسُ فِي عَدْوِهِ: مَرَّ مُعْتَرِضًا، وَعَرَضَ الْعُودَ عَلَى الْإِنَاءِ وَالسَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ يَعْرِضُهُ عَرْضًا وَيَعْرُضُهُ، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذِهِ وَحْدَهَا بِالضَّمِّ، وَفِي الْحَدِيثِ: خَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُونَهُ عَلَيْهِ، أَيْ: تَضَعُونَهُ مَعْرُوضًا عَلَيْهِ، أَيْ: بِالْعَرْضِ، وَعَرَضَ الرُّمْحَ يَعْرِضُهُ عَرْضًا وَعَرَّضَهُ، قَاْلَ النَّابِغَةُ:
لَهُنَّ عَلَيْهِمْ عَادَةٌ قَدْ عَرَفْنَهَا     إِذَا عَرَّضُوا الْخَطِّيَّ فَوْقَ الْكَوَاثِبِ
.
وَعَرَضَ الرَّامِي الْقَوْسَ عَرْضًا: إِذَا أَضْجَعَهَا ثُمَّ رَمَى عَنْهَا، وَعَرَضَ لَهُ عَارِضٌ مِنَ الْحُمَّى وَغَيْرِهَا، وَعَرَضْتُهُمْ عَلَى السَّيْفِ قَتْلًا، وَعَرَضَ الشَّيْءُ يَعْرِضُ وَاعْتَرَضَ: انْتَصَبَ وَمَنَعَ وَصَارَ عَارِضًا ڪَالْخَشَبَةِ الْمُنْتَصِبَةِ فِي النَّهْرِ وَالطَّرِيقِ وَنَحْوِهَا تَمْنَعُ السَّالِكِينَ سُلُوكَهَا، وَيُقَالُ: اعْتَرَضَ الشَّيْءُ دُونَ الشَّيْءِ، أَيْ: حَالَ دُونَهُ، وَاعْتَرَضَ الشَّيْءَ: تَكَلَّفَهُ، وَأَعْرَضَ لَكَ الشَّيْءُ مِنْ بَعِيدٍ: بَدَا وَظَهَرَ، وَأَنْشَدَ:
إِذَا أَعْرَضَتْ دَاوِيَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ     وَغَرَّدَ حَادِيهَا فَرَيْنَ بِهَا فِلْقَا
.
أَيْ: بَدَتْ، وَعَرَضَ لَهُ أَمْرُ ڪَذَا، أَيْ: ظَهَرَ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ أَمْرَ ڪَذَا وَعَرَضْتُ لَهُ الشَّيْءَ، أَيْ: أَظْهَرْتَهُ لَهُ وَأَبْرَزْتَهُ إِلَيْهِ، وَعَرَضْتُ الشَّيْءَ فَأَعْرَضَ، أَيْ: أَظْهَرْتُهُ فَظَهَرَ، وَهَذَا ڪَقَوْلِهِمْ: ڪَبَبْتُهُ فَأَكَبَّ وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: تَدَعُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ مُعْرَضٌ لَكُمْ،  هَكَذَا رُوِيَ بِالْفَتْحِ، قَاْلَ الْحَرْبِيُّ: وَالصَّوَابُ بِالْكَسْرِ، يُقَالُ: أَعْرَضَ الشَّيْءُ يُعْرِضُ مِنْ بَعِيدٍ: إِذَا ظَهَرَ، أَيْ: تَدَعُونَهُ وَهُوَ ظَاهِرٌ لَكُمْ، وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ الْعَاصِ: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا فِيهِ اعْتِرَاضٌ، هُوَ الظُّهُورُ وَالدُّخُولُ فِي الْبَاطِلِ وَالِامْتِنَاعُ مِنَ الْحَقِّ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَاعْتَرَضَ فُلَانٌ الشَّيْءَ: تَكَلَّفَهُ، وَالشَّيْءُ مُعْرِضٌ لَكَ: مَوْجُودٌ ظَاهِرٌ لَا يَمْتَنِعُ، وَكُلُّ مُبْدٍ عُرْضَهُ مُعْرِضٌ، قَاْلَ عَمْرُو بْنُ ڪُلْثُومٍ:
وَأَعْرَضَتِ الْيَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ     ڪَأَسْيَافٍ بِأَيْدِي مُصْلِتِينَا
.
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
بأَحْسَنَ مِنْهَا حِينَ قَامَتْ فَأَعْرَضَتْ     تُوَارِي الدُّمُوعَ حِينَ جَدَّ انْحِدَارُهَا
.
وَاعْتَرَضَ لَهُ بِسَهْمٍ: أَقْبَلَ قِبَلَهُ فَرَمَاهُ فَقَتَلَهُ، وَاعْتَرَضَ عَرْضَهُ: نَحَا نَحْوَهُ، وَاعْتَرَضَ الْفَرَسُ فِي رَسَنِهِ، وَتَعَرَّضَ: لَمْ يَسْتَقِمْ لِقَائِدِهِ، قَاْلَ الطِّرِمَّاحُ:
وَأَرَانِي الْمَلِيكُ رُشْدِي وَقَدْ ڪُنْ     تُ أَخَا عُنْجُهِيَّةٍ وَاعْتِرَاضِ
.
وَقَالَ:
تَعَرَّضَتْ لَمْ تَأْلُ عَنْ قَتْلٍ لِي     تَعَرُّضَ الْمُهْرَةِ فِي الطِّوَلِّ
.
وَالْعَرَضُ مِنْ أَحْدَاثِ الدَّهْرِ مِنَ الْمَوْتِ وَالْمَرَضِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: الْعَرَضُ: الْأَمْرُ يَعْرِضُ لِلرَّجُلِ يُبْتَلَى بِهِ، قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: وَالْعَرَضُ مَا عَرَضَ لِلْإِنْسَانِ مِنْ أَمْرٍ يَحْبِسُهُ مِنْ مَرَضٍ أَوْ لُصُوصٍ، وَالْعَرَضُ: مَا يَعْرِضُ لِلْإِنْسَانِ مِنَ الْهُمُومِ وَالْأَشْغَالِ، يُقَالُ: عَرَضَ لِي يَعْرِضُ وَعَرِضَ يَعْرَضُ لُغَتَانِ، وَالْعَارِضَةُ: وَاحِدَةُ الْعَوَارِضِ وَهِيَ الْحَاجَاتُ، وَالْعَرَضُ وَالْعَارِضُ: الْآفَةُ تَعْرِضُ فِي الشَّيْءِ، وَجَمْعُ الْعَرَضِ أَعْرَاضٌ وَعَرَضَ لَهُ الشَّكُّ وَنَحْوُهُ مِنْ ذَلِكَ، وَشُبْهَةٌ عَارِضَةٌ: مُعْتَرِضَةٌ فِي الْفُؤَادِ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَقْدَحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضَةٍ مِنْ شُبْهَةٍ، وَقَدْ تَكُونُ الْعَارِضَةُ هُنَا مَصْدَرًا ڪَالْعَاقِبَةِ وَالْعَافِيَةِ، وَأَصَابَهُ سَهْمُ عَرَضٍ وَحَجَرُ عَرَضٍ، مُضَافٌ، وَذَلِكَ أَنْ يُرْمَى بِهِ غَيْرُهُ عَمْدًا فَيُصَابُ هُوَ بِتِلْكَ الرَّمْيَةِ وَلَمْ يُرَدْ بِهَا، وَإِنْ سَقَطَ عَلَيْهِ حَجَرٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرْمِيَ بِهِ أَحَدٌ فَلَيْسَ بِعَرَضٍ، وَالْعَرَضُ فِي الْفَلْسَفَةِ: مَا يُوجَدُ فِي حَامِلِهِ، وَيَزُولُ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ فَسَادِ حَامِلِهِ، وَمِنْهُ مَا لَا يَزُولُ عَنْهُ، فَالزَّائِلُ مِنْهُ ڪَأُدْمَةِ الشُّحُوبِ وَصُفْرَةِ اللَّوْنِ وَحَرَكَةِ الْمُتَحَرِّكِ، وَغَيْرُ الزَّائِلِ ڪَسَوَادِ الْقَارِ وَالسَّبَجِ وَالْغُرَابِ، وَتَعَرَّضَ الشَّيْءُ: دَخَلَهُ فَسَادٌ، وَتَعَرَّضَ الْحُبُّ ڪَذَلِكَ، قَاْلَ لَبِيدٌ:
فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ     وَلَشَرُّ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَا
.
وَقِيلَ: مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ، أَيْ: تَعَوَّجَ وَزَاغَ وَلَمْ يَسْتَقِمْ ڪَمَا يَتَعَرَّضُ الرَّجُلُ فِي عُرُوضِ الْجَبَلِ يَمِينًا وَشِمَالًا، قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَذْكُرُ الثُّرَيَّا:
إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ     تَعَرُّضَ أَثْنَاءِ الْوِشَاحِ الْمُفَصَّلِ
.
أَيْ: لَمْ تَسْتَقِمْ فِي سَيْرِهَا وَمَالَتْ ڪَالْوِشَاحِ الْمُعَوَّجِ أَثْنَاؤُهُ عَلَى جَارِيَةٍ تَوَشَّحَتْ بِهِ، وَعَرَضُ الدُّنْيَا: مَا ڪَانَ مِنْ مَالٍ قَلَّ أَوْ ڪَثُرَ، وَالْعَرَضُ: مَا نِيلَ مِنَ الدُّنْيَا، يُقَالُ: الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، وَهُوَ حَدِيثٌ مَرْوِيٌّ، وَفِي التَّنْزِيلِ: يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا، قَاْلَ أَبُو عُبَيْدَةَ: جَمِيعُ مَتَاعِ الدُّنْيَا عَرَضٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ الْغِنَى عَنْ ڪَثْرَةِ الْعَرَضِ، إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ، الْعَرَضُ بِالتَّحْرِيكِ: مَتَاعُ الدُّنْيَا وَحُطَامُهَا، وَأَمَّا الْعَرْضُ بِسُكُونِ الرَّاءِ فَمَا خَالَفَ الثَّمَنَيْنِ الدَّرَاهِمَ وَالدَّنَانِيرَ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا وَأَثَاثِهَا، وَجَمْعُهُ عُرُوضٌ، فَكُلُّ عَرْضٍ دَاخِلٌ فِي الْعَرَضِ، وَلَيْسَ ڪُلُّ عَرَضٍ عَرْضًا، وَالْعَرْضُ: خِلَافُ النَّقْدِ مِنَ الْمَالِ، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: الْعَرْضُ: الْمَتَاعُ، وَكُلُّ شَيْءٍ فَهُوَ عَرْضٌ سِوَى الدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ فَإِنَّهُمَا عَيْنٌ، قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْعُرُوضُ: الْأَمْتِعَةُ الَّتِي لَا يَدْخُلُهَا ڪَيْلٌ وَلَا وَزْنٌ وَلَا يَكُونُ حَيَوَانًا وَلَا عَقَارًا، تَقُولُ: اشْتَرَيْتُ الْمَتَاعَ بِعَرْضٍ، أَيْ: بِمَتَاعٍ مِثْلِهِ، وَعَارَضْتُهُ بِمَتَاعٍ أَوْ دَابَّةٍ أَوْ شَيْءٍ مُعَارَضَةً: إِذَا بَادَلْتَهُ بِهِ، وَرَجُلٌ عِرِّيضٌ مِثْلُ فِسِّيقٍ: يَتَعَرَّضُ النَّاسَ بِالشَّرِّ، قَالَ:
وَأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عَلَيْهِ غَضَاضَةٌ     تَمَرَّسَ بِي مِنْ حَيْنِهِ وَأَنَا الرَّقِمْ
.
وَاسْتَعْرَضَهُ: سَأَلَهُ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِ مَا عِنْدَهُ، وَاسْتَعْرَضَ: يُعْطِي مَنْ أَقْبَلَ وَمَنْ أَدْبَرَ، يُقَالُ: اسْتَعْرِضِ الْعَرَبَ، أَيْ: سَلْ مَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ عَنْ ڪَذَا وَكَذَا، وَاسْتَعْرَضْتُهُ، أَيْ: قُلْتَ لَهُ: اعْرِضْ عَلَيَّ مَا عِنْدَكَ، وَعِرْضُ الرَّجُلِ: حَسَبُهُ، وَقِيلَ: نَفْسُهُ، وَقِيلَ: خَلِيقَتُهُ الْمَحْمُودَةُ، وَقِيلَ: مَا يُمْدَحُ بِهِ وَيُذَمُّ، وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ أَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ڪَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هُوَ جَمْعُ الْعِرْضِ الْمَذْكُورِ عَلَى اخْتِلَافِ الْقَوْلِ فِيهِ، قَاْلَ حَسَّانٌ:
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي     لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
.
قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هَذَا خَاصٌّ لِلنَّفْسِ، يُقَالُ: أَكْرَمْتُ عَنْهُ عِرْضِي، أَيْ: صُنْتُ عَنْهُ نَفْسِي، وَفُلَانٌ نَقِيُّ الْعِرْضِ، أَيْ: بَرِيءٌ مِنْ أَنْ يُشْتَمَ أَوْ يُعَابَ، وَالْجَمْعُ أَعْرَاضٌ، وَعَرَضَ عِرْضَهُ يَعْرِضُهُ وَاعْتَرَضَهُ: إِذَا وَقَعَ فِيهِ وَانْتَقَصَهُ وَشَتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ أَوْ سَاوَاهُ فِي الْحَسَبِ، أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
وقَوْمًا آخَرِينَ تَعَرَّضُوا لِي     وَلَا أَجْنِي مِنَ النَّاسِ اعْتِرَاضَا
.
أَيْ: لَا أَجْتَنِي شَتْمًا مِنْهُمْ، وَيُقَالُ: لَا تُعْرِضْ عِرْضَ فُلَانٍ، أَيْ: لَا تَذْكُرْهُ بِسُوءٍ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ شَتَمَ فُلَانٌ عِرْضَ فُلَانٍ: مَعْنَاهُ ذَكَرَ أَسْلَافَهُ وَآبَاءَهُ بِالْقَبِيحِ، ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدٍ فَأَنْكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ أَنْ يَكُونَ الْعِرْضُ الْأَسْلَافَ وَالْآبَاءَ، وَقَالَ: الْعِرْضُ نَفْسُ الرَّجُلِ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: ” يَجْرِي مِنْ أَعْرَاضِهِمْ مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ “، أَيْ: مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَبْدَانِهِمْ، قَاْلَ أَبُو بَكْرٍ: وَلَيْسَ احْتِجَاجُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ حُجَّةً; لِأَنَّ الْأَعْرَاضَ عِنْدَ الْعَرَبِ الْمَوَاضِعُ الَّتِي تَعْرَقُ مِنَ الْجَسَدِ، وَدَلَّ عَلَى غَلَطِهِ قَوْلُ مِسْكِينٍ الدَّارِمِيِّ:
رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِينٌ عِرْضُهُ       وَسَمِينِ الْجِسْمِ مَهْزُولُ الْحَسَبْ
.
مَعْنَاهُ: رُبَّ مَهْزُولِ الْبَدَنِ وَالْجِسْمِ ڪَرِيمُ الْآبَاءِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْعِرْضُ عِرْضُ الْإِنْسَانِ ذُمَّ أَوْ مُدِحَ وَهُوَ الْجَسَدُ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلْحُطَيْئَةِ: ڪَأَنِّي بِكَ عِنْدَ بَعْضِ الْمُلُوكِ تُغَنِّيهِ بِأَعْرَاضِ النَّاسِ، أَيْ: تُغَنِّي بِذَمِّهِمْ وَذَمِّ أَسْلَافِهِمْ فِي شِعْرِكَ وَثَلْبِهِمْ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
وَلَكِنَّ أَعْرَاضَ الْكِرَامِ مَصُونَةٌ     إِذَا ڪَانَ أَعْرَاضُ اللِّئَامِ تُفَرْفَرُ
.
وَقَالَ آخَرُ:
قَاتَلَكَ اللَّهُ! مَا أَشَدَّ عَلَيْ     ڪَ الْبَدْلَ فِي صَوْنِ عِرْضِكَ الْجَرِبِ!
.
يُرِيدُ فِي صَوْنِ أَسْلَافِكَ اللِّئَامِ، وَقَالَ فِي قَوْلِ حَسَّانَ:
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي
.
أَرَادَ فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَآبَائِي وَأَسْلَافِي فَأَتَى بِالْعُمُومِ بَعْدَ الْخُصُوصِ ڪَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، أَتَى بِالْعُمُومِ بَعْدَ الْخُصُوصِ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي ضَمْضَمٍ: اللَّهُمَّ إِنِّي تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِي عَلَى عِبَادِكَ، أَيْ: تَصَدَّقْتُ عَلَى مَنْ ذَكَرَنِي بِمَا يَرْجِعُ إِلَيَّ عَيْبُهُ، وَقِيلَ: أَيْ: بِمَا يُلْحِقُنِي مِنَ الْأَذَى فِي أَسْلَافِي، وَلَمْ يُرِدْ إِذًا أَنَّهُ تَصَدَّقَ بِأَسْلَافِهِ وَأَحَلَّهُمْ لَهُ، لَكِنَّهُ إِذَا ذَكَرَ آبَاءَهُ لَحِقَتْهُ النَّقِيصَةُ فَأَحَلَّهُ مِمَّا أَوْصَلَهُ إِلَيْهِ مِنَ الْأَذَى، وَعِرْضُ الرَّجُلِ: حَسَبُهُ، وَيُقَالُ: فُلَانٌ ڪَرِيمُ الْعِرْضِ، أَيْ: ڪَرِيمُ الْحَسَبِ، وَأَعْرَاضُ النَّاسِ: أَعْرَاقُهُمْ وَأَحْسَابُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ، وَفُلَانٌ ذُو عِرْضٍ إِذَا ڪَانَ حَسِيبًا، وَفِي الْحَدِيثِ: لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وَعِرْضَهُ، أَيْ: لِصَاحِبِ الدَّيْنِ أَنْ يَذُمَّ عِرْضَهُ وَيَصِفَهُ بِسُوءِ الْقَضَاءِ; لِأَنَّهُ ظَالِمٌ لَهُ بَعْدَمَا ڪَانَ مُحْرَمًا مِنْهُ لَا يَحِلُّ لَهُ اقْتِرَاضُهُ وَالطَّعْنُ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: عِرْضُهُ أَنْ يُغْلِظَ لَهُ وَعُقُوبَتُهُ الْحَبْسُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: أَنَّهُ يُحِلُّ لَهُ شِكَايَتَهُ مِنْهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنْ يَقُولَ: يَا ظَالِمُ أَنْصِفْنِي; لِأَنَّهُ إِذَا مَطَلَهُ وَهُوَ غَنِيٌّ فَقَدْ ظَلَمَهُ، وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: عِرْضُ الرَّجُلِ نَفْسُهُ وَبَدَنُهُ لَا غَيْرَ، وَفِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، أَيِ: احْتَاطَ لِنَفْسِهِ، لَا يَجُوزُ فِيهِ مَعْنَى الْآبَاءِ وَالْأَسْلَافِ، وَفِي الْحَدِيثِ: ڪُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْعِرْضُ مَوْضِعُ الْمَدْحِ وَالذَّمِّ مِنَ الْإِنْسَانِ، سَوَاءٌ ڪَانَ فِي نَفْسِهِ أَوْ سَلَفِهِ أَوْ مَنْ يَلْزَمُهُ أَمْرُهُ، وَقِيلَ: هُوَ جَانِبُهُ الَّذِي يَصُونُهُ مِنْ نَفْسِهِ وَحَسَبِهِ وَيُحَامِي عَنْهُ أَنْ يُنْتَقَصَ وَيُثْلَبَ، وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: إِذَا ذُكِرَ عِرْضُ فُلَانٍ فَمَعْنَاهُ أُمُورُهُ الَّتِي يَرْتَفِعُ أَوْ يَسْقُطُ بِذِكْرِهَا مِنْ جِهَتِهَا بِحَمْدٍ أَوْ بِذَمٍّ; فَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أُمُورًا يُوصَفُ هُوَ بِهَا دُونَ أَسْلَافِهِ، وَيَجُوزُ أَنْ تُذْكَرَ أَسْلَافُهُ لِتَلْحَقَهُ النَّقِيصَةُ بِعَيْبِهِمْ، لَا خِلَافَ بَيْنِ أَهْلِ اللُّغَةِ فِيهِ إِلَّا مَا ذَكَرَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ مِنْ إِنْكَارِهِ أَنْ يَكُونَ الْعِرْضُ الْأَسْلَافَ وَالْآبَاءَ، وَاحْتَجَّ أَيْضًا بِقَوْلِ أَبِي الدَّرْدَاءِ: ” أَقْرِضْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ “، قَالَ: مَعْنَاهُ أَقْرِضْ مِنْ نَفْسِكَ، أَيْ: مَنْ عَابَكَ وَذَمَّكَ فَلَا تُجَازِهِ، وَاجْعَلْهُ قَرْضًا فِي ذِمَّتِهِ لِتَسْتَوْفِيَهُ مِنْهُ يَوْمَ حَاجَتِكَ فِي الْقِيَامَةِ، وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَأُدْرِكُ مَيْسُورَ الْغِنَى وَمَعِي عِرْضِي
أَيْ: أَفْعَالِي الْجَمِيلَةُ، وَقَالَ النَّابِغَةُ:
يُنْبِئْكِ ذُو عِرْضِهِمْ عَنِّي وَعَالِمُهُمْ     وَلَيْسَ جَاهِلُ أَمْرٍ مِثْلَ مَنْ عَلِمَا
ذُو عِرْضِهِمْ: أَشْرَافُهُمْ، وَقِيلَ: ذُو عِرْضِهِمْ حَسَبُهُمْ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْعِرْضَ لَيْسَ بِالنَّفْسِ وَلَا الْبَدَنِ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَمُهُ وَعِرْضُهُ، فَلَوْ ڪَانَ الْعِرْضُ هُوَ النَّفْسَ لَكَانَ دَمُهُ ڪَافِيًا عَنْ قَوْلِهِ عِرْضُهُ; لِأَنَّ الدَّمَ يُرَادُ بِهِ ذَهَابُ النَّفْسِ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا قَوْلُ عُمَرَ لِلْحُطَيْئَةِ: فَانْدَفَعْتَ تُغَنِّي بِأَعْرَاضِ الْمُسْلِمِينَ، مَعْنَاهُ بِأَفْعَالِهِمْ وَأَفْعَالِ أَسْلَافِهِمْ، وَالْعِرْضُ: بَدَنُ ڪُلِّ الْحَيَوَانِ، وَالْعِرْضُ: مَا عَرِقَ مِنَ الْجَسَدِ، وَالْعِرْضُ: الرَّائِحَةُ مَا ڪَانَتْ وَجَمْعُهَا أَعْرَاضٌ، وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ فَقَالَ: لَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَبُولُونَ إِنَّمَا هُوَ عَرَقٌ يَجْرِي مِنْ أَعْرَاضِهِمْ مِثْلَ رِيحِ الْمِسْكِ، أَيْ: مِنْ مَعَاطِفِ أَبْدَانِهِمْ، وَهِيَ الْمَوَاضِعُ الَّتِي تَعْرَقُ مِنَ الْجَسَدِ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ: غَضُّ الْأَطْرَافِ وَخَفَرُ الْأَعْرَاضِ، أَيْ: إِنَّهُنَّ لِلْخَفَرِ وَالصَّوْنِ يَتَسَتَّرْنَ، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، أَيْ: يُعْرِضْنَ ڪَمَا ڪُرِهَ لَهُنَّ أَنْ يَنْظُرْنَ إِلَيْهِ وَلَا يَلْتَفِتْنَ نَحْوَهُ، وَالْعِرْضُ، بِالْكَسْرِ: رَائِحَةُ الْجَسَدِ وَغَيْرِهِ طَيِّبَةً ڪَانَتْ أَوْ خَبِيثَةً، وَالْعِرْضُ وَالْأَعْرَاضُ: ڪُلُّ مَوْضِعٍ يَعْرَقُ مِنَ الْجَسَدِ، يُقَالُ مِنْهُ: فُلَانٌ طَيِّبُ الْعِرْضِ، أَيْ: طَيِّبُ الرِّيحِ وَمُنْتَنُ الْعِرْضِ، وَسِقَاءٌ خَبِيثُ الْعِرْضِ إِذَا ڪَانَ مُنْتَنًا، قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالْمَعْنَى فِي الْعِرْضِ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ ڪُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْجَسَدِ مِنَ الْمَغَابِنِ وَهِيَ الْأَعْرَاضُ، قَالَ: وَلَيْسَ الْعِرْضُ فِي النَّسَبِ مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ، ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعِرْضُ الْجَسَدُ، وَالْأَعْرَاضُ الْأَجْسَادُ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُ: عَرَقٌ يَجْرِي مِنْ أَعْرَاضِهِمْ مَعْنَاهُ مِنْ أَبْدَانِهِمْ عَلَى قَوْلِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَهُوَ أَحْسَنُ مِنْ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى أَعْرَاضِ الْمَغَابِنِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَبَنٌ طَيِّبُ الْعِرْضِ، وَامْرَأَةٌ طَيِّبَةُ الْعِرْضِ، أَيِ: الرِّيحُ، وَعَرَّضْتُ فُلَانًا لِكَذَا فَتَعَرَّضَ هُوَ لَهُ، وَالْعِرْضُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الطَّرْفَاءِ وَالْأَثْلِ وَالنَّخْلِ وَلَا يَكُونُ فِي غَيْرِهِنَّ، وَقِيلَ: الْأَعْرَاضُ الْأَثْلُ وَالْأَرَاكُ وَالْحَمْضُ، وَاحِدُهَا عَرْضٌ، وَقَالَ:
وَالْمَانِعُ الْأَرْضَ ذَاتَ الْعَرْضِ خَشْيَتُهُ     حَتَّى تَمَنَّعَ مِنْ مَرْعًى مَجَانِيهَا
وَالْعَرُوضَاوَاتُ: أَمَاكِنُ تُنْبِتُ الْأَعْرَاضَ هَذِهِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا، وَعَارَضْتُ، أَيْ: أَخَذْتُ فِي عَرُوضٍ وَنَاحِيَةٍ، وَالْعِرْضُ: جَوُّ الْبَلَدِ وَنَاحِيَتُهُ مِنَ الْأَرْضِ، وَالْعِرْضُ: الْوَادِي، وَقِيلَ: جَانِبُهُ، وَقِيلَ: عِرْضُ ڪُلِّ شَيْءٍ نَاحِيَتُهُ، وَالْعِرْضُ: وَادٍ بِالْيَمَامَةِ، قَاْلَ الْأَعْشَى:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْعِرْضَ أَصْبَحَ بَطْنُهُ     نَخِيلًا وَزَرْعًا نَابِتًا وَفَصَافِصًا؟
وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ:
فَهَذَا أَوَانُ الْعِرْضِ جُنَّ ذُبَابُهُ     زَنَابِيرُهُ وَالْأَزْرَقُ الْمُتَلَمِّسُ
الْأَزْرَقُ: الذُّبَابُ، وَقِيلَ: ڪُلُّ وَادٍ عِرْضٌ، وَجَمْعُ ڪَلِّ ذَلِكَ أَعْرَاضٌ لَا يُجَاوَزُ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ رُفِعَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارِضُ الْيَمَامَةِ،  قَالَ: هُوَ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ، وَيُقَالُ لِلْجَبَلِ: عَارِضٌ، قَاْلَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَبِهِ سُمِّيَ عَارِضُ الْيَمَامَةِ، قَالَ: وَكُلُّ وَادٍ فِيهِ شَجَرٌ فَهُوَ عِرْضٌ، قَاْلَ الشَّاعِرُ شَاهِدًا عَلَى النَّكِرَةِ:
لَعِرْضٌ مِنَ الْأَعْرَاضِ يُمْسِي حَمَامُهُ     وَيُضْحِي عَلَى أَفْنَانِهِ الْغِينِ يَهْتِفُ
أَحَبُّ إِلَى قَلْبِي مِنَ الدِّيكِ رَنَّةً     وَبَابٍ إِذَا مَا مَالَ لِلْغَلْقِ يَصْرِفُ
وَيُقَالُ: أَخْصَبَ ذَلِكَ الْعِرْضُ، وَأَخْصَبَتْ أَعْرَاضُ الْمَدِينَةِ وَهِيَ قُرَاهَا الَّتِي فِي أَوْدِيَتِهَا، وَقِيلَ: هِيَ بُطُونُ سَوَادِهَا حَيْثُ الزَّرْعُ وَالنَّخِيلُ، وَالْأَعْرَاضُ: قُرًى بَيْنَ الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ، وَقَوْلُهُمُ: اسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى الْعَرُوضِ، وَهِيَ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَالْيَمَنُ وَمَا حَوْلَهَا، قَاْلَ لَبِيدٌ:
نُقَاتِلُ مَا بَيْنَ الْعَرُوضِ وَخَثْعَمَا أَيْ: مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْيَمَنِ، وَالْعَرُوضُ: النَّاحِيَةُ، يُقَالُ: أَخَذَ فُلَانٌ فِي عَرَوضٍ مَا تُعْجِبُنِي، أَيْ: فِي طَرِيقٍ وَنَاحِيَةٍ، قَاْلَ التَّغْلَبِيُّ:
لِكُلِّ أُنَاسٍ مِنْ مَعَدٍّ عَمَارَةٍ     عَرُوضٌ إِلَيْهَا يَلْجَئُونَ وَجَانِبُ
يَقُولُ: لِكُلٍّ حَيٍّ حِرْزٌ إِلَّا بَنِي تَغْلِبَ، فَإِنَّ حِرْزَهُمُ السُّيُوفُ، وَعَمَارَةٍ خُفِضَ; لِأَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ أُنَاسٍ وَمَنْ رَوَاهُ عُرُوضٌ بِضَمِّ الْعَيْنِ، جَعَلَهُ جَمْعَ عَرْضٍ وَهُوَ الْجَبَلُ، وَهَذَا الْبَيْتُ لِلْأَخْنَسِ بْنِ شِهَابٍ، وَالْعَرُوضُ: الْمَكَانُ الَّذِي يُعَارِضُكَ إِذَا سِرْتَ، وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ رَكُوضٌ بِلَا عَرُوضٍ، أَيْ: بِلَا حَاجَةٍ عَرَضَتْ لَهُ، وَعُرْضُ الشَّيْءِ بِالضَّمِّ: نَاحِيَتُهُ مِنْ أَيِّ وَجْهٍ جِئْتَهُ، يُقَالُ: نَظَرَ إِلَيْهِ بِعُرْضِ وَجْهِهِ، وَقَوْلُهُمْ: رَأَيْتُهُ فِي عُرْضِ النَّاسِ، أَيْ: هُوَ مِنَ الْعَامَّةِ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْعَرُوضُ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ مُؤَنَّثٌ، وَفِي حَدِيثِ عَاشُورَاءَ: فَأَمَرَ أَنْ يُؤْذِنُوا أَهْلَ الْعَرُوضِ، قِيلَ: أَرَادَ مَنْ بِأَكْنَافِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَيُقَالُ لِلرَّسَاتِيقِ بِأَرْضِ الْحِجَازِ الْأَعْرَاضُ، وَاحِدُهَا عِرْضٌ بِالْكَسْرِ وَعَرَضَ الرَّجُلُ إِذَا أَتَى الْعَرُوضَ وَهِيَ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَمَا حَوْلَهُمَا، قَاْلَ عَبْدُ يَغُوثَ بْنِ وَقَّاصٍ الْحَارِثِيُّ:
فَيَا رَاكِبَا إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَا     نَدَامَايَ مِنْ نَجْرَانَ أَنْ لَا تَلَاقِيَا
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَرَادَ فَيَا رَاكِبَاهُ لِلنُّدْبَةِ فَحَذَفَ الْهَاءَ ڪَقَوْلِهِ تَعَالَى: يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ، وَلَا يَجُوزُ يَا رَاكِبًا بِالتَّنْوِينِ; لِأَنَّهُ قَصَدَ بِالنِّدَاءِ رَاكِبًا بِعَيْنِهِ، وَإِنَّمَا جَازَ أَنْ تَقُولَ يَا رَجُلًا إِذَا لَمْ تَقْصِدْ رَجُلًا بِعَيْنِهِ وَأَرْدَتْ يَا وَاحِدًا مِمَّنْ لَهُ هَذَا الِاسْمُ، فَإِنْ نَادَيْتَ رَجُلًا بِعَيْنِهِ قُلْتَ: يَا رَجُلُ، ڪَمَا تَقُولُ يَا زَيْدُ; لِأَنَّهُ يَتَعَرَّفُ بِحَرْفِ النِّدَاءِ وَالْقَصْدِ، وَقَوْلُ الْكُمَيْتِ:
فَأَبْلِغْ يَزِيدَ إِنْ عَرَضْتَ وَمُنْذِرًا     وَعَمَّيْهِمَا وَالْمُسْتَسِرَّ الْمُنَامِسَا
يَعْنِي إِنْ مَرَرْتَ بِهِ، وَيُقَالُ: أَخَذْنَا فِي عَرُوضٍ مُنْكَرَةٍ يَعْنِي طَرِيقًا فِي هُبُوطٍ، وَيُقَالُ: سِرْنَا فِي عِرَاضِ الْقَوْمِ إِذَا لَمْ تَسْتَقْبِلْهُمْ، وَلَكِنْ جِئْتَهُمْ مِنْ عُرْضِهِمْ، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ الْبَعِيثِ:
مَدَحْنَا لَهَا رَوْقَ الشَّبَابِ فَعَارَضَتْ     جَنَابَ الصِّبَا فِي ڪَاتِمِ السِّرِّ أَعْجَمَا
قَالَ: عَارَضَتْ أَخَذَتْ فِي عُرْضٍ، أَيْ: نَاحِيَةٍ مِنْهُ، جَنَابُ الصِّبَا، أَيْ: جَنْبُهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: عَارَضَتْ جَنَابَ الصِّبَا، أَيْ: دَخَلَتْ مَعَنَا فِيهِ دُخُولًا لَيْسَتْ بِمُبَاحِتَةٍ، وَلَكِنَّهَا تُرِينَا أَنَّهَا دَاخِلَةٌ مَعَنَا وَلَيْسَتْ بِدَاخِلَةٍ، ” فِي ڪَاتِمِ السِّرِّ أَعْجَمَا “، أَيْ: فِي فِعْلٍ لَا يَتَبَيَّنُهُ مَنْ يَرَاهُ، فَهُوَ مُسْتَعْجِمٌ عَلَيْهِ وَهُوَ وَاضِحٌ عِنْدَنَا، وَبَلَدٌ ذُو مَعْرَضٍ، أَيْ: مَرْعًى يُغْنِي الْمَاشِيَةَ عَنْ أَنْ تُعْلَفَ، وَعَرَّضَ الْمَاشِيَةَ: أَغْنَاهَا بِهِ عَنِ الْعَلَفِ، وَالْعَرْضُ وَالْعَارِضُ: السَّحَابُ الَّذِي يَعْتَرِضُ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَقِيلَ: الْعَرْضُ مَا سَدَّ الْأُفُقَ، وَالْجَمْعُ عُرُوضٌ، قَاْلَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
أَرِقْتُ لَهُ حَتَّى إِذَا مَا عُرُوضُهُ     تَحَادَتْ وَهَاجَتْهَا بُرُوقٌ تُطِيرُهَا
وَالْعَارِضُ: السَّحَابُ الْمُطِلُّ يَعْتَرِضُ فِي الْأُفُقِ، وَفِي التَّنْزِيلِ فِي قَضِيَّةِ قَوْمِ عَادٍ: فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا، أَيْ: قَالُوا هَذَا الَّذِي وُعِدْنَا بِهِ سَحَابٌ فِيهِ الْغَيْثُ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ، وَقِيلَ: أَيْ: مُمْطِرٌ لَنَا; لِأَنَّهُ مَعْرِفَةٌ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِعَارِضٍ وَهُوَ نَكِرَةٌ، وَالْعَرَبُ إِنَّمَا تَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا فِي الْأَسْمَاءِ الْمُشْتَقَّةِ مِنَ الْأَفْعَالِ دُونَ غَيْرِهَا، قَاْلَ جَرِيرٌ:
يَا رُبَّ غَابِطِنَا لَوْ ڪَانَ يَعْرِفُكُمْ     لَاقَى مُبَاعَدَةً مِنْكُمْ وَحِرْمَانَا
وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ هَذَا رَجُلٌ غُلَامُنَا، وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ بَعْدَ عِيدِ الْفِطْرِ: رُبَّ صَائِمِهِ لَنْ يَصُومَهُ وَقَائِمِهِ لَنْ يَقُومَهُ، فَجَعَلَهُ نَعْتًا لِلنَّكِرَةِ وَأَضَافَهُ إِلَى الْمَعْرِفَةِ، وَيُقَالُ: لِلرِّجْلِ الْعَظِيمِ مِنَ الْجَرَادِ: عَارِضٌ، وَالْعَارِضُ: مَا سَدَّ الْأُفُقَ مِنَ الْجَرَادِ وَالنَّحْلِ، قَاْلَ سَاعِدَةُ:
رَأَى عَارِضًا يَهْوِي إِلَى مُشْمَخِرَّةٍ     قَدِ احْجَمَ عَنْهَا ڪُلُّ شَيْءٍ يَرُومُهَا
وَيُقَالُ: مَرَّ بِنَا عَارِضٌ قَدْ مَلَأَ الْأُفُقَ، وَأَتَانَا جَرَادٌ عَرْضٌ، أَيْ: ڪَثِيرٌ، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْعَارِضُ السَّحَابَةُ تَرَاهَا فِي نَاحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ، وَهُوَ مِثْلُ الْجُلْبِ إِلَّا أَنَّ الْعَارِضَ يَكُونُ أَبْيَضَ وَالْجُلْبَ إِلَى السَّوَادِ، وَالْجُلْبُ يَكُونُ أَضْيَقَ مِنَ الْعَارِضِ وَأَبْعَدَ، وَيُقَالُ: عَرُوضٌ عَتُودٌ هُوَ الَّذِي يَأْكُلُ الشَّجَرَ بِعُرْضِ شِدْقِهِ، وَالْعَرِيضُ مِنَ الْمِعْزَى: مَا فَوْقَ الْفَطِيمِ وَدُونَ الْجَذَعِ، وَالْعَرِيضُ: الْجَدْيُ إِذَا نَزَا، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ نَحْوُ سَنَةٍ وَتَنَاوُلَ الشَّجَرَ وَالنَّبْتَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي رَعَى وَقَوِيَ، وَقِيلَ: الَّذِي أَجْذَعَ، وَفِي ڪِتَابِهِ لِأَقْوَالِ شَبْوَةَ: مَا ڪَانَ لَهُمْ مِنْ مِلْكٍ وَعُرْمَانٍ وَمَزَاهِرَ وَعُرْضَانٍ، الْعِرْضَانُ: جَمْعُ الْعَرِيضِ وَهُوَ الَّذِي أَتَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَعَزِ سَنَةٌ، وَتَنَاوَلَ الشَّجَرَ وَالنَّبْتَ بِعُرْضِ شِدْقِهِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ الْعِرْضِ وَهُوَ الْوَادِي الْكَثِيرِ الشَّجَرِ وَالنَّخِيلِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّهُ حَكَمَ فِي صَاحِبِ الْغَنَمِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ رِسْلِهَا وَعِرْضَانِهَا، وَفِي الْحَدِيثِ: فَتَلَقَّتْهُ امْرَأَةٌ مَعَهَا عَرِيضَانِ أَهْدَتْهُمَا لَهُ، وَيُقَالُ لِوَاحِدِهَا عَرُوضٌ أَيْضًا، وَيُقَالُ لِلْعَتُودِ إِذَا نَبَّ وَأَرَادَ السِّفَادَ: عَرِيضٌ، وَالْجَمْعُ عِرْضَانٌ وَعُرْضَانٌ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
عَرِيضٌ أَرِيضٌ بَاتَ يَيْعَرُ حَوْلَهُ     وَبَاتَ يُسَقِّينَا بُطُونَ الثَّعَالِبِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَيْ: يَسْقِينَا لَبَنًا مَذِيقًا ڪَأَنَّهُ بُطُونُ الثَّعَالِبِ، وَعِنْدَهُ عَرِيضٌ، أَيْ: جَدْيُ، وَمَثَلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ:
مَا بَالُ زَيْدٍ لِحْيَةُ الْعَرِيضِ
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: إِذَا أَجْذَعَ الْعَنَاقُ وَالْجَدْيُ سُمِّيَ عَرِيضًا وَعَتُودًا، وَعَرِيضٌ عَرُوضٌ إِذَا فَاتَهُ النَّبْتُ اعْتَرَضَ الشَّوْكَ بِعُرْضِ فِيهِ، وَالْغَنَمُ تَعْرُضُ الشَّوْكَ: تَنَاوَلُ مِنْهُ وَتَأْكُلُهُ، تَقُولُ مِنْهُ: عَرَضَتِ الشَّاةُ الشَّوْكَ تَعْرُضُهُ، وَالْإِبِلُ تَعْرُضُ عَرْضًا، وَتَعْتَرِضُ: تَعَلَّقُ مِنَ الشَّجَرِ لِتَأْكُلَهُ، وَاعْتَرَضَ الْبَعِيرُ الشَّوْكَ: أَكَلَهُ، وَبَعِيرٌ عَرُوضٌ: يَأْخُذُهُ ڪَذَلِكَ، وَقِيلَ: الْعَرُوضُ الَّذِي إِنْ فَاتَهُ الْكَلَأُ أَكَلَ الشَّوْكَ، وَعَرَضَ الْبَعِيرُ يَعْرُضُ عَرْضًا: أَكَلَ الشَّجَرَ مِنْ أَعْرَاضِهِ، قَاْلَ ثَعْلَبٌ: قَاْلَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا حِجَازِيًّا وَبَاعَ بَعِيرًا لَهُ فَقَالَ: يَأْكُلُ عَرْضًا وَشَعْبًا، الشَّعْبُ: أَنْ يَهْتَضِمَ الشَّجَرَ مِنْ أَعْلَاهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَالْعَرِيضُ مِنَ الظِّبَاءِ: الَّذِي قَدْ قَارَبَ الْإِثْنَاءَ، وَالْعَرِيضُ عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ خَاصَّةً: الْخَصِيُّ، وَجَمْعُهُ عِرْضَانٌ وَعُرْضَانٌ، وَيُقَالُ: أَعْرَضْتُ الْعِرْضَانِ إِذَا خَصَيْتَهَا، وَأَعْرَضْتُ الْعُرْضَانِ إِذَا جَعَلْتَهَا لِلْبَيْعِ، وَلَا يَكُونُ الْعَرِيضُ إِلَّا ذَكَرًا، وَلَقِحَتِ الْإِبِلُ عِرَاضًا إِذَا عَارَضَهَا فَحْلٌ مِنْ إِبِلٍ أُخْرَى، وَجَاءَتِ الْمَرْأَةُ بِابْنٍ عَنْ مُعَارَضَةٍ وَعِرَاضٍ إِذَا لَمْ يُعْرَفْ أَبُوهُ، وَيُقَالُ لِلسَّفِيحِ: هُوَ ابْنُ الْمُعَارَضَةِ، وَالْمُعَارَضَةُ: أَنْ يُعَارِضَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ فَيَأْتِيَهَا بِلَا نِكَاحٍ وَلَا مِلْكٍ، وَالْعَوَارِضُ مِنَ الْإِبِلِ: اللَّوَاتِي يَأْكُلْنَ الْعِضَاهَ عُرْضًا، أَيْ: تَأْكُلُهُ حَيْثُ وَجَدَتْهُ، وَقَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ:
مَهَارِيقُ فَلُّوجٍ تَعَرَّضْنَ تَالِيَا
مَعْنَاهُ يُعَرِّضُهُنَّ تَالٍ يَقْرَؤُهُنَّ فَقَلَبَ، ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ مَا يَعْرُضُكَ لِفُلَانٍ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الرَّاءِ، وَلَا تَقُلْ مَا يُعَرِّضُكَ بِالتَّشْدِيدِ، قَاْلَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ مَرَّ بِي فُلَانٌ فَمَا عَرَضْنَا لَهُ وَلَا تَعْرِضُ لَهُ وَلَا تَعْرَضُ لَهُ لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ وَيُقَالُ: هَذِهِ أَرْضٌ مُعْرَضَةٌ يَسْتَعْرِضُهَا الْمَالُ وَيَعْتَرِضُهَا، أَيْ: هِيَ أَرْضٌ فِيهَا نَبْتٌ يَرْعَاهُ الْمَالُ إِذَا مَرَّ فِيهَا، وَالْعَرْضُ: الْجَبَلُ وَالْجَمْعُ ڪَالْجَمْعِ، وَقِيلَ: الْعَرْضُ سَفْحُ الْجَبَلِ وَنَاحِيَتُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُعْلَى مِنْهُ الْجَبَلُ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
كَمَا تَدَهْدَى مِنَ الْعَرْضِ الْجَلَامِيدُ
وَيُشَبَّهُ الْجَيْشُ الْكَثِيفُ بِهِ فَيُقَالُ: مَا هُوَ إِلَّا عَرْضٌ، أَيْ: جَبَلٌ، وَأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ:
إِنَّا إِذَا قُدْنَا لِقَوْمٍ عَرْضَا     لَمْ نُبْقِ مِنْ بَغْيِ الْأَعَادِي عِضَّا
وَالْعَرْضُ: الْجَيْشُ الضَّخْمُ مُشَبَّهٌ بِنَاحِيَةِ الْجَبَلِ، وَجَمْعُهُ أَعْرَاضٌ، يُقَالُ: مَا هُوَ إِلَّا عَرْضٌ مِنَ الْأَعْرَاضِ، وَيُقَالُ: شُبِّهَ بِالْعَرْضِ مِنَ السَّحَابِ، وَهُوَ مَا سَدَّ الْأُفُقَ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ الْحَجَّاجَ ڪَانَ عَلَى الْعُرْضِ، وَعِنْدَهُ ابْنُ عُمَرَ، ڪَذَا رُوِيَ بِالضَّمِّ، قَاْلَ الْحَرْبِيُّ: أَظُنُّهُ أَرَادَ الْعُرُوضَ جَمْعَ الْعَرْضِ وَهُوَ الْجَيْشُ، وَالْعَرُوضُ: الطَّرِيقُ فِي عُرْضِ الْجَبَلِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا اعْتَرَضَ فِي مَضِيقٍ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ عُرُضٌ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَأَخَذَ فِي عَرُوضٍ آخَرَ، أَيْ: فِي طَرِيقٍ آخَرَ مِنَ الْكَلَامِ، وَالْعَرُوضُ مِنَ الْإِبِلِ: الَّتِي لَمْ تُرَضْ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لِحُمَيْدٍ:
فَمَا زَالَ سَوْطِي فِي قِرَابِي وَمِحْجَنِي     وَمَا زِلْتُ مِنْهُ فِي عَرُوضٍ أَذُودُها
وَقَالَ شَمِرٌ فِي هَذَا الْبَيْتِ، أَيْ: فِي نَاحِيَةٍ أُدَارِيهِ وَفِي اعْتِرَاضٍ، وَاعْتَرَضَهَا: رَكِبَهَا أَوْ أَخَذَهَا رَيِّضًا، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: اعْتَرَضْتُ الْبَعِيرَ رَكِبْتُهُ وَهُوَ صَعْبٌ، وَعَرُوضُ الْكَلَامِ: فَحْوَاهُ وَمَعْنَاهُ، وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ عَرُوضٌ هَذِهِ، أَيْ: نَظِيرُهَا، وَيُقَالُ: عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي عَرُوضِ ڪَلَامِهِ وَمَعَارِضِ ڪَلَامِهِ، أَيْ: فِي فَحْوَى ڪَلَامِهِ وَمَعْنَى ڪَلَامِهِ، وَالْمُعْرِضُ: الَّذِي يَسْتَدِينُ مِمَّنْ أَمْكَنَهُ مِنَ النَّاسِ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ: إِنَّ الْأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِيَ مِنْ دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ بِأَنْ يُقَالَ: سَابِقُ الْحَاجِّ فَادَّانَ مُعْرِضًا فَأَصْبَحَ قَدْ رِينَ بِهِ، قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: فَادَّانَ مُعْرِضًا يَعْنِي اسْتَدَانَ مُعْرِضًا وَهُوَ الَّذِي يَعْرِضُ لِلنَّاسِ فَيَسْتَدِينُ مِمَّنْ أَمْكَنَهُ، وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ فِي قَوْلِهِ فَادَّانَ مُعْرِضًا، أَيْ: أَخَذَ الدَّيْنَ وَلَمْ يُبَالِ أَنْ لَا يُؤَدِّيَهُ وَلَا مَا يَكُونُ مِنَ التَّبِعَةِ، وَقَالَ شَمِرٌ: الْمُعْرِضُ هَاهُنَا بِمَعْنَى الْمُعْتَرِضِ الَّذِي يَعْتَرِضُ لِكُلِّ مَنْ يُقْرِضُهُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عَرَضَ لِيَ الشَّيْءُ وَأَعْرَضَ وَتَعَرَّضَ وَاعْتَرَضَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَقِيلَ: إِنَّهُ أَرَادَ يُعْرِضُ إِذَا قِيلَ: لَهُ لَا تَسْتَدِنْ فَلَا يَقْبَلُ مِنْ أَعْرَضَ عَنِ الشَّيْءِ إِذَا وَلَّاهُ ظَهْرَهُ، وَقِيلَ: أَرَادَ مُعْرِضًا عَنِ الْأَدَاءِ مُوَلِّيًا عَنْهُ، قَاْلَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَلَمْ نَجِدْ أَعْرَضَ بِمَعْنَى اعْتَرَضَ فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ، قَاْلَ شَمِرٌ: وَمَنْ جَعَلَ مُعْرِضًا هَاهُنَا بِمَعْنَى الْمُمْكِنِ فَهُوَ وَجْهٌ بَعِيدٌ; لِأَنَّ مُعْرِضًا مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ مِنْ قَوْلِكَ فَادَّانَ فَإِذَا فَسَّرْتَهُ أَنَّهُ يَأْخُذُهُ مِمَّنْ يُمْكِنُهُ، فَالْمُعْرِضُ هُوَ الَّذِي يُقْرِضُهُ; لِأَنَّهُ هُوَ الْمُمْكِنُ، قَالَ: وَيَكُونُ مُعْرِضًا مِنْ قَوْلِكَ أَعْرَضَ ثَوْبُ الْمَلْبَسِ، أَيِ: اتَّسَعَ وَعَرُضَ، وَأَنْشَدَ لِطَائِيٍّ فِي أَعْرَضَ بِمَعْنَى اعْتَرَضَ:
إِذَا أَعْرَضَتْ لِلنَّاظِرِينَ بَدَا لَهُمْ     غِفَارٌ بِأَعْلَى خَدِّهَا وَغُفَارُ
قَالَ: وَغِفَارٌ مِيسَمٌ يَكُونُ عَلَى الْخَدِّ، وَعُرْضُ الشَّيْءِ: وَسَطُهُ وَنَاحِيَتُهُ، وَقِيلَ: نَفْسُهُ، وَعُرْضُ النَّهْرِ وَالْبَحْرِ وَعُرْضُ الْحَدِيثِ وَعُرَاضُهُ: مُعْظَمُهُ، وَعُرْضُ النَّاسِ وَعَرْضُهُمْ ڪَذَلِكَ، قَاْلَ يُونُسُ: وَيَقُولُ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ: رَأَيْتُهُ فِي عَرْضِ النَّاسِ يَعْنُونَ فِي عُرْضٍ، وَيُقَالُ: جَرَى فِي عُرْضِ الْحَدِيثِ، وَيُقَالُ فِي عُرْضِ النَّاسِ، ڪُلُّ ذَلِكَ يُوصَفُ بِهِ الْوَسَطُ، قَاْلَ لَبِيدٌ:
فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا     مَسْجُورَةً مُتَجَاوِرًا قُلَامُهَا
وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
تَرَى الرِّيشَ عَنْ عُرْضِهِ طَامِيًا     ڪَعَرْضِكَ فَوْقَ نِصَالٍ نِصَالَا
يَصِفُ مَاءً صَارَ رِيشُ الطَّيْرِ فَوْقَهُ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ ڪَمَا تَعْرُضُ نَصْلًا فَوْقَ نَصْلٍ، وَيُقَالُ: اضْرِبْ بِهَذَا عُرْضَ الْحَائِطِ، أَيْ: نَاحِيَتَهُ، وَيُقَالُ: أَلْقِهِ فِي أَيِّ أَعْرَاضِ الدَّارِ شِئْتَ، وَيُقَالُ: خُذْهُ مِنْ عُرْضِ النَّاسِ وَعَرْضِهِمْ، أَيْ: مِنْ أَيِّ شِقٍّ شِئْتَ، وَعُرْضُ السَّيْفِ: صَفْحُهُ، وَالْجَمْعُ  أَعْرَاضٌ، وَعُرْضَا الْعُنُقِ: جَانِبَاهُ، وَقِيلَ: ڪُلُّ جَانِبٍ عُرْضٌ، وَالْعُرْضُ: الْجَانِبُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ، وَأَعْرَضَ لَكَ الظَّبْيُ وَغَيْرُهُ: أَمْكَنَكَ مِنْ عُرْضِهِ، وَنَظَرَ إِلَيْهِ مُعَارَضَةً، وَعَنْ عُرْضٍ وَعَنْ عُرُضٍ، أَيْ: جَانِبٍ، مِثْلُ عُسْرٍ وَعُسُرٍ، وَكُلُّ شَيْءٍ أَمْكَنَكَ مِنْ عُرْضِهِ فَهُوَ مُعْرِضٌ لَكَ، يُقَالُ: أَعْرَضَ لَكَ الظَّبْيُ فَارْمِهِ، أَيْ: وَلَّاكَ عُرْضَهُ، أَيْ: نَاحِيَتَهُ، وَخَرَجُوا يَضْرِبُونَ النَّاسَ عَنْ عُرْضٍ، أَيْ: عَنْ شِقٍّ وَنَاحِيَةٍ لَا يُبَالُونَ مَنْ ضَرَبُوا، وَمِنْهُ قَوْلُهُمُ: اضْرِبْ بِهِ عُرْضَ الْحَائِطِ، أَيِ: اعْتَرِضْهُ حَيْثُ وَجَدْتَ مِنْهُ أَيَّ نَاحِيَةٍ مِنْ نَوَاحِيهِ، وَفِي الْحَدِيثِ: فَإِذَا عُرْضُ وَجْهِهِ مُنْسَحٍ، أَيْ: جَانِبُهُ، وَفِي الْحَدِيثِ: فَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ الشَّرَابَ فَإِذَا هُوَ يَنِشُّ، فَقَالَ: اضْرِبْ بِهِ عُرْضَ الْحَائِطِ، وَفِي الْحَدِيثِ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ، الْعُرْضُ بِالضَّمِّ: الْجَانِبُ وَالنَّاحِيَةُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ، وَفِي الْحَدِيثِ، حَدِيثِ الْحَجِّ: فَأَتَى جَمْرَةَ الْوَادِي فَاسْتَعْرَضَهَا، أَيْ: أَتَاهَا مِنْ جَانِبِهَا عَرْضًا، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَأَلَ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي ڪَرِبَ عَنْ عُلَّةَ بْنِ جَلْدٍ فَقَالَ: أُولَئِكَ فَوَارِسُ أَعْرَاضِنَا وَشِفَاءُ أَمْرَاضِنَا، الْأَعْرَاضُ جَمْعُ عُرْضٍ، وَهُوَ النَّاحِيَةُ، أَيْ: يَحْمُونَ نَوَاحِيَنَا وَجِهَاتِنَا عَنْ تَخَطُّفِ الْعَدُوِّ، أَوْ جَمْعُ عَرْضٍ وَهُوَ الْجَيْشُ أَوْ جَمْعُ عِرْضٍ، أَيْ: يَصُونُونَ بِبَلَائِهِمْ أَعْرَاضَنَا أَنْ تُذَمَّ وَتُعَابَ، وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: أَنَّهُ ڪَانَ لَا يَتَأَثَّمُ مِنْ قَتْلِ الْحَرُورِيِّ الْمُسْتَعْرِضِ، هُوَ الَّذِي يَعْتَرِضُ النَّاسَ يَقْتُلُهُمْ، وَاسْتَعْرَضَ الْخَوَارِجُ النَّاسَ: لَمْ يُبَالُوا مَنْ قَتَلُوهُ مُسْلِمًا أَوْ ڪَافِرًا مِنْ أَيِّ وَجْهٍ أَمْكَنَهُمْ، وَقِيلَ: اسْتَعْرَضُوهُمْ، أَيْ: قَتَلُوا مَنْ قَدَرُوا عَلَيْهِ وَظَفِرُوا بِهِ، وَأَكَلَ الشَّيْءَ عُرْضًا، أَيْ: مُعْتَرِضًا، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ حَدِيثُ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: ڪُلِ الْجُبْنَ عُرْضًا، أَيِ: اعْتَرِضْهُ يَعْنِي ڪُلَّهُ وَاشْتَرِهِ مِمَّنْ وَجَدْتَهُ ڪَيْفَمَا اتَّفَقَ وَلَا تَسْأَلْ عَنْهُ، أَمِنْ عَمَلِ أَهْلِ الْكِتَابِ هُوَ أَمْ مِنْ عَمَلِ الْمَجُوسِ أَمْ مِنْ عَمَلِ غَيْرِهِمْ؟ مَأْخُوذٌ مِنْ عُرْضِ الشَّيْءِ وَهُوَ نَاحِيَتُهُ، وَالْعَرَضُ: ڪَثْرَةُ الْمَالِ، وَالْعُرَاضَةُ: الْهَدِيَّةُ يُهْدِيهَا الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، وَعَرَّضَهُمْ عُرَاضَةً وَعَرَّضَهَا لَهُمْ: أَهْدَاهَا أَوْ أَطْعَمَهُمْ إِيَّاهَا، وَالْعُرَاضَةُ بِالضَّمِّ: مَا يُعَرِّضُهُ الْمَائِرُ، أَيْ: يُطْعِمُهُ مِنَ الْمِيرَةِ، يُقَالُ: عَرِّضُونَا، أَيْ: أَطْعِمُونَا مِنْ عُرَاضَتِكُمْ، قَاْلَ الْأَجْلَحُ بْنُ قَاسِطٍ:
يَقْدُمُهَا ڪُلُّ عَلَاةٍ عِلْيَانْ     حَمْرَاءَ مِنْ مُعَرِّضَاتِ الْغِرْبَانْ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَانَ الْبَيْتَانِ فِي آخِرِ دِيوَانِ الشَّمَّاخِ، يَقُولُ: إِنَّ هَذِهِ النَّاقَةَ تَتَقَدَّمُ الْحَادِيَ وَالْإِبِلَ فَلَا يَلْحَقُهَا الْحَادِي فَتَسِيرُ وَحْدَهَا; فَيَسْقُطُ الْغُرَابُ عَلَى حِمْلِهَا إِنْ ڪَانَ تَمْرًا أَوْ غَيْرَهُ فَيَأْكُلُهُ، فَكَأَنَّهَا أَهْدَتْهُ لَهُ وَعَرَّضَتْهُ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَكْبًا مِنْ تُجَّارِ الْمُسْلِمِينَ عَرَّضُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَيِابًا بِيضًا، أَيْ: أَهْدَوْا لَهُمَا، وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ: وَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ وَقَدْ رَجَعَ مِنْ عَمَلِهِ أَيْنَ مَا جِئْتَ بِهِ مِمَّا يَأْتِي بِهِ الْعُمَّالُ مِنْ عُرَاضَةِ أَهْلِهِمْ، تُرِيدُ الْهَدِيَّةَ، يُقَالُ: عَرَّضْتُ الرَّجُلَ: إِذَا أَهْدَيْتَ لَهُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ عُرَاضَةُ الْقَافِلِ مِنْ سَفَرِهِ هَدِيَّتُهُ الَّتِي يُهْدِيهَا لِصِبْيَانِهِ إِذَا قَفَلَ مِنْ سَفَرِهِ، وَيُقَالُ: اشْتَرِ عُرَاضَةً لِأَهْلِكَ، أَيْ: هَدِيَّةً وشَيْئًا تَحْمِلُهُ إِلَيْهِمْ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ ” رَاهْ آورَدْ “، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ فِي الْعُرَاضَةِ الْهَدِيَّةِ: التَّعْرِيضُ مَا ڪَانَ مِنْ مِيرَةٍ أَوْ زَادٍ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرٍ، يُقَالُ: عَرِّضُونَا، أَيْ: أَطْعِمُونَا مِنْ مِيرَتِكُمْ، وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْعُرَاضَةُ مَا أَطْعَمَهُ الرَّاكِبُ مَنِ اسْتَطْعَمَهُ مِنْ أَهْلِ الْمِيَاهِ، وَقَالَ هِمْيَانُ:
وَعَرَّضُوا الْمَجْلِسَ مَحْضًا مَاهِجَا
أَيْ: سَقَوْهُمْ لَبَنًا رَقِيقًا، وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ وَأَضْيَافِهِ: وَقَدْ عُرِضُوا فَأَبَوْا، هُوَ بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَمَعْنَاهُ: أُطْعِمُوا وَقُدِّمَ لَهُمُ الطَّعَامُ، وَعَرَّضَ فُلَانٌ: إِذَا دَامَ عَلَى أَكْلِ الْعَرِيضِ وَهُوَ الْإِمَّرُ، وَتَعَرَّضَ الرِّفَاقَ: سَأَلَهُمُ الْعُرَاضَاتِ، وَتَعَرَّضْتُ الرِّفَاقَ أَسْأَلُهُمْ، أَيْ: تَصَدَّيْتُ لَهُمْ أَسْأَلُهُمْ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَعَرَّضْتُ مَعْرُوفَهُمْ وَلِمَعْرُوفِهِمْ، أَيْ: تَصَدَّيْتُ، وَجَعَلْتُ فُلَانًا عُرْضَةً لِكَذَا، أَيْ: نَصَبْتُهُ لَهُ، وَالْعَارِضَةُ: الشَّاةُ أَوِ الْبَعِيرُ يُصِيبُهُ الدَّاءُ أَوِ السَّبُعُ أَوِ الْكَسْرُ فَيُنْحَرُ، وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ لَا يَأْكُلُونَ إِلَّا الْعَوَارِضَ، أَيْ: لَا يَنْحَرُونَ الْإِبِلَ إِلَّا مِنْ دَاءٍ يُصِيبُهَا يَعِيبُهُمْ بِذَلِكَ، وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ أَكَّالُونَ لِلْعَوَارِضِ: إِذَا لَمْ يَنْحَرُوا إِلَّا مَا عَرَضَ لَهُ مَرَضٌ أَوْ ڪَسْرٌ؛ خَوْفًا أَنْ يَمُوتَ فَلَا يَنْتَفِعُوا بِهِ، وَالْعَرَبُ تُعَيِّرُ بِأَكْلِهِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنَّهُ بَعَثَ بُدْنَهُ مَعَ رَجُلٍ فَقَالَ: إِنْ عُرِضَ لَهَا فَانْحَرْهَا، أَيْ: إِنْ أَصَابَهَا مَرَضٌ أَوْ ڪَسْرٌ، قَاْلَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ عَرَضَتْ مِنْ إِبِلِ فُلَانٍ عَارِضَةٌ، أَيْ: مَرِضَتْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَرِضَتْ، قَالَ: وَأَجْوَدُهُ عَرَضَتْ، وَأَنْشَدَ:
إِذَا عَرَضَتْ مِنْهَا ڪَهَاةٌ سَمِينَةٌ     فَلَا تُهْدِ مِنْهَا وَاتَّشِقْ وَتَجَبْجَبِ
.
وَعَرَضَتِ النَّاقَةُ، أَيْ: أَصَابَهَا ڪَسْرٌ أَوْ آفَةٌ، وَفِي الْحَدِيثِ: لَكُمْ فِي الْوَظِيفَةِ الْفَرِيضَةُ وَلَكُمُ الْعَارِضُ. الْعَارِضُ الْمَرِيضَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي أَصَابَهَا ڪَسْرٌ، يُقَالُ: عَرَضَتِ النَّاقَةُ: إِذَا أَصَابَهَا آفَةٌ أَوْ ڪَسْرٌ، أَيْ: إِنَّا لَا نَأْخُذُ ذَاتَ الْعَيْبِ فَنَضُرَّ بِالصَّدَقَةِ، وَعَرَضَتِ الْعَارِضَةُ تَعْرُضُ عَرْضًا: مَاتَتْ مِنْ مَرَضٍ، وَتَقُولُ الْعَرَبُ إِذَا قُرِّبَ إِلَيْهِمْ لَحْمٌ: أَعَبِيطٌ أَمْ عَارِضَةٌ؟ فَالْعَبِيطُ الَّذِي يُنْحَرُ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ، وَالْعَارِضَةُ مَا ذَكَرْنَاهُ، وَفُلَانَةٌ عُرْضَةٌ لِلْأَزْوَاجِ، أَيْ: قَوِيَّةٌ عَلَى الزَّوْجِ، وَفُلَانٌ عُرْضَةٌ لِلشَّرِّ، أَيْ: قَوِيٌّ عَلَيْهِ، قَاْلَ ڪَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ:
مِنْ ڪُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إِذَا عَرِقَتْ     عُرْضَتُهَا طَامِسُ الْأَعْلَامِ مَجْهُولُ
وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ، قَاْلَ جَرِيرٌ:
وَتُلْقَى حُبَالَى عُرْضَةً لِلْمَرَاجِمِ
وَيُرْوَى: جُبَالَى، وَفُلَانٌ عُرْضَةٌ لِكَذَا، أَيْ: مَعْرُوضٌ لَهُ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
طَلَّقْتُهُنَّ وَمَا الطَّلَاقُ بِسُنَّةٍ     إِنَّ النِّسَاءَ لَعُرْضَةُ التَّطْلِيقِ
وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا، أَيْ: نَصْبًا لِأَيْمَانِكُمُ، الْفَرَّاءُ: لَا تَجْعَلُوا الْحَلِفَ بِاللَّهِ مُعْتَرِضًا مَانِعًا لَكُمْ أَنْ تَبَرُّوا، فَجَعَلَ الْعُرْضَةَ بِمَعْنَى الْمُعْتَرِضِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، قَاْلَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى لَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ، أَنَّ مَوْضِعَ (أَنْ) نَصْبٌ بِمَعْنَى عُرْضَةً، الْمَعْنَى لَا تَعْتَرِضُوا بِالْيَمِينِ بِاللَّهِ فِي أَنْ تَبَرُّوا، فَلَمَّا سَقَطَتْ (فِي)  أَفْضَى مَعْنَى الِاعْتِرَاضِ فَنَصَبَ أَنْ، وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ هُمْ ضُعَفَاءُ عُرْضَةٌ لِكُلِّ مُتَنَاوِلٍ: إِذَا ڪَانُوا نُهْزَةً لِكُلِّ مَنْ أَرَادَهُمْ، وَيُقَالُ: جَعَلْتُ فُلَانًا عُرْضَةً لِكَذَا وَكَذَا، أَيْ: نَصَبْتُهُ لَهُ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا قَرِيبٌ مِمَّا قَالَهُ النَّحْوِيُّونَ; لِأَنَّهُ إِذَا نُصِبَ فَقَدْ صَارَ مُعْتَرِضًا مَانِعًا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ، أَيْ: نَصْبًا مُعْتَرِضًا لِأَيْمَانِكُمْ ڪَالْغَرَضِ الَّذِي هُوَ عُرْضَةٌ لِلرُّمَاةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ قُوَّةً لِأَيْمَانِكُمْ، أَيْ: تُشَدِّدُونَهَا بِذِكْرِ اللَّهِ، قَالَ: وَقَوْلُهُ عُرْضَةً، فُعْلَةً مَنْ عَرَضَ يَعْرِضُ، وَكُلُّ مَانِعٍ مَنَعَكَ مِنْ شُغُلٍ وَغَيْرِهِ مِنَ الْأَمْرَاضِ فَهُوَ عَارِضٌ، وَقَدْ عَرَضَ عَارِضٌ، أَيْ: حَالَ حَائِلٌ وَمَنَعَ مَانِعٌ، وَمِنْهُ يُقَالُ: لَا تَعْرِضْ وَلَا تَعْرَضْ لِفُلَانٍ، أَيْ: لَا تَعْرِضْ لَهُ بِمَنْعِكَ بِاعْتِرَاضِكَ أَنْ يَقْصِدَ مُرَادَهُ وَيَذْهَبَ مَذْهَبَهُ، وَيُقَالُ: سَلَكْتُ طَرِيقَ ڪَذَا فَعَرَضَ لِي فِي الطَّرِيقِ عَارِضٌ، أَيْ: جَبَلٌ شَامِخٌ قَطَعَ عَلَيَّ مَذْهَبِي عَلَى صَوْبِي، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَلِلْعُرْضَةِ مَعْنًى آخَرُ وَهُوَ الَّذِي يَعْرِضُ لَهُ النَّاسُ بِالْمَكْرُوهِ وَيَقَعُونَ فِيهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَإِنْ تَتْرُكُوا رَهْطَ الْفَدَوْكَسِ عُصْبَةً     يَتَامَى أَيَامَى عُرْضَةً لِلْقَبَائِلِ
أَيْ: نَصْبًا لِلْقَبَائِلِ يَعْتَرِضُهُمْ بِالْمَكْرُوهِ مَنْ شَاءَ، وَقَالَ اللَّيْثُ: فُلَانٌ عُرْضَةٌ لِلنَّاسِ: لَا يَزَالُونَ يَقَعُونَ فِيهِ، وَعَرَضَ لَهُ أَشَدَّ الْعَرْضِ وَاعْتَرَضَ: قَابَلَهُ بِنَفْسِهِ، وَعَرِضَتْ لَهُ الْغُولُ وَعَرَضَتْ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ عَرَضًا وَعَرْضًا: بَدَتْ، وَالْعُرْضِيَّةُ: الصُّعُوبَةُ، وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَرْكَبَ رَأْسَهُ مِنَ النَّخْوَةِ، وَرَجُلٌ عُرْضِيٌّ: فِيهِ عُرْضِيَّةٌ، أَيْ: عَجْرَفِيَّةٌ وَنَخْوَةٌ وَصُعُوبَةٌ، وَالْعُرْضِيَّةُ فِي الْفَرَسِ: أَنْ يَمْشِيَ عَرْضًا، وَيُقَالُ: عَرَضَ الْفَرَسُ يَعْرِضُ عَرْضًا: إِذَا مَرَّ عَارِضًا فِي عَدْوِهِ، قَاْلَ رُؤْبَةُ:
يَعْرِضُ حَتَّى يَنْصِبَ الْخَيْشُومَا
وَذَلِكَ إِذَا عَدَا عَارِضًا صَدْرَهُ وَرَأْسَهُ مَائِلًا، وَالْعُرُضُ مُثَقَّلٌ: السَّيْرُ فِي جَانِبٍ، وَهُوَ مَحْمُودٌ فِي الْخَيْلِ مَذْمُومٌ فِي الْإِبِلِ، وَمِنْهُ قَوْلُ حُمَيْدٍ:
مُعْتَرِضَاتٍ غَيْرَ عُرْضِيَّاتٍ     يُصْبِحْنَ فِي الْقَفْرِ أَتَاوِيَّاتِ
أَيْ: يَلْزَمْنَ الْمَحَجَّةَ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ فِي هَذَا الرَّجَزِ: إِنَّ اعْتِرَاضَهُنَّ لَيْسَ خِلْقَةً، وَإِنَّمَا هُوَ لِلنَّشَاطِ وَالْبَغْيِ، وَعُرْضِيٌّ: يَعْرِضُ فِي سَيْرِهِ; لِأَنَّهُ لَمْ تَتِمَّ رِيَاضَتُهُ بَعْدُ، وَنَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ: فِيهَا صُعُوبَةٌ، وَالْعُرْضِيَّةُ: الذَّلُولُ الْوَسَطِ الصَّعْبُ التَّصَرُّفِ، وَنَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ: لَمْ تَذِلَّ ڪُلَّ الذُّلِّ، وَجَمَلٌ عُرْضِيٌّ، ڪَذَلِكَ، وَقَالَ الشَّاعِرُ:
وَاعْرَوْرَتِ الْعُلُطَ الْعُرْضِيَّ تَرْكُضُهُ
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وَصَفَ فِيهِ نَفْسَهُ وَسِيَاسَتَهُ وَحُسْنَ النَّظَرِ لِرَعِيَّتِهِ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي أَضُمُّ الْعَتُودَ وَأُلْحِقُ الْقَطُوفَ وَأَزْجُرُ الْعَرُوضَ، قَاْلَ شَمِرٌ: الْعَرُوضُ: الْعُرْضِيَّةُ مِنَ الْإِبِلِ الصَّعْبَةُ الرَّأْسِ الذَّلُولُ وَسَطُهَا الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا، ثُمَّ تُسَاقُ وَسَطَ الْإِبِلِ الْمُحَمَّلَةِ، وَإِنْ رَكِبَهَا رَجُلٌ مَضَتْ بِهِ قُدُمًا وَلَا تَصَرُّفَ لِرَاكِبِهَا، قَالَ: إِنَّمَا أَزْجُرُ الْعَرُوضَ; لِأَنَّهَا تَكُونُ آخِرَ الْإِبِلِ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْعَرُوضُ بِالْفَتْحِ الَّتِي تَأْخُذُ يَمِينًا وَشِمَالًا وَلَا تَلْزَمُ الْمَحَجَّةَ، يَقُولُ: أَضْرِبُهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى الطَّرِيقِ، جَعَلَهُ مَثَلًا لِحُسْنِ سِيَاسَتِهِ لِلْأُمَّةِ، وَتَقُولُ: نَاقَةٌ عَرَوضٌ وَفِيهَا عَرُوضٌ وَنَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ وَفِيهَا عُرْضِيَّةٌ: إِذَا ڪَانَتْ رَيِّضًا لَمْ تُذَلَّلْ، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: نَاقَةٌ عَرُوضٌ: إِذَا قَبِلَتْ بَعْضَ الرِّيَاضَةِ وَلَمْ تَسْتَحْكِمْ، وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِ ابْنِ أَحْمَرَ يَصِفُ جَارِيَةً:
وَمَنَحْتُهَا قَوْلِي عَلَى عُرْضِيَّةٍ     عُلُطٍ أُدَارِي ضِغْنَهَا بِتَوَدُّدِ
قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: شَبَّهَهَا بِنَاقَةٍ صَعْبَةٍ فِي ڪَلَامِهِ إِيَّاهَا وَرِفْقِهِ بِهَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: مَنَحْتُهَا أَعَرْتُهَا وَأَعْطَيْتُهَا، وَعُرْضِيَّةٌ: صُعُوبَةٌ فَكَأَنَّ ڪَلَامَهُ نَاقَةٌ صَعْبَةٌ، وَيُقَالُ: ڪَلَّمْتُهَا وَأَنَا عَلَى نَاقَةٍ صَعْبَةٍ فِيهَا اعْتِرَاضٌ، وَالْعُرْضِيُّ: الَّذِي فِيهِ جَفَاءٌ وَاعْتِرَاضٌ، قَاْلَ الْعَجَّاجُ:
ذُو نَخْوَةٍ حُمَارِسٌ عُرْضِيُّ
وَالْمِعْرَاضُ بِالْكَسْرِ: سَهْمٌ يُرْمَى بِهِ بِلَا رِيشٍ وَلَا نَصْلٍ، يَمْضِي عَرْضًا فَيُصِيبُ بِعَرْضِ الْعُودِ لَا بِحَدِّهِ، وَفِي حَدِيثِ عَدِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْمِي بِالْمِعْرَاضِ فَيَخْزِقُ، قَالَ: إِنْ خَزَقَ فَكُلْ، وَإِنْ أَصَابَ بِعَرْضِهِ فَلَا تَأْكُلْ، أَرَادَ بِالْمِعْرَاضِ سَهْمًا يُرْمَى بِهِ بِلَا رِيشٍ، وَأَكْثَرُ مَا يُصِيبُ بِعَرْضِ عُودِهِ دُونَ حَدِّهِ، وَالْمَعْرِضُ: الْمَكَانُ الَّذِي يُعْرَضُ فِيهِ الشَّيْءُ، وَالْمِعْرَضُ: الثَّوْبُ تُعْرَضُ فِيهِ الْجَارِيَةُ وَتُجَلَّى فِيهِ، وَالْأَلْفَاظُ مَعَارِيضُ الْمَعَانِي، مِنْ ذَلِكَ; لِأَنَّهَا تُجَمِّلُهَا، وَالْعَارِضُ: الْخَدُّ يُقَالُ: أَخَذَ الشَّعْرَ مِنْ عَارِضَيْهِ، قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: عَارِضَا الْوَجْهِ وَعَرُوضَاهُ جَانِبَاهُ، وَالْعَارِضَانِ: شِقَّا الْفَمِ، وَقِيلَ: جَانِبَا اللِّحْيَةِ، قَاْلَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:
لَا تُؤَاتِيكَ إِنْ صَحَوْتَ وَإِنْ أَجْ     هَدَ فِي الْعَارِضَيْنِ مِنْكَ الْقَتِيرُ
وَالْعَوَارِضُ: الثَّنَايَا، سُمِيَتْ عَوَارِضَ; لِأَنَّهَا فِي عُرْضِ الْفَمِ، وَالْعَوَارِضُ: مَا وَلِيَ الشِّدْقَيْنِ مِنَ الْأَسْنَانِ، وَقِيلَ: هِيَ أَرْبَعُ أَسْنَانٍ تَلِي الْأَنْيَابَ، ثُمَّ الْأَضْرَاسُ تَلِي الْعَوَارِضَ، قَاْلَ الْأَعْشَى:
غَرَّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُهَا     تَمْشِي الْهُوَيْنَا ڪَمَا يَمْشِي الْوَجِي الْوَحِلُ
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْعَوَارِضُ مِنَ الْأَضْرَاسِ، وَقِيلَ: عَارِضُ الْفَمِ مَا يَبْدُو مِنْهُ عِنْدَ الضَّحِكِ، قَاْلَ ڪَعْبٌ:
تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إِذَا ابْتَسَمَتْ     ڪَأَنَّهُ مُنْهَلٌ بِالرَّاحِ مَعْلُولُ
يَصِفُ الثَّنَايَا وَمَا بَعْدَهَا، أَيْ: تَكْشِفُ عَنْ أَسْنَانِهَا، وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أُمَّ سُلَيْمٍ لِتَنْظُرَ إِلَى امْرَأَةٍ فَقَالَ: شَمِّي عَوَارِضَهَا، قَاْلَ شَمِرٌ: هِيَ الْأَسْنَانُ الَّتِي فِي عُرْضِ الْفَمِ وَهِيَ مَا بَيْنَ الثَّنَايَا وَالْأَضْرَاسِ، وَاحِدُهَا عَارِضٌ، أَمَرَهَا بِذَلِكَ لِتَبُورَ بِهِ نَكْهَتَهَا وَرِيحَ فَمِهَا؛ أَطَيِّبٌ أَمْ خَبِيثٌ، وَامْرَأَةٌ نَقِيَّةُ الْعَوَارِضِ، أَيْ: نَقِيَّةُ عُرْضِ الْفَمِ؛ قَاْلَ جَرِيرٌ:
أَتَذْكُرُ يَوْمَ تَصْقُلُ عَارِضَيْهَا     بِفَرْعِ بَشَامَةٍ، سُقِيَ الْبَشَامُ
قَالَ أَبُو نَصْرٍ: يَعْنِي بِهِ الْأَسْنَانَ مَا بَعْدَ الثَّنَايَا، وَالثَّنَايَا لَيْسَتْ مِنَ الْعَوَارِضِ، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْعَارِضُ: النَّابُ وَالضِّرْسُ الَّذِي يَلِيهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْعَارِضُ مَا بَيْنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى الضِّرْسِ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ ابْنِ مُقْبِلٍ:
هَزِئَتْ مَيَّةُ أَنْ ضَاحَكْتُهَا       فَرَأَتْ عَارِضَ عَوْدٍ قَدْ ثَرِمْ
قَالَ: وَالثَّرَمُ لَا يَكُونُ فِي الثَّنَايَا، وَقِيلَ: الْعَوَارِضُ مَا بَيْنَ الثَّنَايَا وَالْأَضْرَاسِ، وَقِيلَ: الْعَوَارِضُ ثَمَانِيَةٌ، فِي ڪُلِّ شِقٍّ أَرَبَعَةٌ فَوْقُ وَأَرْبَعَةٌ أَسْفَلُ، وَأَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي الْعَارِضِ بِمَعْنَى الْأَسْنَانِ:
وَعَارِضٍ ڪَجَانِبٍ الْعِرَاقِ     أَبَنْتَ بَرَّاقًا مِنَ الْبَرَّاقِ
.
الْعَارِضُ: الْأَسْنَانُ، شَبَّهَ اسْتِوَاءَهَا بِاسْتِوَاءِ أَسْفَلِ الْقِرْبَةِ، وَهُوَ الْعِرَاقُ لِلسَّيْرِ الَّذِي فِي أَسْفَلِ الْقِرْبَةِ، وَأَنْشَدَ أَيْضًا:
لَمَّا رَأَيْنَ دَرَدِي وَسِنِّي     وَجَبْهَةً مِثْلَ عِرَاقِ الشَّنِّ
مِتُّ عَلَيْهِنَّ وَمِتْنَ مِنِّي
قَوْلُهُ: مُتُّ عَلَيْهِنَّ: أَسِفَ عَلَى شَبَابِهِ، وَمُتْنَ هُنَّ مِنْ بُغْضِي، وَقَالَ يَصِفُ عَجُوزًا:
تَضْحَكُ عَنْ مِثْلِ عِرَاقِ الشَّنِّ
أَرَادَ بِعِرَاقِ الشَّنِّ أَنَّهُ أَجْلَحُ، أَيْ: عَنْ دَرَادِرَ اسْتَوَتْ ڪَأَنَّهَا عِرَاقُ الشَّنِّ وَهِيَ الْقِرْبَةُ، وَعَارِضَةُ الْإِنْسَانِ: صَفْحَتَا خَدَّيْهِ، وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ يُرَادُ بِهِ خِفَّةَ شَعْرِ عَارِضِيهِ، وَفِي الْحَدِيثِ: مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةُ عَارِضَيْهِ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْعَارِضُ مِنَ اللِّحْيَةِ مَا يَنْبُتُ عَلَى عُرْضِ اللَّحْيِ فَوْقَ الذَّقَنِ، وَعَارِضَا الْإِنْسَانِ: صَفْحَتَا خَدَّيْهِ، وَخِفَّتُهُمَا ڪِنَايَةٌ عَنْ ڪَثْرَةِ الذِّكْرِ لِلَّهِ تَعَالَى وَحَرَكَتِهِمَا بِهِ ڪَذَا قَاْلَ الْخَطَّابِيُّ، وَقَالَ: قَاْلَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فُلَانٌ خَفِيفٌ الشَّفَةِ: إِذَا ڪَانَ قَلِيلَ السُّؤَالِ لِلنَّاسِ، وَقِيلَ: أَرَادَ بِخِفَّةِ الْعَارِضَيْنِ خِفَّةَ اللِّحْيَةِ، قَالَ: وَمَا أَرَاهُ مُنَاسِبًا، وَعَارِضَةُ الْوَجْهِ: مَا يَبْدُو مِنْهُ، وَعُرْضَا الْأَنْفِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَعُرْضَا أَنْفِ الْفَرَسِ: مُبْتَدَأُ مُنْحَدَرِ قَصَبَتِهِ فِي حَافَّتَيْهِ جَمِيعًا، وَعَارِضَةُ الْبَابِ: مِسَاكُ الْعِضَادَتَيْنِ مِنْ فَوْقُ، مُحَاذِيَةً لِلْأُسْكُفَّةِ، وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْأَهْتَمِ قَاْلَ لِلزِّبْرِقَانِ: إِنَّهُ لَشَدِيدُ الْعَارِضَةِ، أَيْ: شَدِيدُ النَّاحِيَةِ ذُو جَلَدٍ وَصَرَامَةٍ، وَرَجُلٌ شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، مِنْهُ عَلَى الْمَثَلِ، وَإِنَّهُ لَذُو عَارِضَةٍ وَعَارِضٍ، أَيْ: ذُو جَلَدٍ وَصَرَامَةٍ وَقُدْرَةٍ عَلَى الْكَلَامِ، مُفَوَّهٌ عَلَى الْمِثْلِ أَيْضًا، وَعَرَضَ الرَّجُلُ: صَارَ ذَا عَارِضَةٍ، وَالْعَارِضَةُ: قُوَّةُ الْكَلَامِ وَتَنْقِيحُهُ وَالرَّأْيُ الْجَيِّدُ، وَالْعَارِضُ: سَقَائِفُ الْمَحْمِلِ، وَعَوَارِضُ الْبَيْتِ: خَشَبُ سَقْفِهِ الْمُعَرَّضَةُ، الْوَاحِدَةُ عَارِضَةٌ، وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: نَصَبْتُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي عَبَاءَةً مَقْدَمَهُ مِنْ غَزَاةِ خَيْبَرَ أَوْ تَبُوكَ فَهَتَكَ الْعَرْضَ حَتَّى وَقَعَ بِالْأَرْضِ، حَكَى ابْنُ الْأَثِيرِ عَنِ الْهَرَوِيِّ قَالَ: الْمُحَدِّثُونَ يَرْوُونَهُ بِالضَّادِ وَهُوَ بِالصَّادِّ وَالسِّينِ، وَهُوَ خَشَبَةٌ تُوضَعُ عَلَى الْبَيْتِ عَرْضًا إِذَا أَرَادُوا تَسْقِيفَهُ، ثُمَّ تُلْقَى عَلَيْهِ أَطْرَافُ الْخَشَبِ الْقِصَارُ، وَالْحَدِيثُ جَاءَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَشَرَحَهُ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِمِ وَفِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ، قَالَ: وَقَالَ الرَّاوِي: الْعَرْصُ، وَهُوَ غَلَطٌ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ الْعَرْصُ بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ; لِأَنَّهُ يُوضَعُ عَلَى الْبَيْتِ عَرْضًا. وَالْعِرَضُّ: النَّشَاطُ أَوِ النَّشِيطُ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَأَنْشَدَ لِأَبِي مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيِّ:
إِنَّ لَهَا لَسَانِيًا مِهَضَّا     عَلَى ثَنَايَا الْقَصْدِ أَوْ عِرَضَّا
السَّانِي: الَّذِي يَسْنُو عَلَى الْبَعِيرِ بِالدَّلْوِ، يَقُولُ: يَمُرُّ عَلَى مَنْحَاتِهِ بِالْغَرْبِ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمَةٍ، وَعِرِضَّى مِنَ النَّشَاطِ، قَالَ: أَوْ يَمُرُّ عَلَى اعْتِرَاضٍ مِنْ نَشَاطِهِ، وَعِرِضَّى فِعِلَّى مِنَ الِاعْتِرَاضِ؛ مِثْلُ الْجِيَضِّ وَالْجِيَضَّى: مَشْيٌ فِي مَيَلٍ، وَالْعِرَضَّةُ وَالْعِرَضْنَةُ: الِاعْتِرَاضُ فِي السَّيْرِ مِنَ النَّشَاطِ، وَالْفَرَسُ تَعْدُو الْعِرَضْنَى وَالْعِرَضْنَةَ وَالْعِرَضْنَاةَ، أَيْ: مُعْتَرِضَةً مَرَّةً مِنْ وَجْهٍ وَمَرَّةً مِنْ آخَرَ، وَنَاقَةٌ عِرَضْنَةٌ بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الرَّاءِ: مُعْتَرِضَةٌ فِي السَّيْرِ لِلنَّشَاطِ، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَأَنْشَدَ:
تَرِدْ بِنَا فِي سَمَلٍ لَمْ يَنْضُبِ     مِنْهَا عِرَضْنَاتٌ عِرَاضُ الْأَرْنَبِ
الْعِرَضْنَاتُ هَاهُنَا: جَمْعُ عِرَضْنَةٍ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَا يُقَالُ (نَاقَةٌ) عِرَضْنَةٌ إِنَّمَا الْعِرَضْنَةُ الِاعْتِرَاضُ، وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَعْدُو الْعِرَضْنَةَ وَهُوَ الَّذِي يَسْبِقُ فِي عَدْوِهِ وَهُوَ يَمْشِي الْعِرَضْنَى: إِذَا مَشَى مِشْيَةً فِي شَقٍّ فِيهَا بَغْيٌ مِنْ نَشَاطِهِ، وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
عِرَضْنَةُ لَيْلٍ فِي الْعِرَضْنَاتِ جُنَّحَا
أَيْ: مِنَ الْعِرَضْنَاتِ ڪَمَا يُقَالُ رَجُلٌ مِنَ الرِّجَالِ، وَامْرَأَةٌ عِرَضْنَةٌ: ذَهَبَتْ عَرْضًا مِنْ سِمَنِهَا، وَرَجُلٌ عِرْضٌ وَامْرَأَةٌ عِرْضَةٌ وَعِرْضَنٌ وَعِرْضَنَةٌ: إِذَا ڪَانَ يَعْتَرِضُ النَّاسَ بِالْبَاطِلِ، وَنَظَرْتُ إِلَى فُلَانٍ عِرَضْنَةً، أَيْ: بِمُؤَخَّرِ عَيْنِي، وَيُقَالُ فِي تَصْغِيرِ الْعَرْضَنَى: عُرَيْضِنٌ؛ تَثْبُتُ النُّونُ; لِأَنَّهَا مُلْحَقَةٌ، وَتُحْذَفُ الْيَاءُ لِأَنَّهَا غَيْرُ مُلْحَقَةٍ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمُعَارِضُ مِنَ الْإِبِلِ: الْعَلُوقُ، وَهِيَ الَّتِي تَرْأَمُ بِأَنْفِهَا وَتَمْنَعُ دَرَّهَا، وَبَعِيرٌ مُعَارِضٌ: إِذَا لَمْ يَسْتَقِمْ فِي الْقِطَارِ، وَالْإِعْرَاضُ عَنِ الشَّيْءِ: الصَّدُّ عَنْهُ، وَأَعْرَضَ عَنْهُ: صَدَّ، وَعَرَضَ لَكَ الْخَيْرُ يَعْرِضُ عُرُوضًا، وَأَعْرَضَ: أَشْرَفَ، وَتَعَرَّضَ مَعْرُوفَهُ وَلَهُ: طَلَبَهُ، وَاسْتَعْمَلَ ابْنُ جِنِّي التَّعْرِيضَ فِي قَوْلِهِ: ڪَانَ حَذْفُهُ أَوِ التَّعْرِيضُ لِحَذْفِهِ فَسَادًا فِي الصَّنْعَةِ، وَعَارَضَهُ فِي السَّيْرِ: سَارَ حِيَالَهُ وَحَاذَاهُ، وَعَارَضَهُ بِمَا صَنَعَهُ: ڪَافَأَهُ، وَعَارَضَ الْبَعِيرُ الرِّيحَ: إِذَا لَمْ يَسْتَقْبِلْهَا وَلَمْ يَسْتَدْبِرْهَا، وَأَعْرَضَ النَّاقَةَ عَلَى الْحَوْضِ وَعَرَضَهَا عَرْضًا: سَامَهَا أَنْ تَشْرَبَ وَعَرَضَ عَلَيَّ سَوْمَ عَالَّةٍ: بِمَعْنَى قَوْلِ الْعَامَّةِ عَرْضَ سَابِرِيَّ، وَفِي الْمَثَلِ: عَرْضَ سَابِرِيَّ; لِأَنَّهُ يُشْتَرَى بِأَوَّلِ عَرْضٍ وَلَا يُبَالَغُ فِيهِ، وَعَرَضَ الشَّيْءُ يَعْرِضُ: بَدَا، وَعُرَضَّى: فُعَلَّى مِنَ الْإِعْرَاضِ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَلَقِيَهُ عَارِضًا، أَيْ: بَاكِرًا، وَقِيلَ: هُوَ بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً، وَعَارِضَاتُ الْوِرْدِ أَوَّلُهُ، قَالَ:
كِرَامٌ يَنَالُ الْمَاءَ قَبْلَ شِفَاهِهِمْ     لَهُمْ عَارِضَاتُ الْوِرْدِ شُمُّ الْمَنَاخِرِ
لَهُمْ مِنْهُمْ، يَقُولُ: تَقَعُ أُنُوفُهُمْ فِي الْمَاءِ قَبْلَ شِفَاهِهِمْ فِي أَوَّلِ وُرُودِ الْوِرْدِ; لِأَنَّ أَوَّلَهُ لَهُمْ دُونَ النَّاسِ، وَعَرَّضَ لِي بِالشَّيْءِ: لَمْ يُبَيِّنْهُ، وَتَعَرَّضَ: تَعَوَّجَ، يُقَالُ: تَعَرَّضَ الْجَمَلُ فِي الْجَبَلِ: أَخَذَ مِنْهُ فِي عَرُوضٍ فَاحْتَاجَ أَنْ يَأْخُذَ يَمِينًا وَشِمَالًا لِصُعُوبَةِ الطَّرِيقِ، قَاْلَ عَبْدُ اللَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ الْمُزَنِيُّ وَكَانَ دَلِيلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَاطِبُ نَاقَتَهُ وَهُوَ يَقُودُهَا بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ثَنِيَّةِ رَكُوبَةَ، وَسُمِّيَ ذَا الْبِجَادَيْنِ; لِأَنَّهُ حِينَ أَرَادَ الْمَسِيرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَطَعَتْ لَهُ أُمُّهُ بِجَادًا بِاثْنَيْنِ فَأْتَزَرَ بِوَاحِدٍ وَارْتَدَى بِآخَرَ:
تَعَرَّضِي مَدَارِجًا وَسُومِي     تَعَرُّضَ الْجَوْزَاءِ لِلنُّجُومِ
هُوَ أَبُو الْقَاسِمِ فَاسْتَقِيمِي
وَيُرْوَى: هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ، تَعَرَّضِي: خُذِي يَمْنَةً وَيَسْرَةً وَتَنَكَّبِي الثَّنَايَا الْغِلَاظَ تَعَرُّضَ الْجَوْزَاءِ; لِأَنَّ الْجَوْزَاءَ تَمُرُّ عَلَى جَنْبٍ مُعَارِضَةً لَيْسَتْ بِمُسْتَقِيمَةٍ فِي السَّمَاءِ، قَاْلَ لَبِيدٌ:
أَوْ رَجْعُ وَاشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُهَا     ڪِفَفًا تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَا
قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: شَبَّهَهَا بِالْجَوْزَاءِ; لِأَنَّهَا تَمُرُّ مُعْتَرِضَةً فِي السَّمَاءِ; لِأَنَّهَا غَيْرُ مُسْتَقِيمَةِ الْكَوَاكِبِ فِي الصُّورَةِ، وَمِنْهُ قَصِيدُ ڪَعْبٍ:
مَدْخُوسَةٌ قُذِفَتْ بِالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ
أَيْ: أَنَّهَا تَعْتَرِضُ فِي مَرْتَعِهَا، وَالْمَدَارِجُ: الثَّنَايَا الْغِلَاظُ، وَعَرَّضَ لِفُلَانٍ وَبِهِ: إِذَا قَاْلَ فِيهِ قَوْلًا وَهُوَ يَعِيبُهُ، الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ عَرَّضَ لِي فُلَانٌ تَعْرِيضًا: إِذَا رَحْرَحَ بِالشَّيْءِ وَلَمْ يُبَيِّنْ، وَالْمَعَارِيضُ مِنَ الْكَلَامِ: مَا عُرِّضَ بِهِ وَلَمْ يُصَرَّحْ، وَأَعْرَاضُ الْكَلَامِ وَمَعَارِضُهُ وَمَعَارِيضُهُ: ڪَلَامٌ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا فِي الْمَعَانِي ڪَالرَّجُلِ تَسْأَلُهُ: هَلْ رَأَيْتَ فُلَانًا فَيَكْرَهُ أَنْ يَكْذِبَ، وَقَدْ رَآهُ فَيَقُولُ: إِنَّ فُلَانًا لَيُرَى، وَلِهَذَا الْمَعْنَى قَاْلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ: مَا أُحِبُّ بِمَعَارِيضِ الْكَلَامِ حُمْرَ النَّعَمِ، وَلِهَذَا قَاْلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ حِينَ اتَّهَمَتْهُ امْرَأَتُهُ فِي جَارِيَةٍ لَهُ وَقَدْ ڪَانَ حَلِفَ أَنْ لَا يَقْرَأَ الْقُرْآنَ وَهُوَ جُنُبٌ، فَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ بِأَنْ يَقْرَأَ سُورَةً فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
شَهِدْتُ بِأَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ     وَأَنَّ النَّارَ مَثْوَى الْكَافِرِينَا
وَأَنَّ الْعَرْشَ فَوْقَ الْمَاءِ طَافٍ     وَفَوْقَ الْعَرْشِ رَبُ الْعَالَمِينَا
وَتَحْمِلُهُ مَلَائِكَةٌ شِدَادٌ     مَلَائِكَةُ الْإِلَهِ مُسَوَّمِينَا
قَالَ: فَرَضِيَتِ امْرَأَتُهُ; لِأَنَّهَا حَسِبَتْ هَذَا قُرْآنًا فَجَعَلَ ابْنُ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذَا عَرَضًا وَمِعْرَضًا فِرَارًا مِنَ الْقِرَاءَةِ، وَالتَّعْرِيضُ: خِلَافُ التَّصْرِيحِ، وَالْمَعَارِيضُ: التَّوْرِيَةُ بِالشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ، وَفِي الْمَثَلِ وَهُوَ حَدِيثٌ مُخَرَّجٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مَرْفُوعٌ: إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ، أَيْ: سَعَةً، الْمَعَارِيضُ جَمْعُ مِعْرَاضٍ مِنَ التَّعْرِيضِ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَا فِي الْمَعَارِيضِ مَا يُغْنِي الْمُسْلِمَ عَنِ الْكَذِبِ؟ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَا أُحِبُّ بِمَعَارِيضِ الْكَلَامِ حُمْرَ النَّعَمِ، وَيُقَالُ: عَرَّضَ الْكَاتِبُ: إِذَا ڪَتَبَ مُثَبِّجًا وَلَمْ يُبَيِّنِ الْحُرُوفَ وَلَمْ يُقَوِّمِ الْخَطَّ، وَأَنْشَدَ الْأَصْمَعِيُّ لِلشَّمَّاخِ:
كَمَا خَطَّ عِبْرَانِيَّةً بِيَمِينِهِ     بِتَيْمَاءَ حَبْرٌ ثُمَّ عَرَّضَ أَسْطُرَا
وَالتَّعْرِيضُ فِي خِطْبَةِ الْمَرْأَةِ فِي عِدَّتِهَا: أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ يُشْبِهُ خِطْبَتَهَا وَلَا يُصَرِّحَ بِهِ، وَهُوَ أَنْ يَقُولَ لَهَا: إِنَّكِ لَجَمِيلَةٌ أَوْ أَنَّ فِيكِ لَبَقِيَّةً، أَوْ إِنَّ النِّسَاءَ لَمِنْ حَاجَتِي، وَالتَّعْرِيضُ قَدْ يَكُونُ بِضَرْبِ الْأَمْثَالِ وَذِكْرِ الْأَلْغَازِ فِي جُمْلَةِ الْمَقَالِ، وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَاْلَ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: إِنَّ وِسَادَكَ لَعَرِيضٌ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْقَفَا، ڪَنَى بِالْوِسَادِ عَنِ النَّوْمِ; لِأَنَّ النَّائِمَ يَتَوَسَّدُ، أَيْ: إِنَّ نَوْمَكَ لَطَوِيلٌ ڪَثِيرٌ، وَقِيلَ: ڪَنَى بِالْوِسَادِ عَنْ مَوْضِعِ الْوِسَادِ مِنْ رَأْسِهِ وَعُنُقِهِ، وَتَشْهَدُ لَهُ الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ؛ فَإِنَّ عِرَضَ الْقَفَا ڪِنَايَةٌ عَنِ السِّمَنِ، وَقِيلَ: أَرَادَ مَنْ أَكَلَ مَعَ الصُّبْحِ فِي صَوْمِهِ أَصْبَحَ عَرِيضَ الْقَفَا; لِأَنَّ الصَّوْمَ لَا يُؤَثِّرُ فِيهِ، وَالْمُعَرَّضَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الْبِكْرُ قَبْلَ أَنْ تُحْجَبَ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تُعْرَضُ عَلَى أَهْلِ الْحَيِّ عَرْضَةً لِيُرَغِّبُوا فِيهَا مَنْ رَغِبَ ثُمَّ يَحْجُبُونَهَا، قَاْلَ الْكُمَيْتُ:
لَيَالِيَنَا إِذْ لَا تَزَالُ تَرُوعُنَا     مُعَرَّضَةٌ مِنْهُنَّ بِكْرٌ وَثَيِّبُ
وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ عَرَّضَ عَرَّضْنَا لَهُ، وَمَنْ مَشَى عَلَى الْكَلَاءِ أَلْقَيْنَاهُ فِي النَّهَرِ، تَفْسِيرُهُ: مَنْ عَرَّضَ بِالْقَذْفِ عَرَّضْنَا لَهُ بِتَأْدِيبٍ لَا يَبْلُغُ الْحَدَّ، وَمَنْ صَرَّحَ بِالْقَذْفِ بِرُكُوبِهِ نَهَرَ الْحَدِّ أَلْقَيْنَاهُ فِي نَهَرِ الْحَدِّ فَحَدَدْنَاهُ، وَالْكَلَاءُ: مَرْفَأُ السُّفُنِ فِي الْمَاءِ وَضَرَبَ الْمَشْيَ عَلَى الْكَلَاءِ مَثَلًا لِلتَّعْرِيضِ لِلْحَدِّ بِصَرِيحِ الْقَذْفِ، وَالْعَرُوضُ عَرُوضُ الشِّعْرِ وَهِيَ فَوَاصِلُ أَنْصَافِ الشِّعْرِ وَهُوَ آخِرُ النِّصْفِ الْأَوَّلِ مِنَ الْبَيْتِ أُنْثَى، وَكَذَلِكَ عَرُوضُ الْجَبَلِ وَرُبَّمَا ذُكِّرَتْ، وَالْجَمْعُ أَعَارِيضُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَسُمِّيَ عَرُوضًا; لِأَنَّ الشِّعْرَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ فَالنِّصْفُ الْأَوَّلُ عَرُوضٌ; لِأَنَّ الثَّانِيَ يُبْنَى عَلَى الْأَوَّلِ، وَالنِّصْفُ الْأَخِيرُ الشَّطْرُ قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ الْعَرُوضَ طَرَائِقَ الشِّعْرِ وَعَمُودَهُ مِثْلَ الطَّوِيلِ، يَقُولُ: هُوَ عَرُوضٌ وَاحِدٌ، وَاخْتِلَافُ قَوَافِيهِ يُسَمَّى ضُرُوبًا، قَالَ: وَلِكُلٍّ مَقَالٌ، قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ وَسَطُ الْبَيْتِ عَرُوضًا; لِأَنَّ الْعَرُوضَ وَسَطُ الْبَيْتِ مِنَ الْبِنَاءِ، وَالْبَيْتُ مِنَ الشِّعْرِ مَبْنِيٌّ فِي اللَّفْظِ عَلَى بِنَاءِ الْبَيْتِ الْمَسْكُونِ لِلْعَرَبِ، فَقِوَامُ الْبَيْتِ مِنَ الْكَلَامِ عَرُوضُهُ، ڪَمَا أَنَّ قِوَامَ الْبَيْتِ مِنَ الْخِرَقِ، الْعَارِضَةُ الَّتِي فِي وَسَطِهِ، فَهِيَ أَقْوَى مَا فِي بَيْتِ الْخَرْقِ; فَلِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ الْعُرُوضُ أَقْوَى مِنَ الضَّرْبِ، أَلَا تَرَى أَنَّ الضُّرُوبَ النَّقْصُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنْهُ فِي الْأَعَارِيضِ؟ وَالْعَرُوضُ: مِيزَانُ الشِّعْرِ; لِأَنَّهُ يُعَارَضُ بِهَا، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَلَا تُجْمَعُ; لِأَنَّهَا اسْمُ جِنْسٍ، وَفِي حَدِيثِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ عُرِضَ لَهُ، أَيْ: عَرَضَ لَهُ الْجِنُّ وَأَصَابَهُ مِنْهُمْ مَسٌّ، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزَّبِيرِ وَزَوْجَتِهِ: فَاعْتُرِضَ عَنْهَا، أَيْ: أَصَابَهُ عَارِضٌ مِنْ مَرَضٍ أَوْ غَيْرِهِ مَنَعَهُ عَنْ إِتْيَانِهَا، وَمَضَى عَرْضٌ مِنَ اللَّيْلِ، أَيْ: سَاعَةٌ، وَعَارِضٌ وَعَرِيضٌ وَمُعْتَرِضٌ وَمُعَرِّضٌ وَمُعْرِضٌ: أَسْمَاءٌ، قَالَ:
لَوْلَا ابْنُ حَارِثَةَ الْأَمِيرُ لَقَدْ     أَغْضَيْتُ مِنْ شَتْمِي عَلَى رَغْمِي
إِلَّا ڪَمُعْرِضٍ الْمُحَسِّرِ بَكْرَهْ     عَمْدًا يُسَبِّبُنِي عَلَى الظُّلْمِ
الْكَافُ فِيهِ زَائِدَةٌ وَتَقْدِيرُهُ إِلَّا مُعْرِضًا، وَعُوَارِضُ بِضَمِّ الْعَيْنِ: جَبَلٌ أَوْ مَوْضِعٌ، قَاْلَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ:
فَلَأَبْغِيَنَّكُمُ قَنًا وَعُوَارِضًا     وَلَأُقْبِلَنَّ الْخَيْلَ لَابَةَ ضَرْغَدِ
 أَيْ: بِقَنًا وَبِعُوَارِضٍ، وَهُمَا جَبَلَانِ، قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ بِبِلَادٍ طَيِّءٍ وَعَلَيْهِ قَبْرُ حَاتِمٍ، وَقَالَ فِيهِ الشَّمَّاخُ:
كَأَنَّهَا وَقَدْ بَدَا عُوَارِضُ     وَفَاضَ مِنْ أَيْدِيهِنَّ فَائِضُ
وَأَدَبِيٌّ فِي الْقَتَامِ غَامِضُ     وَقِطْقِطٌ حَيْثُ يَحُوضُ الْحَائِضُ
وَاللَّيْلُ بَيْنَ قَنَوَيْنِ رَابِضُ     بِجَلْهَةِ الْوَادِي قَطًا نَوَاهِضُ
وَالْعَرُوضُ: جَبَلٌ، قَاْلَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
أَلَمْ نَشْرِهِمْ شَفْعًا وَتُتْرَكَ مِنْهُمُ     بِجَنْبِ الْعَرُوضِ رِمَّةٌ وَمَزَاحِفُ؟
وَالْعُرَيْضُ بِضَمِّ الْعَيْنِ، مُصَغَّرٌ: وَادٍ بِالْمَدِينَةِ بِهِ أَمْوَالٌ لِأَهْلِهَا، وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ: أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى بَلَغَ الْعُرَيْضَ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: سَاقَ خَلِيجًا مِنَ الْعُرَيْضِ، وَالْعَرْضِيُّ: جِنْسٌ مِنَ الثِّيَابِ، قَاْلَ النَّضْرُ: وَيُقَالُ: مَا جَاءَكَ مِنَ الرَّأْيِ عَرَضًا خَيْرٌ مِمَّا جَاءَكَ مُسْتَكْرَهًا، أَيْ: مَا جَاءَكَ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ وَلَا فِكْرٍ، وَقَوْلُهُمْ: عُلِّقْتُهَا عَرَضًا: إِذَا هَوِيَ امْرَأَةً، أَيِ: اعْتَرَضَتْ فَرَآهَا بَغْتَةً مِنْ غَيْرِ أَنْ قَصَدَ لِرُؤْيَتِهَا فَعَلِقَهَا مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، قَاْلَ الْأَعْشَى:
عُلِّقْتُهَا عَرَضًا وَعُلِّقَتْ رَجُلًا     غَيْرِي وَعُلِّقَ أُخْرَى غَيْرَهَا الرَّجُلُ
وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ عُلِّقْتُهَا عَرَضًا، أَيْ: ڪَانَتْ عَرَضًا مِنَ الْأَعْرَاضِ اعْتَرَضَنِي مِنْ غَيْرِ أَنْ أَطْلُبَهُ، وَأَنْشَدَ:
وَإِمَّا حُبُّهَا عَرَضٌ وَإِمَّا     بَشَاشَةُ ڪُلِّ عِلْقٍ مُسْتَفَادِ
يَقُولُ: إِمَّا أَنْ يَكُونَ الَّذِي مِنْ حُبِّهَا عَرَضًا لَمْ أَطْلُبْهُ أَوْ يَكُونَ عِلْقًا، وَيُقَالُ: أَعْرَضَ فُلَانٌ، أَيْ: ذَهَبَ عَرْضًا وَطُولًا، وَفِي الْمَثَلِ: أَعْرَضْتَ الْقِرْفَةَ، وَذَلِكَ إِذَا قِيلَ لِلرَّجُلِ: مَنْ تَتَّهِمُ؟ فَيَقُولُ: بَنِي فُلَانٍ لِلْقَبِيلَةِ بِأَسْرِهَا، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا، قَاْلَ الْفَرَّاءُ: أَبْرَزْنَاهَا حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهَا الْكُفَّارُ وَلَوْ جَعَلْتَ الْفِعْلَ لَهَا زِدْتَ أَلِفًا، فَقُلْتَ: أَعْرَضَتْ هِيَ، أَيْ: ظَهَرَتْ وَاسْتَبَانَتْ، قَاْلَ عَمْرُو بْنُ ڪُلْثُومٍ:
فَأَعْرَضَتِ الْيَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ     ڪَأَسْيَافٍ بِأَيْدِي مُصْلِتِينَا
أَيْ: أَبْدَتْ عُرْضَهَا وَلَاحَتْ جِبَالُهَا لِلنَّاظِرِ إِلَيْهَا عَارِضَةً، وَأَعْرَضَ لَكَ الْخَيْرُ: إِذَا أَمْكَنَكَ، يُقَالُ: أَعْرَضَ لَكَ الظَّبْيُ، أَيْ: أَمْكَنَكَ مِنْ عُرْضِهِ إِذَا وَلَّاكَ عُرْضَهُ، أَيْ: فَارْمِهِ، قَاْلَ الشَّاعِرُ:
أَفَاطِمَ أَعْرِضِي قَبْلَ الْمَنَايَا     ڪَفَى بِالْمَوْتِ هَجْرًا وَاجْتِنَابَا
أَيْ: أَمْكِنِي، وَيُقَالُ: طَأْ مُعْرِضًا حَيْثُ شِئْتَ، أَيْ: ضَعْ رِجْلَيْكَ حَيْثُ شِئْتَ، أَيْ: وَلَا تَتَّقِ شَيْئًا قَدْ أَمْكَنَ ذَلِكَ، وَاعْتَرَضْتُ الْبَعِيرَ: رَكِبْتُهُ وَهُوَ صَعْبٌ، وَاعْتَرَضْتُ الشَّهْرَ: إِذَا ابْتَدَأْتَهُ مِنْ غَيْرِ أَوَّلِهِ، وَيُقَالُ: تَعَرَّضَ لِي فُلَانٌ وَعَرَضَ لِي يَعْرِضُ: يَشْتِمُنِي وَيُؤْذِينِي، وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ: تَعَرَّضَ لِي فُلَانٌ بِمَا أَكْرَهُ وَاعْتَرَضَ فُلَانٌ فُلَانًا، أَيْ: وَقَعَ فِيهِ، وَعَارَضَهُ، أَيْ: جَانَبَهُ وَعَدَلَ عَنْهُ، قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَقَدْ عَارَضَ الشِّعْرَى سُهَيْلٌ ڪَأَنَّهُ     قَرِيعُ هِجَانٍ عَارَضَ الشَّوْلَ جَافِرُ
وَيُقَالُ: ضَرَبَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ عِرَاضًا، وَهُوَ أَنْ يُقَادَ إِلَيْهَا وَيُعْرَضَ عَلَيْهَا إِنِ اشْتَهَتْ ضَرَبَهَا وَإِلَّا فَلَا وَذَلِكَ لِكَرَمِهَا، قَاْلَ الرَّاعِي:
قَلَائِصُ لَا يُلْقَحْنَ إِلَّا يَعَارَةً     عِرَاضًا وَلَا يُشْرَيْنَ إِلَّا غَوَالِيَا
وَمِثْلُهُ لِلطِّرِمَّاحِ:.
……
……….. وَنِيلَتْ     حِينَ نِيلَتْ يَعَارَةً فِي عِرَاضِ
أَبُو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لَقِحَتْ نَاقَةُ فُلَانٍ عِرَاضًا، وَذَلِكَ أَنْ يُعَارِضَهَا الْفَحْلُ مُعَارَضَةً فَيَضْرِبَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ فِي الْإِبِلِ الَّتِي ڪَانَ الْفَحْلُ رَسِيلًا فِيهَا، وَبَعِيرٌ ذُو عِرَاضٍ: يُعَارِضُ الشَّجَرَ ذَا الشَّوْكِ بِفِيهِ، وَالْعَارِضُ: جَانِبُ الْعِرَاقِ، وَالْعَرِيضُ الَّذِي فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ اسْمُ جَبَلٍ، وَيُقَالُ اسْمُ وَادٍ:
قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتِي بَيْنَ ضَارِجٍ     وَبَيْنَ تِلَاعِ يَثْلَثٍ فَالْعَرِيضِ
أَصَابَ قُطَيَّاتٍ فَسَالَ اللِّوَى لَهُ     فَوَادِي الْبَدِيِّ فَانْتَحَى لِلْيَرِيضِ
وَعَارَضْتُهُ فِي الْمَسِيرِ، أَيْ: سِرْتُ حِيَالَهُ وَحَاذَيْتُهُ، وَيُقَالُ: عَارَضَ فُلَانٌ فُلَانًا: إِذَا أَخَذَ فِي طَرِيقٍ، وَأَخَذَ فِي طَرِيقٍ آخَرَ فَالْتَقَيَا، وَعَارَضْتُهُ بِمِثْلِ مَا صَنَعَ، أَيْ: أَتَيْتُ إِلَيْهِ بِمِثْلِ مَا أَتَى وَفَعَلْتُ مِثْلَ مَا فَعَلَ، وَيُقَالُ: لَحْمٌ مُعَرَّضٌ، لِلَّذِي لَمْ يُبَالَغْ فِي إِنْضَاجِهِ، قَاْلَ السُّلَيْكُ بْنُ السُّلَكَةِ السَّعْدِيُّ:
سَيَكْفِيكَ ضَرْبَ الْقَوْمِ لَحْمٌ مُعَرَّضٌ     وَمَاءُ قُدُورٍ فِي الْجِفَانِ مَشِيبُ
وَيُرْوَى بِالضَّادِ وَالصَّادِ، وَسَأَلْتُهُ عُرَاضَةَ مَالٍ وَعَرْضَ مَالٍ وَعَرَضَ مَالٍ فَلَمْ يُعْطِنِيهِ، وَقَوْسٌ عُرَاضَةٌ، أَيْ: عَرِيضَةٌ، قَاْلَ أَبُو ڪَبِيرٍ:
لَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ عَنْهُمْ مَقْصَرٌ     قَصَرَ الْيَمِينَ بِكُلِّ أَبْيَضَ مِطْحَرِ
وَعُرَاضَةِ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُهَا     تَأْوِي طَوَائِفُهَا بِعَجْسٍ عَبْهَرِ
تُوبِعَ بَرْيُهَا: جُعِلَ بَعْضُهُ يُشْبِهُ بَعْضًا، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَوْرَدَهُ الْجَوْهَرِيُّ مُفْرَدًا: وَعُرَاضَةُ، وَصَوَابُهُ: وَعُرَاضَةِ بِالْخَفْضِ، وَعَلَّلَهُ بِالْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ أَحْمَرَ:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً     صَحِيحَ السُّرَى وَالْعِيسُ تَجْرِي عَرُوضُهَا
بِتَيْهَاءَ قَفْرٍ وَالْمَطِيُّ ڪَأَنَّهَا     قَطَا الْحَزْنِ قَدْ ڪَانَتْ فِرَاخًا بُيُوضُهَا
وَرَوْحَةُ دُنْيَا بَيْنَ حَيَّيْنِ رُحْتُهَا       أُسِيرُ عَسِيرًا أَوْ عَرُوضًا أَرُوضُهَا
أُسِيرُ، أَيْ: أُسَيِّرُ، يُقَالُ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُنْشِدُ قَصِيدَتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا قَدْ ذَلَّلَهَا، وَالْأُخْرَى فِيهَا اعْتِرَاضٌ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فَسَّرَهُ هَذَا التَّفْسِيرَ رَوَى الشِّعْرَ:
أُخِبُّ ذَلُولًا أَوْ عَرُوضًا أَرُوضُهَا
قَالَ: وَهَكَذَا رِوَايَتُهُ فِي شِعْرِهِ، وَيُقَالُ: اسْتُعْرِضَتِ النَّاقَةُ بِاللَّحْمِ فَهِيَ مُسْتَعْرَضَةٌ، وَيُقَالُ: قُذِفَتْ بِاللَّحْمِ وَلُدِسَتْ: إِذَا سَمِنَتْ، قَاْلَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
قَبَّاءُ قَدْ لَحِقَتْ خَسِيسَةُ سِنِّهَا     وَاسْتُعْرِضَتْ بِبَضِيعِهَا الْمُتَبَتِّرِ
قَالَ: خَسِيسَةُ سِنِّهَا حِينَ بَزَلَتْ وَهِيَ أَقْصَى أَسْنَانِهَا، وَفُلَانٌ مُعْتَرِضٌ فِي خُلُقِهِ: إِذَا سَاءَكَ ڪُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ، وَنَاقَةٌ عُرْضَةٌ لِلْحِجَارَةِ، أَيْ: قَوِيَّةٌ عَلَيْهَا، وَنَاقَةٌ عُرْضُ أَسْفَارٍ، أَيْ: قَوِيَّةٌ عَلَى السَّفَرِ، وَعُرْضُ هَذَا الْبَعِيرِ السَّفَرُ وَالْحِجَارَةُ، وَقَالَ الْمُثَقِّبُ الْعَبْدِيُّ:
أَوْ مِائَةٌ تُجْعَلُ أَوْلَادُهَا لَغْوًا     وَعُرْضُ الْمِائَةِ الْجَلْمَدُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ أَوْ مِائَةٍ بِالْكَسْرِ; لِأَنَّ قَبْلَهُ:
إِلَّا بِبَدْرَى ذَهَبٍ خَالِصٍ     ڪُلَّ صَبَاحٍ آخِرَ الْمُسْنَدِ
قَالَ: وَعُرْضُ مُبْتَدَأٍ وَالْجِلْمِدُ خَبَرُهُ، أَيْ: هِيَ قَوِيَّةٌ عَلَى قَطْعِهِ وَفِي الْبَيْتِ إِقْوَاءٌ، وَيُقَالُ: فُلَانٌ عُرْضَةُ ذَاكَ أَوْ عُرْضَةٌ لِذَلِكَ، أَيْ: مُقْرِنٌ لَهُ قَوِيٌّ عَلَيْهِ، وَالْعُرْضَةُ: الْهِمَّةُ، قَاْلَ حَسَّانُ:
وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ أَعْدَدْتُ جُنْدًا     هُمُ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ
وَقَوْلُ ڪَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
عُرْضَتُهَا طَامِسُ الْأَعْلَامِ مَجْهُولُ
قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ بَعِيرٌ عُرْضَةٌ لِلسَّفَرِ، أَيْ: قَوِيٌّ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: الْأَصْلُ فِي الْعُرْضَةِ أَنَّهُ اسْمٌ لِلْمَفْعُولِ الْمُعْتَرِضِ مِثْلُ الضُّحْكَةِ، وَالْهُزْأَةِ الَّذِي يُضْحَكُ مِنْهُ ڪَثِيرًا وَيُهْزَأُ بِهِ، فَتَقُولُ: هَذَا الْغَرَضُ عُرْضَةٌ لِلسِّهَامِ، أَيْ: ڪَثِيرًا مَا تَعْتَرِضُهُ وَفُلَانٌ عُرْضَةٌ لِلْكَلَامِ، أَيْ: ڪَثِيرًا مَا يَعْتَرِضُهُ ڪَلَامُ النَّاسِ فَتَصِيرُ الْعُرْضَةُ بِمَعْنَى النَّصْبِ، ڪَقَوْلِكَ هَذَا الرَّجُلُ نَصْبٌ لِكَلَامِ النَّاسِ، وَهَذَا الْغَرَضُ نَصْبٌ لِلرُّمَاةِ: ڪَثِيرًا مَا تَعْتَرِضُهُ، وَكَذَلِكَ فُلَانٌ عُرْضَةٌ لِلشَّرِّ، أَيْ: نَصْبٌ لِلشَّرِّ قَوِيٌّ عَلَيْهِ يَعْتَرِضُهُ ڪَثِيرًا، وَقَوْلُهُمْ: هُوَ لَهُ دُونَهُ عُرْضَةٌ: إِذَا ڪَانَ يَتَعَرَّضُ لَهُ، وَلِفُلَانٍ عُرْضَةٌ يَصْرَعُ بِهَا النَّاسَ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْحِيلَةِ فِي الْمُصَارَعَةِ.

معنى كلمة عرض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرصم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرصم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة عرصم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

عرصم: الْعِرْصَمُّ وَالْعِرْصَامُ: الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ الْبَضْعَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّئِيلُ الْجِسْمِ ضِدٌّ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّئِيمُ، وَالْعَرْصَمُ: النَّشِيطُ، وَالْعَرْصَمُ: الْأَكُولُ، وَالْعُرْصُومُ: الْبَخِيلُ.

معنى كلمة عرصم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي