رؤيا السبحة – تفسير الاحلام لابن شاهين
وَأما السبحة فَإِنَّهَا تؤول بِالْخَيرِ وَالدّين وَالصَّلَاح خُصُوصا لمن ملكهَا أَو سبح بهَا.
موقع عربي
وَأما السبحة فَإِنَّهَا تؤول بِالْخَيرِ وَالدّين وَالصَّلَاح خُصُوصا لمن ملكهَا أَو سبح بهَا.
وَأما السِّوَاك فَإِنَّهُ يؤول بِالْأَجْرِ وَالْمَنْفَعَة، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه يستاك فَإِنَّهُ يحسن لمن نسب إِلَيْهِ ذَلِك. وَقِيلَ: يحسن لأهل بَيته وأقاربه.
وَأما السنبل فَإِذا كَانَ طريا فَإِنَّهُ يؤول بِالنعْمَةِ وَالْمَال الْحَلَال والمدح وَالثنَاء الْحسن.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يَأْكُل سنبلا طريا فَإِنَّهُ يدل على أكل مَال حَلَال وَرُبمَا دلّ على حُصُول ولد ينتشر اسْمه فِي ذَلِك الْمَكَان بِالْخَيرِ وَالْمَنْفَعَة.
فصل فِي رُؤْيا السّمك
وَهُوَ على أوجه: كِبَارهَا غنيمَة وصغارها هموم، فَإِن اجْتمعت كِبَارهَا وصغارها فَهِيَ أَمْوَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اصطاد سمكًا طريا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من وَجه حل.
وَقيل: من رأى أَنه أصَاب حوتا فَأكل مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيب قُرَّة عين وَيسمع كلَاما يُعجبهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أصَاب سمكًا مِمَّا يكره أكله عِنْد النَّاس ليَبِيعهُ، فَإِنَّهُ يُصِيب خُصُومَة أحد أقربائه أو صهره.
وَقِيلَ: رُؤْيا السَّمَكَة الطرية تؤول بِالْمَرْأَةِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يشوي حوتا فَإِنَّهُ ينْفق فِي خير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أصَاب سَمَكَة مُنْتِنَة فَأكل مِنْهَا وَترك طيبا من الْمَأْكُول، فَإِنَّهُ يَأْتِي حَرَامًا ويدع الْحَلَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) سَمَكَة قدامه وَهُوَ يَأْكُل مِنْهَا فشاركه أحد دل ذلك على أن عليه الحذر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حوتا فِي حَوْض أَو بركَة وَهُوَ يتقلب فِيهِ ويتظفلط، فَإِنَّهُ يؤول بِإِنْسَان سيء الْمُعَامَلَة لَا يخلص منه حق إلا بشدة وتعب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حوتا ضخما فاتحا فَمه فَإِنَّهُ يؤول بالسجن.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حوتين فِي قلَّة أَو في وعَاء فَإِنَّهُ يؤول برجلَيْن مشتركين فِي أَمر فليعتبر الرَّائِي صَاحب ذَلِك الْوِعَاء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أصَاب فِي بطن سَمَكَة لؤلؤة، فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد من امْرَأَة لَهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ شقّ جَوف سَمَكَة فَظهر مِنْهَا خَاتم فَإِنَّهُ يؤول بالعز والدولة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) سَمَكَة خرجت مِنْهُ فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ بنت. وَقِيلَ: إِذا خرجت من إحليله كَانَت ابْنة، وَإِذا خرجت من فَمه كَانَت كلَاما محالا. وَإِن خرجت من دبره لَا خير فِيهِ.
وَقَالَ دانيال: رُؤْيا السّمك فِي الْأَمَاكِن الحارة مشقة، وَفِي الْأَمَاكِن الْبَارِدَة تَأْوِيله بضده.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فِي بطن سَمَكَة سَمَكَة أُخْرَى فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة فَإِن وجد فِي جوفها سمكتين فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بامرأتين.
ودهن السّمك المملح المشوي يؤول بِالسَّفرِ فِي طلب الْعلم أَو صُحْبَة الأكابر خُصُوصا لمن أكله. وَإِن لم يكن المملح مشويا فَإِنَّهُ يدل على عدم صَلَاح الرَّائِي.
وَقِيلَ: أكل السّمك الصغير غير مَحْمُود لِأَن عظمه أَكثر من لَحْمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اصطاد سَمَكَة عَظِيمَة لَا يرى أكبر مِنْهَا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة غنية من أهل بَيت.
وَقِيلَ: رُؤْيا السَّمَكَة الطرية المشوية تدل على إِظْهَار برهَان لقصة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام لقَوْله تَعَالَى: {رَبنَا أنزل علينا مائدة من السماء}، قال المفسرون كانت المائدة سمكة مشوية.
وَقيل: إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَن سَمَكَة تخرج من فرجهَا فَإِنَّهَا تؤول بالبنت. وَإِن رَأَتْ أَنَّهَا خرجت من فمها فَإِنَّهَا هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اصطاد سمكًا من الْبَحْر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول نعْمَة بِقدر ذَلِك.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: من رأى أَنه يَبِيع السّمك فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنْفَعَة لَهُ وَلأَهل بَيته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سمكًا يخرج من بِئْر قناة، فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من عَامَّة النَّاس بالمكر وَالْحِيلَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سمك الْبَحْر تكلم مَعَه فَإِنَّهُ يدل على إفشاء سر الْملك.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا السّمك تؤول على أوجه: وَزِير وعسكر وامرأة وغنيمة وغم.
وَأما السلحفاة فَقَالَ الْكرْمَانِي: إِنَّهَا تؤول بِرَجُل زاهد عَابِد بالعلوم الْقَدِيمَة. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أصَاب سلحفاة فَإِنَّهُ يظفر بِإِنْسَان كَذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) سلحفاة فِي مَكَان أَو طَرِيق أَو مزبلة فَإِن هُنَاكَ عَالما يُؤَدِّي إِلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: السلحفاة تؤول بِالْقَاضِي، وَرُبمَا كَانَت امْرَأَة تتعطر وَتعرض نَفسهَا على الرِّجَال.
وَقِيلَ: رُؤْيا لحم السلحفاة تؤول بِالْعلمِ خُصُوصا لمن أكله.
رؤيا طائر السمان, طائر الفري, طائر السلوى,
وَأما السماني فَإِنَّهَا تؤول على أوجه، قيل: مَال ونعمة من بعد.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: السماني تؤول على أَرْبَعَة أوجه ولد غُلَام أَو خَادِم ورزق حَلَال وَمَنْفَعَة.
وقيل: وَأَمَّا السلوى، فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول رزق من الله تَعَالَى لَيْسَ لأحد فِيهِ مِنْهُ من المخلوقين لقَوْله تَعَالَى: {وأنزلنا عَلَيْك الْمَنّ والسلوى}.
وَأما السنجاب فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل غَرِيب لَا يخالط النَّاس.
قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه خنق السنجاب وَخرج الدَّم من رقبته فَإِنَّهُ يطَأ امرأة غربية.
وَأما الفنك فَإِنَّهُ يؤول كالسنجاب وَجلده وشعره وعظمه مَال ونعمة ولحمه مَال رجل غَرِيب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ملك فنكاً وَهُوَ مطيعه فَإِنَّهُ يصحب رجلا غَنِيا وَيحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ تخاصم مَعَه فَإِنَّهُ يدل على خصومته بِرَجُل غَرِيب غَنِي وَالظفر للْغَالِب مِنْهُمَا.
قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه قتل فنكاً وسلخ جلده وَرمى لَحْمه على الأَرْض فَإِنَّهُ يدل على اتلاف مَال رجل غَرِيب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خنق فنكاً وسال الدَّم من رقبته فَإِنَّهُ يواقع بكرا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اجْتمع عَلَيْهِ فنك كَثِيرَة وَمَا حصل لَهُ مِنْهَا مضرَّة فَإِنَّهُ يدل على أَنه يكون بَين الْغُرَمَاء وَيحصل لَهُ مِنْهُم خير وَمَنْفَعَة. وَإِن حصل لَهُ مِنْهَا مضرَّة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْمضرَّة من الْغُرَمَاء.
رؤيا السراج – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا المصباح, رؤيا القنديل, رؤيا الفتيلة, رؤيا الشمعة, رؤيا الفانوس, رؤيا المشعل, رؤيا الشعلة,
فصل فِي رُؤْيا المصابيح والسرج والشمع والقناديل والفوانيس والمشاعل
وَأما السراج فَقَالَ الْكرْمَانِي هُوَ خَادِم الْبَيْت. وَقِيلَ: قيمَة الْبَيْت.
وَقَالَ جَابر المغربي: من أوقد السراج من المقدحة إِن كَانَ مزوجا يحصل لَهُ ولد. وَإِن كَانَ عزبا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج. وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب فِي سفر فَإِنِّي يَأْتِي بالسلامة.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى سِرَاجا منيرا كثيرا فَإِنَّهُ يؤول بِالْملكِ الْعَادِل وَالْقَاضِي الْمنصف أَو عَالم زاهد وَيكون لأهل ذَلِك الْمَكَان عرس وضيافة ونشاط كَبِير.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: من رأى بِيَدِهِ سِرَاجًا منيرا فَإِنَّهُ يرْزق ولدا وَيحل لَهُ عز ودولة. وَإِن كَانَ الرَّائِي فَاسِقًا فَإِنَّهُ يرجع إِلَى الله وَيَتُوب من ذنُوبه. وَإِن كَانَ مُشْركًا يرْزق الْهِدَايَة. وَإِن كَانَ مُسلما يرْزق توفيق الطَّاعَة لقَوْله تَعَالَى: {وسراجا منيرا} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن السراج الَّذِي بِيَدِهِ انطفأ فَإِنَّهُ غير محمود إذ قد يدل على نقص عزه أو عدم توفيق الطَّاعَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: السراج زِيَادَة نور الْقلب وَقُوَّة فِي الدّين ونيل المُرَاد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أوقد سِرَاجًا منيرا فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد علما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ يطفئ سِرَاجًا بنفخه فَإِنَّهُ يُرِيد أَن يبطل أَمر رجل بِحَق وَلَا يُبطلهُ لقَوْله تَعَالَى: {يُرِيدُونَ ليطفئوا نور الله بأفواههم وَالله متم نوره}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ يمشي بِالنَّهَارِ فِي سراج فَإِنَّهُ يكون شَدِيد الدّين مُسْتَقِيم الطَّرِيقَة لقَوْله تَعَالَى: {وَيجْعَل لكم نورا تمشون بِهِ}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يمشي بِاللَّيْلِ فِي سراج فَإِنَّهُ يجْتَهد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَن سِرَاجًا فِي دَاره، دَخلهَا سُلْطَان أَو عَالم أَو رزق ابْنا مُبَارَكًا.
فَإِن كَانَ لَهُ سراج ضوؤه كضوء الشَّمْس فَإِنَّهُ يحفظ الْقُرْآن ويفسره.
وَقَالَ السالمي: من رأى أَن سراج بَيته مضيء قوي صَالح فَإِنَّهُ يؤول بصلاح قيم الْبَيْت. وَإِن رَآهُ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سراجه طفئ وَذهب نوره فَإِنَّهُ يؤول بِسوء حَال قيم الْبَيْت أو فقره أو تغيير أُمُوره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بِيَدِهِ سِرَاجًا يخَاف عَلَيْهِ طفئ نوره فَإِنَّهُ يؤول بخوفه على أحد. وَإِن لم ينطفئ يكون سالما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصلح سِرَاجًا فَإِنَّهُ يؤول بِبِشَارَة سَلامَة الْمَرِيض.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) سِرَاجًا صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء ثمَّ لم يعد فَإِنَّهُ غير محمود.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا السراج تؤول على أَرْبَعَة عشر وَجها: ملك وقاض وَولد وعرس وَولَايَة أَمر جليل وَشرف وَدَار وسرور وَعلم وغنى وعيش طيب وامرأة وَمَنْفَعَة ورؤية كَمَا رأى.
وَأما المسرجة والمنارة فَيَأْتِي ذكر تعبيرهما فِي أحد فُصُول الْبَاب الثَّانِي وَالسبْعين.
أما الْمِصْبَاح فَإِن كَانَ موقودا فَإِنَّهُ يؤول بالتوفيق وَالْعِبَادَة والعز والدولة خُصُوصا إِذا كَانَ الْمِصْبَاح من زجاج والمصباح الَّذِي لَيْسَ بموقد فتأويله بِخِلَافِهِ.
وَإِن لم يكن لَهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يشعل قنديل الْجَامِع فَإِنَّهُ يَأْتِي بِولد صَالح عَابِد.
والقناديل الْكَثِيرَة تؤول بِالدّينِ والتقى وانطفاؤها ضد ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فِي دَاره قِنْدِيلًا فانطفأ فَإِنَّهُ غير محمود وَرُبمَا كَانَ لصَاحب الْمنزل عزلا.
وَقيل: أما الْقنْدِيل فَإِنَّهُ يؤول بِالْعبَادَة وَالطَّاعَة إِذا كَانَ موقودا وَبَقِيَّة الْكَلَام تقدم عِنْد ذكر النَّار.
وَأما الفتيلة فَقَالَ الْكرْمَانِي: الفتيلة الموقودة تؤول بالقهرمان الَّذِي يَأْمر وَيُنْهِي ويحتاط النَّاس حوله ويخدمونه ويصل خَبره إِلَى النَّاس وَإِذا كَانَت غير موقودة فتأويلها بضده.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الفتيلة اشتعلت بِتَمَامِهَا فَإِنَّهُ يدل على أمر مكروه لقهرمان ذَلِك الْمَكَان.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أوقد فتائل كَثِيرَة فَإِنَّهُ يحصل مِنْهُ النَّفْع.
وَأما الشمع فَقَالَ ابْن سِيرِين: الشمع عز ودولة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) فِي بَيته موقودة فَإِنَّهَا تؤول بِزِيَادَة الْعِزّ وَالنعْمَة والدولة.َ
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) فِي بَيته شمعة موقودة وَالْبَيْت منور بنورها فَإِنَّهُ يدل على حُصُول نعْمَة كَبِيرَة فِي تِلْكَ السنة وتكون تجارته رابحة، وقيل: يحصل له عيال موفقون.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَخذ شمعة موقودة من يَد أحد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْعِزّ وَالْقُوَّة من ذَلِك الرجل.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى بِيَدِهِ شمعة موقودة فانطفأت فَإِنَّه غير محمود إذ قد يدل على فراق امرأته. وَإِن لم تكن لَهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ يدل على تَغْيِير أَحْوَاله.َ
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ كَانَ بِيَدِهِ شمعة موقودة فأطفأها أحد، فَإِنَّهُ يدل على أحد يحْسده لما هُوَ فِيهِ من النِّعْمَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بِيَدِهِ شمعة موقودة وَنقص ضوؤها فَإِنَّهُ يدل على نقص في النعمة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بِيَدِهِ شمعة غير موقودة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول شَيْء قَلِيل مِمَّا ذكر.
وَقَالَ دانيال: من رأى بِيَدِهِ أَو ببيته شمعة موقودة إِن كَانَ لَهُ امْرَأَة تَلد غُلَاما. وَإِن كَانَ عزبا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج. وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب فِي السّفر فَإِنَّهُ يَأْتِي بالسلامة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) فِي مدينته شموعا كَثِيرَة موقودة فَإِنَّهُ يدل على عدل ملك تِلْكَ الْمَدِينَة وقضاته وأئمته وعَلى كَثْرَة الاعراس والأفراح.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شموعا كَثِيرَة موقودة فِي مَسْجِد أَو مدرسة فَإِنَّهُ يدل على اشْتِغَال أهل ذَلِك الْمَكَان بالعلوم والطاعات والعبادات.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الشمعة ولد سخي وجيه.
وَأما الشمع فَمَال حَلَال يصل إِلَى صَاحبه بعد تَعب.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الشمعة تؤول على أَرْبَعَة عشر وَجها: ملك وقاض وَولد وعرس ونفاذ أَمر ورياسة وَدَار وَفَرح وَعلم وغنى وعيش هنيء وَامْرَأَة أو زوجة وكما رَآهُ الرَّائِي.
وَأما الفانوس فَإِنَّهُ يؤول بِمن يَلِيق بِهِ المنصب بحصوله وللعوام بِالْوَلَدِ، وَرُبمَا دلّ على الْعِزّ والجاه. وطفؤه عزل الْحَاكِم عَن منصبه. وَكَثْرَة الفوانيس زِيَادَة فِي الْحُرْمَة والابهة وَرُبمَا دلّ على زِيَادَة الدّين لضوئه.
وَأما المشعل فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ مشعلا يضيء فِي بَريَّة وَالنَّاس يتبعُون ضوءه فَإِنَّهُ إِنْسَان يحصل بِهِ نتيجة وَرُبمَا يؤول من معنى الضَّوْء. ورؤياه للْحَاكِم محمودة وطفؤه نَظِير مَا تقدم فِي الفانوس.
وَأما مَنَارَة السراج فَإِنَّهَا خَادِم فمهما رأى فِيهَا من زين أَو شين يؤول فِيهِ، والسراج خَادِم أَيْضا وَقد تقدم الْكَلَام فِي نوره مَعَ ذكر الْقنْدِيل فِي الْبَاب الْمَذْكُور.
رؤيا السرير – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا التخت,
وَأَمَّا السرير فَهُوَ على نَوْعَيْنِ سَرِير للصَّغِير الْمُرْضع وسرير لجُلُوس الأكابر.
قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى سريرا صَغِيرا فَإِن كَانَ لَهُ زَوْجَة فَإِنَّهَا تحمل. وَإِن كَانَت حَامِلا أَتَت بِذكر لكَونه مذكرا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سَرِير صَغِير وَهُوَ يهز فِيهِ فَإِنَّهُ يصبو ويرتكب مَا يرتكبه الصغار.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يهز سريرا فَإِنَّهُ يجْتَهد فِي صَلَاح أَوْلَاده.
قَالَ السالمي: رُؤْيا الأسرّة مُطلقًا تؤول بالسرور من اشتقاق الِاسْم، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ سريرا مَجْهُولا وَعَلِيهِ فرَاش فَهُوَ خير فَإِن جلس عَلَيْهِ وَكَانَ لائقا بِالْملكِ ناله وَإِلَّا مَجْلِسا رفيعا. وَإِن كَانَ عازبا تزوج. وَإِن كَانَ متزوجا فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد. وَإِن كَانَت امْرَأَته حَامِلا أَتَت بِغُلَام.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جلس على سَرِير لَيْسَ عَلَيْهِ فرَاش فَإِنَّهُ يُسَافر. وَإِن كَانَ مَرِيضا كان ذلك غير محمود. وَإِن كَانَ لَهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ يكون مَعهَا فِي سرُور وَرُبمَا يَقع بَينهمَا تخلية.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سَرِيره انْكَسَرَ فَإِنَّهُ يذهب عزه وسلطانه إن كان سلطاناً وَإِلَّا فَارق زَوجته بطلاق ونحوه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سَرِيره ينصب وَكَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ يدل على شفائه.
وَإِن رَأَتْ امْرَأَة لَا زوج لَهَا ان سريرا حمل إِلَى بَيتهَا فَإِنَّهَا تتَزَوَّج.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه قَاعد على سَرِير فَإِن السرير يجْرِي مجْرى الْفراش وَنِكَاح الْمَرْأَة.
وَقِيلَ: إن الْقعُود على السرير رياسة على قوم منافقين.
فِي رُؤْيا التخوت والاسرة والمنابر والكراسي والدكك والشباري وَنَحْوهَا
أما التخت فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه قَاعد على تخت وعَلى التخت شَيْء مَبْسُوط فَإِنَّهُ يدل على السّفر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نَائِم على تخت وَتَحْته شَيْء مَبْسُوط وفوقه فَإِنَّهُ يدل على الشّرف والجاه على قدر قيمَة ذَلِك التخت وَحسنه وعظمه بقهر الاعداء، وَرُبمَا يغْفل عَن طَاعَة الله تَعَالَى. وَإِن كَانَ من أهل الْفساد ورأى نَفسه نَائِما على التخت فإن ذلك غير محمود له.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه جلس على تخت الملكة فَإِن كَانَ أَهلا لذَلِك فَلَا بُد لَهُ من الْملك. وَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَهُوَ حُصُول هم وشهرة رَدِيئَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) تختا مَنْقُوشًا فَإِنَّهُ يؤول بِمنْصب يَنَالهُ يكون فِيهِ ذَا استقامة وَأُمُور النَّاس رَاجِعَة إِلَيْهِ هَذَا إن جلس فَوْقه وَإِلَّا لم يضرّهُ ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) تختا من صندل وَهُوَ يعرف صَاحبه فَإِنَّهُ يؤول بِمنْصب يحصل لَهُ فِيهِ ثَنَاء حسن، فَإِن لم يعرف صَاحبه كَانَ التَّعْبِير عَائِدًا عَلَيْهِ خُصُوصا إن جلس فَوْقه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا التخت تؤول على تِسْعَة أوجه عز وَشرف وسفر ومرتبة وعلو وَولَايَة وَقدر وجاه.
رؤيا السيف – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا القوس, رؤيا الجعبة, رؤيا الرمح, رؤيا الحربة, رؤيا الترس, رؤيا الدبوس, رؤيا الطبر, رؤيا الخنجر, رؤيا السكين, رؤيا الساطور, رؤيا الموسي, رؤيا السلاح
أما السَّيْف، فَقَالَ دانيال: السَّيْف فِي غلافه مَا لم يكن لَهُ قَبْضَة وَلَا سفط فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَرْأَةِ. وَإِن كَانَ مسلولا فَإِنَّهُ يؤول بنفاذ الْأَمر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سحب سَيْفه من غلافه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد خُصُوصا إِن كَانَ سحبه بِيَدِهِ الْيُمْنَى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سَيْفه كسر فِي غلافه فَإِنَّهُ غير محمود.
وقيل: السيف في المنام يؤول بالأب أو العم أَو من يقوم مقامهما وَمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فيؤول فيهمَا أَيْضا. ونبذة السَّيْف يؤول بالْأُم أَو الْخَالَة فَمَا رؤى فِي نبذات السَّيْف من زين أَو شين فَهُوَ يؤول فيهمَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سحب سَيْفه على رَأسه وَلم يقْصد بِهِ أحدا فَإِنَّهُ يؤول بعلو الْمنزلَة حَتَّى يظْهر اسْمه فِي الْآفَاق. وَإِن أَرَادَ بِهِ ضرب أحد فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ أضمر سوءا لأحد ثمَّ نأى عَن ذَلِك وَصَرفه عَمَّا أضمره لَهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضرب أحدا بِسيف وَترك السَّيْف مَعَ ضريبته فَإِنَّهُ يؤول بِأَن الضَّارِب يحصل مِنْهُ مَنَافِع للنسوة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضرب أحدا بِسيف وَلم يقطع وَلَا أثر فِيهِ فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول كَلَام مِنْهُ لأحد وَلَا يُؤثر فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضرب أحدا بِسيف فهدل مِنْهُ عضوا فَإِنَّهُ يدل على صُدُور أَمر يحصل بِهِ فرقة من نسل ذَلِك الْمَضْرُوب مِنْهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ تقلد بِسيف فَإِنَّهُ يؤول بأركان أحد الْمُلُوك وتوليته أمرا لأمانته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حمائل سَيْفه قد طَالَتْ حَتَّى سحب على الأَرْض فَإِنَّهُ يؤول بِمَالِه من تِلْكَ الْولَايَة. وَإِن قصرت الحمائل فَإِنَّهُ لَا يثبت فِيهَا. وَقطع الحمائل يدل على الْعَزْل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضرب إنْسَانا بِغَيْر خُصُومَة فَإِنَّهُ يشهر اسْمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فِي سَيْفه عَيْبا أَو ثلمة أَو صدأ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول نقص لصَاحبه وَعدم نَفاذ.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه أَرَادَ أَن يسحب سَيْفه فانكسر فإنه غير محمود وربما نقص في جاهه. وَإِن كَانَ ذَا منصب فَإِنَّهُ يعْزل عَنهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعْطى سيوفا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يحصل لَهُ غنى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يسحب سَيْفه من غلافه وَخرج كَمَا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد بار.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سَيْفه انْكَسَرَ غلافه وَهُوَ معافى فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضرب أحدا بِسيف فَخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ظلم للمضروب مِنْهُ بِغَيْر ذَنْب. وَإِن تلوثت ثِيَاب الضَّارِب من دم الْمَضْرُوب فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال حرَام، وَرُبمَا كَانَ تُهْمَة للمضروب بِمَال حرَام وَهُوَ مِنْهَا بَرِيء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا أَخذ سَيْفه من يَده فَإِنَّهُ يؤول بِأخذ مَاله من المنصب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ شدّ سَيْفه فِي وَسطه محكما فَإِنَّهُ يؤول بطول الْعُمر.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَن لَهُ سَيْفا من ذهب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من الأكابر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ سَيْفا من حَدِيد فَإِنَّهُ يدل على قُوَّة أمره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ سَيْفا من حَدِيد أَو نُحَاس مفرغ فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ سَيْفا من رصاص فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من امْرَأَة جليلة الْقدر.
وَإِن كَانَ من أَنْوَاع الْجَوَاهِر مرصعا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول خير وبركة من قبل الْعلمَاء. وَإِن كَانَ ذَا منصب فَإِنَّهُ يزْدَاد أبهة ببركة الْعلم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ سَيْفا من خشب فَإِنَّهُ يدل على ضعف أُمُوره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ سَيْفا من فخار فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من نسْوَة الْمُلُوك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حد سَيْفه أو عقب سيفه قد كسر فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سَيْفه مشدود فِي وَسطه فَإِنَّهُ يخْدم لأحد.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: من رأى أَن لَهُ سيفين وَهُوَ متقلد بهما يَمِينا ويسارا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولَايَة فِي عملين أَو وظيفتين إِن كَانَ أَهلا لذَلِك. وَإِن لم يكن فَهُوَ ولدان.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) لسيفه حَدَّيْنِ فَإِنَّهُ يؤول بنفاذ الْأَمر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ملكا شدّ سَيْفا على وَسطه فَإِنَّهُ يؤول على حُصُول قُوَّة ونفاذ أَمر من الْمُلُوك. وَإِن أعْطى لَهُ سَيْفا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول قُوَّة ونفاذ أَمر من الْمُلُوك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ملكا شدّ سَيْفا على وَسطه فَإِنَّهُ يؤول على حُصُول قُوَّة ونصرة وَرُبمَا يرْزق ولدا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سَيْفه يلمع فَإِنَّهُ يدل على حصول منفعة من الأكابر.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: قبيعة السَّيْف تؤول بِالْوَلَدِ.
وَحكي أَن هشاما قَالَ لِابْنِ سِيرِين: رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن بيَدي سَيْفا مسلولا وَأَنا أَمْشِي وَقد وضعت طرفه فِي الأَرْض كَمَا يضع الرجل الْعَصَا، فَقَالَ ابْن سِيرِين: هَل لَك امْرَأَة حُبْلَى؟ قَالَ: نعم قَالَ تَلد غُلَاما إِن شَاءَ الله، فَكَانَ كَمَا عبر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعْطى زَوجته سَيْفا فِي غلافه فَإِنَّهُ يَأْتِي لَهُ ابْنة. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهَُا أَعطَتْهُ كَذَلِك فتعبيره نَظِيره. وَإِن كَانَ من صفر -نحاس- يرْزق الْغنى. وَإِن كَانَ من حَدِيد كَانَ شجاعا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سل سَيْفه من غلافه فلمع فِي يَده فَإِنَّهُ يتَكَلَّم بِكَلَام حق يكون فِيهِ حلاوة لسامعه. وَإِن كَانَ السَّيْف صدئا فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَن بِيَدِهِ سَيْفا ثقيلا لَا يَسْتَطِيع حمله فَهُوَ كَلَام لَا طَاقَة لَهُ بِهِ. وَإِن كَانَ فِيهِ ثلمة فَهُوَ عجز لما يَقْصِدهُ من الْكَلَام بِمَا يُرِيد.
وَقد حكي أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ: رَأَيْت رجلا قَائِما فِي وسط مَسْجِد متجردا وَبِيَدِهِ سيف مسلول فَضرب بِهِ صَخْرَة ففلقها، فَقَالَ ابْن سِيرِين: يَنْبَغِي أَن يكون هَذَا الرجل الَّذِي رَأَيْته الْحسن الْبَصْرِيّ، قَالَ الرجل: هُوَ وَالله هُوَ. قَالَ ابْن سِيرِين: قد ظَنَنْت أَنه الَّذِي تجرد فِي الدّين، فَإِن الْمَسْجِد يدل على الدّين، وَإِن السَّيْف يدل على اللِّسَان، وَإِن الصَّخْرَة تدل على قلب الْمُنَافِق، وفلقه ذَلِك كَلَامه الْمُسْتَقيم الَّذِي يحصل بِهِ تَأْثِير فِي قُلُوب الْمُنَافِقين.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بِيَدِهِ سَيْفا مسلولا وَكَانَ فِي خُصُومَة فَهُوَ صَاحب الْحق والظافر بِهِ. وَإِن كَانَ السَّيْف مَوْضُوعا فَأَخذه فَإِنَّهُ يطْلب حَقًا فيجده.
وَقِيلَ: إِن السَّيْف يدل على غضب صَاحب الرُّؤْيَا وَشدَّة أمره.
وَقيل: من رأى سيوفا مسلولة في مكان وَالرِّيح تهب فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول الطَّاعُون فِي ذَلِك الْمَكَان.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلْعَب بِالسَّيْفِ فَإِنَّهُ يؤول بالفصاحة والسياسة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يضْرب بِالسَّيْفِ يَمِينا وَشمَالًا فيؤثر ضربه على شَيْء من الْمَخْلُوقَات سَوَاء كَانَ حَيَوَانا أَو جمادا أَو نباتا أَو سَائِلًا فَإِنَّهُ يبسط لِسَانه بالْكلَام الَّذِي لَا يجوز، وَأولُوا السَّيْف بِاللِّسَانِ لقَوْله تَعَالَى: {سلقوكم بألسنة حداد}. فَإِذا كَانَ بِهَذَا الْمُقْتَضى يدل على أَنه إِذا رأى أحدا ضربه بِسيف فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ يُؤْذِيه بالْكلَام وَيكون مبلغ ذَلِك بِقدر مَا قطع.
وَقِيلَ: من رأى أَنه مقلد أَرْبَعَة سيوف فَإِنَّهُ يتَزَوَّج أَربع نسْوَة. وقيل: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مقلد بسيوف لَا يعرف عَددهَا فَإِنَّهَا مَكْرُوهَة لَهُ.
وَقَالَ السالمي: من رأى أَن بِيَدِهِ سَيْفا مسلولا قد شهره لَا يَنْوِي أَن يُقَاتل بِهِ فَإِنَّهُ ينَال سُلْطَانا أَوولدا أو زوجة، وإن نوى أن يقاتل به دل على كلام فيه حق يقوله في خصومة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضرب بِهِ إنْسَانا فَإِنَّهُ يبسط عَلَيْهِ لِسَانه على قدر الضَّرْب. وَإِنْ رَأَى أَنه لَا يخرج مِنْهُ دم فَإِن كَلَامه لَهُ فِي حق وَصَلَاح وَأمر يحصل لَهُ فِيهِ نتيجة. وَإِن خرج مِنْهُ دم وَلم يلطخ بِهِ الضَّارِب والمضروب فَإِنَّهُ كَلَام لَا يحصل بِهِ نتيجة غير الأذية وغرامة المَال وَرُبمَا نَالَ الضَّارِب من الْمَضْرُوب مَالا حَرَامًا لَا بَقَاء لَهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضرب إنْسَانا فَقطع عُنُقه فَإِنَّهُ يُوفي دين الْمَضْرُوب وَرُبمَا يحسن إِلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا يضْربهُ بِسيف فَيقطع أعضاءه فَإِنَّهُ إِن فرق الْأَعْضَاء سَافر سفرا بَعيدا وَتَفَرَّقَتْ أَوْلَاده أَو نَسْله فِي الْبلدَانِ، وَإِن لم يفرق شَيْئا مِنْهُ فَإِنَّهُ يُسَافر قَرِيبا وَيرجع بِخَير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن رجلا طعنه بِالسَّيْفِ من غير مُنَازعَة فَإِن المطعون والطاعن شريكان فِي مصاهرة بَين قوم أَو مَا أشبه ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعْطي سَيْفا مُبْهما فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ ولد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يسحب سَيْفه من غلافه فيتعوق عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يقْصد الْكَلَام مَعَ أحد فَلَا يَسْتَطِيع.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سَيْفه انكسر أَو سقط من يَده أَو انتزع مِنْهُ أَو قهر عَلَيْهِ أَو رمي بِهِ أَو رَهنه أَو سرق مِنْهُ أَو أَعَارَهُ أَو بَاعه فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: عزل أو غَلَبَة أو غرامة أو حُصُول هم أو نقصان جاه أو طَلَاق امْرَأَة أو مَوْت خَادِم أو ضعف مقدرَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بوسطه سَيْفا مشدودا وَهُوَ مقلد بِهِ وَهُوَ مقلص عَنهُ فَإِنَّهُ يؤول بِأَن المنصب الَّذِي هُوَ فِيهِ دونه وَأَنه يرْتَفع عَنهُ ذَلِك المنصب لغيره.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا السَّيْف تؤول على سِتَّة أوجه: ولد وَولَايَة وَحجَّة وَمَنْفَعَة وَمَال وظفر على الْأَعْدَاء.
وَرُبمَا دلّ السَّيْف على رجل ذِي قُوَّة فصيح القَوْل.
وَأما الْقوس فَإِنَّهُ يؤول على وُجُوه: فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه يجذب قوسا بِغَيْر نشاب فَإِنَّهُ يؤول على السّفر وَيحصل لَهُ فَائِدَة وَيعود بِخَير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن وتر قوسه انقطع فَإِنَّهُ يدل على غير تَمام السّفر وَرُبمَا كَانَ من ذَلِك السّفر خسران.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن رجلا أعْطى لَهُ قوسا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد أَو أَخ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شخصا أعْطى لَهُ قوسا بغلافه فَإِنَّهُ يرْزق ولدا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن قوسه كسر فَإِنَّهُ غير محمود ورُبمَا كَانَ خسارة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن وتر قوسه انْقَطع بِغَيْر سَبَب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم من قبل أقربائه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ رمى النشاب بقوسه فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مطالعة من الأكابر.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه رمى بفردة نشاب مُسْتَقِيمَة الرَّمْي فَإِنَّهُ يتَكَلَّم بِكَلَام حق، وَإِن رآها معوجة فإنه يتكلم بكلام باطل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصنع لَهُ قوسا جَدِيدا فَإِنَّهُ يؤول بتزوج امْرَأَة وَحُصُول مَنْفَعَة مِنْهَا. وَإِن كَانَ ذَا شرف فَإِنَّهُ يؤول على زِيَادَة مَنْزِلَته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ قوسا وَلم يقدر أَن يَرْمِي بِهِ من شدته فَإِنَّهُ لَا يحصل من ملك أَو امْرَأَة يطْلبهَا فَائِدَة وَلَا مَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَبِيع قوسا فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان في الجاه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) الْقوس يؤول بطول الْعمر.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: الْقوس الْجَدِيد هُوَ امْرَأَة يطْلبهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جر قوسا فَإِنَّهُ يؤول بامرأة تدوم مَعَه. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن وتر قوسه انْقَطع فَإِن الْمَرْأَة لَا تدوم مَعَه وتفارقه سَرِيعا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بِيَدِهِ قوسا شَدِيدا، فَإِذا جَرّه لَان لَهُ، فَإِنَّهُ يدل على خطْبَة امْرَأَة ويسهل أمرهَا. وَإِن سَافر يكون سَفَره مُبَارَكًا وَيحصل لَهُ من سَفَره المُرَاد وَيعود سَرِيعا بِالْخَيرِ والسلامة. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن قوسه اللين صَار قَوِيا مشدودا فتأويله بِخِلَاف ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ بَاعَ قوسه وَأخذ ثمنه إِمَّا دَرَاهِم وَأَمَّا دَنَانِير فَإِنَّهُ يخْتَار دُنْيَاهُ على آخرته لأجل امْرَأَته. وَإِن أَخذ غير الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير بِثمن الْقوس فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُرَاده وَقَضَاء حَاجته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعْطي لَهُ قَوس بِوتْر فَإِنَّهُ يتَزَوَّج سَرِيعا ويظفر على عدوه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ قوسا حسنا نظيفا فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى الله تَعَالَى بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة لقَوْله تَعَالَى : {فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى}.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْقوس امْرَأَة سريعة الْولادَة وللمتزوج ولد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ أعْطى امْرَأَته قوسا رزق بِنْتا. وَإِنْ رَأَى كَأَن امْرَأَته أَعطَتْهُ قوسا رزق إبنا.
والقوس فِي الغلاف صبي فِي بطن أمه.
وَمد الْقوس من غير سهم دَلِيل سفر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ مد قوسا عَرَبيا فَإِنَّهُ يُسَافر إِلَى رجل شرِيف سفرا فِي عز. وَإِن كَانَ الْقوس فارسيا فَإِنَّهُ يُسَافر إِلَى قوم عجم.
وإنقطاع الْوتر دَلِيل على الْقعُود من السّفر وَيدل على طَلَاق الْمَرْأَة أَيْضا وانكسار الْقوس غير محمود.
وَرُبمَا دلّ الْقوس على الْولَايَة وانكساره يدل على الْعَزْل.
وصعوبة الْقوس دَلِيل على التَّعَب للْمُسَافِر، وللتاجر على خسارة، وَفِي الْمَرْأَة على النُّشُوز، وسهولته على الضِّدّ مِنْهُ.
وَإِن رمى بِهِ سَهْما فَأصَاب الْغَرَض نَالَ مُرَاده.
وَرُبمَا تدل رُؤْيا الْقوس على الْقرب من بعض الْأَشْرَاف لما ذكر فِي قَوْله تَعَالَى: {فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى}.
وَقيل: من رأى أَنه أعْطي قوسا لَيْسَ مَعَه سلَاح وَلَا هُوَ موتر فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا أَو أَخا، فَإِن كَانَ الْقوس موترا فَإِنَّهُ يخوّف عدوه من بعيد ويرهبه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزع وتره عَن قوسه فَإِنَّهُ يُقيم عَن سفر وَكَذَلِكَ. إِذا رأى أَن قوسه كَانَ موترا وَانْقطع وَلَكِن فِي هَذَا زِيَادَة بأنَّه لَا يصل إِلَى أمر ما يسعى فيه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن وتر قوسه قطع من جذبه على حِين غَفلَة فَإِنَّهُ حُصُول هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينحت قوسا فَإِنَّهُ يتزوج غير التي مَعَه أو يرزق بولد غلام. وَإِن كَانَ صَاحب سُلْطَان فَإِنَّهُ يزْدَاد فِي أمره. وَإِن كَانَ الْقوس فارسيا كَانَ السُّلْطَان أعجميا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن قوسه أتسع عَلَيْهِ أن يُوتر أَو استرخى فِي يَده فَإِنَّهُ ينَال مَا يطْلب من ملك أَو امْرَأَة أَو ولد، وَرُبمَا يعسر عَلَيْهِ أَمر ويلتوي. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن قوسه بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن قوسه انحنى من غير نزع وَلَا رمي فَإِنَّهُ يؤول بطول عمره إِلَى أَن ينحني ظَهره وَيصير هرما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ بَاعَ قوسه فَإِنَّهُ مُؤثر مَا هُوَ فِيهِ من دين أَو دنيا على غَيره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن قوسه انْكَسَرَ فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول هم فَإِن أصلح كَسره وَعَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يؤول بذهاب شَيْء ثمَّ يعود لَهُ. وَإِن حصل فِيهِ بعض خلل فالبعض يذهب وَالْبَعْض يجده.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَرْمِي بقوسه سَهْما فَإِنَّهُ إِن كَانَ صَاحب منصب ينفذ كتبه وَكَلَامه بِقدر مَا بلغ مِنْهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مد قوسه إِلَى أَن يُجَاوز الْحَد فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن ارْتِكَاب أَمر إِلَى أن يتَجَاوَز الْحَد وَقُوَّة وظفر.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْقوس تؤول على سَبْعَة أوجه: سفر وَولد وَأَخ وَامْرَأَة وأوصاف حَسَنَة وَقُوَّة وَرِجَال صعاب بِقدر شدَّة الْقوس.
وَأما قَوس البندق فَإِنَّهُ يؤول بِكَلَام قَبِيح وإيذاء النَّاس لِأَن قَوس البندق فِي طَرِيق الدّين غير مَحْمُود. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بِيَدِهِ قَوس البندق وَلَكِن مَا يَرْمِي بِهِ البندق فَإِن همه يكون أقل.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بِيَدِهِ قَوس بندق وَهُوَ يَرْمِي بِهِ فَإِنَّهُ يقذف من يرميه لِأَن أصل ذَلِك مَكْرُوه فِي الدّين.
وَأما السهْم وَالرَّمْي بِهِ فَإِنَّهُ يؤول على أوجه، قَالَ دانيال: السهْم يؤول بِكَلَام مُسْتَقِيم يصل إِلَى أحد وَرُبمَا كَانَ غيبَة.
وَقِيلَ: من رأى أَن أحدا يرميه بِسَهْم فَإِن الرَّامِي يُرْسل إِلَيْهِ رَسُولا بِكَلَام خُصُوصا إِذا رَمَاه بالغرض. وَإِن رَمَاه بِغَيْر الْغَرَض فَإِنَّهُ يُرْسل إِلَيْهِ كتابا. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَرْمِي بِسَهْم فَسَار معوجاً فَإِنَّهُ يدل على رَسُول لا يحفظ الأمانة.
وقيل: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ رمى الصَّيْد بِالسَّهْمِ فَإِنَّهُ يسب رجلا أَو امرأة.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: الرَّمْي يؤول بالرسول، فَإِن رَمَاه مصيبا فَإِن رَسُوله يذهب إِلَى مَا يُرْسل فِيهِ وَيَقْضِي الْحَوَائِج. وَإِن رَمَاه مخطئا غير مُصِيب فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ رمى سَهْما وَرَاح سَهْمه إِلَى غير النِّهَايَة فَإِنَّهُ يدل على إنتشار اسْمه وَصيته إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ وَيكون مَشْهُورا فِي كل الْأُمُور.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سَهْمه وَقع فِي وسط مَدِينَة أَو قَرْيَة أَو جمَاعَة فَإِنَّهُ يدل على نَفاذ أمره فِي ذَلِك الْمَكَان الَّذِي وَقع فِيهِ. وَإِن وَقع فِي وسط حمير أَو شَيْء من الْبَهَائِم فَإِنَّهُ يدل على نَفاذ أمره فِي ذَلِك الْمَكَان الَّذِي وَقع فِيهِ فِي أَقوام جهال.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه رمى سَهْما وَأصَاب عَلامَة فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاده.
وَقِيلَ: من رأى أَنه رمى سَهْما فَسَار معوجا فَإِنَّهُ يؤول بإرسال قَاصد إِلَى مَكَان فَيحصل مِنْهُ خِيَانَة.
والأسهم الْكَثِيرَة تؤول بِالْمَالِ الْكثير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وضع أسهما فِي تركاشه أَو رَآهُ مملوءا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال يدخره فِي مَكَانَهُ وَرُبمَا كَانَ حُصُول خير مِنْهُ لِعِيَالِهِ ووعد جميل.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: السهْم يؤول بالفارس، وإصابة الْغَرَض فِي رميه دَلِيل قَضَاء الْحَاجة. وَإِن لم يصب فضد ذَلِك.
وَإِذا كَانَ السهْم بِغَيْر قَوس فَإِنَّهُ يؤول برَسُول غير ذِي حزم وَإِذا كَانَ بِلَا نصل، طلب رَسُولا إِلَى امْرَأَة ، وَإِذا كَانَ نصله من ذهب فَهِيَ رِسَالَة فِي مَكْرُوه.
وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَن نصال سَهْمه من ذهب فَإِنَّهُ يؤول بالْكِرَام لما قَالَه بعض الشُّعَرَاء:
صيغت نصال سهامه من عسجد ** كَيْلا يعوقه الْقِتَال عَن الندى
وَقيل: من رأى أَن نصل سهامه من رصاص فَإِنَّهُ يُرْسل رَسُولا فِي أَمر ويضعف حَاله فِيهِ. وَإِن كَانَ من صفر -نحاس- كَانَت الرسَالَة لأجل الْحَال، وَإِذا كَانَ من قزاز كَانَت الرسَالَة لأجل مَال، وَإِذا كَانَت من فضَّة فَهُوَ رِسَالَة فِي حُصُول مَال، وَإِذا كَانَ من حَدِيد فَهُوَ رِسَالَة فِي قُوَّة بمسرة.
وَأَمَّا السهْم الْقوي السَّرِيع فكتاب نَافِذ فِيهِ كَلَام بَالغ وانكساره عجز.
وَقيل: من رأى أَن بِيَدِهِ سَهْما أصَاب عزا ورفعة.
وَقِيلَ: إِن السهْم رجل رباه رجل آخر أَجْنَبِي والسهم للْمَرْأَة زَوجهَا فمهما رَأَتْ فِيهِ من زين أَو شين يؤول فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَرْمِي سَهْما عرضا فَإِنَّهُ يُرْسل قَاصِدا فِي خُفْيَة بمكر ورميه مقلوبا قُوَّة وَرُبمَا كَانَ إرْسَاله قَاصِدا جاسوسا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سَهْمه بِغَيْر ريش فَهُوَ رَسُول مختبر وَرُبمَا كَانَ كلَاما نَاقِصا.
وَأَمَّا الرَّامِي فِي سَبِيل الله، فإصابة ذكر جميل وشرف وعز.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَرْمِي على أحد وَهُوَ يَرْمِي عَلَيْهِ فالغالب مغلوب.
وَأما التركاش والجعبة فهما اللَّذَان يوضع فيهمَا النشاب وَبَينهمَا فرق فِي الْهَيْئَة وَلَكِن فِي علم التَّعْبِير حكمهمَا وَاحِد.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: الجعبة تؤول بالعز والجاه.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الجعبة تدل على ولَايَة بَلْدَة لأَهْلهَا دون مَا لم يكن أَهلا لذَلِك.
وَأما الرمْح فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَن بِيَدِهِ رمحا مَعَ سلَاح غَيره فَإِنَّهُ يدل على علو الْمرتبَة وَحُصُول المُرَاد. وَإِن لم يكن مَعَ الرمْح فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد مقبل أَو أَخ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن رمحه قد إنكسر فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) نصف رمح فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل غَرِيب يحصل مِنْهُ شغل فِيهِ فَائِدَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الرمْح بيد الرَّاكِب عز وسلطان.
وَحكي أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ: رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن بيَدي رمحا وَأَنا ماش بَين يَدي الْأَمِير فَقَالَ: إِن صدقت رُؤْيَاك لتشهدن بَين يَدي الْأَمِير بِشَهَادَة حق.
(وإن رَأَى السلطان فِي الْمَنَامِ) أَن بِيَدِهِ رمحا فانكسر فَإِنَّهُ وَهن فِي سُلْطَانه.
وَقِيلَ: رُؤْيا الرمْح تؤول على أوجه: شَهَادَة حق وَحُصُول ولد وسفر.
وَقيل: من رأى أَن رمحه إنكسر ثمَّ أصلحه فَإِن وَلَده يمرض ثمَّ يعافى، وَرُبمَا ضعف أُمُور الرَّائِي ثمَّ تعود إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ رمحا بسنين فَإِنَّهُ يرْزق ولدا وَيكون قيمًا على قوم.
وإنكسار الرمْح غير محمود إِذا لم يكن إِصْلَاحه ممكنا.
وأعوجاج الرمْح يؤول بمشي على الطَّرِيق الْغَيْر الْمُسْتَقيم.
وَكسر الرمْح لصَاحب المنصب أو تعكيس فِي الْأُمُور.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه طعن بِرُمْح فَإِن الطاعن يضر المطعون على قدر الطعنة. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سَالَ مِنْهُ دم من طعنة رمح فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ كَلَام من أحد يضرّهُ وَلَكِن يُؤجر عَلَيْهِ وَرُبمَا يرى مَا يُنكره أَو يتَكَلَّم أحد فِي جَانِبه بِمَا لَا يَلِيق بخاطره.
وَقيل: من رأى أَنه طعن بِرُمْح فَسَالَ مِنْهُ دم أَو غَيره فَإِنَّهُ يؤول بِصِحَّة الْجِسْم وَكَثْرَة المَال. وَإِن كَانَ غَائِبا رَجَعَ إِلَى أَهله مَسْرُورا هَذَا إِذا لم ير للطعنة ألما وَلَا سَالَ الدَّم على الأَرْض.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا مَعْرُوفا يطعنه بِرُمْح إِلَى أَن أثخنه جراحه فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا، فَإِن قطع الرمْح لَحْمًا أَو عضوا أَو عصبا وَصَارَ بيد الْفَاعِل فَإِنَّهُ يُصِيب من الْمَفْعُول خيرا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطعن امْرَأَة برمحه فَإِنَّهُ يَخْلُو مَعهَا فِي الْفساد.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الرمْح تدل على تِسْعَة أوجه: قُوَّة وظفر وسفر وَولَايَة وَامْرَأَة وَولد وَأمن وَعدم الْمقدرَة ورياسة على قدر ارتفاعه.
وَأما الحربة فَهِيَ دون الرمْح فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَن بِيَدِهِ حَرْبَة لَا غَيرهَا من السِّلَاح فَإِنَّهُ يرْزق ولدا. وَإِن لم يكن لَهُ امْرَأَة فيرزق خيرا كثيرا.
وَإِنْ رَأَى مَعَ الحربة سِلَاحا غَيرهَا فَإِنَّهُ يدل على الرّفْعَة وعلو الْقدر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ملكا نَاوَلَهُ حَرْبَة فَإِنَّهُ يرى مِنْهُ خيرا وَمَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حربته قد انْكَسَرت فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ضرر من أعادي.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: تَأْوِيل الحربة والمزراق شَيْء وَاحِد.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الحربة على سِتَّة أوجه حجَّة وَولَايَة وَطول عمر وظفر ورياسة وَمَنْفَعَة.
وَأما الترس فَإِنَّهُ يؤول على وُجُوه: فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَن بِيَدِهِ ترسا مَعَ سلَاح دونه فَإِنَّهُ يدل على من يَحْرُسهُ وَيكون ملْجأ لَهُ من الْآفَات.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَعَه ترسا لَا غَيره من السِّلَاح فَإِنَّهُ يدل على رجل مُعْتَبر يحرس أصدقاءه وأخوانه من أُمُور مَكْرُوهَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يَتَّقِي بترس فَإِنَّهُ جنَّة مِمَّا يخَاف ويحذر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن عِنْده ترسا لَيْسَ مَعَه غَيره وَهُوَ يسْتَند عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يسْتَند إِلَى صديق واق.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: الدرفة تؤول بِامْرَأَة وَرُبمَا كَانَت وقاية والدرقة هِيَ أَصْغَر من الترس.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الترس يؤول بِالرجلِ، إِذا كَانَ أَبيض فَيكون ورعا، وَإِذا كَانَ أَخْضَر يكون ذَا لَهو. وَإِن كَانَ أَحْمَر فذو سودد. وَإِن كَانَ أسود فذو تخاليط. وَإِن كَانَ أبلق فمكار حِيَال ذُو خدعة وبدعة. وَإِن كَانَ من حَدِيد فذو بَأْس شَدِيد.
وَقِيلَ: إِن الترس يدل على الرجل الذاب المدافع عَن أَبِيه، وَرُبمَا دلّ على كَثْرَة الْحلف.
وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه تترس بترس وَكَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يحلف بَاطِلا ويتخذ ذَلِك الْيَمين جنَّة لَهُ أَي ترسا لقَوْله تَعَالَى: {اتَّخذُوا أَيْمَانهم جنَّة} الْآيَة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الترس تؤول على سِتَّة أوجه: أَخ وَصَاحب وَقُوَّة وَولد وَأمن وملجأ.
وَأما الدبوس فيؤول على أوجه فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَن بِيَدِهِ دبوسا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد.
وَإِنْ رَأَى معهُ سِلَاحا آخر فَإِنَّهُ يرْزق من ملك مَنْفَعَة وَخيرا إن كان أهلاً لذلك أو يظفر على الأعادي.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه رمى أحدا بدبوس فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ كَلَام رَدِيء فِي حق الشَّخْص.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الدبوس أَخ مُوَافق أَو خَادِم شفوق.
وَأما الطبر فَإِنَّهُ عز ونصرة وظفر وَولَايَة لمن كَانَ أَهلا لَهَا وَحُصُول مرتبَة لِأَنَّهُ من سلَاح الْمُلُوك.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: إِذا رأى أَن بِيَدِهِ طبرا فَإِنَّهُ يَأْمَن الْعَزْل وَلغيره ربح.Q
وَقِيلَ: الطبر يؤول بكورة عامرة خصبة.
وَأما الخنجر فَإِنَّهُ خُصُومَة وعداوة. وقال جَابر الغربي: من رأى خنجراً بِلَا سلَاح فَإِنَّهُ حُصُول قُوَّة من أحد الْأَعْيَان. وَإِن كَانَ مَعَ الخنجر سلَاح آخر فَإِنَّهُ يظفر على الْعَدو.
وَأما السكين فَإِنَّهَا تؤول بِالْوَلَدِ وغلافها يؤول بِالْمَرْأَةِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بِيَدِهِ سكينا وَهِي ملكه وَلم يكن مَعَه سلَاح غَيرهَا فَإِنَّهُ يؤول بِالْوَلَدِ. وَإِن كَانَ مَعَه سلَاح آخر فَإِنَّهُ يدل على الشّرف وَالْقُوَّة والمنزلة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: السكين حجَّة لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: {وآتت كل وَاحِدَة منهمن سكينا}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بِيَدِهِ سكينا يستعملها فَإِنَّهُ فرَاغ أَمر هُوَ فِيهِ. وَقِيلَ: يدل على ولد ذكي يتَعَلَّم الصَّنَائِع سَرِيعا وَيعْمل مَعَه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يجذب السكين من غلافها فتلد امْرَأَته غُلَاما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ذبح بسكين فَإِنَّهُ يُوجد لَهُ نَظِير مَا ذبحه من طير أَو حَيَوَان.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يشْرَح يَده بسكين فَإِنَّهُ يرى شَيْئا يتعجب مِنْهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يدْخل سكينا فِي قرابها فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيَة السكين تؤول على ثَمَانِيَة أوجه: حجَّة وَولد وظفر والتجاء وَأَخ وَقُوَّة وغنى ووجدان وَولَايَة.
والموسي كالسكين في التأويل.
وَأما الساطور فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل شُجَاع يفرق بَين الْأُمُور الصعاب وَيَقْضِي الْحَوَائِج وَهُوَ فِي الْيَد قُوَّة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الساطور رجل قَاطع للخصومة.
رؤيا السكر – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا السكر الكثير, رؤيا قصب السكر, رؤيا القطر,
فصل فِي رُؤْيا السكر
قَالَ ابْن سِيرِين الْقطعَة من السكر كَلَام لطيف أَو قبْلَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) سكرا كثيرا فَإِنَّهُ يدل على المَال وَالنعْمَة.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى سكرا كثيرا فتعبيره مَحْمُود.
وَبيع السكر خير.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: السكر يؤول على خَمْسَة أوجه: كَلَام لطيف وقبلة وَمَنْفَعَة وَمَال وَأَوْلَاد بِقدر مَا رَآهُ من السكر.
وَقيل: من رأى أَنه يَأْكُل سكرا فَإِنَّهُ عز ونعمة لِأَنَّهُ من مأكل أهل النِّعْمَة.
وَالسكر حسن على كل حَال سَوَاء كَانَ رَآهُ أَو أكله.
وسكر النبات أبلغ وَفِيه زِيَادَة لاشتقاق اسْمه.
ورؤياه للْوَلَد نشأته وللمحاكم ثباته وَهُوَ جيد جدا.
وَقِيلَ: رُؤْيا السكر تَحْصِيل ذهب.
والسكر الأبيض تَحْصِيل الدَّرَاهِم، وَالسكر الدون دون ذَلِك وَكلما كَانَ مكررا كَانَ أبلغ فِي الْجَوْدَة.
فصل فِي رُؤْيا قصب السكر وَمَا يعْمل مِنْهُ
وَجُمْلَة مَا يعْمل مِنْهُ السكر النَّبَات وَالسكر المكرر وَالسكر الدون وَتقدم تَعْبِير ذَلِك.
وَأما الْقطر وَهُوَ الْمُسْتَخْرج من الْقصب بعد مَا ذكر فَإِنَّهُ خير وَمَنْفَعَة ورزق بسهولة ونمو لما فِيهِ من الْقطر.
وَأَمَّا القطارة فَإِنَّهَا دون ذَلِك وَهِي من نَوعه ورؤيتها من حَيْثُ الْجُمْلَة محمودة خُصُوصا إِن أكلهَا وَرُبمَا كَانَ مَالا وسعة.
وَأَمَّا الْمُرْسل وَهُوَ دونهَا فَإِنَّهُ يؤول بِمَال من جِهَة.
وقال الْكرْمَانِي من رأى أَنه يمص قصبا فَإِنَّهُ يصير إِلَى أَمر يكثر كَلَامه فِيهِ وَلَكِن يَسْتَحِيل مِنْهُ.
وَأما السمسم فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَالِ المتزايد فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه أَخذ من أحد سمسما فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مَنْفَعَة بِقدر ذَلِك.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: السمسم مَال تَاجر.
وَإِن كَانَ عتيقا أَو متغير الطّعْم واللون فَإِنَّهُ مَال حرام أو هم.
وَأما السعد فَإِنَّهُ على أوجه، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَن عنده سَعْدا على أَي وَجه كَانَ فَإِنَّهُ ينشر اسْمه فِي ذَلِك الْمَكَان بِالْخَيرِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَأْكُلهُ فَلَيْسَ بمحمود.
وَأما السومر فَمن رَآهُ وَأكله فِي وقته أَو غير وقته فَإِنَّهُ هم، وَأكله مضرَّة، وَرُبمَا دلّت رُؤْيا أكله على الشِّفَاء للْمَرِيض.
وَأَمَّا السلق فَإِنَّهُ غم من جِهَة امْرَأَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُبمَا دلّ رُؤْيا السلق على حُصُول مَنْفَعَة. وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ أَيْضا.
أما الاسفاناخ -الإسباناخ- فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَرُبمَا دلّت رُؤْيَاهُ للْمَرِيض على الشِّفَاء.
وأما السوسن، فإن رآه في وقته نابتا فإنه يدل على حصول الخير والولد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مقلوع فَإِنَّهُ يدل على الطلاق أو الهم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعْطى سوسنا لأحد من أَقَاربه فَإِنَّهُ يدل على بعده.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه أعْطى باقة سوسن فَإِنَّهُ حُصُول مُفَارقَة وأو كَلَام خشن.
وَقَالَ جَابر المغربي: عرق السوسن يدل على امرأة سَيِّئَة الْخلق.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) السوسن فِي غير وقته فَإِنَّهُ غير مَحْمُود.
وَقِيلَ: من رأى سوسنة أَو أعطيها فَإِنَّهُ يُصِيب سوسة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) السوسن والرياحين والحبوب مقطعَة حول سَرِيره أَو يرى لَهُ، فإن ذلك غير محمود.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: السوسن يدل على وَجْهَيْن لأهل الصّلاح ثَنَاء حسن وَلأَهل الْفساد سوء، على ظَاهر اسْمه لِأَن شطره الأول سوء وأنشدوا فِي الْمَعْنى:
سوسنة أعطيتهَا إِلَيّ وَمَا ** كنت باعطائي لَهَا محسنه
أَولهَا سوء وناهيك مَا ** يبْقى من الِاسْم فسوء سنه
وَأما شَجَرَة السيسبان فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل أعجمي صَاحب طباع رَدِيئَة لَيْسَ يحصل مِنْهُ نتيجة إِلَّا لمن يحصل مِنْهُ ضَرَر.
وَأما شَجَرَة الساج فَملك أَو عَالم شَاعِر.
وَرُبمَا دلّت على كسر الْعدْل.
وَكَانَ على بَاب أبي شرْوَان شَجَرَة الساج فنقش عَلَيْهَا لَا أَفْلح من ظلم.
وَأَمَّا شَجَرَة الساج فِي دَاره فَهُوَ حُصُول خير على كل حَال.
وَأما شَجَرَة السرو فَإِنَّهَا تؤول بِرَجُل شرِيف النِّسْبَة قَلِيل المَال مُسْتَقِيم فِي الْأُمُور كريم وَمِنْه يُقَال الْكَرِيم السرى وَأنْشد فِي الْمَعْنى شعر:
إِن السرى هُوَ السرى بِنَفسِهِ ** وَابْن السرى إِذا سرى أسرى بهَا
رؤيا السفرجل – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا شجرة السفرجل, رؤيا السفرجل,
وَأما شجر السفرجل فيؤول بِرَجُل تَاجر سفار يدْخل الْأَمْوَال صَاحب مكنة رزين الدِّمَاغ رؤوف الْقلب.
وَرُبمَا كَانَ رجلا جليل الْقدر لطيف الْكَلَام بِحَيْثُ يحصل للنَّاس من كَلَامه عذوبة لين الطباع.
وَأما السفرجل فتأويله على وُجُوه: سفر بعيد بتعب، وَرُبمَا دلّ على شرف وَخير وَمَنْفَعَة وثناء حسن، وَقِيلَ: ولد، وَرُبمَا كَانَ مَرضا، وَرُبمَا يسْتَدلّ بِهِ على السّفر لِأَن آدم عَلَيْهِ السَّلَام أَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بسفرجل وَكَانَ فِي الْجنَّة فَحصل مَا حصل، وَرُبمَا يسْتَدلّ بِهِ على شرف وَخير لِأَنَّهُ إِذا جلب من أرضه إِلَى غَيرهَا يكون عَزِيز الْوُجُود إِلَّا عِنْد الْأَشْرَاف والأكابر، وَرُبمَا يسْتَدلّ بِهِ على الْوَلَد لِأَن آدم عَلَيْهِ السَّلَام حِين هَبَط إِلَى الأَرْض أكل من ذَلِك السفرجل فَحصل مِنْهُ المني وَكَانَ سَبَب التناسل والتوالد، وَرُبمَا يسْتَدلّ بِهِ على السقم فَإِن لَونه أصفر.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا السفرجل إذا كان أصفراً وفي غير أوانه فهو مرض.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ التحف بسفرجل فَإِن ذلك غير محمود للمرض. وَإِن كَانَ معافى لَا بُد لَهُ من السّفر وَيكون جَلِيلًا فِي سَفَره لاشتقاق الِاسْم.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: من رأى السفرجل الأصفر يدل على الْمَرَض.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا السفرجل تدل على قبض الخاطر لما فِيهِ من الْقَبْض، وَرُبمَا تطيّر بِشَيْء لما أنْشدهُ فِي الْمَعْنى:
أهْدى إِلَيْهِ سفرجلا فتطيرا ** مِنْهُ فظل نَهَاره متفكرا
خاف الفراق لأن أول اسمه ** سفر وحق له بأن يتطيرا
وَقيل: رُؤْيا السفرجل فِي الْجُمْلَة على أَي وَجه كَانَ محمودة لِأَن تَفْسِير اسْمه بِالْفَارِسِيَّةِ بر وَمَعْنَاهُ مَحْمُود.
ورؤيا السفرجل للتاجر ربح وللوالي زِيَادَة ولَايَته.
وَأَمَّا الْغيرَة فَإِن أكلهَا يدل على إصابة مَال وَمَنْفَعَة.
فصل فِي رُؤْيا الْأَسْوَاق (السوق) و الحوانيت (الحانوت أو الدكان في المنام).
وَهِي على أوجه حج وَجِهَاد وَفَائِدَة وذلة ومحاربة وفتنة وامتحان ومعيشة وَأمر وعطلة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سوق من الْأَسْوَاق يتجر فِيهِ فَإِنَّهُ يُجَاهد فِي سَبِيل الله تَعَالَى أَو يعْمل عملا صَالحا يؤجره الله تَعَالَى ويجزل ثَوَابه وينجيه من عَذَابه لقَوْله تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا هَل أدلكم على تِجَارَة تنجيكم من عَذَاب أَلِيم}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سوق وَقد فَاتَتْهُ فِيهِ صفقته فَإِنَّهُ يفوتهُ الْحَج وَمَا أمله من أَعمال الْبر. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) السُّوق خَالِيا أَو مقفولا وَأَهله يَغْشَاهُم النَّاس فضد ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) نسْوَة كَثِيرَة فِي سوق فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة مفاسد ذَلِك السُّوق. وَقِيلَ: كَثْرَة بيع وَشِرَاء واقبال دنيا على أَهله وَرُبمَا أَتَاهُ عَامل يَشْتَرِي مِنْهُ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ.
وسوق الْخَيل دَلِيل على مَحل الْعِزّ.
وسوق القماش دَلِيل على مَحل الستْرَة والبهاء.
وسوق الْجمال دَلِيل على مَحل أَقوام أعاجم.
وسوق الْحمير دَلِيل على مشي الْحَال.
وسوق الْبَقر إِن كَانَ مَا يُبَاع فِيهِ سمينا دَلِيل على سِنِين مخصبة. وَإِن كَانُوا عِجَافًا أَو هزالًا فعلى سِنِين مُجْدِبَة وَرُبمَا دلّ سوق الْبَقر على اجْتِمَاع الفلكية وتقويم السنين.
وسوق الْغنم دَلِيل على مَحل أَقوام كبار وَنسَاء من أكَابِر الْقَوْم.
وسوق الْخشب دَلِيل على مَحل يجْتَمع فِيهِ أَقوام فَاسِقُونَ.
وسوق الدَّجَاج مَحْمُود.
وسوق الصاغة مَحل اجْتِمَاع أهل الْبدع، ودخوله حُصُول إِثْم.
وسوق الملاهي لَا خير فِيهِ.
وسوق المَال من حَيْثُ الْجُمْلَة مَحْمُود لِأَنَّهُ مَحل مَا يُوجد بِهِ إِقَامَة النُّفُوس.
وَلَا يحمد للملوك دُخُول الْأَسْوَاق. وَقِيلَ: لَا بَأْس بِهِ.
ورؤيا سوق الطُّيُور مَحل الخدم. وَقِيلَ: مَحل الْكَلَام.
وسوق الْفرش يؤول بدار الْملك لِأَنَّهَا مَحل المناصب والفراش يؤول بالمنصب أَو الْمَرْأَة لكل أحد على مَا يَلِيق بِهِ.
وَقَالَ مُحَمَّد بن شامويه: رُؤْيا السُّوق من حَيْثُ الْجُمْلَة وَلَو بيع فِيهِ مهما كَانَ إن كَانَ عَامِرًا وَأَهله جالسون فَإِنَّهُ خير وَمَنْفَعَة. وَإِن كَانَ غير عَامر وَلَيْسَ بِهِ أحد فبضده.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا السُّوق يؤول بالدنيا فمهما رأى فِيهِ من زين أَو شين يؤول بدنياه.
وَقيل: من رأى أَنه أَتَى بِشَيْء من الْأَشْيَاء إِلَى سوق من الْأَسْوَاق وَأَرَادَ بَيْعه فَلم يبع فَإِنَّهُ حُصُول شيء لا يرغبه. وَقِيلَ: خير إِذا لم يكن فِيهِ مَا يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سوقا فِيهِ صنف من الْأَصْنَاف بِكَثْرَة فَإِنَّهُ يدل على كساد ذَلِك الصِّنْف.
فصل فِي رُؤْيا الحوانيت (الدكان)
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه جلس فِي حَانُوت لغيره بِغَيْر رِضَاهُ فَإِنَّهُ يمِيل عمل إِلَى الأعمال هو محرم.
وَقَيل: جميع رُؤْيا الْحَانُوت تؤول على سِتَّة أوجه امْرَأَة وعيش طيب وَعز وجاه وَأُمُور محمودة وارتفاع وظفر.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه جلس فِي حَانُوت فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد خيرا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حانوته تعدى عَلَيْهِ أَو حدث فِيهِ حَادث شين فَإِنَّهُ حُصُول هم أَو تعذر أَمر أو كساد معيشة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جلس فِي حَانُوت وَكَانَ أَهلا للولاية فَإِنَّهُ يتَوَلَّى منصبا وَكلما ارْتَفع الْحَانُوت كَانَ مَحْمُودًا.
وَأَمَّا الْحَانُوت الَّذِي وضع فِيهِ آلَة الْأَمْوَات -كالكفن و الحنوط ونحوه- فَإِنَّهُ مَحل يكْتَسب مِنْهُ الرّفْعَة.
وَأَمَّا حَانُوت السِّقَايَة فَهُوَ مَحل يحصل مِنْهُ الْخَيْر والرزق للخاص وَالْعَام.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حانوته خرب أَو نهب فَإِنَّهُ حُصُول أَمر مَكْرُوه فِيمَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك أو يحصل بِهِ خسارة.
فصل فِي رُؤْيا السلالم (السلم و الدرج) والصعود والهبوط في المنام
من رأى أَنه صعد سلما من طين فَإِنَّهُ يصل إِلَى خير وَصَلَاح ورزق حَلَال. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد سلما من آجر وجص فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد في الدين. وَإِن كَانَ السّلم من حجر فَإِنَّهُ يدل على قساوة الْقلب. وَإِن كَانَ من خشب فَإِنَّهُ يدل على ضعف في الدّين.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه صعد سلما طَويلا فَإِن كَانَ أَهلا للرياسة فَإِنَّهُ ينَال منزلَة عالية. وَإِن لم يكن فَهُوَ حُصُول خير من ذِي سُلْطَان. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزل عَن شَيْء من ذَلِك فتعبيره ضد مَا ذكر.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه يصعد سلما ثمَّ ينزل ثمَّ يصعد ويكرر ذَلِك فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أُمُور النَّاس بِخَير وَيحصل لَهُ نتيجة.
قَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا السّلم لأهل الصّلاح ظفر على الْأَعْدَاء وَلأَهل الْفساد قلَّة دين وارتكاب معاصي.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد درجا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَعزا وَقُوَّة وَحسن دين. وَإِن كَانَ مَرِيضا لم يكن ذلك محمودا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد درجا كَثِيرَة لَا يُحْصى عَددهَا فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة ويتقدم على رجال إن كَانَ أَهلا لذَلِك وينال من ذَلِك عز ورفعة وتمكنا. وَإِن لم كن أَهلا لذَلِك فَهُوَ حسن دينه واسلامه لقَوْله تَعَالَى: {سنستدرجهم من حَيْثُ لَا يعلمُونَ} وَرُبمَا دلّ على الارتحال من منزل إِلَى منزل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزل عَن سلم أَو درج من حَيْثُ الْجُمْلَة فَإِنَّهُ إن كَانَ ذَا سُلْطَان فَإِنَّهُ ينزل عَن مَنْزِلَته. وَإِن كَانَ لَهُ فرس نزل عَنْهَا وَمَشى رَاجِلا. وَإِن كَانَ لَهُ امْرَأَة مَرِيضَة لم يكن ذلك محموداً.
وَقيل من رأى أَنه صعد سلما أصَاب خيرا ورفعة من حَيْثُ الْجُمْلَة وَمن حَيْثُ لَا يؤمل ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صعد سلما قَدِيما أصَاب خيرا من تِجَارَة. وَإِن كان يخاصم أحداً في اليقظة فَإِنَّهُ فلاح وظفر بخصمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سقط من سلم حَدِيد أصَاب فَتْرَة فِي دينه وَيرجع عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزل من سلم قديم دَرَجَة دَرَجَة كسدت تِجَارَته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ على سلم خشب فانكسر بِهِ أَفْلح خَصمه عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نصب سلما وَنزل مِنْهُ إِلَى مَكَان مَعْرُوف فَإِنَّهُ يسلم من الْخَوْف والغدر.
وَقَالَ بعض المعبرين الصعُود للْجَمِيع مَحْمُود مَا لم يكن فِيهِ مَا يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة، والهبوط ضِدّه إِلَّا أَن يكون نصب سلما لمصْلحَة فَإِنَّهُ سَلامَة.
وَرُبمَا دلّ وجود السّلم على بُلُوغ المُرَاد، وَعَدَمه عِنْد الضَّرُورَة إِلَيْهِ ضِدّه، لقَوْله تَعَالَى: {أم لَهُم سلم يَسْتَمِعُون فِيهِ} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصعد سلما دَرَجَة دَرَجَة فَإِنَّهُ ينْتَقل إِلَى الرياسة بالتدريج وَرُبمَا دلّ على تَوْلِيَة الخطابة لمن يكون أَهلهَا وَالله أعلم.
وَأَمَّا الصعُود فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَى السَّمَاء فقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي بَابه وفصله وَكَذَلِكَ يَأْتِي كل شَيْء فِي بَابه.
وَأَمَّا تَعْبِير الصعُود جملَة مَا لم يكن مستويا فَهُوَ مَحْمُود.
وَأَمَّا الهبوط فَتقدم الْكَلَام أَيْضا فِيهِ.
فإِذا كَانَ من السَّمَاء فرُبمَا كَانَ نيل نعْمَة الدُّنْيَا مَعَ رياسة الدّين، فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَبَط بعد أَن عرج إِلَيْهَا وَلم ينقص من شرفه بل زَاد شرفه.
وَإِذا رأى الهبوط من غير ذَلِك يَأْتِي مَا يدل على كل شَيْء فِي بَابه وفصله.
وقال بعض المعبرين: أكره الهبوط لما جربته مرَارًا فَلم أَجِدهُ مَحْمُودًا وَرُبمَا كَانَ ضعفا وهبوطا عَن الْقُوَّة.
فِي رُؤْيا السفن وَهِي تتنوع على أَنْوَاع مُتعَدِّدَة يَأْتِي بَيَانهَا مفصلة ورؤيا القوارب وَجَمِيع آلَات المراكب.
فقد قيل: السفينة في المنام نجاة على كل حال.
وَقِيلَ: من رأى أَنه فِي سفينة فَإِنَّهُ في هم أَو خُصُومَة أَو أَمر يحول بَينه وَبَين النهوض أَو تكون السَّفِينَة نجاة مِمَّا يخَاف ويحذر. وَإِن كَانَ عزبا تزوج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينشىء سفينة أَو اشْتَرَاهَا أَو وهبت لَهُ يتَزَوَّج أَو يتسرى لقَوْله تَعَالَى: {وَله الْجوَار} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ كَانَ فِي سفينة فَخرج مِنْهَا إِلَى الْبر فَإِنَّهُ ينجو من الكرب وَالْحَبْس والمصائب والأسقام لقَوْله تَعَالَى: {فأنجيناه وَأَصْحَاب السَّفِينَة}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن السَّفِينَة تسْتَقْبل المَاء اسْتِقْبَالًا صعبا فَإِن الْهم الَّذِي فِيهِ صَعب. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن السَّفِينَة سهلة الْمسير فَإِن همه يضعف.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن السَّفِينَة قَائِمَة بِهِ فِي المَاء الراكد دل ذلك على هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة فِي بَحر أَو بر وَهُوَ على هَيْئَة مُرضية فَإِنَّهُ يداخل الْملك أَو من يقوم مقَامه أَو تكون حَالَته كحالة السَّفِينَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصعد إِلَى سفينة من وسط الْبَحْر بَعْدَمَا أَيقَن بِالْأمر مكروه فَإِن كَانَ مذنبا تَابَ من ذَنبه. وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى. وَإِن كَانَ مَرِيضا أَفَاق. وَإِن كَانَ طَالب علم أدْركهُ. وَإِن كَانَ مهموما زَالَ همه. وَإِن كَانَ عزبا تزوج أَو تسرى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة وغرقت وَسلم هُوَ فَإِنَّهُ غارق فِي أُمُور الدُّنْيَا وَتَكون عاقبته إِلَى خير.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ حِين غرقت السَّفِينَة ذهب مَتَاعه فَإِنَّهُ نقص فِي مَاله ويعوض مِنْهُ لِأَن السَّفِينَة على كل حَال نجاة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن السَّفِينَة انْكَسَرت بِهِ ثمَّ تَفَرَّقت ألواحها فَإِن ذَلِك هم ربما كان ذلك من جهة الوالد أو العم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة وَقد خرقت فَإِنَّهُ يربح فِي سَفَره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ سفينتين فَرَأى أَحدهمَا قد خرقت فَإِن الَّتِي انخرقت هِيَ الَّتِي يُرْجَى نجاتها لقَوْله تَعَالَى: {أخرقتها لتغرق أَهلهَا}. وَرُبمَا دلّ العطب على السَّلامَة إِن كَانَت رُؤْيَاهُ صَادِقَة لتجارتها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ عدم فِي سفينة فَإِنَّهُ يكون نجاة من شَرّ مَا يحاذر وَرُبمَا دلت على امْرَأَة سَفِيهَة منافقة لِأَن السَّفِينَة من خشب و الخشب نفاق في التأويل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة فِي مَاء مطر أَو بركَة فَإِنَّهُ تتقاطر عَلَيْهِ الدُّنْيَا ويزداد فِي دينه خيرا كثيرا وَلَا يزَال مأجورا فِي نَفسه وَمَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة منحدرة فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم على قدر انحدارها فَإِن بلغ حد المَاء المالح فَإِن هَذِه الرُّؤْيَا لَيست بمحمودة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة تجْرِي بِهِ فِي الْبر فَإِنَّهُ نفاق فِي الْعَمَل أَو نِكَاح غير حلال أَو سفر يحدث أَو ربما مرض أو رُبمَا كَانَ دل ذلك على الحج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) سفينة تجْرِي فِي الْهَوَاء فَإِنَّ ذلك غير محمود.
وَقيل رُؤْيا السَّفِينَة امْرَأَة قهرمانة.
ورؤيا الْمركب الْمَعْرُوفَة عِنْد أَرْبَابهَا رجل كَبِير.
وَقسم المعبرون السفن على أَقسَام:
فَأَما سفينة الْبَحْر المالح فَإِنَّهَا ان كَانَت للْمُسلمين فَهُوَ خير، وَإِن كانت لغير المسلمين فَهِيَ غنيمَة وَفَائِدَة تسمى عِنْد أَرْبَاب المراكب قرقورة.
وَأَمَّا سفن الْغُرَاب فتؤول بقطاع الطَّرِيق وبالغزاة وَرُبمَا كَانَت حَربًا.
وَأما سفن البرصاني فتؤول بِتِجَارَة المغاربة وَهُي تدل على مَنْفَعَة.
وَأما سفن الثلبي فتؤول بِتِجَارَة قليلة المكسب.
وَأما السفن الذهبية فتؤول بالسلطان.
وَأما سفن الحراقة فتؤول بالأمراء.
وَأما سفن القرادة فتؤول بالوالي.
وَأما سفن الدرمونة فَهِيَ على وَجْهَيْن تؤول بالوزير لِأَنَّهَا من تعلقات الدولة وَرُبمَا تعبر بِالْملكِ لِأَنَّهَا مَخْصُوصَة بِهِ.
وَقيل رُؤْيا الْمركب الْمُعَلقَة تدل على رجال ذَوي مناصب.
والمراكب بِغَيْر قلوع نسْوَة.
والمراكب المنسية زواج.
والمراكب الْمَكْسُورَة هم.
والمراكب الغارقة نجاة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ ركُوب السَّفِينَة نيل ولَايَة. وَإِن صغرت السَّفِينَة دلّت على صغر الْولَايَة. وَإِن كَبرت وهو لَيْسَ بِأَهْل لذَلِك فَإِنَّهُ يدْخل فِي أَمر دنيء فِيهِ مخاطرة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ركب سفينة وَكَانَ فِي أَمر هائل فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ الْفرج أَو يتَمَسَّك بِرَجُل ذِي خطر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ خرج من السَّفِينَة إِلَى الْبر، ارْتكب مَعْصِيّة لقَوْله تَعَالَى: {فَلَمَّا نجاهم إِلَى الْبر إِذا هم يشركُونَ}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَن السَّفِينَة كسرت وَتَفَرَّقَتْ ألواحها وَتعلق بلوح مِنْهَا فَإِنَّهُ يشرف على هلكة ثمَّ ينجو منها. وَإِن كَانَ تَاجِرًا خسر فِي تِجَارَته ثمَّ ينَال ربحا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَن السَّفِينَة غرقت وَتَفَرَّقَتْ ألواحها كان ذلك غير محمود.
وقيل: السفينة الْقَائِمَة الَّتِي لَا تجْرِي تدل على الْحَبْس لِأَنَّهُ لما قَامَت السَّفِينَة بِيُونُس عَلَيْهِ السَّلَام حبس فِي الْحُوت. وَأَمَّا بَقِيَّة السفن فَكل وَاحِدَة تعبر فِي أَهلهَا ومكانها نَظِير مَا تقدم.
وَإِن رأى أَنه أصلح شَيْئا فِي سفينة فَإِنَّهُ يفْسد فِيهَا شَيْئا. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يفْسد فِيهَا شَيْئا فتعبيره ضِدّه لِأَن أهل معاش الْبَحْر يسمون صَلَاحهَا فَسَادًا وفسادها صلاحا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سفينة بمفرده فَإِنَّهُ يتَزَوَّج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سفينة موسوقة فَإِنَّهُ حُصُول خير على كل حَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يجذب سفينة من الْبر إِلَى الْبَحْر ينتسب فِي سره للْملك ويتقرب عِنْده. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) ضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أطلع سفينة إِلَى مَكَان مُرْتَفع لم يُمكن طُلُوع السَّفِينَة فِي مثله فَهُوَ على وَجْهَيْن تسبب لأحد فِي مَصَالِحه وعلو مَنْزِلَته وشهرته بَين النَّاس وَرُبمَا كَانَ ذَلِك لَيْسَ بمحمود.
وَقيل رُؤْيا المعدية الَّتِي تعدي فِي الْبَحْر بِالنَّاسِ وَالدَّوَاب على أوجه سَلامَة وَأمر حظر وَامْرَأَة.
قَالَ دانيال: رُؤْيا المراكب على أوجه هم وشغل فِيهِ ربح وملامة خُصُوصا لمن يكون فِي مركب وَلم يخرج مِنْهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من مركب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول فرج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ هلك فِي مركب فَإِنَّ ذلك غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه وقف فِي أَرض يابسة فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع محنة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه غرق فَإِنَّهُ غارق فِي كسب الدُّنْيَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه غرق ثمَّ خرج على المَاء بعض مَتَاعه دل ذلك على نجاته من خسارة أو إتلاف في المال، وَإِن غرق جَمِيع مَتَاعه فَإِنَّهُ يدل على إتلاف مَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه كسر فَإِنَّهُ يدل على هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جلس فِي مركب وَكَانَ الْمركب فِي مَوضِع عَال والمركب يسير في الْبَحْر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول عزة وَحُرْمَة بِسَبَب الْملك والأكابر.
قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَن مركبه يسير مُسْتَقْبلا للبحر فَإِنَّهُ يؤول على السّفر لقَوْله تَعَالَى: {وَله الْجوَار الْمُنْشَآت فِي الْبَحْر كالأعلام}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه وقف على جنب الْبَحْر فَإِنَّهُ يدل على إِقَامَته عَن سفر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه يسير وَهُوَ يتبعهُ وَلَا يصل إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يؤول على صعوبة أُمُوره وَلَكِن يَجِيء لَهُ بُلُوغ الْمَقْصد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يمشي على جنب الْمركب فَإِنَّهُ يُسَافر وَيحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة لقَوْله تَعَالَى: {لتجري الْفلك فِيهِ} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْمركب تسري فَإِنَّهُ يؤول بِأَن عُمَّال ذَلِك الْملك يتوجهون فِي الْمُهِمَّات إِلَى الأقطار.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جلس فِي مركب والمركب تسير على الْبَحْر وَهُوَ يخَاف مِنْهُ يدل على التَّقَرُّب إِلَى الْملك بِقدر الْمركب. وَإِنْ رَأَى ضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي مركب مكمل وَهُوَ لابس زينته فَإِنَّهُ يدل على تقرب إِلَى حَرِيم الْملك. وَإِن رأى أَنَّهَا تخرقت فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم لملك من جِهَة حريمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سَائِر فِي مركب من حَدِيد فَإِنَّهُ يلقى قُوَّة من ملك. وَإِن كَانَت من مَعْدن من الْمَعَادِن فتأويله كَذَلِك. وَإِن لم تسر فتعبيره بضده.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَسُوق مركبا فَإِنَّهُ يدل على السّفر ومصاحبته لجَاهِل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه تسير فِي اليبوسة فَإِنَّهُ يدل على السّفر بِغَيْر فَائِدَة وتطمع النَّاس فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مركبه كسر فِي الْبر فَإِنَّهُ حُصُول هم من جِهَة جليل الْقدر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أَلْوَاح مركب ذهبت بهَا الرّيح فَإِن الْملك يَأْخُذ مِنْهُ مَالا.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا المراكب تؤول على ثَمَانِيَة أوجه ولد وَأب وَامْرَأَة وركوب وَفَرح وَأمن وعيش وغنى. وَإِن خرج من الْمركب بسلامة فيؤول لَهُ بِمَا ذكر. وَإِن عطب فتعبيره ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صَار مراكبيا وَهُوَ يدولب الْمركب فَإِنَّهُ دَلِيل على أنه يكون مصلحا بَين النَّاس وَيكون مَقْبُول القَوْل. وَإِن لم يدولب الْمركب كَمَا يَنْبَغِي لم يكن ذلك محمودا.
فصل فِي رُؤْيا آلَات المراكب والقوارب.
أما الْقلع فَحسن لقَوْل النَّاس ثناؤنا على فلَان كالقلع فِي الْبَحْر وَهُوَ على أوجه.
قَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي: من رأى قلوعا منشورة فِي الْبَحْر فَهُوَ ثَنَاء حسن.
وَإِذا رأى أَنه أقلع فِي مركب فَإِنَّهُ يقْلع عَن الذُّنُوب. وَرُبمَا دلّ رُؤْيا الْقلع على شَيْء قَصده سَوَاء كَانَ إنْسَانا أَو حَيَوَانا أَو جمادا أَو نباتا فليعتبر الرَّائِي ذَلِك وَيفهم مَا قَصده فِي يقظته.
وَأما حبال الْقلع فهم أَسبَاب وَسَيَأْتِي بَيَان ذكر الحبال فِي فَصله.
وَأما المقاديف فتدل على رجال معاونين نفاعين.
وَأما المرساة فتؤول بالإقامة عَن السّفر وبالزوجة الْمُدبرَة وبالقوة وبالسكينة.
وَأما الدفة فتسمى بأسام مُخْتَلفَة فتدل على من هُوَ قَائِم بِأُمُور الْإِنْسَان ومدبرها وَرُبمَا كَانَت قيمَة الْبَيْت، وَلَا خير فِي حُدُوث نازلة بهَا.
وَأما الصاري فَإِنَّهُ يؤول بكبير الْقَوْم الَّذِي جَمِيع الْأَحْوَال مُتَعَلقَة بِهِ. فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ فِيهَا حَادِثا كَانَ عَائِدًا على ذَلِك وَكلما كَانَ قَوِيا ثَابتا فَهُوَ مَحْمُود.
وَأما الْقرْيَة الَّتِي يوضع بهَا الْقلع فَإِنَّهَا تؤول بمعاون فِي الْأُمُور مناع للضَّرَر ومتسبب لصلاح النَّاس، وَلَا خير فِي حُدُوث مَا يَضرهَا.
وَأما الدَّلْو فَإِنَّهُ يؤول بِمن هُوَ سَاتِر لأموره فمهما رأى فِيهِ من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول فِي ذَلِك وَرُبمَا كَانَ دَالا على الْوِقَايَة وَفعل الخيرات وَكَذَا الْإِحْسَان.
وَأما بَقِيَّة آلَات المراكب وَهِي عديدة فتؤول على ثَلَاثَة أوجه: أعوان النَّاس ومسالك وَمَنْفَعَة خير.
وَقيل فِي اللبان أَنه دَال على الطّرق وَصَاحب مَنْهَج وَتمسك وعصمة ومداراة وعيون ومعاونة وَرُبمَا كَانَت دَاره ودربه خُصُوصا إن كَانَ لَهَا حَدِيد.
وَأَمَّا القوارب فَهُوم دون المراكب فِي التأويل. وَرُبمَا دلّت رُؤْيا القارب على الْهم وَالْخُرُوج مِنْهُ خير وَفرج.
وقيل: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بداره قاربا فَلَا خير فِيه ذلك فلرُبمَا دلّ على تكدير عَيْش.
وَأما العشارى فَهُوَ فِي الْمَعْنى نَظِيره وَلَكِن فِي الْمقَام أجل لِأَنَّهُ ذُو مقاديف عديدة وَرُبمَا دلّ على ترجمان الْملك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يركب مركبا فَإِنَّهُ يصنع مَعْرُوفا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يقتلع شَيْئا من ذَلِك فَإِنَّهُ يحصل مَالا.
وَقِيلَ: رُؤْيا جَمِيع المراكب والقوارب إِن دخل فِيهَا وأغلقت عَلَيْهِ فإنها تدل على سجن.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصنع فِي شَيْء من ذَلِك مَا لَا يُمكن صناعَة مثله فِي الْيَقَظَة فَإِن ذَلِك لَيْسَ بمحمود.
وَأما تَابُوت الْمركب فَإِنَّهُ يؤول بتاج الرجل وبهائه فمهما رَآهُ فِي ذَلِك من زين أَو شين فيؤول على صَاحب الْمركب.
وَأما الإسقالة فَهِيَ إِنْسَان تَجْتَمِع أشغال النَّاس عِنْده وَرُبمَا دلّت على اتِّصَال إِلَى أُمُور بِوَاسِطَة رجل مُنَافِق وَالله أعلم.
فصل فِي رُؤْيا السجْن و الترسيم و الأسر و القيد و الغل (الأغلال) و الربط
السجن في المنام
وَهُوَ على أوجه مُتعَدِّدَة: من رأى أَنه دخل سجنا معروفاً فَإِنَّهُ يدل على مضرة. وقال الْكرْمَانِي: رُؤْيا السجْن الْمَعْرُوف لمن يكون مَشْهُورا بِعَدَمِ الْفساد دين وجاه وَمَنْفَعَة، وَإِن كَانَ مَشْهُورا بِالْفَسَادِ فغم ونقصان. وقيل: السجن المجهول غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سجن سُلْطَان موثقًا فَإِنَّهُ يُصِيب أمرا يكرههُ وَهُوَ فِي غم ولكن يرتجي له الفرج. وَإِن كَانَ مُسَافِرًا فَهُوَ غفلته، وَإِن خرج مِنْهُ دم خرج من ذَلِك كُله.
وَقِيلَ: من رأى أَنه فِي سجن فَهِيَ الدعْوَة المستجابة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سجن مَجْهُول مَوْضِعه وهيئته وَأَهله وَرَأى فِي ذَلِك بشاعة وَلم ير أَنه خرج مِنْهُ فَإِن ذَلِك غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ موثق فِي بَيت فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي سجن وَهُوَ فِي صفة بَيت وَلَا يعرفهُ فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة وينال مِنْهَا مَالا وَولدا.
وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا فِي سجن فَإِنَّهَا تتَزَوَّج رجلا كَبِير الْقدر.
وَإِن كَانَت متزوجة فَإِنَّهَا حرَّة مصونة وَلَا بُد لَهَا من حُصُول الْخَيْر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ معوق فِي مَكَان لَا يَسْتَطِيع الْخُرُوج مِنْهُ بِحَيْثُ يكون مشكورا فَإِنَّهُ سَعَة وَقَضَاء ونعمة وخصوصا ان كَانَ من طلبة الْعلم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من الاعتقال فَإِنَّهُ يخرج مِمَّا هُوَ فِيهِ من أَمر يكره فِي الدّين وَالدُّنْيَا إِلَى الصّلاح وَالْخَيْر وَلَا خير فِي ذَلِك لِلْأُمَرَاءِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يخرج من سجن مَجْهُول أَو من بَاب ضيق فَهُوَ مَحْمُود جدا فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَالْأَفْعَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من سجن وَأَرَادَ أَن يعود فِيهِ فَإِنَّهُ يكون قد نأى عَن أَمر مَكْرُوه، وَإِن الشَّيْطَان قد سَوَّلَ لَهُ تحسينه، فَإِن دخل فِيهِ عَاد لما كَانَ عَلَيْهِ من أمر مكروه.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْحَبْس إِذا كَانَ مَعْرُوفا فَهُوَ حُصُول مُرَاد وعاقبة محمودة لقَوْله تَعَالَى: {قَالَ رب السجْن أحب إِلَيّ مِمَّا يدعونني إِلَيْهِ} وَإِذا كَانَ مَجْهُولا فَهُوَ هم وغم لقَوْل يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: السجْن قبر الاحياء ومنزل الْبلوى وتجربة الأصدقاء وشماتة الْأَعْدَاء. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ هرب من السجْن فَهُوَ على وَجْهَيْن متناقضين: إما خلاصه من الهموم أو إصابته بهم وغم لما رأى بَعضهم ذَلِك وَجَربه مرَارا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل السجْن ثمَّ خرج عَاجلا فَإِنَّهُ ينَال مَا يتمناه بِتَمَامِهِ.
فصل فِي رُؤْيا الترسيم
[1]الترسيم: هو أن يعوقه بمكان من الأمكنة، أو يقام عليه حافظ، يعرف حالياً بالإقامة الجبرية.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي الترسيم[1] فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا خُصُوصا إن كَانَ فِي بَيته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فك من الترسيم فَهُوَ خير أَيْضا.
وقال بعض المعبرين: رُبمَا يؤول الترسيم بالحفظة فَيحْتَاج الرَّائِي أَن يعبر بِحسن منظر من يرَاهُ مرسما عَلَيْهِ، فَإِن كَانَ حسن المنظر فَيدل على مَنْطِقه وَفعله، وَإن رَآهُ سيء المنظر فضده لقَوْله تَعَالَى: {وَإِن عَلَيْكُم لحافظين} وَالله أعلم.
فصل فِي رُؤْيا الْأسر
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَسِير فَلَا خير فِي ذلك حيث يصيبه هم. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ عنده أَسِيرًا فَهُوَ مَحْمُود.
وقال السالمي: من رأى أَنه أَسِير وَقد تخلص فَإِنَّهُ ينجو من الْهم وَالْغَم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ أَسِير وَهُوَ يُؤمر بِخِلَاف دينه فَإِنَّهُ إن فعل لَا خير فِيهِ. وَإِن لم يفعل فَهُوَ مَحْمُود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحسن إِلَى أَسِير فَإِنَّهُ يفعل الْخَيْر وَيكون عِنْد الله مَقْبُولًا لقَوْله تَعَالَى: {مِسْكينا ويتيما وأسيرا}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أَسِيرًا فك نَفسه فَإِنَّهُ يسْعَى فِي نجاح آخرته.
فصل فِي رُؤْيا الغل
[1]الغل: يوضع في يد أو عنق السجين أو الأسير، وأما القيد: فيوضع في الأرجل.
وَهُوَ على أَنْوَاع قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أكره رُؤْيا الغل وَأحب رُؤْيا الْقَيْد. من رأى أَنه مغلول فَإِنَّ رؤياه غير محمودة، قال الله تعالى: {إِنَّا جعلنَا فِي أَعْنَاقهم أغلالا}.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: لَا خير فِي رُؤْيا الغل فَمن رأى أَنه أَخذ وغل فَإِنَّهُ يَقع فِي شدَّة قال الله تَعَالَى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا للْكَافِرِينَ سلاسل وأغلالا}.
وَقِيلَ: إِذا رأى الرجل فِي مَنَامه كَأَن فِي عُنُقه سلسلة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة سَيِّئَة الْخلق. وَإِن كَانَ الغل من فضَّة فَإِنَّهُ ينَال من قبل مشقة من جهة نسوة. وَإِن كَانَ من ذهب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ضَرَر بِسَبَب مَال. وَإِن كَانَ من نُحَاس فَإِنَّهُ حُصُول ضَرَر بِسَبَب الْعقار وَالْمَتَاع. وَإِن كَانَ من قصدير يكون الضَّرَر من جِهَة المكسب والمعيشة. وَإِن كَانَ الغل من خشب يكون أَهْون مِمَّا ذكر فِيمَا تقدم من الأغلال.
وَقِيلَ: من رأى ذَلِك فَإِنَّهُ يؤتمن على أَمَانَة وَلَا يقوم بهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن يَده مغلولة إِلَى عُنُقه فَإِنَّهُ يدل على الْبُخْل لقَوْله تَعَالَى: {وَلَا تجْعَل يدك مغلولة إِلَى عُنُقك}.
وقال بعض العبرين: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن يَدَيْهِ مغلولتان فإنه لا خير في ذلك قال الله تَعَالَى: {وَقَالَت الْيَهُود يَد الله مغلولة غلت أَيْديهم}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ مغلول وَهُوَ يسحب فَإِنَّهُ يدل على النِّفَاق لقَوْله تَعَالَى: {إِذ الأغلال فِي أَعْنَاقهم والسلاسل يسْحَبُونَ} .
فصل فِي رُؤْيا الْقَيْد
يؤول على وُجُوه: قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْقَيْد فِي التَّأْوِيل ثبات صَاحب الرُّؤْيَا على أَمر هُوَ فِيهِ من خير أَو شَرّ.
وَقِيلَ: إن كَانَ الْقَيْد متخذا من حَبل فَهُوَ ثبات على أَمر الدّين لقَوْله تَعَالَى: {واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا}.
وَإِن كَانَ متخذا من رصاص فَإِن ثباته يكون على أَمر غير قوي.
وَإِن كَانَ من صفر -نحاس- كَانَ ثباته على أَمر مَكْرُوه.
وَإِن كَانَ من فضَّة كَانَ ثباته على تَزْوِيج.
وَإِن من ذهب فَهُوَ انْتِظَار رُجُوع مَال ذَاهِب عَنهُ.
وَإِن كَانَ من خشب فَهُوَ ثبات فِي نفاق وبغض.
وَإِن كَانَ من حطب كَانَ ثباته على نميمة.
وَإِن كَانَ متخذا من خيط أَو خرقَة فَإِن ثباته فِي أَمر غير ثَابت وَلَا دَائِم.
وقال دانيال: إِذا رأى الْأَمِير فِي أحد رجلَيْهِ قيدا فَإِنَّهُ يدل على سَفَره من مملكته وَحُصُول التعويق فِي سَفَره. وَإِن كَانَ الْقَيْد على رجلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولَايَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) برجليه أَرْبَعَة قيود فَإِنَّهُ يرْزق أَرْبَعَة أَوْلَاد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ مقرون فِي قيد مَعَ رجل دلّت رُؤْيَته على اكتسابه مَعْصِيّة كَبِيرَة قال الله تَعَالَى: {وَترى الْمُجْرمين يَوْمئِذٍ مُقرنين فِي الأصفاد}.
وَقِيلَ: من رأى أَن برجليه قيدا من مفرق فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة من الأَرْض. وَإِن كَانَ من ذهب فَإِنَّهُ يدل على السّفر أو المرض.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه مُقَيّد وَهُوَ من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح فَإِنَّهُ ثبات فِي دينه.
وَإِن كَانَ من سُلْطَان أَو من يقوم مقَامه فَإِنَّهُ يَدُوم فِي حكمه وولايته. وَإِن كَانَ مَرِيضا أَو مَحْبُوسا أَو مكروبا فَإِنَّهُ يطول مكثه.
وَإِن كَانَ مُسَافِرًا أَو يهم بِالسَّفرِ يُقيم عَن ذَلِك.
وَإِن كَانَ الْقَيْد من فضَّة فَإِنَّهُ يمْتَحن بِامْرَأَة.
وَإِن كَانَ من ذهب فَإِنَّهُ يذهب لَهُ شَيْء.
وَإِن كَانَ من صفر أَو رصاص أَو مَا يشبه ذَلِك فَإِنَّهُ تَحْصِيل خير وَمَنْفَعَة أَزِيد مِمَّا كَانَ يَقْصِدهُ فِي سفر.
وَإِن كَانَ من حَدِيد كَانَت اقامته لعذر قَاطع.
وقال بعض المعبرين: جربت رُؤْيا الْقَيْد مرَارًا عديدة فَلم أر مِنْهُ إِلَّا خيرا وَكلما ثقل الْقَيْد كَانَ أعظم فِي الثَّبَات وأجود.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْقَيْد تؤول على أوجه: نفاق وبخل واحتفاظ من الْمعْصِيَة وَيحْتَاج ذَلِك إِلَى اعْتِبَار الرَّائِي.
فصل فِي رُؤْيا الربط
وَهُوَ على أَنْوَاع مُتَفَرِّقَة، فَمن رأى أَنه مربوط من يَده فَإِنَّهُ يدل على أَنه اكْتسب مآثم وَرُبمَا دلّ على هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مربوط من رجله فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي خير فَإِنَّهُ يسْتَمر فِيهِ، وَإِن كَانَ فِي شَرّ فَإِنَّهُ يسْتَمر أَيْضا وَلَا خير فِيهِ للضعيف.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن رجلَيْهِ مربوطتان بِبَعْض حَتَّى لَا يَسْتَطِيع الْقعُود فَهُوَ حُصُول أمر يكرهه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ربط إنْسَانا أَو بَهِيمَة فَعِنْدَ الْبَعْض: إنَّهَا احتراس الْأُمُور، وَعند آخَرين ربط الْبَهِيمَة مَحْمُود وربط الإنسان لَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ربط حَيَوَانا من الْحَيَوَانَات فَإِن كَانَ مِمَّن يَقْتَضِي ربطه فنظير الْبَهِيمَة وَإِلَّا فَهُوَ طلب مَا لَا يكون.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ربط على شَجَرَة أَو إلى خشب فَلَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ربط من أحد أَعْضَائِهِ (كاليد) إلى إِنْسَان آخر فَإِنَّهُ يقارنه فِي أَفعاله سَوَاء كَانَت حميدة أَو ذميمة.
وَأَمَّا ربط المراكب فَسَيَأْتِي فِي فَصله وَمَا يرْبط كل شَيْء فِي فَصله ومكانه.
وَأما السلَاسِل فَإِنَّهَا تؤول بالأعوان، وسلاسل القبان تؤول بأعوان القَاضِي، وجملتها فِي أوعية تؤول بِالْمَالِ.
وَأَمَّا الزنجير والقيد قد تقدم ذكر تعبيرهما فِي فصولهما فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْعِشْرين.
وَأَمَّا مَا يعْمل مِمَّا ذكر من الْمَعَادِن مثل الْأَوَانِي والمواعين وَمَا أشبه ذَلِك فَيَأْتِي تعبيرها فِي فصولها فِي الْبَاب الثَّانِي وَالسبْعين.
وَأَمَّا غير ذَلِك مِمَّا يعْمل من كل صنف مِنْهَا هُوَ مُوَافق جنسيته فقد أَتَيْنَا بكل شيء منه في فصله وستأتي التتمة إن شاء الله.
وَأَمَّا السُّؤَال فَإِنَّهُ يدل على التَّوَاضُع وَالِاجْتِهَاد فِي طلب الْعلم.
وقال آخَرُونَ: ان كَانَ الْأَمر من أُمُور الدّين فمحمود. وَإِن كَانَ للدنيا فَلَيْسَ بمحمود.
وَأَمَّا الطّلب فَمن رأى أَنه يطْلب شَيْئا ويجد فِي طلبه فَإِنَّهُ ينَال مناه كَمَا قيل: من حث فِي طلب شَيْء ناله أَو بعضه.
وَأَمَّا السُّقُوط فَمن رأى أَن أحدا سقط عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يظفر بِهِ عدوه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ سقط من مَكَان عَال مثل الْجَبَل أَو الْحَائِط وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على عدم إتْمَام الْمَقْصُود.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ سقط من ضَرْبَة فَإِنَّهُ حُصُول هم.
وَإِن زل قدمه فَكَذَلِك.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه خر على وَجهه فَإِنَّهُ إن لم ينْو بِهِ السُّجُود فَلَا خير فِيهِ.
وَإِن كَانَ فِي خضومة فَذَلِك.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه خر على وَجهه فَإِنَّهُ ان لم ينْو بِهِ السُّجُود فَلَا خير فِيهِ.
وَإِن كَانَ فِي خُصُومَة أَو حَرْب أَو مُنَازعَة لم يظفر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ سقط من سقف أَو حَائِط أَو شجر أَو نَحْو ذَلِك فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ لَا يتم لَهُ وَلَا يبلغ مِنْهُ مَا يُريدهُ بامتناع ذَلِك عَلَيْهِ أو لَا يتم لَهُ مَا يرجوه في ذلك الأمر وَلَا يبلغ مِنْهُ مَا يُرِيد.
وَقد يدل السُّقُوط لمن عِنْده خلل فِي دينه على انهماكه فِي الْمعاصِي والفتن والأعمال المضلة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ سقط فِي مَسْجِد أَو رَوْضَة وَمَا أشبه ذَلِك وَكَانَ بِسَبَب فعل خير أَو كَانَ قاصده فَإِنَّهُ دَال على ترك الذُّنُوب والمعاصي والإقلاع عَن الْبدع والأهواء.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه سقط فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود.
أما الانقلاب، فَمن رأى أَنه انْقَلب على رَأسه فَإِنَّهُ حُدُوث هم وَرُبمَا كَانَ انقلاب رئيسه عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ انْقَلب من جنب إِلَى جنب فَهُوَ تغير حَال.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ انْقَلب بظهره فَإِنَّهُ اجْتِنَاب مَعْصِيّة.
وَأَمَّا العثور فَمن رأى إبهام رجله عثرت فِي الأَرْض فَإِنَّهُ يجْتَمع عَلَيْهِ دين فَإِن خرج مِنْهُ ناله هم. وَقِيلَ: إنه يُصِيب مَالا غير حلال.
وقال الْكرْمَانِي: من كَانَ فِي خُصُومَة وَرَأى أَنه عثر فَإِنَّهُ لم يظفر بحاجته.
فصل فِي رُؤْيا السم
تقدم الْكَلَام فِي ذكر الْأَمْرَاض عَلَيْهِ لكَونه من جملَة الْعِلَل.
وقال بعض المعبرين: تَعْبِيره جملَة مَال حرَام وَحرب وشغل لَا فَائِدَة لَهُ فِي أَمر من أُمُور الْآخِرَة.
وقال آخَرُونَ: اسْتِعْمَال السم يؤول بطول حَيَاة وَمَنْفَعَة دنيوية.
وَأَمَّا الاسنان فِي التَّأْوِيل فهم أهل الْبَيْت والقرائب فاما الأعالي فرجال.
وَأَمَّا الأسافل فنسوة فالناب سيد أهل بَيته أَو من يُنَاسِبه.
وَقِيلَ: إِن الناب الْأَعْلَى الْأَيْمن صبي يقوم مقَام أَبِيه والأيسر دونه.
وَقِيلَ: الْأَيْمن عَم والأيسر خَال.
وَقِيلَ: عمر صَاحب الرُّؤْيَا.
وَأَمَّا الثنايا الْفَوْقِيَّة فاليمنى أَب واليسرى عَم وَقد يكون أخان أَو عمان يقوم مقامهما وَغَيرهمَا فِي النصح والشفقة والرباعيات السُّفْلى ابْن عَم أَو عمَّة أَو بَنَات اخوات.
وَقِيلَ: الضواحك الاخوان وبنوهم.
وَقِيلَ: الْخَال وَالْخَالَة وَبِالْجُمْلَةِ إِن رأى مَا يشين الْأَسْنَان فَإِن كَانُوا من الأعالي عبروا بِالرِّجَالِ وَإِن كَانُوا من الأسافل عبروا بِالنسَاء.
وَقَالَ بعض المعبرين: الثنايا السُّفْلى أم وعمة والأضراس أجداد وجدات.
وَإِن رأى أَنه نبت لَهُ بِجَانِب شَيْء من ذَاك نَظِيره فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد مِمَّن نسب إِلَيْهِ من الْمَذْكُورين أَو مِمَّن يقوم مقَامه واستياك الْإِنْسَان دَلِيل على وُقُوع جِدَال بَين أهل بَيته.
(وَمَنْ رَأَى) أَن فِي أَسْنَانه فلجاً فَهُوَ عيب أهل بَيته يرجع إِلَيْهِ وَرُبمَا دلّ ذَلِك على زِيَادَة الْحسن لِأَنَّهُ مستحسن عِنْد النَّاس.
وَقِيلَ: فلج الْأَسْنَان ثَنَاء جميل على بَيته.
وكلال الْأَسْنَان كلال حَال وَضعف.
ونقاء الْأَسْنَان يدل على بذل مَال فِي نفي الهموم.
وَبَيَاض الْأَسْنَان وطولها وكمالها زِيَادَة قُوَّة وجاه.
وَإِن رأى أَنه نبت لَهُ سنّ وَهُوَ يؤلمه كَانَ ضرا أَو بلَاء.
وَإِن رأى أَن أحدا يقْلع أَسْنَانه يدل على أَنه يقطع رَحمَه أَو ينْفق مَاله على كره مِنْهُ.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: إِن رأى أَن سنه وَقع فِي الأَرْض فَتَلقاهُ يدل على أَنه يُولد لَهُ ولد فَإِن لم يتلقه دلّ على فراق أحد من أَقَاربه.
(وَمَنْ رَأَى) أَسْنَانه ممزوجة فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود جدا.
(وَمَنْ رَأَى) أَن أَسْنَانه أَو شَيْئا مِنْهَا قد زَاد فِي الطول فَهُوَ جيد ومحمود وَإِن نَقَصُوا أَو صغروا فضد ذَلِك قَالَ بعض المعبرين: صغر الْأَسْنَان يدل على الْحسن وكبرها يدل على الْبشَارَة.
وَقَالَ السالمي: إِن رأى أَن شَيْئا من أَسْنَانه سقط إِلَى حجره أَو صره فِي ثَوْبه أَو وَقعت فِي يَده فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: فإما وضع حَامِل أَو استفادة مَال.
(وَمَنْ رَأَى) بِأَسْنَانِهِ عَيْبا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه هم أو افلاس وأو فراق أو قرابة أو ضعف همه.
(وَمَنْ رَأَى) أَن جَمِيع أَسْنَانه سَقَطت وَذَهَبت فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: فراق أو طول عمر وأو ذَهَاب مَال أو عيشة رَدِيئَة.
وَإِن سَقَطت فِي حجره أَو يَده أَو فِيمَا يحصل بِهِ حفظ فتؤول على عشرَة أوجه: حُصُول مَال وَكَثْرَة نسل واجتماع اقاربه بمَكَان وَهدم بِئْر لَهُ ووفاء دُيُون وَذَهَاب مَال فِي مصلحَة ومضي ثَمَانِيَة وَعشْرين سنة من عمره وحياة مُدَّة اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة وَغرم ثَلَاثِينَ درهما إِلَى ثَلَاثِينَ ألفا على حسب الْمَنَام واذهاب مَال فِي نَفَقَة ويستفيد غَيره.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ عدم أَسْنَانه ويتعذر عَلَيْهِ أكله فَإِنَّهُ فقر وحاجة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ ينقي أَسْنَانه بخلال أَو نَحوه فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه يؤلمه وعالجه فَفعله فَهُوَ حُصُول خير وَمَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَن أَسْنَانه قلعت ثمَّ عَادَتْ إِلَى مَكَانهَا فَإِنَّهَا يحصل لَهُ تنافر من اقاربه ثمَّ يعودون لما كَانُوا عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَسْنَانه من مَعْدن أَو من نَبَات فَإِنَّهُ يدل على فراق.
وَإِن رأى أَن لَيْسَ بفمه أسنان ثمَّ نَبتَت جددا فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه تَغْيِير أُمُوره وحياة طَوِيلَة وتدبير فِي مصَالح نَفسه.
وَقَالَ خَالِد الأصفهاني: من رأى أَن لَيْسَ بفمه سوى سنّ فَإِنَّهُ يدل على حَيَاته سنة.
وَإِن رأى أَزِيد من ذَلِك دون الْعشْرَة فتعبيره كل وَاحِدَة مِنْهُم بِسنة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ نبت لَهُ سنّ بمكانه لَا يَنْبَغِي نبته فَإِنَّهُ يدل على حُصُول أَمر لَيْسَ بمحمود.
وَإِن رأى أَنه بلع أَسْنَانه أَو بعضه فَإِنَّهُ يَأْكُل مَالا يحل لَهُ المَال سَوَاء كَانَت لَهُ أَو لغيره.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الاسنان تؤول على سِتَّة أوجه: أهل الْبَيْت وَمَال وَمَنْفَعَة وغم ومفارقة ومضرة من الْأَقَارِب.
رؤيا
روي أَن بعض الْخُلَفَاء رأى أن جَمِيع أسناني سَقَطت فَقَيل: إِن صدقت رُؤْيا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِنَّهُ يكون أطول عمرا من أَقَاربه.
فصل فِي رُؤْيا السنين
من رأى رَأس السّنة وَرَأى فِي ذَلِك مَا يدل على الْخَيْر فَتكون تِلْكَ السّنة عَلَيْهِ مباركة.
وَإِن رأى ضد ذَلِك فضده.
(وَمَنْ رَأَى) من يُخبرهُ عَن أَمر لمُدَّة من السنين فَإِن كَانَ مِمَّن يقبل قَوْله فِي الْيَقَظَة فَرُبمَا يكون الْأَمر بِعَيْنِه فِي الْمدَّة الْمَذْكُورَة وَرُبمَا تدل السّنة على الشَّهْر أَو على الْجُمُعَة أَو على الْيَوْم وَرجح بَعضهم ان السّنة تعبر بالشهود لما ورد فِي الحَدِيث الْمَشْهُور. وَقِيلَ: بالمدة.
وَقَالَ بَعضهم: السّنة تؤول على خَمْسَة أوجه: بِالْمَرْأَةِ وبالسنة وبالبقرة وبالرهبانية وبالخصب والجدب.