رؤيا الدَّين – تفسير الاحلام لابن شاهين
وَالدَّين يؤول على أوجه: قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَن عَلَيْهِ دينا ووفاه فَإِنَّهُ يدل على الْحَج. وَإِن كَانَ قد وعد يُوفي وعده، وَإِن فَاتَت صلَاته فَإِنَّهُ يَقْضِيهَا.
موقع عربي
وَالدَّين يؤول على أوجه: قَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَن عَلَيْهِ دينا ووفاه فَإِنَّهُ يدل على الْحَج. وَإِن كَانَ قد وعد يُوفي وعده، وَإِن فَاتَت صلَاته فَإِنَّهُ يَقْضِيهَا.
رؤيا الدود – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا دودة العلق,
وَأما الدُّود فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: مَال وَمَنْفَعَة وعيال ومكروه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) دودا على ثِيَابه فَإِنَّهُ يؤول بِمَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) دودا يَتَنَاثَر من جسده فَإِنَّهُ يؤول بِإِصَابَة حشم وعيال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) دودا بمَكَان وَهُوَ كَبِير جدا فَرُبمَا يَلِي ولَايَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الدُّود يَأْكُل من لَحْمه فَإِن عِيَاله وحشمة يَأْكُلُون من مَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) دودا أَخْضَر فَإِنَّهُ يؤول بِامْرَأَة صَالِحَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظك دود الْبَطن يؤول بالعيال الشفوقين.
وَقِيلَ: رُؤْيا الدُّود إِذا إجتمعت فِي الْفَوَائِد تؤول بِزِيَادَة الْعِيَال أَو الخدم بِحَيْثُ يكون رَئِيسا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) فِي بَيته لَحْمًا وَإِن الدُّود وَقع فِيهِ وَهُوَ يَأْكُل مِنْهُ فَإِنَّهُ يؤول بِأَن عِيَاله يَأْكُلُون من مَال غَيره.
وَأما العلق فعدو طماع، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ العلق دخل فِي حلقه، فَإِنَّهُ عَدو يكون من أقاربه وَيجْلس مَعَه.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: العلق عِيَال تَأْكُل من مَال غَيره لَا من مَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) علقاً كثيرا اجْتمعت عَلَيْهِ وتمص دَمه فَإِنَّهُ يؤول بِنُقْصَان مَاله.
وَقيل: من رأى علقا متشبكا فِيهِ وقلعة فَإِنَّهُ يتَخَلَّص من هم وغم.
وقال بعض المعبرين: إِذا رَأَتْ امْرَأَة علقَة التصقت بهَا فَرُبمَا أَنَّهَا تحمل لقَوْله تَعَالَى: {خلق الْإِنْسَان من علق}.
رؤيا الدلفين – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا بقر البحر, رؤيا فرس البحر, رؤيا سرطان البحر, رؤيا دواب البحر,
وَأما الدرفيل -أو الدلفين- فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل ضخم لَا يثبت على حَالَة وَاحِدَة.
ولحمه وعظمه وَجلده مَال.
وَقيل من رأى درفيلا وَكَانَ قَصده مُعَاملَة أحد ومصاهرته أَو مَا أشبه ذَلِك كَانَ بِهَذِهِ الصّفة.
وَأما بقر الْبَحْر فَإِنَّهُ فِي التَّأْوِيل قريب مِن الدرفيل، وَلَكِن الأختلاف بَينهمَا أَنه يثبت بِخِلَاف الدرفيل.
وَأما فرس الْبَحْر فَإِنَّهُ يؤول بِمَنْفَعَة لمن أحرزه.
وَقِيلَ: يؤول بِإِنْسَان على قدره فِي الْخطر.
وأما السرطان، فَقَالَ الْكرْمَانِي: يؤول بِإِنْسَان عَظِيم النّسَب بعيد الهمة عسر الْأَخْلَاق.
وَقِيلَ: السرطان يؤول بِرَجُل سيء الْخلق قليل الهمة حقود.
وَقِيلَ: رُؤْيا دَوَاب الْبَحْر جملَة تؤول بِرِجَال على قدر خطرها ومنازلها وعداوتها للْإنْسَان وشوكتها فليعتبر الْمعبر ذَلِك.
وَقِيلَ: صديق أَعْوَج غير مُوَافق.
رؤيا الديك – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا الدجاجة, رؤيا الفروج, رؤيا الفراخ, في المنام
وَأَمَّا الديك فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ ديكا ملكه فَإِنَّهُ يقهر رجلا أعجميا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قتل ديكا فَإِنَّهُ ظفر.
وَصَوت الديك حُصُول طَرِيق الْخيرَات.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: الديك يؤول بغلام أَو بولد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) ديكا حمل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول غم من بعض النَّاس.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَن بِيَدِهِ ديكا، فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد أَو يصحب مُؤذنًا لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: الديك صديقي وَهُوَ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاة.
وَقَالَ السالمي: الديك يؤول بالملوك.
وَقِيلَ: الديك الْأَبْيَض: خادم صَالح أَمِين.
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه يُقَاتل ديكا وَأصَاب مَكْرُوها فَإِنَّهُ يُصِيب مَا يكره من رجل سيء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ذبح ديكا فَإِن كَانَ لَهُ خدم فَإِنَّهُ يَمُوت وَرُبمَا يضعف.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أمسك ديكا واحتوى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يحوي على علو الهمة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الديك يؤول بِرَجُل شُجَاع.
وَأما الدَّجَاجَة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه: قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الدَّجَاجَة تؤول بِالْمَرْأَةِ الْحَسْنَاء.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: إنها تدل على خادمة وخادم بِبَيْت وأفراخها تدل على الْأَوْلَاد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ذبح دجَاجَة فَإِنَّهُ يؤول بتزوج امرأة بكر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ذبح فرخ دجَاجَة فَإِنَّهُ يدل على هم من جهة أولاد.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى دجاجا كثيرا أحرزها بمَكَان، فَإِنَّهُ خير ونعمة، وَمَكَان احرازها يؤول بِالْبَيْتِ.
وَقَالَ جَابر المغربي: رُؤْيا الدَّجَاج يؤول بِامْرَأَة جميلَة فقيرة الْحَال.
والسود أصلح من البلق.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن دجَاجَة دخلت بَيته ثمَّ باضت فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من امْرَأَة جميلَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مسك دجَاجَة وَلها فراريج كالديوك فَإِنَّهُ حُصُول ولد.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: رُؤْيا فراريج الدَّجَاج تؤول بالهم.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الدَّجَاج تؤول على أوجه: امْرَأَة جميلَة وخادم الْبَيْت أو خادمة.
وَأما الدب فَإِنَّهُ يؤول على أوجه، قيل: عَدو مُنَافِق أَحمَق بِلَا رَأْي.
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه ركب على دب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة من سُلْطَان. ولحمه وَجلده مَال عَدو، وحليبه غير محمود.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الدب شُؤْم إذ يؤول بِرَجُل دنيء، وأنثى الدب كذلك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ركب دباً أَو قَتله فَإِنَّهُ يظفر بعدوه.
وَقِيلَ: الدب يؤول بِإِنْسَان مُخَالف فِي سَائِر الْأُمُور وتأويله كتأويل بعض الوحوش.
رؤيا الدراهم – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا الدنانير, رؤيا تقسيم الدنانير, رؤيا إعطاء الدنانير, رؤيا الفلوس,
وَأما الدَّرَاهِم، فَإِنَّهَا تؤول على وُجُوه بِحَسب اخْتِلَاف الطباع لِأَن كثيرا من النَّاس إِذا رَأَوْا الدَّرَاهِم فِي الْمَنَام يحصل لَهُ فِي الْيَقَظَة بِمِقْدَار مَا رأى.
وَمِنْهُم من قَالَ: إِذا رأى دَرَاهِم فَإِنَّهُ يسمع كلَاما حسنا أَو توحيدا لله تَعَالَى خُصُوصا إِذا كَانَت الدَّرَاهِم بَيْضَاء جَدِيدَة، وَإِذا كَانَت سَوْدَاء وَعَلَيْهَا الصُّور فَإِنَّهَا تدل على الْخُصُومَة.
وَالدَّرَاهِم الصِّحَاح تدل على الْخَبَر الصَّحِيح والمكسور مِنْهَا يدل على الْكَذِب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعْطي لَهُ دَرَاهِم فِي كيس أَو جراب أَو فِي صرة فَإِنَّهُ يتَكَلَّم مَعَه كلَاما مخفي ويحفظ سره.
وَأَمَّا الدَّرَاهِم الصَّغِيرَة فتدل على الطِّفْل الصَّغِير. وَإِنْ رَأَى أَنه ضَاعَ مِنْهُ ذَلِك الدِّرْهَم الصَّغِير فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مشقة أو هم بِسَبَب ذَلِك الطِّفْل. وَإِن وجده بَعْدَمَا ضَاعَ فيزول عَنهُ ذَلِك الهم.
وَالدَّرَاهِم المغشوشة تدل على القيل والقال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) الدَّرَاهِم فِي كفة الْمِيزَان فَإِنَّهُ يدل على ظُهُور الأعادي بِقدر تِلْكَ الدَّرَاهِم.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: الدَّرَاهِم إِذا كَانَت فِي الْبَلَد فَإِنَّهَا تدل على كَلَام حسن، وَالدَّرَاهِم الْمَكْسُورَة، كَلَام متفرق وَالدَّرَاهِم الْكَبِيرَة مَال كَثِيرَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يقسم بَين عِيَاله دَرَاهِم صحاحا فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع حُكُومَة بَينهم. وَإِن كَانَت مَكْسُورَة تدل على وُقُوع كَلَام غير نَافِذ بَينهم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) فِي دَاره دَرَاهِم بِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ يحصل لَهُ بِقدر مَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جمع دَرَاهِم كَثِيرَة فَإِنَّهَا تدل على منع النَّاس عَن حُقُوقهم لقَوْله تَعَالَى: {جمع مَالا وعدده} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) درهما أَبيض فِي كَفه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وجد صرة من الدَّرَاهِم فَإِنَّهُ يحصل مَالا حَلَالا ونعمة كَبِيرَة.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى درهما أَبيض فَإِنَّهُ يؤول بالدرهم الْأسود. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) درهما أسود فَإِنَّهُ يجد درهما أَبيض، وَمن النَّاس من يجد مثل مَا رأى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ دَرَاهِم مَرْدُودَة كَثِيرَة، فإن كَانَ تَاجِرًا فَإِنَّهُ يخسر في تجارته. وَإِن كَانَ فلاحا فَإِنَّهُ ينْتج لَهُ فَائِدَة. وَإِن كَانَ ملكا فَإِنَّهُ يعْزل عَن ملكه وَيَقَع فِي الْخُصُومَات، لِأَن تِلْكَ الدَّرَاهِم تسمى فُلُوسًا واشتقاق الْفلس من الإفلاس.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: الدِّرْهَم الْجيد صفاء فِي الدّين ومعاملة صَحِيحَة جَيِّدَة، وَالدِّرْهَم الرَّدِيء تَأْوِيله بِخِلَافِهِ، وَالدَّرَاهِم الْمَكْسُورَة تؤول على ثَلَاثَة أوجه: خُصُومَة وَقَضَاء وَولد، والنقرة مَال.
وَالدَّرَاهِم فِي التَّأْوِيل أحسن من الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم الْكَثِيرَة إِذا كَانَت مشدودة فِي الصرة فَإِنَّهَا تؤول بِحُصُول كَلَام فليعبرها الرَّائِي.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْملك أعطَاهُ دَرَاهِم فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول الْغم خُصُوصا إِذا لم تكن الدَّرَاهِم صحاحاً جيادا.
وَقَالَ السالمي: من رأى أَنه أصَاب نقرة فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل غارا وَأصَاب نقرة فَإِن امْرَأَته أَو غَيرهَا من النسْوَة تَمْكُر بِهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ دَرَاهِم مَجْهُولَة فِي شَيْء من الأوعية فَإِنَّهُ يستكتم سرا أَو يستودع مَالا أَو مَتَاعا فليتق الله فِي أَدَائِهِ -وليحافظ على ذلك السر أو المستودع عنده-. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دَفعه إِلَى رجل أو شخص فَإِنَّهُ يستودع ذلك الشخص سرا أَو مَالا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وجد دَرَاهِم فَإِن كَانَت جددا بيضًا وَعَلَيْهَا سكَّة ملك عَادل فِي ذَلِك الزَّمَان فَإِنَّهَا تؤول بِحُصُول دَرَاهِم على قدر مَا رأى.
وَقيل: من رأى أَنه أعْطي دَرَاهِم جيادا طرية إِلَى أحد أو أَنَّهُ ضَاعَ لَهُ دِرْهَم أَو سرق مِنْهُ فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَعَه درهما وَقد نزع مِنْهُ أَو ذهب عَنهُ ذَهَابًا لَا رُجُوع فِيهِ فَإِنَّهُ يؤول بحُصُول مضرَّة.
وقيل: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يقسم مَاله، فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك مَا يسْتَدلّ بِهِ على الْخَيْر فَإِنَّهُ يُزَوّج وَلَده أَو أحدا من أَهله فَيقسم فيهم مَاله فِي بر وَصَلَاح. وَإِن دلّ على غير ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول بغير ذلك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن كيس مَاله قد انفتق من أَسْفَله وَذهب مِنْهُ مَا كَانَ فِيهِ فَإِنَّهُ غير محمود. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فِي كيس مَاله أرضة فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ من أهل السعَة وَله دَرَاهِم كَثِيرَة وَهُوَ واثق بهَا فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: تغير أمره أو سُقُوط حَاله أو أنه يكون ظَالِما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مُحْتَاج إِلَى دَرَاهِم وَهُوَ يطْلبهَا وَلَا يجدهَا أَو وجد الْيَسِير مِنْهَا، فَإِنَّهُ يدل على صْلَاح دينه وثبات حَاله فِي الْخَيْر، لِأَن أهل الْخَيْر غالبهم يكون في ضيق فِي الْمَعيشَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه ضرب درهما فَإِن كَانَت امْرَأَته حَامِلا فَإِنَّهَا تَلد غُلَاما. وَإِن كَانَ بَينه وَبَين أحد خُصُومَة فَإِنَّهُ يسمع مِنْهُ كلمة ترضيه. وَإِن كَانَ مُفلسًا فَإِنَّهُ يُصِيب مَا ينفعه خصوصا إن كان صاحبه ورعا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) على عضده درهما مشدودا فَإِنَّهُ يؤول على اكتسابه حرفة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ على إِنْسَان دَرَاهِم جيادا صحاحا فَإِن عَلَيْهِ شَهَادَة بِحَق. وَإِن طَالبه بهَا فَإِنَّهَا مُطَالبَته إِيَّاهَا مِنْهُ. وَإِن ردهَا عَلَيْهِ صحاحا جيادا فَهُوَ إِقَامَة شَهَادَة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الدَّرَاهِم الصِّحَاح تؤول على أحد عشر وَجها: كَلَام صَحِيح وَقَضَاء حَاجَة وَولَايَة وَمَال مَجْمُوع وصديق وَولد ورفيق ورزق وَاسع وَأمن وامرأة وحصولها حَقِيقَة فِي الْيَقَظَة، خُصُوصا إِذا كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا مَسْتُور الْحَال وَإِذا كَانَ غير مَسْتُور الْحَال فَإِنَّهُ يدل على الضَّرْب الغم و الهم.
أما الدَّرَاهِم الْمَكْسُورَة فتؤول على أوجه: كَلَام صَحِيح أو خصومة وغم وَقيد.
وَالدَّرَاهِم الرَّديئَة مثل مَا ذكر للفلوس وتعبيرها يَأْتِي فِي فَصله.
وَأما الدَّنَانِير فَقَالَ دانيال: من رأى أَن بِيَدِهِ دَنَانِير عَددهَا أَكثر من أَرْبَعَة فَإِنَّهُ يحصل لَهُ كَرَاهِيَة من أَمر أَو يسمع كلَاما يصعب عَلَيْهِ بِقدر كَثْرَة الدَّنَانِير، وَإِذا كَانَ عدد الدَّنَانِير مَعْرُوفا يكون همه قَلِيلا.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: إِذا كَانَ عدد الدَّنَانِير خَمْسَة فَإِنَّهُ يدل على فعل شَيْء يكون مَقْبُولًا، وَإِذا كَانَ مَعَه دِينَار وَاحِد بحث لَا يكون كَبِيرا وَلَا صَغِيرا فَإِنَّهُ يؤول بدار صَغِيرَة حَسَنَة، وَإِذا كَانَ مَعَه مائَة دِينَار أَو ألف دِينَار فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول علم الاختبار، لَكِن ان كَانَ الْعدَد زوجا لَا فَردا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعْطى دِينَارا لأحد أَو ضَاعَ مِنْهُ دِينَار فَإِنَّهُ يدل على ذهَاب علم مِنْهُ بِقدر ذَلِك الدِّينَار بِحَيْثُ لَا يكون أَكثر وَلَا أقل مِنْهُ.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه وجد دِينَارا فَإِنَّهُ يدل على هم بِسَبَب الْوَلَد.
وَإِذا كَانَت الدَّنَانِير كَثِيرَة فَإِنَّهَا تنَال بالتعب وَالْمَشَقَّة.
وَأَمَّا الدَّنَانِير فأمانات تُؤَدّى لقَوْله تَعَالَى: {من إِن تأمنه بقنطار يؤده إِلَيْك}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) فِي كَفه خَمْسَة دَنَانِير فَإِنَّهُ يدل على إقامة خمس صلوَات. وَإِن ضَاعَت من كَفه فتأويله بِخِلَافِهِ. وَإِن ضَاعَ اثْنَان مِنْهَا فَإِنَّهُ يدل على اضاعة وَقْتَيْنِ، وَيُقَاس على ذَلِك.
وَمن وجد دَنَانِير كَثِيرَة ووضعها فِي مَوضِع مُحكم فَإِنَّهُ يدل على حفظ أَمَانَة الْمُسلمين.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يضْرب الدَّنَانِير فَإِنَّهُ يسْلك فِي الْفَرَائِض على أوضاعها وَيكون مُؤديا حق النَّاس أياهم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ يقسم الدَّنَانِير بَين النَّاس فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه وجد دِينَارا فَإِنَّهُ يكْتب عَلَيْهِ شَهَادَة لأجل أَمَانَة أدّيت لَهُ.
وَرُبمَا كثير من النَّاس يرى أَنه أصَاب دِينَارا فَيُصِيبهُ فِي الْيَقَظَة كَمَا رأى.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْأَشْعَث: رُؤْيا الدِّينَار السَّالِم من الْغِشّ تدل على الدّين وَالطَّرِيق الْمُسْتَقيم خُصُوصا إِذا لم يكن عَلَيْهِ صُورَة مثل المثاقيل والناصرية والأشرفية. وَالدَّنَانِير المصورة تدل على قلَّة في الدّين أو طَرِيق غير مُسْتَقِيم.
وَإن رَأَى غير المسلم فِي الْمَنَامِ أَن لَهُ دِينَارا على أحد وَجهه اسْم الله وعَلى الْآخِرَة صُورَة فإنه يسلم، وإن كان مسلما دل على فساد في الدين.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: إِذا كَانَ عدد الدَّنَانِير خَمْسَة تدل على خمس صلوَات.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعْطى الدَّنَانِير لأحد أَو ضَاعَت مِنْهُ أَو بَاعهَا أَو سرقت مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على زَوَال همه وغمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَخذ من الدَّنَانِير إِلَى الْأَرْبَع فِي الْعدَد أَو أَعْطَيْت لَهُ أَو اشْترى ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على الجاه والعز وعلو الْقدر من قبل النسْوَة وَرُبمَا وجد بِمِقْدَار ذَلِك فِي يقظته.
وَقَالَ جَابر المغربي: رُؤْيا الدِّينَار امْرَأَة وَولد.
وَكَثْرَة الدَّنَانِير زِيَادَة مَال يحصل بعناء وخصومة.
وَقيل: من رأى رجلا أعطَاهُ دَنَانِير فَإِنَّهُ رجل مظلوم. وَإِن دَفعهَا هُوَ إِلَى أحد فَهُوَ ظَالِم. وَإِن أَخذهَا رجل وَهِي مَقْطُوعَة فَهِيَ خُصُومَة ومنازعة تكون بَينه وَبَين رجل.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أصَاب دَنَانِير فِي تُرَاب فَأَخذهَا فِي يَده فذابت فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول هم من قبل الوالدة ثمَّ يَزُول.
وَقِيلَ: رُؤْيا الدِّينَار الْوَاحِد تدل على رجل صَالح لقَوْل الْعَرَب: لفُلَان ولد كَأَنَّهُ دِينَار. وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يؤتمن على مَال ويخون فِيهِ لقَوْله تَعَالَى: {وَمِنْهُم من إِن تأمنه بِدِينَار لَا يؤده إِلَيْك إِلَّا مَا دمت عَلَيْهِ قَائِما}.
وَرُبمَا دلّت رُؤْيَة الدِّينَار إِذا كَانَ مَنْقُوشًا على حُصُول أمر يكرهه مِمَّن يهمه أمره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا أعطَاهُ دَنَانِير فقد سلم من الظُّلم. وَإِن أَرَادَ أَن يُعْطِيهِ وَلم يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا فليحذر أن يظلم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَيتا وعده بِدَنَانِير فَإِنَّهُ يُرِيد الظُّلم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أصَاب دَنَانِير وَهِي مقصوصة أَو نَاقِصَة فِي الْوَزْن وَالْقدر فهم يسير.
وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَن بِيَدِهِ دَنَانِير فقلبها ونقدها فَوَجَدَهَا من غير مَعْدن الذَّهَب واستحال لَوْنهَا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول هم يحصل بِسَبَب تخيل ثمَّ لَا يُوجد لذَلِك التخيل حَقِيقَة. وَيكون أمره فِيهِ إِلَى مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْمَعْدن فِي تَعْبِير علم الْأُصُول.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سبك الدَّنَانِير فَإِنَّهُ يؤول بالهم أو قصر فِي صَلَاحه أو جَمعهَا إِذا كَانَت من وَاحِد إِلَى خَمْسَة.
وَقَالَ السالمي: رُؤْيا الدَّنَانِير إِذا علقت على رُؤْس النسْوَة فَإِنَّهَا تؤول بالزينة لَهُنَّ. والخرق فِي الدِّينَار تمزيق بعض الْهم وَرُبمَا يؤول بِغَيْر ذَلِك.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: تَضْييع الدِّينَار يدل على تَضْييع الصَّلَوَات في جماعة لما روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أَتَاهُ رجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم أَنِّي أصبت أَرْبَعَة وَعشْرين دِينَارا مَعْدُودَة فضيعتها فَلم أصب مِنْهَا غير أَرْبَعَة، فَقَالَ: أَنْت رجل تضيع الْجَمَاعَات وَتصلي وَحدك.
وَالدَّنَانِير الْكَبِيرَة أمانات وشهادات وعلوم وَولَايَة.
وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي: الدَّنَانِير أخف هما من المصوغ خُصُوصا إن كَانَ عَلَيْهَا اسْم الله.
قَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الدَّنَانِير تؤول على وَجْهَيْن، إِذا كَانَت فَردا سَوَاء كَانَت كَثِيرَة أَو قَليلَة مِمَّا لَا نِهَايَة لَهُ إِلَى خَمْسَة فَلَيْسَتْ بمحمودة وَإِذا كَانَت زوجا فتؤول بدين خَالص وَعلم نَافِع.
وَأما الْفُلُوس فَإِنَّهَا تؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين: الْفُلُوس تدل على الْخُصُومَات وَكَثْرَة القيل والقال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعْطي فُلُوسًا أَو وجدها فَإِنَّهُا تدل على الْخُصُومَة مَعَ أحد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن مَعَه فُلُوسًا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على انحصار فِي الْهم وَالْغَم وانقباض خاطره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَأْخُذ الْفُلُوس من بَيته ويرميها إِلَى خَارج بَيته أَو أَخذ أحد مِنْهُ فُلُوسًا فَإِنَّهُ يدل على خلاصه من الهم و الغم.
وَقَالَ جَابر المغربي: رُؤْيا الْفُلُوس تدل على الافلاس والفقر.
وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْفُلُوس إِذا كَانَت فِي وعَاء على حُصُول المَال.
رؤيا الدرع – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا الخوذة, رؤيا الزنود, رؤيا الجوشن, رؤيا المغفر,
وَأما الدروع فَإِنَّهُ يؤول بالأمن والتحصن من الْأَعْدَاء وَرُبمَا كَانَ حصنا لدينِهِ وَقُوَّة ومالاً وعيشا.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الدرْع حصن الرجل ولبسه سُلْطَان عَظِيم وللعامة نعْمَة ووقاية من الْبلَاء والمكايد قَالَ تَعَالَى: {وسرابيل تقيكم بأسكم} الْآيَة. وقال تَعَالَى: {وعلمناه صَنْعَة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم}.
وصنع الدرْع بُنيان مَكَان حُصَيْن.
وَأما لبس الدرْع فيؤول بِأَخ ظهير أَو ابْن شَقِيق.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه لبس درعا فَإِنَّهُ يَأْمَن من جَمِيع المكاره.
وَأما الخوذة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين: الخوذة تدل على شَيْء يحفظ بِهِ الْإِنْسَان. وقال الْكرْمَانِي: تؤول بِالْوَلَدِ لِأَنَّهَا كالتاج.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الخوذة إِذا كَانَت مُرْتَفعَة الْقيمَة دلّت على المرأة الغنية الجميلة، وَإِذا لم تكن ذَات قيمَة غَالِيَة دلّت على امْرَأَة قبيحة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الخوذة تؤول على سَبْعَة أوجه: قُوَّة وَمَال وَشرف وَولد وَبَقَاء وَحسن حَال وَشَيْء يحفظ بِهِ نَفسه بالمكر.
وَأما الزنود فقد اخْتلف فِيهَا فَمنهمْ من قَالَ: هِيَ قُوَّة صَاحب الرُّؤْيَا بمعاونة بعض أقربائه إِيَّاه، وَمِنْهُم من قَالَ: يصحب رجلَيْنِ قويين عظيمين من أقربائه أَو غَيرهم، وَرُبمَا دلّت الزنود على الْإِخْوَة أَو الْأَصْحَاب المساعدين.
وَأما الساقان فَإِنَّهُمَا يؤولان على وَجْهَيْن: لمن رأى أَنه لبسهما إِمَّا قُوَّة على يَد الْأَوْلَاد وَحُصُول سفر وَرُبمَا كَانَتَا قُوَّة فِي معيشته.
وَأما الجوشن فَإِنَّهُ يؤول على أوجه: علو قدر لِأَنَّهُ من ملابس الْمُلُوك فِي الحروب، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه يلبس جوشنا فَإِنَّهُ يدل على الشّرف والأمن والالتجاء بِمِقْدَار صقله وصفائه وَمَال وعيش وَزِيَادَة فِي الدّين.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الجوشن أحصن من الدرْع.
وَأما المغفر فَإِنَّهُ يؤول لمن لبسه بالأمن من ذهَاب المَال ونيل عز وَشرف.
وَأما لبس الْفرس فَإِنَّهَا تؤول بِالْقُوَّةِ فِي الْعِزّ خُصُوصا إِن ألبسهُ لفرسه.
وَأما السِّلَاح جملَة فقد أجمع المعبرون أَنه قُوَّة وَشرف ودولة وَولَايَة وحصن ورياسة بِقدر قيمَة ذَلِك السِّلَاح.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه تسلح بِجَمِيعِ السِّلَاح وَكَانَ مَرِيضا شفي. وَإِن كَانَ خَائفًا أَمن. وَإِن كَانَ مُسَافِرًا رَجَعَ إِلَى أَهله سالما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي وسط قوم عَلَيْهِم سلَاح وَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء وَلَا يُؤْذِي فيهم فَلَا يصلونَ إِلَيْهِ بمكروه. وَإِن آذوه فتعبيره ضِدّه.
وَأما الدخن فَمَال يحصل بتعب ومشقة، وَالْبيع فِيهَا نَظِير الذّرة، وَأكله مَذْمُوم.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: الدخن مَال قَلِيل سَوَاء كَانَ كثيرا أَو قَلِيلا مجموعا أَو غير مَجْمُوع مطبوخا أَو غير مطبوخ.
وَأما شَجَرَة الدلب فتؤول بِرَجُل ضخم كثير الْأَوْلَاد سيء الْخلق لَا مَنْفَعَة فِيهِ وَرُبمَا دلّت على رجل يسْتَعْمل فِي أشياء قبيحة.
فصل فِي رُؤْيا الدّور و الغرف و الجدران، أو رؤيا الدار و رؤيا الغرفة و رؤيا البيت و السقف و السطح و الحائط ونحوه.
قَالَ دانيال: من رأى أَنه دخل دَارا مَجْهُولَة وَلم يعرف سكانها وَرَأى فِيهَا أَمْوَاتًا فَإِن ذَلِك يدل على أنها دَار الآخرة. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج مِنْهَا فَإِنَّهُ يمرض ثم يُعَافى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل دَارا مَعْرُوفَة يكون بناؤها بالطين وَاللَّبن فَإِن ذَلِك يدل على طلب الرزق الْحَلَال. وَإِن كَانَ بناؤها من آجر وجص فَإِنَّهُ دَلِيل على طلب مَال حرَام، (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج مِنْهَا فَإِنَّهُ يَتُوب عَن الْحَرَام.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه سقط من الدَّار سقفها أَو سطحها أَو من جدارها أَو احْتَرَقَ فَإِنَّهُ وقوع أمر مكروه في داره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أَرض الدَّار قد كَبرت واتسعت فَإِنَّهُ دَلِيل على حُصُول نعْمَة وافرة. وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فبضده.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يحول دَارا عتيقة فَإِنَّهُ تتسع عَلَيْهِ الأرزاق وتفتح لَهُ الْأَبْوَاب وَيحصل لَهُ وفور السرُور.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل دَارا جَدِيدَة فَإِن كَانَ غَنِيا يزْدَاد مَاله. وَإِن كَانَ فَقير يسْتَغْنى.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: وسط الدَّار دَلِيل على الْبِنْت وَالْأُخْت فَمَا رؤى من ذَلِك من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول فِي ذَلِك، وَصفة الدَّار دَلِيل على الوالدة وَالْوَالِد.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه دخل دَارا وَهِي ملكه فَإِنَّهُ يرْزق بِنَسْل وَكلما كَانَت متسعة جَدِيدَة كَانَت زِيَادَة فِي الرزق وَالدّين.
وَقِيلَ: رُؤْيا الدَّار وَهِي حَسَنَة تدل على الصِّحَّة والسلامة وَطول عمر الْوَالِد والوالدة. وَقِيلَ: تزوج بِامْرَأَة حَسَنَة مُوَافقَة وَأمن من الْفَزع والجزع وَرُبمَا كَانَ غنى وَحُصُول ولَايَة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الدَّار تؤول على ثَمَانِيَة أوجه امْرَأَة وَزوج وغنى وَأمن وَطيب عَيْش وَمَال وَولَايَة وَعز وَحمل أَمَانَة. وَقَالَ: أما رُؤْيا الدَّار الْمَعْرُوفَة الْبناء إِذا كَانَت مُتَّصِلَة بالدور فإصابة دنيا بِقدر حسنها فَإِن كَانَت من لبن وطين فَهِيَ حَلَال. وَإِن كَانَت آجرا وجصا فَهِيَ حرَام وَرُبمَا أَنه يعْمل سوءا فليتق الله تَعَالَى.
وَأما رُؤْيا الدَّار المجهولة الْبناء والموضع وَالْأَصْل إِذا انْفَرَدت عَن الدّور فَهِيَ دَار الْآخِرَة فليعتبر الرَّائِي ذَلِك وليعتبر حَالَته أَو إِن دَخلهَا وَخرج مِنْهَا فَإِنَّهُ ينجو من أمر. وَإِن لم يخرج منها كان ذلك غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) فِيهَا سَعَة وزينة يدل على حسن حَاله.
وسعة الدَّار الْمَعْرُوفَة صفاء الْعَيْش.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل دَارا جَدِيدَة فتأويلها كَمَا تقدم إن يكن يصلح لشَيْء من ذَلِك وَإِلَّا خرجت الرُّؤْيَا لصَاحِبهَا سَوَاء كَانَ مَالِكًا أَو سَاكِنا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينظر إِلَى قصر أَو دخله فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة حَسَنَة وَكَذَلِكَ النّظر إِلَى الدّور.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فِي دَاخل الدَّار حَدثا أَو فِي الْأَبْوَاب فَإِنَّهُ حَادث شَيْء فِي النِّسَاء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن دَاره لَا تشبه الدّور فَإِنَّهُ يملك مَالا وَيظْهر ذَلِك عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَبْنِي دَارا فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد دنيا تَحْصِيلهَا بِقدر فرَاغ الْبناء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خَارج من دَار وَهُوَ صَامت لم يتَكَلَّم مَعَ أحد كان ذلك غير محمود.
وَقِيلَ: الدُّخُول فِي الدَّار أَمن على أَي وَجه كَانَ كَمَا تقدم للْمُتَقَدِّمين من الْكِتَابَة على الدّور، قَالَ بعض الشُّعَرَاء:
هَذِه الدَّار أَضَاءَت بهجة ** وتجلت فَرحا للناظرينا
كتب السعد على أَبْوَابهَا ** ادخلوها بِسَلام آمنينا
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فِي دَاره عين مَاء تجرى أَو ميزابا من غير مطر أو وسخاً أو ندوة، كان ذلك غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن دَاره طَرِيق يسلكه النَّاس فحصول هم.
فصل فِي رُؤْيا الغرف
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه فِي غرفَة أَو غرفات فَإِنَّهُ يَأْمَن مِمَّا يخَاف ويحذر لقَوْله تَعَالَى: {وهم فِي الغرفات آمنون}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي غرفَة جَدِيدَة فَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى. وَإِن كَانَ تَاجِرًا فعاقبته حميدة. وَقِيلَ: إِن كَانَ غَنِيا أصَاب مَالا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي غرفَة قديمَة فَإِن كَانَ فَقِيرا زَاد فقره. وَإِن كَانَ غَنِيا فَزِيَادَة غنى وسعادة. وَإِن كَانَ دينا فَزِيَادَة صَلَاح فِي دينه.
وَقِيلَ: إِن الغرفة امْرَأَة.
وَإِن بنى غرفَة على أُخْرَى دلّ على زواجه بِامْرَأَة فَوق زَوجته.
وَرُبمَا دلّت الغرفة على علو منصب وَرفع دَرَجَة ووجاهة بَين النَّاس.
فصل فِي رُؤْيا الْبيُوت
الْبَيْت الْمُفْرد يدل على الْمَرْأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بَيْتا على عود فَإِنَّهُ يدل على زواج امْرَأَة ذَات مُرُوءَة وعفاف وَحمل مؤنتها على رقبته وَرُبمَا حبلت مِنْهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل بَيْتا جَدِيدا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة وَيحصل لَهُ مَال وغنى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل بَيْتا معمورا بالجص أَو مبيضا وَلم يعرف صَاحبه كان ذلك غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ هرب وَدخل بَيْتا وأغلق بَابه وَالْبَيْت مُتَّصِل ببيوت فَإِنَّهُ يدل على الْخَلَاص من الهم والغم وإن كان مريضا عوفي.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بَيته هدم فَإِنَّهُ يحرز مَاله هَذَا إِذا كَانَ عتيقا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ هدم بَيت غَيره فَإِنَّهُ حُصُول مَال من الْغَيْر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سقط عَلَيْهِ بَيت أَو حَائِط فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال وافر.
وَإِن رأى أَنه فِي بَيت جَدِيد فَإِنَّهُ يدل على الِاسْتِغْنَاء.
وَإِن كَانَت من فضَّة فَإِنَّهُ يَتُوب من الذُّنُوب لقَوْله تَعَالَى: {لمن يكفر بالرحمن لبيوته سقفا من فضَّة}. وَإِن كَانَ غَنِيا يزْدَاد مَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بَيته قد اتَّسع عَمَّا كَانَ فَإِنَّهُ حُصُول نعم وَمَال وَزِيَادَة رزق. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بِخِلَاف ذَلِك فَإِنَّهُ ضِدّه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بَيته مُنْفَرد وَلَيْسَ حوله بَيت فَإِنَّهُ غير مَحْمُود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يرش بَيته فَإِنَّهُ يعْمل عملا يحصل لَهُ نكد بِسَبَبِهِ وَلَا خير فِي الرش إِذا كَانَ فِي الْبيُوت.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي بَيت وَهُوَ يمْنَع من الْخُرُوج فَإِنَّهُ حُصُول خير وعاقبة محمودة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يعذب فِي بَيت فَإِنَّهُ حُصُول فضل وَخير ونعمة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي بَيت مَجْهُول لَا يعرفهُ وَسمع كلَاما يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة أَو لم يفهم من ذَلِك شَيْئا أَو اسْتدلَّ بِهِ على الشَّرّ فَإِنَّهُ غير محمود.
وَقِيلَ: إِن الْبَيْت هُوَ الْمَرْأَة الَّتِي يأوي الرجل إليها فمهما رآه من زين أو شين يؤول عليها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ علا فَوق بَيت مَجْهُول وَكَانَ مرتفعا جدا فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة بكرا. وَإِن كَانَ عتيقا فَهُوَ امْرَأَة ثيب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ حمل بَيْتا أَو قلعة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة لَهَا مُؤنَة شَدِيدَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بَيت مَاء فَإِنَّهُ يدل على اختلاء فِي حرَام.
وَأَمَّا فعل الْإِنْسَان فِيهِ فقد تقدم فِي فُصُول الْبَوْل وَالْغَائِط فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين وبيوت المطابيخ فتؤول بالسعي إِلَى اكْتِسَاب الْمَعيشَة وقوام الْأُمُور.
وَأَمَّا الكانون -الموقد- فَإِنَّهُ على وَجْهَيْن رَئِيس الْبَيْت وَامْرَأَة جليلة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: الكانون قوام للبيت وانتظام أَحْوَال جماعته فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ فِي ذَلِك زينا أَو شينا فيؤول عَلَيْهِم.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الكانون هُوَ الْمَرْأَة فَإِن كَانَ من جص فَمن أهل بَيت فيهم تكبر، وَإِن كَانَ من الْخشب فامرأة من أهل بَيت فيهم نفاق. وَإِن كَانَ من مَعْدن من الْمَعَادِن فالمرأة تنْسب إِلَى ذَلِك الْمَعْدن.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن كانونا هدم فَإِنَّهُ زَوَال في نعْمَة صَاحب ذَلِك. وَقَالَ بعض المعبرين: رُبمَا دلّ خراب الكانون على سفر أَهله.
وَأما التَّنور فَيدل على ظُهُور الْأُمُور، وبناؤه نيل ولَايَة وَنَجَاة من عَدو لقَوْله تَعَالَى: {وفار التَّنور}.
فَإِن رأى كَأَن فِي دَار السُّلْطَان تنورا وَفِيه رماد يدل على أَنه يتَزَوَّج امْرَأَة لَا خير فِيهَا.
وَأما الْكِير والكبول فَقيل: سُلْطَان إِلَّا إِذا كَانَ الْكِير من خشب فَهُوَ نُقْصَان جاه.
وَثُبُوت الْأَمَاكِن ثُبُوت الْأَمْوَال.
وَأما الخزانة فتؤول بِجَامِع الْأَمْوَال وبالخازندار.
وَأما الْخلْوَة فَهِيَ مَحل الرَّاحَة. وَقِيلَ: سَرِيَّة.
وَأما الْبيُوت المنسوبة لِلْأُمَرَاءِ كالطشتخانات والفرشخانات وَمَا أشبه ذَلِك فَإِن كل بَيت مِنْهَا يؤول على أربابه من الخدم فَمَا رؤي من ذَلِك جَمِيعه من زين أَو شين يعبر على مَا يَقْتَضِيهِ التَّعْبِير فيهم.
فصل فِي رُؤْيا السقوف
من رأى أَن سقف دَاره متهدم وَوَقع أصل فَإِنَّهُ صَاحبهَا السَّاكِن فِيهَا أَو مَالِكهَا يتعرض لمكروه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن سقف بَيته يقطر مَاء فَإِنَّهُ يدل على بكاء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن تُرَاب سقفه ذهب فَإِنَّهُ يفْتَقر فِي مَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شَيْئا من النَّبَات نبت بسقفه فإنهم رجال يحتالون عَلَيْهِ. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جمَاعَة فَوق سقفه فَهُوَ كَذَلِك.
وتشقق السّقف حُصُول أَمر مَكْرُوه وإصابته بِحجر أَو سهم أَو نَحْو ذَلِك كَلَام مُؤثر بِقدر مَا أثرت الضَّرْبَة.
وَحسن السّقف وتزخرفه عز وجاه لصَاحبه.
وَسُقُوط السّقف حُصُول هم لقَوْله تَعَالَى: {فَخر عَلَيْهِم السّقف من فَوْقهم} الْآيَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: السّقف إِذا كَانَ من خشب دلّ على رجل رفيع، فَإِن رأى كَأَنَّهُ دخل سقفا فاستترت عَنهُ السَّمَاء فِيهِ، دخل عَلَيْهِ اللُّصُوص وسرقوا من مَتَاعه. وانكسار الْجذع من سّقف بيت مجهول في بلدة يدل ذلك على موت رجل فيه نفاق من تلك البلدة.
رؤيا
روي أَن امْرَأَة أَتَت النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَقَالَت يَا رَسُول الله رَأَيْت كَأَن عَمُود سقف بَيْتِي قد انْكَسَرَ فَقَالَ: يَأْتِي زَوجك من السّفر، فمضت الْمَرْأَة وَأَقْبل زَوجهَا بعد فترة. ثمَّ بعد ذَلِك رَأَتْ كَذَلِك فَأَتَت النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَلم تَجدهُ فَأَتَت أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وقصت عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهَا: يَمُوت زَوجك وَالْمرَاد بذلك أَن رؤياها الأولى كَانَ زَوجهَا غَائِبا فَأقبل وَفِي الْمرة الثَّانِيَة كَانَ زَوجهَا حَاضرا والفصول مُخْتَلفَة.
فصل فِي رُؤْيا السطوح
فالسطح الْمَجْهُول امْرَأَة وَالْمَعْرُوف شرف وَعز وعلو قدر وجاه.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه صعد السَّطْح الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ دلّ على الشّرف وَحُصُول مرتبَة وَشرف فِي ذَلِك الشّرف.
وَأما النَّبَات على سطح فَلَيْسَ بمحمود وَكَذَلِكَ إِذا رأى جمَاعَة فَوْقه.
وَأَمَّا جَرَيَان المَاء فَوق السَّطْح فحصول هم مَا لم يكن مَطَرا.
فصل فِي رُؤْيا الْحِيطَان والجدران
أما الأساس فَهُوَ التَّقْوَى فَكلما كَانَ وثيقا كَانَت التَّقْوَى أوثق.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: الْحَائِط تؤول بِحَال الرجل فِي الدُّنْيَا. فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه قوى حائطاً فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح حَاله فِي الدُّنْيَا بِمِقْدَار سمك الْحَائِط.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يخرب حَائِطا وَكَانَ عتيقا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول المَاء أَو الْعلم. وَإِن كَانَ جَدِيدا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ غم أو هم بِقدر مَا أخربه من الْحَائِط.
وَإِن كَانَ الْحَائِط رَقِيقا ضَعِيفا فَإِنَّهُ يدل على ضعف حَاله فِي الدُّنْيَا أو إدبار أمره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قَائِم على الْحَائِط فَإِنَّهُ لَا يَسْتَقِيم أمره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ مُعَلّق بِالْحَائِطِ فَإِنَّ ذلك غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ رفع حَائِطا فَإِن كَانَ ذَا وجاهة فَإِنَّهُ يرقى إنْسَانا إِلَى منصب. وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَإِنَّهُ يساعده بِاللَّفْظِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ هدم حَائِطا فَإِنَّهُ يُسْقط انسانا عَن معيشته.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه أَقَامَ حَائِطا أَو بنى حَائِطا خرابا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي صَلَاح أُمُور رجل قد فَسدتْ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حَائِط مَدِينَة أَو جَامع سقط فَإِنَّهُ حُدُوث هم لمتولى ذَلِك الْمَكَان.
وَقَالَ جَابر المغربي: رُؤْيا الْحَائِط تدل على رجل كَبِير مِقْدَاره فِي النَّاس بِقدر علوه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يخرب حَائِطا عتيقا فَإِنَّهُ صَلَاح حَاله. وَإِن كَانَ جَدِيدا فبضده.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: من رأى أَنه يَبْنِي حَائِطا فَإِن كَانَ من لبن وطين فَإِنَّهُ يدل على صَحَّ دينه وأمانته. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَبْنِي حَائِطا من جص فَإِنَّهُ يدل على تغير نِيَّته أو فَسَاد في دينه.
وَأما السرب فَإِنَّهُ مكر وَدخُول الْإِنْسَان فيه رُجُوع مَكْرُوه إِلَيْهِ.
وَإِن رأى فِيهِ مَاء طَاهِرا فَهُوَ معيشة من مَكْرُوه. وَإِن كَانَ بِهِ دنس أَو بِهِ نَجَاسَة فَإِنَّهُ مكر يمكره وَيحصل بِهِ هم.
وَأَمَّا الأخبية فَهِيَ امْرَأَة تكْتم السِّرّ. فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَن فِيهَا شَيْئا من الْأَشْيَاء كَانَ بَاطِنهَا نَظِير مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الشَّيْء. وَإِن رَآهَا خَالِيَة فَإِن تِلْكَ الْمَرْأَة تكون غير مُوَافقَة لما يُريدهُ مِنْهَا وَالله تَعَالَى أعلم.
وَأَمَّا الدغدغة فَمن رأى كَأَنَّهُ يدغدغ أحدا فَإِنَّهُ يحول بَينه وَبَين حرفته.
فصل فِي رُؤْيا شرب الدَّوَاء
رؤية الدواء في المنام
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يشرب الدَّوَاء بِسَبَب مرض بِهِ وَكَانَ مُوَافقا لَهُ فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه. وَإِن لم يكن مُوَافقا دل على غير ذلك.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يصنع الدَّوَاء للنَّاس فَإِنَّهُ يحسن بهم.
وقال الْكرْمَانِي: (وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ شرب دَوَاء وَحصل بِهِ إسهال زَائِد يسْقط الْقُوَّة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة. وَإِن كَانَ بِخِلَاف يكون خيرا وَمَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ شرب دَوَاء وَزَالَ عَنهُ عقله فَإِنَّهُ يحصل لَهُ فرج من الْغم.
قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: كل شراب أصفر اللَّوْن فَهُوَ دَلِيل على الْمَرَض وكل دَوَاء سهل المأكل وَالْمشْرَب فَهُوَ دَلِيل على شِفَاء الْمَرَض وَاجْتنَاب الصَّحِيح مَا يضرّهُ.
وَإِن كَانَ كريه الْمطعم لَا يكَاد يسيغه فَهُوَ دَلِيل على مرض يسير بعقبه برْء.
والأشربة الَّتِي يسهل شربهَا صَالِحَة للْفَقِير على مَا فِيهَا من سَبَب الْعَافِيَة وَغير صَالِحَة للغنى لِأَنَّهُ لَا يَتَنَاوَلهَا إِلَّا فِي وَقت الْحَاجة من مرض صَعب يضْطَر إِلَى شرابه.
وَأَمَّا السويق فَهُوَ حسن وَدَلِيل على سفر فِي طَاعَة الله.
فصل فِي رُؤْيا الدَّم
رؤية الدم في المنام
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يخرج مِنْهُ دم من غير جرح فَإِنَّهُ ان كَانَ ذَا منصب يقبل الرِّشْوَة ويتناولها.
وَإِن لم يكن فحصول ضَرَر.
وَإِنْ رَأَى الدَّم يخرج من جراحات فحصول هم وغم وخسارة.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يشرب دَمًا فَإِنَّهُ حُصُول مَال حرَام.
(وَمَنْ رَأَى) أَن بجسمه مَكَانا يخرج مِنْهُ دم أَو صديد فلطخ جسده أَو ثَوْبه فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا بِقَدرِهِ.
وَإِن لم يلطخ شَيْئا فَإِنَّهُ يخرج من اثم.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يسيل من وَجهه دم أَو قيح ولطخ ثَوْبه وَجَسَده فنظيره الأول.
وَإِن لطخ غَيره مِمَّا يخرج مِنْهُ فَإِنَّهُ يدْفع مَاله إِلَيْهِ ان كَانَ يعرفهُ، وَإِن جَهله فخسارة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يخرج من جسده دم من طعنة بِرُمْح فَإِنَّهُ يَصح جِسْمه وَيكثر مَاله. وَإِن كَانَ مُسَافِرًا دلّ على السَّلامَة ورجوعه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يخرج دم من عروقه فَإِنَّهُ يؤول بِنَقص فِي مَاله على قدر الدَّم. وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتَفَادَ مَالا بِقَدرِهِ.
(وَمَنْ رَأَى) دَمًا يخرج من قضيبه فَإِنَّهُ يدل على سقط زَوجته.
(وَمَنْ رَأَى) دَمًا يخرج من دبره فَإِن أصَاب بدنه أَو ثِيَابه نَالَ مَالا حَرَامًا.
(وَمَنْ رَأَى) دَمًا يخرج من أسنانه يُصِيبهُ هم من قبل أَقَاربه.
وقال جَابر المغربي: من رأى دَمًا مجموعا بمَكَان ثمَّ وَقع فِيهِ فَإِنَّهُ يتهم في أمر بِغَيْر حق.
(وَمَنْ رَأَى) بمَكَان نَهرا من دم أَو ميزابا سَائِلًا فَإِنَّ ذلك غير محمود.
وقال دانيال: وَإِنْ رَأَى أَنه خرج دم من أَنفه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال من وَجه حرَام.
وَإِن كَانَ الدَّم قَلِيلا وَلم يلوث ثَوْبه وَرَأى مَعَه ضعفا فَإِنَّهُ يدل على الْفقر وَنقص المَال.
وَإِن عَادَتْ قوته بعد الضعْف كَانَ مَالا حَرَامًا.
وَإِن لم ير عِنْد خُرُوجه ضعفا وَكَانَ الدَّم قَلِيلا جدا فَإِنَّهُ فرج من هم وغم لقَوْل بَعضهم: نقطة دم تفريج هم.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى دَمًا دَقِيقًا سَائِلًا فِي أَنفه دلّ على إِصَابَة مَال حرَام. وَإِن كَانَ غليظا دلّ على سقط حَامِل.
وَقِيلَ: إِن الرعاف إِصَابَة كنز.
(وَمَنْ رَأَى) أَن رعافه يقطر فِي الطَّرِيق فَإِنَّهُ يُؤَدِّي زَكَاة مَاله على الشَّرْع.
(وَمَنْ رَأَى) أَن أَنفه رعف وَهُوَ يظنّ أَنه يَنْفَعهُ نَالَ من رئيسه مَالا وَخيرا وإِن كَانَ يظنّ أَنه يضرّهُ نَالَ من رئيسه مَالا يكون عَلَيْهِ وبالا ويصيبه بعد ذَلِك مَا يكرههُ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يخرج من عَيْنَيْهِ دما فَإِنَّهُ فراق.
فصل فِي رُؤْيا المجلدات
من رأى من المجلدات تَفْسِير الْقُرْآن بِيَدِهِ فَإِن أُمُوره تستقيم وَإِن رأى أَنه يطالع فِيهِ فَإِنَّهُ يحل المشكلات.
(وَمَنْ رَأَى) مجلدات الْفِقْه فَإِنَّهُ يكون سالكا طَرِيق الْخَيْر وَإِن قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون مُتبعا للأوامر مجتنبا للنواهي مُخْتَارًا للصَّوَاب.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْأَخْبَار أَو قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون مقربا عِنْد الْمُلُوك ومقبول الرَّأْي.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْأُصُول فَإِنَّهُ يبْحَث عَن الْأَشْيَاء الغوامض فَإِن قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِمَا لَا يحصل لَهُ فَائِدَة وَرُبمَا يحصل بَينه وَبَين أَقوام جِدَال وَرُبمَا أدّى ذَلِك إِلَى ملامة وَرُبمَا يكون قُصُور فهم عَمَّا هُوَ طَالب حَقِيقَة وَعدم ادراك ذَلِك وَقد يكون ارْتِكَاب أَمر مَنْهِيّ عَنهُ.
(وَمَنْ رَأَى) مجلدات الْكَلَام فِي بَاب الْمنطق أَو الْبَيَان أَو مَا يُنَاسب ذَلِك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِأُمُور عَجِيبَة وَرُبمَا لَا يُفِيد من ذَلِك شَيْء لدينِهِ.
(وَمَنْ رَأَى) مجلدات فَضَائِل التَّسْبِيح والتهليل أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون طلق اللِّسَان بالخيرات وَالصَّلَاح مَحْمُودًا فِي أَفعاله متجنبا للدنيا طَالبا للآخرة.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الدَّعْوَات أَو الْخطب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِن الله تَعَالَى يستجيب دعاءه ويبلغه مأمنه.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْقَصَص أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على مواعظها رَاغِبًا فِي استماعها.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات قصَص الْمُلُوك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا يلومه النَّاس فِي أَفعاله.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْحِكْمَة أَو قَرَأَ شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ يدل على قِرَاءَة الْقُرْآن من الْمُصحف.
وَقِيلَ: يكون ذكياً ذَا فهم وَكَلَام غَرِيب.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات النَّحْو وَالْأَدب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على الدُّنْيَا وأشغالها وَيطْلب الشُّهْرَة وَالثنَاء فِي الْخلق.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الرسائل أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصير كَاتبا عِنْد الْمُلُوك والأكابر.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الطِّبّ أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون رَئِيسا فِي مهماته مصلحا للأمور الْفَاسِدَة.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الطبائع أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون عَالما بِأُمُور الدُّنْيَا يدْرِي بِأَن لَيْسَ فِي طلبَهَا فَائِدَة بَاقِيَة.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات النُّجُوم وَقَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ صَلَاح أشغال دُنْيَاهُ وَلَا ينْتَفع مِنْهُ وَلَا من غَيره.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الشّعْر أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِن كَانَ مدحا أَو غزلا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِفعل يحصل لَهُ بذلك من النَّاس الْمَلَامَة والطعن وَلَيْسَ لَهُ مصلحَة مِنْهُ فِي دينه ودنياه وَإِن كَانَ شعرًا فِيهِ فَضَائِل وتوحيد وَهُوَ يقْرَأ يُصَادف خيرا وَفَائِدَة.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات التَّعْبِير أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ حَدِيث من شخص جليل الْقدر وَيحصل لَهُ من ذَلِك الحَدِيث امتنان وَخير وَشرف لقَوْله عز وَجل: {وعلمتني من تَأْوِيل الْأَحَادِيث}.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الهندسة أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِعلم يشْتَهر فِي النَّاس بِهِ وَلَيْسَ لدينِهِ من ذَلِك مَنْفَعَة وَيكون كثير الافتكار.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْقِسْمَة والمساحة أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بِلَا مَنْفَعَة من مجلدات.
(وَمَنْ رَأَى) الْحساب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا يكون مهموما مغموما فِي طلب الدُّنْيَا.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات النَّوَادِر والمضاحك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ فعل قَبِيح فصيح.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات عُيُوب النَّاس وهجوهم وَمَا لَا مَنْفَعَة فِيهِ أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يغتابه الْخلق ويشتهر بَينهم بالسيرة الذميمة.
وَقِيلَ: رُؤْيا المجلدات إِذا لم تفتح وَلم يعلم مَا فِيهَا فَهُوَ حُصُول مَنْفَعَة وَإِن كَانَ تعبيرها على مَا تقدم.
وَقِيلَ: رُؤْيا المجلدات مَا لم يحدث بهَا حَادث مُنكر فِي الْيَقَظَة فَهُوَ خير على كل حَال وَإِن حصل مَا يُنكر فَلَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يجمع مجلدات كَثِيرَة فَإِنَّهُ يُحِيط بعلوم شَتَّى فَإِن قَرَأَهَا كَانَت احاطته عَن أصل وَحَقِيقَة وَإِن لم يَقْرَأها فضد ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يجلد كتابا فَإِنَّهُ يحسن إِلَى رجل فَاضل وَكَذَلِكَ الحبك.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ التَّوْرَاة فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول قُوَّة من قبل الأكابر وَذي الحشمة وينال من أَصْحَابه خيرا وَمَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ التوارة جَهرا بِصَوْت عَال فَإِن يؤول بِالْخُصُومَةِ وَلكنه يظفر بِالْحَقِّ وَيحصل لَهُ مُرَاده.
(وَمَنْ رَأَى) أَن أحدا يُعلمهُ قِرَاءَة التَّوْرَاة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر.
وَقِيلَ: ان التَّوْرَاة تؤول بالكبير الْقَدِيم الْهِجْرَة الْفَاضِل.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ التَّوْرَاة من حفظه لَا من كتاب فَإِنَّهُ يظفر بحاجته بعد مخاصمة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ الانجيل من الْكتاب فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَنْفَعَة من قبل النَّصَارَى وَمن قَرَأَهُ من غير كتاب فَإِنَّهُ ينخدع بِالْبَاطِلِ عَن الْحق وَيكون محبا لِلنَّصَارَى.
ورؤيا الصُّحُف : قَالَ ابْن سِيرِين: (وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ صحف إِبْرَاهِيم أَو صحف مُوسَى فَإِنَّهُ يدله أحد على طَرِيق الصَّوَاب ويمنعه عَن طَرِيق الْخَطَأ خُصُوصا إِذا قَرَأَ من الْكتاب.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ الصُّحُف عَن ظهر الْقلب فَإِنَّهُ يدل على معيشته بَين النَّاس بالنفاق قَالَ جَابر المغربي: إِذا رأى الْمُسلم أَنه ترك الْمُصحف واشتغل بِقِرَاءَة صحف إِبْرَاهِيم أَو مُوسَى فَإِنَّهُ يدل على ضعف اعْتِقَاده فِي دين الاسلام وَيكون محبا للْيَهُود وَالنَّصَارَى وَيكون مائلا إِلَى مَا هم عَلَيْهِ ورؤيا الزبُور تؤول بِالْخَيرِ فَمن رأى أَنه يقْرَأ الزبُور من الْكتاب فَإِنَّهُ يخْتَار الْفِعْل الْحسن.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ عَن ظهر الْقلب فَإِنَّهُ يدل على نفَاقه وريائه فِي الْأَفْعَال.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يقْرَأ صحيفَة من صحف أحد من الْأَنْبِيَاء فَهُوَ خير.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يكْتب صحيفَة أَو ينظر فِيهَا وَلَا يحسن قرَاءَتهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مِيرَاثا لقَوْله تَعَالَى: إِن هَذَا لفي الصُّحُف الأولى صحف إِبْرَاهِيم ومُوسَى {(وَمَنْ رَأَى)} أَنه يقْرَأ وَجه صحيفَة أصَاب مِيرَاثا وَإِن قَرَأَ ظهرهَا فَإِنَّهُ يجْتَمع عَلَيْهِ دين لقَوْله تَعَالَى: {اقْرَأ كتابك كفى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك حسيبا} {فَإِن رأى} نَفسه حاذقة من قِرَاءَة ذَلِك نَالَ ولَايَة ومالا فَإِن رَأَتْ ذَلِك امْرَأَة فانها تكسب جملَة فِي معاشها.
(وَمَنْ رَأَى) آيَة من كتب الله الْمنزلَة مَكْتُوبَة على قَمِيصه فَإِنَّهُ يدل على أَنه معتصم بِأَيّ كتاب هِيَ مِنْهُ فِي جَمِيع أَحْوَاله وَإِذا رأى أحدا من أهل الذِّمَّة وَفِي يَده مصحف أَو كتاب غَرِيب فَإِنَّهُ يَقع فِي شدَّة.
سُورَة الدُّخان قَالَ ابْن سِيرِين: من قَرَأَهَا يكون عابداً قَائِم اللَّيْل.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون صَادِق القَوْل.
وَقِيلَ: يضعف عَن طلب الدُّنْيَا.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يحصل لَهُ الْغنى ووفور الرزق.