رؤيا سورة النساء – تفسير الأحلام لابن غنام
سُورَة النِّسَاء: من تَلَاهَا فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يقسم الْمَوَارِيث وَيُورث مَالا. وَقيل: إِنَّه يبْلى بِزَوْجَة كَثِيرَة الْمُخَاصمَة.
موقع عربي
سُورَة النِّسَاء: من تَلَاهَا فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يقسم الْمَوَارِيث وَيُورث مَالا. وَقيل: إِنَّه يبْلى بِزَوْجَة كَثِيرَة الْمُخَاصمَة.
سُورَة آل عمرَان: بِشَارَة بِولد ذكر بار بِوَالِديهِ وَيكون كثيرا الْأَسْفَار مجادلا بِقوم على غير دينهم.
وَيكون تالي هَذِه السُّورَة مُخْتَارًا فِي النَّاس ويرزق التَّالِي ولدا على الْكبر.
سُورَة الْبَقَرَة: وَمن قَرَأَ سُورَة الْبَقَرَة فِي مَنَامه جمع الله لَهُ دينه وسارع إِلَى كل خير وعاش طَويلا.
بَاب فِي سور الْقُرْآن الْعَظِيم لتاليها
سُورَة الْفَاتِحَة: وَمن رأى أَنه يقرأ أم الْكتاب فتح الله لَهُ بِكُل خير وغلق دونه بَاب الشَّرّ.
والسلة فِي الرُّؤْيَا بِشَارَة وينسب إِلَى مَا فِي داخلها، فَمن رأى سلة فِيهَا عِنَب أَبيض فَهُوَ ر زق من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَقس على ذَلِك.
السّتْر يدل على هم لَا يَدُوم. والسّتْر يدل على النقاب لِأَنَّهُ يستر الْوَجْه، وَيدل على ستر الْخَائِف من الله عز اسْمه. وَمن ستر ممزقا فَرح ونال سُرُورًا. وَقيل: الستر الْأسود هم من قبل ملك. والستر على بَاب الْمَسْجِد هم من قبل الدّين. وقيل: الستر الْمَعْرُوف الَّذِي يرى فِي الْمَنَام هُوَ بِعَيْنِه لَا يضر وَلَا ينفع. والستر للخائف أَمن وَستر عَلَيْهِ وَذَلِكَ لاسمه.
السلسلة فِي الْمَنَام مَعْصِيّة لمن رَآهَا بِيَدِهِ أَو عُنُقه لقَوْل الله تَعَالَى (إِذْ الأغلال فِي أَعْنَاقهم والسلاسل يسْحَبُونَ فِي الْحَمِيم). وَقيل من رأى سلسلة فِي عُنُقه تزوج امراة سَيِّئَة الْخلق. وقيل: السلسلة تدل على امْرَأَة لِأَن اليونان يسمون الْمَرْأَة سلسلة وتدل على تعقد الْأُمُور لِكَثْرَة تعقدها، وَمن رأى كَأَنَّهُ ربط سلسلة نَالَ هم، وَمن رأى سلسلة كسْرَى وَكَانَ مَظْلُوما انتصر، وقد تدل سلسلة كسْرَى على عدل الْملك الَّتِي ترى السلسلة فِي بَلَده.
السب في المنام يدل على ظلم.
السحر قد يدل على فِرَاق الزَّوْجَة في سفر أو نحوه قَالَ الله عز وَجل (ويتعلمون مِنْهُمَا مَا يفرقون بِهِ بَين الْمَرْء وزوجه).
السعوط فِي الْمَنَام يدل على الغضب والسعوط للمراة يدل على وطئها.
الاسْتِغْفَار فِي الْمَنَام يدل على المَال، فَمن رأى كَأَنَّهُ يسْتَغْفر الله فَإِنَّهُ يدر عَلَيْهِ من سحائب نعمه لقَوْله تَعَالَى (اسْتَغْفرُوا ربكُم إِنَّه كَانَ غفارًا يُرْسل السَّمَاء عَلَيْكُم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين وَيجْعَل لكم جنَّات وَيجْعَل لكلم أَنهَارًا).
وَمن رأى من النِّسَاء كَأَن قَائِلا يَقُول لَهَا استغفري لذنبك فَإِنَّ ذلك يدل على ارتكاب خطيئة قال الله تَعَالَى (واستغفري لذنبك إِنَّك كنت من الخائطين).
الأسنان في المنام يعبرون بالْأَهْل وَالْعشيرَة من الأبعدين والأقربين. فالثنايا العاليات تعبر بالأخوة والسفليات بالأخوات، وَقيل: الثنايا تعبر بِالْأَبِ وَالأُم وَالْولد. والناب قيم الدَّار وَهُوَ رجل شُجَاع مَذْكُور، فَمن رأى نابه قلع فَارق من ذكرنَا من عشيرته، وَقد يكون نابه مَاله الَّذِي يتقوى بِهِ، وَقد يكون الناب نَائِبه فِي تَحْصِيل مَاله. والرباعيات الْأَعْمَام والعمات. والأضراس الأجداد، وَقيل: الأضراس تعبر بالأولاد الَّذين لم يبلغُوا الْحلم لِأَن الأضراس لَا يتجمل بهم فِي المحافل. والحنك الْأَيْمن يعبر بالذكور، وَالشمَال يعبر بالإناث. وَمن رأى أَسْنَانه سَقَطت وَتعذر عَلَيْهِ أكله فانه يقل ماله، وإن سَقَطت بكفه من غير ألم فَإِنَّها دَرَاهِم على عَددهَا. وَمن عالج شَيْئا بهَا حَتَّى قلعه فَإِنَّهُ يُخَاصم من ينْسب إِلَيْهِ السن فِي التَّفْسِير، وَقيل علاجها عز من مَال. وَقيل: من سَقَطت أَسْنَانه جميعها فإنه يعيش عمرا طويلا. وَمن رَأى أسنانه طَالَتْ طولا وَلم توَافق بَعْضهَا بَعْضًا فَإِنَّهُ يدل على خصومة تكون في القرابة، وَقَالَ ابْن سِيرِين: قلع الضرس فِي الْمَنَام يدل على قطع رحم، وَالدَّم من الضرس إِثْم من قطع الرَّحِم.
والأسنان فِي الْكَفّ والجيب زِيَادَة فِي الْأُخوة وَالْأَوْلَاد إِذا لم يجد لَهما المَاء، وَقلع الْأَسْنَان بِاللِّسَانِ هُوَ كَلَام يتَكَلَّم بِهِ يفْسد فيه أُمُور أهل الْبَيْت، وَمن رأى أَسْنَانه فضَّة ناله خسران فِي المَال، وَقيل قلع الأضراس يدل على ظُهُور الْأَشْيَاء الْخفية، وَمن رأى أَنه يكسر أَسْنَانه فَإِنَّهُ يُوفي دينه قَلِيلا قَلِيلا، وَالزِيَادَة فِيهَا زِيَادَة فِي الْأَهْل.
وَمن الرُّؤْيَا المعبرة: أن امْرَأَة رَأَتْ كَأَن شَيْئا من أسنانها قلع من غير ألم وَكَانَ لَهَا مسجون فَخرج بعد الرُّؤْيَا من السجْن بعد يَوْم وَاحِد.
وَعَن ابْن سِيرِين أَنه أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت أسناني سَقَطت فِي حلقي فأخرجتها سنا سنا وَوضعت كل سنّ فِي مَكَانَهُ فَقَالَ لَهُ ابْن سِيرِين: أَنْت رجل قد سَقَطت حِجَارَة الْبِئْر الَّتِي لَك وتريد ان تخرجها حجرا وتضع كل حجر فِي مَكَانَهُ.
وَعَن ابْن سِيرِين حِكَايَة: أَن أمير المؤمنين رأى كَأَن أَسْنَانه سَقَطت جَمِيعهَا فَقَصَّهَا على معبر فَقَالَ: يَمُوت أهلك كلهم فَغَضب لذَلِك وأنفد إِلَى معبر وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنْت أطول أهلك عمرا ففرح بذلك لِأَنَّهُ أحسن الْعبارَة وَذكر الْحَيَاة وَلم يذكر الْمَوْت وَالْمعْنَى وَاحِد.
والضرس يعبر بالطاحون فَمن كَانَ ذَا طاحون وَقلع ضرسا فَإِنَّهُ يبطل طاحونه وَإِن رأى ضرسه مكسورا فحجر طاحونه يكسر.
وأسنان الْملك جَيْشه فَقلب الْجَيْش الثنايا وَالْيَمِين من السن ميمنة واليسار ميسرَة.
وأسنان الْمدرس حَلقَة درسيه وفقهائه.
والنجار إِذا رأى سنّ منشاره قد كسر شَيْء مِنْهَا رُبمَا عَاد ذَلِك إِلَى سنه وَلَو عكست رَجَعَ ذَلِك إِلَى سنه.
وَرُبمَا كَانَ من الْمشْط سنه أَيْضا وَكَذَلِكَ إِن عكست.
السويق فِي الْمَنَام يدل على السّفر وعَلى الزّهْد والورع، قال الله تَعَالَى: (وتزودوا فَإِن خير الزَّاد التَّقْوَى).
السِّرّ فِي الْمَنَام نِكَاحا لقَوْله تَعَالَى (وَلَكِن لَا تواعدوهن سرا) أَي نِكَاحا.
وَمن رأى أَنه أودع امْرَأَته سرا فَإِن حملهَا لَا يثبت، وَإِن حملت السِّرّ فَإِن حملهَا ثَابت.
وَمن وعد امراة سرا فَإِنَّهُ يقْصد نِكَاحا لِأَن الْعَرَب تسمى النِّكَاح سرا، قال الشاعر:
صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا***إناث أطابت حملنا وفحول
أَرَادَ بالسر النِّكَاح، ويصف نِسَاءَهُمْ بالصيانة، وسمى النِّكَاح سرا لِأَنَّهُ لَا يكون إلاسرا فالعرب تسمي ذَلِك بِالْمَعْنَى كَمَا سمي الْمَطَر سَمَاء لمجيئه مِنْهَا.
وَمن رأى إنْسَانا وعده سرا وَلم يكن فِي الرُّؤْيَا دَلِيل على النِّكَاح فَإِنَّهُ هم يأتيه مِمَّن أودعهُ ذَلِك السِّرّ.
السِّوَاك فِي الْمَنَام يدل على اتِّبَاع السّنة لمن حمله أَو جعله فِي فَمه لقَوْل النَّبِي: عَلَيْكُم بِالسِّوَاكِ فَإِنَّهُ مطهرة للفم مرضاة للرب.
وَيكون صَاحب السِّوَاك محسنا لأقربائه لِأَن الْفَم بَيت القربات.
استراق السّمع فِي الرُّؤْيَا للوالي عزل، فَمن اسْترق السّمع من الْوُلَاة فَإِنَّهُ يعْزل لقَوْله تَعَالَى (إِلَّا من اسْترق السّمع فَأتبعهُ شهَاب مُبين).
وَقيل استراق السّمع نميمة يمشي بِهِ الَّذِي استرقه لقَوْله تَعَالَى (يسْتَرقونَ السّمع وَأَكْثَرهم كاذبون).
الساعدان فِي الْمَنَام صديقان وَأَخَوَانِ أَو ولد بَالغ أَو شريك مساعد.
وَمن رأى امراة حسرت عَن ساعديها فَإِنَّهَا الدُّنْيَا لقَوْل النَّبِي: عرضت عَليّ الدُّنْيَا لَيْلَة أسرِي بِي فِي صُورَة امْرَأَة حَاسِرَة الذراعين. وَمن رأى شخصا قصير الساعدين أَو الذراعين فَإِنَّ ذلك قد يؤول بالسرقة.
والطول فِي الساعدين تدل على الشجَاعَة والسخاء.
السُّرَّة فِي الْمَنَام مَحل السِّرّ والمكسب، وَقد تدل على عين مَاء انْقَطَعت وغار مؤاهاماؤها. وقد تدل على فَم صَائِم الدَّهْر ،فَإِن فتحت أفطر الصَّائِم أو ذاع السِّرّ، وَإِن جرت رَجَعَ مَاء الْعين.
والسرة قد تؤول بامْرَأَة الرجل، وقيل: السُّرَّة فِي الْمَنَام تعبر بالوالدين أو بالوطن، فَمن رأى بسرته وجعا وَكَانَ مُسَافِرًا رَجَعَ إِلَى بَلَده.
السُّور: سور الْمَدِينَة يؤول رجال أشداء فيهم خير ومقاتلين مرابطين، أَو سُلْطَان قوي، أَو رَئِيس حفيظ لمَاله، قال الله تعالى: (إِن الله يحب الَّذين يُقَاتلُون فِي سَبيله صفا كَأَنَّهُمْ بُنيان مرصوص).
السّلم سُلْطَان لمن رَآهُ لقَوْله تَعَالَى (أم لَهُم سلم يَسْتَمِعُون فِيهِ فليأت مستمعهم بسُلْطَان مُبين).
وَمن رأى سلما مبطوحا مرض مرضا يسيرا، فَإِن رَآهُ قَائِما مَنْصُوبًا شفى من مرضه.
وَالسّلم سَلامَة لمن كَانَ فِي خوف.
وَمن الرُّؤْيَا المعبرة:
أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي قَائِم على سلم فَقَالَ لَهُ: أَنْت رجل تستمع على النَّاس لقَوْله تَعَالَى (أم لَهُم سلم يَسْتَمِعُون فِيهِ).
وَالسّلم قد يدل على رجل رفيع.
السَّرَاوِيل فِي الْمَنَام امْرَأَة اعجمية، فَمن ملك سراويلاً جديداً تزوج امْرَأَة أعجمية بكراً. وَقيل: السَّرَاوِيل الْجدِيد يؤول بعفة للابسه. وَمن رأى وكأن فِي سراويله بلَلًا فَإِن امْرَأَته حُبْلَى. وَمن تغوط على السَّرَاوِيل غضب على امْرَأَته ويوفيها مهرهَا أو يُؤَدِّي إِلَيْهَا مَالا أَخذه مِنْها.
وَمن لبس سراويلا مقلوبا فَإِنَّهُ ياتي امْرَأَته فِي دبرهَا.
وَقيل: من لبس سراويلا سَافر إِلَى الْعَجم لِأَنَّهُ ملبوسهم.
وَقيل: السَّرَاوِيل فِي الْمَنَام صَلَاح شَأْن صَاحبه إِذا لبسه.
وقيل: السَّرَاوِيل فِي الْمَنَام سؤدد وَمَال، وقيل: لبس السوَاد لمن هُوَ مُعْتَاد للبسه سؤدد ولغير الْمُعْتَاد هم، وَكَانَ ابْن سِيرِين يَجْعَل كل سَواد مَال، وَمن الرُّؤْيَا المعبرة ن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: قد خطبت امرأة وَقد رَأَيْتهَا فِي الْمَنَام سَوْدَاء قَصِيرَة فَقَالَ ابْن سِيرِين: مر فَتَزَوجهَا فَإِن سوادها مَالهَا وقصرها قصر عمرها فَتَزَوجهَا الرجل وَمَاتَتْ فورث مِنْهَا مَالا عَظِيما. وقيل: الألوان يسْتَدلّ على كل لون مِنْهَا بِمَا يُوَافق كل شخص. وقيل: السواد إِذا كَانَ صقلا بِلَا بَيَاض فَهُوَ عز ورفعة من سُلْطَان.
السُّجُود فِي الرُّؤْيَا نصْرَة وَصَلَاح فِي الْأُمُور لِأَن الرُّكُوع وَالسُّجُود من الخضوع.
وَقد يكون السُّجُود فِي الْمَنَام نعْمَة أنعمها الله على من رأى ذَلِك,
وَمن رأى لبنة ذهب سجدت للبنة فضَّة فَإِنَّهُ رجل شرِيف يخضع لرجل وضيع، وَمن سجد للصليب فَإِنَّهُ يحضر مَع قوم منافقين فِي ضرب البربط والغناء وَالْمَعَازِف.
السَّمَوَات: وَأما سَمَاء الدُّنْيَا فَإِنَّهُ تدل على قصر السُّلْطَان وخيمته وَجَسَده وَذَلِكَ لعجز النَّاس عَن الْخُرُوج من تَحْتَهُ، فَمن رأى أَنه صعد إِلَى السَّمَاء بسلم نَالَ عزا من الْملك، وَمن رأى نَفسه صَار سَمَاء وَكَانَ من أَبنَاء الْخُلَفَاء أَو الْأُمَرَاء أَو الْوُلَاة أَو الْقُضَاة نَالَ ولَايَة تلِيق بِهِ، وَإِن كَانَ خَائفًا أَمن خَوفه. وَمن وَقع عَلَيْهِ السَّمَاء خرب سقف بَيته.
وَمن رأى كَأَنَّهُ صعد السَّمَاء لينْظر إِلَى الأَرْض فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة ورفعة ويتاسف على مَا فَاتَهُ، وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي سَمَاء الدُّنْيَا يَأْمر وَينْهى وَكَانَ أَهلا للوزارة نالها وَدخل فِي عمل وَزِير لِأَن سَمَاء الدُّنْيَا للقمر وَالْقَمَر وَزِير فِي التَّأْوِيل. وَمن دخل السَّمَاء مُقَومًا ناله مشقة لقَوْله تَعَالَى (سَأُرْهِقُهُ صعُودًا) وَإِن دخل إِلَى السَّمَاء وَغَابَ فِيهَا فَإِنَّهُ غير محمود وَإِن نزل مِنْهَا فَإِنَّهُ ينجو من هم.
وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي السَّمَاء الثَّانِيَة نَالَ علما وأدبا وَكِتَابَة وفطنة لِأَن سيرة السَّمَاء الثَّانِيَة لعطارد، وَمن رأى وكأَنه فِي السَّمَاء الثَّالِثَة فَإِنَّهُ ينَال وحللا وحليا ونعمة لِأَن سيرة السَّمَاء الثَّالِثَة للزهرة، وَمن رأى وكأَنه فِي السَّمَاء الرَّابِعَة نَالَ ملكا وسلطانا وهيبة لِأَن سيرة السَّمَاء الرَّابِعَة للشمس، وَمن رأى وكأَنه فِي السَّمَاء الْخَامِسَة فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة فِي الشرطة والقتال والتلصص لِأَن سيرة السَّمَاء الْخَامِسَة للمريخ، وَمن رأى وكأَنه فِي السَّمَاء السَّادِسَة فإنه ينَالَ فقها وفضلا وَيكون حازما فِي الْأُمُور خَازِن ملك لِأَن سيرة السَّمَاء السَّادِسَة للْمُشْتَرِي. وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي السَّمَاء السَّابِعَة فَإِنَّهُ ينَال عقارا وأراضين ووكلاء فلاحين لِأَن سيرة السَّمَاء السَّابِعَة لزحل. فَإِن لم يكن صَاحب الرُّؤْيَا أَهلا لهَذِهِ الْمنزلَة فَإِن تَأْوِيلهَا لرئيسه أَو سميه أَو نَظِيره أَو لعقبه من بعده. فَإِن رأى أَنه فَوق السَّمَاء السَّابِعَة فَإِنَّهُ ينَال رفْعَة عَظِيمَة.
وَمن رأى السَّمَاء وكأنها اخضرت فَهُوَ خصب فِي ذَلِك الْعَام على العامة وَإِن رَآهَا اصْفَرَّتْ فَذَلِك مرض فِي السّنة على العامة، وَإِن رأى السَّمَاء من حَدِيد قل الْقطر فِي ذَلِك الْعَام. وَمن خر من السَّمَاء فَإِنَّهُ غير محمود إذ قد يدل على ضرر من رجل ظلوم.
وَإِن رأى أَن السَّمَاء انشقت فوق أرض وَخرج مِنْهَا شيخ فإن تِلْكَ الأَرْض يحل بهَا الخصب وَالْعدْل، وَإِن خرج من السَّمَاء شَاب فَإِنَّهُ عَدو يظْهر في تلك الأرض، وَإِن خرج من السَّمَاء إبل فَإِن الأمطار تكْثر فِي ذَلِك الْعَام، وَإِن يرى أَن سبعا نزل من السَّمَاء فَإِن سُلْطَانا جائرا يحل بِتِلْكَ الأَرْض.
وَمن رأى وكأَنه جعل السَّمَوَات فِي كمه أَو سَمَاء وَاحِدَة فرُبمَا حلف بِهِ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ إِذا بلعه فَإِنَّهُ قد حلف كَاذِبًا.
وَمن مَشى فَوق السَّمَاء فَإِنَّهُ يمشي فِي أثر الْمَطَر.
وَمن رأى أَنه فِي السَّمَاء من غير صعُود نَالَ رفْعَة وَعزا.
وَمن رأى السَّمَاء قريب من الأَرْض فَإِنَّهُ مطر وغياث من الله، قَالَ الشَّاعِر:
إِذا نزل السَّمَاء بِأَرْض قوم***رعيناه وَإِن كَانُوا غضابا
من رأى السَّمَاء قربت من الأَرْض فَإِن ذَلِك يدل على إِجَابَة دَعْوَة أَو عمل صَالح، وَقَالَ الله تَعَالَى فِي حق الْكفَّار (لَا تفتح لَهُم أَبْوَاب السَّمَاء)، فَمن رأى أَبْوَاب السَّمَاء مفتحة فَإِنَّهُ مُؤمن وتجاب دَعوته، وَمن رأى أَبْوَاب السَّمَاء تفتح فَإِن ذَلِك مطر إِذا كَانَ فِي زمن الْمَطَر لقَوْله تَعَالَى (ففتحنا السَّمَاء بِمَاء منهمر).
وَقيل إِن السَّمَاء إِذا انفتحت أَبْوَابهَا فَإِنَّهُ إِجَابَة دَعْوَة، وَمن رأى أَبْوَاب السَّمَاء مغلقة الْأَبْوَاب وقف الْغَيْث على النَّاس،
وَمن رأى أَنه ينظر إِلَى السَّمَاء شرقا وغربا فَإِنَّهُ يُسَافر وَإِن كَانَ أَهلا للْملك ناله.
والسماء قد تؤول بالمصحف، وَمن رأى وكأنه سرق السَّمَاء فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يسرق مُصحفا.
ومن الرُّؤْى المعبرة حِكَايَة: أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أخذت السَّمَوَات وَالْأَرْض وجعلتهما فِي كمي فَقَالَ ابْن سِيرِين: أَنْت قد جعلت مُصحفا فِي كمك، فَقيل: من أَيْن أخذت ذَلِك؟ فَقَالَ: من قَوْله تَعَالَى (مَا فرطنا فِي الْكتاب من شَيْء).
وآتاه آخر فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي قد تعممت بالسماء واتشحت بِالْأَرْضِ وابتلعت الْجبَال فَقَالَ ابْن سِيرِين: أَنْت رجل تحمل آمانات النَّاس فَقَالَ: صدقت، فقالوا من ايْنَ اخذت ذَلِك؟ فَقَالَ: من قَوْله تَعَالَى (إِنَّا عرضنَا الْأَمَانَة على السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال فأبين أَن يحملنها وأشفقن مِنْهَا وَحملهَا الْإِنْسَان إِنَّه كَانَ ظلوما جهولا).
وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْخُذ السَّمَاء بِأَسْنَانِهِ فَإِنَّهُ يَقع نُقْصَان فِي مَاله أَو يَتَطَاوَل إِلَى شَيْء فيعجز عَنهُ ويغضب من حماقة ذلك وييأس.
وَإِذا سَقَطت السَّمَاء على الأَرْض في بلدة وكان مع ذلك ظلمة وخوف فَذَلِك فتنة أَو موت رجل عَظِيم، وَإِن سَقَطت بِلَا ظلمَة وَلَا خوف فَذَلِك غيث كثير ينزل من السَّمَاء.
وَقيل: من رأى السَّمَوَات تبنى فِي دَاره فَإِنَّهُ يشْهد شهادة فيها زور لقَوْله تَعَالَى (مَا أشهدتم خلق السَّمَوَات والأرض وَلَا خلق أنفسهم).
من الرُّؤْى المعبرة حكاية:
أَتَى إِلَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي أبْني سَمَاء دون سَمَاء الدُّنْيَا: فَقَالَ شَهَادَة زور. وَلَو بنى السَّمَاء ذُو ورع وَدين فَإِنَّهُ يرفع علما أَو يَبْنِي سقفا لقَوْله تَعَالَى (وَجَعَلنَا السَّمَاء سقفا مَحْفُوظًا).
وَمن رأى وكأَنه يَدُور فِي السَّمَاء وَينزل مِنْهَا فَإِنَّهُ ينَال علم النُّجُوم أَو يدْخل فِي غامض الْعُلُوم وينتشر ذكر.
وَمن رأى أَنه اسْتندَ إِلَى السَّمَاء نَالَ رئاسة وقهر من خَالفه.
وَمن رأى السَّمَاء تبْكي فَإِن ذَلِك دَال على الْمَطَر، قَالَ الشَّاعِر:
كل يَوْم بأقحوان جَدِيد**يضحك الروض من بكاء السماء.
السُّوق فِي الرُّؤْيَا يؤول بالدُّنْيَا، فَمن رَآهُ وَاسِعًا نَالَ دنيا وَاسِعَة، وكل سوق يدل على مَا يَلِيق بِهِ، فسوق النحاسين مخاصمة لم مَشى فِيهِ بِصَوْت النّحاس وطنينه، وسوق الأسكفة دَلِيل حُضُور بَين يَدي من يقسم الْمِيرَاث لِأَن الْجُلُود مِيرَاث، وسوق الطباخين نصب وَشعب لما فِيهِ من الدُّخان وَالنَّار، وسوق الرياحين قوم فِي الْعِزّ أَو ذكر الْمَوْتَى، وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي سوق ساكنه من الْعلية فَهُوَ دَلِيل على البطالة لمن كَانَ سوقيا، وَلَا يحمد السُّوق للقضاة والوزراء والأمراء إذ قد يدل لهم على شعب وهم واضطراب لما فِيهِ من ارْتِفَاع الْأَصْوَات وَالْكَلَام الْبَاطِل والأيمان الْفَاجِرَة.
والسوق قد يدل على الْمَسْجِد لِأَنَّهُ مَحل الْكسْب وَالتِّجَارَة كَمَا أَن الْمَسْجِد مَحل التِّجَارَة قَالَ الله تَعَالَى: (هَل أدلكم على تِجَارَة تنجيكم من عَذَاب اليم).
السكر مَال حَلَال، وَقَالَ ابْن سِيرِين: لا بَأْس فِي بيع السكر.
والسكرة الْوَاحِدَة قبْلَة من حبيب أَو ولد.
وقصب السكر كَلَام يسْتَحل ترداده.
السكرِي -بائع السكر- يؤول برجل لطيف، وَإِن بَاعَ السكر وَأخذ ثمنا فَإِنَّهُ يسمع النَّاس كلَاما لطيفا يحبونه.
السَّحَاب يؤول بملك رَحِيم أَو عَالم أَو حَكِيم، فَمن رأى أَنه خالط السَّحَاب فَإِنَّهُ يخالط ملكا كَرِيمًا أَو عَالما أَو حكيما.
وَقيل السَّحَاب زَوْجَة الْملك فَإِذا نزل مِنْهُ الْغَيْث فَذَلِك بر وَعَطَاء.
وَرُبمَا دلّ السَّحَاب على الْإِبِل لِأَنَّهَا تحمل الأثقال إِلَى الْبِلَاد كَمَا يحمل السَّحَاب المَاء إِلَى الْأَمَاكِن المخصبة.
وَمن رأى أَنه أكل السَّحَاب فَإِنَّهُ ينْتَفع بِرَجُل عَالم.
وَمن ملك شَيْئا من السَّحَاب نَالَ حِكْمَة وَذَلِكَ لما فِيهِ من الْحِكْمَة وَحمله المَاء وسيره جلّ خالقه. وَمن خالط السَّحَاب وَلم يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا وَلَا أكل مِنْهُ فَإِنَّهُ يخالط الْعلمَاء وَلَا يحفظ مِنْهُم شَيْئا، وَمن رأى أَهلا لذَلِك كَانَ ذَلِك عَائِدًا إِلَى اسْمه أَو نَظِيره.
والسحاب الْأسود سؤدد حِكْمَة مَعَ سؤدد لمن ملكه، وَقيل: السَّحَاب الْأسود يدل على الْبرد.
والسحاب يدل على حمل النِّسَاء لِأَنَّهُ يحمل المَاء. وَيدل على الْعَالم لِأَن مِنْهُ حياة.
والسحاب يدل على الْإِسْلَام فَإِن رأى كَافِرًا كَأَن السَّحَاب نزل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يسلم.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق عَلَيْهِ السَّلَام: من رأى قَمِيصه من السَّحَاب فقد شملته من الله نعْمَة.
وَمن رأى أَنه بنى دَارا على السَّحَاب نَالَ دنيا سريعة حَلَالا مَعَ حكمه ورفعة. فَإِن بنى قصرا على السَّحَاب فَإِنَّهُ يتَجَنَّب الذُّنُوب بالحكمة وَيَبْنِي لَهُ قُصُور فِي الْجنَّة لما عمل من الْحَسَنَات بالحكمة.
وَمن رأى السَّحَاب بِيَدِهِ وَالْمَاء ينزل مِنْهُ فَإِنَّهُ ينَال حِكْمَة وتجري على لِسَانه وَيَده حِكْمَة.
وَمن صَار سحابا يمطر على النَّاس فَإِنَّهُ ينَال مَالا ويستفيد النَّاس مِنْهُ.
وَمن أمطر عَلَيْهِ من السَّحَاب ذهب فَإِنَّهُ يتَعَلَّم أدبا من رجل ذِي حِكْمَة.
والسحاب الَّذِي لَا مطر فِيهِ هُوَ عَالم لَا ينْتَفع بِعِلْمِهِ.
وَمن سمع مناديا من الْغَمَام فَإِنَّهُ يحجّ.
وقيل: السحاب الْأسود قد يدل على البطالة، والأحمر قد يدل على فتْنَة، والأبيض قد يدل على الأشغال والأعمال، والسحاب الَّذِي مَعَه الضبابة قد يدل على فتْنَة.
وَمن رأى سَحَابَة طلعت من الأَرْض إِلَى السَّمَاء فَإِنَّهُ يُسَافر.
السوار الذهب فِي الْمَنَام للرجال هم لمن لبسه من الرِّجَال وهو زينة للنساء في التأويل لِأَنَّهُ من حليهن.
وَقيل: من رأى أَنه ملك سوارا تزوج وَإِن لبسته الْمَرْأَة الْبكر أَو الأرملة فَإِنَّهَا تتَزَوَّج وَكَذَلِكَ إِذا لبست سَائِر الْحلِيّ فَإِنَّهُ دَلِيل الزواج.
وَإِذا كَانَت الأسورة على الْأَمْوَات فَإِنَّ ذلك يؤول بحسن حالهم لقَوْل الله تَعَالَى (يحلونَ فِيهَا من أساور من ذهب).
وَقيل إِن أساور الذَّهَب مِيرَاث لمن لبسه فِي الْمَنَام.
وَمن الرُّؤْى المعبرة حِكَايَة:
عَن النَّبِي أَنه قَالَ: رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم كَأَن فِي يَدي سِوَارَيْنِ من ذهب فنفخت فيهمَا فسقطا فَقيل يَا رَسُول الله مَا أولتهما؟ فَقَالَ: أما الْوَاحِد فَهُوَ مُسَيْلمَة الْكذَّاب وَالْآخر فَهُوَ الْعَنسِي صَاحب صنعاء.
والسوار للْعَزب زَوْجَة ويعبر بِولد.
وَقيل: إِن سوار الْفضة دين لمن لبسه فِي الْمَنَام لِأَنَّهُ من حلي أهل الْجنَّة. قَالَ الله تَعَالَى (وحلوا اساور من فضَّة).
والسوار للسُّلْطَان زِيَادَة فِي ملكه.
السرج فِي الْمَنَام: امْرَأَة إِذا لم يكن بِظهْر الدَّابَّة، وَمَتى كَانَ بِظهْر الدَّابَّة فَهُوَ آلَة الدَّابَّة، وَمن رأى سَرْجه قد ركب فِيهِ كلب أَو خِنْزِير أَو حمَار فَإِنه يؤول برجل فاسق يخونه.
السعال يدل على الشكوى، فَمن رأى كَأَنَّهُ يسعل فَإِنَّهُ يشكو إنْسَانا مُتَّصِلا بسُلْطَان على قدر السعال. وَإِذا رَأَيْت ملكا يمشي فَوق الدّور ويسعل فَذَلِك وباء يحل بِذَاكَ الْمَكَان. وَمن رأى كَأَنَّهُ يتثاوب فقد هم بالشكاية. وَقيل إِن التثاوب مرض يسير.
السم فِي الرُّؤْيَا مَال، فَمن شرب السم وورم وقيح مَكَانَهُ فَإِنَّهُ ينَال مَالا بِقدر مَا حصل من الورم والقيح فَإِن لم يقيح فَهُوَ هم لمن شربه وَلم يورم مَكَانَهُ. وقيل: السمومات القتالة غير محمودة في التأويل.
وَمن رأى من السجناء كَأَنَّهُ شرب السم فَإِنَّهُ يعْتق.