الْبَاب الْخَامِس وَالْعشْرُونَ فِي رُؤْيَة الثِّيَاب واللباس والتجرد ورؤية النَّعْل والخف والنسج والفتل والغزل وَالْحَرِير وَالصُّوف وَنَحْوهمَا والخياطة.
رؤيا الثياب – تفسير الأحلام للإحسائي
وأما سَائِر الثِّيَاب الَّتِي فَوق الْقَمِيص فتأويلها على قدر أخطارها وألوانها فَمن رأى أَنه يلبس قبَاء خَز أَو ديباج فَإِنَّهُ سُلْطَان يُصِيبهُ -وذلك إن كان أهلاً للسلطان- أو يصيب مَالا وَخيرا بِقدر قدر الْكسْوَة وَجدتهَا، وَإِن رأى أَنه انتزع مِنْهُ بعض هَذِه الثِّيَاب أَو احْتَرَقَ فَإِنَّهُ نقص أو زوال في ذَلِك السُّلْطَان عَنهُ، وَإِن رأى أَنه سرق أَو ضَاعَ فَإِنَّهُ يكاد يزول عنه سلطانه ذَلِك وَلكن لَا يتم ذَلِك الزَّوَال.
وقيل: من رأى أَن ثِيَابه سرقت فَإِنَّهُ يُخَاصم رجلا إِلَى سُلْطَان.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَن فِي ثِيَابه وسخا أَو دنسا فَإِن ذَلِك هموم أَو خَطَايَا وأوزار، وَإِن رَآهَا بيضًا نقية أَو جددا فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وَحسن حَاله وَذَهَاب همومه، وَإِن رَآهَا خلقَة متخرقة فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم أو قلة مال بِقدر ذَلِك، وَإِن رأى فِي ثوب يلْبسهُ رقعا فَإِنَّهَا ذنُوب أو فساد في أمر من أمور الدين.
رؤيا الثياب المبللة
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَن ثِيَابه ابتلت عَلَيْهِ بللا كثيرا وَهُوَ لَابسهَا فَإِن كَانَ ينوي سفرا فَإنه لا يُسَافر وَإِن كَانَ فِي أَمر ما فإنه لَا يتم لَهُ.
رؤيا الثياب البالية
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه يَبِيع خلقانه من الثِّيَاب فَهُوَ صَلَاح لَهُ وَلَا خير فِي ذلك للْمُشْتَرِي.
رُؤْيَة لبس ألوان الثِّيَاب
رؤيا ألوان الثياب
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه يلبس ثيابًا خضرًا فَإِنَّهُ يدل على الدّين وَالْعِبَادَة. وَأما للرجال فمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه يلبس ثيابًا حمرا فَإِنَّهُ يلقى منازعة بِقدر الْحمرَة وشهرتها أَو يكون لَهُ ولَايَة إِن كَانَ يطْلبهَا أَو زِينَة وَفَرح مَعَ بغي فِي أمر ما من أمور الدّين، وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا لبست ثوبا أَحْمَر فَهُوَ لَهَا صَلَاح، وَإِن رأى أَنه يلبس ثيابًا سُودًا فَإِنَّهُ حزن إِلَّا أَن يكون مِمَّن يلبسهَا فِي الْيَقَظَة. وَإِن رأى أَنه يلبس ثيابًا زرقا فَإِن أمرا ما من أمور دينه غير حسن. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه يلبس ثيابًا صفرا فَإِنَّهُ قد يدل على مرض يسير. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه يلبس ثوبا محرما عَلَيْهِ أَو مَكْرُوها لَهُ مِمَّا يدل على النِّسَاء فَإِنَّهُ ينْكح حَرَامًا.
رؤيا ثياب الصوف
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه يلبس ثِيَاب صوف فَإِن الصُّوف أفضل الثِّيَاب فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَلَالا ونسكا وصلاحا فِي دينه.
رؤيا ثياب القطن
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه يلبس ثوب قطن أَو شعر أَو وبر فَهُوَ فِي التَّأْوِيل دون الصُّوف.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه يلبس من ثِيَاب النِّسَاء فَإِن كَانَت لَهُ حَامِل تَأتي بأنثى وَإِن لم تكن لَهُ حَامِل أَصَابَهُ ضرر فِي مَاله فَإِن رأى أَنه تحول من تِلْكَ الْحَال فَإِنَّهُ نجاة من ذلك الضرر، وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا تلبس من ثِيَاب الرِّجَال فَإِنَّهُ صَلَاح لَهَا وسلطان لزَوجهَا.
رُؤْيَة الْقَمِيص
رؤيا القميص
أما الْقَمِيص فِي الرُّؤْيَا فامرأة الرجل وَرُبمَا كَانَ شَأْنه فِي مكبسه ومعيشته وَرُبمَا كَانَ دينه وعطاءه فَمن رأى أَنه لبس قَمِيصًا جَدِيدا صفيقا صَحِيحا وَاسِعًا فَإِن امْرَأَته مُوَافقَة لَهُ فِي مَصَالِحه أَو أن معيشته مُسْتَقِيمَة أَو دينه صَحِيح. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ فِيهِ نُقْصَانا أَو اختراقا أَو مَا يشبه ذَلِك كَانَ الْحَدث فِي أحد الْوُجُوه الْمَذْكُورَة وَرُبمَا كَانَ الْقَمِيص المخرق أمر سيء في شَأْن صَاحبه مثل هم أو مفارقة الزوجة.
رؤيا لبس القميص
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه يلبس قَمِيصًا رَقِيقا فَإِنَّهُ رقة فِي شَأْن صَاحبه وَإِن كَانَ ثوب مَا يعرف بِهِ من ألباس الصَّالِحين فَإِنَّهُ يُصِيب نسكا وصلاحا فِي دينه وَإِن رأى العزب أَنه لبس قَمِيصًا جَدِيدا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة.
وقيل: من رأى أَنه وهب لَهُ قَمِيص فَإِنَّهُ بِشَارَة.
رؤيا القميص الجديد
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَن عَلَيْهِ قَمِيصًا جَدِيدا فَإِنَّهُ يجْتَمع شَأْنه وَيصْلح أمره وَإِن رَآهَا بالية أَو سَقَطت عَنه فَإِنَّهُ بخلاف ذلك، وَقيل: إِن رأى قَمِيصه بِلَا جيب وَلَا طوق وَهُوَ لابسه أو رأى بأنه انتزع قميصه فَإِنه غير محمود.
رُؤْيَة السَّرَاوِيل والإزار
رؤيا السروال
و
رؤيا الإزار
وأما السَّرَاوِيل والإزار فامرأة حسناء أو امْرَأَة دينة فَمن رأى أَنه أصَاب سَرَاوِيل تزوج امْرَأَة كَذَلِك. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه حدث فِي السَّرَاوِيل والإزار حَادث فَإِنَّهُ ينْسب ذَلِك إِلَى تِلْكَ الْمَرْأَة.
رُؤْيَة الرِّدَاء
رؤيا الرداء
وأما الرِّدَاء فَهُوَ دين الرجل الَّذِي هُوَ مرتديه فِي عُنُقه، فَمن رأى أَن عَلَيْهِ رِدَاء حسنا صفيقا فَهُوَ صَلَاح فِي دينه وَإِن رأى أَنه رَقِيق فَهُوَ رقة دينه وَإِن رَآهُ وسخا دنسا فَإِنَّهُ ذنُوب أو فَسَاد في أمر من أمور دين صَاحبه. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه انتزع رِدَاءَهُ فَهُوَ خُرُوج من سُلْطَان إن كان سلطانا أو نقص في أمر الدين.
رُؤْيَة الملحفة والطيلسان والقلنسوة
رؤيا الملحفة
وأما الملحفة فَهِيَ تؤول بِالْمَرْأَةِ فَمن رأى ملحفة ذهبت عَنهُ أَو انتزعت مِنْهُ فَإِن امْرَأَته تفارقه -في سفر أو طلاق أو نحوه-.
رؤيا الطيلسان
وأما الطيلسان فَهُوَ بهاء الرجل وجاهه ومروءته بِقدر الطيلسان فِي جدته وصفاقته وقوته وسعته.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه يلبس طيلسانا وَلم يكن مِمَّن يلْبسهُ فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يُصِيب اسْما صَالحا فِي النَّاس ويجتمع لَهُ أمره وشمله وينال خيرا.
رؤيا القلنسوة
وأما القلنسوة فموضعها الرَّأْس وَالرَّأْس رَئِيس الرجل فَمن رأى أَنه حدث فِي قلنسوته حَادث من حرق أَو سُقُوط أَو نَحْو ذَلِك فَإِن تَأْوِيله فِي حَاله مَعَ رئيسه. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَن السُّلْطَان أَخذ قلنسوته فَإِنَّهُ يَأْخُذ من مَاله وَإِن كَانَ عَاملا عنده عَزله.
رُؤْيَة الْعِمَامَة
رؤيا العمامة
وأما الْعِمَامَة فَمن رأى على رَأسه عِمَامَة فَهِيَ لَهُ ولَايَة بِقدر مَا اعتم بهَا وَإِن كَانَ من أهل الْولَايَة فَإِنَّهُ يُصِيب جاها وشرفا وَإِن كَانَ عزبا تزوج وَإِن كَانَت لَهُ امراة حَامِلا أَتَت بِولد يسود قومه. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَن على رَأسه عِمَامَة وَهِي مفتضة فَإِنَّهُ يحجّ أَو يتغرب وَإِن كَانَ مَرِيضا كان ذلك غير محمود.
رُؤْيَة الْخمار
رؤيا الخمار
وأما خمار الْمَرْأَة فَزَوجهَا أَو قيمها الَّذِي يَسْتُرهَا فَإِن رأى أَن خمارها أوسع وأصفق وأجود مِمَّا هُوَ فِيهِ فَإِن ذَلِك حسن حَال الزَّوْج وَإِن رَأَتْ أَن خمارها انتزع مِنْهَا وَاحْتَرَقَ أَو ذهب عَنْهَا فَإِنَّ زَوجهَا يطلقهَا، فَإِن احْتَرَقَ بعضه أصَاب الزَّوْج ضَرَر، وَإِن رَأَتْ أَنَّهَا وضعت خمارها عَن رَأسهَا فِي محفل من النَّاس فإنه يدل على خجل، وَإِن رَأَتْ أَنَّهَا سعت بِلَا جِلْبَاب فِي الْأَسْوَاق فَهُوَ مكروه يصيب الزوج، وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا تخمر رَأسهَا بخمار غير الْمُعْتَاد أَو عِمَامَة أَو غَيرهَا فَإِنَّهَا تزوج رجلا، وَإِن رأى الرجل أَن مقنعة امْرَأَته على رَأسه فَإِنَّهُ يدل على خجل في أمر.
رُؤْيَة النسيج
رؤيا نسج الثياب
وأما النسج فَمن رأى أَنه ينسج ثوبا فَإِنَّهُ يُسَافر.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه ينسج ثوبا ثمَّ قِطْعَة فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ ينصرم -ينقضي- ويبلغ آخِره، وَإِن رأى أَنه لم يتم نسجه لم يتم ذلك الأمر، وَرُبمَا دلّ النسيج على الْهم أو الشغل أو الْخِصَام فَإِذا تمّ النسيج فقد فرغ من ذَلِك كُله، وَقيل: تَمام النسيج يؤول بالعمر.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَن الْعمَّال يعْملُونَ ثيابًا فِي دَاره فَإِنَّهُ يُخَاصم أحدا من قرَابَته أَو غَيرهم.
رُؤْيَة الفتل والغزل
رؤيا الغزل
وأما الْغَزل فَمن رأى أَنه يغزل صُوفًا أَو شعرًا وَنَحْوهمَا مِمَّا يغزل الرِّجَال مثله فَإِنَّهُ يُسَافر ويصيب خيرا، وَإِن رأى أَنه يغزل كتانا أَو قطنا أَو نَحْوهمَا مِمَّا يغزل النِّسَاء مثله فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هوان أو ذل في أمر ما أو يعْمل عملا حَلَالا ولكن غير مستحسن للرِّجَال عمله.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه ينْقض غزلا فَإِنَّهُ ينْقض عهدا أو يمينا، وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا أَصَابَت مغازل ولدت جَارِيَة -أي أنثى- أَو أَصَابَت أُخْتا.
رُؤْيَة الْحَرِير وَالصُّوف وَنَحْوهمَا
رؤيا الصوف
و
رؤيا القطن
و
رؤيا الكتان
و
رؤيا الحرير
وأما رُؤْيَة الْحَرِير وَالصُّوف وَنَحْوهمَا، فالحرير مَال حرَام للرجال، وَالصُّوف والقطن والكتان وَالشعر والوبر مَال حَلَال، فَمن رأى أَنه أصَاب وقرا أَو قارا من أحد هَذِه الْأَصْنَاف فَإِنَّهُ يُصِيبهُ خير كثير ورزق وَاسع.
رُؤْيَة التجرد
رؤيا التعري
وأما التجرد فَمن رأى أَنه عُرْيَان فقد تجرد لأمر أمعن فِيهِ. وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه عُرْيَان فِي سوق أَو فِي مَلأ من النَّاس وَرَأى عَوْرَته بارزة وَهُوَ مستح من ظُهُورهَا للنَّاس وَكَانَ عَلَيْهِ بعض ثِيَابه فَإِنَّهُ ينكشف في أمر ما كان يخفيه، وَإِن تجرد فِي مَسْجِد فَإِنَّهُ يتجرد عَن ذنُوب لبر يَفْعَله فِيهِ، وَإِن رأى أَنه عُرْيَان وَلم ير عَوْرَته بارزة فَإِن كَانَ مَرِيضا برِئ وشفي من مَرضه، أَو مهموما ذهب همه وفرج الله عنه، أَو مديونا قضي دينه، وَرُبمَا دلّ ذَلِك على التَّوْبَة والعري من الذُّنُوب أَو يتعرى من الدُّنْيَا ويتغطى بِالآخِرَة، وَقيل: يكون نقص في مَاله أَو يُقَال عَنهُ قولا يكرهه، وَقيل: التجرد للرجل الصَّالح خير وَخُرُوج من الْهم وللعاصي هم وغم. وَقيل: مَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه يجْرِي وَهُوَ عُرْيَان فَإِنَّهُ يتهم بتهمة يكون مِنْهَا بريئا، وَإِن رأى ذُو سُلْطَان أَنه سلب ثِيَابه حَتَّى تجرد فَلَا يلبث أَن يعْزل عن سلطانه، وَقيل: إِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا عُرْيَانَة أَو مكشوفة الرَّأْس فِي محفل من النَّاس فَإِنَّهَا شدة أو محنة تدخل عَلَيْهَا فِي زَوجهَا أو في مَالهَا.
العودة إلى تفسير الأحلام للإحسائي بالحروف