رؤية محمد ﷺ – تفسير الأحلام لابن غنام
رُؤْيا نَبينَا محمد ﷺ: قَالَ صلى الله عليه وسلم: من رَآنِي فقد رَآنِي حَقًا فإن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي. وَعَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله من رَآنِي فِي الْمَنَام فَلَنْ يدْخل النَّار. وَعَن سعيد بن قيس عَن أَبِيه أَنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله: لن يدْخل النَّار من رَآنِي فِي الْمَنَام. فَإِذا رأى جَاهِل النَّبِي فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يستوصف مِنْهُ صفة النَّبِي إِن وَافَقت أوصافه صفة النَّبِي الَّتِي ذكرهَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَإِلَّا فَلَا يقبل مِنْهُ، وَإِن من صفته المروية عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه لم يكن بالطويل وَلَا بالقصير شين الْكَفَّيْنِ والقدمين ضخم الكراديس أَبيض مشرب حمرَة دَقِيق الْبشرَة إِذا مشى تكفأ كَأَنَّمَا ينحط فِي صبب، فَإِن وَصفه جَاهِل بِهَذِهِ الصّفة قبل مِنْهُ وَإِلَّا فَإِن النَّبِي إِنَّمَا قَالَ: الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي.
وَإِذا ذكر عَالم أَو فَقِيه أَو شرِيف أَنه رَآهُ فَإِنَّهُم يصدقون لأَنهم أعرف النَّاس بِهِ وبأحكامه وأوصافه فَاعْلَم ذَلِك.
وَإِذا رَآهُ مهموم فرج عَنهُ همه أَو مسجون خرج من سجنه.
وَإِذا أرسل إِلَى مَكَان فِيهِ حصار وغلاء فرج عَنْهُم ورخصت الأسعار لقَوْله تَعَالَى (وَمَا أرسلناك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين) وَقَالَ عز وَجل: (وَمَا كَانَ الله ليعذبهم وَأَنت فيهم).
وَإِذا رأى النَّبِي يدْفن فِي مَكَان فَإِن أَهله يخالفون سنته ويظهرون الْبدع.
وَإِذا رَأَيْت جَنَازَة النَّبِي فِي مَكَان من غير دفن حدث فِي ذَلِك الْمَكَان مَعْصِيّة عَظِيمَة.
وَإِن يرى وكأن النَّبِي قد مَاتَ في بلدة، مَاتَ في تلك البلدة رجل شرِيف.
وَإِن يرى النَّبِي فِي مَكَان خرب فَإِنَّهُ يعمر ببركته.
وَإِن رَآهُ يُؤذن فِي مَكَان كثر خصبه وعمارته وَرِجَاله لقَوْله تَعَالَى (وأذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ يأتوك رجَالًا).
وَإِن أَقَامَ الصَّلَاة فِي مَكَان وَصلى فِيهِ اجْتمع الْأَمر المتفرق للْمُسلمين.
وَمن رأى النَّبِي يَأْمر صَاحب الرُّؤْيَا بإصلاح دينه وَطلب حَدِيثه، فذلك خير وبأن عليه إصلاح دينه.
وَإِذا رَأَتْ النَّبِي امرأة حَامِل بشرت بِولد ذكر.
وَإِن رؤي النبي مكتحلا فَإِن الرَّائِي ينَال علما ويفسر الْقُرْآن وَيبين الْأَحْكَام.
وَإِذا رؤي حسنا كَانَ ذَلِك زِيَادَة فِي دين صَاحب الرُّؤْيَا، وَمهما رأى الرَّائِي النَّبِي فِي نقص فِي جوارحه فَهُوَ عَائِد إِلَى صَاحب الرُّؤْيَا أَو إِلَى أُمُور الْمُسلمين.
وَمن رَأى النبي ﷺ ولحيته الْكَرِيمَة سَوْدَاء لَيْسَ فِيهَا بَيَاض فَإِنَّهُ ينَال سُرُورًا وحظا عَظِيما.
وَمن رأى عنق النَّبِي غليظا فَإِنَّهُ مِمَّن يُؤَدِّي الْأَمَانَات وَيَقُول للنَّاس الْخيرَات.
وَمن رأى النَّبِي مرض فَإِن الله تَعَالَى ينجيه من كل كرب ويشفيه من دَاء.
وَإِن رَآهُ وكأنه شفي من الْمَرَض فَإِن أهل ذَلِك الْمَكَان يتوقعون كل خير.
وَمن رأى النَّبِي فِي عَسْكَر وَعَلِيهِ سلَاح وهم خلق كثير يَضْحَكُونَ ويعجبون فَإِن جَيش الْمُسلمين ينهرمون فِي تِلْكَ السّنة لقَوْله تَعَالَى (وَيَوْم حنين إِذْ أَعجبتكُم كثرتكم فَلم تغن عنكم شَيْئا وَضَاقَتْ عَلَيْكُم الأَرْض بِمَا رَحبَتْ) وَإِن رَآهُ فِي عَسْكَر قَلِيل وَسلَاح غير تَامّ وَيظْهر عَلَيْهِم الْخُشُوع والذلة فَإِن الْمُسلمين ينتصرون على أعدائهم لقَوْله تَعَالَى (وَلَقَد نصركم الله ببدر وَأَنْتُم أَذِلَّة).
وَمن رأى النَّبِي يمشط رَأسه ولحيته فَإِن صَاحب الرُّؤْيَا يذهب همه.
وَمن رأى النَّبِي فِي مَسْجده أَو حرمه أَو مَكَانَهُ الْمَعْرُوف فَإِنَّهُ ينَال قُوَّة وَعزة وَيكون ألفة مَعَ الصَّالِحين.
وَمن رَآهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يؤاخي بَين الصَّحَابَة نَالَ علما وفقها وتفسيرا.
وَمن رَآهُ عَلَيْهِ السَّلَام مَرِيضا أَو شاحب اللَّوْن أَو سيء الْحَال فَذَلِك ضعف فِي الْعلم وَالْحكمَة والألفة بَين الْجَمَاعَات.
وَمن رأى النَّبِي على جمل فَإِنَّهُ يزوره رَاكِبًا، فَإِن رَآهُ رَاجِلا زار قَبره رَاجِلا.
وَمن زار قبر النَّبِي فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي وينال مَالا وَإِن كَانَ تَاجِرًا ربح فِي التِّجَارَة وَإِن كَانَ فِي حبس ملك فَإِنَّهُ يخرج وَيجْعَل خَازِن الْملك.
وَمن راى كَأَنَّهُ أَبُو النَّبِي فَإِنَّهُ غير محمود وَقيل: إِنَّه يضعف يقينه.
وَمن رأى كَأَنَّهُ ابْن النَّبِي زَاد إيمَانه.
وَمن رأى وَاحِدَة من أَزوَاج النَّبِي كَأَنَّهَا أمه فَهُوَ مُؤمن لقَوْله تَعَالَى (وأزواجه أمهاتهم).
وَمن راى كَأَنَّهُ يمشي وَرَاء النَّبِي فَإِنَّهُ مُتبع للسّنة والشريعة.
وَإِن رفع صَوته فَوق صَوت النَّبِي فَإِنَّهُ يَأْتِي مَا نهى الله عَنهُ فيحبط عمله.
وَمن رأى النَّبِي ينظر فِي مرْآة فَإِنَّهُ يَأْمُرهُ بأَدَاء حُقُوق امْرَأَته.
فَإِن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل مَعَ النَّبِي فَإِن النَّبِي يَأْمُرهُ بِأَن يُؤَدِّي زَكَاة مَاله.
وَمن رأى النَّبِي يَأْكُل وَحده فَإِن صَاحب الرُّؤْيَا يمْنَع الزكاة أو لَا يتَصَدَّق بِشَيْء فمره أَن يتَصَدَّق.
وَإِن رأى النَّبِي بِلَا نعل فَإِنَّهُ تَارِك الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة فَأمره أن يُصَلِّي فِي الْجَمَاعَة. فَإِن رَآهُ لابسا خُفيه فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْجِهَادِ فِي سَبِيل الله.
وَمن رأى النَّبِي صافحه فَإِنَّهُ يتبع سنته. وَمن شرب دم النَّبِي محبَّة لَهُ فَإِنَّ الله يغْفر له كل ذنب -إن شاء الله-. فَإِن رأى كَأَنَّهُ يشرب دم النَّبِي جهارا من غير محبَّة فَإِنَّهُ يذم أهل بَيت النَّبِي وَيَقَع فيهم.
وَمن رأى النَّبِي نَاوَلَهُ بطيخا أَو شَيْئا من الْبُقُول فَإِنَّهُ ينجو من هم لِأَنَّهُ نَاصح لأمته.
وَإِن رأى إنْسَانا كَأَن النَّبِي نَاوَلَهُ مِمَّا يسْتَحبّ نَوعه كالرطب أَو الْعَسَل فَإِنَّهُ الْقُرْآن وينال من الْعلم بِقدر مَا نَاوَلَهُ.
وَمن رأى النَّبِي يخْطب فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر.
وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار نَبيا من الْأَنْبِيَاء فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْخَيرِ ويرغب النَّاس فِي تقوى الله وَيَتَّقِي شَدَائِد وينجو.
وَمن رأى نَبيا ضربه نَالَ مَا تمنى.
وَرَأى شخص فِي مَنَامه بعض الْأَنْبِيَاء وَكَانَ قد ذهب بَصَره فَقَالَ لَهُ النَّبِي: أَلا أعلمك كَلِمَات إِذا دَعَوْت الله بهَا رد عَلَيْك بَصرك فَقَالَ: بلَى، قَالَ: قل يَا أسمع السامعين وَيَا أبْصر الباصرين وَيَا خير الْوَارِثين وَيَا أرْحم الرَّاحِمِينَ اشفني وترحم عَليّ، فَلم يلبث أَن أبْصر.
وَمن الرُّؤْيَا المعبرة:
عَن أبي طيب قَالَ كَانَ بِي طرش عشر سِنِين، فَأتيت مَدِينَة النَّبِي ونمت فرأيته فِي الْمَنَام، فَقلت: يَا رَسُول الله أَنْت قلت من سَأَلَ لي الْوَسِيلَة وَجَبت لَهُ شَفَاعَتِي، فَقَالَ: عافاك الله مَا هَكَذَا قلت وَلَكِن قلت: من سَأَلَ لي من عِنْد الله الْوَسِيلَة وَجَبت لَهُ شَفَاعَتِي، قَالَ: فَاسْتَيْقَظت من مَنَامِي وَقد ذهب عني الطرش ببركة قَوْله لي عافاك الله.
وَعَن أبي عبد الله بن الْجلاء قَالَ: كَانَ بِي فاقة فَأتيت مَدِينَة النَّبِي وَتَقَدَّمت إِلَى قَبره وسلمت عَلَيْهِ وعَلى صَاحِبيهِ فَقلت: يَا رَسُول الله بِي فاقة وَأَنا اليلة ضيفك ثمَّ نمت، فَرَأَيْت النَّبِي فِي مَنَامِي وناولني رغيفا فَأكلت بعضه ثمَّ استيقظت وَبَاقِيه فِي كفي.
ويروى أَن رجلا رَآهُ فِي الْمَنَام وَكَانَ عَلَيْهِ دين فَشَكا إِلَيْهِ حَاله فَقَالَ لَهُ النَّبِي: اذْهَبْ إِلَى عَليّ بن عِيسَى وَقل لَهُ يدْفع إِلَيْك مَا تصلح بِهِ أَمرك، فَقَالَ: يَا رَسُول الله بِأَيّ عَلامَة؟ قَالَ: قل لَهُ رَأَيْتنِي فِي الْبَطْحَاء وَكنت على نشر من الأَرْض فَنزلت وجئتني فَقلت ارْجع إِلَى مَكَانك، فَأَتَاهُ الرجل وأخبره بالعلامة وَكَانَ عَليّ بن عِيسَى قد عزل من الوزارة فَردَّتْ إليه بعد رُؤْيا النَّبِي، وَقَالَ لَهُ: ارْجع إِلَى مَكَانك، ثمَّ إِنَّه أطلق لَهُ أرْبَعْ مائَة دِينَار، وَقَالَ: اقْضِ بهَا دينك، وَهَذِه أرْبَعْ مائَة دِينَار اجْعَلْهَا لَك رأس مَال.
وَمن رأى النَّبِي وَكَانَ طَالب حج فَإِنَّهُ يحجّ.
وَإِذا رَآهُ مُعسر يسر الله عَلَيْهِ أمره.
انقر هنا للعودة إلى تفسير الأحلام لابن غنام بالحروف