رؤية الصّفار – تفسير الأحلام لابن غنام
الصفار -من يعمل بالنحاس- يؤول برجل صَاحب مَتَاع من الدُّنْيَا. وَمن رأى الصفر يضْرب على السندان وَقع فِي خُصُومَة. وَمن أَرَادَ الزواج وَرَأى شَيْئا من الصفر فَإِن المراة طَوِيلَة اللِّسَان لأجل صَوت الصفر.
موقع عربي
الصفار -من يعمل بالنحاس- يؤول برجل صَاحب مَتَاع من الدُّنْيَا. وَمن رأى الصفر يضْرب على السندان وَقع فِي خُصُومَة. وَمن أَرَادَ الزواج وَرَأى شَيْئا من الصفر فَإِن المراة طَوِيلَة اللِّسَان لأجل صَوت الصفر.
الصيقل -أو الصقال- هو فِي الرُّؤْيَا بِمَنْزِلَة الْوَزير لِأَنَّهُ يصلح أُمُور الشريف والوضيع وَيكون ثَابتا عادلا مهيبا.
الصيدلاني وَهُوَ الَّذِي يجمع الْأَدْوِيَة، فَإِنَّهُ يؤول برجل عَالم يصنف الْكتب لِأَنَّهَا تصلح الدّين كَمَا تصلح الْأَدْوِيَة الْبدن.
صياد السبَاع فِي الْمَنَام يؤول بسُلْطَان يقهر السلاطين الغشمة الظلمَة وَيكسر العساكر، وَأما صياد سِبَاع الطير كالبازي والشاهين فَإِنَّهُ يؤول برجل مكار يخدع أَشْرَاف النَّاس، وصياد الْوَحْش يؤول برجل يمكر بِقوم من الْأَعَاجِم.
الصابون مَال مُحَصل والقطعة من الصابون رجل يسلي الهموم.
وَمن غسل بالصابون ثوبا ونقى وسخه فَإِنَّهُ يشفى من الْمَرَض أَو يَتُوب ويفرج همه ويفي دَينا.
وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة:
أَن رجلا رأى فِي مَنَامه كَأَن بِيَدِهِ قِطْعَة من صابون وَهُوَ طالع إِلَى قلعة مَعْرُوفَة، فَعرض لَهُ بعد ذَلِك أَنه كتب قصَّة ليوصلها إِلَى السُّلْطَان فِي كشف الظلمَة.
الصدف: وَمن رأى بِيَدِهِ صدفا فَإِنَّهُ يصدف عَن شَيْء قد عزم عَلَيْهِ ويبطله من خير كان أَو شَرّ ويهمله، قَالَ الله تَعَالَى (سيجزي الَّذين يصدفون عَن آيَاتنَا سوء الْعَذَاب بِمَا كَانُوا يصدفون).
الصاعقة فِي الْمَنَام إِذا حلت بمَكَان فإنه غير محمودة، قال الله تَعَالَى (وَهُوَ الَّذِي يُرْسل الصَّوَاعِق فَيُصِيب بهَا من يَشَاء). وقال الله تَعَالَى: (فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض).
الصَّقْر يؤول برجل ظَالِم لَهُ قُوَّة وبطش، وَكَذَلِكَ كل سِبَاع الطير ظلمَة لِأَنَّهَا تجور على الْحَيَوَان فتكسر عظمه وتهشم لَحْمه وَدَمه، وَمن رأى من هَذِه الْجَوَارِح من غير مُنَازعَة فَإِنَّهُ ينَال مغنما، وَكَذَلِكَ كل حَيَوَان يصاد بِهِ كَالْكَلْبِ والفهد لِأَنَّهَا جيدة للصيد.
الصقر يُفَسر بِولد شُجَاع.
وَمن تبعه صقر فَإِن رجلا شجاعا يغْضب عَلَيْهِ.
وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة:
أَن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَن حمامة نزلت على شرفات السُّور فَأَتَاهَا صقر فاقتلعها فَقَالَ ابْن سِيرِين: إِن صدقت الرُّؤْيَا ليتزوجن الْحجَّاج بنت الطيار فَكَانَ كَذَلِك.
وكل الْجَوَارِح المعلمة مَال وَعز وَغير المعلمة فَإِنَّهَا تدل على الْوَلَد الذّكر.
الصَّدَقَة فِي الْمَنَام إِفَادَة السَّائِل من المسؤول إِذا نَاوَلَهُ شَيْئا، لِأَن السَّائِل متعلم والمسئول عَالم في التأويل، وَإِن كَانَ المسؤول سوقيا فَإِنَّهُ يُفِيد أجيره الصَّنْعَة. وَمن أطْعم غير مسلم في المنام فَإِنَّ ذلك يؤول بأنه يُقَوي عدوا، وَمن أطْعم مِسْكينا فَإِنَّهُ محمود.
وَالزَّكَاة مَذْكُورَة فِي حرف الزَّاي
وَالصَّدَََقَة تدل على التَّسْبِيح وزيارة الْقُبُور وأعمال الْبر.
الصومعة تدل على السُّلْطَان والرئيس وَمن لَهُ ذكر.
الصَّوْت فِي الرُّؤْيَا فَهُوَ صيت الرجل، فَإِن كَانَ خفِيا ضَعِيفا فَهُوَ ذل لقَوْله تَعَالَى (وخشعت الْأَصْوَات للرحمن فَلَا تسمع إلا همسا) وَقد يكون غض الصَّوْت دينا وتواضعا لقَوْله تَعَالَى (واقصد فِي مشيك واغضض من صَوْتك) فغض الصَّوْت لأصحاب الخير تواضع، وَأما الْوُلَاة وأصحاب الشَّرّ فَمن خَفِي صَوته وَضعف فَإِنَّهُ يعْزل إِن كَانَ واليا ويذل إِن كَانَ صَاحب شَرّ.
وَأما أصوات الْحَيَوَان من الدَّوَابّ وَالطير والحشرات فسنذكرها إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي هَذَا الْبَاب:
أما ثغاء الشَّاة فِي الْمَنَام فخير يناله من امْرَأَة أَو صديق أَو بر من رجل كريم.
وَأما ثغاء الجدي والكبش والجمل فسرور وخصب.
وَمن سمع كَلَام حَيَوَان وَلم يفهم مَا قَالَ فليحذر على مَال يذهب مِنْهُ، لِأَن الْحَيَوَان مَال كُله، وَقد تكون هَذِه الرُّؤْيَا بَاطِلَة إِذا لم يفهم كَلَام الْحَيَوَان وَإِن فهم كَلَام الْحَيَوَان من الدَّوَابّ وَالطير فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ وتعجب النَّاس لَهُ.
صَهِيل الْفرس يؤول بهَيْبَة من رجل شرِيف أَو جندي شُجَاع.
وَأما صَوت الْحمار فِي الْمَنَام فشنعة من رجل سَفِيه.
وَأما خوار الْعجل أَو الثور فوقوع فِي فتْنَة.
وثغاء الْجمل فسفر طَوِيل فِي حج أَو تِجَارَة رابحة.
وَأما زئير الْأسد فخوف وهيبة لمن سَمعه من ملك ظلوم.
وَأما صوت الْهِرَّة فشهرة من خَادِم لص أَو تَاجر.
وَأما صوت الْفَأْرَة فِي الْمَنَام فَضرب من رجل نقاب أَو فَاسق أَو سَرقَة.
وَأما ثغاء الظبي ففائدة من امْرَأَة حسناء.
وَأما عواء الذِّئْب ففجور من لص غشوم.
وَأما صياح الثَّعْلَب فكيد من رجل كَذَّاب أَو امْرَأَة كذابة.
وَأما صَوت ابْن آوى فصراخ نسَاء.
وَأما نباح الْكَلْب فِي الْمَنَام فَخَجِلَ من سعى فِي الظُّلم.
وَأما صوت الْخِنْزِير فظفر بأعداء أَغْنِيَاء حمقى.
وَأما صوت الفهد فتهدد من رجل طامع بظفر.
وَأما صَوت النعام فيؤول بخَادِم شُجَاع.
وَأما هدير الْحَمَامَة فَإِنَّهَا امْرَأَة قارئة لكتاب الله عز وَجل.
وَصَوت الخطاف فَهُوَ عظة من رجل واعظ.
وَقَالَ المعبرون: كَلَام الطير كُله صَالح جيد فَمن رأى الطير كَلمته ارْتَفع شَأْنه لقَوْله تَعَالَى (وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) وَكره الْمُفَسِّرُونَ صَوت طير المَاء والطاووس والدجاج وَقَالُوا إِنَّه هم.
وَأما نعيق الضفدع فدخول فِي عمل رجل عَالم أَو رَئِيس أَو سُلْطَان، وَقيل: إِنَّه كَلَام قَبِيح.
وَأما فحيح الْحَيَّة فَكَلَام من عَدو كاتم الْعَدَاوَة ثمَّ يظفر بِهِ. وَمن كَلمته الْحَيَّة بِكَلَام لطيف فَإِن عدوه يخضع لَهُ ويعجب النَّاس لذَلِك. وَصَوت الْغُرَاب فِرَاق لما ذكرت الشُّعَرَاء فِي ذَلِك.
وكل صَوت قَبِيح تسمعه فَهُوَ هم وَأمر تنكره وَالصَّوْت الطّيب سرُور.
صَحْن الْحَلَاوَة حبيب ومحبوب فَمن رَآه بِيَدِهِ اجْتمع بِمن يحب.
الصبية الطفلة فِي الْمَنَام عز ورفعة وَيسر، يزْدَاد وينمو لِأَنَّهَا فِي نمو وَزِيَادَة وَهِي دنيا لمن يَرَاهَا، أو حِرْفَة وَدُنْيا مقبلة.
وَإِذا رَأَتْ المراة كَأَنَّهَا طفلة فَإِنَّهَا لَا تَلد لِأَن الطفلة لَا تحمل.
وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة الْحَامِل كَأَنَّهَا طفلة فَإِن حملهَا ببنت تشبهها.
وَقيل: من عَادَتْ صبية ربح زَوجهَا فِي تِجَارَته وزرعه، فَإِن عَادَتْ طفلة تعسرت دُنْيَاهُ أو قل ماله.
الصراع: قَالَ أهل التَّفْسِير: المغلوب فِي المصارعة السَّاقِط بِالْأَرْضِ هُوَ الْغَالِب فِي الْيَقَظَة لقَوْل الله تَعَالَى (وَلَقَد مكناكم فِي الأَرْض) وَقَالَ عز وَجل (وَلكم فِي الأَرْض مُسْتَقر ومتاع) واللاصق بِالْأَرْضِ بِجَمِيعِ جسده أمكن من الْوَاقِف على قَدَمَيْهِ.
وَإِن تصارع ملكان وَبَينهمَا حَرْب فالمغلوب هُوَ الْغَالِب، وَكَذَلِكَ كل من لَهُ خصم ينازعه أَو يحاكمه، وَقد يَقع الْغَالِب فِي المصارعة غَالِبا فِي الْيَقَظَة إِذا كَانَ فِي الرُّؤْيَا شَاهد يقوي ذَلِك، مِثَال ذَلِك: أَن يغلب إِنْسَان خَصمه فِي المصارعة وَهُوَ لابس ثوبا جَدِيدا والمغلوب عَلَيْهِ ثِيَاب رثَّة، وَإِن تَسَاويا فِي اللبَاس وَكَانَ الْغَالِب قد طَالَتْ قامته أَو عظم جِسْمه والمغلوب قد صغر قدره أو نقص بدنه واصفر لَونه فَإِن المغلوب أَيْضا مغلوب فِي الْيَقَظَة لما دلّ شَاهد الرُّؤْيَا، وَقد يكون أَيْضا الْغَالِب غَالِبا من غير شَاهد لما فِي الرُّؤْيَا أَنَّهَا تقع مثلا بِمثل. وَأما المصارعة لغير بني آدم فَإِن الْغَالِب غالب في اليقظة، مِثَاله: أَن يرى لإِنْسَان كَأَنَّهُ يصارع كَلْبا أَو سبعا أَو ذئبا أَو حَيَّة، فانسب كل حَيَوَان يصارعه إِلَى مَا ينْسب إِلَيْهِ فِي بَاب حرفه ترشد وصراع السَّبع مَذْكُور فِي حرف السِّين.
الصُّور فِي الْمَنَام إن سَمعه وحسه فإن ذلك غير محمود، وَإِن سمع نفخة الصُّور في بلد ويعتقد النَّاس قد سمعوها مَعَه فَإِن الطَّاعُون يكثر فِي ذَلِك البلد لِأَن النفخة الأولى لمَوْت الْعَالم، وَإِن سمع النفخة الثَّانِيَة فَإِنَّهَا للحياة، فَإِن كَانَ مَرِيضا شفي وَإِن كَانَ فِي الْبَلَد طاعون ذهب عَن أَهله، وَإِن كَانَ بهم قحط زَالَ ورخصت أسعارهم وأتاهم الْفرج لِأَن بالنفخة الثَّانِيَة يحيى الله النَّاس من قُبُورهم، قَالَ الله تَعَالَى (وَنفخ فِي الصُّور فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله ثمَّ نفخ فِيهِ أُخْرَى فَإِذا هم قيام ينظرُونَ).
الصمغ فِي الْمَنَام من كل شَجَرَة فضل ونيل من رجل ينْسب إِلَى جَوْهَر الشَّجَرَة.
والصمت نجاة من المكارة وأمان لِأَن اللِّسَان لَهُ عثرات كَثِيرَة، وَكَانَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ يتَعَاهَد هَذَا البيت:
احفظ لسَانك أن تَقول فتبتلى***إِن الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق
الصولجان فِي الرُّؤْيَا رجل منافق معوج، وَمن رأى كَأَنَّهُ يلْعَب بِهِ فَإِنَّهُ يَسْتَعِين بِرَجُل مُنَافِق على امْرَأَة. والصولجان يعبر كذلك بِاللِّسَانِ أو بخصومة بسبب كلام، وقد يدل على أنه يُخَاصم امْرَأَة أَو رجلا منافقا.
الصلب فِي الْمَنَام على وُجُوه رفْعَة وَولَايَة وذل وشهرة، فَمن رأى كَأَنَّهُ صلب وَهُوَ أهل للولاية نالها، وَإِن فَارق الْحَيَاة فِي صلبه يكون مع ولايته نقص في دينه، وَإِن صلب وَلم يمت فَإِنَّهُ يتَوَلَّى ولَايَة يسلم فِيهَا دينه وَيكون عادلا فِي الْولَايَة.
وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة:
أَن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَن رجلا قطعت يَدَاهُ وَرجلَاهُ وَآخر صلب، فَقَالَ ابْن سِيرِين: يعْزل وَالِي الْبَلَد ويولي غَيره لِأَن الَّذِي قطعت يَدَاهُ وَرجلَاهُ امْتنع عَن الْعَمَل وَالَّذِي صلب ارْتَفع شَأْنه واشتهر أمره بِالْولَايَةِ.
وَقيل: من رأى كَأَنَّهُ صلب من عَامَّة النَّاس فَإِنَّهُ يذل. وَمن راى كَأَنَّهُ صلب وَهُوَ من الَّذِي يَسِيرُونَ فِي الْبَحْر فَإِن الصلب دَلِيل خَيره لِأَن مركبه خشب. وَقيل: من رأى كأنه أكل لحم مصلوب فَإِنَّهُ يغتاب رجلا رفيعا. وقيل: الصلب لأهل الْولَايَة وَالْقَضَاء والمنابر دَلِيل خير ورفعة.
الصِّرَاط فِي الرُّؤْيَا هُوَ الطَّرِيق.
وَمن رأى كَأَنَّهُ يدْخل على الصِّرَاط وزلت قدمه فَإِنَّهُ يدْخل فِي مَعْصِيّة أو يحيد عَن الْحق.
وَمن مَشى على الصِّرَاط ولم يزل قدمه فَإِنَّهُ يركب أمرا عَظِيما وَيكون فِيهِ سالما ويأمن مِمَّا يخَاف.
وَمن عبر على الصِّرَاط وَكَانَ فِي الْحجاز رَجَعَ سالما.
الصَّنَم فِي الرُّؤْيَا يعبر بِوُجُوه مِنْهَا إِنَّه عشق وَمَال وتمثال، فَمن رأى كَأَنَّهُ يعبد صنما من فضَّة فَإِنَّهُ يمقيم على حب امْرَأَة يتَقرَّب إِلَيْهَا بِشَيْء يَفْعَله. وَمن رأى كَأَنَّهُ يعبد صنما لم يصف جوهره فَإِنَّهُ يكذب لِأَن الصَّنَم تِمْثَال بَاطِل، وَإِن كَانَ الصَّنَم من خشب فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى رجل مُنَافِق، وَإِن عبد صنما من ذهب فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى أَمر يكرههُ ويبغضه وَقد يكون مُقيما لأجل شَيْء قد ذهب مِنْهُ لاسم الذَّهَب، وَإِن عبد صنما من صفر -نحاس- فَإِنَّهُ يحرص على مَتَاع من الدُّنْيَا. وانسب الصَّنَم إِلَى جَوْهَر مَا ذكرنَا من التَّأْوِيل، وَمن عبد صنما من حجر فَإِنَّهُ يَعْصِي الله فِي طَاعَة رجل غير مسلم.
وَمن رأى صنما وَلم يعبده نَالَ مَالا وافرا والصنم إِذا لم يعبد فَهُوَ مَال وافر.
الصَّوْم يدل على النّذر، وَالنّذر يدل على الصَّوْم لقَوْله عز وَجل (إِنِّي نذرت للرحمن صوما).
وَمن رأى صَائِما أفطر فَإِنَّهُ يمرض أَو يُسَافر لقَوْل الله تَعَالَى (فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا أَو على سفر فَعدَّة من أَيَّام آخر).
وَقيل من أفطر فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يغتاب أحدا من الْمُسلمين لِأَن الْغَيْبَة كَالْأَكْلِ، قَالَ الله تَعَالَى (أَيُحِبُّ أحدكُم أَن يَأْكُل لحم أَخِيه مَيتا فكرهتموه).
وَمن رأى كَأَنَّهُ صَامَ نَالَ عزا وتوبة أَو يحجّ لقَوْله تَعَالَى: (فَصِيَام ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْحَج وَسَبْعَة إِذا رجعتم).
وَقيل من رأى كَأَنَّهُ صَائِم رزق ولدا ذكرا لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة مَرْيَم إِذْ أَتَت بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام قَالَت: (إِنِّي نذرت للرحمن صوما).
وَمن رأى كَأَنَّهُ صَائِم فِي شهر رَمَضَان فَإِنَّهُ يتَبَيَّن لَهُ أَمر كَانَ مِنْهُ فِي شكّ لقَوْل الله عز وَجل (شهر رَمَضَان الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآن هدى للنَّاس وبينت من الْهدى وَالْفرْقَان).
وَالصَّوْم يؤول بأَمَان من الْأَعْدَاء لما ورد فِي الحَدِيث: (الصَّوْم جنَّة).
الصَّلَاة فِي الرُّؤْيَا هِيَ الدُّعَاء على قدر مَا صلى فَإِنَّهُ يَدْعُو الله ويبتهل إِلَيْهِ.
وَمن رأى أَنه صلى الْفجْر وأتمها فَإِنَّهُ ينَال شَيْئا وعد بِهِ من خيرا أو شَرّا لقَوْله تَعَالَى (إِن موعدهم الصُّبْح أَلَيْسَ الصُّبْح بقريب).
وَأما صَلَاة الظّهْر فَمن صلاهَا ظهر على عدوه.
وَمن صلى الْعَصْر فَإِنَّهُ ينَال يسرا بعد عسر.
وَأما الْمغرب فَمن صلاهَا فِي مَنَامه فَإِنَّهُ فِي أمره الذي يعمله قد انْتهى أو قرب انتهاؤه ويدركه عَاجلا. وَالْعَتَمَة -العشاء- كَذَلِك.
وَمن كَانَ طَالب حَاجَة وَرَأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي فَرِيضَة وأتمها فَإِن حَاجته تقضى، وَإِن كَانَ عَلَيْهِ دين فَإِنَّهُ يقْضِي دينه.
وَمن صلى نصف صَلَاة وكان عليه دين في اليقظة فَإِنَّهُ يقْضِي نصف دينه لقَوْله تَعَالَى (فَنصف مَا فرضتم).
وَمن رأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي نَافِلَة فَإِنَّهُ ينَال عِنْد الله مقَاما مَحْمُودًا لقَوْله تَعَالَى (وَمن اللَّيْل فتجهد بِهِ نَافِلَة لَك عَسى أن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا).
وَمن صلى وَهُوَ سَكرَان فَإِنَّهُ يشْهد بالزور أو يَأْتِي مَا نَهَاهُ الله عَنهُ لقَوْله تَعَالَى (لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى).
وَمن صلى فِي الأتون فَإِنَّهُ يَنْكح فِي الدبر لِأَنَّهُ مَحل الْعذرَة.
وَمن صلى متيمما وَهُوَ يجد المَاء فَإِنَّهُ يتَزَوَّج ولكن يكون زواجه ليس مكتملا، وَرُبمَا دل ذلك على أنه يَرْجُو الْمَغْفِرَة وَهُوَ مصر على الذُّنُوب.
وَصَلَاة الاسْتِسْقَاء تؤول بطلب ولد، لِأَن المَاء من السَّمَاء فَيحل بالأَرْض فَيخرج النَّبَات.
وَمن صلى بِلَا وضوء فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى السُّلْطَان.
وَمن صلى الظّهْر رَكْعَتَيْنِ فَإِنَّهُ يُسَافر.
وَمن صلى فِي محراب وَنُودِيَ مِنْهُ بشر بِولد ذكر لقَوْله تَعَالَى (فنادته الْمَلَائِكَة وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فِي الْمِحْرَاب).
وَصَلَاة الْعِيد فَرح وسرور.
وَصَلَاة الْكُسُوف هم من امْرَأَة، وَقيل: أَمِير أَو وَزِير أَو ملك أَو هم. وَرُبمَا كَانَت صَلَاة الْكُسُوف في بلدة دَلِيلا على موت عَالم البلدة، وَرُبمَا دلّ ذَلِك على قحط أو جفاف فَإِن زَالَ الْكُسُوف زَالَ مَا ذَكرْنَاهُ إلى فرج.
وَمن رأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِمَامًا وَهُوَ جَالس وَالنَّاس من وَرَائه قيام فَإِنَّهُ إِن كَانَ واليا ضعف فِي الْولَايَة وَإِن كَانَ إِمَامًا لمَسْجِد ضعف عَن أُمُور الْمَسْجِد.
وَمن رأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِلَى جِهَة فَإِنَّهُ يقْصد بِتِلْكَ الْجِهَة لسفر أَو زِيَارَة صديق كَقَوْل الشَّاعِر:
سأجعل ذكرى لكم قبْلَة***أُصَلِّي إِلَيْهَا وأدعو بهَا
وَمَا اشتاقت النَّفس إِلَّا إِلَيْك***لِأَنَّك غَايَة مطلوبها
وَقيل من رأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِلَى غير الْقبْلَة وَهُوَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يحجّ إِلَى بَيت الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل (وَللَّه الْمشرق وَالْمغْرب فأينما توَلّوا فثم وَجه الله)، وَإِن رأى فَاسق كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِلَى غير الْقبْلَة فَإِنَّهُ فِي ضَلَالَة، فَإِن صلى إِلَى قبْلَة الْيَهُود فَإِنَّهُ يضارع اعتقاد اليهود، وَإِن صلى إِلَى قبْلَة النَّصَارَى فَإِنَّهُ يضارع اعْتِقَادهم من بِدعَة يدْخل فِيهَا.
وَمن كَانَ عزمه على الْحَج وَرَأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِلَى الشمَال فَإِن عزمه يبطل وَلَا يتم حجه لِأَنَّهُ جعل الْقبْلَة وَرَاءه، وَإِن كَانَ فَاسِقًا فَإِنَّهُ ياتي زَوجته فِي دبرهَا. وَقيل: من صلى إِلَى جِهَة غير الْقبْلَة واستدبرها فَإِنَّهُ يَأْتِي كَبِيرَة أَو يحلف يَمِينا فاجرة.
وَمن فَاتَهُ صَلَاة أَو صَوْم وَلم يجد مَاء، عسر عليه أمرا من أموره فَإِن تيَمّم قربت لَهُ النجَاة.
وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْمر النَّاس بِالصَّلَاةِ وَهُوَ كثير الصَّلَاة فَإِنَّهُ ينَال رزقا حسنا لقَوْله عز وَجل (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ).
وَمن صلى وَهُوَ سَكرَان فَإِنَّهُ يشْهد بالزور.
الصلب -العمود الفقري- فِي الْمَنَام يعبر بِالْوَلَدِ، فَمن رأى بصلبه ضعفا أَو قُوَّة فانسب ذَلِك إِلَى الْوَلَد لقَوْله تَعَالَى (وحلائل أَبْنَائِكُم الَّذين من اصلابكم).
الصَّبْر فِي الْمَنَام رفْعَة وَبشَارَة لقَوْله تَعَالَى (وَبشر الصابرين).
وَرُبمَا دلّ الصَّبْر على حلاوة الْإِنْسَان وَصَبره فِي الْأُمُور وكظم الغيظ.
وَرُبمَا دلّ على البرص من حُرُوفه إِذا قلبتها وَيكرهُ البرص كَمَا يكره مرَارَة الصَّبْر.
الصَّبِي فِي الْمَنَام إِذا كَانَ طفْلا يحمل فقد يدل على هم لقَوْل الله تَعَالَى (فَأَتَت بِهِ قَومهَا تحمله) ونالها من الْغم مَا نالها وَقيل لَهَا: (لقد جِئْت شَيْئا فريا)
وَالصَّبِيّ الْبَالِغ فَهُوَ بِشَارَة لقَوْله تَعَالَى (قَالَ يَا بشرى هَذَا غُلَام).
وَإِذا كَانَ الْبَلَد محصورا وَالنَّاس فِي شدَّة وَرَأى كَأَن صَبيا حسن الصُّورَة دخل الْمَدِينَة أَو نزل من السَّمَاء أَو خرج من الأَرْض فَإِن الْبشَارَة قد دنت والفرح لأهل ذَلِك الْموضع.
وَالصَّبِيّ الْبَالِغ عز وَقُوَّة فِي الرُّؤْيَا وَإِن رَأَيْت يَمِين صبيتين مبارزة
وَمن رأى كَأَنَّهُ صبي يتَعَلَّم فِي الْمكتب فَإِنَّهُ يَتُوب من ذَنْب إِذا كَانَ تعلمه قُرْآنًا.
وَإِذا رأى شخصا من الْعلمَاء أَو الْوُلَاة كَأَنَّهُ يتَعَلَّم فِي الْمكتب فَإِنَّهُ يجهل أَو يتَحَوَّل من الْعِزّ إِلَى الذل.
وَمن رأى كَأَنَّهُ أَمْرَد فَإِنَّهُ يَرث مِيرَاثا.
وَإِذا رأى الْفَقِير كَأَنَّهُ صبي قد وَلدته أمه فَإِنَّهُ ينَال رزقا وغنء لِأَن الصَّبِي كلفته على غَيره، والغني إِذا رأى كَأَنَّهُ صبي فَلَا يحمد لَهُ ذَلِك وَلَا يتم غناهُ لِأَن الصَّبِي مَحْجُور عَلَيْهِ وَلَا لَهُ تصرف وَهُوَ تَحت يَد غَيره.
وَقيل: من رأى نَفسه صَبيا وَله محاكمة فَإِنَّهُ يقهر لِأَن الصَّبِي لَا يفصح عَن حجَّته.
وَقيل: من رأى وَجهه فِي الْمَرْأَة وَجه صبي وَكَانَ لَهُ حَامِل فَإِن امْرَأَته تَأتيه بِولد ذكر يُشبههُ.
الصَّدْر فِي الْمَنَام بَيت الْهم والفرح، فَمن رأى صَدره وَاسِعًا نَالَ سُرُورًا وَمن رَآهُ ضيقا ناله ضيقا، وَقيل: سعته للايمان وضيقته للطغيان لقَوْله تَعَالَى: (فَمن يرد الله أن يهديه يشْرَح صَدره لِلْإِسْلَامِ وَمن يرد أن يضله يَجْعَل صَدره ضيقا حرجا).
والصدر هُوَ صدر الْقَوْم كَمَا أَن الرأس رَأس قومه.
وَصدر الْعَالم كالسراج وَصدر الْفَاجِر كليل داج.
والصدر كنز لِأَنَّهُ مَحل الْحِفْظ.
وَقيل: مَا ترى بصدرك من شَيْء فانسبه إِلَى شيخك أَو سرك.
وَإِذا رأى غير المسلم سَعَة بصدره فَإِنَّهُ يسلم ويربح فِي تِجَارَته.
وَمن رأى شعرًا طَال على صَدره فقد اجْتمع عَلَيْهِ دين.
وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة:
أن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي أعقد شعر صَدْرِي فَقَالَ: عنْدك أَمَانَة فأدها.
وَمن رأى في منامه وجعا بصدره فقد أذْنب ذَنبا.
وَإِذا رأت الْمَرْأَة وكأن على صدرها شعر وَهِي عزبة، فإنها تتزوج وَيصير شعر صدر الرجل فَوق صدرها.
وَإِذا رأى الرجل فِي صَدره نهدين فَإِنَّهُ يتَزَوَّج إِذا كان عزبا أو أنَّهُ يعشق فيظهر ذلك للناس لِأَن النهدين لَا تخفى على النظار.
الصدغان فِي الْمَنَام يؤولان بولدين ذكرين فَمَا حدث فيهمَا من زِيَادَة أَو نقص فَإِنَّهُ فِي وَلَدي من رَأْى ذَلِك.
والصدغان أَيْضا تعبر بِالْمَالِ، وَمن راى إنْسَانا ينتف صُدْغه فَإِنَّهُ يتْلف شيئا من ماله.
الصمم فَإِنَّهُ يؤول بفَسَاد فِي الدّين لقَوْله تَعَالَى (صم بكم عمي فهم لَا يرجعُونَ). وأما الصداع، فمن رأى بِرَأْسِهِ صداعا فليتب وليصم أَو يتَصَدَّق لقَوْله تَعَالَى (أَو بِهِ أَذَى من رَأسه ففدية من صِيَام أَو صَدَقَة أَو نسك).
صفار اللَّوْن فِي الْمَنَام إذا كان معه شحوبة في اللون فإنه يؤول بفَسَاد فِي أمر من أمور الدّين، وَإِن كَانَ الصفار بِلَا شحوبة مجاهدة فِي الْعِبَادَة لقَوْله تَعَالَى (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم من أثر السُّجُود) وَهُوَ الصُّفْرَة فِي ألوانهم.
وَمن رأى وَجهه ابيض وَجَسَده أصفر فَإِن عَلَانِيَته خير من سَرِيرَته. وَإِن كَانَ جسده أَبيض وَوَجهه أصفر فَإِن سَرِيرَته خير من عَلَانِيَته.
وَقيل إِن الصُّفْرَة فِي الْوَجْه تدل على الْحَسَد. وقيل: صفار الْوَجْه والجسد جَمِيعًا مع بعضهم قد يدل ذلك على مَرَض.