معنى كلمة كرم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي
معنى كلمة كرم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي
كرم: الْكَرِيمُ: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ وَأَسْمَائِهِ، وَهُوَ الْكَثِيرُ الْخَيْرِ الْجَوَادُ الْمُعْطِي الَّذِي لَا يَنْفَدُ عَطَاؤُهُ، وَهُوَ الْكَرِيمُ الْمُطْلَقُ. وَالْكَرِيمُ: الْجَامِعُ لِأَنْوَاعِ الْخَيْرِ وَالشَّرَفِ وَالْفَضَائِلِ. وَالْكَرِيمُ. اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا يُحْمَدُ فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ڪَرِيمٌ حَمِيدُ الْفِعَالِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ الْعَظِيمِ. ابْنُ سِيدَهْ: الْكَرَمُ نَقِيضُ اللُّؤْمِ، يَكُونُ فِي الرَّجُلِ بِنَفْسِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ آبَاءٌ، وَيُسْتَعْمَلُ فِي الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ وَالشَّجَرِ وَغَيْرِهَا، مِنَ الْجَوَاهِرِ إِذَا عَنَوُا الْعِتْقَ، وَأَصْلُهُ فِي النَّاسِ. قَاْلَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: ڪَرَمُ الْفَرَسِ أَنْ يَرِقَّ جِلْدُهُ وَيَلِينَ شَعْرُهُ وَتَطِيبَ رَائِحَتُهُ. وَقَدْ ڪَرُمَ الرَّجُلُ وَغَيْرُهُ، بِالضَّمِّ، ڪَرَمًا وَكَرَامَةً فَهُوَ ڪَرِيمٌ وَكَرِيمَةٌ وَكِرْمَةٌ وَمَكْرَمٌ وَمَكْرَمَةٌ وَكُرَامٌ وَكُرَّامٌ وَكُرَّامَةٌ، وَجَمْعُ الْكَرِيمِ ڪُرَمَاءُ وَكِرَامٌ، وَجَمْعُ الْكُرَّامِ ڪُرَّامُونَ; قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُكَسَّرُ ڪُرَّامٌ، اسْتَغْنَوْا عَنْ تَكْسِيرِهِ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ; وَإِنَّهُ لَكَرِيمٌ مِنْ ڪَرَائِمٍ قَوْمِهِ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ; وَحَكَى ذَلِكَأَبُو زَيْدٍ. وَإِنَّهُ لَكَرِيمَةٌ مِنْ ڪَرَائِمِ قَوْمِهِ، وَهَذَا عَلَى الْقِيَاسِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ رَجُلٌ ڪَرِيمٌ وَقَوْمٌ ڪَرَمٌ، ڪَمَا قَالُوا أَدِيمٌ وَأَدَمٌ وَعَمُودٌ وَعَمَدٌ، وَنِسْوَةٌ ڪَرَائِمُ. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: وَرَجُلٌ ڪَرَمٌ: ڪَرِيمٌ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، تَقُولُ: امْرَأَةٌ ڪَرَمٌ وَنِسْوَةٌ ڪَرَمٌ؛ لِأَنَّهُ وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ; قَاْلَ سَعِيدُ بْنُ مَسْحُوحٍ الشَّيْبَانِيُّ: ڪَذَا ذَكَرَهُ السِّيرَافِيُّ، وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ تَيْمِ اللَّاتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، اسْمُهُ عِيسَى، وَكَانَ يُلَوَّمُ فِي نُصْرَةِ أَبِي بِلَالٍ مِرْدَاسِ بْنِ أُدَيَّةَ، وَأَنَّهُ مَنَعَتْهُ الشَّفَقَةُ عَلَى بَنَاتِهِ، وَذَكَرَ الْمُبَرِّدُ فِي أَخْبَارِ الْخَوَارِجِ أَنَّهُ لِأَبِي خَالِدٍ الْقَنَانِيِّ، فَقَالَ: وَمِنْ طَرِيفِ أَخْبَارِ الْخَوَارِجِ قَوْلُ قَطَرِيِّ بْنِ الْفُجَاءَةِ الْمَازِنِيِّ لِأَبِي خَالِدٍ الْقَنَانِيِّ:
أَبَا خَالِدٍ! إِنْفِرْ فَلَسْتَ بِخَالِدٍ وَمَا جَعَلَ الرَّحْمَنُ عُذْرًا لِقَاعِدِ أَتَزْعُمُ أَنَّ الْخَارِجِيَّ عَلَى الْهُدَى
وَأَنْتَ مُقِيمٌ بَيْنَ رَاضٍ وَجَاحِدِ؟
فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو خَالِدٍ:
لَقَدْ زَادَ الْحَيَاةَ إِلَيَّ حُبًّا بَنَاتِي، أَنَّهُنَّ مِنَ الضِّعَافِ
مَخَافَةَ أَنْ يَرَيْنَ الْبُؤْسَ بَعْدِي وَأَنْ يَشْرَبْنَ رَنْقًا بَعْدَ صَافِ
وَأَنْ يَعْرَيْنَ، إِنْ ڪُسِيَ الْجَوَارِي فَتَنْبُو الْعَيْنُ عَنْ ڪَرَمٍ عِجَافِ
وَلَوْلَا ذَاكَ قَدْ سَوَّمْتُ مُهْرِي
، وَفِي الرَّحْمَنِ لِلضُّعَفَاءِ
كَافِ أَبَانَا مَنْ لَنَا إِنْ غِبْتَ عَنَّا وَصَارَ الْحَيُّ بَعْدَكَ فِي اخْتِلَافِ
؟
قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالنَّحْوِيُّونَ يُنْكِرُونَ مَا قَاْلَ اللَّيْثُ إِنَّمَا يُقَالُ رَجُلٌ ڪَرِيمٌ وَقَوْمٌ ڪِرَامٌ ڪَمَا يُقَالُ صَغِيرٌ وَصِغَارٌ وَكَبِيرٌ وَكِبَارٌ، وَلَكِنْ يُقَالُ رَجُلٌ ڪَرَمٌ وَرِجَالٌ ڪَرَمٌ أَيْ ذَوُو ڪَرَمٍ وَنِسَاءٌ ڪَرَمٌ أَيْ ذَوَاتُ ڪَرَمٍ، ڪَمَا يُقَالُ رَجُلٌ عَدْلٌ وَقَوْمٌ عَدْلٌ وَرَجُلٌ دَنَفٌ وَحَرَضٌ وَقَوْمٌ حَرَضٌ وَدَنَفٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: رَجُلٌ ڪَرِيمٌ وَكُرَامٌ وَكُرَّامٌ بِمَعْنَى وَاحِدٍ. قَالَ: وَكُرَامٌ، بِالتَّخْفِيفِ، أَبْلَغُ فِي الْوَصْفِ وَأَكْثَرُ مِنْ ڪَرِيمٍ وَكُرَّامٍ، بِالتَّشْدِيدِ، أَبْلَغُ مِنْ ڪُرَامٍ وَمِثْلُهُ ظَرِيفٌ وَظُرَافٌ وَطُرَّافٌ وَالْجَمْعُ الْكُرَّامُونَ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْكُرَامُ، بِالضَّمِّ، مِثْلُ الْكَرِيمِ فَإِذَا أَفْرَطَ فِي الْكَرَمِ قُلْتَ ڪُرَّامٌ، بِالتَّشْدِيدِ، وَالتَّكْرِيمُ وَالْإِكْرَامُ بِمَعْنًى، وَالِاسْمُ مِنْهُ الْكَرَامَةُ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ أَبُو الْمُثَلَّمِ:
وَمَنْ لَا يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لَا يُكَرَّمِ
ابْنُ سِيدَهْ: قَاْلَ سِيبَوَيْهِ وَمِمَّا جَاءَ مِنَ الْمَصَادِرِ عَلَى إِضْمَارِ الْفِعْلِ الْمَتْرُوكِ إِظْهَارُهُ وَلَكِنَّهُ فِي مَعْنَى التَّعَجُّبِ قَوْلُكَ ڪَرَمًا وَصَلَفًا، ڪَأَنَّهُ يَقُولُ أَكْرَمَكَ اللَّهُ وَأَدَامَ لَكَ ڪَرَمًا، وَلَكِنَّهُمْ خَزَلُوا الْفِعْلَ هُنَا؛ لِأَنَّهُ صَارَ بَدَلًا مِنْ قَوْلِكَ أَكْرِمْ بِهِ وَأَصْلِفْ، وَمِمَّا يُخَصُّ بِهِ النِّدَاءُ قَوْلُهُمْ يَا مَكْرَمَانُ; حَكَاهُ الزَّجَّاجِيُّ، وَقَدْ حُكِيَ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ فَقِيلَ رَجُلٌ مَكْرَمَانُ عَنْ أَبِي الْعَمَيْثِلِ الْأَعْرَابِيِّ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ حَكَاهَا أَيْضًا أَبُو حَاتِمٍ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ يَا مَكْرَمَانُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، نَقِيضُ قَوْلِكَ يَا مَلْأَمَانُ مِنَ اللُّؤْمِ وَالْكَرَمِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّ رَجُلًا أَهْدَى إِلَيْهِ رَاوِيَةَ خَمْرٍ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهَا، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَفَلَا أُكَارِمُ بِهَا يَهُودَ؟ فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي حَرَّمَهَا حَرَّمَ أَنْ يُكَارَمَ بِهَا; الْمُكَارَمَةُ: أَنْ تُهْدِيَ لِإِنْسَانٍ شَيْئًا لِيُكَافِئَكَ عَلَيْهِ، وَهِيَ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْكَرَمِ، وَأَرَادَ بِقَوْلِهِ أُكَارِمُ بِهَا يَهُودَ أَيْ أُهْدِيهَا إِلَيْهِمْ لِيُثِيبُونِي عَلَيْهَا; وَمِنْهُ قَوْلُ دُكَيْنٍ:
يَا عُمَرَ الْخَيْرَاتِ وَالْمَكَارِمِ إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ قَطَنِ بْنِ دَارِمِ
أَطْلُبُ دَيْنِي مِنْ أَخٍ مُكَارِمِ
أَرَادَ مِنْ أَخٍ يُكَافِئُنِي عَلَى مَدْحِي إِيَّاهُ، يَقُولُ: لَا أَطْلُبُ جَائِزَتَهُ بِغَيْرِ وَسِيلَةٍ. وَكَارَمْتُ الرَّجُلَ إِذَا فَاخَرْتَهُ فِي الْكَرَمِ، فَكَرَمْتَهُ أَكْرُمَهُ، بِالضَّمِّ، إِذَا غَلَبْتَهُ فِيهِ. وَالْكَرِيمُ: الصَّفُوحُ. وَكَارَمَنِي فَكَرَمْتُهُ أَكْرُمُهُ: ڪَنْتُ أَكْرَمَ مِنْهُ. وَأَكْرَمَ الرَّجُلَ وَكَرَّمَهُ: أَعْظَمَهُ وَنَزَّهَهُ. وَرَجُلٌ مِكْرَامٌ: مُكْرِمٌ، وَهَذَا بِنَاءٌ يَخُصُّ الْكَثِيرَ. الْجَوْهَرِيُّ: أَكْرَمْتُ الرَّجُلَ أُكْرِمُهُ، وَأَصْلُهُ أُأَكْرِمُهُ مِثْلَ أُدَحْرِجُهُ، فَاسْتَثْقَلُوا اجْتِمَاعَ الْهَمْزَتَيْنِ فَحَذَفُوا الثَّانِيَةَ، ثُمَّ أَتْبَعُوا بَاقِيَ حُرُوفِ الْمُضَارَعَةِ الْهَمْزَةَ، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ، أَلَا تَرَاهُمْ حَذَفُوا الْوَاوَ مِنْ يَعِدُ اسْتِثْقَالًا لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ وَكَسْرَةٍ، ثُمَّ أَسْقَطُوا مَعَ الْأَلِفِ وَالتَّاءِ وَالنُّونِ؟ فَإِنِ اضْطَرَّ الشَّاعِرُ جَازَ لَهُ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَى أَصْلِهِ ڪَمَا قَالَ:
فَإِنَّهُ أَهْلٌ لِأَنْ يُؤَكْرَمَا
فَأَخْرَجَهُ عَلَى الْأَصْلِ. وَيُقَالُ فِي التَّعَجُّبِ: مَا أَكْرَمَهُ لِي، وَهُوَ شَاذٌّ لَا يَطَّرِدُ فِي الرُّبَاعِيِّ; قَاْلَ الْأَخْفَشُ: وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، أَيْ إِكْرَامٌ، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِثْلُ مُخْرَجٍ وَمُدْخَلٍ. وَلَهُ عَلَيَّ ڪَرَامَةٌ أَيْ عَزَازَةٌ. وَاسْتَكْرَمَ الشَّيْءَ: طَلَبَهُ ڪَرِيمًا أَوْ وَجَدَهُ ڪَذَلِكَ. وَلَا أَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَا حُبًّا وَلَا ڪُرْمًا وَلَا ڪُرْمَةً وَلَا ڪَرَامَةً، ڪُلُّ ذَلِكَ لَا تُظْهِرُ لَهُ فِعْلًا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَفْعَلُ ذَلِكَ وَكَرَامَةً لَكَ وَكُرْمَى لَكَ وَكُرْمَةً لَكَ وَكُرْمًا لَكَ، وَكُرْمَةَ عَيْنٍ وَنَعِيمَ عَيْنٍ وَنَعْمَةَ عَيْنٍ وَنُعَامَى عَيْنٍ. وَيُقَالُ: نَعَمْ وَحُبًّا وَكَرَامَةً، قَاْلَ ابْنُ السِّكِّيتِ: نَعَمْ وَحُبًّا وَكُرْمَانًا، بِالضَّمِّ، وَحُبًّا وَكُرْمَةً. وَحُكِيَ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ: لَيْسَ ذَلِكَ لَهُمْ وَلَا ڪُرْمَةٌ. وَتَكَرَّمَ عَنِ الشَّيْءِ وَتَكَارَمَ: تَنَزَّهَ. اللَّيْثُ: تَكَرَّمَ فُلَانٌ عَمَّا يَشِينُهُ إِذَا تَنَزَّهَ، وَأَكْرَمَ نَفْسَهُ عَنِ الشَّائِنَاتِ، وَالْكَرَامَةُ: اسْمٌ يُوضَعُ لِلْإِكْرَامِ، ڪَمَا وُضِعَتِ الطَّاعَةُ مَوْضِعَ الْإِطَاعَةِ، وَالْغَارَةُ مَوْضِعَ الْإِغَارَةِ. وَالْمُكَرَّمُ: الرَّجُلُ الْكَرِيمُ عَلَى ڪُلِّ أَحَدٍ. وَيُقَالُ: ڪَرُمَ الشَّيْءُ الْكَرِيمُ ڪَرَمًا، وَكَرُمَ فُلَانٌ عَلَيْنَا ڪَرَامَةً. وَالتَّكَرُّمُ: تَكَلَّفَ الْكَرَمَ; وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ:
تَكَرَّمْ لِتَعْتَادَ الْجَمِيلَ، وَلَنْ تَرَى أَخَا ڪَرَمٍ إِلَّا بِأَنْ يَتَكَرَّمَا
وَالْمَكْرُمَةُ وَالْمَكْرُمُ: فِعْلُ الْكَرَمِ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَاحِدَةُ الْمَكَارِمِ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا مَعُونٌ مِنَ الْعَوْنِ، لِأَنَّ ڪُلَّ مَفْعُلَةٍ فَالْهَاءُ لَهَا لَازِمَةٌ إِلَّا هَذَيْنِ; قَاْلَ أَبُو الْأَخْزَرِ الْحِمَّانِيُّ:
مَرْوَانُ مَرْوَانُ أَخُو الْيَوْمِ الْيَمِي لِيَوْمِ رَوْعٍ أَوْ فَعَالِ مَكْرُمِ
وَيُرْوَى:
نَعَمْ أَخُو الْهَيْجَاءِ فِي الْيَوْمِ الْيَمِي
وَقَالَ جَمِيلٌ:
بُثَيْنَ الْزَمِي لَا، إِنَّ لَا، إِنْ لَزِمْتِهِ عَلَى ڪَثْرَةِ الْوَاشِينَ، أَيُّ مَعُونِ
قَالَ الْفَرَّاءُ: مَكْرُمٌ جَمْعُ مَكْرُمَةٍ، وَمَعُونٌ جَمْعُ مَعُونَةٍ. وَالْأُكْرُومَةُ: الْمَكْرُمَةُ. وَالْأُكْرُومَةُ مِنَ الْكَرَمِ: ڪَالْأُعْجُوبَةِ مِنَ الْعَجَبِ. وَأَكْرَمَ الرَّجُلُ: أَتَى بِأَوْلَادٍ ڪِرَامٍ. وَاسْتَكْرَمَ: اسْتَحْدَثَ عِلْقًا ڪَرِيمًا. وَفِي الْمَثَلِ: اسْتَكْرَمْتَ فَارْبِطْ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ إِذَا أَنَّا أَخَذْتُ مِنْ عَبْدِي ڪَرِيمَتَهُ وَهُوَ بِهَا ضَنِينٌ فَصَبَرَ لِي لَمْ أَرْضَ لَهُ بِهَا ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ، وَبَعْضُهُمْ رَوَاهُ: إِذَا أَخَذْتُ مِنْ عَبْدِي ڪَرِيمَتَيْهِ; قَاْلَ شِمْرٌ: قَاْلَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَاْلَ بَعْضُهُمْ يُرِيدُ أَهْلَهُ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ يُرِيدُ عَيْنَهُ، قَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ ڪَرِيمَتَيْهِ فَهُمَا الْعَيْنَانِ، يُرِيدُ جَارِحَتَيْهِ أَيِ الْكَرِيمَتَيْنِ عَلَيْهِ. وَكُلُّ شَيْءٍ يَكْرُمُ عَلَيْكَ فَهُوَ ڪَرِيمُكَ وَكَرِيمَتُكَ. قَاْلَ شِمْرٌ: وَكُلُّ شَيْءٍ يَكْرُمُ عَلَيْكَ فَهُوَ ڪَرِيمُكَ وَكَرِيمَتُكَ. وَالْكَرِيمَةُ: الرَّجُلُ الْحَسِيبُ; يُقَالُ: هُوَ ڪَرِيمَةُ قَوْمِهِ; وَأَنْشَدَ:
وَأَرَى ڪَرِيمَكَ لَا ڪَرِيمَةَ دُونَهُ وَأَرَى بِلَادَكَ مَنْقَعَ الْأَجْوَادِ
أَرَادَ مَنْ يَكْرُمُ عَلَيْكَ لَا تَدَّخِرُ عَنْهُ شَيْئًا يَكْرُمُ عَلَيْكَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: خَيْرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ مُؤْمِنٌ بَيْنَ ڪَرِيمَيْنِ، فَقَالَ قَائِلٌ: هَمَّا الْجِهَادُ وَالْحَجُّ، وَقِيلَ: بَيْنَ فَرَسَيْنِ يَغْزُو عَلَيْهِمَا، وَقِيلَ: بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُؤْمِنَيْنِ ڪَرِيمَيْنِ، وَقِيلَ: بَيْنَ أَبٍ مُؤْمِنٍ هُوَ أَصْلُهُ وَابْنٍ مُؤْمِنٍ هُوَ فَرْعُهُ، فَهُوَ بَيْنُ مُؤْمِنَيْنِ هُمَا طَرَفَاهُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ. وَالْكَرِيمُ: الَّذِي ڪَرَّمَ نَفْسَهُ عَنِ التَّدَنُّسِ بِشَيْءٍ مِنْ مُخَالَفَةِ رَبِّهِ. وَيُقَالُ: هَذَا رَجُلٌ ڪَرَمٌ أَبُوهُ وَكَرَمٌ آبَاؤُهُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنَّهُ أَكْرَمَ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ فَبَسَطَ لَهُ رِدَاءَهُ وَعِمَمَهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ ڪَرِيمَةُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ، أَيْ ڪَرِيمُ قَوْمٍ وَشَرِيفُهُمْ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ; قَاْلَ صَخْرٌ:
أَبَى الْفَخْرَ أَنِّي قَدْ أَصَابُوا ڪَرِيمَتِي وَأَنْ لَيْسَ إِهْدَاءُ الْخَنَى مِنْ شِمَالِيَا
يَعْنِي قَوْلُهُ: ڪَرِيمَتِي أَخَاهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ عَمْرٍو. وَأَرْضٌ مَكْرَمَةٌ وَكَرَمٌ: ڪَرِيمَةٌ طَيِّبَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الْمَعْدُونَةُ الْمُثَارَةُ، وَأَرْضَانِ ڪَرَمٍ وَأَرَضُونَ ڪَرَمٍ. وَالْكَرَمُ: أَرْضٌ مُثَارَةٌ مُنَقَّاةٌ مِنَ الْحِجَارَةِ; قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلْبُقْعَةِ الطَّيِّبَةِ التُّرْبَةِ الْعَذَاةِ الْمَنْبِتِ هَذِهِ بُقْعَةٌ مَكْرَمَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: أَرْضٌ مَكْرَمَةٌ لِلنَّبَاتِ إِذَا ڪَانَتْ جَيِّدَةً لِلنَّبَاتِ. قَاْلَ الْكِسَائِيُّ: الْمَكْرُمُ الْمَكْرُمَةُ; قَالَ: وَلَمْ يَجِئْ مَفْعُلٌ لِلْمُذَكَّرِ إِلَّا حَرْفَانِ نَادِرَانِ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِمَا: مَكْرُمٌ وَمَعُونٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ جَمْعُ مَكْرُمَةٍ وَمَعُونَةٍ، قَالَ: وَعِنْدَهُ أَنَّ مَفْعُلًا لَيْسَ مِنْ أَبْنِيَةِ الْكَلَامِ، وَيَقُولُونَ لِلرَّجُلِ الْكَرِيمِ مَكْرَمَانُ إِذَا وَصَفُوهُ بِالسَّخَاءِ وَسِعَةِ الصَّدْرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ ڪِتَابٌ ڪَرِيمٌ; قَاْلَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ حَسَنٌ مَا فِيهِ، ثُمَّ بَيَّنَتْ مَا فِيهِ فَقَالَتْ: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ، وَقِيلَ: أُلْقِيَ إِلَيَّ ڪِتَابٌ ڪَرِيمٌ، عَنَتْ أَنَّهُ جَاءَ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ ڪَرِيمٍ، وَقِيلَ: ڪِتَابٌ ڪَرِيمٌ أَيْ مَخْتُومٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا بَارِدٍ وَلَا ڪَرِيمٍ; قَاْلَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَجْعَلُ الْكَرِيمَ تَابِعًا لِكُلِّ شَيْءٍ نَفَتْ عَنْهُ فِعْلًا تَنْوِي بِهِ الذَّمَّ. وَيُقَالُ: أَسَمِينٌ هَذَا؟ فَيُقَالُ: مَا هُوَ بِسَمِينٍ وَلَا ڪَرِيمٍ! وَمَا هَذِهِ الدَّارُ بِوَاسِعَةٍ وَلَا ڪَرِيمَةٍ. وَقَالَ: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ ڪَرِيمٌ إِنَّهُ فِي ڪِتَابٍ مَكْنُونٍ أَيْ قُرْآنٌ يُحْمَدُ مَا فِيهِ مِنَ الْهُدَى وَالْبَيَانِ وَالْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا ڪَرِيمًا: أَيْ سَهْلًا لَيِّنًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا ڪَرِيمًا أَيْ ڪَثِيرًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا ڪَرِيمًا قَالُوا: حَسَنًا، وَهُوَ الْجَنَّةُ. وَقَوْلُهُ: هَذَا الَّذِي ڪَرَّمْتَ عَلَيَّ أَيْ فَضَّلْتَ. وَقَوْلُهُ: رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ: أَيِ الْعَظِيمِ. وَقَوْلُهُ: فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ ڪَرِيمٌ; أَيْ عَظِيمٌ مُفْضِلٌ. وَالْكَرْمُ: شَجَرَةُ الْعِنَبِ، وَاحِدَتُهَا ڪَرْمَةُ; قَالَ:
إِذَا مُتُّ فَادْفِنِّي إِلَى جَنْبِ ڪَرْمَةٍ تُرَوِّي عِظَامِي بَعْدَ مَوْتِي عُرُوقُهَا
وَقِيلَ: الْكَرْمَةُ الطَّاقَةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الْكَرْمِ، وَجَمْعُهَا ڪُرُومٌ. وَيُقَالُ: هَذِهِ الْبَلْدَةُ إِنَّمَا هِيَ ڪَرْمَةٌ وَنَخْلَةٌ، يُعْنَى بِذَلِكَ الْكَثْرَةَ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: هِيَ أَكْثَرُ الْأَرْضِ سَمْنَةً وَعَسَلَةً، قَالَ: وَإِذَا جَادَتِ السَّمَاءُ بِالْقَطْرِ، قِيلَ: ڪَرَّمَتْ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: لَا تُسَمُّوا الْعِنَبَ الْكَرْمَ فَإِنَّمَا الْكَرْمُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَتَفْسِيرُ هَذَا – وَاللَّهُ أَعْلَمُ – أَنَّ الْكَرَمَ الْحَقِيقِيَّ هُوَ مِنْ صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ هُوَ مِنْ صِفَةِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَأَسْلَمَ لِأَمْرِهِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ يُقَامُ مُقَامَ الْمَوْصُوفِ فَيُقَالُ: رَجُلٌ ڪَرَمٌ وَرَجُلَانِ ڪَرَمٌ وَرِجَالٌ ڪَرَمٌ وَامْرَأَةٌ ڪَرَمٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ، لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ أُقِيمَ مُقَامَ الْمَنْعُوتِ، فَخَفَّفَتِ الْعَرَبُ الْكَرْمَ، وَهُمْ يُرِيدُونَ ڪَرَمَ شَجَرَةِ الْعِنَبِ، لِمَا ذُلِّلَ مِنْ قُطُوفِهِ عِنْدَ الْيَنْعِ وَكَثُرَ مِنْ خَيْرِهِ فِي ڪُلِّ حَالٍ وَأَنَّهُ لَا شَوْكَ فِيهِ يُؤْذِي الْقَاطِفَ، فَنَهَى النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَنْ تَسْمِيَتِهِ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنَّهُ يَعْتَصِرُ مِنْهُ الْمُسْكِرَ الْمَنْهِيَّ عَنْ شُرْبِهِ، وَأَنَّهُ يُغَيِّرُ عَقْلَ شَارِبِهِ وَيُورِثُ شُرْبُهُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ وَتَبْذِيرَ الْمَالِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَقَالَ: الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَحَقُّ بِهَذِهِ الصِّفَةِ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ. قَاْلَ أَبُو بَكْرٍ: يُسَمَّى الْكَرْمُ ڪَرْمًا لِأَنَّ الْخَمْرَ الْمُتَّخَذَةَ مِنْهُ تَحُثُّ عَلَى السَّخَاءِ وَالْكَرَمِ وَتَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، فَاشْتَقُّوا لَهُ اسْمًا مِنَ الْكَرَمِ لِلْكَرَمِ الَّذِي يَتَوَلَّدُ مِنْهُ فَكَرِهَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنْ يُسَمَّى أَصْلُ الْخَمْرِ بِاسْمٍ مَأْخُوذٍ مِنَ الْكَرَمِ، وَجَعَلَ الْمُؤْمِنَ أَوْلَى بِهَذَا الِاسْمِ الْحَسَنِ; وَأَنْشَدَ:
وَالْخَمْرُ مُشْتَقَّةُ الْمَعْنَى مِنَ الْكَرَمِ
وَكَذَلِكَ سُمِّيَتِ الْخَمْرُ رَاحًا؛ لِأَنَّ شَارِبَهَا يَرْتَاحُ لِلْعَطَاءِ أَيْ يَخِفُّ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَرَادَ أَنْ يُقَرِّرَ وَيُسَدِّدَ مَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ; بِطَرِيقَةٍ أَنِيقَةٍ وَمَسْلَكٍ لَطِيفٍ، وَلَيْسَ الْغَرَضُ حَقِيقَةَ النَّهْيِ عَنْ تَسْمِيَةِ الْعِنَبِ ڪَرْمًا، وَلَكِنَّ الْإِشَارَةَ إِلَى أَنَّ الْمُسْلِمَ التَّقِيَّ جَدِيرٌ بِأَنْ لَا يُشَارَكَ فِيمَا سَمَّاهُ اللَّهُ بِهِ، وَقَوْلُهُ: فَإِنَّمَا الْكَرْمُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَيْ إِنَّمَا الْمُسْتَحِقُّ لِلِاسْمِ الْمُشْتَقِّ مِنَ الْكَرَمِ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ لِأَنَّهُ اجْتَمَعَ لَهُ شَرَفُ النُّبُوَّةِ وَالْعِلْمُ وَالْجَمَالُ وَالْعِفَّةُ وَكَرَمُ الْأَخْلَاقِ وَالْعَدْلُ وَرِيَاسَةُ الدُّنْيَا وَالدِّينِ، فَهُوَ نَبِيٌّ ابْنُ نَبِيٍّ ابْنُ نَبِيٍّ ابْنُ نَبِيٍّ رَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي النُّبُوَّةِ. وَيُقَالُ لِلْكَرْمِ: الْجَفْنَةُ وَالْحَبَلَةُ وَالزَّرَجُونُ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: وَاتَّقِ ڪَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ أَيْ نَفَائِسَهَا الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِهَا نَفْسُ مَالِكِهَا، وَيَخْتَصُّهَا لَهَا حَيْثُ هِيَ جَامِعَةٌ لِلْكَمَالِ الْمُمْكِنِ فِي حَقِّهَا، وَوَاحِدَتُهَا ڪَرِيمَةٌ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وَغَزْوٌ تُنْفَقُ فِيهِ الْكَرِيمَةُ أَيِ الْعَزِيزَةُ عَلَى صَاحِبِهَا. وَالْكَرْمُ: الْقِلَادَةُ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقِيلَ: الْكَرْمُ نَوْعٌ مِنَ الصِّيَاغَةِ الَّتِي تُصَاغُ فِي الْمَخَانِقِ، وَجَمْعُهُ ڪُرُومٌ; قَالَ:
تُبَاهِي بِصَوْغٍ مِنْ ڪُرُومٍ وَفِضَّةِ
يُقَالُ: رَأَيْتُ فِي عُنُقِهَا ڪَرْمًا حَسَنًا مِنْ لُؤْلُؤٍ
قَالَ الشَّاعِرُ:
وَنَحْرًا عَلَيْهِ الدُّرُّ تُزْهِي ڪُرُومُهُ تَرَائَبَ لَا شُقْرًا، يُعَبْنَ وَلَا ڪُهْبًا
وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ:
لَقَدْ وَلَدَتْ غَسَّانَ ثَالِبَةُ الشَّوَى عَدُوسُ السُّرَى لَا يَقْبَلُ الْكَرْمَ جِيدُهَا
ثَالِبَةُ الشَّوَى: مُشَقَّقَةُ الْقَدَمَيْنِ; وَأَنْشَدَ أَيْضًا لَهُ فِي أُمِّ الْبَعِيثِ:
إِذَا هَبَطَتْ جَوَّ الْمَرَاغِ فَعَرَّسَتْ طُرُوقًا، وَأَطْرَافُ التَّوَادِي ڪُرُومُهَا
وَالْكَرْمُ: ضَرْبٌ مِنَ الْحُلِيِّ، وَهُوَ قِلَادَةٌ مِنْ فِضَّةٍ تَلْبَسُهَا نِسَاءُ الْعَرَبِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْكَرْمُ شَيْءٌ يُصَاغُ مِنْ فِضَّةٍ يُلْبَسُ فِي الْقَلَائِدِ; وَأَنْشَدَ غَيْرُهُ تَقْوِيَةً لِهَذَا:
فَيَا أَيُّهَا الظَّبْيُ الْمُحَلَّى لَبَانُهُ بِكَرْمَيْنِ: ڪَرْمَيْ فِضَّةٍ وَفَرِيدِ
وَقَالَ آخَرُ:
تُبَاهِي بِصَوْغٍ مِنْ ڪُرُومٍ وَفِضَّةٍ مُعَطَّفَةٍ يَكْسُونَهَا قَصَبًا خَدْلَا
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: ڪَرِيمُ الْخِلِّ لَا تُخَادِنُ أَحَدًا فِي السِّرِّ; أَطْلَقَتْ ڪَرِيمًا عَلَى الْمَرْأَةِ وَلَمْ تَقُلْ ڪَرِيمَةَ الْخَلِّ ذِهَابًا بِهِ إِلَى الشَّخْصِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَا يُجْلَسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ. التَّكْرِمَةُ: الْمَوْضِعُ الْخَاصُّ لِجُلُوسِ الرَّجُلِ مِنْ فِرَاشٍ أَوْ سَرِيرٍ مِمَّا يُعَدُّ لِإِكْرَامِهِ، وَهِيَ تَفْعِلَةٌ مِنَ الْكَرَامَةِ. وَالْكَرْمَةُ: رَأْسُ الْفَخِذِ الْمُسْتَدِيرُ ڪَأَنَّهُ جَوْزَةٌ وَمَوْضِعُهَا الَّذِي تَدُورُ فِيهِ مِنَ الْوَرِكِ الْقَلْتُ; وَقَالَ فِي صِفَةِ فَرَسٍ:
أُمِرَّتْ عُزَيْزَاهُ، وَنِيطَتْ ڪُرُومُهُ إِلَى ڪَفَلٍ رَابٍ وَصُلْبٍ مُوَثَّقِ
وَكَرَّمَ الْمَطَرُ وَكُرِّمَ: ڪَثُرَ مَاؤُهُ; قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ سَحَابًا:
وَهَى خَرْجُهُ وَاسْتُجِيلَ الرَّبَا بُ مِنْهُ، وَكُرِّمَ مَاءً صَرِيحَا
وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: وَغُرِّمَ مَاءً صَرِيحًا; قَاْلَ أَبُو حَنِيفَةَ: زَعَمَ بَعْضُ الرُّوَاةِ أَنْ غُرِّمَ خَطَأٌ وَإِنَّمَا هُوَ وَكُرِّمَ مَاءً صَرِيحًا; وَقَالَ أَيْضًا: يُقَالُ لِلسَّحَابِ إِذَا جَادَ بِمَائِهِ ڪُرِّمَ، وَالنَّاسُ عَلَى غُرِّمَ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِقَوْلِهِ: وَهَى خَرْجُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: ڪَرُمَ السَّحَابُ إِذَا جَاءَ بِالْغَيْثِ. وَالْكَرَامَةُ: الطَّبَقُ الَّذِي يُوضَعُ عَلَى رَأْسِ الْحُبِّ وَالْقِدْرِ. وَيُقَالُ: حَمَلَ إِلَيْهِ الْكَرَامَةَ، وَهُوَ مِثْلُ النُّزُلِ، قَالَ: وَسَأَلَتْ عَنْهُ فِي الْبَادِيَةِ فَلَمْ يُعْرَفْ. وَ ڪَرْمَانُ وَ ڪِرْمَانُ: مَوْضِعٌ بِفَارِسَ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَ ڪَرْمَانُ اسْمُ بَلَدٍ، بِفَتْحِ الْكَافِ، وَقَدْ أُولِعَتِ الْعَامَّةُ بِكَسْرِهَا; قَالَ: وَقَدْ ڪَسَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ رَحَبَ فَقَالَ يَحْكِي قَوْلَ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ: أَرَحُبَكُمُ الدُّخُولُ فِي طَاعَةِ الْكِرْمَانِيِّ؟ وَ الْكَرْمَةُ: مَوْضِعٌ أَيْضًا; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: فَأَمَّا قَوْلُ أَبِي خِرَاشٍ:
وَأَيْقَنْتُ أَنَّ الْجُودَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ وَمَا عِشْتُ عَيْشًا مِثْلَ عَيْشِكَ بِالْكَرْمِ
قِيلَ: أَرَادَ الْكَرْمَةُ فَجَمَعَهَا بِمَا حَوْلَهَا; قَاْلَ ابْنُ جِنِّيٍّ: وَهَذَا بَعِيدٌ لِأَنَّ مِثْلَ هَذَا إِنَّمَا يُسَوَّغُ فِي الْأَجْنَاسِ الْمَخْلُوقَاتِ نَحْوَ بُسْرَةٍ وَبُسْرٍ لَا فِي الْأَعْلَامِ، وَلَكِنَّهُ حَذَفَ الْهَاءَ لِلضَّرُورَةِ وَأَجْرَاهُ مُجْرَى مَا لَا هَاءَ فِيهِ التَّهْذِيبُ: قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ فِي الْكُرْمِ:
وَأَيْقَنْتُ أَنَّ الْجُودَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ وَمَا عِشْتُ عَيْشًا مِثْلَ عَيْشِكَ بَالْكُرْمِ
قَالَ: أَرَادَ بَالْكُرْمِ الْكَرَامَةَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ ڪَرُمَتْ أَرْضُ فُلَانٍ الْعَامَ، وَذَلِكَ إِذَا سَرْقَنَهَا فَزَكَا نَبْتُهَا. قَالَ: وَلَا يَكْرُمُ الْحَبَّ حَتَّى يَكُونَ ڪَثِيرَ الْعَصْفِ يَعْنِي التِّبْنَ وَالْوَرَقَ. وَالْكُرْمَةُ: مُنْقَطِعُ الْيَمَامَةِ فِي الدَّهْنَاءِ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ.
معنى كلمة كرم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي
العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي