معنى كلمة كون – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي
معنى كلمة كون – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي
كون: الْكَوْنُ: الْحَدَثُ، وَقَدْ ڪَانَ ڪَوْنًا وَكَيْنُونَةً; عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَكُرَاعٍ، وَالْكَيْنُونَةُ فِي مَصْدَرِ ڪَانَ يَكُونُ أَحْسَنُ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ فِي ذَوَاتِ الْيَاءِ مِمَّا يُشْبِهُ زِغْتُ وَسِرْتُ: طِرْتُ طَيْرُورَةً وَحِدْتُ حَيْدُودَةً فِيمَا لَا يُحْصَى مِنْ هَذَا الضَّرْبِ، فَأَمَّا ذَوَاتُ الْوَاوِ مِثْلَ قُلْتُ وَرُضْتُ، فَإِنَّهُمْ لَا يَقُولُونَ ذَلِكَ، وَقَدْ أَتَى عَنْهُمْ فِي أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ: مِنْهَا الْكَيْنُونَةُ مِنْ ڪُنْتُ، وَالدَّيْمُومَةُ مِنْ دُمْتُ، وَالْهَيْعُوعَةُ مِنَ الْهُوَاعِ، وَالسَّيْدُودَةُ مِنْ سُدْتُ، وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ڪَوْنُونَةً، وَلَكِنَّهَا لَمَّا قَلَّتْ فِي مَصَادِرِ الْوَاوِ وَكَثُرَتْ فِي مَصَادِرِ الْيَاءِ أَلْحَقُوهَا بِالَّذِي هُوَ أَكْثَرُ مَجِيئًا مِنْهَا، إِذَا ڪَانَتِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ مَتَقَارِبَتَيِ الْمَخْرَجِ. قَالَ: وَكَانَ الْخَلِيلُ يَقُولُ ڪَيْنُونَةٌ فَيْعُولَةٌ هِيَ فِي الْأَصْلِ ڪَيْوَنُونَةٌ، الْتَقَتْ مِنْهَا يَاءٌ وَوَاوٌ وَالْأُولَى مِنْهُمَا سَاكِنَةٌ فَصَيَّرَتَا يَاءً مُشَدَّدَةً مِثْلَ مَا قَالُوا الْهَيِّنُ مَنْ هُنْتُ، ثُمَّ خَفَّفُوهَا فَقَالُوا ڪَيْنُونَةٌ ڪَمَا قَالُوا هَيْنٌ لَيْنٌ، قَاْلَ الْفَرَّاءُ: وَقَدْ ذَهَبَ مَذْهَبًا إِلَّا أَنَّ الْقَوْلَ عِنْدِي هُوَ الْأَوَّلُ; وَقَوْلُ الْحَسَنِ بْنِ عُرْفُطَةَ، جَاهِلِيٌّ:
لَمْ يَكُ الْحَقُّ سِوَى أَنْ هَاجَهُ رَسْمُ دَارٍ قَدْ تَعَفَّى بِالسَّرَرْ
إِنَّمَا أَرَادَ: لَمْ يَكُنِ الْحَقُّ، فَحَذَفَ النُّونَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَكَانَ حُكْمُهُ إِذَا وَقَعَتِ النُّونُ مَوْقِعًا تُحَرَّكُ فِيهِ فَتَقْوَى بِالْحَرَكَةِ أَنْ لَا يَحْذِفَهَا لِأَنَّهَا بِحَرَكَتِهَا قَدْ فَارَقَتْ شِبْهَ حُرُوفِ اللِّينِ، إِذْ ڪُنَّ لَا يَكُنَّ إِلَّا سَوَاكِنَ، وَحَذْفُ النُّونِ مِنْ يَكُنْ أَقْبَحُ مِنْ حَذْفِ التَّنْوِينِ وَنُونِ التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ، لِأَنَّ نُونَ يَكُنْ أَصْلٌ وَهِيَ لَامُ الْفِعْلِ، وَالتَّنْوِينُ وَالنُّونُ زَائِدَانِ، فَالْحَذْفُ مِنْهُمَا أَسْهَلُ مِنْهُ فِي لَامِ الْفِعْلِ، وَحَذْفُ النُّونِ أَيْضًا مِنْ يَكُنْ أَقْبَحُ مِنْ حَذْفِ النُّونِ مِنْ قَوْلِهِ: غَيْرَ الَّذِي قَدْ يُقَالُ مِلْكَذِبِ، لِأَنَّ أَصْلَهُ يَكُونُ قَدْ حُذِفَتْ مِنْهُ الْوَاوُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، فَإِذَا حَذَفْتَ مِنْهُ النُّونَ أَيْضًا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ أَجْحَفْتَ بِهِ لِتَوَالِيَ الْحَذْفَيْنِ، لَا سِيَّمَا مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ، قَالَ: وَلَكَ أَيْضًا أَنْ تَقُولَ إِنَّ (مِنْ) حَرْفٌ، وَالْحَذْفُ فِي الْحَرْفِ ضَعِيفٌ إِلَّا مَعَ التَّضْعِيفِ، نَحْوَ إِنَّ وَرَبَّ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي، قَالَ: وَأَرَى أَنَا شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ جَاءَ بِالْحَقِّ بَعْدَمَا حَذَفَ النُّونَ مِنْ يَكُنْ، فَصَارَ يَكُ مِثْلَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَمْ يَكُ شَيْئًا فَلَمَّا قَدَّرَهُ يَكُ، جَاءَ بِالْحَقِّ بَعْدَمَا جَازَ الْحَذْفُ فِي النُّونِ، وَهِيَ سَاكِنَةٌ تَخْفِيفًا، فَبَقِيَ مَحْذُوفًا بِحَالِهِ فَقَالَ: لَمْ يَكُ الْحَقُّ، وَلَوْ قَدَّرَهُ يَكُنْ فَبَقِيَ مْحَذُوفًا، ثُمَّ جَاءَ بِالْحَقِّ لَوَجَبَ أَنْ يَكْسِرَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فَيَقْوَى بِالْحَرَكَةِ، فَلَا يَجِدُ سَبِيلًا إِلَى حَذْفِهَا إِلَّا مُسْتَكْرَهًا، فَكَانَ يَجِبُ أَنْ يَقُولَ لَمْ يَكُنِ الْحَقُّ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْخَنْجَرِ بْنِ صَخْرٍ الْأَسَدِيِّ:
فَإِنْ لَا تَكُ الْمِرْآةُ أَبْدَتْ وَسَامَةً فَقَدْ أَبْدَتِ الْمِرْآةُ جَبْهَةَ ضَيْغَمِ
يُرِيدُ: فَإِنْ لَا تَكُنِ الْمِرْآةُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَمْ يَكْ أَصْلُهُ يَكُونُ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهَا لَمْ جَزَمَتْهَا فَالْتَقَى سَاكِنَانِ فَحُذِفَتِ الْوَاوُ فَبَقِيَ لَمْ يَكُنْ، فَلَمَّا ڪَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ حَذَفُوا النُّونَ تَخْفِيفًا، فَإِذَا تَحَرَّكَتْ أَثْبَتُوهَا، قَالُوا لَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ، وَأَجَازَ يُونُسُ حَذْفَهَا مَعَ الْحَرَكَةِ وَأَنْشَدَ:
إِذَا لَمْ تَكُ الْحَاجَاتُ مِنْ هِمَّةِ الْفَتَى فَلَيْسَ بِمُغْنٍ عَنْكَ عَقْدُ الرَّتَائِمِ
وَمِثْلُهُ مَا حَكَاهُ قُطْرُبٌ: أَنَّ يُونُسَ أَجَازَ لَمْ يَكُ الرَّجُلُ مُنْطَلِقًا; وَأَنْشَدَ بَيْتَ الْحَسَنِ بْنِ عُرْفُطَةَ:
لَمْ يَكُ الْحَقُّ سِوَى أَنْ هَاجَهُ الْكَائِنَةُ
: الْحَادِثَةُ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أَنَا أَعْرِفُكَ مُذْ ڪُنْتَ أَيْ مُذْ خُلِقْتَ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: التَّكَوُّنُ التَّحَرُّكُ، تَقُولُ الْعَرَبُ لِمَنْ تَشْنَؤُهُ: لَا ڪَانَ وَلَا تَكَوَّنَ; لَا ڪَانَ: لَا خُلِقَ، وَلَا تَكَوَّنَ: لَا تَحَرَّكَ أَيْ مَاتَ. وَالْكَائِنَةُ: الْأَمْرُ الْحَادِثُ. وَكَوَّنَهُ فَتَكَوَّنَ: أَحْدَثَهُ فَحَدَثَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَكَوَّنُنِي، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا يَتَكَوَّنُ عَلَى صُورَتِي. وَكَوَّنَ الشَّيْءَ: أَحْدَثَهُ. وَاللَّهُ مُكَوِّنُ الْأَشْيَاءِ يُخْرِجُهَا مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ. وَبَاتَ فُلَانٌ بِكِينَةِ سَوْءٍ وَبِجِيبَةِ سَوْءٍ أَيْ بِحَالَةِ سَوْءٍ. وَالْمَكَانُ: الْمَوْضِعُ، وَالْجَمْعُ أَمْكِنَةٌ وَأَمَاكِنُ، تَوَهَّمُوا الْمِيمَ أَصْلًا حَتَّى قَالُوا تَمَكَّنَ فِي الْمَكَانِ، وَهَذَا ڪَمَا قَالُوا فِي تَكْسِيرِ الْمَسِيلِ أَمْسِلَةً، وَقِيلَ: الْمِيمُ فِي الْمَكَانِ أَصْلٌ ڪَأَنَّهُ مِنَ التَّمَكُّنِ دُونَ الْكَوْنِ، وَهَذَا يُقَوِّيهُ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ تَكْسِيرِهِ عَلَى أَفْعِلَةٍ; وَقَدْ حَكَى سِيبَوَيْهِ فِي جَمْعِهِ أَمْكُنٌ، وَهَذَا زَائِدٌ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ وَزْنَ الْكَلِمَةِ فَعَالٌ دُونَ مَفْعَلٍ، فَإِنْ قُلْتَ فَإِنَّ فَعَالًا لَا يُكْسَرُ عَلَى أَفْعُلِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مُؤَنَّثًا ڪَأَتَانٍ وَآتُنٍ. اللَّيْثُ: الْمَكَانُ اشْتِقَاقُهُ مَنْ ڪَانَ يَكُونُ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا ڪَثُرَ فِي الْكَلَامِ صَارَتِ الْمِيمُ ڪَأَنَّهَا أَصْلِيَّةٌ، وَالْمَكَانُ مُذَكَّرٌ، قِيلَ: تَوَهَّمُوا فِيهِ طَرْحَ الزَّائِدِ ڪَأَنَّهُمْ ڪَسَّرُوا مَكَنًا وَأَمْكُنٌ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، مِمَّا ڪُسِّرَ عَلَى غَيْرِ مَا يُكَسَّرُ عَلَيْهِ مِثْلُهُ، وَمَضَيْتُ مَكَانَتِي وَمَكِينَتِي أَيْ عَلَى طِيَّتِي. وَالِاسْتِكَانَةُ: الْخُضُوعُ. الْجَوْهَرِيُّ: وَالْمَكَانَةُ الْمَنْزِلَةُ. وَفُلَانٌ مَكِينٌ عِنْدَ فُلَانٍ بَيِّنُ الْمَكَانَةِ. وَالْمَكَانَةُ الْمَوْضِعُ. قَاْلَ تَعَالَى: وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ قَالَ: وَلَمَّا ڪَثُرَ لُزُومُ الْمِيمِ تُوُهِّمَتْ أَصْلِيَّةً فَقِيلَ تَمَكَّنَ ڪَمَا قَالُوا مِنَ الْمِسْكِينِ تَمَسْكَنَ، ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ ذَلِكَ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَكِينٌ فَعِيلٌ وَمَكَانٌ فَعَالٌ وَمَكَانَةٌ فَعَالَةٌ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا مِنَ الْكَوْنِ فَهَذَا سَهْوٌ، وَأَمْكِنَةٌ أَفْعِلَةٌ، وَأَمَا تَمَسْكَنَ فَهُوَ تَمَفْعَلَ ڪَتَمَدْرَعَ مُشْتَقًّا مِنَ الْمِدْرَعَةِ بِزِيَادَتِهِ، فَعَلَى قِيَاسِهِ يَجِبُ فِي تَمَكَّنَ تَمَكْوَنَ لِأَنَّهُ تَمَفْعَلَ عَلَى اشْتِقَاقِهِ لَا تَمَكَّنَ، وَتَمَكَّنَ وَزْنُهُ تَفَعَّلَ، وَهَذَا ڪُلُّهُ سَهْوٌ وَمَوْضِعُهُ فَصْلُ الْمِيمِ مِنْ بَابِ النُّونِ، وَسَنَذْكُرُهُ هُنَاكَ. وَكَانَ وَيَكُونُ: مِنَ الْأَفْعَالِ الَّتِي تَرْفَعُ الْأَسْمَاءَ وَتَنْصِبُ الْأَخْبَارَ، ڪَقَوْلِكَ ڪَانَ زَيْدٌ قَائِمًا وَيَكُونُ عَمْرٌو ذَاهِبًا، وَالْمَصْدَرُ ڪَوْنًا وَكَيَانًا. قَاْلَ الْأَخْفَشُ فِي ڪِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِالْقَوَافِي: وَيَقُولُونَ أَزَيْدًا ڪُنْتَ لَهُ; قَاْلَ ابْنُ جِنِّي: ظَاهِرُهُ أَنَّهُ مَحْكِيٌّ عَنِ الْعَرَبِ لِأَنَّ الْأَخْفَشَ إِنَّمَا يَحْتَجُّ بِمَسْمُوعِ الْعَرَبِ لَا بِمَقِيسِ النَّحْوِيِّينَ، وَإِذَا ڪَانَ قَدْ سَمِعَ عَنْهُمْ أَزَيْدًا ڪُنْتَ لَهُ، فَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى جَوَازِ تَقْدِيمِ خَبَرِ ڪَانَ عَلَيْهَا، قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّهُ لَا يُفَسِّرُ الْفِعْلَ النَّاصِبَ الْمُضْمَرَ إِلَّا بِمَا لَوْ حُذِفَ مَفْعُولُهُ لَتَسَلَّطَ عَلَى الِاسْمِ الْأَوَّلِ فَنَصَبَهُ، أَلَا تَرَاكَ تَقُولُ أَزَيْدًا ضَرَبْتَهُ، وَلَوْ شِئْتَ لَحَذَفْتَ الْمَفْعُولَ فَتَسَلَّطَتْ ضَرَبْتَ هَذِهِ الظَّاهِرَةُ عَلَى زَيْدٍ نَفْسِهِ فَقُلْتَ أَزَيْدًا ضَرَبْتَ، فَعَلَى هَذَا قَوْلُهُمْ أَزَيْدًا ڪُنْتَ لَهُ يَجُوزُ فِي قِيَاسِهِ أَنْ تَقُولَ أَزَيْدًا ڪُنْتَ، وَمَثَّلَ سِيبَوَيْهِ ڪَانَ بِالْفِعْلِ الْمُتَعَدِّي فَقَالَ: وَتَقُولُ ڪُنَّاهُمْ ڪَمَا تَقُولُ ضَرَبْنَاهُمْ، وَقَالَ إِذَا لَمْ تَكُنْهُمْ فَمَنْ ذَا يَكُونُهُمْ ڪَمَا تَقُولُ إِذَا لَمْ تَضْرِبْهُمْ فَمَنْ ذَا يَضْرِبُهُمْ، قَالَ: وَتَقُولُ هُوَ ڪَائِنٌ وَمَكُونٌ ڪَمَا تَقُولُ ضَارِبٌ وَمَضْرُوبٌ. غَيْرُهُ: وَكَانَ تَدُلُّ عَلَى خَبَرٍ مَاضٍ فِي وَسَطِ الْكَلَامِ وَآخِرِهِ، وَلَا تَكُونُ صِلَةً فِي أَوَّلِهِ لِأَنَّ الصِّلَةَ تَابِعَةٌ لَا مَتْبُوعَةٌ; وَكَانَ فِي مَعْنَى جَاءَ ڪَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
إِذَا ڪَانَ الشِّتَاءُ فَأَدْفِئُونِي فَإِنَّ الشَّيْخَ يُهْرِمُهُ الشِّتَاءُ
قَالَ: وَكَانَ تَأْتِي بِاسْمٍ وَخَبَرٍ، وَتَأْتِي بِاسْمٍ وَاحِدٍ وَهُوَ خَبَرُهَا ڪَقَوْلِكَ ڪَانَ الْأَمْرُ وَكَانَتِ الْقِصَّةُ، أَيْ وَقَعَ الْأَمْرُ وَوَقَعَتِ الْقِصَّةُ وَهَذِهِ تُسَمَّى التَّامَّةَ الْمُكْتَفِيَةَ; وَكَانَ تَكُونُ جَزَاءً، قَاْلَ أَبُو الْعَبَّاسِ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ڪَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ ڪَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ڪَانَ هَاهُنَا صِلَةٌ، وَمَعْنَاهُ ڪَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ هُوَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا، قَالَ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ ڪَانَ هَاهُنَا شَرْطٌ وَفِي الْكَلَامِ تَعَجُّبٌ، وَمَعْنَاهُ مَنْ يَكُنْ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا فَكَيْفَ يُكَلَّمُ، وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا وَمَا أَشْبَهَهُ فَإِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ الزَّجَّاجَ قَالَ: قَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي ڪَانَ فَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: ڪَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا لِعِبَادِهِ وَعَنْ عِبَادِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ، وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ الْبَصْرِيُّونَ: ڪَأَنَّ الْقَوْمَ شَاهَدُوا مِنَ اللَّهِ رَحْمَةً فَأُعْلِمُوا أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِحَادِثٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَزَلْ ڪَذَلِكَ، وَقَالَ قَوْمٌ مِنَ النَّحْوِيِّينَ: ڪَانَ وَفَعَلَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِمَنْزِلَةِ مَا فِي الْحَالِ، فَالْمَعْنَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَاللَّهُ عَفُوٌّ غَفُورٌ، قَاْلَ أَبُو إِسْحَاقَ: الَّذِي قَالَهُ الْحَسَنُ وَغَيْرُهُ أَدْخَلُ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَأَشْبَهُ بِكَلَامِ الْعَرَبِ، وَأَمَّا الْقَوْلُ الثَّالِثُ فَمَعْنَاهُ يَؤُولُ إِلَى مَا قَالَهُ الْحَسَنُ وَسِيبَوَيْهِ، إِلَّا أَنَّ ڪَوْنَ الْمَاضِي بِمَعْنَى الْحَالِ يَقِلُّ، وَصَاحِبُ هَذَا الْقَوْلِ لَهُ مِنَ الْحُجَّةِ، قَوْلُنَا غَفَرَ اللَّهُ لِفُلَانٍ بِمَعْنَى لِيَغْفِرَ اللَّهُ، فَلَمَّا ڪَانَ فِي الْحَالِ دَلِيلٌ عَلَى الِاسْتِقْبَالِ وَقَعَ الْمَاضِي مُؤَدِّيًا عَنْهَا اسْتِخْفَافًا، لِأَنَّ اخْتِلَافَ أَلْفَاظِ الْأَفْعَالِ إِنَّمَا وَقَعَ لِاخْتِلَافِ الْأَوْقَاتِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ڪُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ; أَيْ أَنْتُمْ خَيْرُ أُمَّةٍ، قَالَ: وَيُقَالُ مَعْنَاهُ ڪُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ فِي عِلْمِ اللَّهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْنِ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْكَوْنُ مَصْدَرُ ڪَانَ التَّامَّةِ; يُقَالُ: ڪَانَ يَكُونُ ڪَوْنًا أَيْ وُجِدَ وَاسْتَقَرَّ، يَعْنِي أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّقْصِ بَعْدَ الْوُجُودِ وَالثَّبَاتِ، وَيُرْوَى: بَعْدَ الْكَوْرِ، بِالرَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مَوْضِعُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: ڪَانَ إِذَا جَعَلْتَهُ عِبَارَةً عَمَّا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ احْتَاجَ إِلَى خَبَرٍ لِأَنَّهُ دَلَّ عَلَى الزَّمَانِ فَقَطْ، تَقُولُ: ڪَانَ زَيْدٌ عَالِمًا، وَإِذَا جَعَلْتَهُ عِبَارَةً عَنْ حُدُوثِ الشَّيْءِ وَوُقُوعِهِ اسْتُغْنَى عَنِ الْخَبَرِ لِأَنَّهُ دَلَّ عَلَى مَعْنًى وَزَمَانٍ، تَقُولُ: ڪَانَ الْأَمْرُ وَأَنَا أَعْرِفُهُ مُذْ ڪَانَ أَيْ مُذْ خُلِقَ; قَاْلَ مَقَّاسٌ الْعَائِذِيُّ:
فِدًا لِبَنِي ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَ نَاقَتِي إِذَا ڪَانَ يَوْمٌ ذُو ڪَوَاكِبَ أَشْهَبُ
قَوْلُهُ: ذُو ڪَوَاكِبَ أَيْ قَدْ أَظْلَمَ فَبَدَتْ ڪَوَاكِبُهُ لِأَنَّ شَمْسَهُ ڪَسَفَتْ بِارْتِفَاعِ الْغُبَارِ فِي الْحَرْبِ، وَإِذَا ڪَسَفَتِ الشَّمْسُ ظَهَرَتِ الْكَوَاكِبُ; قَالَ: وَقَدْ تَقَعُ زَائِدَةً لِلتَّوْكِيدِ ڪَقَوْلِكَ ڪَانَ زَيْدٌ مُنْطَلِقًا، وَمَعْنَاهُ زِيدٌ مُنْطَلِقٌ; قَاْلَ تَعَالَى: وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا; وَقَالَ أَبُو جُنْدُبٍ الْهُذَلِيُّ:
وَكُنْتُ إِذَا جَارِي دَعَا لِمَضُوفَةٍ أُشَمِّرُ حَتَّى يَنْصُفَ السَّاقَ مِئْزَرِي
وَإِنَّمَا يُخْبِرُ عَنْ حَالِهِ وَلَيْسَ يُخْبِرُ بِكُنْتُ عَمَّا مَضَى مِنْ فِعْلِهِ، قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ انْقِضَاءِ ڪَلَامِ الْجَوْهَرِيِّ – رَحِمَهُمَا اللَّهُ: ڪَانَ تَكُونُ بِمَعْنَى مَضَى وَتَقَضَّى، وَهِيَ التَّامَّةُ، وَتَأْتِي بِمَعْنَى اتِّصَالِ الزَّمَانِ مِنْ غَيْرِ انْقِطَاعٍ، وَهِيَ النَّاقِصَةُ، وَيُعَبِّرُ عَنْهَا بِالزَّائِدَةِ أَيْضًا، وَتَأْتِي زَائِدَةً، وَتَأْتِي بِمَعْنَى يَكُونُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مِنَ الزَّمَانِ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الْحُدُوثِ وَالْوُقُوعِ; فَمِنْ شَوَاهِدِهَا بِمَعْنَى مَضَى وَانْقَضَى قَوْلُ أَبِي الْغُولِ:
عَسَى الْأَيَّامُ أَنْ يَرْجِعْ نَ قَوْمًا ڪَالَّذِي ڪَانُوا
وَقَالَ ابْنُ الطَّثَرِيَّةِ:
فَلَوْ ڪُنْتُ أَدْرِي أَنَّ مَا ڪَانَ ڪَائِنٌ وَأَنَّ جَدِيدَ الْوَصْلِ قَدْ جُدَّ غَابِرُهْ
وَقَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ:
كَمْ مِنْ ذَوِي خُلَّةٍ قَبْلِي وَقَبْلَكُمُ ڪَانُوا، فَأَمْسَوْا إِلَى الْهِجْرَانِ قَدْ صَارُوا
وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ:
ثُمَّ أَضْحَوْا ڪَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا وَمُلُوكًا ڪَانُوا وَأَهْلَ عَلَاءِ
وَقَالَ نَصْرُ بْنُ حَجَّاجٍ وَأَدْخَلَ اللَّامَ عَلَى مَا النَّافِيَةِ:
ظَنَنْتَ بِيَ الْأَمْرَ الَّذِي لَوْ أَتَيْتُهُ لَمَا ڪَانَ لِي، فِي الصَّالِحِينَ مَقَامُ
وَقَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ:
هِجَاؤُكَ إِلَّا أَنَّ مَا ڪَانَ قَدْ مَضَى عَلَيَّ ڪَأَثْوَابِ الْحَرَامِ الْمُهَيْنِمِ
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى:
يَا لَيْتَ ذَا خَبَرٍ عَنْهُمْ يُخَبِّرُنَا بَلْ لَيْتَ شِعْرِيَ، مَاذَا بَعْدَنَا فَعَلُوا؟
كُنَّا وَكَانُوا فَمَا نَدْرِي عَلَى وَهَمٍ أَنَحْنُ فِيمَا لَبِثْنَا أَمْ هُمُ عَجِلُوا؟ أَيْ نَحْنُ أَبْطَأْنَا
; وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ:
فَكَيْفَ إِذَا مَرَرْتَ بِدَارِ قَوْمٍ وَجِيرَانٍ لَنَا ڪَانُوا ڪِرَامِ
وَتَقْدِيرُهُ: وَجِيرَانٍ لَنَا ڪَرَامٍ انْقَضَوْا وَذَهَبَ جُودُهُمْ; وَمِنْهُ مَا أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:
فَلَوْ ڪُنْتُ أَدْرِي أَنَّ مَا ڪَانَ ڪَائِنٌ حَذِرْتُكِ أَيَامَ الْفُؤَادُ سَلِيمٌ
وَلَكِنْ حَسِبْتُ الصَّرْمَ شَيْئًا أُطِيقُهُ إِذَا رُمْتُ أَوْ حَاوَلْتُ أَمْرَ غَرِيمِ
وَمِنْهُ مَا أَنْشَدَهُ الْخَلِيلُ لِنَفْسِهِ:
بَلِّغَا عَنِّيَ الْمُنَجِّمَ أَنِّي ڪَافِرٌ بِالَّذِي قَضَتْهُ الْكَوَاكِبْ
عَالِمٌ إِنَّ مَا يَكُونُ وَمَا ڪَا نَ قَضَاءٌ مِنَ الْمُهَيْمِنِ وَاجِبْ
وَمِنْ شَوَاهِدِهَا بِمَعْنَى اتِّصَالِ الزَّمَانِ مِنْ غَيْرِ انْقِطَاعٍ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا; أَيْ: لَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ; وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ:
وَكُنَّا إِذَا الْجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ أَقَمْنَا لَهُ مِنْ مَيْلِهِ فَتَقَوَّمَا
وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
وَكُنَّا إِذَا الْجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ ضَرَبْنَاهُ تَحْتَ الْأُنْثَيَيْنِ عَلَى الْكَرْدِ
وَقَوْلُ قَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ:
وَكُنْتُ امْرَأً لَا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّةً أُسَبُّ بِهَا، إِلَّا ڪَشَفْتُ غِطَاءَهَا
وَفِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ أَيْضًا: إِنَّ هَذَا ڪَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا وَفِيهِ: إِنَّهُ ڪَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا; وَفِيهِ: ڪَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا. وَمِنْ أَقْسَامِ ڪَانَ النَّاقِصَةِ أَيْضًا أَنْ تَأْتِيَ بِمَعْنَى صَارَ ڪَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ڪُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ; وَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً ڪَالدِّهَانِ وَفِيهِ: فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا; وَفِيهِ: وَكَانَتِ الْجِبَالُ ڪَثِيبًا مَهِيلًا; وَفِيهِ: ڪَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ ڪَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا; وَفِيهِ: وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي ڪُنْتَ عَلَيْهَا أَيْ صِرْتَ إِلَيْهَا; وَقَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:
بِتَيْهَاءَ قَفْرٍ وَالْمَطِيُّ ڪَأَنَّهَا قَطَا الْحَزْنِ، قَدْ ڪَانَتْ فِرَاخًا بُيُوضُهَا
وَقَالَ شَمْعَلَةُ بْنُ الْأَخْضَرِ يَصِفُ قَتْلَ بِسْطَامِ بْنِ قَيْسٍ:
فَخَرَّ عَلَى الْأَلَاءَةِ لَمْ يُوَسَّدْ وَقَدْ ڪَانَ الدِّمَاءُ لَهُ خِمَارَا
وَمِنْ أَقْسَامِ ڪَانَ النَّاقِصَةِ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ فِيهَا ضَمِيرُ الشَّأْنِ وَالْقِصَّةِ، وَتُفَارِقُهَا مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ وَجْهًا، لِأَنَّ اسْمَهَا لَا يَكُونُ إِلَّا مُضْمَرًا غَيْرَ ظَاهِرٍ، وَلَا يَرْجِعُ إِلَى مَذْكُورٍ، وَلَا يُقْصَدُ بِهِ شَيْءٌ بِعَيْنِهِ، وَلَا يُؤَكَّدُ بِهِ، وَلَا يُعْطَفُ عَلَيْهِ، وَلَا يُبْدَلُ مِنْهُ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا فِي التَّفْخِيمِ، وَلَا يُخْبَرُ عَنْهُ إِلَّا بِجُمْلَةٍ، وَلَا يَكُونُ فِي الْجُمْلَةِ ضَمِيرٌ، وَلَا يَتَقَدَّمُ عَلَى ڪَانَ، وَمِنْ شَوَاهِدِ ڪَانَ الزَّائِدَةِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
بِاللَّهِ قُولُوا بِأَجْمَعِكُمْ: يَا لَيْتَ مَا ڪَانَ لَمْ يَكُنِ
وَكَانَ الزَّائِدَةُ لَا تُزَادُ أَوَّلًا، وَإِنَّمَا تُزَادُ حَشْوًا، وَلَا يَكُونُ لَهَا اسْمٌ وَلَا خَبَرٌ، وَلَا عَمَلَ لَهَا; وَمِنْ شَوَاهِدِهَا بِمَعْنَى يَكُونُ لِلْمُسْتَقْبَلِ مِنَ الزَّمَانِ قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ بْنِ حَكِيمٍ:
وَإِنِّي لِآتِيَكُمْ تَشَكُّرَ مَا مَضَى مِنَ الْأَمْرِ وَاسْتِنْجَازَ مَا ڪَانَ فِي غَدِ
وَقَالَ سَلَمَةُ الْجُعْفِيُّ:
وَكُنْتُ أَرَى ڪَالْمَوْتِ مِنْ بَيْنِ سَاعَةٍ فَكَيْفَ بِبَيْنٍ ڪَانَ مِيعَادُهُ الْحَشْرَا
وَقَدْ تَأْتِي تَكُونُ بِمَعْنَى ڪَانَ ڪَقَوْلِ زِيَادٍ الْأَعْجَمِ:
وَانْضَخْ جَوَانِبَ قَبْرِهِ بِدِمَائِهَا وَلَقَدْ يَكُونُ أَخَا دَمٍ وَذَبَائِحَ
وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ:
وَلَقَدْ يَكُونُ عَلَى الشَّبَابِ بَصِيرَا
قَالَ: وَقَدْ يَجِيءُ خَبَرُ ڪَانَ فِعْلًا مَاضِيًّا ڪَقَوْلِ حُمَيْدٍ الْأَرْقَطِ:
وَكُنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ وَالتَّبْدِينَا وَالْهَمَّ مِمَّا يُذْهِلُ الْقَرِينَا
وَكَقَوْلِ الْفَرَزْدَقِ:
وَكُنَّا وَرِثْنَاهُ عَلَى عَهْدِ تُبَّعٍ طَوِيلًا سَوَارِيهِ، شَدِيدًا دَعَائِمُهْ
وَقَالَ عَبْدَةُ بْنُ الطَّبِيبِ:
وَكَانَ طَوَى ڪَشْحًا عَلَى مُسْتَكِنَّةٍ فَلَا هُوَ أَبْدَاهَا وَلَمْ يَتَجَمْجَمِ
وَهَذَا الْبَيْتُ أَنْشَدَهُ فِي تَرْجَمَةِ ڪَنَنَ وَنَسَبَهُ لِزُهَيْرٍ، قَالَ: وَتَقُولُ ڪَانَ ڪَوْنًا وَكَيْنُونَةً أَيْضًا، شَبَّهُوهُ بِالْحَيْدُودَةِ وَالطَّيْرُورَةِ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ، قَالَ: وَلَمْ يَجِئْ مِنَ الْوَاوِ عَلَى هَذَا إِلَّا أَحْرُفٌ: ڪَيْنُونَةٌ وَهَيْعُوعَةٌ وَدَيْمُومَةٌ وَقَيْدُودَةٌ، وَأَصْلُهُ ڪَيْنُونَةٌ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، فَحَذَفُوا ڪَمَا حَذَفُوا مِنْ هَيِّنٍ وَمَيِّتٍ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَقَالُوا ڪَوْنُونَةٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلُولٌ، وَأَمَّا الْحَيْدُودَةُ فَأَصْلُهُ فَعَلُولَةٌ بِفَتْحِ الْعَيْنِ فَسَكَنَتْ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصْلُ ڪَيَّنُونَةٍ ڪَيْوَنُونَةٌ، وَوَزْنُهَا فَيْعَلُولَةٌ، ثُمَّ قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً فَصَارَ ڪَيَّنُونَةً، ثُمَّ حُذِفَتِ الْيَاءُ تَخْفِيفًا فَصَارَ ڪَيْنُونَةً، وَقَدْ جَاءَتْ بِالتَّشْدِيدِ عَلَى الْأَصْلِ; قَاْلَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَنْشَدَنِي النَّهْشَلِيُّ:
قَدْ فَارَقَتْ قَرِينَهَا الْقَرِينَهْ وَشَحَطَتْ عَنْ دَارِهَا الظَّعِينَهْ
يَا لَيْتَ أَنَّا ضَمَّنَا سَفِينَهْ حَتَّى يَعُودَ الْوَصْلُ ڪَيَّنُونَهْ
قَالَ: وَالْحَيْدُودَةُ أَصْلِ وَزْنِهَا فَيْعَلُولَةٌ، وَهُوَ حَيْوَدُودَةٌ، ثُمَّ فَعَلَ بِهَا مَا فَعَلَ بِكَيْنُونَةٍ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَاعْلَمْ أَنَّهُ يُلْحَقُ بِبَابِ ڪَانَ وَأَخَوَاتِهَا ڪُلُّ فِعْلٍ سُلِبَ الدِّلَالَةَ عَلَى الْحَدَثِ، وَجُرِّدَ لِلزَّمَانِ وَجَازَ فِي الْخَبَرِ عَنْهُ أَنْ يَكُونَ مَعْرِفَةً وَنَكِرَةً، وَلَا يَتِمُّ الْكَلَامُ دُونَهُ، وَذَلِكَ مِثْلُ عَادَ وَرَجَعَ وَآضَ وَأَتَى وَجَاءَ وَأَشْبَاهِهَا ڪَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَأْتِ بَصِيرًا; وَكَقَوْلِ الْخَوَارِجِ لِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَا جَاءَتْ حَاجَتُكَ أَيْ مَا صَارَتْ; يُقَالُ لِكُلِّ طَالِبِ أَمْرٍ يَجُوزُ أَنْ يَبْلُغَهُ وَأَنْ لَا يَبْلُغَهُ. وَتَقُولُ: جَاءَ زَيْدٌ الشَّرِيفَ أَيْ صَارَ زَيْدٌ الشَّرِيفَ; وَمِنْهَا: طَفِقَ يَفْعَلُ، وَأَخَذَ يَكْتُبُ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ، وَجَعَلَ يَقُولُ. وَفِي حَدِيثِ تَوْبَةِ ڪَعْبٍ: رَأَى رَجُلًا لَا يَزُولُ بِهِ السَّرَابُ، فَقَالَ ڪُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ أَيْ صِرْهُ. يُقَالُ لِلرَّجُلِ يُرَى مِنْ بُعْدٍ: ڪُنْ فُلَانًا أَيْ أَنْتَ فُلَانٌ أَوْ هُوَ فُلَانٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرَأَى رَجَلًا بَذَّ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: ڪُنْ أَبَا مُسْلِمٍ، يَعْنِي الْخَوْلَانِيَّ. وَرَجُلٌ ڪُنْتِيٌّ: ڪَبِيرٌ، نُسِبَ إِلَى ڪُنْتُ. وَقَدْ قَالُوا ڪُنْتُنِيٌّ نُسِبَ إِلَى ڪُنْتُ أَيْضًا، وَالنُّونُ الْأَخِيرَةُ زَائِدَةٌ; قَالَ:
وَمَا أَنَّا ڪُنْتِيٌّ وَلَا أَنَا عَاجِنُ وَشَرُّ الرِّجَالِ الْكُنْتُنِيُّ وَعَاجِنُ
وَزَعَمَ سِيبَوَيْهِ أَنَّ إِخْرَاجَهُ عَلَى الْأَصْلِ أَقِيسُ فَتَقُولُ ڪُونِيٌّ، عَلَى حَدِّ مَا يُوجِبُ النَّسَبَ إِلَى الْحِكَايَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا شَاخَ هُوَ ڪُنْتِيٌّ، ڪَأَنَّهُ نُسِبَ إِلَى قَوْلِهِ ڪُنْتُ فِي شَبَابِي ڪَذَا; وَأَنْشَدَ:
فَأَصْبَحْتُ ڪُنْتِيًّا، وَأَصْبَحْتُ عَاجِنًا وَشَرُّ خِصَالِ الْمَرْءِ ڪُنْتُ وَعَاجِنُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
إِذَا مَا ڪُنْتَ مُلْتَمِسًا لِغَوْثٍ فَلَا تَصْرُخْ بِكُنْتِيٍّ ڪَبِيرِ
فَلَيْسَ بِمُدْرِكٍ شَيْئًا بِسَعْيٍ وَلَا سَمْعٍ، وَلَا نَظَرٍ بَصِيرٍ
وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَعَامَّةُ أَهْلِهِ الْكُنْتِيُّونَ; هُمُ الشُّيُوخُ الَّذِينَ يَقُولُونَ ڪُنَّا ڪَذَا، وَكَانَ ڪَذَا، وَكُنْتُ ڪَذَا، فَكَأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَى ڪُنْتُ. يُقَالُ: ڪَأَنَّكَ وَاللَّهِ قَدْ ڪُنْتَ وَصِرْتَ إِلَى ڪَانَ وَكُنْتَ أَيْ صِرْتَ إِلَى أَنْ يُقَالَ عَنْكَ: ڪَانَ فُلَانٌ، أَوْ يُقَالُ لَكَ فِي حَالِهِ الْهَرَمُ: ڪُنْتَ مَرَّةً ڪَذَا، وَكُنْتَ مَرَّةً ڪَذَا. الْأَزْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ ڪَنَتَ: ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ ڪَنَتَ فُلَانٌ فِي خَلْقِهِ، وَكَانَ فِي خَلْقِهِ، فَهُوَ ڪُنْتِيٌّ وَكَانِيٌّ. ابْنُ بُزُرْجَ: الْكُنْتِيُّ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ; وَأَنْشَدَ:
قَدْ ڪُنْتُ ڪُنْتِيًّا فَأَصْبَحْتُ عَاجِنًا وَشَرُّ رِجَالِ النَّاسِ ڪُنْتُ وَعَاجِنُ
يَقُولُ: إِذَا قَامَ اعْتَجَنَ أَيْ عَمَدَ عَلَى ڪُرْسُوعِهِ; وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْكُنْتِيُّ الْكَبِيرُ; وَأَنْشَدَ:
فَلَا تَصْرُخْ بِكُنْتِيٍّ ڪَبِيرِ
وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:
فَاكْتَنِتْ، لَا تَكُ عَبْدًا طَائِرًا وَاحْذَرِ الْأَقْتَالَ مِنَّا وَالثُّؤَرْ
قَالَ أَبُو نَصْرٍ: اكْتَنِتِ ارْضَ بِمَا أَنْتَ فِيهِ; وَقَالَ غَيْرُهُ: الِاكْتِنَاتُ الْخُضُوعُ; قَاْلَ أَبُو زُبَيْدٍ:
مُسْتَضْرِعٌ مَا دَنَا مِنْهُنَّ مُكْتَنِتٌ لِلْعَظْمِ مُجْتَلِمٌ مَا فَوْقَهُ فَنَعُ
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ أَنَّهُ قَاْلَ لَا يُقَالُ فَعَلْتُنِي إِلَّا مِنَ الْفِعْلِ الَّذِي يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، مِثْلَ ظَنَنْتُنِي وَرَأَيْتُنِي، وَمُحَالٌ أَنْ تَقُولَ ضَرَبْتُنِي وَصَبَرْتُنِي لِأَنَّهُ يُشْبِهُ إِضَافَةَ الْفِعْلِ إِلَى نِي، وَلَكِنْ تَقُولُ صَبَرْتُ نَفْسِي، وَضَرَبْتُ نَفْسِي وَلَيْسَ يُضَافُ مِنَ الْفِعْلِ إِلَى نِي إِلَّا حَرْفٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ قَوْلُهُمْ ڪُنْتِي وَكُنْتُنِي; وَأَنْشَدَ:
وَمَا ڪُنْتُ ڪُنْتِيًّا وَمَا ڪُنْتُ عَاجِنًا وَشَرُّ الرِّجَالِ الْكُنْتُنِيُّ وَعَاجِنُ
فَجَمَعَ ڪُنْتِيًّا وَكُنْتُنِيًّا فِي الْبَيْتِ. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: قِيلَ لِصَبِيَّةٍ مِنَ الْعَرَبِ مَا بَلَغَ الْكِبَرُ مِنْ أَبِيكَ؟ قَالَتْ: قَدْ عَجَنَ وَخَبَزَ وَثَنَّى وَثَلَّثَ وَأَلْصَقَ وَأَوْرَصَ وَكَانَ وَكَنَتَ. قَاْلَ أَبُو الْعَبَّاسِ: وَأَخْبَرَنِي سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: الْكُنْتُنِيُّ فِي الْجِسْمِ، وَالْكَانِيُّ فِي الْخُلُقِ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ إِذَا قَاْلَ ڪُنْتُ شَابًّا وَشُجَاعًا فَهُوَ ڪُنْتِيٌّ، وَإِذَا قَاْلَ ڪَانَ لِي مَالٌ فَكُنْتُ أُعْطِي مِنْهُ فَهُوَ ڪَانِيٌّ. وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ فِي بَابِ الْمَجْمُوعِ مُثَلَّثًا: رَجُلٌ ڪِنْتَأْوٌ وَرَجُلَانِ ڪِنْتَأْوَانِ وَرِجَالٌ ڪِنْتَأْوُونَ، وَهُوَ الْكَثِيرُ شَعَرِ اللِّحْيَةِ الْكَثُّهَا; وَمِنْهُ: جَمَلٌ سِنْدَأْوٌ وَسِنْدَأْوَانِ وَسِنْدَأْوُونَ، وَهُوَ الْفَسِيحُ مِنَ الْإِبِلِ فِي مِشْيَتِهِ، وَرَجُلٌ قِنْدَأْوٌ وَرَجُلَانِ قِنْدَأْوَانِ، وَرِجَالٌ قِنْدَأْوُونَ مَهْمُوزَاتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ الْمَسْجِدَ وَعَامَّةُ أَهْلِهِ الْكُنْتِيُّونَ، فَقُلْتُ: مَا الْكُنْتِيُّونَ؟ فَقَالَ: الشُّيُوخُ الَّذِينَ يَقُولُونَ ڪَانَ ڪَذَا وَكَذَا وَكُنْتُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: دَارَتْ رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَيَّ خَمْسَةً وَثَلَاثِينَ، وَلِأَنْ تَمُوتَ أَهْلُ دَارِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عِدَّتِهِمْ مِنَ الذِّبَّانِ وَالْجِعْلَانِ. قَاْلَ شَمِرٌ: قَاْلَ الْفَرَّاءُ تَقُولُ ڪَأَنَّكَ وَاللَّهِ قَدْ مُتَّ وَصِرْتَ إِلَى ڪَانَ، وَكَأَنَّكُمَا مُتُّمَا وَصِرْتُمَا إِلَى ڪَانَا، وَالثَّلَاثَةُ ڪَانُوا; الْمَعْنَى صِرْتَ إِلَى أَنْ يُقَالَ ڪَانَ وَأَنْتَ مَيِّتٌ لَا وَأَنْتَ حَيُّ، قَالَ: وَالْمَعْنَى لَهُ الْحِكَايَةُ عَلَى ڪُنْتَ مَرَّةً لِلْمُوَاجَهَةِ وَمَرَّةً لِلْغَائِبِ، ڪَمَا قَاْلَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: قُلْ لِلَّذِينَ ڪَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَسَيُغْلَبُونَ; هَذَا عَلَى مَعْنَى ڪُنْتَ وَكُنْتَ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وَكُلُّ أَمْرٍ يَوْمًا يَصِيرُ ڪَانَ. وَتَقُولُ لِلرَّجُلِ: ڪَأَنِّي بِكَ وَقَدْ صِرْتَ ڪَانِيًّا أَيْ يُقَالُ ڪَانَ وَلِلْمَرْأَةِ ڪَانِيَّةٌ، وَإِنْ أَرَدْتَ أَنَّكَ صِرْتَ مِنَ الْهَرَمِ إِلَى أَنْ يُقَالَ ڪُنْتَ مَرَّةً وَكُنْتَ مَرَّةً، قِيلَ: أَصْبَحْتَ ڪُنْتِيًّا وَكُنْتُنِيًّا، وَإِنَّمَا قَاْلَ ڪُنْتُنِيًّا لِأَنَّهُ أَحْدَثَ نُونًا مَعَ الْيَاءِ فِي النِّسْبَةِ لِيَتَبَيَّنَ الرَّفْعُ، ڪَمَا أَرَادُوا تَبَيُّنَ النَّصْبِ فِي ضَرَبَنِي، وَلَا يَكُونُ مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِثْنَاءِ، تَقُولُ: جَاءَ الْقَوْمُ لَا يَكُونُ زَيْدًا، وَلَا تُسْتَعْمَلُ إِلَّا مُضْمَرًا فِيهَا، وَكَأَنَّهُ قَاْلَ لَا يَكُونُ الْآتِي زَيْدًا وَتَجِيءُ ڪَانَ زَائِدَةً ڪَقَوْلِهِ:
سَرَاةُ بَنِي أَبِي بَكْرٍ تَسَامَوْا عَلَى ڪَانَ الْمُسَوَّمَةِ الْعِرَابِ
أَيْ عَلَى الْمُسَوَّمَةِ الْعِرَابِ. وَرَوَى الْكِسَائِيُّ عَنِ الْعَرَبِ: نَزَلَ فُلَانٌ عَلَى ڪَانَ خَتَنِهِ أَيْ نَزَلَ عَلَى خَتَنِهِ; وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ:
جَادَتْ بِكَفَّيْ ڪَانَ مِنْ أَرَمَى الْبَشَرْ
أَيْ جَادَتْ بِكَفَّيْ مَنْ هُوَ مِنْ أَرَمَى الْبَشَرِ
قَالَ: وَالْعَرَبُ تُدْخِلُ ڪَانَ فِي الْكَلَامِ لَغْوًا، فَتَقُولُ مُرَّ عَلَى ڪَانَ زَيْدٍ، يُرِيدُونَ مُرَّ عَلَى زَيْدٍ فَأَدْخَلَ ڪَانَ لَغْوًا، وَأَمَّا قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
فَكَيْفَ وَلَوْ مَرَرْتَ بِدَارِ قَوْمٍ وَجِيرَانٍ لَنَا ڪَانُوا ڪِرَامِ؟
ابْنُ سِيدَهْ: فَزَعَمَ سِيبَوَيْهِ أَنَّ ڪَانَ هُنَا زَائِدَةٌ; وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: إِنَّ تَقْدِيرَهُ وَجِيرَانٍ ڪِرَامٍ ڪَانُوا لَنَا; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا أَسْوَغُ لِأَنَّ ڪَانَ قَدْ عَمِلَتْ هَاهُنَا فِي مَوْضِعِ الضَّمِيرِ، وَفِي مَوْضِعٍ لَنَا فَلَا مَعْنًى لِمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْهِ مِنْ أَنَّهَا زَائِدَةٌ هُنَا، وَكَانَ عَلَيْهِ ڪَوْنًا وَكِيَانًا وَاكْتَانَ: وَهُوَ مِنَ الْكَفَالَةِ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ اكْتَنْتُ بِهِ اكْتِيَانًا، وَالِاسْمُ مِنْهُ الْكِيَانَةُ، وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ أَكُونُ ڪَوْنًا مِثْلُهُ مِنَ الْكَفَالَةِ أَيْضًا. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: ڪَانَ إِذَا ڪَفَلَ. وَالْكِيَانَةُ: الْكَفَالَةُ، ڪُنْتُ عَلَى فُلَانٍ أَكُونُ ڪَوْنًا أَيْ تَكَفَّلْتُ بِهِ. وَتَقُولُ: ڪُنْتُكَ وَكُنْتُ إِيَّاكَ ڪَمَا تَقُولُ ظَنَنْتُكَ زَيْدًا وَظَنَنْتُ زَيْدًا إِيَّاكَ، تَضَعُ الْمُنْفَصِلَ مَوْضِعَ الْمُتَّصِلِ فِي الْكِنَايَةِ عَنِ الِاسْمِ وَالْخَبَرِ، لِأَنَّهُمَا مُنْفَصِلَانِ فِي الْأَصْلِ، لِأَنَّهُمَا مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ; قَاْلَ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ:
دَعِ الْخَمْرَ تَشْرَبْهَا الْغُوَاةُ فَإِنَّنِي رَأَيْتُ أَخَاهَا مُجْزِيًا لِمَكَانِهَا
فَإِنْ لَا يَكُنْهَا أَوْ تَكُنْهُ، فَإِنَّهُ أَخُوهَا، غَذَتْهُ أُمُّهُ بِلِبَانِهَا
يَعْنِي الزَّبِيبَ. وَالْكَوْنُ: وَاحِدُ الْأَكْوَانِ. وَسَمْعُ الْكِيَانِ: ڪِتَابٌ لِلْعَجَمِ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سَمْعُ الْكِيَانِ بِمَعْنَى سَمَاعِ الْكِيَانِ; وَسَمْعُ بِمَعْنَى ذِكْرِ الْكِيَانِ، وَهُوَ ڪِتَابٌ أَلَّفَهُ أَرَسْطُو. وَكِيُوانُ زُحَلُ: الْقَوْلُ فِيهِ ڪَالْقَوْلِ فِي خَيْوَانَ; وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَالْمَانِعُ لَهُ مِنَ الصَّرْفِ الْعُجْمَةُ، ڪَمَا أَنَّ الْمَانِعَ لِخَيْوَانَ مِنَ الصَّرْفِ إِنَّمَا هُوَ التَّأْنِيثُ وَإِرَادَةُ الْبُقْعَةِ أَوِ الْأَرْضِ أَوِ الْقَرْيَةِ. وَالْكَانُونُ: إِنْ جَعَلْتَهُ مِنَ الْكِنِّ فَهُوَ فَاعُولٌ، وَإِنْ جَعَلْتَهُ فَعَلُولًا عَلَى تَقْدِيرِ قَرَبُوسٍ فَالْأَلِفُ فِيهِ أَصْلِيَّةٌ، وَهِيَ مِنَ الْوَاوِ، سُمِّيَ بِهِ مَوْقِدُ النَّارِ.
معنى كلمة كون – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي
العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي