رؤيا الحساب – تفسير الاحلام لابن شاهين
والحساب يؤول على أوجه: نفس رُؤْيَته يؤول بِالْمَالِ. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُحَاسب فَإِنَّهُ يَبْتَلِي بمحنة.
موقع عربي
والحساب يؤول على أوجه: نفس رُؤْيَته يؤول بِالْمَالِ. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يُحَاسب فَإِنَّهُ يَبْتَلِي بمحنة.
رؤيا الأفعى, رؤيا الحية, رؤيا الثعبان في المنام من تفسير الاحلام لابن شاهين
أما الْحَيَّة فتؤول بعدو ماكر. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قتل حَيَّة فَإِنَّهُ يظفر بعدوه ولحمها وعظمها وجلدها ودمها مَال الْعَدو.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قتل حَيَّة ورفعها بِيَدِهِ أَو قسمهَا ورفعها، فَإِنَّهُ يؤول بالظفر على الْأَعْدَاء وكسب مال من جهة عدو.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حَيَّة كَلمته بِكَلَام حسن، فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول خير وَمَنْفَعَة وَرُبمَا يؤول بِحُصُول أَمر مِنْهُ فَرح وسرور. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَلَكِن آخر الْأَمر إِلَى سَلامَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حَيَّة أَطَاعَته وَهُوَ يتَصَرَّف فِيهَا حَيْثُ يَشَاء فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول عز وجاه ونعمة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَيَّة مَعْدن فَهُوَ خير، وَإِذا كَانَت من ذهب أَو فضَّة كَانَ أبلغ.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى حَيَّة بَيْضَاء فَرَفعهَا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مرتبَة. وَإِن كَانَت الْحَيَّة سَوْدَاء وحولها حيات صغَار فَإِنَّهُ يؤول بِزِيَادَة الحشم والسؤدد. وَإِن كَانَت خضراء فَإِنَّهَا تؤول بعدوين فليحترز مِنْهُمَا. وَإِن كَانَت صفراء فَإِنَّهَا تؤول بعدو فِيهِ سقم وَضعف. وَإِن كَانَت حَمْرَاء فَإِنَّهَا تؤول بعدو ذِي عشيرة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَيَّة ملساء وَلها أَجْنِحَة وَهُوَ يتَصَرَّف فِيهَا على حسب اختياره فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول كنز من مَال الْمُلُوك. وَقِيلَ: الْحَيَّة الَّتِي بِهَذِهِ الصّفة تؤول ببخت الرَّائِي.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَيَّة وَلها أرجل فَإِنَّهَا تؤول بِقُوَّة الْعَدو.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حيات كَثِيرَة مجتمعة حوله فَإِنَّهَا تؤول بِأَن من أقوامه يكونُونَ لَهُ أَعدَاء وَلَكِن لَا يؤذونه مَا لم يلدغه شَيْء مِنْهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَيَّة لَهَا أَنْيَاب كبيرة وقرون فَإِنَّهَا تؤول بعدو ضخم حقود مؤذ مبالغ فِي الشَّرّ فليحذره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَخَاف حَيَّة فَإِنَّهُ يَأْمَن من أعدائه، وَالْأَحْسَن فِي ذَلِك والأقوى مَا لم يعاين.
وَقيل: من رأى حَيَّة وَلم يخف مِنْهَا وَلكنه هرب فَإِنَّهُ يؤول بالهم.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه خرج من أَنفه أَو من ثدييه أَو من إحليله حَيَّة فَإِنَّهَا تؤول بِأَنه يكون له عدو من اقربائه. وَوكذلك مَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ حَيَّة خرجت من أُذُنه أَو من سرته أَو من دبره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَيَّة خرجت من فَمه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول أَثم من كَلَام يتَكَلَّم بِهِ وَحُصُول مضرَّة.
وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي: من رأى حَيَّة خرجت من كمه فَإِنَّهَا تؤول بعداوة أحد أقربائه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قتل حَيَّة على مخدته أَو في فرَاشه فَإِنَّهَا تؤول بفراق الزوجة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَيَّة خرجت من طوقه أَو من دبره وَدخلت الأَرْض فَإِنَّه غير محمود.
وبيض الْحَيَّة يؤول بعدو ضَعِيف.
وَقَالَ السالمي: الْحَيَّة عَدو مكاتم فِي عداوته، وحية الْبرد كذلك عدو وسوادها أَشد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حَيَّة لدغته فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَكْرُوه من عدوه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَيَّة ميتَة فَإِن الله يَكْفِيهِ أَمر عدوه ويريه مِنْهُ مَا يُحِبهُ. وَإِن رَآهَا ميتَة مقطعَة فَهِيَ أبلغ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قطع نصف حَيَّة أَو بَعْضهَا فَإِنَّهُ ينتصف من عدوه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يملك حَيَّة وَلَيْسَ يخَاف مِنْهَا فَإِنَّهُ ينَال وسعة بعلو.
وَإِن كَانَت بَيْضَاء صَغِيرَة فَإِنَّهَا تؤول بجده فِي شغله.
وَقِيلَ: الْحَيَّة الصَّغِيرَة من أَي لون كَانَ تؤول على وَجْهَيْن: عَدو ضَعِيف أَو عَدو من أقربائه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بَين يَدَيْهِ حَيَّة تسْعَى فَقبض عَلَيْهَا بِيَدِهِ، فَإِنَّهُ يَأْمَن مِمَّا يخَاف، لقَوْله تَعَالَى: {خُذْهَا وَلَا تخف سنعيدها سيرتها الأولى}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أصَاب حَيَّة مَاشِيَة لَا سلَاح لَهَا تؤذي بِهِ، فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَيَّة كَبِيرَة فَإِنَّهَا تؤول بِكَثْرَة الْعَدَاوَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَيَّة دخلت فِي فَمه، ينَال علما عَظِيما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) ثعبانا وَملكه فَإِنَّهُ يملك منصبا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الثعبان قد الْتَقم ذكره فَإِنَّهُ يؤول بالزنا.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الأفاعي تؤول بِحُصُول مَال لِكَثْرَة سمها أَو امْرَأَة موسرة
والتنين يؤول بِرَجُل عَظِيم الْخطر والثعبان زِيَادَة فِي الْقُوَّة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَيَّة تعلو فِي الْهَوَاء إِلَى مَكَان مُرْتَفع فَإِنَّهُ ينَال سُرُورًا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَيَّة هَبَطت إِلَى مَكَان فَإِنَّهُ يؤول بمكروه يصيب رَئِيس ذَلِك الْمَكَان.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن على رَأسه حَيَّة فَإِنَّهُ يكون صَاحب شَأْن عِنْد الْمُلُوك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) وعَاء مملوءاً بحيات فَإِنَّهُ يؤول بعداوة للْمُسلمين.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْحَيَّة تؤول على عشرَة أوجه: عَدَاوَة مخيفة وعيش وسلامة وسلطنة وإمارة ودولة وَامْرَأَة وَولد وسيل.
رؤيا
روي أَن رجلا اشْترى أَرضًا فَرَأى ابْن أَخِيه يمشي فِيهَا ويطأ على رُؤُوس الْحَيَّات فَأتى معبرا وقص رُؤْيَاهُ عَلَيْهِ فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك لَا تغرس فِي تِلْكَ الأَرْض شَيْئا إِلَّا يصير حَيا.
رؤيا الحمامة – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا اليمامة, رؤيا طائر الفاختة, رؤيا طائر الدراج,
وَأما الْحَمَامَة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه، قَالَ الْكرْمَانِي الْحَمَامَة تؤول بِالْمَرْأَةِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وهبت لَهُ حمامة فَإِنَّهُ يُفِيد فَائِدَة من بلد بعيدَة وَيرى قُرَّة عين وَخيرا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يرى حمامة ببندق فَإِنَّهُ يقذف امْرَأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أصَاب من لَحمهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا.
وفراخ الْحمام نسْوَة أبكار.
وَرُبمَا يكون الفرخ ولدا.
من رأى أَن حمامة جَاءَت لَهُ متعمدة، يَأْتِيهِ خبر خير من مَكَان.
وَأحسن مَا يرى فِي الْحمام الْبَيْضَاء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حمامة سَوْدَاء جَاءَت إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يَجِيء غَائِب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اصطاد حمامة فَإِنَّهُ يُصِيب من امْرَأَة حَرَامًا هَذَا إِذا كَانَت الْحَمَامَة أَهْلِيَّة. وَإِن كَانَت بَريَّة فَلَا بَأْس بهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حمامة حطت على كتفه أَو فَوق رَأسه أَو فِي عُنُقه فَإِنَّهُ يؤول بِعَمَلِهِ، فَيعْتَبر لَوْنهَا إِن كَانَت سَوْدَاء قبيحة المنظر أَو مَا أشبه ذَلِك كَانَ عمله سوءا. وَإِن كَانَت حَسَنَة المنظر بَيْضَاء فهو بخلافه لقوله تعالى: {كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ملك حَماما كثيرا فَإِنَّهُ يؤول برياسة على قوم يطيرونه.
وَقِيلَ: رُؤْيا الْحمام تؤول بِالدَّرَاهِمِ.
وَقيل من رأى أَنه أمسك حمامة فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ ابْنة.
وَقِيلَ: رُؤْيا أفراخ الْحمام تؤول على وَجْهَيْن: إِصَابَة مَال من نسْوَة لمن يَلِيق بِهِ، أو ربما غم من قبل نسوة.
وَقيل رُؤْيا طيران الْحمام من الْبَيْت تؤول بِطَلَاق الْمَرْأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حمامة حطت على دَاره فتؤول بقدوم غَائِب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَماما كثيرا يتَرَدَّد إِلَى بَيته فَإِنَّهُ يؤول بِكَثْرَة الْأَوْلَاد والأقارب.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه يتحيل فِي صيد الْحمام الأهلي فَإِنَّهُ يؤول بتحيله على نسْوَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلْعَب بالحمام فَإِنَّهُ يؤول باشتغاله بأمر ليس لمصلحته.
وَأحسن لون الْحمام الْأَخْضَر.
وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه يلْعَب بالحمام وَكَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ غير محمود.
وَقِيلَ: رُؤْيا كل حمامة تؤول بِمِائَة دِرْهَم.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه نثر حبا ليصطاد الْحمام فَإِنَّهُ رجل يَدْعُو النَّاس إِلَى أمر فيه فساد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قصّ جنَاح الْحَمَامَة فَإِنَّهُ يؤول بِمَنْع امْرَأَته من خُرُوجهَا من الدَّار.
ولحم الحمام يؤول بِمَال.
رؤيا
روي أَن رجلا أَتَى إِلَى سعيد بن الْمسيب فَقَالَ رَأَيْت على شرفات الْمَسْجِد حمامة بَيْضَاء حَسَنَة وَإِذا بصقر أَتَى فاحتملها فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك فالحجاج يتَزَوَّج ببنت عبد الله بن جَعْفَر لِأَن الْحَمَامَة امْرَأَة وبياضها الْحسب والصقر ملك عَرَبِيّ وَلَيْسَ ذَلِك إِلَّا الْحجَّاج فَخرجت الرُّؤْيَا كَمَا عبرت.
وَأما اليمام فَإِنَّهُ يؤول كتأويل الْحمام وَرُبمَا كَانَت امْرَأَة.
وَأَمَّا الفاختة فَقَالَ ابْن سِيرِين: الفاختة امْرَأَة نَاقِصَة سَيِّئَة الْخلق تُدَارِي مَعَ النَّاس.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ امسك فَاخِتَة أَو أَعْطَاهَا لَهُ أحد فَإِنَّهُ يؤول على تزَوجه بِامْرَأَة صفتهَا مَا ذكر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أمسك فرخ فَاخِتَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد.
ولحمه دَلِيل على حُصُول المَال من جِهَة النسْوَة بِقدر مَا رأى.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: الفاختة تؤول بولد سيء الأفعال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فَاخِتَة صاحت على سطحه، فإِن كَانَ مرّة فَإِنَّهُ يدل على الْخَبَر عَن غَائِب. وَإِن كَانَ مرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ غير مَحْمُود. وَإِن كَانَ ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهُ يدل على خبر حسن.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَن فَاخِتَة تَكَلَّمت مَعَه فَإِنَّهُ يدل على إأن أحدا يعده بِشَيْء ويخلفه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فَاخِتَة وزاغا دخلا فِي بَيته فَإِنَّهُ يدل على أَن يسرق من بَيته مَتَاعه.
وَقِيلَ: رجل صَاحب نعْمَة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الفاختة تؤول على ثَلَاثَة أوجه: امْرَأَة وَولد وخادم.
وَأما الدراج فَذكره يؤول برجل غدار وأنثاه امْرَأَة غدارة.
وَقِيلَ: الدراج مَال حرَام يحصل بالحيلة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: لحم الدراج مَال امْرَأَة غنية.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ دَرَّاجًا فِي بَيته وَمَات فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) دَرَّاجًا طَار فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته.
وَقَالَ جَابر المغربي: الدراج امْرَأَة صَالِحَة ذَات مَال وجمال، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ دَرَّاجًا نَائِما بجنبه فَإِن أحدا يخدع عِيَاله.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الدراج امْرَأَة فارسية.
وَقَالَ السالمي: الدراج يؤول برجل غادر وَامْرَأَة غادرة ولَا خير فِيه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الدراج يؤول على أَرْبَعَة أوجه: امْرَأَة وَمَال حرَام ومعيشة وَحُصُول مُرَاد.
وَأما الحجلة فتؤول على أوجه. قال الْكرْمَانِي الحجلة امْرَأَة جميلَة حسناء فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه أمسك حجلة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اشْترى حجلة فَإِنَّهُ يتزوج وتلد بِنْتا.
ولحم الحجل يؤول بلِبَاس جَدِيد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قطع حجلة فَإِنَّهُ ينْكح بكرا.
والقبج وَهُوَ ذكرهَا -ذكر الحجلة- يؤول بولد جميل وَالْأُنْثَى بامْرَأَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من اصطاد قبجا يَسْتَفِيد مَالا كثيرا من أَصْحَاب السُّلْطَان.
وَقِيلَ: إِن إصابة القبج الكثير صحبة أقوام حسان الأخلاق صالحين، والقبج الكثير نسوة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) ذكر الحجل يُصِيب قُرَّة عين.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يرْزق حجلة أَو غَيرهَا من نَوعه فَإِنَّهُ يتَعَلَّم قِرَاءَة الْقُرْآن.
وَأما الحداة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه. قال الْكرْمَانِي: الحدأة تؤول بِملك خامل الذّكر متواضع لَيْسَ لَهُ همة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ملك حدأة وَهِي تُطِيعهُ فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا ورفعة ومالا خُصُوصا إِن كَانَت لَهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أصَاب حدأة وَهِي تضم أَجْنِحَتهَا أَو لَا تَسْتَطِيع الطيران فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد يكون ذَا ذكر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الحدأة ذهبت مِنْهُ بعد مَا ملكهَا فَإِنَّهُ غير محمود. وَرُبمَا كانت رُؤْيا الحدأة إِذا طارت من الْيَد غير محمودة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الحدأة تؤول على أَرْبَعَة أوجه: ملك متواضع وَشرف وَولد وَمَال ونعمة.
وَأما العقعق قَالَ الْكرْمَانِي: العقعق يؤول برجل فاسق مخرب لِأَن العقعق في الأصل كذلك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ عُرْيَان وَحط عَلَيْهِ عقعق فَإِنَّهُ يُصِيبهُ برص وَلَا خير فِي رُؤْيا العقعق جملَة.
رؤيا الحمار, رؤيا الاتان,
فصل فِي رُؤْيا الْحمير
وَهِي تؤول على أوجه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حمارا وَهُوَ ملكه فَإِن الله تَعَالَى يفتح لَهُ أَبْوَاب الْخيرَات وَيدل على خلاصه من الْهم وَالْغَم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حميرا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على ازدياد مَاله وَنعمته.
وأجود الْحمير فِي الرُّؤْيَا حمَار مُطِيع لصَاحبه كثيرا.
ورؤيا لحم الْحمار نعْمَة وافرة من تِجَارَة وَمَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قتل حِمَاره وَأكل من لَحْمه فَإِنَّهُ يدل على نقصان مَاله أو ضيق معيشته. وَقِيلَ: إنه يدل على أكل مَال حرَام.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ركب حمارا وَمَات تَحْتَهُ وَسقط عَنهُ فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حِمَاره قد مَاتَ وَلم يكن رَاكِبًا عَلَيْهِ وَقت مَوته فَإِنَّهُ يدل على ضيق في المعيشة أو تعكيس في الأحوال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ سقط عَن حِمَاره فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة أو نقص.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزل عَن حِمَاره لأجل فعل مُهِمّ ثمَّ رَكبه فَإِنَّهُ يدل على تعسير مهماته وأشغاله وَبعد ذلك تسهل عيه ويتم قضاءها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَخذ حِمَاره مَعَ حمَار آخر فَإِنَّهُ يدل على تغير أَحْوَاله.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه اشْترى حمارا وَلم يُعْط ثمنه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير بِسَبَب كَلَام يتَكَلَّم بِهِ مَعَ شخص جليل الْقدر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حِمَاره أَعور أَو ضَعِيف النّظر فَإِنَّهُ يدل على ضعف أُمُوره فِي الأشغال وَطلب الْمَعيشَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حِمَاره قد عمي فَإِنَّهُ يدل على قلة مَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن ذَنْب حِمَاره قد طَال وَكثر شعره فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة أَتْبَاعه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حِمَاره قد مَاتَ وَركب على حمَار آخر أَو بَاعه وَاشْترى حمارا آخر فَإِنَّهُ يدل على تغير معيشته من حَال إِلَى حَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حِمَاره قد صَار بغلا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال وَمَنْفَعَة من جِهَة السّفر.
وَإِن صَار فرسا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة ورزق ومعيشة من قبل السُّلْطَان بالظلم والعدوان.
وَإِن رَآهُ صَار نعجة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال ونعمة من وَجه حَلَال.
وَإِن رَآهُ صَار طيرا فَإِنَّهُ يدل على مَال ومعيشة من وَجه يدل فِي التَّأْوِيل على ذَلِك الطير.
وَإِن رَآهُ صَار سنورا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال ومعيشة من وَجه السّرقَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حِمَاره قد سرق فَإِنَّهُ يدل على فساد في المرأة أو طلاقها مِنْهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حِمَاره قَوِيا فِي الْحمل فَإِنَّهُ يدل على كسب المَال بالتيسير وتيسر الْأَفْعَال. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بِخِلَاف ذَلِك فبضده.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ حمل على حِمَاره حملا ثقيلا وَركب فَوْقه فَإِنَّهُ يدل على ازدياد المَال وغنى بِلَا نِهَايَة وَلَا حصر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْحمار رَفعه على ظَهره ومشى بِهِ صاعدا أَو عدى بِهِ نَهرا فَإِنَّهُ يدل على قُوَّة الِاحْتِمَال وعلو رُتْبَة وإقبال.
وأما صوت الحمار، فقد قِيلَ: لم يكن فِي رُؤْيا الْحمار أخس من صَوته وَأنكر لقَوْله تَعَالَى: {إِن أنكر الْأَصْوَات لصوت الْحمير}.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه رَاكب حمارا وَهُوَ ينهق فَإِنَّهُ يدل على سوء خلق.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حمارا وَقع من علو فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حمارا وَلَا يعلم لمن هُوَ فَإِنَّهُ يدل على عدم علمه بِمَالِه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قايض حِمَاره بفرس أَو ببغل فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال وَفَائِدَة من سُلْطَان.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قايض حِمَاره بوحش من الْوَحْش فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير من ملك ظَالِم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قايض حِمَاره بِغنم فَإِنَّهُ يدل على حُصُول نعْمَة وغنيمة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قايض حِمَاره بطير فَإِنَّهُ يدل على حُصُول خير وَمَنْفَعَة على مِقْدَار قدر ذَلِك الطير.
قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْحمار همة الإنسان وجده كَيْفَمَا رَآهُ سمينا أَو مهزولا فسمنه وَحسنه غنى ووسع وهزاله فقر وضيق.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حمارا صَار سبعا كَانَ السُّلْطَان الَّذِي مِنْهُ معاشه أَكثر شرفا وتمييزا.
وَالْحمار الْمصْرِيّ وَكيل صَالح.
وَقِيلَ: من رأى أَنه صارع الْحمار أصَاب بعض أقربائه هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) كَأَنَّهُ حمل حمارا، قواه الله على حمله.
وَقيل: من رأى أَنه رَاكب حمارا مطواعا بوقره أَو بِغَيْرِهِ وَأدْخلهُ منزله أَو ربطه فَإِن الله تَعَالَى يَسُوق إِلَيْهِ خيرا وتستقيم سعادته وتنمو,
وَسَمَاع صَوته شر أو غم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ حمارا أَو حميرا موقرة فَإِنَّهُ يكثر خَيره وسعادته.
وَأما الأتان -انثى الحمار أو الحمارة-، فَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه ركب اتانا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وبركة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أتانه حملت فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول رَجَاء يؤمله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أتانه عاجزة عَن حملهَا فِي صعُود عقبَة أَو جَوَاز مَخَاض أَو غير ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول بِضعْف مقدرته فِيمَا يَطْلُبهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ حمل أتانه على ظَهره حَتَّى بلغ بهَا حَيْثُ أَرَادَ فَإِن ذَلِك قُوَّة حَده ومؤاتاة طلبه فِي معيشته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضرب أتانه حَتَّى وصل إِلَى حَيْثُ أحب فَإِنَّهُ يصل إِلَى مَا يَطْلُبهُ بِدُعَاء واستفادة. وَإِن كان ضربه مجاوز الْقدر فَإِنَّهُ نُقْصَان مِمَّا هُوَ فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أتانه مَاتَت وَكَانَ لَهُ رَفِيق فَإِنَّهُ غير محمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ أتانا قد تلفت أَو بَاعهَا أَو نزل عَنْهَا أَو هزلت أَو ضعفت فَإِن ذَلِك كُله يدل على خسارة أو فقر.
وَقِيلَ: الأتان خَادِم، وَقيل: امْرَأَة دنيئة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أتانه عشراء فَإِنَّهُ يؤول فِيمَا ذكر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَتَى بِلَبن أتان فَإِنَّهُ يمرض. وَإِن شرب مِنْهُ كَانَ أبلغ.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من ركب أتانا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَإِن كَانَ لَهُ جحش وبغل فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا.
وَقِيلَ: من رأى حمارته عشراء فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول المُرَاد وَزِيَادَة الْخَيْر ووفور السرو.
وَأما ألوان الْحمير فَهِيَ على أوجه، السود سؤدد ومرتبة وسرور وَقُوَّة.
وَالْبيض عز وجاه واقبال ومرتبة ونعمة وسرور وافراح.
وَالْخضر ورع لأحد يحصله.
والحمر رَاحَة وعيش ونزهة.
والصفر تؤول بدين أو شين.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْحمير تؤول على أوجه: بخت ودولة ونفاذ أَمر ورياسة وَمَال وَامْرَأَة وَفَرح وَعز واقبال مرتبَة.
رؤيا الحذاء – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا لبس الحذاء, رؤيا خلع الحذاء, رؤيا القبقاب, رؤيا الخف, رؤيا لبس الخف,
فصل فِي رُؤْيا مَا يلبس فِي الأرجل من أَنْوَاع مُتَفَرِّقَة.
وَأما النِّعَال فَهِيَ عديدة وتعبيرها على أوجه قَالَ الْكرْمَانِي: أما النَّعْل الَّتِي هِيَ للسَّفر فلبسها سفر وَالَّتِي للحضر امْرَأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لبس خُفَّيْنِ محدوتين فَمشى بهما فِي طَرِيق قَاصِدا فَإِنَّهُ يُسَافر. وَإِن انْقَطع شَيْء مِنْهُمَا أَو ضعف فَإِنَّهُ يُقيم فِي سَفَره بِطيب نفس مِنْهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لبس نَعْلَيْنِ وَلَيْسَ يمشي بهما فَإِنَّهُ يطَأ امْرَأَة. وَإِن كَانَ النَّعْلَانِ جديدين فيؤولان ببكر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أعْطي نعلا فأحرزها فِي ثوب أَو وعَاء فَإِنَّهُ يحرز امْرَأَة يتزوجها. وَإِن كَانَت مقطعَة فَإِنَّهَا ثيب.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يمشي فِي نعل فَاخْتلعت إحداهما عَن رجله وَمَشى بنعل وَاحِد فَإِن ذَلِك فِرَاق أَخ أَو أُخْت أَو شريك بسفر أَو نحوه أو يُطلق زَوجته أَو يتخلى عن خادمه. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضَاعَ أَو وَقع فِي بِئْر أَو غلب عَلَيْهِ فَإِن امْرَأَة من أَهله يَقع بَينه وَبَينهَا هجران ثمَّ يعودان إِلَى حَالهمَا الأول.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن نَعله سرق أَو لبسه غَيره فَإِنَّهُ يؤول بمكروه يصيب امرأته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا سرق نَعله أو فَقده ووجده بعد ذلك وشق ذَلِك عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يلْتَمس مَالا بِمَشَقَّة ثمَّ يَنَالهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن نَعله انتزع مِنْهُ انتزاعا أَو احْتَرَقَ أَو انْقَطع فَإِنَّهُ يُقيم عَن سَفَره على كره. وَالْمرَاد بالنعلين مَا يلبس فِي الرجل من الزراميز والزرابيل والتواسيم وَنَحْو ذَلِك.
وَقِيلَ: الزرموزة السَّوْدَاء تؤول بِامْرَأَة محتشمة من الْأَغْنِيَاء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) زرموزة بَيْضَاء فَإِنَّهَا تدل على امْرَأَة جميلَة والحمراء امْرَأَة معاشرة والخضراء امْرَأَة ستيرة. وَأَمَّا المنقوشة فَإِنَّهَا تؤول بِامْرَأَة فِيهَا من أَنْوَاع مَا ذكر.
وَقِيلَ: إِذا كَانَت الزرموزة من جلد الْبَقر فَإِنَّهَا امْرَأَة أَعْجَمِيَّة.
وَإِن كَانَت من جلد الْغنم أَو الْمعز فَإِنَّهَا امْرَأَة عَرَبِيَّة خُصُوصا ان كَانَ نعلها من جلد الْجمال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن زرموزته وَقعت فِي مَكَان لَا يَسْتَطِيع الْوُصُول إِلَيْهَا وَهُوَ يمشي حافيا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول غم وَرُبمَا دلّت على فراق امْرَأَته وَإِذا كَانَ فِي الرُّؤْيَة مَا يدل على الْخَيْر فَلَا يضرّهُ الحفاء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وَهبهَا لأحد فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته ويتزوجها غَيره وَرُبمَا يهب خادمه لأحد.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا جذب زرموزته من يَده حَتَّى تقطعت وَحصل لَهُ مِنْهَا مضرَّة فَإِنَّهُ يؤول بفراق امْرَأَته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لبس فردة مِنْهَا وَهُوَ يمشي بهَا فَإِنَّهُ يدل على عدم تَمام سَفَره.
وَقِيلَ: رُؤْيَة الزرزة العتيقة خير من جدَّتهَا.
وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه لبس نَعْلَيْنِ فَإِنَّهُ يُسَافر فِي الْبر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يمشي بهما فِي مَجْلِسه فَإِنَّهُ يطَأ امْرَأَة.َ
والنعل الْمشعر غير المحذو امْرَأَة تنْسب لذَلِك النَّوْع.
والنعل الْمَقْطُوع الْعقب امْرَأَة عقيم. وَقِيلَ: يتَزَوَّج امْرَأَة بِغَيْر عقد صَحِيح وَرُبمَا كَانَت بِغَيْر ولي.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن نَعله مطبقه فَانْفَرد الطَّبَق وَلم يسْقط فَإِن امْرَأَته تَلد بِنْتا. وَإِن تعلق الطَّبَق بالطبق فَإِن حَيَاة الْبِنْت تطول مَعَ أمهَا. وَإِن سَقَطت فَإِنَّ ذلك مكروه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ رقع نَعله فَإِنَّهُ يظنّ بامرأته خللا وَيحسن عشرتها. وَإِن رقعها غَيره دلّ على أَنه يفْسد امْرَأَته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دفع نَعله للحذاء ليصلحها فَإِنَّهُ يعين امْرَأَته على ارْتِكَاب الْمعاصِي.
والنعل من الْفضة يؤول بِامْرَأَة جَدِيدَة حَسَنَة، وَمن الرصاص امْرَأَة ضَعِيفَة، وَمن النَّار إمرأة سليطة، وَمن جلد الْخَيل إمرأة من الْعَرَب، وَمن جلد السَّبع إمرأة من السلاطين الظلمَة.
وَقِيلَ: خلع النَّعْل أَمن ونيل ولَايَة لقَوْله تَعَالَى: {اخلع نعليك}.
وَقِيلَ: الْمَشْي فِي النَّعْل الْمشعر سفر فِي طَاعَة الله تَعَالَى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَيْئا مَكْتُوبًا على نعل فَإِنَّهُ يدل على أَن امْرَأَته تخلط فِي أمورها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ نعلا مضفورا من قطن فَإِنَّهُ يؤول بإمرأة قارئة دينة مَشْهُورَة بِالْخَيرِ.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: مَا لبس فِي الرجل من زرموزة أَو سباط أَو زيون أَو حدوة أَو تاسومة أَو ما أشبه ذلك يؤول على سبعة: إمرأة أو خادم أو قوة أو منفعة أو مال أو سفر.
وقال بعض المعبرين: من رأى أَنه يمشي فِي نعل أصفر فَإِنَّهُ يؤول بِالْبركَةِ وَالسُّرُور لما ورد فِي الحَدِيث: من انتعل فِي نعل أصفر لم يزل فِي بركَة وسرور، وَله دَلِيل أَيْضا قَوْله تَعَالَى: {صفراء فَاقِع لَوْنهَا تسر الناظرين}.
وَأما القبقاب وَهُوَ القفو، فَفِيهِ أوجه فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه يلبس قبقابا جَدِيدا فَإِنَّهُ يجلب خادما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزع قبقابه فَإِنَّهُ يَقع بَينه وَبَين من يستخدمه شَرّ وهجران.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن قبقابه احْتَرَقَ فَإِنَّهُ يؤول بِمَوْت خادمه أَو بِمَوْت من يستخدمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن حَادِثا حدث فِي قبقابه فَإِنَّهُ يؤول فِيمَا ذكر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يمشي فِي قبقاب جَدِيد وَهُوَ مُتَمَكن فِيهِ فَإِن أُمُوره تستقيم مَعَ خدمه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ نزع قبقابه وَلم ير فِيهِ تَأْثِيرا أَو رأى أَنه يفعل شَيْئا حسنا حَال نَزعه فَلَا يضرّهُ ذَلِك.
وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا القبقاب تؤول بِامْرَأَة منافقة، فَإِن رأى قبقابا فَإِنَّهُ يؤول فِيمَا ذكر، فَإِن لبسه ملك امْرَأَة مثل ذَلِك، فَإِن لم يلْبسهُ فَلَا يضرّهُ ذَلِك.
وَأَمَّا التواسيم وَهِي لبس أهل الْحجاز وتفترق أَنْوَاعهَا مِنْهَا مَا هُوَ بِشِرَاك وَمِنْهَا مَا هُوَ بِلَا وَجه، فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَن شِرَاك تاسومته انْقَطع فَإِنَّهُ يتعوق عَن سفر.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَن فِي رجله تاسومة سَوْدَاء فَإِنَّهُ يُسَافر فِي صَلَاح دينه. وَإِن كَانَت حَمْرَاء فَيكون سَفَره بِسَبَب الْفَرح وَالْعشرَة. وَإِن كَانَت صفراء فَيحصل فِي سَفَره مشقة. وَإِن كَانَت خضراء فسفره يكون لمصْلحَة الْآخِرَة. وَإِن كَانَت ملونة فَيدل على النِّعْمَة وَالْمَال فِي سَفَره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ تعوق عَن السّفر لعدم التاسومة فَإِنَّهُ يرْزق بزوجة.
وَقَالَ جَابر المغربي: التاسومة تؤول بِالْمَرْأَةِ فَمَا رُؤِيَ فِيهَا من زين أَو شين يؤول فِيهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وضع تاسومته على مَكَان مُرْتَفع فَإِنَّهُ يدل على مجامعته امْرَأَته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا أَخذ تاسومته وخبأها فِي مَوضِع فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد مَعَ امْرَأَته.
وَحكم رؤيا التاسومة فِي الحرق وَالْقطع هو في التأويل كَمَا تقدم فِي النِّعَال.
وَأما الهوازن فَمن رَآهَا مَوْضُوعَة قدامه فَإِنَّهُ حُصُول مَال. وَإِن لبسهَا يؤول بِالسَّفرِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لف هوَازن على رجلَيْهِ وعزم على السّفر وَهُوَ فِي جده من غير رَفِيق وَلَا زَاد فَإِنَّهُ غير محمود.
أما الْخُف فَقَالَ دانيال: رُؤْيا الْخُف فِي أَيَّام الشتَاء خير وبركة وَفِي الصَّيف غم وللمعبرين فِي تَأْوِيل الْخُف خلاف.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَن فِي رجلَيْهِ خفا وَهُوَ لابس سِلَاحا فَإِن عدوه بيتعد عنه. وَإِن لم يكن مَعَه سلَاح فَإِنَّهُ يُصِيبهُ غم خُصُوصا ان كَانَ الْخُف ضيقا.
وَإِن كَانَ الْخُف من أَدَم فَإِنَّهُ يخْطب امْرَأَة وَيحصل لَهَا مِنْهُ بِقدر مَا يرَاهُ من حسن ذَلِك الْخُف.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس خفا مقلوبا فَإِنَّهُ يدل على زَوَال الْهم والحزن.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يلبس خفا وَكَانَ مِمَّن يلبس ذَلِك فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ هم وَأَمَّا الْمُعْتَاد لذَلِك فَإِنَّهُ نجاة من خوف لَهُ وَأمن لقَوْله تَعَالَى: {وآمنهم من خوف} فاستدلوا بذلك من الْلفظ لَا من سَبَب نزُول الْآيَة. وَرُبمَا كَانَ وقاية من المكاره وَرُبمَا كَانَ سفرا فِي الْبَحْر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن عَلَيْهِ خُفَّيْنِ متخرقين قد ظَهرت مِنْهُمَا رِجْلَاهُ فَإِنَّهُ يُصِيب فرجا ومالا وغبطة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحد خفيه انتزع أَو تخرق أَو غلب عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يذهب نصف مَاله.
وَقيل: من رأى أَنه يلبس خُفَّيْنِ فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأتَيْنِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ابْتَاعَ خفافا كَثِيرَة من جلد الْغنم أَو وهبت لَهُ أوْ حازها على أَي وَجه كَانَ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال ونعمة بِمِقْدَار ذَلِك.
وَلبس الْخُف الساذج إِذا كَانَ جَدِيدا حسنا فَإِنَّهُ يؤول بتزويج بكر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن خفيه تمزقا حَتَّى لم يبْق مِمَّا يلْبسهُ تَحت قدمه شَيْء فَإِنَّهُ يدل على مفارقة زوجته. وقال آخَرُونَ لَا يضر ذَلِك لما يحصل للأرجل من الْفرج.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ قلع خفه على الْعَادة، فَإِنَّهُ يؤول بالسرور وَحُصُول المُرَاد. وَإِن كَانَ فِي سجن فَإِنَّهُ يخرج مِنْهُ.
وقيل: خرق الْخُف فراق المْرَأَة.
وَقِيلَ: ذهَاب الأخفاف إِذا لم تُوجد فَإِنَّهَا تؤول بالخلاص من الْهم والضيق.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يدْخل قالبا فِي خف فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَن أخفافه وَقعت فِي بِئْر أَو نَحوه فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته.
وَإِن بَاعَ خفه لغريب أَجْنَبِي فَإِنَّهُ يدل على فراق زَوجته.
وَإِن رأت بأنه سرق خف زَوجهَا فَإِنَّهُ يدل على وُقُوعه هم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن السبَاع والذئاب وَثَبت على خفه ومزقته فَإِنَّهُ يدل على أَن الشبَّان يقصدونه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْخُف إِذْ كَانَ لينًا وَالرجل تكون فِيهِ مستريحة تؤول على أوجه: امْرَأَة وخادم وَقُوَّة وعيش وظفر وَمَنْفَعَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: أما لبس الْخُفَّيْنِ فَهُوَ سفر فِي متجر، وضيقهما يدل على ضيق وَدين، وإحكامهما وضيقهما يدل على بعد الْفرج، فَأَما مَا دلّ على الْهم فَمَا كَانَ أحكم فَهُوَ أبعد عَن الْفرج وَلَكِن يرتجى قربه لِأَن الْأَمر إِذا ضَاقَ كَانَ عقباه الْفرج.
والجديد من الأخفاف وقاية فِي المَال.
وَإِذا كَانَ لبس الْخُف كَمَال الملبوس لِذَوي المناصب فَإِنَّهُ تَمام فِي الجاه وسعة فِي الْعَيْش.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ لبس خفا منعلا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم من قبل امْرَأَته وَرُبمَا كَانَ خُصُومَة بَينهمَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فِي أَسْفَل خفيه رقْعَة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة وَمَعَهَا ابْنة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يلبس خفا أَحْمَر فَإِن كَانَ نوى السّفر فَيتَعَيَّن عَلَيْهِ التَّأْخِير مُدَّة يسيرَة لِأَن ذَلِك لَيْسَ بمحمود للْمُسَافِر.
وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي: من رأى أَنه يدْخل قالبا فِي خف فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة. وَإِن عرف لون الْخُف فتعبير الْمَرْأَة حسب لونه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن خفيه سرقا أَصَابَهُ هم لِأَنَّهُمَا من الزِّينَة والوقاية.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أصَاب خفا وَلم يلْبسهُ فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من أعجمي وهناك غير هَذَا الْمَعْنى حيث قيل بأَنَّهَا محمودة لأهل الْأَسْفَار وسكان الْبَادِيَة لَا الْحَضَر. واللفافة تقدم تعبيرها.
وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الْخُف الْأَبْيَض أنسب من الْأَصْفَر.
رؤيا الحلوى – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا الحلويات, رؤيا الخبيص, رؤيا الدبس, رؤيا المن و السلوى, رؤيا القطايف, رؤيا الكنافة, رؤيا الكلاج, رؤيا المعمول, رؤيا البسيس,
رؤيا الحلويات
وَأَمَّا الْحَلْوَاء (الحلوى) فَإِنَّهَا تؤول بِخَير وَمَنْفَعَة وحلو السكر أبلغ من حُلْو الْعَسَل.
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه يَأْكُل حلواء سكر فَإِنَّهُ عز ورفعة لِأَنَّهُ مَأْكُول أهل الرّفْعَة. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَأْكُل حلواء من عسل فَإِنَّهُ دون ذَلِك.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: الْحَلْوَاء مَال كثير وَدين خَالص.
ولقمة مِنْهَا تدل على الْقبْلَة من ابْنه وأو صديقه أَو صَاحبه.
واللقمة من اللوزينج كَلَام لطيف.
وَأحسن الحلو مَا يكون لَونه أَبيض.
وَقِيلَ: رُؤْيا الْحَلْوَاء الْيَابِسَة من حَيْثُ الْجُمْلَة مَال قد حازه من تصرف الْملك لغيره وَإِذا كَانَت صفراء يكون فِيهَا بعض الغم.
وَأَمَّا الخبيص وَمَا أشبهه فَإِنَّهُ رزق حَلَال، وَرُبمَا كَانَ تَقْبِيل امْرَأَة. واليابس مِنْهُ مَال فِيهِ مشقة، وَالرّطب مِنْهُ مُخْتَلف فِيهِ، وَقد كرهه الْبَعْض لما فِيهِ من الصُّفْرَة.
وَقِيلَ: هُوَ مَال كثير وَدين خَالص، واللقمة مِنْهُ قبْلَة من ولد أَو حبيب.
وَقِيلَ: الخبيصة كَلَام لطيف حسن فِي أَمر المعاش، وَكَذَلِكَ الفالوذج.
وَالْكثير مِنْهُ يدل على رزق كثير فِي قُوَّة وسلطنة مَا لم تمسها النَّار فَإِن مس النَّار إِيَّاهَا يدل على تَحْرِيم أَو كَلَام أَو سلطنة.
أما مَا يوضع فِيهِ الْحَلْوَاء فَيدل على نسوة حسان مليحات.
وَقِيلَ: إِن جَمِيع مَا يعْمل من الْحَلْوَاء (الحلوى) على أَي وَجه كَانَ من أَي صنف كَانَ سَوَاء كَانَ من سكر أَو عسل أَو دبس أَو رب خرنوب فَإِنَّهَا محمودة ورزق وَخير.
وقال جَابر المغربي من رأى أَنه يَأْكُل دبسا أَبيض نظيفا فَإِنَّهُ يحصل لَهُ ولد نجيب.
وَأَمَّا رب الخرنوب فَإِنَّهُ مَال وَخير وَلَكِن دونه وَرُبمَا كَانَ فِيهِ بركَة لما هُوَ مَنْسُوب إِلَى جبال الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام.
وَقَيلَ: إِن شخصا رأى أَن مَعَه حمل جمل حلواء سمسمية من رب الخرنوب وَهُوَ مُتَوَجّه بهَا نَحْو الْحِجَاز فَبَاعَهَا وَاشْترى تَمرا فتبدد مِنْهُ.
فَكَانَ عَن قريب قد حج وصحبته نوع من المتجر، فَبَاعَهُ بِمَكَّة وَعَاد بِثمنِهِ مبلغا، وأشير عَلَيْهِ بابتياعه متجرا ليحصل فِيهِ ربح فراود نَفسه مرَارًا فَأَبت، فَعَاد بالمبلغ فانتقب سفل الهودج وتبدد المَال وَكَانَ سَبَب امْتِنَاعه لما أَرَادَهُ الله من إِظْهَار رُؤْيَاهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) الْمَنّ والترنجبين وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا هُوَ حُلْو من غير حمل فَإِنَّهُ مَال حَلَال من غير منَّة أحد لقَوْله تَعَالَى: {وأنزلنا عَلَيْهِم الْمَنّ والسلوى}.
فصل فِي رُؤْيا أَشْيَاء مستظرفة تعبر بمفردها
فِي رُؤْيا القطائف.
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه أعْطي شَيْئا مِنْهَا مُضَافا لَهَا سكر ولوز فَإِنَّهُ كَلَام حسن خُصُوصا ان أكل مِنْهُ.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا أكل القطائف تؤول على أَرْبَعَة أوجه: كَلَام حسن لطيف وَمَال حَلَال ونعمة وَمَنْفَعَة بِلَا تَعب.
والكنافة من نَوعه وتعبيرها مَعْنَاهُ.
وَإِنْ رَأَى الكلاج فَإِنَّهُ رزق من قبل الْأَعَاجِم وَخير وَمَنْفَعَة يحصل مِنْهَا نتاج.
وَأما الخشتانك الْمَعْمُول وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ مَال يملكهُ من جِهَة الأكابر خُصُوصا لمن أكله وكثرته.
وَأما البسيس سَوَاء كَانَ بسكر أَو عسل أَو غَيره فَإِنَّهُ رزق بسهولة.
رؤيا الحبوب, رؤيا حبوب مخلوطة,
وأما تأويل الحبوب عند رؤيتها في المنام مثل حبوب القمح (الحنطة) والشعر ونحوه فهو على الجملة محمود وكذلك يكون حسب نوعها (انظر تفسير رؤيا الحبوب حسب نوعها).
وَقِيلَ: نثر الحبوب على الأَرْض يؤول بكسادها.
وحفظها وادخارها من حَيْثُ الْجُمْلَة يدل على غلو ثمنهَا.
وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى أَن فِي شَيْء من الْحُبُوب سوسا أَو نَارا أَو مَا يشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يؤول بِزِيَادَة السّعر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) شَيْئا من الْحُبُوب فِي يَد أحد وَكَانَ ذَلِك مَيتا فَأعْطَاهُ حبا فَإِنَّهُ يؤول بالرخص.
وَإِذا رأى أحد حبوبا مخلوطا بَعْضهَا مَعَ بعض فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ يخلط فِي الْكَلَام بِحَيْثُ أَن سامعه لَا يفرق بَين مَا يَقُول، وَقد كره بَعضهم رُؤْيا ذَلِك لما فِيهِ من الصعوبة عِنْد إِفْرَاده من بعضه.
وَقيل رُؤْيا الْحُبُوب المخلوطة إِذا طبخت فَإِنَّهَا لَا بَأْس بهَا لما فِي حبوب عَاشُورَاء من الْخَيْر وَالْبركَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الْبَسَاتِين والحدائق تدل على الاسْتِغْفَار لقَوْله تَعَالَى: {فَقلت اسْتَغْفرُوا ربكُم إِنَّه كَانَ غفارًا يُرْسل عَلَيْكُم مدرارا} الْآيَة. وَرُبمَا دلّت رُؤْيا ذَلِك على الْبشَارَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا مِنْهُم يسْقِي بستانه دل ذلك على أمر العائلة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَيَّة فِي بُسْتَان فَإِنَّهُ يدل على حماة أرضه وشجره.
وَقيل: من رأى أَنه دخل بستانا فَوَجَدَهُ كَامِلا من جَمِيع الْأَشْيَاء فَإِنَّهُ حُصُول رزق وَخير وَمَنْفَعَة خُصُوصا إِن جنى مِنْهُ شَيْئا لقَوْله تَعَالَى: {حدائق ذَات بهجة مَا كَانَ لكم} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بستانا حسنا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من امْرَأَة حسناء.
وَمن رأى في منامه امْرَأَة في بستان تَدعُوهُ إِلَى نَفسهَا وَهُوَ يمْتَنع فَإِنَّهُ يرْزق الشَّهَادَة.
وَقيل: من رأى بستانا حسنا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من امْرَأَة غنية.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) بستانا يسقى بساقية وَلم يُثمر فِيهِ شَيْء فَإِنَّهُ يدل على ان امْرَأَته لَيست راضية بِوَطْئِهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن بستانا يسقى من غير ساقية فَإِنَّهُ يَأْتِي امْرَأَته فِي دبرهَا.
والبستان يؤول بدار السُّلْطَان أَو الْحَاكِم فَمن دخل بستانا فَإِنَّهُ يدْخل دَار أَحدهمَا.
وَأما الْحبَّة السَّوْدَاء للمريض فهي شفاء.
إعطاء الحبة السوداء لأحد غير مريض تدل على خصومة.
أكل الحبة السوداء تؤول ببعض المال.
وَقيل رُؤْيا الْخَرْدَل والحبة السَّوْدَاء أَو مَا أشبه ذَلِك من الْحُبُوب النافعة للأدوية فَإِنَّهُ خير وَلَا بَأْس بِهِ وَرُبمَا كَانَ للْمَرِيض صِحَة وعافية.
وَأَمَّا الحمص فَإِنَّهُ تشويش سَوَاء كَانَ رطبا أَو يَابسا مطبوخا أَو غير مطبوخ وَإِذا كَانَ مَعَ شَيْء غَيره فَهُوَ أخف.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الحمص الْحَار تدل على الْقبْلَة فِيمَا لَا يَنْبَغِي. وَحكي فِي الْمَعْنى، أَن رجلا جَاءَ إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ لَهُ: رَأَيْت كأنني أكلت حمصا حارا، فَقَالَ لَهُ قبلت زَوجتك فِي رَمَضَان وَأَنت صَائِم، قَالَ: نعم.
وَقيل: أما حب الفول فَلَيْسَ بمحمود وَرُبمَا كَانَ هما لمن أكله.
وَأما نَبَات الْحِنَّاء فَإِن الْمَعْنى فِي ذَلِك عَائِد إِلَى الْوَرق لَا على القضبان فَهُوَ مَال وَمَنْفَعَة.
وقضبانه تقدم تَعْبِيره فِي رُؤْيا الْأَشْجَار، والخضاب مِنْهَا تقدم فِي فَصله أَيْضا فِي الْبَاب التَّاسِع عشر.
وَأما زهر الحرمل فَإِنَّهُ يؤول بالثناء الْحسن خُصُوصا لمن أكله.
وَأما شَجَرَة الحنظل فَإِنَّهَا تكون فِي بعض الأقاليم كَثِيرَة حَتَّى يستظل بهَا وَهِي تؤول بِرَجُل مُنَافِق.
فصل فِي رُؤْيا الحمّام (الحمامات) في المنام.
وَهِي على أوجه قيل عمَارَة الْحمام غير محمودة وخرابها ضد ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَماما دلّ على الْهم وَالْغسْل فِيهِ فَرح وسرور فَإِن كَانَ المَاء معتدلا فَهُوَ جيد.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه ينور بنورة فِي الْحمام وتنظف وَغسل جسده فَإِن كَانَ خَائفًا أَو مغموما أَو ضَعِيفا أَو مديونا فَإِنَّهُ فرج من جَمِيع مَا ذكر. وَإِن كَانَ ذَا مَال فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي مَاله. وَإِن لم يغسل النورة عَن جسده لَا يتم أمره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ شرب مَاء حارا فِي الْحمام فَإِنَّهُ يمرض بحمى أَو بعلة البرسام.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فِي حارته حَماما فَإِنَّهُ يظْهر هُنَاكَ امْرَأَة فَاحِشَة.
وَقَيل: جميع رُؤْيا الْحمام على سِتَّة أوجه امْرَأَة وغم وَدين وتعطيل وتصديق وقرض وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْحمام على الْمَرْأَة الْقيمَة أَو كَبِير الدَّار.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ صَار حَمّاميا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة حسناء.
وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا صَارَت حمّامية فَإِنَّهَا تسْعَى فِي صَلَاح أمورها ومنافعها.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يَبْنِي حَماما فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل الْحمام فَإِنَّهُ يُصِيب غيظا بِقدر حره وعاقبته إِلَى خير مَا لم يغْتَسل بِمَاء سخن فَإِنَّهُ يكثر همه وَرُبمَا يكون من قبل النِّسَاء. وَإِن كَانَ المَاء بَارِدًا دلّ على نجاته من كل سوء وَرُبمَا دلّ دُخُول الْحمام على شر عَلى قدر حره يكون ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْتَقل فِي الْحمام من مَكَان إِلَى مَكَان آخر فَإِنَّهُ ينْتَقل من حَال إِلَى حَال.
وَقِيلَ: التجرد فِي الْحمام هم من قبل النسْوَة. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي الْحمام بثيابه فَإِنَّهُ حُصُول هم من جهة أحد الأقرباء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل على نسْوَة فِي حمام فَإِنَّهُ يرتكب حَرَامًا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَتَى حَماما وَلم يدْخلهُ فَإِنَّهُ يلاقي رجلا وَيَقَع بَينهمَا شَرّ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي حمام وسرق لَهُ شَيْء فَإِنَّهُ يُخَاصم رجلا عِنْد السُّلْطَان.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل حَماما فَوَجَدَهُ حارا لَا يَسْتَطِيع الاقامة بِهِ، فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم على قدر حره.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) حَماما نظيفا وَبِه مَاء حَاراً رطب وبارد معتدل وَبِه خدمَة فَلَا بَأْس بِهِ هَذَا إِذا كَانَ نوى الطَّهَارَة مَا لم ير مَا يكره فِي علم التَّعْبِير. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل حَماما فَوجدَ فِيهِ قذرا أَو مَا يكره وجود مثله فِي الْحمام فَإِنَّهُ مُبَالغَة فِي الْهم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) عورات النِّسَاء مكشوفات فِي حمام فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن قلَّة دين وارتكاب محرم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اغْتسل بِهِ عبرت رُؤْيَاهُ على الْخَيْر.
وَأما الأحواض ومجاري الْمِيَاه والقصع والطاسات في الحمام فهن في التأويل نسَاء حيث ينتسبن إِلَى الْحمام من الْآلَات المؤنثة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ دخل حَماما فَوجدَ فِيهِ مَا لَا يُمكن دُخُوله وَلَا يحل بِهِ فَإِن كَانَ نَوعه محبوبا فَلَا بَأْس بِهِ. وَإِن كَانَ مَكْرُوها فَلَا خير فِيهِ.
وَقِيلَ: فتح الجامة أَو الطَّاقَة أَو الْأَبْوَاب من الْحمام نقص في الْهم وَالْغَم.
وَأَمَّا المستوقد فَلَا يحمد فِي الرُّؤْيَا بِمَا يعبر بالوالي الظَّالِم الَّذِي يَأْكُل أَمْوَال النَّاس ظلما.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يسكن قرب مستوقد فَإِنَّهُ يأوي إِلَى أَقوام مفسدين ويقرهم على فسادهم. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ أَخذ من ناره شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا من أَي وَجه كَانَ. وَإِن ألْقى فِيهِ شَيْئا فَإِن الْوَالِي يغرمه شَيْئا. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فِي المستوقد خللاً فَإِنَّهُ فَسَاد فِي حق الْوَالِي ومضرة.
فصل فِي رُؤْيا الصخور وَالْحِجَارَة والحصى (رؤية الحجر أو الصخرة أو الحصوة في المنام)
قَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الصخور وَالْحِجَارَة تؤول على وَجْهَيْن مَال وَرجل كَبِير.
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه ملك شَيْئا من ذَلِك فَإِن كَانَ نَاعِمًا فَهُوَ حُصُول مَال. وَإِن كَانَ صلبا فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من رجل مقَامه قدر ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ رفع حجرا أَبيض فَإِنَّهُ يصحب إنسانا جيد الطَّبْع ويصيب مِنْهُ خيرا وَمَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ رفع حجرا أصفر أَو حِجَارَة فَإِنَّهُ يصحب إنسانا خبيثا ذاهل الخاطر. وَأَمَّا الْحجر الْأَحْمَر فَإِنَّهُ رجل قَلِيل الدّين. وَأما الْحجر الأبلق فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل مُنَافِق وَرُبمَا ينَال من يحتوي عَلَيْهِ مَالا من رجل مُنَافِق على أَي وَجه كَانَ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يجمع حِجَارَة فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال من سفر. إِن كَانَت الْحِجَارَة من الفلاة فَإِنَّهُ يحصل ذَلِك المَال بالمكر وَالْحِيلَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ألْقى حجرا كَانَ بِيَدِهِ إِلَى حجر فَإِنَّهُ يُعْطي مَالا لرجل بِكَرَاهَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ جمع صغَار الْحِجَارَة أَو مكسورها الدقيقة فَإِنَّهُ يجمع مَالا ويستولي عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) إنسانا يرْجم آخر بِحجر فَإِنَّهُ يتهمه بزنا أَو بتهمة عَظِيمَة وَرُبمَا دلّ على كَلَام رَدِيء يَقع مِنْهُ فِي حَقه وَيكون تَأْثِيره على قدر الإصابة والتأثير.
وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي: الصخور رجال قاسي الْقُلُوب لقَوْله تَعَالَى: {ثمَّ قست قُلُوبكُمْ} وَلَكنهُمْ ذُو وجاهة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ علا صَخْرَة ليقلعها فَإِنَّهُ يحاول أمرا صعبا وَيكون مبلغه مِنْهُ بِقدر ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن صخورا عَظِيمَة سَقَطت فَإِن النَّاس يتوقعون حَربًا وَلَا يَقع وَرُبمَا، وَقع فِيهِ حر أَو برد، وَيحصل لأَهله مغرم أَو غَارة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينْقض فِي صَخْرَة فَإِنَّهُ يفتش عَن أَمر وينال مِنْهُ بِقدر مَا نقض فِي الصَّخْرَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يركب حجرا فَإِن كَانَ أعزب فَإِنَّهُ يتَزَوَّج والا فَهُوَ اشْتِغَال فِي أَمر من الْأُمُور.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ضرب صَخْرَة بعصا فانفلقت فَخرج مِنْهَا مَاء فَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى. وَإِن كَانَ غَنِيا ازْدَادَ غنى، وَرُبمَا كَانَ أمرا وَولَايَة ونفاذ حكم لقَوْله تَعَالَى: {فَقُلْنَا اضْرِب بعصاك الْحجر فانفجرت مِنْهُ اثْنَتَا عشرَة عينا} الْآيَة. وَرُبمَا كَانَ حُصُول رزق هَين.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ علق فِي عُنُقه حجرا فَإِنَّهُ حُصُول شَرّ ومغرم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ اسْتندَ إلى حجر لإنه يستند إِلَى رجل مِقْدَاره ذَلِك.
وَأَمَّا حجر الزِّنَاد فَإِنَّهُ ملك سريع نَافِذ الْأَمر.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يمر على صَخْرَة ويكرر ذَلِك فَإِنَّهُ يلح فِي أَمر من رجل كَبِير ويؤثر ذَلِك وَيحصل مَقْصُوده لقَوْل بَعضهم:
أما ترى المَاء بتكراره ** فِي الصَّخْرَة الصماء قد أثرا
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الصَّخْرَة سرُور وَفَرح وسعة عَيْش.
وَأما الصوان فَإِنَّهُ فِي علم التَّعْبِير كالحجارة وَلَكِن أَشد وَأقوى في التعبير.
وَقِيلَ: الْحَصَى يؤول بِالْمَالِ وَالْعلم.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْحَصَى صغَار النَّاس أَو علماؤهم.
وَقِيلَ: الْحَصَى تَعْبِيره بِالْحِسَابِ.
وَقَالَ خَالِد الْأَصْفَهَانِي: من رأى أَن طائرا نزل من السَّمَاء فالتقط حصاه وصرها فِي ثَوْبه أَو ابتلعها فَإِنَّهُ يُحْصى علما وَرُبمَا كَانَت حُصُول فَائِدَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ رمى بحصاة فِي بَحر ذهب مَاله فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ رمى حَصَاة فِي بِئْر فَإِنَّهُ يصرف مَالا فِي زواج أَو إحضار خَادِم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَرْمِي حَصَاة على شَيْء فَإِن كَانَ لذَلِك تَأْوِيل فَإِنَّهُ يَشْتَرِي مَا يؤول عَلَيْهِ ذَلِك. وَإِن لم يكن لَهُ تَأْوِيل فَهُوَ هُوَ بِعَيْنِه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يَرْمِي إنسانا بحصاة فَإِنَّهُ يرميه بالْكلَام وَيكون مبلغه بِقدر الإصابة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وَقع فِي أُذُنه حَصَاة فَإِنَّهُ يسمع كلَاما يُؤْذِيه وَيحصل لَهُ مضرَّة.
رؤيا
جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ: رَأَيْت حَصَاة وَقعت فِي أُذُنِي فنفضتها فَزعًا فَخرجت فَقَالَ: أَنْت رجل تجَالس أهل الْبدع فَتسمع كلمة فَاحِشَة وَلَكِنَّك تتوب.
فصل فِي رُؤْيا الْحصار والمحاصرة و المنجنيق و المدفع في المنام.
من رأى أَنه دخل حصارا فَإِنَّهُ يَأْمَن من شَرّ الأعادي. وَإِن رأى أَنه خرج من حِصَار فَإِن الأعادي تظفر بِهِ.
وَقَالَ جَابر المغربي: إِن كَانَ فِي الْحصار ذخيرة زَائِدَة فَإِنَّهُ دَلِيل الْخَيْر وَالصَّلَاح فِي دينه. وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فبضده.
وَقيل: من رأى أَنه يحاصر قوما وَرمى عَلَيْهِم بأنواع آلَات الْقِتَال فَإِنَّهُ يُنَازع مَعَ قوم ويرميهم بالْكلَام فَإِن أصَاب مَا رمى بِهِ شَيْئا أثر كَلَامه. وَإِن لم يصب لم يُؤثر وَكَذَلِكَ ان رأى أَنه يَرْمِي عَلَيْهِم من أَعلَى شَيْء مِمَّا ذكر.
وَقيل: من رأى أَنه فِي حِصَار فَإِنَّهُ انحصار.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ خرج من الْحصار وَلم يجد من يشوش عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَحْمُود. وَإِن وجد مَعَ ذَلِك فُرْجَة وراحة فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ افْتقر إِلَى شَيْء من الْآلَات وَلم يجدهَا فَإِنَّهُ نقص فِي قدرته. وَإِن وجدهَا فَإِنَّهُ تَمام أمره سَوَاء كَانَ محاصرا أَو محاصرا.
فصل فِي رُؤْيا المنجنيق والمدفع والمكحلة وَنَحْوهَا مِمَّا يرْمى بِهِ فِي الْحصار والمحاصرة
من رأى منجنيقا يرْمى بِهِ على قلعة أَو مَدِينَة منسوبة إِلَى الْإِسْلَام فَإِن الرَّائِي يحصل مِنْهُ كَلَام يكون فِيهِ نقص للاسلام وَرُبمَا كَانَ فِيهِ ضَرَر لأهل ذَلِك الْمَكَان فليتق الله. وَإِن كَانَ يَرْمِي بِهِ على مَدِينَة الْكفَّار أَو قلعتهم فَإِنَّهُ دَلِيل على أَن الرَّامِي قَائِما فِي دين الله مبغضا لما سواهُ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن المنجنيق حصل بِهِ خلل فَإِنَّهُ غَلَبَة للرامي وظفر لأهل ذَلِك الْمَكَان.
وَأَمَّا حجر المنجنيق فَإِنَّهُ يؤول بِالْكَلِمَةِ الْعُظْمَى.
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه أَصَابَهُ حجر من ذَلِك فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ فَإِن أزعج فِيهِ شَيْئا أَو كَسره فَهُوَ حُصُول مضرَّة.
وَقِيلَ: حجر المنجنيق كلمة الْملك.
وَقيل: من رأى حِجَارَة المنجنيق تنزل على مَكَان فَإِن هدمت أَو خربَتْ كَانَ الضَّرَر بِقدر الْهدم والخراب وَإِلَّا فَيكون نَاقِصا من ذَلِك. وَأَمَّا الضَّرَر فَهُوَ مَوْجُود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصنع منجنيقا فَإِنَّهُ يضمر مكرا ومكيدة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يخرب منجنيقا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي بطلَان مَا يكون لَهُ وَلغيره أَو يخدع.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ينحت حجر المنجنيق فَإِنَّهُ يحمل ملكا على أَمر حَتَّى يتَكَلَّم بِكَلِمَة يكون فِيهَا ضَرَر وأذى.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يكسر حجر المنجنيق فَإِنَّهُ يكسر كَلَام الْملك.
وَقِيلَ: رُؤْيا المنجنيق تؤول بقدوم الْعَسْكَر فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فيؤول فِيهِ.
وَأما رُؤْيا المدفع فهم وخصم وغالب.
وحجره كلمة ذَلِك الْخصم.
وَقِيلَ: إنه يعبر بِنَوْع من المنجنيق وَرُبمَا كَانَ المدفع أقوى من المنجنيق.
وَقِيلَ: المنجنيق هُوَ مَا يقوم مقَام الْملك.
والمدفع الْكَبِير الْجَدِيد هُوَ الْملك بِعَيْنِه فَيعْتَبر الْمعبر الْمعَانِي فِي ذَلِك ويؤول مَا ظهر لَهُ بِتَوْفِيق الله تَعَالَى.
وَأما المكاحل فهم دون ذَلِك وتعبر بقريب من هَذَا الْمَعْنى على الْقدر والهيئة.
وَأَمَّا النفوط والأسهم الخطائي والطيارات وَنَحْو ذَلِك فَكَلَام محرق مُضر.
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه أصَاب أحدا بِشَيْء من ذَلِك يُصِيبهُ بِكَلَام يحرقه.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شَيْئا من ذَلِك أصَاب مَكَانا وَلم يصبهُ هو فَلَيْسَ يُؤثر فِيهِ وَلَكِن يجْرِي بِسَبَبِهِ.
وكل مَا يَرْمِي بِهِ الْإِنْسَان من جَمِيع الْأَنْوَاع فَهُوَ كَلَام فَمَا كَانَ مِنْهُ صائبا كَانَ للْكَلَام تَأْثِير. وَإِن آلمه كَانَ أبلغ. وَإِن لم يصب فَلَيْسَ لذَلِك الْكَلَام تَأْثِير وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
فصل فِي رُؤْيا الْحمل (امرأة حامل أو حبلى) و الولادة (الوضع) و الرضاعة و النفاس و السقط
الحمل في المنام
وَهُوَ على أوجه: قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الْحمل للْمَرْأَة زِيَادَة مَال وللرجل حزن.
وَقِيلَ: رُؤْيا الْحمل دَلِيل على النِّعْمَة وَمَال الدُّنْيَا بِقدر كبر جوفها سَوَاء كَانَ الرَّائِي رجلا أَو امْرَأَة.
وَإِنْ رَأَى الصَّبِي الَّذِي دون الْبلُوغ أَنه حَامِل يؤول بوالده. وَإِن رَأَتْ الصبية ذَلِك يؤول على والدتها.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه صَار حَامِلا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي مَاله.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن امْرَأَته حَامِل فَإِنَّهُ يَرْجُو شَيْئا من عرض الدُّنْيَا.
وَالْحمل صَالح للرِّجَال وَالنِّسَاء على كل حَال.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن شَيْئا وَمن الْحَيَوَان حَامِل فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة خُصُوصا إِن كَانَ نَوعه محبوبا.
فصل فِي رُؤْيا الْوَضع
وَهُوَ على أوجه، قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه وضع جَارِيَة -بنتاً- أصَاب خيرا كثيرا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ وضع غُلَاما أصَاب هما أو يناله كلَاما مَكْرُوها.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن امْرَأَته وضعت غُلَاما فَإِنَّهَا تَلد جَارِيَة -أي بنتاً- إِن كَانَت حَامِلا. وَإِن لم تكن فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم ثمَّ يفرج الله عَنهُ. وَإِن كَانَ فِي الرُّؤْيَا مَا يدل على السِّرّ كانت رؤيا غير محمودة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن إِحْدَاهمَا ولدت غُلَاما فَإِنَّهُ يعبر بالضد.
وَقِيلَ: رُؤْيا الابْن يؤول بالبنت وَكَذَلِكَ الْبِنْت بالابن الا أن يكون طبع الرَّائِي إِذا رأى شَيْئا يظْهر على حَقِيقَته.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ولد من فِيهِ فَإِن كَانَ مَرِيضا كانت الرؤيا غير محمودة، وَرُبمَا كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا منحصرا من أحد فَتكلم مَعَه بِكَلَام حسن.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: ولادَة الرجل غُلَاما يدل على دُخُوله فِي أَمر ثقيل لَيْسَ من شَأْنه ثمَّ ينجو ويظفر بعدوه، وَرُبمَا دلّت على نجاة من امْرَأَة دنيئة.
ورؤيا امْرَأَة السُّلْطَان أنها ولدت من غير حمل إصابة زَوجهَا كنزا.
وقال الْكرْمَانِي: إِذا رَأَتْ امْرَأَة ملك أَنَّهَا ولدت ابْنا أصَاب زَوجهَا مَنْفَعَة. وَإِن رَأَتْ انها ولدت بِنْتا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول غم.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: من رَأَتْ أنها ولدت ابْنا وَتكلم مَعهَا فِي الْحَال فَإِنَّها رؤيا غير محمودة. وَإِن رَأَتْ انها ولدت بِنْتا وتكلمت مَعهَا فِي الْحَال فَإِن الله تَعَالَى يرزقها ولدا يسود قومه.
فصل فِي رُؤْيا النّفاس
قَالَ الْكرْمَانِي: النّفاس يدل على ضعف الْمقدرَة. وقال آخَرُونَ: خلاص من غم وهم.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يتحَرَّى مَا يلائم ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَوَلَّى أَمر من الْأُمُور.
وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أنها نفست وَمَا خلصت فَلَا خير فِيهِ.
وَأَمَّا الْعَجُوز فَحكم النفاس لهَا كَحكم الْحيض.
فصل فِي رُؤْيا السقط (سقوط الجنين و الإجهاض)
من رأى أَنه سقط فَإِنَّهُ لَا يتم لَهُ مَا يُريدهُ من أَمر هُوَ قاصده وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة.
فصل فِي رُؤْيا الرَّضَاع
وَهُوَ على أوجه، فَمن رأى أَنه يرضع فَإِنَّ ذلك يدل على ذل أو على حزن.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن أحدا يرضع من يَدَيْهِ فَإِنَّ الرؤيا غير محمودة.
وَقِيلَ: لَا خير فِيهِ للراضع وَلَا للمرضع.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يرضع ثدي امْرَأَة فَإِنَّهُ يمرض. وَإِن رَأَتْ ذَلِك امْرَأَة كَانَت كَبِيرَة أَو صَغِيرَة فَإِن أمر من أمور الدُّنْيَا ينقبض عَلَيْهَا.
وَإِن رَأَتْ أنها ترْضع من ثديها لَبَنًا فَإِنَّهُ مِيرَاث من بَيتهَا.
وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أنها ترْضع من ثدي رجل فَلَا خير فِي ذلك.
وَأَمَّا رضعها من ثدي امْرَأَة أُخْرَى فَفِيهِ خلاف.
وَأَمَّا رضع الْقَضِيب فَهُوَ صَالح للراضع والمرضع وَحُصُول خير وَقَضَاء حَاجَة.
وَأَمَّا من جَمِيع الْأَعْضَاء إِن در فَهِو خير للراضع وَلَا خير فِيهِ للمرضع سَوَاء مَا ذكر.
وَأَمَّا الرضع من مثانيه فِيهِ خلاف.
من رأى أَنه يرضع من ثدي وَلم يدر فَلَا خير فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يرضع من حَيَوَان فَهُوَ حُصُول مَال وَمَنْفَعَة.
وقال الْكرْمَانِي: رُؤْيا الرَّضَاع حُصُول مَال فَإِن كَانَ من إنسان أَو حَيَوَان لَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حرَام، وَإِن كَانَ من حَيَوَان يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حَلَال.
وَقِيلَ: الدّرّ من إِنْسَان شَفَقَة.
وقال جَابر المغربي: من رأى أَنه يرضع مِمَّن لَهُ ثدي فَهُوَ يطلب المَال من أخساء الْقَوْم، فَإِن در نَالَ، وَإِن لم يدر لم ينله شَيْء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يرضع من إنسان أَو حَيَوَان من مَكَان لَا يَقْتَضِي الرضَاعَة فَهُوَ طلب أَمر عسير، فَإِن نَالَ مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يبلغ مِقْدَار مَا يَقْصِدهُ لَكِن بالتعسير.
وَقِيلَ: من رأى أَنه يرضّع صَبيا فَإِنَّ الرؤيا غير محمودة.
وقال بعض المعبرين: (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يرضع من ثدي أمه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول عز ومرتبة وَكَذَلِكَ ان رأى أَن أمهِ ترْضِعه لقَوْله تَعَالَى: {وأوحينا إِلَى أم مُوسَى أَن أرضعيه}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن فِي يَده لَبَنًا فَإِنَّهُ مشرف على زِيَادَة دنيا وظفر بهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يطوف على النِّسَاء ويمص ثديهن فَلَا يجْرِي إِلَيْهِ اللَّبن فَإِنَّ الرؤيا غير محمودة.
وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَن رجلا يرضع من لَبنهَا فَإِنَّهُ يَأْخُذ من مَالهَا بِقدر مَا ارتضع وَهِي كارهة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ارتضع من ثدي سَوَاء كَانَ لآدَمِيّ أَو لحَيَوَان فَإِن خرج لَهُ من الثدي شَيْء سَائل سَوَاء كَانَ نَوعه محبوبا أَو مَكْرُوها فَإِنَّهُ مَال، وَإِن كَانَ جَامِدا فَلَيْسَ بمحمود.
وَقِيلَ: مَنْفَعَة مَا لم يكن فِيهِ صفة روح أَو تَحْرِيك، فإن كَانَ فِيهِ شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على ولد، وَإِن كَانَ نوع ذَلِك الشَّيْء محبوبا فَهُوَ ولد صَالح، وَإِن كَانَ مَكْرُوها فضده وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
فصل فِي رُؤْيا الْحَرْب والقتال
والحرب و القتال هما على ثَلَاثَة أَنْوَاع: أَحدهَا بَين الْمُلُوك وَثَانِيها بَين الْملك والرعية وَثَالِثهَا بَين الرّعية فَقَط.
فَمن رأى الْحَرْب بَين الْمُلُوك فَإِنَّهُ يدل على فتْنَة أَو وباء.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْحَرْب بَين الْملك ورعيته فَإِنَّهُ يدل على رخص الأسعار.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن الْحَرْب بَين رَعيته فَقَط فَإِنَّهُ صَلَاح بَينهم.
وَقِيلَ: قدوم الْعَسْكَر على بَلْدَة يدل على الْغَيْث.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن جُنُودا مُجْتَمعين فَإِنَّهُ يدل على هلاك أهل الْبَاطِل ونصرة أهل الْحق لقَوْله تَعَالَى: {فلنأتينهم بِجُنُود لَا قبل لَهُم بهَا}.
وَقِيلَ: قلَّة الْجند لمن يكن مَعَهم دَلِيل على ظفره على أعدائه لقَوْله تَعَالَى: {كم من فِئَة قَليلَة} الْآيَة.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ فِي حَرْب وَقَامَ عَلَيْهِم عجاج فَلَا خير فِيهِ لقَوْله تَعَالَى: {ووجوه يَوْمئِذٍ عَلَيْهَا غبرة ترهقها قترة}.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) عسكرين اقتتلا فالغالب مِنْهُمَا مغلوب.
وقال بعض المعبرين: من رأى أَن عسكرين اختلطا فِي وقْعَة ليتقاتلا ثمَّ اصطلحا فَإِنَّهُ خير يعمهم لقَوْله تَعَالَى: {وَالصُّلْح خير} .
وَأَمَّا الْحلف إِذا كَانَ صَدُوقًا فِيهِ فَإِنَّهُ ظفر وَقَول حق وَرُبمَا كَانَ زِيَادَة فِي الْعِبَادَة والمحبة لله تَعَالَى، وَإِن كَانَ كذوبا فَيدل على الخذلان. وَقِيلَ: مَعْصِيّة لقَوْله تَعَالَى: {ويحلفون على الْكَذِب وهم يعلمُونَ أعد الله لَهُم عذَابا شَدِيدا}.
وَأَمَّا الشّغل فَإِنَّهُ يدل على النِّكَاح وَرُبمَا تزوج بكرا قال الله تَعَالَى: {إِن أَصْحَاب الْجنَّة الْيَوْم فِي شغل فاكهون}.
وَأَمَّا الحراسة فأمان وثناء حسن.
فَمن رأى أحدا يَحْرُسهُ فَإِنَّهُ يَأْمَن. وَإِن حرس أحدا فَإِنَّهُ يرْزق فعل الخير.
وَقِيلَ: الحارس والمحروس يَكُونَا آمِنين من شَرّ الشَّيْطَان وكيده.
وَأَمَّا الْحزن فَقَالَ ابْن سِيرِين: من رأى أَنه حَزِين مغموم فَإِنَّهُ يدل على فَرح وسرور.
وقال جَابر المغربي: من رأى أَنه حَزِين مغموم وغمه زَائِد فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من خَزَائِن الْمُلُوك على مِقْدَار همه وحزنه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ زَالَ غمه فتأويله بِخِلَاف ذَلِك.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه حَزِين مغموم فَإِنَّهُ يرْزق فَرحا شَدِيدا وسرورا بَالغا لقَوْله تَعَالَى: {فأثابكم غما بغم} الْآيَة.
وخُصُوصا إِن كَانَ الرَّائِي من أهل الدّين وَالصَّلَاح فَيكون الْفَرح وَالسُّرُور أبلغ. وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَلَا بُد لَهُ من سكرة يحصل بهَا غم.
وَأَمَّا الْفَرح فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود فَمن رأى أَنه فرحان مسرور فَإِنَّهُ حزن وغم.
وقال ابْن سِيرِين: من رأى أَنه فَرح من جِهَة أحد فَإِنَّهُ يحزن مِنْهُ.
وقال الْكرْمَانِي: رُؤْيا الْفَرح للحي حزن وللميت بِشَارَة وخاتمة خير وَدلَالَة على ان الْمَيِّت رَاض عَنهُ.
وقال بعض المعبرين: وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْفَرح وَالسُّرُور على حُصُول فضل من قبل الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل: {فرحين بِمَا آتَاهُم الله من فَضله}.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: من رأى أَنه فَرح بِغَيْر سَبَب فَإِنَّ ذلك غير محمود، قال الله تَعَالَى: {حَتَّى إِذا فرحوا بِمَا أُوتُوا} الْآيَة.
فصل فِي رُؤْيا الاحتقان
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يحتقن فَإِنَّهُ يحصل لَهُ تحول من حَال إِلَى حَال وَرُبمَا دلّ على ضيق الْمَعيشَة.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: من رأى أَنه احتقن وَحصل لَهُ من ذَلِك مَا يكدر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود. وَإِنْ رَأَى بِخِلَاف ذَلِك فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة.
وَقِيلَ: الحقنة من دَاء يجده يدل على رُجُوع صَاحبهَا فِي أَمر يرجع إِلَى الدّين وَإِذا كَانَت من غير دَاء فَإِنَّهُ يرجع فِي هِبته أَو وعده.
فصل فِي رُؤْيا الفصد و الحجامة و الكي و التشريط
رؤية الفصد في المنام
قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يفصد فَإِن كَانَ الفاصد شَيخا فَإِنَّهُ يسمع كلَاما من صديقه لَا يرضيه. وَإِن كَانَ شَابًّا فَإِنَّهُ يسمع من عدوه مَا لَا يرضيه وَرُبمَا كَانَ غَرَامَة خُصُوصا إِن قَصده بالطول وَخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ تصيبه نائبة من السُّلْطَان أَو مِمَّن يقوم مقَامه وَيَأْخُذ مِنْهُ مَالا بِقدر الدَّم الْخَارِج فَإِن قَصده بِالْعرضِ فَإِنَّهُ غَرَامَة لَكِن بِإِرَادَة. فَإِن قَصده عَالم وَخرج مِنْهُ دم فِي طست أَو طبق فَإِنَّهُ يمرض وَيذهب من ماله للأطباء لِأَن الطَّبَق هُوَ الطَّبِيب.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ افتصد وَخرج مِنْهُ دم أسود وَحصل لَهُ فِي بدنه صِحَة فَإِنَّهُ يَصح دينه.
والفصد فِي الْيَمين زِيَادَة فِي المَال وَفِي الشمَال زِيَادَة الأصدقاء.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يَنْوِي الفصد فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله تَعَالَى.
فَإِن رأى كَأَنَّهُ افتصد وَلم يخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ تَعْطِيل أَمر.
وقال جَابر المغربي: من رأى أَنه فصد وَخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ يُقَال لَهُ كَلَام حق يتبعه. وَإِن طَال خُرُوج الدَّم حَتَّى تصفى كان ذلك غير محمود.
وقال السالمي: من رأى أَنه هُوَ يفصد غَيره يؤول على أَرْبَعَة أوجه: إِمَّا يكون عوانيا وَيحل على يَدَيْهِ غَرَامَة، أَو يكون ساعيا فِي مصلحَة أحد ونفعه، أَو يكون مخادعا خُصُوصا إن ضرب وَلم يخرج الدَّم، أَو يكون مُتَعَلقا بِأَمْر وقصده نتاجه.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الفصد تؤول على أَرْبَعَة أوجه: فتح وظفر وسفر وخصومة وَشركَة. وَإِن كَانَ الْمُفْسد مَسْتُورا فَهُوَ مَحْمُود فِي حَقه. وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَهُوَ مَذْمُوم وَكره بعض المعبرين الفصد لما فِيهِ من الخراب عِنْد النشلة.
وقال بعض المعبرين: من رأى أَنه يفصد بمَكَان لَا يَقْتَضِي الفصد فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود.
فصل فِي رُؤْيا الْحجامَة
وَهِي أَمَانَة وَشرط وعزل وَذَهَاب مَال فِي مَنْفَعَة وَنَجَاة من كرب وخلاص من سجن وَكتاب وظفر وَصِحَّة جسم وَطَلَاق امْرَأَة.
وقال الْكرْمَانِي: من رأى أَنه احْتجم فَإِنَّهُ يُقَلّد أَمَانَة أَو يكْتب عَلَيْهِ كتاب أَو يشفى مِمَّا بِهِ.
وَإِن كَانَ مَرِيضا بَرِيء لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: شِفَاء أمتِي ثَلَاث: آيَة من كتاب الله أَو لعقة عسل أَو كأس من حجام.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ احْتجم وتلطخ سرادقه بدمه كان ذلك غير محمود.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْحجامَة للوالي عزل وَرُبمَا كَانَت لجَمِيع النَّاس من وَال وَغَيره ذهَاب مرض وَرُبمَا كَانَت ذهَاب مَاله فِي مَنْفَعَة أَو نجاة من كرب.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ احْتجم وَكَانَ فِي حبس فَإِنَّهُ يُطلق لِأَن زيد بن الْمُهلب كَانَ فِي حبس الْحجَّاج فَرَأى ذَلِك فتخلص من الْحَبْس.
وقال بعض المعبرين: من رأى أَنه يحجم أَو يحتجم ولي ولَايَة أَو كتب عَلَيْهِ كتاب أَو قلد أمانَة أَو تزوج.
فَإِن كَانَ الحاجم شَيخا فَهُوَ جده.
وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَهُوَ أقوى.
وَإِن كَانَ مختلطاً فَذَاك صديقه.
وَإِن كَانَ شَابًّا فَهُوَ عدوه.
وَإِن حجم هُوَ ملكا فَإِنَّهُ ظفر.
وَإِن حجم شَيخا علا جده.
وَإِن حجم شَابًّا ظفر بعدوه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ احْتجم وَلم يخرج مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ قد دفن مَالا لَا يَهْتَدِي إِلَيْهِ أَو دفع وَدِيعَة لمن لَا يردهَا إِلَيْهِ فَإِن خرج مِنْهُ دم صَحَّ فِي تِلْكَ السّنة.
وَإِن كسرت المحجمة فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته.
فَإِن رأى كَأَنَّهُ خرج من امْرَأَته حجر عِنْد الْحجامَة فانها تَلد.
وقال جَابر المغربي: من رأى أَنه يحجم وَلَيْسَ بحجام فَإِنَّهُ إن كَانَ ذَا أَقْلَام يحصل لَهُ منصب يتَصَرَّف بقلمه وَيحصل لَهُ خير كثير. وَإِن لم يكن صَاحب قلم فَإِنَّهُ يصير مديونا وَيحصل لَهُ خُصُومَة وَيكْتب عَلَيْهِ وثائق.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ احْتجم فَإِنَّهُ ينجو من شَرّ أَو خوف.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْحجام تؤول على ثَمَانِيَة أوجه: أَدَاء أَمَانَة وَكتاب شروط وولَايَة وشروط وصحبة وكتبة وَسنة حسنة وعزل.
وقال أَيْضا: الْحجام رُبمَا يكون كَاتب خراج أَو محاسبا وَرُبمَا كَانَ الْحجام رجلا ينْحل على يَدَيْهِ أُمُور النَّاس. وَرَأَيْت بعض المعبرين يحب رُؤْيا الْحجام لما ورد فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم: من شكر الْحجامَة.
فصل فِي رُؤْيا التشريط
من رأى أَنه يشرط آذانه فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه: ضعف وَخُرُوج بعض مَال فِي مصلحَة وَفَرح.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يشرط وَلم ينزل مِنْهُ دم فَإِنَّهُ حُصُول أَمر يكرههُ.
وقال بعض المعبرين: رُؤْيا الشراطة تدل على انه شَرط مَعَ أحد شرطا فَإِن سَالَ مِنْهُ دم وَفي شَرطه وَإِن لم يسل لم يوف بِهِ.
وقال بعض المعبرين: رُؤْيا الشراطة للصغار تَأْدِيب وللكبار إخراج مَال.
فصل فِي رُؤْيا الكي
وَهُوَ إِصَابَة مَال مَعَ كَثْرَة انفاقه فِي غير طَاعَة الله تَعَالَى لقَوْله تَعَالَى: {يَوْم يحمى عَلَيْهَا فِي نَار جَهَنَّم فتكوى بهَا} الْآيَة.
وَرُبمَا دلّ على بخل صَاحبهَا.
وَقِيلَ: الكي كَلَام موجع.
وَرُبمَا كَانَ لِذَوي المناصب ثباتاً فِي الْأُمُور.
وَرُبمَا دلّ الكي على التَّزْوِيج وَالسّفر وللنسوة على الْولادَة.
وقال أَبُو سعيد الْوَاعِظ: روى أَبَا بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: يَا رَسُول الله رَأَيْت فِي صَدْرِي كيين قَالَ: تلِي أَمر النَّاس سنتَيْن.
وقال الْكرْمَانِي: وَإِنْ رَأَى أَنه اكتوى فَخرج مِنْهُ دم أَو قيح فَإِنَّهُ يكون مُقيما بِخِدْمَة الْمُلُوك ثَابتا فِي أُمُوره. وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك تكون مُدَّة إِقَامَته قَلِيلا.
وقال دانيال: إِن رأى أَنه يكوي أحدا أَو يكوى فَإِنَّهُ سَماع كَلَام لَا فَائِدَة فِيهِ وَرُبمَا يُؤثر فِي قلبه.
وَإِن كَانَ الكي بِسَبَب عِلّة فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه ودنياه.
وقال جَعْفَر الصَّادِق: إِن رأى أَنه يكوى بالنَّار فَإِنَّهُ يدل على منع الزَّكَاة وَرُبمَا يكون مَشْغُولًا عَن عَسْكَر الْملك.
فصل فِي أَفعَال الْحَج وَغَيره
من رأى أَنه يجْتَهد فِي طلب الْحَج أَو زِيَارَة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَو بَيت الْمُقَدّس فَإِنَّهُ يطْلب أمراً مَحْمُودًا ويشكر على فعله لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تشد الرّحال إِلَّا إِلَى ثَلَاث: مَكَّة وَالْمَدينَة وَبَيت الْمُقَدّس.
وَقِيلَ: يكون قَاصِداً ثَلَاثَة أُمُور قَالَ بَعضهم: جلال فِي قدره وَكَمَال فِي دينه وجمال فِي فعله لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شبه مَكَّة بالجلال وَالْمَدينَة بالكمال وَبَيت الْمُقَدّس بالجمال.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يقْصد الْمسير إِلَى أحد الثَّلَاثَة مَسَاجِد وانه لَا يَسْتَطِيع ذَلِك وَلَا قدرَة لَهُ عَلَيْهِ فَإِن كَانَ غَنِياً فَإِنَّهُ يفْتَقر وَإِن كَانَ فَقِيراً فَإِنَّهُ يتَعَلَّق بِأَمْر لَا يقدر عَلَيْهِ.
(وَمَنْ رَأَى) أَن عِنْده شَيْئاً من آلَة الْحجَّاج وَقصد بذلك إِقَامَة ترفه فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي فعل الْخيرَات.
(وَمَنْ رَأَى) الْمحمل الشريف فَإِنَّهُ يؤول على خَمْسَة أوجه: أَمن وسلامة وَملك عَادل وَحج وراحة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ حدث والمحمل حَادث فتأويله فِي الْملك.
فصل فِي رُؤْيا الْخُرُوج إِلَى المواسم
من رأى أَنه خرج مَعَ الْقَوْم إِلَى موسم من المواسم فَإِنَّهُ خُرُوج من هم وغم وَإِن كَانُوا فِي حَرْب وكرب كشف الله عَنْهُم ذَلِك.
وَقِيلَ: خلاص من أسر أَو سجن.
وَقِيلَ: فَرح وسرور وَرُبمَا دلّ على رَاحَة وَأمن الخاطر.
وَقِيلَ: رُؤْيا الْمَوْسِم تعبر على سِتَّة أوجه: عرس وطهور ووليمة وغزو وَأمر مَشْهُور وسفر.
فصل فِي رُؤْيا مَكَّة حرسها الله تَعَالَى
قال ابْن سِيرِين: من رأى أَنه فِي مَكَّة فَإِنَّهُ يزور الْكَعْبَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يتَوَجَّه إِلَى مَكَّة بِسَبَب التِّجَارَة لَا الزِّيَارَة فَإِنَّهُ يكون حَرِيصاً على حب الدُّنْيَا.
وَقِيلَ: زِيَادَة رزق ونعمة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي طَرِيق مَكَّة فَإِن الله تَعَالَى يرزقه الْحَج
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي مَكَّة وَهُوَ مشتغل بالزهد وَالْعِبَادَة يحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة فِي دينه ودنياه. (وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ مشتغل فِيهَا بِالشَّرِّ وَالْفساد فَإِنَّهُ ضد ذَلِك.
وَقَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى أَن مَكَّة معمورة كَثِيرَة النعم يحصل لَهُ خير ونعمة وَمَال. (وَمَنْ رَأَى) مَكَّة ضد ذَلِك فَهُوَ ضِدّه.
وَقِيلَ: من رأى أَنه بطرِيق مَكَّة فَإِن كَانَ مَرِيضاً يطول مَرضه وَرُبمَا يكون قريب الْأَجَل ومآله إِلَى الْجنَّة.
وقيل: (وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ بِأحد الاماكن الْمَعْرُوفَة هُنَاكَ فَهُوَ حُصُول خير على كل حَال.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي حرم مَكَّة فَإِنَّهُ آمن من آفَات الدُّنْيَا لقَوْله تَعَالَى: {أَولم يرَوا أَنا جعلنَا حرماً آمنا وَيُتَخَطَّف النَّاس من حَولهمْ} الْآيَة وَرُبمَا يرْزق الْحَج.
(وَمَنْ رَأَى) فِي الْحرم ملكاً عادلاً يشْتَهر اسْمه بِالْمَعْرُوفِ والاحسان وَفعل الْخَيْر وَإِن كَانَ ظَالِماً فضده.
وَقِيلَ: الدُّخُول إِلَى الْحرم هُوَ الدُّخُول إِلَى حرم السُّلْطَان.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ دخل الْبَيْت فَإِنَّهُ آمن لقَوْله تَعَالَى: {وَمن دخله كَانَ آمنا}.
(وَمَنْ رَأَى) الْكَعْبَة رُبمَا يرى الْخَلِيفَة أَو السُّلْطَان.
(وَمَنْ رَأَى) الْكَعْبَة فِي دَاره فَإِنَّهُ يكون ذَا عز وجلال وَحُرْمَة أَو ينْكح امْرَأَة جليلة الْقدر من أهل الْخَيْر والسداد.
(وَمَنْ رَأَى) فِي الْكَعْبَة نقصاً فَهُوَ عَائِد على الْخَلِيفَة أَو الإِمَام.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْكَعْبَة على خَمْسَة أوجه: خَليفَة وأمام كَبِير وإيمان وَإِسْلَام وَأمن للْمُؤْمِنين.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيَة الْكَعْبَة أَمن وإيمان وَإِسْلَام وَإِن رَآهَا مَرِيض فَإِنَّهُ يعافى ويستجاب دعاؤه.
وَقِيلَ: من رأى أَن دَاره صَارَت كعبة وَالنَّاس يزورونها فَإِنَّهُ يَلِي أمراً يحْتَاج النَّاس إِلَيْهِ وَرُبمَا يكون إِمَاماً لجَماعَة أَو يرْزق خيراً ونعمة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ على سطح الْكَعْبَة فقد نبذ الاسلام بمعصيته. (وَمَنْ رَأَى) الْكَعْبَة من غير عمل مِنْهُ فِي الْمَنَاسِك فَإِنَّهُ متهاون فِي الدّين.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ تَحت ميزاب الْكَعْبَة فَإِنَّهُ يحجّ وتقضي حَاجته أَو يزور تربة الْمُصْطَفى عَلَيْهِ السَّلَام.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ طَاف بِالْكَعْبَةِ وَعمل شَيْئاً من الْمَنَاسِك فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه ودنياه بِقدر عمله فِي الْمَنَاسِك.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ مُسْتَقْبل الْكَعْبَة شاخص إِلَيْهَا فَهُوَ مقبل على صَلَاح دينه ودنياه أَو يخْدم سُلْطَانا.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ نقص من الْمَنَاسِك شَيْئاً على خلاف السّنة فَإِن ذَلِك حدث فِي دينه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يمسح وَجهه بِالْحجرِ الْأسود أَو يقبله فَإِنَّهُ يصحب فَاضلاً من أهل الْعلم ويكتسب مِنْهُ فَوَائِد.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي مقَام ابراهيم فَإِنَّهُ يحجّ وَيرجع سالماً.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ عِنْد الصَّفَا فَإِنَّهُ صفاء عَيْش.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يسْعَى فإنه يسعى فِي الْخَيْر.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ وَاقِف بِعَرَفَات فَإِنَّهُ تَكْفِير ذنُوب وغفران من الله تَعَالَى.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ بوادي منى فَإِنَّهُ يبلغ مناه وَإِن كَانَ مَرِيضاً فَإِنَّهُ يشفى.
وَقِيلَ: إِنَّه إقلاع عَن ذنُوب وَحُصُول شِفَاء على الْوَجْهَيْنِ لقَوْل بَعضهم شعرًا:
يَا غادياً نَحْو الحجار وَلَعَلَّ ** عرج على وَادي منى والاجرع
وَانْزِلْ بِأَرْض لَا يخيب نزيلها ** فِيهَا الشِّفَاء لكل قلب موجع
وَقِيلَ: إِن الْإِحْرَام تجرد فِي الْعِبَادَة أَو خُرُوج من ذنُوب.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ حج وَعَاد من حجه فَإِنَّهُ بُلُوغ مَقْصُود وتكفير ذنُوب وسلوك طَرِيق مُسْتَقِيم.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فعل شَيْئاً من الْمَنَاسِك فَهُوَ خير على كل حَال.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي ركب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول رَحْمَة لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْجَمَاعَة رَحْمَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ حط مَعَ الركب فِي محطة فَإِنَّهُ حُصُول رَاحَة.
وَإِن رأى ان الركب رَحل وَهُوَ مخلف عَنهُ فيؤول على ثَلَاثَة أوجه: عظة واشتياق وبكاء.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ فِي قافلة وَهُوَ يطْلب شَيْئاً لَا يجده فَلَا خير فِيهِ.
وَأَمَّا الْأَمَاكِن الْمَعْرُوفَة فَرُبمَا يُفَسر غالبها من اشتقاق اسْمه كالينبوع فَإِنَّهُ نبع خير وخليص فَإِنَّهُ تَخْلِيص من الْخَلَاص وَمَا أشبه ذَلِك.
فصل فِي رُؤْيا المجلدات
من رأى من المجلدات تَفْسِير الْقُرْآن بِيَدِهِ فَإِن أُمُوره تستقيم وَإِن رأى أَنه يطالع فِيهِ فَإِنَّهُ يحل المشكلات.
(وَمَنْ رَأَى) مجلدات الْفِقْه فَإِنَّهُ يكون سالكا طَرِيق الْخَيْر وَإِن قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون مُتبعا للأوامر مجتنبا للنواهي مُخْتَارًا للصَّوَاب.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْأَخْبَار أَو قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون مقربا عِنْد الْمُلُوك ومقبول الرَّأْي.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْأُصُول فَإِنَّهُ يبْحَث عَن الْأَشْيَاء الغوامض فَإِن قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِمَا لَا يحصل لَهُ فَائِدَة وَرُبمَا يحصل بَينه وَبَين أَقوام جِدَال وَرُبمَا أدّى ذَلِك إِلَى ملامة وَرُبمَا يكون قُصُور فهم عَمَّا هُوَ طَالب حَقِيقَة وَعدم ادراك ذَلِك وَقد يكون ارْتِكَاب أَمر مَنْهِيّ عَنهُ.
(وَمَنْ رَأَى) مجلدات الْكَلَام فِي بَاب الْمنطق أَو الْبَيَان أَو مَا يُنَاسب ذَلِك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِأُمُور عَجِيبَة وَرُبمَا لَا يُفِيد من ذَلِك شَيْء لدينِهِ.
(وَمَنْ رَأَى) مجلدات فَضَائِل التَّسْبِيح والتهليل أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون طلق اللِّسَان بالخيرات وَالصَّلَاح مَحْمُودًا فِي أَفعاله متجنبا للدنيا طَالبا للآخرة.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الدَّعْوَات أَو الْخطب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِن الله تَعَالَى يستجيب دعاءه ويبلغه مأمنه.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْقَصَص أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على مواعظها رَاغِبًا فِي استماعها.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات قصَص الْمُلُوك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا يلومه النَّاس فِي أَفعاله.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْحِكْمَة أَو قَرَأَ شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ يدل على قِرَاءَة الْقُرْآن من الْمُصحف.
وَقِيلَ: يكون ذكياً ذَا فهم وَكَلَام غَرِيب.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات النَّحْو وَالْأَدب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على الدُّنْيَا وأشغالها وَيطْلب الشُّهْرَة وَالثنَاء فِي الْخلق.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الرسائل أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصير كَاتبا عِنْد الْمُلُوك والأكابر.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الطِّبّ أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون رَئِيسا فِي مهماته مصلحا للأمور الْفَاسِدَة.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الطبائع أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون عَالما بِأُمُور الدُّنْيَا يدْرِي بِأَن لَيْسَ فِي طلبَهَا فَائِدَة بَاقِيَة.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات النُّجُوم وَقَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ صَلَاح أشغال دُنْيَاهُ وَلَا ينْتَفع مِنْهُ وَلَا من غَيره.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الشّعْر أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِن كَانَ مدحا أَو غزلا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِفعل يحصل لَهُ بذلك من النَّاس الْمَلَامَة والطعن وَلَيْسَ لَهُ مصلحَة مِنْهُ فِي دينه ودنياه وَإِن كَانَ شعرًا فِيهِ فَضَائِل وتوحيد وَهُوَ يقْرَأ يُصَادف خيرا وَفَائِدَة.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات التَّعْبِير أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ حَدِيث من شخص جليل الْقدر وَيحصل لَهُ من ذَلِك الحَدِيث امتنان وَخير وَشرف لقَوْله عز وَجل: {وعلمتني من تَأْوِيل الْأَحَادِيث}.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الهندسة أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِعلم يشْتَهر فِي النَّاس بِهِ وَلَيْسَ لدينِهِ من ذَلِك مَنْفَعَة وَيكون كثير الافتكار.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات الْقِسْمَة والمساحة أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بِلَا مَنْفَعَة من مجلدات.
(وَمَنْ رَأَى) الْحساب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا يكون مهموما مغموما فِي طلب الدُّنْيَا.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات النَّوَادِر والمضاحك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ فعل قَبِيح فصيح.
(وَمَنْ رَأَى) من مجلدات عُيُوب النَّاس وهجوهم وَمَا لَا مَنْفَعَة فِيهِ أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يغتابه الْخلق ويشتهر بَينهم بالسيرة الذميمة.
وَقِيلَ: رُؤْيا المجلدات إِذا لم تفتح وَلم يعلم مَا فِيهَا فَهُوَ حُصُول مَنْفَعَة وَإِن كَانَ تعبيرها على مَا تقدم.
وَقِيلَ: رُؤْيا المجلدات مَا لم يحدث بهَا حَادث مُنكر فِي الْيَقَظَة فَهُوَ خير على كل حَال وَإِن حصل مَا يُنكر فَلَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يجمع مجلدات كَثِيرَة فَإِنَّهُ يُحِيط بعلوم شَتَّى فَإِن قَرَأَهَا كَانَت احاطته عَن أصل وَحَقِيقَة وَإِن لم يَقْرَأها فضد ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يجلد كتابا فَإِنَّهُ يحسن إِلَى رجل فَاضل وَكَذَلِكَ الحبك.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ التَّوْرَاة فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول قُوَّة من قبل الأكابر وَذي الحشمة وينال من أَصْحَابه خيرا وَمَنْفَعَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ التوارة جَهرا بِصَوْت عَال فَإِن يؤول بِالْخُصُومَةِ وَلكنه يظفر بِالْحَقِّ وَيحصل لَهُ مُرَاده.
(وَمَنْ رَأَى) أَن أحدا يُعلمهُ قِرَاءَة التَّوْرَاة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر.
وَقِيلَ: ان التَّوْرَاة تؤول بالكبير الْقَدِيم الْهِجْرَة الْفَاضِل.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ التَّوْرَاة من حفظه لَا من كتاب فَإِنَّهُ يظفر بحاجته بعد مخاصمة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ الانجيل من الْكتاب فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَنْفَعَة من قبل النَّصَارَى وَمن قَرَأَهُ من غير كتاب فَإِنَّهُ ينخدع بِالْبَاطِلِ عَن الْحق وَيكون محبا لِلنَّصَارَى.
ورؤيا الصُّحُف : قَالَ ابْن سِيرِين: (وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ صحف إِبْرَاهِيم أَو صحف مُوسَى فَإِنَّهُ يدله أحد على طَرِيق الصَّوَاب ويمنعه عَن طَرِيق الْخَطَأ خُصُوصا إِذا قَرَأَ من الْكتاب.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ الصُّحُف عَن ظهر الْقلب فَإِنَّهُ يدل على معيشته بَين النَّاس بالنفاق قَالَ جَابر المغربي: إِذا رأى الْمُسلم أَنه ترك الْمُصحف واشتغل بِقِرَاءَة صحف إِبْرَاهِيم أَو مُوسَى فَإِنَّهُ يدل على ضعف اعْتِقَاده فِي دين الاسلام وَيكون محبا للْيَهُود وَالنَّصَارَى وَيكون مائلا إِلَى مَا هم عَلَيْهِ ورؤيا الزبُور تؤول بِالْخَيرِ فَمن رأى أَنه يقْرَأ الزبُور من الْكتاب فَإِنَّهُ يخْتَار الْفِعْل الْحسن.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يقْرَأ عَن ظهر الْقلب فَإِنَّهُ يدل على نفَاقه وريائه فِي الْأَفْعَال.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يقْرَأ صحيفَة من صحف أحد من الْأَنْبِيَاء فَهُوَ خير.
(وَمَنْ رَأَى) أَنه يكْتب صحيفَة أَو ينظر فِيهَا وَلَا يحسن قرَاءَتهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مِيرَاثا لقَوْله تَعَالَى: إِن هَذَا لفي الصُّحُف الأولى صحف إِبْرَاهِيم ومُوسَى {(وَمَنْ رَأَى)} أَنه يقْرَأ وَجه صحيفَة أصَاب مِيرَاثا وَإِن قَرَأَ ظهرهَا فَإِنَّهُ يجْتَمع عَلَيْهِ دين لقَوْله تَعَالَى: {اقْرَأ كتابك كفى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك حسيبا} {فَإِن رأى} نَفسه حاذقة من قِرَاءَة ذَلِك نَالَ ولَايَة ومالا فَإِن رَأَتْ ذَلِك امْرَأَة فانها تكسب جملَة فِي معاشها.
(وَمَنْ رَأَى) آيَة من كتب الله الْمنزلَة مَكْتُوبَة على قَمِيصه فَإِنَّهُ يدل على أَنه معتصم بِأَيّ كتاب هِيَ مِنْهُ فِي جَمِيع أَحْوَاله وَإِذا رأى أحدا من أهل الذِّمَّة وَفِي يَده مصحف أَو كتاب غَرِيب فَإِنَّهُ يَقع فِي شدَّة.
سُورَة الحاقة من قَرَأَهَا فَإِنَّهَا تدل على حُصُول رزق ونعمة وافرة من الله تَعَالَى وَرُبمَا يتخوف.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون ناصرا ومعينا للحق.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: لم يسْلك إِلَّا طَرِيق الْحق.
سُورَة الْحَشْر من قَرَأَهَا حشره الله يَوْم الْقِيَامَة مَعَ الْخُلَفَاء الصَّالِحين.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: يكون مصاحبا لأهل الصّلاح وثابتا على ذَلِك.
وَقِيلَ: خُرُوج من هم على سَعَة وَرُبمَا كَانَ مُسَافِرًا يبعد رُجُوعه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: يقهر من أعدائه.