معنى كلمة خلا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلا: خَلَا الْمَكَانُ وَالشَّيْءُ يَخْلُو خُلُوًّا وَخَلَاءً وَأَخْلَى إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ أَحَدٌ، وَلَا شَيْءَ فِيهِ، وَهُوَ خَالٍ. وَالْخَلَاءُ مِنَ الْأَرْضِ: قَرَارٌ خَالٍ. وَاسْتَخْلَى: ڪَخَلَا مِنْ بَابِ عَلَا قِرْنَهُ وَاسْتَعْلَاهُ. وَمِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ؛ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبِي عَلِيٍّ. وَمَكَانٌ خَلَاءٌ: لَا أَحَدَ بِهِ وَلَا شَيْءَ فِيهِ. وَأَخْلَى الْمَكَانَ: جَعَلَهُ خَالِيًا. وَأَخْلَاهُ: وَجَدَهُ ڪَذَلِكَ. وَأَخْلَيْتُ أَيْ خَلَوْتُ، وَأَخْلَيْتُ غَيْرِي، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ قَاْلَ عُتَيُّ بْنُ مَالِكٍ الْعُقَيْلِيُّ:
أَتَيْتُ مَعَ الْحُدَّاثِ لَيْلَى فَلَمْ أُبِنْ فَأَخْلَيْتُ فَاسْتَعْجَمْتُ عِنْدَ خَلَائِي
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَاْلَ أَبُو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي أَمَالِيهِ أَخْلَيْتُ وَجَدْتُهَا خَالِيَةً مِثْلَ أَجْبَنْتُهُ وَجَدْتُهُ جَبَانًا، فَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ يَكُونُ مَفْعُولُ أَخْلَيْتُ مَحْذُوفًا أَيْ أَخْلَيْتُهَا. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ حَبِيبَةَ: قَالَتْ لَهُ لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، أَيْ لَمْ أَجِدْكَ خَالِيًا مِنَ الزَّوْجَاتِ غَيْرِي، قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ قَوْلِهِمُ امْرَأَةٌ مُخْلِيَةٌ إِذَا خَلَتْ مِنَ الزَّوْجِ. وَخَلَا الرَّجُلُ وَأَخْلَى: وَقَعَ فِي مَوْضِعٍ خَالٍ لَا يُزَاحَمُ فِيهِ. وَفِي الْمَثَلِ: الذِّئْبُ مُخْلِيًا أَسَدٌ. وَالْخَلَاءُ مَمْدُودٌ: الْبَرَازُ مِنَ الْأَرْضِ. وَأَلْفَيْتُ فُلَانًا بِخَلَاءٍ مِنَ الْأَرْضِ أَيْ بِأَرْضٍ خَالِيَةٍ. وَخَلَتِ الدَّارُ خَلَاءً إِذَا لَمْ يَبْقَ فِيهَا أَحَدٌ، وَأَخْلَاهَا اللَّهُ إِخْلَاءً. وَخَلَا لَكَ الشَّيْءُ وَأَخْلَى: بِمَعْنَى فَرَغَ؛ قَاْلَ مَعْنُ بْنُ أَوْسٍ الْمُزَنِيُّ:
أَعَاذِلَ هَلْ يَأْتِي الْقَبَائِلَ حَظُّهَا     مِنَ الْمَوْتِ أَمْ أَخْلَى لَنَا الْمَوْتُ وَحْدَنَا
وَوَجَدْتَ الدَّارَ مُخْلِيَةً أَيْ خَالِيَةً، وَقَدْ خَلَتِ الدَّارُ وَأَخْلَتْ.  وَوَجَدْتُ فُلَانَةً مُخْلِيَةً أَيْ خَالِيَةً. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا أَدْرَكْتَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَإِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ فَأَخْلِ وَجْهَكَ وَضُمَّ إِلَيْهَا رَكْعَةً، وَإِنْ لَمْ تُدْرِكِ الرُّكُوعَ فَصَلِّ أَرْبَعًا؛ قَاْلَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ فَأَخْلِ وَجْهَكَ مَعْنَاهُ فِيمَا بَلَغَنَا اسْتَتِرْ بِإِنْسَانٍ أَوْ شَيْءٍ وَصَلِّ رَكْعَةً أُخْرَى، وَيُحْمَلُ الِاسْتِتَارُ عَلَى أَنْ لَا يَرَاهُ النَّاسُ مُصَلِّيًا مَا فَاتَهُ فَيَعْرِفُوا تَقْصِيرَهُ فِي الصَّلَاةِ، أَوْ لِأَنَّ النَّاسَ إِذَا فَرَغُوا مِنَ الصَّلَاةِ انْتَشَرُوا رَاجِعِينَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَتِرَ بِشَيْءٍ لِئَلَّا يَمُرُّوا بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ: وَيُقَالُ أَخْلِ أَمْرَكَ وَاخْلُ بِأَمْرِكَ أَيْ تَفَرَّدْ بِهِ وَتَفَرَّغْ لَهُ. وَتَخَلَّيْتُ: تَفَرَّغْتُ. وَخَلَا عَلَى بَعْضِ الطَّعَامِ إِذَا اقْتَصَرَ عَلَيْهِ. وَأَخْلَيْتُ عَنِ الطَّعَامِ أَيْ خَلَوْتُ عَنْهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَمِيمٌ تَقُولُ خَلَا فُلَانٌ عَلَى اللَّبَنِ وَعَلَى اللَّحْمِ إِذَا لَمْ يَأْكُلْ مَعَهُ شَيْئًا وَلَا خَلَطَهُ بِهِ، قَالَ: وَكِنَانَةٌ وَقَيْسٌ يَقُولُونَ أَخْلَى فُلَانٌ عَلَى اللَّبَنِ وَاللَّحْمِ؛ قَاْلَ الرَّاعِي:
رَعَتْهُ أَشْهُرًا وَخَلَا عَلَيْهَا     فَطَارَ النَّيُّ فِيهَا وَاسْتَغَارَا
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: اخْلَوْلَى إِذَا دَامَ عَلَى أَكْلِ اللَّبَنِ، وَاطْلَوْلَى حَسُنَ ڪَلَامُهُ، وَاكْلَوْلَى إِذَا انْهَزَمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَخْلُو عَلَيْهِمَا أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلَّا لَمْ يُوَافِقَاهُ، يَعْنِي الْمَاءَ وَاللَّحْمَ أَيْ يَنْفَرِدُ بِهِمَا. يُقَالُ: خَلَا وَأَخْلَى، وَقِيلَ: يَخْلُو يَعْتَمِدُ، وَأَخْلَى إِذَا انْفَرَدَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَاسْتَخْلَاهُ الْبُكَاءُ أَيِ انْفَرَدَ بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَخْلَى فُلَانٌ عَلَى شُرْبِ اللَّبَنِ إِذَا لَمْ يَأْكُلْ غَيْرَهُ، قَاْلَ أَبُو مُوسَى: قَاْلَ أَبُو عَمْرٍو هُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالْحَاءِ لَا شَيْءَ. وَاسْتَخْلَاهُ مَجْلِسَهُ أَيْ سَأَلَهُ أَنْ يُخْلِيَهُ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ڪَانَ أُنَاسٌ يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَتَخَلَّوْا فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ؛ يَتَخَلَّوْا: مِنَ الْخَلَاءِ وَهُوَ قَضَاءُ الْحَاجَةِ، يَعْنِي يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَنْكَشِفُوا عِنْدَ قَضَائِهَا تَحْتَ السَّمَاءِ. وَالْخَلَاءُ، مَمْدُودٌ: الْمُتَوَضَّأُ لِخُلُوِّهِ. وَاسْتَخْلَى الْمَلِكَ فَأَخْلَاهُ وَخَلَا بِهِ، وَخَلَا الرَّجُلُ بِصَاحِبِهِ وَإِلَيْهِ وَمَعَهُ؛ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ خُلُوًّا وَخَلَاءً وَخَلْوَةً، الْأَخِيرَةُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: اجْتَمَعَ مَعَهُ فِي خَلْوَةٍ. قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ؛ وَيُقَالُ: إِلَى بِمَعْنَى مَعْ ڪَمَا قَاْلَ تَعَالَى: مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ. وَأَخْلَى مَجْلِسَهُ؛ وَقِيلَ: الْخَلَاءُ وَالْخُلُوُّ الْمَصْدَرُ، وَالْخَلْوَةُ الِاسْمُ. وَأَخْلَى بِهِ: ڪَخَلَا؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَيَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ خَلَوْتُ بِهِ أَيْ سَخِرْتُ مِنْهُ. وَخَلَا بِهِ: سَخِرَ مِنْهُ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا حَرْفٌ غَرِيبٌ لَا أَعْرِفُهُ لِغَيْرِهِ، وَأَظُنُّهُ حَفِظَهُ. وَفُلَانٌ يَخْلُو بِفُلَانٍ إِذَا خَادَعَهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَخْلَيْتُ بِفُلَانٍ أُخْلِي بِهِ إِخْلَاءً، الْمَعْنَى خَلَوْتُ بِهِ. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: اخْلُ مَعِي حَتَّى أُكَلِّمَكَ أَيْ ڪُنْ مَعِي خَالِيًا. وَقَدِ اسْتَخْلَيْتُ فُلَانًا: قُلْتُ لَهُ أَخْلِنِي؛ قَاْلَ الْجَعْدِيُّ:
وَذَلِكَ مِنْ وَقَعَاتِ الْمَنُونِ     فَأَخْلِي إِلَيْكِ وَلَا تَعْجَبِي
أَيْ أَخْلِي بِأَمْرِكِ مِنْ خَلَوْتُ. وَخَلَا الرَّجُلُ يَخْلُو خَلْوَةً. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: أَلَيْسَ ڪُلُّكُمْ يَرَى الْقَمَرَ مُخْلِيًا بِهِ؟ يُقَالُ: خَلَوْتُ بِهِ وَمَعَهُ وَإِلَيْهِ وَأَخْلَيْتُ بِهِ إِذَا انْفَرَدْتُ بِهِ، أَيْ ڪُلُّكُمْ يَرَاهُ مُنْفَرِدًا لِنَفْسِهِ، ڪَقَوْلِهِ: لَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ: إِنَّهُمْ لَيَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَنْهَى عَنِ الْغَيِّ وَتَسْتَخْلِي بِهِ؛ أَيْ تَسْتَقِلَّ بِهِ وَتَنْفَرِدُ. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ: تَرَكْتُهُ مُخْلِيًا بِفُلَانٍ أَيْ خَالِيًا بِهِ. وَاسْتَخْلَى بِهِ: ڪَخَلَا، عَنْهُ أَيْضًا، وَخَلَّى بَيْنَهُمَا وَأَخْلَاهُ مَعَهُ. وَكُنَّا خِلْوَيْنِ أَيْ خَالِيَيْنِ. وَفِي الْمَثَلِ: خَلَاؤُكَ أَقْنَى لِحَيَائِكَ؛ أَيْ مَنْزِلُكَ إِذَا خَلَوْتَ فِيهِ أَلْزَمُ لِحَيَائِكَ، وَأَنْتَ خَلِيٌّ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ أَيْ خَالٍ فَارِغٌ مِنَ الْهَمِّ، وَهُوَ خِلَافُ الشَّجِيِّ. وَفِي الْمَثَلِ: وَيْلٌ لِلشَّجِيِّ مِنَ الْخَلِيِّ؛ الْخَلِيُّ الَّذِي لَا هَمَّ لَهُ الْفَارِغُ، وَالْجَمْعُ خَلِيُّونَ وَأَخْلِيَاءُ. وَالْخِلْوُ: ڪَالْخَلِيِّ، وَالْأُنْثَى خِلْوَةٌ وَخِلْوٌ؛ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ:
وَقَائِلَةٍ خَوْلَانُ فَانْكِحْ فَتَاتَهُمْ     وَأُكْرُومَةُ الْحَيَّيْنِ خِلْوٌ ڪَمَا هِيَا
وَالْجَمْعُ أَخْلَاءٌ. قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: الْوَجْهُ فِي خِلْوٍ أَنْ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ وَقَدْ ثَنَّى بَعْضُهُمْ وَجَمَعَ وَأَنَّثَ، قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ. وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ: أَنْتَ خِلْوٌ مِنْ مُصِيبَتِي؛ الْخِلْوُ، بِالْكَسْرِ: الْفَارِغُ الْبَالِ مِنَ الْهُمُومِ، وَالْخِلْوُ أَيْضًا الْمُنْفَرِدُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِذَا ڪُنْتَ إِمَامًا أَوْ خِلْوًا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَيْضًا: أَنْتَ خَلَاءٌ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ ڪَخَلِيٍّ، فَمَنْ قَاْلَ خِلِيٌّ ثَنَّى وَجَمَعَ وَأَنَّثَ، وَمَنْ قَاْلَ خَلَاءٌ لَمْ يُثَنِّ وَلَا جَمَعَ وَلَا أَنَّثَ. وَتَقُولُ: أَنَا مِنْكَ خَلَاءٌ أَيْ بَرَاءٌ، إِذَا جَعَلْتَهُ مَصْدَرًا لَمْ تُثَنِّ وَلَمْ تَجْمَعْ، وَإِذَا جَعَلْتَهُ اسْمًا عَلَى فَعِيلٍ ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ وَأَنَّثْتَ وَقُلْتَ أَنَا خَلِيٌّ مِنْكَ أَيْ بَرِيءٌ مِنْكَ. وَيُقَالُ: هُوَ خِلْوٌ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ أَيْ خَالٍ، وَقِيلَ: أَيْ خَارِجٌ، وَهُمَا خِلْوٌ وَهُمْ خِلْوٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَمَا خِلْوَانِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ وَهُمْ خِلَاءٌ، وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ. وَالْخَالِي: الْعَزَبُ الَّذِي لَا زَوْجَةَ لَهُ، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ أَخْلَاءٌ؛ قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
أَلَمْ تَرَنِي أُصْبِي عَلَى الْمَرْءِ عِرْسَهُ     وَأَمْنَعُ عِرْسِي أَنْ يُزَنَّ بِهَا الْخَالِي
وَخَلَّى الْأَمْرَ وَتَخَلَّى مِنْهُ وَعَنْهُ وَخَالَاهُ: تَرَكَهُ. وَخَالَى فُلَانًا: تَرَكَهُ؛ قَاْلَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ لِزُرْعَةَ بْنِ عَوْفٍ، حِينَ بَعَثَ بَنُو عَامِرٍ إِلَى حِصْنِ بْنِ فَزَارَةَ وَإِلَى عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ أَنِ اقْطَعُوا مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي أَسَدٍ، وَأَلْحِقُوهُمْ بِبَنِي ڪِنَانَةَ وَنُحَالِفُكُمْ، فَنَحْنُ بَنُو أَبِيكُمْ، وَكَانَ عُيَيْنَةُ هَمَّ بِذَلِكَ فَقَالَ النَّابِغَةُ:
قَالَتْ بَنُو عَامِرٍ خَالُوا بَنِي أَسَدٍ     يَا بُؤْسَ لِلْحَرْبِ ضَرَّارًا لِأَقْوَامِ
أَيْ تَارِكُوهُمْ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ، قَالَ: فَخَلَّى عَنْهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا ثُمَّ قَاْلَ اخْسَئُوا فِيهَا؛ أَيْ تَرَكَهُمْ وَأَعْرَضَ عَنْهُمْ. وَخَالَانِي فُلَانٌ مُخَالَاةً أَيْ خَالَفَنِي. يُقَالُ: خَالَيْتُهُ خِلَاءً إِذَا تَرَكْتَهُ؛ وَقَالَ:
يَأْبَى الْبَلَاءُ فَمَا يَبْغِي بِهِمْ بَدَلًا     وَمَا أُرِيدُ خِلَاءً بَعْدَ إِحْكَامِ
يَأْبَى الْبَلَاءُ أَيِ التَّجْرِبَةُ، أَيْ جَرَّبْنَاهُمْ فَأَحْمَدْنَاهُمْ فَلَا نُخَالِيهِمْ. وَالْخَلِيَّةُ وَالْخَلِيُّ: مَا تُعَسِّلُ فِيهِ النَّحْلُ مِنْ غَيْرِ مَا يُعَالَجُ لَهَا مِنَ الْعَسَّالَاتِ، وَقِيلَ: الْخَلِيَّةُ مَا تُعَسِّلُ فِيهِ النَّحْلُ مِنْ رَاقُودٍ أَوْ طِينٍ أَوْ خَشَبَةٍ مَنْقُورَةٍ، وَقِيلَ: الْخَلِيَّةُ بَيْتُ النَّحْلِ الَّذِي تُعَسِّلُ فِيهِ، وَقِيلَ:  الْخَلِيَّةُ مَا ڪَانَ مَصْنُوعًا، وَقِيلَ: الْخَلِيَّةُ وَالْخَلِيُّ خَشَبَةٌ تُنْقَرُ فَيُعَسِّلُ فِيهَا النَّحْلُ؛ قَالَ:
إِذَا مَا تَأَرَّتْ بِالْخَلِيِّ ابْتَنَتْ بِهِ     شَرِيجَيْنِ مِمَّا تَأْتَرِي وَتُتِيعُ
شَرِيجَيْنِ أَيْ ضَرْبَيْنِ مِنَ الْعَسَلِ. وَالْخَلِيَّةُ: أَسْفَلُ شَجَرَةٍ يُقَالُ لَهَا الْخَزَمَةُ ڪَأَنَّهُ رَاقُودٌ، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الرَّاقُودِ يُعْمَلُ لَهَا مِنْ طِينٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي خَلَايَا النَّحْلِ إِنَّ فِيهَا الْعُشْرَ. اللَّيْثُ: إِذَا سُوِّيَتِ الْخَلِيَّةُ مِنْ طِينٍ فَهِيَ ڪُوَّارَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ عَامِلًا لَهُ عَلَى الطَّائِفِ ڪَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّ رِجَالًا مِنْ فَهْمٍ ڪَلَّمُونِي فِي خَلَايَا لَهُمْ أَسْلَمُوا عَلَيْهَا وَسَأَلُونِي أَنْ أَحْمِيَهَا لَهُمْ؛ الْخَلَايَا: جَمْعُ خَلِيَّةٍ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تُعَسِّلُ فِيهِ النَّحْلُ. وَالْخَلِيَّةُ مِنَ الْإِبِلِ: الَّتِي خُلِّيَتْ لِلْحَلْبِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي عَطَفَتْ عَلَى وَلَدٍ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي خَلَتْ عَنْ وَلَدِهَا وَرَئِمَتْ وَلَدَ غَيْرِهَا، وَإِنْ لَمْ تَرْأَمْهُ فَهِيَ خَلِيَّةٌ أَيْضًا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي خَلَتْ عَنْ وَلَدِهَا بِمَوْتٍ أَوْ نَحْرٍ فَتُسْتَدَرُّ بِوَلَدِ غَيْرِهَا وَلَا تُرْضِعُهُ، إِنَّمَا تَعْطِفُ عَلَى حُوَارٍ تُسْتَدَرُّ بِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُرْضِعَهُ، فَسُمِّيَتْ خَلِيَّةً لِأَنَّهَا لَا تُرْضِعُ وَلَدَهَا وَلَا غَيْرَهُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْخَلِيَّةُ الَّتِي تُنْتَجُ وَهِيَ غَزِيرَةٌ فَيُجَرُّ وَلَدُهَا مِنْ تَحْتِهَا فَيُجْعَلُ تَحْتَ أُخْرَى وَتُخَلَّى هِيَ لِلْحَلْبِ وَذَلِكَ لِكَرَمِهَا. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَرَأَيْتُ الْخَلَايَا فِي حَلَائِبِهِمْ، وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: بَنُو فُلَانٍ قَدْ خَلَوْا وَهُمْ يَخْلُونَ. وَالْخَلِيَّةُ: النَّاقَةُ تُنْتَجُ فَيُنْحَرُ وَلَدُهَا سَاعَةَ يُولَدُ قَبْلَ أَنْ تَشَمَّهُ وَيُدْنَى مِنْهَا وَلَدُ نَاقَةٍ ڪَانَتْ وَلَدَتْ قَبْلَهَا فَتَعْطِفُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى أَغْزَرِ النَّاقَتَيْنِ فَتُجْعَلُ خَلِيَّةً، وَلَا يَكُونُ لِلْحُوَارِ مِنْهَا إِلَّا قَدْرُ مَا يُدِرُّهَا وَتُرِكَتِ الْأُخْرَى لِلْحُوَارِ يَرْضَعُهَا مَتَى مَا شَاءَ وَتُسَمَّى بَسُوطًا، وَجَمْعُهَا بُسْطٌ، وَالْغَزِيرَةُ الَّتِي يَتَخَلَّى بِلَبَنِهَا أَهْلُهَا هِيَ الْخَلِيَّةُ. أَبُو بَكْرٍ: نَاقَةٌ مِخْلَاءٌ أُخْلِيَتْ عَنْ وَلَدِهَا؛ قَاْلَ أَعْرَابِيٌّ:
عِيطُ الْهَوَادِي نِيطَ مِنْهَا بِالْحُقِي     أَمْثَالُ أَعْدَالِ مَزَادِ الْمُرْتَوِي
مِنْ ڪُلِّ مِخْلَاءٍ وَمُخْلَاةٍ صَفِي
وَالْمُرْتَوِي: الْمُسْتَقِي، وَقِيلَ: الْخَلِيَّةُ نَاقَةٌ أَوْ نَاقَتَانِ أَوْ ثَلَاثٌ يُعْطَفْنَ عَلَى وَلَدٍ وَاحِدٍ فَيَدْرُرْنَ عَلَيْهِ فَيَرْضَعُ الْوَلَدُ مِنْ وَاحِدَةٍ، وَيَتَخَلَّى أَهْلُ الْبَيْتِ لِأَنْفُسِهِمْ وَاحِدَةً أَوْ ثِنْتَيْنِ يَحْلُبُونَهَا. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخَلِيَّةُ النَّاقَةُ تُنْتَجُ فَيُنْحَرُ وَلَدُهَا عَمْدًا لِيَدُومَ لَهُمْ لَبَنُهَا فَتُسْتَدَرُّ بِحُوَارِ غَيْرِهَا، فَإِذَا دَرَّتْ نُحِّيَ الْحُوَارُ وَاحْتُلِبَتْ، وَرُبَّمَا جَمَعُوا مِنَ الْخَلَايَا ثَلَاثًا وَأَرْبَعًا عَلَى حُوَارٍ وَاحِدٍ وَهُوَ التَّلَسُّنُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: رُبَّمَا عَطَفُوا ثَلَاثًا وَأَرْبَعًا عَلَى فَصِيلٍ وَبِأَيَّتِهِنَّ شَاءُوا تَخَلَّوْا. وَتَخَلَّى خَلِيَّةً: اتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ خَالِدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ ڪِلَابٍ يَصِفُ فَرَسًا:
أَمَرْتُ بِهَا الرِّعَاءَ لِيُكْرِمُوهَا     لَهَا لَبَنُ الْخَلِيَّةِ وَالصَّعُودِ
وَيُرْوَى:
أَمَرْتُ الرَّاعِييْنِ لِيُكْرِمَاهَا
وَالْخَلِيَّةُ مِنَ الْإِبِلِ: الْمُطْلَقَةُ مِنْ عِقَالٍ. وَرُفِعَ إِلَى عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – رَجُلٌ وَقَدْ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: شَبَّهَنِي فَقَالَ: ڪَأَنَّكِ ظَبْيَةٌ، ڪَأَنَّكِ حَمَامَةٌ! فَقَالَتْ: لَا أَرْضَى حَتَّى تَقُولَ خَلِيَّةٌ طَالِقٌ! فَقَالَ ذَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خُذْ بِيَدِهَا فَإِنَّهَا امْرَأَتُكَ لَمَّا لَمْ تَكُنْ نِيَّتُهُ الطَّلَاقَ، وَإِنَّمَا غَالَطَتْهُ بِلَفْظٍ يُشْبِهُ لَفْظَ الطَّلَاقِ؛ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: أَرَادَ بِالْخَلِيَّةِ هَاهُنَا النَّاقَةَ تُخَلَّى مِنْ عِقَالِهَا، وَطَلَقَتْ مِنَ الْعِقَالِ تَطْلُقُ طَلْقًا فَهِيَ طَالِقٌ، وَقِيلَ: أَرَادَ بِالْخَلِيَّةِ الْغَزِيرَةَ يُؤْخَذُ وَلَدُهَا فَيُعْطَفُ عَلَيْهِ غَيْرُهَا وَتُخَلَّى لِلْحَيِّ يَشْرَبُونَ لَبَنَهَا، وَالطَّالِقُ: النَّاقَةُ الَّتِي لَا خِطَامَ لَهَا، وَأَرَادَتْ هِيَ مُخَادَعَتَهُ بِهَذَا الْقَوْلِ لِيَلْفِظَ بِهِ فَيَقَعَ عَلَيْهَا الطَّلَاقُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: خُذْ بِيَدِهَا فَإِنَّهَا امْرَأَتُكَ، وَلَمْ يُوقِعِ الطَّلَاقَ لِأَنَّهُ لَمْ يَنْوِ الطَّلَاقَ، وَكَانَ ذَلِكَ خِدَاعًا مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: ڪُنْتُ لَكِ ڪَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ فِي الْأُلْفَةِ وَالرِّفَاءِ لَا فِي الْفُرْقَةِ وَالْخَلَاءِ، يَعْنِي أَنَّهُ طَلَّقَهَا وَأَنَا لَا أُطَلِّقُكَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْخَلِيَّةُ ڪَلِمَةٌ تُطَلَّقُ بِهَا الْمَرْأَةُ يُقَالُ لَهَا أَنْتِ بَرِيَّةٌ وَخَلِيَّةٌ، ڪِنَايَةً عَنِ الطَّلَاقِ تُطَلَّقُ بِهَا الْمَرْأَةُ إِذَا نَوَى طَلَاقًا، فَيُقَالُ: قَدْ خَلَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ زَوْجِهَا. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجٍ: امْرَأَةٌ خَلِيَّةٌ وَنِسَاءٌ خَلِيَّاتٌ لَا أَزْوَاجَ لَهُنَّ وَلَا أَوْلَادَ، وَقَالَ: امْرَأَةٌ خِلْوَةٌ وَامْرَأَتَانِ خِلْوَتَانِ وَنِسَاءٌ خِلْوَاتٌ أَيْ عَزَبَاتٌ. وَرَجُلٌ خَلِيٌّ وَخَلِيَّانِ وَأَخْلِيَاءُ: لَا نِسَاءَ لَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: الْخَلِيَّةُ ثَلَاثٌ، ڪَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُ لِزَوْجَتِهِ أَنْتِ خَلِيَّةٌ فَكَانَتْ تَطْلُقُ مِنْهُ، وَهِيَ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ ڪِنَايَاتِ الطَّلَاقِ فَإِذَا نَوَى بِهَا الطَّلَاقَ وَقَعَ. أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: إِنَّهُ لَحُلْوُ الْخَلَا إِذَا ڪَانَ حَسَنَ الْكَلَامِ؛ وَأَنْشَدَ لِكُثَيِّرٍ:
وَمُحْتَرِشٍ ضَبَّ الْعَدَاوَةِ مِنْهُمُو     بِحُلْوِ الْخَلَا حَرْشَ الضِّبَابِ الْخَوَادِعِ
شَمِرٌ: الْمُخَالَاةُ الْمُبَارَزَةُ. وَالْمُخَالَاةُ: أَنْ يَتَخَلَّوْا مِنَ الدُّورِ وَيَصِيرُوا إِلَى الدُّثُورِ. اللَّيْثُ: خَالَيْتَ فُلَانًا إِذَا صَارَعْتَهُ، وَكَذَلِكَ الْمُخَالَاةُ فِي ڪُلِّ أَمْرٍ؛ وَأَنْشَدَ أَبُو دُلَامَةَ:
وَلَا يَدْرِي الشَّقِيُّ بِمَنْ يُخَالِي
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: ڪَأَنَّهُ إِذَا صَارَعَهُ خَلَا بِهِ فَلَمْ يَسْتَعِنْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا بِأَحَدٍ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَخْلُو بِصَاحِبِهِ. وَيُقَالُ: عَدُوٌّ مُخَالٍ أَيْ لَيْسَ لَهُ عَهْدٌ؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ:
غَيْرُ بِدْعٍ مِنَ الْجِيَادِ وَلَا يُجْ     نَبْنَ إِلَّا عَلَى عَدُوٍّ مُخَالِي
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَالَيْتُ الْعَدُوَّ تَرَكَتْ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ مِنَ الْمُوَاعَدَةِ، وَخَلَا ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنَ الْعَهْدِ. وَالْخَلِيَّةُ: السَّفِينَةُ الَّتِي تَسِيرُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسَيِّرَهَا مَلَّاحٌ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَتْبَعُهَا زَوْرَقٌ صَغِيرٌ، وَقِيلَ: الْخَلِيَّةُ الْعَظِيمَةُ مِنَ السُّفُنِ، وَالْجَمْعُ خَلَايَا، قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ قَاْلَ طَرَفَةُ:
كَأَنَّ حُدُوجَ الْمَالِكِيَّةِ غُدْوَةً     خَلَايَا سَفِينَ بِالنَّوَاصِفِ مِنْ دَدِ
وَقَالَ الْأَعْشَى:
يَكُبُّ الْخَلِيَّةَ ذَاتَ الْقِلَاعِ     وَقَدْ ڪَادَ جُؤْجُؤُهَا يَنْحَطِمْ
  وَخَلَا الشَّيْءُ خُلُوًّا: مَضَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ؛ أَيْ مَضَى وَأُرْسِلُ. وَالْقُرُونُ الْخَالِيَةُ: هُمُ الْمَوَاضِي. وَيُقَالُ: خَلَا قَرْنٌ فَقَرْنٌ أَيْ مَضَى. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً قَدْ خَلَا مِنْهَا؛ أَيْ ڪَبِرَتْ وَمَضَى مُعْظَمُ عُمْرِهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَلَمَّا خَلَا سِنِّي وَنَثَرْتُ لَهُ ذَا بَطْنِي؛ تُرِيدُ أَنَّهَا ڪَبِرَتْ وَأَوْلَدَتْ لَهُ. وَتَخَلَّى عَنِ الْأَمْرِ وَمِنَ الْأَمْرِ: تَبَرَّأَ. وَتَخَلَّى: تَفَرَّغَ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِيِّ: قَلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا آيَاتُ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: (أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ إِلَى اللَّهِ وَتَخَلَّيْتُ)؛ التَّخَلِّي: التَّفَرُّغُ. يُقَالُ: تَخَلَّى لِلْعِبَادَةِ، وَهُوَ تَفَعُّلٌ مِنَ الْخُلُوِّ، وَالْمُرَادُ التَّبَرُّؤُ مِنَ الشِّرْكِ وَعَقْدُ الْقَلْبِ عَلَى الْإِيمَانِ. وَخَلَّى عَنِ الشَّيْءِ: أَرْسَلَهُ، وَخَلَّى سَبِيلَهُ فَهُوَ مُخَلًّى عَنْهُ، وَرَأَيْتُهُ مُخَلِّيًا؛ قَاْلَ الشَّاعِرُ:
مَا لِي أَرَاكَ مُخَلِّيًا     أَيْنَ السَّلَاسِلُ وَالْقُيُودُ
أَغَلَا الْحَدِيدُ بِأَرْضِكُمْ     أَمْ لَيْسَ يَضْبِطُكَ الْحَدِيدُ
وَخَلَّى فُلَانٌ مَكَانَهُ إِذَا مَاتَ؛ قَالَ:
فَإِنْ يَكُ عَبْدُ اللَّهِ خَلَّى مَكَانَهُ     فَمَا ڪَانَ وَقَّافًا وَلَا مُتَنَطِّقَا
قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: خَلَا فُلَانٌ إِذَا مَاتَ، وَخَلَا إِذَا أَكَلَ الطَّيِّبَ، وَخَلَا إِذَا تَعَيَّدَ، وَخَلَا إِذَا تَبَرَّأَ مِنْ ذَنْبٍ قُرِفَ بِهِ. وَيُقَالُ: لَا أَخْلَى اللَّهُ مَكَانَكَ، تَدْعُو لَهُ بِالْبَقَاءِ. وَخَلَا: ڪَلِمَةٌ مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِثْنَاءِ تَجُرُّ مَا بَعْدَهَا وَتَنْصِبُهُ، فَإِذَا قُلْتَ مَا خَلَا زَيْدًا، فَالنَّصْبُ لَا غَيْرَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ مَا فِي الدَّارِ أَحَدٌ خَلَا زَيْدًا وَزَيْدٍ، نَصْبٌ وَجَرٌّ، فَإِذَا قُلْتَ مَا خَلَا زَيْدًا فَانْصِبْ فَإِنَّهُ قَدْ بُيِّنَ الْفِعْلُ. قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ جَاءُونِي خَلَا زَيْدًا، تَنْصِبُ بِهَا إِذَا جَعَلْتَهَا فِعْلًا وَتُضْمِرَ فِيهَا الْفَاعِلَ ڪَأَنَّكَ قُلْتَ خَلَا مَنْ جَاءَنِي مِنْ زَيْدٍ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ خَلَا بَعْضُهُمْ زَيْدًا، فَإِذَا قُلْتَ خَلَا زَيْدٍ فَجَرَرْتَ، فَهُوَ عِنْدَ بَعْضِ النَّحْوِيِّينَ حَرْفُ جَرٍّ بِمَنْزِلَةِ حَاشَى، وَعِنْدَ بَعْضِهِمْ مَصْدَرٌ مُضَافٌ، وَأَمَّا مَا خَلَا فَلَا يَكُونُ بَعْدَهَا إِلَّا النَّصْبُ، تَقُولُ جَاءُونِي مَا خَلَا زَيْدًا لِأَنَّ خَلَا لَا تَكُونُ بَعْدَ مَا إِلَّا صِلَةً لَهَا، وَهِيَ مَعَهَا مَصْدَرٌ، ڪَأَنَّكَ قُلْتَ جَاءُونِي خُلُوَّ زَيْدٍ أَيْ خُلُوَّهُمْ مِنْ زَيْدٍ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَا الْمَصْدَرِيَّةُ لَا تُوصَلُ بِحَرْفِ الْجَرِّ، فَدَلَّ أَنَّ خَلَا فِعْلٌ. وَتَقُولُ: مَا أَرَدْتُ مَسَاءَتَكَ خَلَا أَنِّي وَعَظْتُكَ، مَعْنَاهُ إِلَّا أَنِّي وَعَظْتُكَ؛ وَأَنْشَدَ:
خَلَا اللَّهُ لَا أَرْجُو سِوَاكَ وَإِنَّمَا     أَعُدُّ عِيَالِي شُعْبَةً مِنْ عِيَالِكَا
وَفِي الْمَثَلِ: أَنَا مِنْ هَذَا الْأَمْرِ ڪَفَالِجِ بْنِ خَلَاوَةَ؛ أَيْ بَرِيءٌ خَلَاءٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي حَرْفِ الْجِيمِ. وَخَلَاوَةُ: اسْمُ رَجُلٍ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. وَبَنُو خَلَاوَةَ: بَطْنٌ مِنْ أَشْجَعَ، وَهُوَ خَلَاوَةُ بْنُ سُبَيْعِ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَشْجَعَ؛ قَاْلَ أَبُو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبِيُّ:
خَلَاوِيَّةٌ إِنْ قُلْتَ جُودِي وَجَدْتَهَا     نَوَارَ الصَّبَا قَطَّاعَةً لِلْعَلَائِقِ
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْخَلْوَتَانِ شَفْرَتَا النَّصْلِ، وَاحِدَتُهُمَا خَلْوَةٌ. وَقَوْلُهُمْ: افْعَلْ ڪَذَا وَخَلَاكَ ذَمٌّ أَيْ أَعْذَرْتَ وَسَقَطَ عَنْكَ الذَّمُّ؛ قَاْلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ:
فَشَأْنَكِ فَانْعَمِي وَخَلَاكِ ذَمٌّ     وَلَا أَرْجِعْ إِلَى أَهْلٍ وَرَائِي
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ – رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: وَخَلَاكُمْ ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَالْخَلِيُّ: الرَّطْبُ مِنَ النَّبَاتِ، وَاحِدَتُهُ خَلَاةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الْخَلَى الرَّطْبُ مِنَ الْحَشِيشِ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ الْخَلَى الرُّطْبُ، بِالضَّمِّ لَا غَيْرَ، فَإِذَا قُلْتَ الرَّطْبُ مِنَ الْحَشِيشِ فَتَحْتَ لِأَنَّكَ تُرِيدُ ضِدَّ الْيَابِسِ، وَقِيلَ: الْخَلَاةُ ڪُلُّ بَقْلَةٍ قَلَعْتَهَا، وَقَدْ يُجْمَعُ الْخَلَى عَلَى أَخْلَاءٍ؛ حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ. وَجَاءَ فِي الْمَثَلِ: عَبْدٌ وَخَلًى فِي يَدَيْهِ، أَيْ أَنَّهُ مَعَ عُبُودِيَّتِهِ غَنِيُّ. قَاْلَ يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُلْ وَحَلْيٌ فِي يَدَيْهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْخَلِيُّ الرَّطْبُ مِنَ الْحَشِيشِ، وَبِهِ سُمِّيَتِ الْمِخْلَاةُ، فَإِذَا يَبِسَ فَهُوَ حَشِيشٌ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُ الْأَعْشَى:
وَحَوْلِيَ بَكْرٌ وَأَشْيَاعُهَا     وَلَسْتُ خَلَاةً لِمَنْ أَوْعَدَنْ
أَيْ لَسْتُ بِمَنْزِلَةِ الْخَلَاةِ يَأْخُذُهَا الْآخِذُ ڪَيْفَ شَاءَ بَلْ أَنَا فِي عِزًّ وَمَنَعَةٍ. وَفِي حَدِيثِ مُعْتَمِرٍ: سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ عَجِينٍ يُعْجَنُ بِدُرْدِيٍّ. فَقَالَ: إِنْ ڪَانَ يُسْكِرُ فَلَا، فَحَدَّثَ الْأَصْمَعِيُّ بِهِ مُعْتَمِرًا فَقَالَ: أَوَ ڪَانَ ڪَمَا قَالَ:
رَأَى فِي ڪَفِّ صَاحِبِهِ خَلَاةً     فَتُعْجِبُهُ وَيُفْزِعُهُ الْجَرِيرُ
الْخَلَاةُ: الطَّائِفَةُ مِنَ الْخَلَا، وَذَلِكَ أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ الرَّجُلَ يَنِدُّ بَعِيرُهُ، فَيَأْخُذُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عُشْبًا وَبِالْأُخْرَى حَبْلًا، فَيَنْظُرُ الْبَعِيرُ إِلَيْهِمَا فَلَا يَدْرِي مَا يَصْنَعُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أَعْجَبَهُ فَتْوَى مَالِكٍ وَخَافَ التَّحْرِيمَ لِاخْتِلَافِ النَّاسِ فِي الْمُسْكِرِ فَتَوَقَّفَ وَتَمَثَّلَ بِالْبَيْتِ. وَأَخْلَتِ الْأَرْضُ: ڪَثُرَ خَلَاهَا. وَأَخْلَى اللَّهُ الْمَاشِيَةَ يُخْلِيهَا إِخْلَاءً: أَنْبَتَ لَهَا مَا تَأْكُلُ مِنَ الْخَلَى؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَخَلَى الْخَلَى خَلْيًا وَاخْتَلَاهُ فَانْخَلَى: جَزَّهُ وَقَطَعَهُ وَنَزَعَهُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: نَزَعَهُ. وَالْمِخْلَى: مَا خَلَاهُ وَجَزَّهُ بِهِ. وَالْمِخْلَاةُ: مَا وَضَعَهُ فِيهِ. وَخَلَى فِي الْمِخْلَاةِ: جَمَعَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. اللَّيْثُ: الْخَلَى هُوَ الْحَشِيشُ الَّذِي يُحْتَشُّ مِنْ بُقُولِ الرَّبِيعِ، وَقَدِ اخْتَلَيْتُهُ، وَبِهِ سُمِّيَتِ الْمِخْلَاةُ، وَالْوَاحِدَةُ خَلَاةٌ، وَأَعْطِنِي مِخْلَاةً أَخْلِي فِيهَا. وَخَلَيْتُ فَرَسِي إِذَا حَشَشْتُ عَلَيْهِ الْحَشِيشَ. وَفِي حَدِيثِ تَحْرِيمِ مَكَّةَ: لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا؛ الْخَلَى: النَّبَاتُ الرَّقِيقُ مَا دَامَ رَطْبًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: ڪَانَ يَخْتَلِي لِفَرَسِهِ؛ أَيْ يَقْطَعُ لَهَا الْخَلَى. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: إِذَا اخْتُلِيَتْ فِي الْحَرْبِ هَامُ الْأَكَابِرِ؛ أَيْ قُطِعَتْ رُءُوسُهُمْ. وَخَلَى الْبَعِيرَ وَالْفَرَسَ يَخْلِيهَا خَلْيًا: جَزَّ لَهُ الْخَلَى. وَالسَّيْفُ يَخْتَلِي أَيْ يَقْطَعُ. وَالْمُخْتَلُونَ وَالْخَالُونَ: الَّذِينَ يَخْتَلُونَ الْخَلَى وَيَقْطَعُونَهُ. وَخَلَى اللِّجَامَ عَنِ الْفَرَسِ يَخْلِيهِ: نَزَعَهُ. وَخَلَى الْفَرَسَ خَلْيًا: أَلْقَى فِي فِيهِ اللِّجَامَ؛ قَاْلَ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي خَلَيْتُ الْفَرَسَ:
تَمَطَّيْتُ أَخْلِيهِ اللِّجَامَ وَبَذَّنِي     وَشَخْصِي يُسَامِي شَخْصَهُ وَهْوَ طَائِلُهْ
وَخَلَى الْقِدْرَ خَلْيًا: أَلْقَى تَحْتَهَا حَطَبًا. وَخَلَاهَا أَيْضًا: طَرَحَ فِيهَا  اللَّحْمَ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَخْلَيْتَ الْقِدْرَ إِذَا أَلْقَيْتَ تَحْتَهَا حَطَبًا. وَخَلَيْتُهَا إِذَا طَرَحْتَ فِيهَا اللَّحْمَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

معنى كلمة خلا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلنج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلنج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلنج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلنج: الْخَلَنْجُ: شَجَرٌ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ تُتَّخَذُ مِنْ خَشَبِهِ الْأَوَانِي؛ قَاْلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:
يَلْبَسُ الْحَيْشَ بِالْحُيُوشِ وَيَسْقِي لَبَنَ الْبُخْتِ فِي عِسَاسِ الْخَلَنْجِ
وَالْجَمْعُ الْخَلَانِجُ؛ قَاْلَ هِمْيَانُ بْنُ قُحَافَةَ:
حَتَّى إِذَا مَا قَضَتِ الْحَوَائِجَا     وَمَلَأَتْ حُلَّابُهَا الْخَلَانِجَا
مِنْهَا وَثَمُّوا الْأَوْطُبَ النَّوَاشِجَا
وَقِيلَ: هُوَ ڪُلُّ جَفْنَةٍ وَصَحْفَةٍ وَآنِيَةٍ صُنِعَتْ مِنْ خَشَبٍ ذِي طَرَائِقَ وَأَسَارِيعَ مُوَشَّاةٍ.

معنى كلمة خلنج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلم: الْخِلْمُ، بِالْكَسْرِ: الصَّدِيقُ الْخَالِصُ. وَهُوَ خِلْمُ نِسَاءٍ أَيْ تِبْعُهُنَّ، وَالْجَمْعُ أَخْلَامٌ وَخُلَمَاءُ؛ قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنْ خُلَمَاءَ إِنَّمَا هُوَ عَلَى تَوَهُّمِ خَلِيمٍ. وَالْمُخَالَمَةُ: الْمُصَادَقَةُ وَالْمُغَازَلَةُ. قَاْلَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ حِكَايَةً عَنِ الْبَصْرِيِّينَ: ڪَانُوا لَا يَعُدُّونَ الْمُتَفَنِّنَةَ حَتَّى يَكُونَ لَهَا خِلْمَانٌ سِوَى زَوْجِهَا. أَبُو عَمْرٍو: الْخِلْمُ شَحْمُ ثَرْبِ الشَّاةِ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي بَابِ فُعُلٍ: الْخُلُمُ شُحُومُ ثَرْبِ الشَّاةِ، وَالْخُلُمُ الْأَصْدِقَاءُ، وَالْأَخْلَامُ الْأَصْحَابُ؛ قَاْلَ الْكُمَيْتُ:
إِذَا ابْتَسَرَ الْحَرْبَ أَخْلَامُهَا ڪِشَافًا وَهُيِّخَتِ الْأَفْحُلُ
وَالْخِلْمُ: مَرْبِضُ الظَّبْيَةِ أَوْ ڪِنَاسُهَا لِإِلْفِهَا إِيَّاهُ، وَهُوَ الْأَصْلُ فِي ذَلِكَ، تَتَّخِذُهُ مَأْلَفًا وَتَأْوِي إِلَيْهِ، وَيُسَمَّى الصَّدِيقُ خِلْمًا لِأُلْفَتِهِ، وَفُلَانٌ خِلْمُ فُلَانٍ. وَالْأَخْلَامُ: مَرَابِضُ الْغَنَمِ. وَالْخِلْمُ أَيْضًا: الْعَظِيمُ.

معنى كلمة خلم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلل: الْخَلُّ: مَعْرُوفٌ؛ قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: الْخَلُّ مَا حَمُضَ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ وَغَيْرِهِ؛ قَاْلَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ، وَاحِدَتُهُ خَلَّةٌ، يَذْهَبُ بِذَلِكَ إِلَى الطَّائِفَةِ مِنْهُ؛ قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: قَاْلَ أَبُو زِيَادٍ جَاءُوا بِخَلَّةٍ لَهُمْ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي أَعَنَى الطَّائِفَةَ مِنَ الْخَلِّ أَمْ هِيَ لُغَةٌ فِيهِ ڪَخَمْرٍ وَخَمْرَةٍ، وَيُقَالُ لِلْخَمْرِ أُمُّ الْخَلِّ؛ قَالَ:
رَمَيْتُ بِأُمِّ الْخَلِّ حَبَّةَ قَلْبِهِ فَلَمْ يَنْتَعِشْ مِنْهَا ثَلَاثَ لَيَالِ
وَالْخَلَّةُ: الْخَمْرُ عَامَّةٌ، وَقِيلَ: الْخَلُّ الْخَمْرَةُ الْحَامِضَةُ، وَهُوَ الْقِيَاسُ؛ قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
عُقَارٌ ڪَمَاءِ النِّيءِ لَيْسَتْ بِخَمْطَةٍ     وَلَا خَلَّةً يَكْوِي الشَّرُوبَ شِهَابُهَا
وَيُرْوَى: فَجَاءَ بِهَا صَفْرَاءَ لَيْسَتْ؛ يَقُولُ: هِيَ فِي لَوْنِ مَاءِ اللَّحْمِ النِّيءِ، وَلَيْسَتْ ڪَالْخَمْطَةِ الَّتِي لَمْ تُدْرَكْ بَعْدُ، وَلَا ڪَالْخَلَّةِ الَّتِي جَاوَزَتِ الْقَدْرَ حَتَّى ڪَادَتْ تَصِيرُ خَلًّا. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ إِنَّ الْخَمْرَ لَيْسَتْ بِخَمْطَةٍ وَلَا خَلَّةٍ أَيْ لَيْسَتْ بِحَامِضَةٍ، وَالْخَمْطَةُ: الَّتِي قَدْ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ رِيحٍ ڪَرِيحِ النَّبْقِ وَالتُّفَّاحِ، وَجَاءَنَا بِلَبَنٍ خَامِطٍ مِنْهُ، وَقِيلَ: الْخَلَّةُ الْخَمْرَةُ الْقَارِصَةُ، وَقِيلَ: الْخَلَّةُ الْخَمْرَةُ الْمُتَغَيِّرَةُ الطَّعْمِ مِنْ غَيْرِ حُمُوضَةٍ، وَجَمْعُهَا خَلٌّ؛ قَاْلَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:
مُشَعْشَةً ڪَعَيْنِ الدِّيكِ لَيْسَتْ     إِذَا دِيفَتْ مِنَ الْخَلِّ الْخِمَاطِ
وَخَلَّلَتِ الْخَمْرُ وَغَيْرُهَا مِنَ الْأَشْرِبَةِ: فَسَدَتْ وَحَمُضَتْ. وَخَلَّلَ الْخَمْرُ: جَعَلَهَا خَلًّا. وَخَلَّلَ الْبُسْرَ: جَعَلَهُ فِي الشَّمْسِ ثُمَّ نَضَحَهُ بِالْخَلِّ ثُمَّ جَعَلَهُ فِي جَرَّةٍ. وَالْخَلُّ: الَّذِي يُؤْتَدَمُ بِهِ؛ سُمِّيَ خَلًّا لِأَنَّهُ اخْتَلَّ مِنْهُ طَعْمُ الْحَلَاوَةِ. وَالتَّخْلِيلُ: اتِّخَاذُ الْخَلِّ. أَبُو عُبَيْدٍ: وَالْخَلُّ وَالْخَمْرُ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ. وَفِي الْمَثَلِ: مَا فُلَانٌ بِخَلٍّ وَلَا خَمْرٍ؛ أَيْ لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا شَرَّ عِنْدَهُ؛ قَاْلَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ يُخَاطِبُ زَوْجَتَهُ:
هَلَّا سَأَلَتِ بِعَادِيَاءَ وَبَيْتِهِ     وَالْخَلِّ وَالْخَمْرِ الَّذِي لَمْ يُمْنَعِ
وَيُرْوَى: الَّتِي لَمْ تُمْنَعِ، أَيِ الَّتِي قَدْ أُحِلَّتْ؛ وَبَعْدَ هَذَا الْبَيْتِ بِأَبْيَاتٍ:
لَا تَجْزَعِي إِنْ مُنْفِسًا أَهْلَكْتُهُ     وَإِذَا هَلَكْتُ فَعِنْدَ ذَلِكَ فَاجْزَعِي
وَسُئِلَ الْأَصْمَعِيُّ عَنِ الْخَلِّ وَالْخَمْرِ فِي هَذَا الشِّعْرِ فَقَالَ: الْخَمْرُ الْخَيْرُ وَالْخَلُّ الشَّرُّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ: الْخَلُّ الْخَيْرُ وَالْخَمْرُ الشَّرُّ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: مَا لَهُ خَلٌّ وَلَا خَمْرٌ أَيْ مَا لَهُ خَيْرٌ وَلَا شَرٌّ. وَالِاخْتِلَالُ: اتِّخَاذُ الْخَلِّ. اللَّيْثُ: الِاخْتِلَالُ مِنَ الْخَلِّ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ؛ قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسْمَعْ لِغَيْرِهِ أَنَّهُ يُقَالُ اخْتَلَّ الْعَصِيرُ إِذَا صَارَ خَلًّا، وَكَلَامُهُمُ الْجَيِّدُ: خَلَّلَ شَرَابُ فُلَانٍ إِذَا فَسَدَ وَصَارَ خَلًّا. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ شَرَابُ فُلَانٍ قَدْ خَلَّلَ يُخَلِّلُ تَخْلِيلًا، قَالَ: وَكَذَلِكَ ڪَلُّ مَا حَمُضَ مِنَ الْأَشْرِبَةِ يُقَالُ لَهُ قَدْ خَلَّلَ. وَالْخَلَّالُ: بَائِعُ الْخَلِّ وَصَانِعُهُ. وَحَكَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخَلَّةُ الْخُمْرَةُ الْحَامِضَةُ، يَعْنِي بِالْخُمْرَةِ الْخَمِيرَ، فَرَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: إِنَّمَا هِيَ الْخَمْرَةُ، بِفَتْحِ الْخَاءِ، يَعْنِي بِذَلِكَ الْخَمْرَ بِعَيْنِهَا. وَالْخَلُّ أَيْضًا: الْحَمْضُ؛ عَنْ ڪُرَاعٍ؛ وَأَنْشَدَ:
لَيْسَتْ مِنَ الْخَلِّ وَلَا الْخِمَاطِ
وَالْخُلَّةُ: ڪُلُّ نَبْتٍ حُلْوٍ؛ قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: الْخُلَّةُ مِنَ النَّبَاتِ مَا ڪَانَتْ فِيهِ حَلَاوَةٌ مِنَ الْمَرْعَى، وَقِيلَ: الْمَرْعَى ڪُلُّهُ حَمْضٌ وَخُلَّةٌ، فَالْحَمْضُ مَا ڪَانَتْ فِيهِ مُلُوحَةٌ، وَالْخُلَّةُ مَا سِوَى ذَلِكَ؛ قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الشَّجَرِ الْعِظَامِ بِحَمْضٍ وَلَا خُلَّةٍ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْخُلَّةُ تَكُونُ مِنَ الشَّجَرِ وَغَيْرِهِ، وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: هُوَ مِنَ الشَّجَرِ خَاصَّةً؛ قَاْلَ أَبُو حَنِيفَةَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْأَرْضَ إِذَا لَمْ يَكُنْ بِهَا حَمْضٌ خُلَّةً وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِهَا مِنَ النَّبَاتِ شَيْءٌ يَقُولُونَ: عَلَوْنَا أَرْضًا خُلَّةً وَأَرَضِينَ خُلَلًا؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الْخُلَّةُ إِنَّمَا هِيَ الْأَرْضُ. يُقَالُ: أَرْضٌ خُلَّةٌ. وَخُلَلُ الْأَرْضِ: الَّتِي لَا حَمْضَ بِهَا، قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلشَّجَرِ خُلَّةٌ وَلَا يُذَكَّرُ؛ وَهِيَ الْأَرْضُ الَّتِي لَا حَمْضَ بِهَا، وَرُبَّمَا ڪَانَ بِهَا عِضَاهٌ، وَرُبَّمَا لَمْ يَكُنْ، وَلَوْ أَتَيْتَ أَرْضًا لَيْسَ بِهَا شَيْءٌ مِنَ الشَّجَرِ وَهِيَ جُرُزٌ مِنَ الْأَرْضِ قُلْتَ: إِنَّهَا لَخُلَّةٌ؛ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْخُلَّةُ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مِلْحٌ وَلَا حُمُوضَةٌ، وَالْحَمْضُ مَا ڪَانَ فِيهِ حَمْضٌ وَمُلُوحَةٌ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ:
صَادَفْنَ وَادِيَهُ الْمَغْبُوطَ نَازِلُهُ     لَا مَرْتَعًا بَعُدَتْ مِنْ حَمْضِهِ الْخُلَلُ
وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الْخُلَّةُ خُبْزُ الْإِبِلِ وَالْحَمْضُ لَحْمُهَا أَوْ فَاكِهَتُهَا أَوْ خَبِيصُهَا، وَإِنَّمَا تُحَوَّلُ إِلَى الْحَمْضِ إِذَا مَلَّتِ الْخُلَّةُ. وَقَوْمٌ مُخِلُّونَ: إِذَا ڪَانُوا يَرْعَوْنَ الْخُلَّةَ. وَبَعِيرٌ خُلِّيٌّ، وَإِبِلٌ خُلِّيَّةٌ وَمُخِلَّةٌ وَمُخْتَلَّةٌ: تَرْعَى الْخُلَّةَ. وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّكَ مُخْتَلٌّ فَتَحَمَّضْ؛ أَيِ انْتَقِلْ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ. قَاْلَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ مَثَلٌ يُقَالُ لِلْمُتَوَعِّدِ الْمُتَهَدِّدِ؛ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو فِي قَوْلِ الطِّرِمَّاحِ:
لَا يَنِي يُحْمِضُ الْعَدُوَّ وَذُو الْخُلْ     لَةِ يُشْفَى صَدَاهُ بِالْإِحْمَاضِ
 يَقُولُ: إِنْ لَمْ يَرْضَوْا بِالْخُلَّةِ أَطْعَمُوهُمُ الْحَمْضَ، وَيَقُولُ: مَنْ جَاءَ مُشْتَهِيًا قِتَالَنَا شَفَيْنَا شَهْوَتَهُ بِإِيقَاعِنَا بِهِ ڪَمَا تُشْفَى الْإِبِلُ الْمُخْتَلَّةُ بِالْحَمْضِ، وَالْعَرَبُ تَضْرِبُ الْخُلَّةَ مَثَلًا لِلدَّعَةِ وَالسَّعَةِ، وَتَضْرِبُ الْحَمْضَ مَثَلًا لِلشَّرِّ وَالْحَرْبِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جَاءَتِ الْإِبِلُ مُخْتَلَّةً أَيْ أَكَلَتِ الْخُلَّةَ وَاشْتَهَتِ الْحَمْضَ. وَأَرْضٌ مُخِلَّةٌ: ڪَثِيرَةُ الْخُلَّةِ لَيْسَ بِهَا حَمْضٌ. وَأَخَلَّ الْقَوْمُ: رَعَتْ إِبِلُهُمُ الْخُلَّةَ. وَقَالَتْ بَعْضُ نِسَاءِ الْأَعْرَابِ وَهِيَ تَتَمَنَّى بَعْلًا: إِنْ ضَمَّ قَضْقَضَ، وَإِنْ دَسَرَ أَغْمَضَ، وَإِنْ أَخَلَّ أَحْمَضَ؛ قَالَتْ لَهَا أُمُّهَا: لَقَدْ فَرَرْتِ لِي شِرَّةَ الشَّبَابِ جَذَعَةً؛ تَقُولُ: إِنْ أَخَذَ مِنْ قُبُلٍ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِأَنْ يَأْخُذَ مِنْ دُبُرٍ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:
جَاءُوا مُخِلِّينَ فَلَاقَوْا حَمْضًا     وَرَهِبُوا النَّقْضَ فَلَاقَوْا نَقْضَا
أَيْ ڪَانَ فِي قُلُوبِهِمْ حُبُّ الْقِتَالِ وَالشَّرِّ فَلَقُوا مَنْ شَفَاهُمْ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ لَاقَوْا أَشَدَّ مِمَّا ڪَانُوا فِيهِ؛ يُضْرَبُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ يَتَوَعَّدُ وَيَتَهَدَّدُ فَيَلْقَى مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ. وَيُقَالُ: إِبِلٌ حَامِضَةٌ وَقَدْ حَمَضَتْ هِيَ وَأَحْمَضْتُهَا أَنَا، وَلَا يُقَالُ إِبِلٌ خَالَّةٌ. وَخَلَّ الْإِبِلَ يَخُلُّهَا خَلًّا وَأَخَلَّهَا: حَوَّلَهَا إِلَى الْخُلَّةِ، وَأَخْلَلْتُهَا أَيْ رَعَيْتُهَا فِي الْخُلَّةِ. وَاخْتَلَّتِ الْإِبِلُ: احْتَبَسَتْ فِي الْخُلَّةِ؛ قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: مِنْ أَطْيَبِ الْخُلَّةِ عِنْدَ الْعَرَبِ الْحَلِيُّ وَالصِّلِّيَانُ، وَلَا تَكُونُ الْخُلَّةُ إِلَّا مِنَ الْعُرْوَةِ، وَهُوَ ڪُلُّ نَبْتٍ لَهُ أَصْلٌ فِي الْأَرْضِ يَبْقَى عِصْمَةً لِلنَّعَمِ إِذَا أَجْدَبَتِ السَّنَةُ وَهِيَ الْعُلْقَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ. وَالْعَرْفَجُ وَالْحِلَّةُ: مِنَ الْخُلَّةِ أَيْضًا. ابْنُ سِيدَهْ: الْخُلَّةُ شَجَرَةٌ شَاكَّةٌ، وَهِيَ الْخُلَّةُ الَّتِي ذَكَرَتْهَا إِحْدَى الْمُتَخَاصِمَتَيْنِ إِلَى ابْنَةِ الْخُسِّ حِينَ قَالَتْ: مَرْعَى إِبِلِ أَبِي الْخُلَّةِ، قَالَتْ لَهَا ابْنَةُ الْخُسِّ: سَرِيعَةُ الدِّرَّةِ وَالْجِرَّةِ. وَخُلَّةُ الْعَرْفَجِ: مَنْبِتُهُ وَمُجْتَمَعُهُ. وَالْخَلَلُ: مُنْفَرَجُ مَا بَيْنَ ڪُلِّ شَيْئَيْنِ. وَخَلَّلَ بَيْنَهُمَا: فَرَّجَ، وَالْجَمْعُ الْخِلَالُ مِثْلُ جَبَلٍ وَجِبَالٍ، وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ: فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ، وَخَلَلِهُ. وَخَلَلُ السَّحَابِ وَخِلَالُهُ: مَخَارِجُ الْمَاءِ مِنْهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: ثُقَبُهُ وَهِيَ مَخَارِجُ مَصَبِّ الْقَطْرِ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ فِي قَوْلِهِ: فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ، قَالَ: قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ هَذَا هُوَ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ أَنَّهُ قَرَأَ: فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خَلَلِهِ، وَهِيَ فُرَجٌ فِي السَّحَابِ يَخْرُجُ مِنْهَا. التَّهْذِيبُ: الْخَلَّةُ الْخَصَاصَةُ فِي الْوَشِيعِ. وَهِيَ الْفُرْجَةُ فِي الْخُصِّ. وَفِي رَأْيِ فُلَانٍ خَلَلٌ أَيْ فُرْجَةٌ. وَالْخَلَلُ: الْفُرْجَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. وَالْخَلَّةُ: الثُّقْبَةُ الصَّغِيرَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الثُّقْبَةُ مَا ڪَانَتْ؛ وَقَوْلُهُ يَصِفُ فَرَسًا:
أَحَالَ عَلَيْهِ بِالْقَنَاةِ غُلَامُنَا     فَأَذْرِعْ بِهِ لِخَلَّةِ الشَّاةِ رَاقِعَا
مَعْنَاهُ أَنَّ الْفَرَسَ يَعْدُو وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّاةِ خَلَّةٌ فَيُدْرِكُهَا فَكَأَنَّهُ رَقَعَ تِلْكَ الْخَلَّةَ بِشَخْصِهِ، وَقِيلَ: يَعْدُو وَبَيْنَ الشَّاتَيْنِ خَلَّةٌ فَيَرْقَعُ مَا بَيْنَهُمَا بِنَفْسِهِ. وَهُوَ خِلَلُهُمْ وَخِلَالَهُمْ أَيْ بَيْنَهُمْ. وَخِلَالُ الدَّارِ: مَا حَوَالَيْ جُدُرِهَا وَمَا بَيْنَ بُيُوتِهَا. وَتَخَلَّلْتُ دِيَارَهُمْ: مَشَيْتُ خِلَالَهَا. وَتَخَلَّلْتُ الرَّمْلَ أَيْ مَضَيْتُ فِيهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جَلَسْنَا خِلَالَ الْحَيِّ وَخِلَالَ دُورِ الْقَوْمِ أَيْ جَلَسْنَا بَيْنَ الْبُيُوتِ وَوَسَطَ الدُّوْرِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَالُ سِرْنَا خِلَلَ الْعَدُوِّ وَخِلَالَهُمْ أَيْ بَيْنَهُمْ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ؛ قَاْلَ الزَّجَّاجُ: أَوْضَعْتَ فِي السَّيْرِ إِذَا أَسْرَعْتَ فِيهِ؛ الْمَعْنَى: وَلَأَسْرَعُوا فِيمَا يُخِلُّ بِكُمْ، وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: أَرَادَ وَلَأَوْضَعُوا مَرَاكِبَهُمْ خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةُ، وَجَعَلَ خِلَالَكُمْ بِمَعْنَى: وَسَطَكُمْ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ أَيْ لَأَسْرَعُوا فِي الْهَرَبِ خِلَالَكُمْ أَيْ مَا تَفَرَّقَ مِنَ الْجَمَاعَاتِ لِطَلَبِ الْخَلْوَةِ وَالْفِرَارِ. وَتَخَلَّلَ الْقَوْمَ: دَخَلَ بَيْنَ خَلَلِهِمْ وَخِلَالِهِمْ؛ وَمِنْهُ تَخَلُّلُ الْأَسْنَانِ. وَتَخَلَّلَ الرُّطَبَ: طَلَبَهُ خِلَالَ السَّعَفِ بَعْدَ انْقِضَاءِ الصِّرَامِ، وَاسْمُ ذَلِكَ الرُّطَبِ الْخُلَالَةُ؛ وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هِيَ مَا يَبْقَى فِي أُصُولِ السَّعَفِ مِنَ التَّمْرِ الَّذِي يَنْتَثِرُ، وَتَخْلِيلُ اللِّحْيَةِ وَالْأَصَابِعِ فِي الْوُضُوءِ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ: تَخَلَّلْتُ. وَخَلَّلَ فُلَانٌ أَصَابِعَهُ بِالْمَاءِ: أَسَالَ الْمَاءَ بَيْنَهَا فِي الْوُضُوءِ، وَكَذَلِكَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَدْخَلَ الْمَاءَ بَيْنَ شَعْرِهَا وَأَوْصَلَ الْمَاءَ إِلَى بَشَرَتِهِ بِأَصَابِعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: خَلِّلُوا أَصَابِعَكُمْ لَا تَخَلَّلَهَا نَارٌ قَلِيلٌ بُقْيَاهَا، وَفِي رِوَايَةٍ: خَلِّلُوا بَيْنَ الْأَصَابِعِ لَا يُخَلِّلُ اللَّهُ بَيْنَهَا بِالنَّارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: رَحِمَ اللَّهُ الْمُتَخَلِّلِينَ مِنْ أُمَّتِي فِي الْوُضُوءِ وَالطَّعَامِ؛ التَّخْلِيلُ: تَفْرِيقُ شَعْرِ اللِّحْيَةِ وَأَصَابِعِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ فِي الْوُضُوءِ، وَأَصْلُهُ مِنْ إِدْخَالِ الشَّيْءِ فِي خِلَالِ الشَّيْءِ، وَهُوَ وَسَطُهُ. وَخَلَّ الشَّيْءَ يَخُلُّهُ خَلًّا، فَهُوَ مَخْلُولٌ وَخَلِيلٌ، وَتَخَلَّلَهُ: ثَقَبَهُ وَنَفَذَهُ، وَالْخِلَالُ: مَا خَلَّهُ بِهِ، وَالْجَمْعُ أَخِلَّةٌ. وَالْخِلَالُ: الْعُودُ الَّذِي يُتَخَلَّلُ بِهِ، وَمَا خُلَّ بِهِ الثَّوْبُ أَيْضًا، وَالْجَمْعُ الْأَخِلَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا الْخِلَالُ نُبَايِعُ. وَالْأَخِلَّةُ أَيْضًا: الْخَشَبَاتُ الصِّغَارُ اللَّوَاتِي يُخَلُّ بِهَا مَا بَيْنَ شِقَاقِ الْبَيْتِ. وَالْخِلَالُ: عُوْدٌ يُجْعَلُ فِي لِسَانِ الْفَصِيلِ لِئَلَّا يَرْضَعَ وَلَا يَقْدِرَ عَلَى الْمَصِّ؛ قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
فَكَرَّ إِلَيْهِ بِمِبْرَاتِهِ     ڪَمَا خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ الْمُجِرُّ
وَقَدْ خَلَّهُ يَخُلُّهُ خَلًّا، وَقِيلَ: خَلَّهُ شَقَّ لِسَانَهُ ثُمَّ جَعَلَ فِيهِ ذَلِكَ الْعُودَ. وَفَصِيلٌ مَخْلُولٌ إِذَا غُرِزَ خِلَالٌ عَلَى أَنْفِهِ لِئَلَّا يَرْضَعَ أُمَّهُ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تُزْجِيهِ إِذَا أَوْجَعَ ضَرْعَهَا الْخِلَالُ، وَخَلَلْتُ لِسَانَهُ أَخُلُّهُ. وَيُقَالُ: خَلَّ ثَوْبَهُ بِخِلَالٍ يَخُلُّهُ خَلًّا، فَهُوَ مَخْلُولٌ إِذَا شَكَّهُ بِالْخِلَالِ. وَخَلَّ الْكِسَاءَ وَغَيْرَهُ يَخُلُّهُ خَلًّا: جَمَعَ أَطْرَافَهُ بِخِلَالٍ؛ وَقَوْلُهُ يَصِفُ بَقَرًا:
سَمِعْنَ بِمَوْتِهِ فَظَهَرْنَ نَوْحًا     قِيَامًا مَا يُخَلُّ لَهُنَّ عُودُ
إِنَّمَا أَرَادَ: لَا يُخَلُّ لَهُنَّ ثَوْبٌ بِعُوْدٍ فَأَوْقَعَ الْخَلَّ عَلَى الْعُودِ اضْطِرَارًا؛ وَقَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ:
أَلَا هَلَكَ امْرُؤٌ قَامَتْ عَلَيْهِ     بِجَنْبِ عُنَيْزَةَ الْبَقَرُ الْهُجُودُ
قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَيُرْوَى لَا يُحَلُّ لَهُنَّ عُودٌ، قَالَ: وَهُوَ خِلَافُ الْمَعْنَى الَّذِي أَرَادَهُ الشَّاعِرُ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ڪَانَ لَهُ ڪِسَاءٌ فَدَكِيٌّ فَإِذَا رَكِبَ خَلَّهُ عَلَيْهِ؛ أَيْ جَمَعَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ بِخِلَالٍ مِنْ عُودٍ أَوْ حَدِيدٍ، وَمِنْهُ: خَلَلْتُهُ بِالرُّمْحِ إِذَا طَعَنْتُهُ بِهِ. وَالْخَلُّ: خَلُّكَ الْكِسَاءَ عَلَى نَفْسِكَ بِالْخِلَالِ؛ وَقَالَ:
سَأَلْتُكَ إِذْ خِبَاؤُكَ فَوْقَ تَلٍّ     وَأَنْتَ تَخُلُّهُ بِالْخَلِّ خَلَّا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ بِالْخَلِّ يُرِيدُ الطَّرِيقَ فِي الرَّمْلِ، وَخَلًّا، الْأَخِيرُ: الَّذِي يُصْطَبَغُ بِهِ يُرِيدُ: سَأَلْتُكَ خَلًّا أَصْطَبِغُ بِهِ وَأَنْتَ تَخُلُّ خِبَاءَكَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنَ الرَّمْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الْخَلُّ طَرِيقٌ فِي الرَّمْلِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، يُقَالُ حَيَّةُ خَلٍّ ڪَمَا يُقَالُ أَفْعَى صَرِيمَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الْخَلُّ الطَّرِيقُ النَّافِذُ بَيْنَ الرِّمَالِ الْمُتَرَاكِمَةِ؛ قَالَ:
أَقْبَلْتُهَا الْخَلَّ مِنْ شَوْرَانَ مُصْعِدَةً     إِنِّي لَأُزْرِي عَلَيْهَا وَهِيَ تَنْطَلِقُ
قَالَ: سُمِّيَ خَلًّا لِأَنَّهُ يَتَخَلَّلُ أَيْ يَنْفُذُ. وَتَخَلَّلَ الشَّيْءُ أَيْ نَفَذَ، وَقِيلَ: الْخَلُّ الطَّرِيقُ بَيْنَ الرَّمْلَتَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ طَرِيقٌ فِي الرَّمْلِ أَيًّا ڪَانَ؛ قَالَ:
مِنْ خَلِّ ضَمْرٍ حِينَ هَابَا وَدَجَا
وَالْجَمْعُ أَخُلٌّ وَخِلَالٌ. وَالْخَلَّةُ: الرَّمْلَةُ الْيَتِيمَةُ الْمُنْفَرِدَةُ مِنَ الرَّمْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ خَلَّةً بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ؛ أَيْ فِي سَبِيلٍ وَطَرِيقٍ بَيْنَهُمَا، قِيلَ لِلطَّرِيقِ وَالسَّبِيلِ خَلَّةٌ لِأَنَّ السَّبِيلَ خَلَّ مَا بَيْنَ الْبَلَدَيْنِ أَيْ أَخَذَ مَخِيطَ مَا بَيْنَهُمَا، خِطْتُ الْيَوْمَ خَيْطَةً أَيْ سِرْتُ سَيْرَةً، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ مِنَ الْحُلُولِ أَيْ سَمْتَ ذَلِكَ وَقُبَالَتَهُ. وَاخْتَلَّهُ بِسَهْمٍ: انْتَظَمَهُ. وَاخْتَلَّهُ بِالرُّمْحِ: نَفَذَهُ، يُقَالُ: طَعَنْتُهُ فَاخْتَلَلْتُ فُؤَادَهُ بِالرُّمْحِ أَيِ انْتَظَمْتُهُ؛ قَاْلَ الشَّاعِرُ:
نَبَذَ الْجُؤَارَ وَضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ     لَمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَهُ بِالْمِطْرَدِ
وَتَخَلَّلَهُ بِهِ: طَعَنَهُ طَعْنَةً إِثْرَ أُخْرَى. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: وَقُتِلَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ فَتَخَلَّلُوهُ بِالسُّيُوفِ مِنْ تَحْتِي؛ أَيْ قَتَلُوهُ بِهَا طَعْنًا حَيْثُ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَضْرِبُوهُ بِهَا ضَرْبًا. وَعَسْكَرٌ خَالٌّ وَمُتَخَلْخِلٌ: غَيْرُ مُتَضَامٍّ ڪَأَنَّ فِيهِ مَنَافِذَ. وَالْخَلَلُ: الْفَسَادُ وَالْوَهْنُ فِي الْأَمْرِ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ ڪَأَنَّهُ تُرِكَ مِنْهُ مَوْضِعٌ لَمْ يُبْرَمْ وَلَا أُحْكِمْ. وَفِي رَأْيِهِ خَلَلٌ أَيِ انْتِشَارٌ وَتَفَرُّقٌ. وَفِي حَدِيثِ الْمِقْدَامِ: مَا هَذَا بِأَوَّلِ مَا أَخْلَلْتُمْ بِي؛ أَيْ أَوْهَنْتُمُونِي وَلَمْ تُعِينُونِي. وَالْخَلَلُ فِي الْأَمْرِ وَالْحَرْبِ ڪَالْوَهْنِ وَالْفَسَادِ. وَأَمْرٌ مُخْتَلٌّ: وَاهِنٌ. وَأَخَلَّ بِالشَّيْءِ: أَجْحَفَ. وَأَخَلَّ بِالْمَكَانِ وَبِمَرْكَزِهِ وَغَيْرِهِ: غَابَ عَنْهُ وَتَرَكَهُ. وَأَخَلَّ الْوَالِي بِالثُّغُورِ: قَلَّلَ الْجُنْدَ بِهَا. وَأَخَلَّ بِهِ: لَمْ يَفِ لَهُ. وَالْخَلَلُ: الرِّقَّةُ فِي النَّاسِ. وَالْخَلَّةُ: الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بِهِ خَلَّةٌ شَدِيدَةٌ أَيْ خَصَاصَةٌ. وَحُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ: اللَّهُمَّ اسْدُدْ خَلَّتَهُ. وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ لِلْمَيِّتِ: اللَّهُمَّ اسْدُدْ خَلَّتَهُ أَيِ الثُّلْمَةَ الَّتِي تَرَكَ، وَأَصْلُهُ مِنَ التَّخَلُّلِ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ سَلْمَى بِنْتِ رَبِيعَةَ:
زَعَمَتْ تُمَاضِرُ أَنَّنِي إِمَّا أَمُتْ     يَسْدُدْ بُنَيُّوهَا الْأَصَاغِرُ خَلَّتِي
الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا مَاتَ لَهُ مَيِّتٌ: اللَّهُمَّ اخْلُفْ عَلَى أَهْلِهِ بِخَيْرٍ وَاسْدُدْ خَلَّتْهُ؛ يُرِيدُ الْفُرْجَةَ الَّتِي تَرَكَ بَعْدَهُ مِنَ الْخَلَلِ الَّذِي أَبْقَاهُ فِي أُمُورِهِ؛ وَقَالَ أَوْسٌ:
لِهُلْكِ فَضَالَةَ لَا يَسْتَوِي الْ     فَقُودُ وَلَا خَلَّةُ الذَّاهِبِ
أَرَادَ الثُّلْمَةَ الَّتِي تَرَكَ، يَقُولُ: ڪَانَ سَيِّدًا فَلَمَّا مَاتَ بَقِيَتْ خَلَّتُهُ. وَفِي حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ: فَوَاللَّهِ مَا عَدَا أَنْ فَقَدْنَاهَا اخْتَلَلْنَاهَا؛ أَيِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا وَطَلَبْنَاهَا. وَفِي الْمَثَلِ: الْخَلَّةُ تَدْعُو إِلَى السَّلَّةِ؛ السَّلَّةُ: السَّرِقَةُ. وَخَلَّ الرَّجُلُ: افْتَقَرَ وَذَهَبَ مَالُهُ، وَكَذَلِكَ أُخِلَّ بِهِ. وَخَلَّ الرَّجُلُ إِذَا احْتَاجَ. وَيُقَالُ: اقْسِمْ هَذَا الْمَالَ فِي الْأَخَلِّ فَالْأَخَلِّ؛ أَيْ فِي الْأَفْقَرِ فَالْأَفْقَرِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ ذُو خَلَّةٍ أَيْ مُحْتَاجٌ. وَفُلَانٌ ذُو خَلَّةٍ أَيْ مُشْتَهٍ لِأَمْرٍ مِنَ الْأُمُورِ؛ قَالَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ سَادَّ الْخَلَّةِ؛ الْخَلَّةُ بِالْفَتْحِ: الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ، أَيْ جَابِرُهَا. وَرَجُلٌ مُخَلٌّ وَمُخْتَلٌّ وَخَلِيلٌ وَأَخَلُّ: مُعْدَمٌ فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ؛ قَاْلَ زُهَيْرٌ:
وَإِنْ أَتَاهُ خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْغَبَةٍ     يَقُولُ لَا غَائِبٌ مَالِي وَلَا حَرِمُ
قَالَ: يَعْنِي بِالْخَلِيلِ الْمُحْتَاجَ الْفَقِيرَ الْمُخْتَلَّ الْحَالِّ، وَالْحَرِمُ الْمَمْنُوعُ، وَيُقَالُ الْحَرَامُ فَيَكُونُ حَرِمٌ وَحِرْمٌ مِثْلَ ڪَبِدٍ وَكِبْدٍ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ أُمَيَّةَ:
وَدَفْعُ الضَّعِيفِ وَأَكْلُ الْيَتِيمِ     وَنَهْكُ الْحُدُودِ فَكُلٌّ حَرِمْ
قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَفِي بَعْضِ صَدَقَاتِ السَّلَفِ الْأَخَلُّ الْأَقْرَبُ أَيِ الْأَحْوَجُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا أَخَلَّكَ اللَّهُ إِلَى هَذَا أَيْ مَا أَحْوَجَكَ إِلَيْهِ، وَقَالَ: الْزَقْ بِالْأَخَلِّ فَالْأَخَلِّ أَيْ بِالْأَفْقَرِ فَالْأَفْقَرِ. وَاخْتَلَّ إِلَى ڪَذَا: احْتَاجَ إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَتَى يُخْتَلُّ إِلَيْهِ؛ أَيْ مَتَى يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَى مَا عِنْدَهُ؛ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
وَمَا ضَمَّ زَيْدٌ مِنْ مُقِيمٍ بِأَرْضِهِ     أَخَلَّ إِلَيْهِ مِنْ أَبِيهِ وَأَفْقَرَا
أَخَلُّ هَاهُنَا أَفْعَلُ مِنْ قَوْلِكَ خَلَّ الرَّجُلُ إِلَى ڪَذَا احْتَاجَ، لَا مِنْ أُخِلَّ؛ لِأَنَّ التَّعَجُّبَ إِنَّمَا هُوَ مِنْ صِيغَةِ الْفَاعِلِ لَا مِنْ صِيغَةِ الْمَفْعُولِ أَيْ أَشَدُّ خَلَّةً إِلَيْهِ وَأَفْقَرُ مِنْ أَبِيهِ. وَالْخَلَّةُ: ڪَالْخَصْلَةِ، وَقَالَ ڪُرَاعٌ: الْخَلَّةُ الْخَصْلَةُ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْخَلَّةُ الْخَصْلَةُ. يُقَالُ: فِي فُلَانٍ خَلَّةٌ حَسَنَةٌ، فَكَأَنَّهُ إِنَّمَا ذَهَبَ بِالْخَلَّةِ إِلَى الْخَصْلَةِ الْحَسَنَةِ خَاصَّةً، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَثَّلَ بِالْحَسَنَةِ لِمَكَانِ فَضْلِهَا عَلَى السَّمِجَةِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ فِيهِ خَلَّةٌ صَالِحَةٌ وَخَلَّةٌ سَيِّئَةٌ، وَالْجَمْعُ خِلَالٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ ڪَرِيمُ الْخِلَالِ وَلَئِيمُ الْخِلَالِ، وَهِيَ الْخِصَالُ. وَخَلَّ فِي دُعَائِهِ وَخَلَّلَ، ڪِلَاهُمَا: خَصَّصَ؛ قَالَ:
قَدْ عَمَّ فِي دُعَائِهِ وَخَلَّا     وَخَطَّ ڪَاتِبَاهُ وَاسْتَمَلَّا
وَقَالَ:
كَأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ تَكُ شَاهِدًا     غَدَاةَ دَعَا الدَّاعِي فَعَمَّ وَخَلَّلَا
وَقَالَ أُفْنُونٌ التَّغْلَبِيُّ:
أَبْلِغْ ڪِلَابًا وَخَلِّلْ فِي سَرَاتِهِمْ     أَنَّ الْفُؤَادَ انْطَوَى مِنْهُمْ عَلَى دَخَنِ
 قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: أَبْلِغْ حَبِيبًا؛ وَقَالَ لَقِيطُ بْنُ يَعْمَرَ الْإِيَادِيُّ:
أَبْلِغْ إِيَادًا وَخَلِّلْ فِي سَرَاتِهِمْ     أَنِّي أَرَى الرَّأْيَ إِنْ لَمْ أُعْصَ قَدْ نَصَعَا
وَقَالَ أَوْسٌ:
فَقَرَّبْتُ حُرْجُوجًا وَمَجَّدْتُ مَعْشَرًا     تَخَيَّرْتُهُمْ فِيمَا أَطُوفُ وَأَسْأَلُ
بَنِي مَالِكٍ أَعْنِي بِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ     أَعُمُّ بِخَيْرٍ صَالِحٍ وَأُخَلِّلُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ: بَنِي مَالِكٍ أَعْنِي، فَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، بِالْفَاءِ وَنَصْبِ الدَّالِ. وَخَلَّلَ، بِالتَّشْدِيدِ، أَيْ خَصَّصَ؛ وَأَنْشَدَ:
عَهِدْتُ بِهَا الْحَيَّ الْجَمِيعَ فَأَصْبَحُوا     أَتَوْا دَاعِيًا لِلَّهِ عَمَّ وَخَلَّلَا
وَتَخَلَّلَ الْمَطَرُ إِذَا خَصَّ وَلَمْ يَكُنْ عَامًّا. وَالْخُلَّةُ: الصَّدَاقَةُ الْمُخْتَصَّةُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا خَلَلٌ تَكُونُ فِي عَفَافِ الْحُبِّ وَدَعَارَتِهِ، وَجَمْعُهَا خِلَالٌ، وَهِيَ الْخَلَالَةُ وَالْخِلَالَةُ وَالْخُلُولَةُ وَالْخُلَالَةُ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:
أَدُومُ عَلَى الْعَهْدِ مَا دَامَ لِي     إِذَا ڪَذَبَتْ خُلَّةُ الْمِخْلَبِ
وَبَعْضُ الْأَخِلَّاءِ عِنْدَ الْبَلَاءِ     وَالرُّزْءِ أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبِ
وَكَيْفَ تَوَاصُلُ مَنْ أَصْبَحَتْ     خِلَالَتُهُ ڪَأَبِي مَرْحَبِ
أَرَادَ مَنْ أَصْبَحَتْ خَلَالَتُهُ ڪَخَلَالَةِ أَبِي مَرْحَبِ. وَأَبُو مَرْحَبٍ: ڪُنْيَةُ الظِّلِّ، وَيُقَالُ: هُوَ ڪُنْيَةُ عُرْقُوبٍ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبِ. وَالْخِلَالُ وَالْمُخَالَّةُ: الْمُصَادَقَةُ؛ وَقَدْ خَالَّ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ مُخَالَّةً وَخِلَالًا؛ قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
صَرَفْتُ الْهَوَى عَنْهُنَّ مِنْ خَشْيَةِ الرَّدَى     وَلَسْتُ بِمَقْلِيِّ الْخِلَالِ وَلَا قَالِي
وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ: لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ، قَاْلَ الزَّجَّاجُ: يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَالْخُلَّةُ الصَّدَاقَةُ، يُقَالُ: خَالَلْتُ الرَّجُلَ خِلَالًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ؛ قِيلَ: هُوَ مَصْدَرُ خَالَلْتُ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ خُلَّةٍ ڪَجُلَّةٍ وَجِلَالٍ. وَالْخِلُّ: الْوُدُّ وَالصَّدِيقُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لِكَرِيمُ الْخِلِّ وَالْخِلَّةِ، ڪِلَاهُمَا بِالْكَسْرِ، أَيْ ڪَرِيمُ الْمُصَادَقَةِ وَالْمَوَادَّةِ وَالْإِخَاءِ؛ وَأَمَّا قَوْلُ الْهُذَلِيِّ:
إِنَّ سَلْمَى هِيَ الْمُنَى لَوْ تَرَانِي     حَبَّذَا هِيَ مِنْ خُلَّةٍ لَوْ تُخَالِي
إِنَّمَا أَرَادَ: لَوْ تُخَالِلُ فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ ذَلِكَ فَأَبْدَلَ مِنَ اللَّامِ الثَّانِيَةِ يَاءً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى ڪُلِّ ذِي خُلَّةٍ مِنْ خُلَّتِهِ؛ الْخُلَّةُ، بِالضَّمِّ: الصَّدَاقَةُ وَالْمَحَبَّةُ الَّتِي تَخَلَّلَتِ الْقَلْبَ فَصَارَتْ خِلَالَهُ أَيْ فِي بَاطِنِهِ. وَالْخَلِيلُ: الصَّدِيقُ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفَاعِلٍ، وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، قَالَ: وَإِنَّمَا قَاْلَ ذَلِكَ لِأَنَّ خُلَّتَهُ ڪَانَتْ مَقْصُورَةً عَلَى حُبِّ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَيْسَ فِيهَا لِغَيْرِهِ مُتَّسَعٌ وَلَا شَرِكَةٌ مِنْ مَحَابِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَهَذِهِ حَالٌ شَرِيفَةٌ لَا يَنَالُهَا أَحَدٌ بِكَسْبٍ وَلَا اجْتِهَادٍ، فَإِنَّ الطِّبَاعَ غَالِبَةٌ، وَإِنَّمَا يَخُصُّ اللَّهُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ مِثْلَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ – صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ – وَمَنْ جَعَلَ الْخَلِيلَ مُشْتَقًّا مِنَ الْخَلَّةِ، وَهِيَ الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ، أَرَادَ إِنَّنِي أَبْرَأُ مِنَ الِاعْتِمَادِ وَالِافْتِقَارِ إِلَى أَحَدٍ غَيْرِ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – وَفِي رِوَايَةٍ: أَبْرَأُ إِلَى ڪُلِّ خَلٍّ مِنْ خَلَّتِهِ، بِفَتْحِ الْخَاءِ وَكَسْرِهَا، وَهُمَا بِمَعْنَى الْخُلَّةِ وَالْخَلِيلِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَوْ ڪُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: الْمَرْءُ بِخَلِيلِهِ، أَوْ قَالَ: عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرِ امْرُؤٌ مَنْ يُخَالِلُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ڪَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
يَا وَيْحَهَا خُلَّةً لَوْ أَنَّهَا صَدَقَتْ     مَوْعُودَهَا أَوْ لَوْ أَنَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ
وَالْخُلَّةُ: الصَّدِيقُ، الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى وَالْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، لِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرُ قَوْلِكَ خَلِيلٌ بَيِّنُ الْخُلَّةِ، وَالْخُلُولَةِ؛ وَقَالَ أَوْفَى بْنُ مَطَرٍ الْمَازِنِيُّ:
أَلَا أَبْلِغَا خُلَّتِي جَابِرًا     بِأَنَّ خَلِيلَكَ لَمْ يُقْتَلِ
تَخَاطَأَتِ النَّبْلُ أَحْشَاءَهُ     وَأَخَّرَ يَوْمِي فَلَمْ يَعْجَلِ
قَالَ: وَمِثْلُهُ:
أَلَا أَبْلِغَا خُلَّتِي رَاشِدًا     وَصِنْوِي قَدِيمًا إِذَا مَا تَصِلْ
وَفِي حَدِيثِ حُسْنِ الْعَهْدِ: فَيُهْدِيهَا فِي خُلَّتِهَا أَيْ فِي أَهْلِ وِدِّهَا؛ وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: فَيُفَرِّقُهَا فِي خَلَائِلِهَا؛ جَمْعُ خَلِيلَةٍ، وَقَدْ جُمِعَ عَلَى خِلَالٍ مِثْلُ قُلَّةٍ وَقِلَالٍ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِامْرِئِ الْقَيْسِ:
لَعَمْرُكَ مَا سَعْدٌ بِخُلَّةِ آثِمٍ
أَيْ مَا سَعْدٌ مُخَالٌّ رَجُلًا آثِمًا؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْخُلَّةُ الصَّدَاقَةَ، وَيَكُونُ تَقْدِيرُهُ مَا خُلَّةُ سَعْدٍ بِخُلَّةِ رَجُلٍ آثِمٍ، وَقَدْ ثَنَّى بَعْضُهُمُ الْخُلَّةَ. وَالْخُلَّةُ: الزَّوْجَةُ، قَاْلَ جِرَانُ الْعَوْدِ:
خُذَا حَذَرًا يَا خُلَّتَيَّ فَإِنَّنِي     رَأَيْتُ جِرَانَ الْعَوْدِ قَدْ ڪَادَ يَصْلُحُ
فَثَنَّى وَأَوْقَعَهُ عَلَى الزَّوْجَتَيْنِ لِأَنَّ التَّزَوُّجَ خُلَّةٌ أَيْضًا. التَّهْذِيبُ: فُلَانٌ خُلَّتِي وَفُلَانَةٌ خُلَّتِي وَخِلِّي سَوَاءٌ فِي الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ. وَالْخِلُّ: الْوُدُّ وَالصَّدِيقُ. ابْنُ سِيدَهْ: الْخِلُّ الصَّدِيقُ الْمُخْتَصُّ، وَالْجَمْعُ أَخْلَالٌ؛ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ؛ وَأَنْشَدَ:
أُولَئِكَ أَخْدَانِي وَأَخْلَالُ شِيمَتِي     وَأَخْدَانُكَ اللَّائِي تَزَيَّنَّ بِالْكَتَمْ
وَيُرْوَى: يُزَيَّنَّ. وَيُقَالُ: ڪَانَ لِي وِدًّا وَخِلًّا وَوُدًّا وَخُلًّا؛ قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: ڪَسْرُ الْخَاءِ أَكْثَرُ، وَالْأُنْثَى خِلٌّ أَيْضًا؛ وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْبَيْتَ هَكَذَا:
تَعَرَّضَتْ لِي بِمَكَانٍ خِلِّي
فَخِلِّي هُنَا مَرْفُوعَةُ الْمَوْضِعِ بِتَعَرَّضَتْ، ڪَأَنَّهُ قَالَ: تَعَرَّضَتْ لِي خِلِّي  بِمَكَانٍ خَلْوٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ؛ وَمَنْ رَوَاهُ بِمَكَانٍ حِلٍّ، فَحِلٌّ هَاهُنَا مِنْ نَعْتِ الْمَكَانِ ڪَأَنَّهُ قَاْلَ بِمَكَانٍ حَلَالٍ. وَالْخَلِيلُ: ڪَالْخِلِّ. وَقَوْلُهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: خَلِيلُ اللَّهِ؛ قَاْلَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الَّذِي سَمِعْتُ فِيهِ أَنَّ مَعْنَى الْخَلِيلِ الَّذِي أَصْفَى الْمَوَدَّةَ وَأَصَحَّهَا، قَالَ: وَلَا أَزِيدُ فِيهَا شَيْئًا لِأَنَّهَا فِي الْقُرْآنِ، يَعْنِي قَوْلَهُ: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا؛ وَالْجَمْعَ أَخِلَّاءُ وَخُلَّانٌ، وَالْأُنْثَى خَلِيلَةٌ وَالْجَمْعُ خَلِيلَاتٌ. الزَّجَّاجُ: الْخَلِيلُ الْمُحِبُّ الَّذِي لَيْسَ فِي مَحَبَّتِهِ خَلَلٌ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا؛ أَيْ أُحِبُّهُ مَحَبَّةً تَامَّةً لَا خَلَلَ فِيهَا؛ قَالَ: وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ الْفَقِيرَ، أَيِ اتَّخَذَهُ مُحْتَاجًا فَقِيرًا إِلَى رَبِّهِ، قَالَ: وَقِيلَ لِلصَّدَاقَةِ خُلَّةٌ لِأَنَّ ڪُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَسُدُّ خَلَلَ صَاحِبِهِ فِي الْمَوَدَّةِ وَالْحَاجَةِ إِلَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الْخَلِيلُ الصَّدِيقُ، وَالْأُنْثَى خَلِيلَةٌ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ:
بِأَصْدَقَ بَأْسًا مِنْ خَلِيلِ ثَمِينَةٍ     وَأَمْضَى إِذَا مَا أَفْلَطَ الْقَائِمَ الْيَدُ
إِنَّمَا جَعَلَهُ خَلِيلَهَا لِأَنَّهُ قُتِلَ فِيهَا ڪَمَا قَاْلَ الْآخَرُ:
لَمَّا ذَكَرْتُ أَخَا الْعِمْقَى تَأَوَّبَنِي     هَمِّي وَأَفْرَدَ ظَهْرِي الْأَغْلَبُ الشِّيحُ
وَخَلِيلُ الرَّجُلِ: قَلْبُهُ، عَنْ أَبِي الْعَمَيْثَلِ؛ وَأَنْشَدَ:
وَلَقَدْ رَأَى عَمْرٌو سَوَادَ خَلِيلِهِ     مِنْ بَيْنِ قَائِمِ سَيْفِهِ وَالْمِعْصَمِ
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي خُطْبَةِ ڪِتَابِهِ: أُثْبِتَ لَنَا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيِّ الْفَقِيهِ أَنَّهُ قَالَ: ڪَانَ اللَّيْثُ بْنُ الْمُظَفَّرِ رَجُلًا صَالِحًا وَمَاتَ الْخَلِيلُ وَلَمْ يَفْرُغْ مِنْ ڪِتَابِهِ، فَأَحَبَّ اللَّيْثُ أَنْ يُنَفِقَ الْكِتَابَ ڪُلَّهُ بِاسْمِهِ فَسَمَّى لِسَانَهُ الْخَلِيلَ، قَالَ: فَإِذَا رَأَيْتَ فِي الْكَلِمَاتِ سَأَلْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ وَأَخْبَرَنِي الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، فَإِنَّهُ يَعْنِي الْخَلِيلَ نَفْسَهُ، وَإِذَا قَالَ: قَاْلَ الْخَلِيلُ فَإِنَّمَا يَعْنِي لِسَانَ نَفْسِهِ، قَالَ: وَإِنَّمَا وَقَعَ الِاضْطِرَابُ فِي الْكِتَابِ مِنْ قِبَلِ خَلِيلِ اللَّيْثِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخَلِيلُ الْحَبِيبُ وَالْخَلِيلُ الصَّادِقُ وَالْخَلِيلُ النَّاصِحُ وَالْخَلِيلُ الرَّفِيقُ، وَالْخَلِيلُ الْأَنْفُ وَالْخَلِيلُ السَّيْفُ وَالْخَلِيلُ الرُّمْحُ وَالْخَلِيلُ الْفَقِيرُ وَالْخَلِيلُ الضَّعِيفُ الْجِسْمِ، وَهُوَ الْمَخْلُولُ وَالْخَلُّ أَيْضًا؛ قَاْلَ لَبِيدٌ:
لَمَّا رَأَى صُبْحٌ سَوَادَ خَلِيلِهِ     مِنْ بَيْنِ قَائِمِ سَيْفِهِ وَالْمِحْمَلِ
صُبْحٌ: ڪَانَ مِنْ مُلُوكِ الْحَبَشَةِ، وَخَلِيلُهُ: ڪَبِدُهُ، ضُرِبَ ضَرْبَةً فَرَأَى ڪَبِدَ نَفْسِهِ ظَهَرَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنْشَدَهُ أَبُو الْعَمَيْثَلِ الْأَعْرَابِيُّ:
إِذَا رَيْدَةٌ مِنْ حَيْثُمَا نَفَحَتْ لَهُ     أَتَاهُ بِرَيَّاهَا خَلِيلٌ يُوَاصِلُهُ
فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: الْخَلِيلُ هُنَا الْأَنْفُ. التَّهْذِيبُ: الْخَلُّ الرَّجُلُ الْقَلِيلُ اللَّحْمِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الْخَلُّ الْمَهْزُولُ وَالسَّمِينُ ضِدٌّ، يَكُونُ فِي النَّاسِ وَالْإِبِلِ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْخَلُّ الْخَفِيفُ الْجِسْمِ؛ وَأَنْشَدَ هَذَا الْبَيْتَ الْمَنْسُوبَ إِلَى الشَّنْفَرَى ابْنِ أُخْتِ تَأَبَّطَ شَرًّا:
فَاسْقِنِيهَا يَا سَوَادَ بْنَ عَمْرٍو     إِنَّ جِسْمِي بَعْدَ خَالِيَ خَلُّ
الصِّحَاحُ: بَعْدَ خَالِيَ لَخَلُّ، وَالْأُنْثَى خَلَّةٌ. خَلَّ لَحْمُهُ يَخِلُّ وَيَخُلُّ خَلًّا وَخُلُولًا وَاخْتَلَّ أَيْ قَلَّ وَنَحُفَ، وَذَلِكَ فِي الْهُزَالِ خَاصَّةً. وَفُلَانٌ مُخْتَلُّ الْجِسْمِ أَيْ نَحِيفُ الْجِسْمِ. وَالْخَلُّ: الرَّجُلُ النَّحِيفُ الْمُخْتَلُّ الْجِسْمِ. وَاخْتَلَّ جِسْمُهُ أَيْ هُزِلَ، وَأَمَّا مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ – عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ – أُتِيَ بِفَصِيلٍ مَخْلُولٍ أَوْ مَحْلُولٍ، فَقِيلَ هُوَ الْهَزِيلُ الَّذِي قَدْ خَلَّ جِسْمُهُ، وَيُقَالُ: أَصْلُهُ أَنَّهُمْ ڪَانُوا يَخُلُّونَ الْفَصِيلَ لِئَلَّا يَرْتَضِعَ فَيُهْزَلَ لِذَلِكَ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَقِيلَ هُوَ الْفَصِيلُ الَّذِي خُلَّ أَنْفُهُ لِئَلَّا يَرْضَعَ أُمَّهُ فَتُهْزَلَ، قَالَ: وَأَمَّا الْمَهْزُولُ فَلَا يُقَالُ لَهُ مَخْلُولٌ لِأَنَّ الْمَخْلُولَ هُوَ السَّمِينُ ضِدُّ الْمَهْزُولِ. وَالْمَهْزُولُ: هُوَ الْخَلُّ وَالْمُخْتَلُّ، وَالْأَصَحُّ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ الْمَشْقُوقُ اللِّسَانِ لِئَلَّا يَرْضَعَ، ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ. وَيُقَالُ لِابْنِ الْمَخَاضِ خَلٌّ لِأَنَّهُ دَقِيقُ الْجِسْمِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخَلَّةُ ابْنَةُ مَخَاضٍ، وَقِيلَ: الْخَلَّةُ ابْنُ الْمَخَاضِ، الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى خَلَّةٌ. وَيُقَالُ: أَتَى بِقُرْصِهِ ڪَأَنَّهُ فِرْسِنُ خَلَّةٍ، يَعْنِي السَّمِينَةَ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: اللَّحْمُ الْمَخْلُولُ هُوَ الْمَهْزُولُ. وَالْخَلِيلُ وَالْمُخْتَلُّ: ڪَالْخَلِّ؛ ڪِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَالْخَلُّ: الثَّوْبُ الْبَالِي إِذَا رَأَيْتَ فِيهِ طُرُقًا. وَثَوْبٌ خَلٌّ: بَالٍ فِيهِ طَرَائِقُ. وَيُقَالُ: ثَوْبٌ خَلْخَالٌ وَهَلْهَالٌ إِذَا ڪَانَتْ فِيهِ رِقَّةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الْخَلُّ ابْنُ الْمَخَاضِ، وَالْأُنْثَى خَلَّةٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْخَلَّةُ الْأُنْثَى مِنَ الْإِبِلِ. وَالْخَلُّ: عِرْقٌ فِي الْعُنُقِ مُتَّصِلٌ بِالرَّأْسِ؛ أَنْشَدَ ابْنُ دُرَيْدٍ:
ثُمَّ إِلَى هَادٍ شَدِيدِ الْخَلِّ     وَعُنُقٍ فِي الْجِذْعِ مُتْمَهِلِّ
وَالْخِلَلُ: بَقِيَّةُ الطَّعَامِ بَيْنَ الْأَسْنَانِ، وَاحِدَتُهُ خِلَّةٌ، وَقِيلَ: خِلَلَةُ؛ الْأَخِيرَةُ عَنْ ڪُرَاعٍ، وَيُقَالُ لَهُ أَيْضًا الْخِلَالُ وَالْخُلَالَةُ، وَقَدْ تَخَلَّلَهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَأْكُلُ خُلَالَتَهُ وَخِلَلَهُ وَخِلَلَتَهُ أَيْ مَا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْنِ أَسْنَانِهِ إِذَا تَخَلَّلَ، وَهُوَ مَثَلٌ. وَيُقَالُ: وَجَدْتُ فِي فَمِي خِلَّةً فَتَخَلَّلْتُ. وَقَالَ ابْنُ بُزْرُجٍ: الْخِلَلُ مَا دَخَلَ بَيْنَ الْأَسْنَانِ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْخِلَالُ مَا أَخْرَجْتَهُ بِهِ؛ وَأَنْشَدَ:
شَاحِيَ فِيهِ عَنْ لِسَانٍ ڪَالْوَرَلِ     عَلَى ثَنَايَاهُ مِنَ اللَّحْمِ خِلَلُ
وَالْخُلَالَةُ، بِالضَّمِّ: مَا يَقَعُ مِنَ التَّخَلُّلِ، وَتَخَلَّلَ بِالْخِلَالِ بَعْدَ الْأَكْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: التَّخَلُّلُ مِنَ السُّنَّةِ؛ هُوَ اسْتِعْمَالُ الْخِلَالِ لِإِخْرَاجِ مَا بَيْنَ الْأَسْنَانِ مِنَ الطَّعَامِ. وَالْمُخْتَلُّ: الشَّدِيدُ الْعَطَشِ. وَالْخَلَالُ، بِالْفَتْحِ: الْبَلَحُ، وَاحِدَتُهُ خَلَالَةٌ، بِالْفَتْحِ؛ قَاْلَ شَمِرٌ: وَهِيَ بِلُغَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. وَاخْتَلَّتِ النَّخْلَةُ: أَطْلَعَتِ الْخَلَالَ، وَأَخَلَّتْ أَيْضًا أَسَاءَتِ الْحَمْلَ؛ حَكَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ؛ قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَأَنَا أَظُنُّهُ مِنَ الْخَلَالِ ڪَمَا يُقَالُ أَبْلَحَ النَّخْلُ وَأَرْطَبَ. وَفِي حَدِيثِ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ: إِنَّا نَلْتَقِطُ الْخَلَالَ، يَعْنِي الْبُسْرَ أَوَّلَ إِدْرَاكِهِ. وَالْخِلَّةُ: جَفْنُ السَّيْفِ الْمُغَشَّى بِالْأَدَمِ؛ قَاْلَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْخِلَّةُ بِطَانَةٌ يُغَشَّى بِهَا جَفْنُ السَّيْفِ تُنْقَشُ بِالذَّهَبِ وَغَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ خِلَلٌ وَخِلَالٌ؛ قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:
كَأَنَّهَا خِلَلٌ مَوْشِيَّةٌ قُشُبُ
وَقَالَ آخَرُ:
لِمَيَّةَ مُوحِشًا طَلَلُ     يَلُوحُ ڪَأَنَّهُ خِلَلُ
وَقَالَ عَبِيدُ بْنُ الْأَبْرَصِ الْأَزَدِيُّ:
دَارُ حَيٍّ مَضَى بِهِمْ سَالِفُ الدَّهْ     رِ فَأَضْحَتْ دِيَارُهُمْ ڪَالْخِلَالِ
التَّهْذِيبُ: وَالْخِلَلُ جُفُونُ السُّيُوفِ، وَاحِدَتُهَا خِلَّةٌ. وَقَالَ النَّضْرُ: الْخِلَلُ مِنْ دَاخِلِ سَيْرِ الْجَفْنِ تُرَى مِنْ خَارِجٍ، وَاحِدَتُهَا خِلَّةٌ، وَهِيَ نَقْشٌ وَزِينَةٌ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي مَنْ يَعْمَلُ جُفُونَ السُّيُوفِ خَلَّالًا. وَفِي ڪِتَابِ الْوُزَرَاءِ لِابْنِ قُتَيْبَةَ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي سَلَمَةَ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْخَلَّالِ فِي الِاخْتِلَافِ فِي نَسَبِهِ، فَرَوَى عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ أَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَى خِلَلِ السُّيُوفِ مِنْ ذَلِكَ؛ وَأَمَّا قَوْلُهُ:
إِنَّ بَنِي سَلْمَى شُيُوخٌ جِلَّهْ     بِيضُ الْوُجُوهِ خُرُقُ الْأَخِلَّهْ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: زَعَمَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ أَنَّ الْأَخِلَّةَ جَمْعُ خِلَّةٍ أَعْنِي جَفْنَ السَّيْفِ، قَالَ: وَلَا أَدْرِي ڪَيْفَ يُكُونُ الْأَخِلَّةُ جَمْعَ خِلَّةٍ، لِأَنَّ فِعْلَةً لَا تُكَسَّرُ عَلَى أَفْعِلَةٍ، هَذَا خَطَأٌ، قَالَ: فَأَمَّا الَّذِي أُوَجِّهُ أَنَا عَلَيْهِ الْأَخِلَّةُ فَأَنْ تُكَسَّرَ خِلَّةٌ عَلَى خِلَالٍ ڪَطِبَّةٍ وَطِبَابٍ، وَهِيَ الطَّرِيقَةُ مِنَ الرَّمْلِ وَالسَّحَابِ، ثُمَّ تُكَسَّرُ خِلَالٌ عَلَى أَخِلَّةٍ فَيَكُونُ حِينَئِذٍ أَخِلَّةٌ جَمْعَ جَمْعٍ؛ قَالَ: وَعَسَى أَنْ يَكُونَ الْخِلَالُ لُغَةً فِي خِلَّةِ السَّيْفِ، فَيَكُونُ أَخِلَّةٌ جَمْعَهَا الْمَأْلُوفَ وَقِيَاسَهَا الْمَعْرُوفَ، إِلَّا أَنِّي لَا أَعْرِفُ الْخِلَالَ لُغَةً فِي الْخِلَّةِ، وَكُلُّ جِلْدَةٍ مَنْقُوشَةٍ خِلَّةٌ؛ وَيُقَالُ: هِيَ سُيُورٌ تُلْبَسُ ظَهْرَ سِيَتَيِ الْقَوْسِ. ابْنُ سِيدَهْ: الْخِلَّةُ السَّيْرُ الَّذِي يَكُونُ فِي ظَهْرِ سِيَةِ الْقَوْسِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّلُ الْكَلَامَ بِلِسَانِهِ ڪَمَا تَتَخَلَّلُ الْبَاقِرَةُ الْكَلَأَ بِلِسَانِهَا؛ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هُوَ الَّذِي يَتَشَدَّقُ فِي الْكَلَامِ وَيُفَخِّمُ بِهِ لِسَانَهُ وَيَلُفُّهُ ڪَمَا تَلُفُّ الْبَقَرَةُ الْكَلَأَ بِلِسَانِهَا لَفًّا. وَالْخَلْخَلُ وَالْخُلْخُلُ: مِنَ الْحُلِيِّ: مَعْرُوفٌ؛ قَاْلَ الشَّاعِرُ:
بَرَّاقَةُ الْجِيدِ صَمُوتُ الْخَلْخَلِ
وَقَالَ:
مَلْأَى الْبَرِيمِ مُتْأَقِ الْخَلْخَلِّ
أَرَادَ مُتْأَقَ الْخَلْخَلِ، فَشَدَّدَ لِلضَّرُورَةِ. وَالْخَلْخَالُ: ڪَالْخَلْخَلِ. وَالْخَلْخَلُ: لُغَةٌ فِي الْخَلْخَالِ أَوْ مَقْصُورٌ مِنْهُ، وَاحِدُ خَلَاخِيلِ النِّسَاءِ، وَالْمُخَلْخَلُ: مَوْضِعُ الْخَلْخَالِ مِنَ السَّاقِ. وَالْخَلْخَالُ: الَّذِي تَلْبَسُهُ الْمَرْأَةُ. وَتَخَلْخَلَتِ الْمَرْأَةُ: لَبِسَتِ الْخَلْخَالَ. وَرَمْلٌ خَلْخَالٌ: فِيهِ خُشُونَةٌ. وَالْخَلْخَالُ: الرَّمْلُ الْجَرِيشُ؛ قَالَ:
مِنْ سَالِكَاتِ دُقَقَ الْخَلْخَالِ
وَخَلْخَلَ الْعَظْمَ: أَخَذَ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ. وَخَلِيلَانُ: اسْمٌ رَوَاهُ أَبُو الْحَسَنِ؛ قَاْلَ أَبُو الْعَبَّاسِ: هُوَ اسْمُ مُغَنٍّ.

معنى كلمة خلل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلق: اللَّهُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ الْخَالِقُ وَالْخَلَّاقُ، وَفِي التَّنْزِيلِ: هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ؛ وَفِيهِ: بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ؛ وَإِنَّمَا قُدِّمَ أَوَّلَ وَهْلَةٍ لِأَنَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ – جَلَّ وَعَزَّ. الْأَزْهَرِيُّ: وَمِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى الْخَالِقُ وَالْخَلَّاقُ وَلَا تَجُوزُ هَذِهِ الصِّفَةُ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ لِغَيْرِ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – وَهُوَ الَّذِي أَوْجَدَ الْأَشْيَاءَ جَمِيعَهَا بَعْدَ أَنْ لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً، وَأَصْلُ الْخَلْقِ التَّقْدِيرُ، فَهُوَ بِاعْتِبَارِ تَقْدِيرِ مَا مِنْهُ وَجُودُهَا وَبِالِاعْتِبَارِ لِلْإِيجَادِ عَلَى وَفْقِ التَّقْدِيرِ – خَالِقٌ. وَالْخَلْقُ فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ: ابْتِدَاعُ الشَّيْءِ عَلَى مِثَالٍ لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهِ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ فَهُوَ مُبْتَدِئُهُ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سُبِقَ إِلَيْهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَاْلَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ: الْخَلْقُ فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا الْإِنْشَاءُ عَلَى مِثَالٍ أَبْدَعَهُ، وَالْآخَرُ التَّقْدِيرُ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، مَعْنَاهُ أَحْسَنُ الْمُقَدِّرِينَ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا؛ أَيْ تُقَدِّرُونَ ڪَذِبًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ خَلْقُهُ تَقْدِيرُهُ، وَلَمْ يَرِدْ أَنَّهُ يُحْدِثُ مَعْدُومًا. ابْنُ سِيدَهْ: خَلَقَ اللَّهُ الشَّيْءَ يَخْلُقُهُ خَلْقًا أَحْدَثَهُ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ، وَالْخَلْقُ يَكُونُ الْمَصْدَرَ وَيَكُونُ الْمَخْلُوقَ؛ وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ: يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ؛ أَيْ يَخْلُقُكُمْ نُطُفًا ثُمَّ عَلَقًا ثُمَّ مُضَغًا ثُمَّ عِظَامًا ثُمَّ يَكْسُو الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ يُصَوِّرُ وَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، فَذَلِكَ مَعْنَى خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ فِي الْبَطْنِ وَالرَّحِمِ وَالْمَشِيمَةِ، وَقَدْ قِيلَ: فِي الْأَصْلَابِ وَالرَّحِمِ وَالْبَطْنِ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِي أَحْسَنَ ڪُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ؛ فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ بِهِ؛ قَاْلَ ثَعْلَبٌ: فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: فَقَالَ: خَلْقًا مِنْهُ، وَقَالَ: خَلْقَ ڪُلِّ شَيْءٍ، وَقَالَ: عَلَّمَ ڪُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ؛ وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ: فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ دِينَ اللَّهِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ فَطَرَ الْخَلْقَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَخَلَقَهُمْ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – ڪَالذَّرِّ، وَأَشْهَدَهُمْ أَنَّهُ رَبُّهُمْ وَآمَنُوا، فَمَنْ ڪَفَرَ فَقَدْ غَيَّرَ خَلْقَ اللَّهِ، وَقِيلَ: هُوَ الْخِصَاءُ لِأَنَّ مَنْ يَخْصِي الْفَحْلَ فَقَدْ غَيَّرَ خَلْقَ اللَّهِ، وَقَالَ الْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ: فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ، أَيْ دِينَ اللَّهِ؛ قَاْلَ ابْنُ عَرَفَةَ: ذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ قَوْلَهُمْ حُجَّةٌ لِمَنْ قَالَ: الْإِيمَانُ مَخْلُوقٌ وَلَا حَجَّةَ لَهُ، لِأَنَّ قَوْلَهُمَا دِينُ اللَّهِ أَرَادَا حُكْمَ اللَّهِ، وَالدِّينُ الْحُكْمُ، أَيْ فَلَيُغَيِّرُنَّ حُكْمَ اللَّهِ، وَالْخَلْقُ الدِّينُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ؛ قَاْلَ قَتَادَةُ: لِدِينِ اللَّهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ فَهُوَ الصَّحِيحُ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُبَدِّلَ مَعْنَى صِحَّةِ الدِّينِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى ڪَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ؛ أَيْ قُدْرَتُنَا عَلَى حَشْرِكُمْ ڪَقُدْرَتِنَا عَلَى خَلْقِكُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَخَلَّقَ لِلنَّاسِ بِمَا يَعْلَمُ اللَّهُ وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسِهِ شَانَهُ اللَّهُ؛ قَاْلَ الْمُبَرِّدُ: قَوْلُهُ تَخَلَّقَ أَيْ أَظْهَرَ فِي خُلُقِهِ خِلَافَ نِيَّتِهِ. وَمُضْغَةٌ مُخَلَّقَةٌ؛ أَيْ تَامَّةُ الْخَلْقِ. وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ، فَقَالَ: النَّاسُ خُلِقُوا عَلَى ضَرْبَيْنِ: مِنْهُمْ تَامُّ الْخَلْقِ وَمِنْهُمْ خَدِيجٌ نَاقِصٌ غَيْرُ تَامٍّ، يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ؛ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مُخَلَّقَةٌ قَدْ بَدَا خَلْقُهَا، وَغَيْرُ مُخَلَّقَةٍ لَمْ تُصَوَّرْ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنْ بَعْضِهِمْ: لَا وَالَّذِي خَلَقَ الْخُلُوقَ مَا فَعَلْتُ ذَلِكَ؛ يُرِيدُ جَمْعَ الْخَلْقِ. وَرَجُلٌ خَلِيقٌ بَيِّنُ الْخَلْقِ: تَامُّ الْخَلْقِ مُعْتَدِلٌ، وَالْأُنْثَى خَلِيقٌ وَخَلِيقَةٌ وَمُخْتَلَقَةٌ، وَقَدْ خَلُقَتْ خَلَاقَةً. وَالْمُخْتَلَقُ: ڪَالْخَلِيقِ، وَالْأُنْثَى مُخْتَلَقَةٌ. وَرَجُلٌ خَلِيقٌ إِذَا تَمَّ خَلْقُهُ، وَالنَّعْتُ خَلُقَتِ الْمَرْأَةُ خَلَاقَةً إِذَا تَمَّ خَلْقُهَا. وَرَجُلٌ خَلِيقٌ وَمُخْتَلَقٌ: حَسَنُ الْخَلْقِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: امْرَأَةٌ خَلِيقَةٌ ذَاتُ جِسْمٍ وَخَلْقٍ، وَلَا يُنْعَتُ بِهِ الرَّجُلُ. وَالْمُخْتَلَقُ: التَّامُّ الْخَلْقِ وَالْجَمَالِ، الْمُعْتَدِلُ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الْبُرْجِ بْنِ مُسْهِرٍ:
فَلَمَّا أَنْ تَنَشَّى قَامَ خِرْقٌ  مِنَ الْفِتْيَانِ مُخْتَلَقٌ هَضِيمُ
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَقَتْلِهِ أَبَا جَهْلٍ: وَهُوَ ڪَالْجَمَلِ الْمُخَلَّقِ أَيِ التَّامِّ الْخَلْقِ. وَالْخَلِيقَةُ: الْخَلْقُ وَالْخَلَائِقُ، يُقَالُ: هُمْ خَلِيقَةُ اللَّهِ وَهُمْ خَلْقُ اللَّهِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ، وَجَمْعُهَا الْخَلَائِقُ. وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ: هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ؛ الْخَلْقُ: النَّاسُ، وَالْخَلِيقَةُ: الْبَهَائِمُ، وَقِيلَ: هُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَيُرِيدُ بِهِمَا جَمِيعَ الْخَلَائِقِ. وَالْخَلِيقَةُ: الطَّبِيعَةُ الَّتِي يُخْلَقُ بِهَا الْإِنْسَانُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: هَذِهِ خَلِيقَتُهُ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا وَخُلِقَهَا وَالَّتِي خُلِقَ؛ أَرَادَ الَّتِي خُلِقَ صَاحِبُهَا، وَالْجَمْعُ الْخَلَائِقُ؛ قَاْلَ لَبِيدٌ:
فَاقْنَعْ بِمَا قَسَمَ الْمَلِيكُ فَإِنَّمَا     قَسَمَ الْخَلَائِقَ بَيْنَنَا عَلَّامُهَا
وَالْخِلْقَةُ: الْفِطْرَةُ. أَبُو زَيْدٍ: إِنَّهُ لَكَرِيمُ الطَّبِيعَةِ وَالْخَلِيقَةِ وَالسَّلِيقَةِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَالْخَلِيقُ: ڪَالْخَلِيقَةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ: وَقَالَ الْقَنَانِيُّ فِي الْكِسَائِيِّ:
وَمَا لِي صَدِيقٌ نَاصِحٌ أَغْتَدِي لَهُ     بِبَغْدَادَ إِلَّا أَنْتَ بَرٌّ مُوَافِقُ
يَزِينُ الْكِسَائِيَّ الْأَغَرَّ خَلِيقُهُ     إِذَا فَضَحَتْ بَعْضَ الرِّجَالِ الْخَلَائِقُ
وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخَلِيقُ جَمْعَ خَلِيقَةٍ ڪَشَعِيرٍ وَشَعِيرَةٍ، قَالَ: وَهُوَ السَّابِقُ إِلَيَّ، وَالْخُلُقُ الْخَلِيقَةُ أَعْنِي الطَّبِيعَةَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ، وَالْجَمْعُ أَخْلَاقٌ، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَالْخُلْقُ وَالْخُلُقُ: السَّجِيَّةُ. يُقَالُ: خَالِصِ الْمُؤْمِنَ وَخَالِقِ الْفَاجِرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ شَيْءٌ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلَ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ؛ الْخُلُقُ بِضَمِّ اللَّامِ وَسُكُونِهَا: وَهُوَ الدِّينُ وَالطَّبْعُ وَالسَّجِيَّةُ، وَحَقِيقَتُهُ أَنَّهُ لِصُورَةِ الْإِنْسَانِ الْبَاطِنَةِ وَهِيَ نَفْسُهُ وَأَوْصَافُهَا وَمَعَانِيهَا الْمُخْتَصَّةُ بِهَا بِمَنْزِلَةِ الْخَلْقِ لِصُورَتِهِ الظَّاهِرَةِ وَأَوْصَافِهَا وَمَعَانِيهَا، وَلَهُمَا أَوْصَافٌ حَسَنَةٌ وَقَبِيحَةٌ، وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ يَتَعَلَّقَانِ بِأَوْصَافِ الصُّورَةِ الْبَاطِنَةِ أَكْثَرَ مِمَّا يَتَعَلَّقَانِ بِأَوْصَافِ الصُّورَةِ الظَّاهِرَةِ، وَلِهَذَا تَكَرَّرَتِ الْأَحَادِيثُ فِي مَدْحِ حُسْنِ الْخُلُقِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ ڪَقَوْلِهِ: مِنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَقَوْلُهُ: أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَقَوْلُهُ: إِنَّ الْعَبْدَ لِيُدْرِكَ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ، وَقَوْلُهُ: بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ؛ وَكَذَلِكَ جَاءَتْ فِي ذَمِّ سُوءِ الْخُلُقِ أَيْضًا أَحَادِيثُ ڪَثِيرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ڪَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ أَيْ ڪَانَ مُتَمَسِّكًا بِهِ وَبِآدَابِهِ وَأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ وَمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَكَارِمِ وَالْمَحَاسِنِ وَالْأَلْطَافِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: مَنْ تَخَلَّقَ لِلنَّاسِ بِمَا يَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسِهِ شَانَهُ اللَّهُ، أَيْ تَكَلَّفَ أَنْ يُظْهِرَ مِنْ خُلُقِهِ خِلَافَ مَا يَنْطَوِي عَلَيْهِ، مِثْلُ تَصَنَّعَ وَتَجَمَّلَ إِذَا أَظْهَرَ الصَّنِيعَ وَالْجَمِيلَ. وَتَخَلَّقَ بِخُلُقِ ڪَذَا: اسْتَعْمَلَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مَخْلُوقًا فِي فِطْرَتِهِ، وَقَوْلُهُ تَخَلَّقَ مِثْلَ تَجَمَّلَ أَيْ أَظْهَرَ جَمَالًا وَتَصَنَّعَ وَتَحَسَّنَ، إِنَّمَا تَأْوِيلُهُ الْإِظْهَارُ. وَفُلَانٌ يَتَخَلَّقُ بِغَيْرِ خُلُقِهِ أَيْ يَتَكَلَّفُهُ؛ قَاْلَ سَالِمُ بْنُ وَابِصَةَ:
يَا أَيُّهَا الْمُتَحَلِّي غَيْرَ شِيمَتِهِ     إِنَّ التَّخَلُّقَ يَأْتِي دُونَهُ الْخُلُقُ
أَرَادَ بِغَيْرِ شِيمَتِهِ فَحَذَفَ وَأَوْصَلَ. وَخَالَقَ النَّاسَ: عَاشَرَهُمْ عَلَى أَخْلَاقِهِمْ؛ قَالَ:
خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ     لَا تَكُنْ ڪَلْبًا عَلَى النَّاسِ يَهِرُّ
وَالْخَلْقُ: التَّقْدِيرُ؛ وَخَلَقَ الْأَدِيمَ يَخْلُقُهُ خَلْقًا: قَدَّرَهُ لِمَا يَزِيدُ قَبْلَ الْقَطْعِ، وَقَاسَهُ لِيَقْطَعَ مِنْهُ مَزَادَةً أَوْ قِرْبَةً أَوْ خُفًّا؛ قَاْلَ زُهَيْرٌ يَمْدَحُ رَجُلًا:
وَلَأَنْتَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ وَبَعْ     ضُ الْقَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لَا يَفْرِي
يَقُولُ: أَنْتَ إِذَا قَدَّرْتَ أَمْرًا قَطَعْتَهُ وَأَمْضَيْتَهُ وَغَيْرُكَ يُقَدِّرُ مَا لَا يَقْطَعُهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَاضِي الْعَزْمِ، وَأَنْتَ مَضَّاءٌ عَلَى مَا عَزَمْتَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ:
أَرَادُوا أَنْ تُزَايِلَ خَالِقَاتٌ     أَدِيمَهُمُ يَقِسْنَ وَيَفْتَرِينَا
يَصِفُ ابْنَيْ نِزَارٍ مِنْ مَعَدٍّ، وَهُمَا رَبِيعَةُ وَمُضَرُ، أَرَادَ أَنَّ نَسَبَهُمْ وَأَدِيمَهُمْ وَاحِدٌ، فَإِذَا أَرَادَ خَالِقَاتُ الْأَدِيمِ التَّفْرِيقَ بَيْنَ نَسَبِهِمْ تَبَيَّنَ لَهُنَّ أَنَّهُ أَدِيمٌ وَاحِدٌ لَا يَجُوزُ خَلْقُهُ لِلْقَطْعِ، وَضَرَبَ النِّسَاءَ الْخَالِقَاتِ مَثَلًا لِلنَّسَّابِينَ الَّذِينَ أَرَادُوا التَّفْرِيقَ بَيْنَ ابْنَيْ نِزَارٍ، وَيُقَالُ: زَايَلْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وَزَيَّلْتُ إِذَا فَرَّقْتُ. وَفِي حَدِيثِ أُخْتِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ وَأَنَا أَخْلُقُ أَدِيمًا؛ أَيْ أُقَدِّرُهُ لِأَقْطَعَهُ. وَقَالَ الْحَجَّاجُ: مَا خَلَقْتُ إِلَّا فَرَيْتُ، وَلَا وَعَدْتُ إِلَّا وَفَيْتُ. وَالْخَلِيقَةُ: الْحَفِيرَةُ الْمَخْلُوقَةُ فِي الْأَرْضِ، وَقِيلَ: هِيَ الْأَرْضُ، وَقِيلَ: هِيَ الْبِئْرُ الَّتِي لَا مَاءَ فِيهَا، وَقِيلَ: هِيَ النُّقْرَةُ فِي الْجَبَلِ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ، وَقِيلَ: الْخَلِيقَةُ الْبِئْرُ سَاعَةَ تُحْفَرُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخُلُقُ الْآبَارُ الْحَدِيثَاتُ الْحَفْرِ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: رَأَيْتُ بِذِرْوَةِ الصَّمَّانِ قِلَاتًا تُمْسِكُ مَاءَ السَّمَاءِ فِي صَفَاةٍ خَلَقَهَا اللَّهُ فِيهَا تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ خَلَائِقَ، الْوَاحِدَةُ خَلِيقَةٌ، وَرَأَيْتُ بِالْخَلْصَاءِ مِنْ جِبَالِ الدَّهْنَاءِ دُحْلَانًا خَلَقَهَا اللَّهُ فِي بُطُونِ الْأَرْضِ أَفْوَاهُهَا ضَيِّقَةٌ، فَإِذَا دَخَلَهَا الدَّاخِلُ وَجَدَهَا تَضِيقُ مَرَّةً وَتَتَّسِعُ أُخْرَى، ثُمَّ يُفْضِي الْمَمَرُّ فِيهَا إِلَى قَرَارٍ لِلْمَاءِ وَاسِعٍ لَا يُوقَفُ عَلَى أَقْصَاهُ، وَالْعَرَبُ إِذَا تَرَبَّعُوا الدَّهْنَاءَ وَلَمْ يَقَعْ رَبِيعٌ بِالْأَرْضِ يَمْلَأُ الْغُدْرَانَ اسْتَقَوْا لِخَيْلِهِمْ وَشِفَاهِهِمْ مِنْ هَذِهِ الدُّحْلَانِ. وَالْخَلْقُ: الْكَذِبُ. وَخَلَقَ الْكَذِبَ وَالْإِفْكَ يَخْلُقُهُ وَتَخَلَّقَهُ وَاخْتَلَقَهُ وَافْتَرَاهُ: ابْتَدَعَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا. وَيُقَالُ: هَذِهِ قَصِيدَةٌ مَخْلُوقَةٌ أَيْ مَنْحُولَةٌ إِلَى غَيْرِ قَائِلِهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ، فَمَعْنَاهُ ڪَذِبُ الْأَوَّلِينَ، وَخُلُقُ الْأَوَّلِينَ قِيلَ: شِيمَةُ الْأَوَّلِينَ، وَقِيلَ: عَادَةُ الْأَوَّلِينَ؛ وَمَنْ قَرَأَ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ فَمَعْنَاهُ افْتِرَاءُ الْأَوَّلِينَ؛ قَاْلَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قَرَأَ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ أَرَادَ اخْتِلَاقَهُمْ وَكَذِبَهُمْ، وَمَنْ قَرَأَ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، الْفَرَّاءُ: أَرَادَ عَادَةَ الْأَوَّلِينَ؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ حَدَّثَنَا فُلَانٌ بِأَحَادِيثَ الْخَلْقِ، وَهِيَ الْخُرَافَاتُ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمُفْتَعَلَةِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ أَيْ تَخَرُّصٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي طَالِبٍ: إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ أَيْ ڪَذِبٌ، وَهُوَ افْتِعَالٌ مِنَ الْخَلْقِ وَالْإِبْدَاعِ ڪَأَنَّ الْكَاذِبَ تَخَلَّقَ قَوْلَهُ، وَأَصْلُ الْخَلْقِ  التَّقْدِيرُ قَبْلَ الْقَطْعِ. اللَّيْثُ: رَجُلٌ خَالِقٌ أَيْ صَانِعٌ، وَهُنَّ الْخَالِقَاتُ لِلنِّسَاءِ. وَخَلَقَ الشَّيْءُ خُلُوقًا وَخُلُوقَةً وَخَلُقَ خَلَاقَةً وَخَلِقَ وَأَخْلَقَ إِخْلَاقًا وَاخْلَوْلَقَ: بَلِيَ؛ قَالَ:
هَاجَ الْهَوَى رَسْمٌ بِذَاتِ الْغَضَا     مُخْلَوْلِقٌ مُسْتَعْجِمٌ مُحْوِلُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ ” خَلُقَ ” قَوْلُ الْأَعْشَى:
أَلَا يَا قَتْلُ قَدْ خَلُقَ الْجَدِيدُ     وَحُبُّكِ مَا يَمُحُّ وَلَا يَبِيدُ
وَيُقَالُ أَيْضًا: خَلُقَ الثَّوْبُ خُلُوقًا؛ قَاْلَ الشَّاعِرُ:
مَضَوْا وَكَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ أَهْلُهُمْ     وَكُلُّ جَدِيدٍ صَائِرٌ لِخُلُوقِ
وَيُقَالُ: أَخْلَقَ الرَّجُلُ إِذَا صَارَ ذَا أَخْلَاقٍ؛ قَاْلَ ابْنُ هَرْمَةَ:
عَجِبَتْ أُثْيَلَةُ أَنْ رَأَتْنِي مُخْلِقًا     ثَكِلَتْكِ أُمُّكِ أَيُّ ذَاكَ يَرُوعُ
قَدْ يُدْرِكُ الشَّرَفَ الْفَتَى وَرِدَاؤُهُ     خَلَقٌ وَجَيْبُ قَمِيصِهِ مَرْقُوعُ
وَأَخْلَقْتُهُ أَنَا، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وَشَيْءٌ خَلَقٌ: بَالٍ، الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاءٌ؛ لِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرُ الْأَخْلَقِ وَهُوَ الْأَمْلَسُ. يُقَالُ: ثَوْبٌ خَلَقٌ وَمِلْحَفَةٌ خَلَقٌ وَدَارٌ خَلَقٌ. قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: قَاْلَ الْكِسَائِيُّ لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا خَلَقَةً فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَلَامِ. وَجِسْمٌ خَلَقٌ وَرِمَّةٌ خَلَقٌ؛ قَاْلَ لَبِيدٌ:
وَالثِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنِّي رِمَّةً خَلَقًا     بَعْدَ الْمَمَاتِ فَإِنِّي ڪُنْتُ أَتَّئِرُ
وَالْجَمْعُ خُلْقَانٌ وَأَخْلَاقٌ. وَقَدْ يُقَالُ: ثَوْبٌ أَخْلَاقٌ يَصِفُونَ بِهِ الْوَاحِدَ، إِذَا ڪَانَتِ الْخُلُوقَةُ فِيهِ ڪُلِّهِ ڪَمَا قَالُوا بُرْمَةٌ أَعْشَارٌ وَثَوْبٌ أَكْيَاشٌ وَحَبْلٌ أَرْمَامٌ وَأَرْضٌ سَبَاسِبٌ، وَهَذَا النَّحْوُ ڪَثِيرٌ، وَكَذَلِكَ مُلَاءَةٌ أَخْلَاقٌ وَبُرْمَةٌ أَخْلَاقٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَيْ نَوَاحِيهَا أَخْلَاقٌ؛ قَالَ: وَهُوَ مِنَ الْوَاحِدِ الَّذِي فُرِّقَ ثُمَّ جُمِعَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ حَبْلٌ أَخْلَاقٌ وَقِرْبَةٌ أَخْلَاقٌ؛ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ ثَوْبٌ أَخْلَاقٌ يُجْمَعُ بِمَا حَوْلَهُ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ:
جَاءَ الشِّتَاءُ وَقَمِيصِي أَخْلَاقْ     شَرَاذِمٌ يَضْحَكُ مِنْهُ التَّوَّاقْ
وَالتَّوَّاقُ: ابْنُهُ. وَيُقَالُ جُبَّةٌ خَلَقٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَجَدِيدٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ أَيْضًا، وَلَا يَجُوزُ جُبَّةٌ خَلَقَةٌ وَلَا جَدِيدَةٌ. وَقَدْ خَلُقَ الثَّوْبُ، بِالضَّمِّ خُلُوقَةً، أَيْ بَلِيَ، وَأَخْلَقَ الثَّوْبُ مِثْلُهُ. وَثَوْبٌ خَلَقٌ: بَالٍ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ:
كَأَنَّهُمَا وَالْآلُ يَجْرِي عَلَيْهِمَا     مِنَ الْبُعْدِ عَيْنَا بُرْقُعٍ خَلَقَانِ
قَالَ الْفَرَّاءُ: وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ خَلَقٌ بِغَيْرِ هَاءٍ لِأَنَّهُ ڪَانَ يُسْتَعْمَلُ فِي الْأَصْلِ مُضَافًا فَيُقَالُ أَعْطِنِي خَلَقَ جُبَّتِكَ وَخَلَقَ عِمَامَتِكَ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي الْإِفْرَادِ ڪَذَلِكَ بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَاْلَ الزَّجَّاجِيُّ فِي شَرْحِ رِسَالَةِ أَدَبِ الْكَاتِبِ: لَيْسَ مَا قَالَهُ الْفَرَّاءُ بِشَيْءٍ لِأَنَّهُ يُقَالُ لَهُ فَلِمَ وَجَبَ سُقُوطُ الْهَاءِ فِي الْإِضَافَةِ حَتَّى حُمِلَ الْإِفْرَادُ عَلَيْهَا؟ أَلَا تَرَى أَنَّ إِضَافَةَ الْمُؤَنَّثِ إِلَى الْمُؤَنَّثِ لَا تُوجِبُ إِسْقَاطَ الْعَلَامَةِ مِنْهُ، ڪَقَوْلِهِ مِخَدَّةُ هِنْدٍ وَمِسْوَرَةُ زَيْنَبَ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ؟ وَحَكَى الْكِسَائِيُّ: أَصْبَحَتْ ثِيَابُهُمْ خُلْقَانًا وَخَلَقُهُمْ جُدُدًا، فَوُضِعَ الْوَاحِدُ مَوْضِعَ الْجَمْعِ الَّذِي هُوَ الْخُلُقَانِ. وَمِلْحَفَةٌ خُلَيْقٌ: صَغَّرُوهُ بِلَا هَاءٍ لِأَنَّهُ صِفَةٌ وَالْهَاءُ لَا تَلْحَقُ تَصْغِيرَ الصِّفَاتِ، ڪَمَا قَالُوا نُصَيْفٌ فِي تَصْغِيرِ امْرَأَةٍ نَصَفٍ. وَأَخْلَقَ الدَّهْرُ الشَّيْءَ: أَبْلَاهُ؛ وَكَذَلِكَ أَخْلَقَ السَّائِلُ وَجْهَهُ، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وَأَخْلَقَهُ خَلَقًا: أَعْطَاهُ إِيَّاهَا. وَأَخْلَقَ فُلَانٌ فُلَانًا: أَعْطَاهُ ثَوْبًا خَلَقًا. وَأَخْلَقْتُهُ ثَوْبًا إِذَا ڪَسَوْتُهُ ثَوْبًا خَلَقًا؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى أَخْلَقَ الثَّوْبُ لِأَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ:
نَظَرْتُ إِلَى عُنْوَانِهِ فَنَبَذْتُهُ     ڪَنَبْذِكَ نَعْلًا أَخْلَقَتْ مِنْ نِعَالِكَا
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ خَالِدٍ: قَاْلَ لَهَا – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْلِي وَأَخْلِقِي؛ يُرْوَى بِالْقَافِ وَالْفَاءِ فَبِالْقَافِ مِنْ إِخْلَاقِ الثَّوْبِ وَتَقْطِيعِهِ مِنْ خَلُقَ الثَّوْبُ وَأَخْلَقَهُ، وَالْفَاءُ بِمَعْنَى الْعِوَضِ وَالْبَدَلِ، قَالَ: وَهُوَ الْأَشْبَهُ. وَحَكَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: بَاعَهُ بَيْعَ الْخَلَقِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ وَأَنْشَدَ:
أَبْلِغْ فَزَارَةَ أَنِّي قَدْ شَرَيْتُ لَهَا     مَجْدَ الْحَيَاةِ بِسَيْفِي بَيْعَ ذِي الْخَلَقِ
وَالْأَخْلَقُ: اللَّيِّنُ الْأَمْلَسُ الْمُصْمَتُ. وَالْأَخْلَقُ: الْأَمْلَسُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ. وَهَضْبَةٌ خَلْقَاءُ: مُصْمَتَةٌ مَلْسَاءُ لَا نَبَاتَ بِهَا. وَقَوْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَيْسَ الْفَقِيرُ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ إِنَّمَا الْفَقِيرُ الْأَخْلَقُ الْكَسْبِ؛ يَعْنِي: الْأَمْلَسُ مِنَ الْحَسَنَاتِ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ لِآخِرَتِهِ شَيْئًا يُثَابُ عَلَيْهِ؛ أَرَادَ أَنَّ الْفَقْرَ الْأَكْبَرَ إِنَّمَا هُوَ فَقْرُ الْآخِرَةِ وَأَنَّ فَقْرَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ الْفَقْرَيْنِ، وَمَعْنَى وَصْفِ الْكَسْبِ بِذَلِكَ أَنَّهُ وَافِرٌ مُنْتَظِمٌ لَا يَقَعُ فِيهِ وَكْسٌ وَلَا يَتَحَيَّفُهُ نَقْصٌ؛ ڪَقَوْلِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ الرَّقُوبُ الَّذِي لَا يَبْقَى لَهُ وَلَدٌ وَإِنَّمَا الرَّقُوبُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا؛ قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – هَذَا مَثَلٌ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا يُرْزَأُ فِي مَالِهِ، وَلَا يُصَابُ بِالْمَصَائِبِ، وَلَا يُنْكَبُ فَيُثَابُ عَلَى صَبْرِهِ فِيهِ، فَإِذَا لَمْ يُصَبْ وَلَمْ يُنْكَبْ ڪَانَ فَقِيرًا مِنَ الثَّوَابِ؛ وَأَصْلُ هَذَا أَنْ يُقَالَ لِلْجَبَلِ الْمُصْمَتِ الَّذِي لَا يُؤَثِّرُ فِيهِ شَيْءٌ أَخْلَقُ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ أَخْلَقُ مِنَ الْمَالِ؛ أَيْ خِلْوٌ عَارٍ، مِنْ قَوْلِهِمْ حَجَرٌ أَخْلَقُ أَيْ أَمْلَسُ مُصْمَتٌ لَا يُؤَثِّرُ فِيهِ شَيْءٌ. وَصَخْرَةٌ خَلْقَاءُ إِذَا ڪَانَتْ مَلْسَاءَ؛ وَأَنْشَدَ لِلْأَعْشَى:
قَدْ يَتْرُكُ الدَّهْرُ فِي خَلْقَاءَ رَاسِيَةٍ     وَهْيًا وَيُنْزِلُ مِنْهَا الْأَعْصَمَ الصَّدَعَا
فَأَرَادَ عُمَرُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أَنَّ الْفَقْرَ الْأَكْبَرَ إِنَّمَا هُوَ فَقْرُ الْآخِرَةِ لِمَنْ لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا يُثَابُ عَلَيْهِ هُنَالِكَ. وَالْخَلْقُ: ڪُلُّ شَيْءٍ مُمَلَّسٌ. وَسَهْمٌ مُخَلَّقٌ: أَمْلَسُ مُسْتَوٍ. وَجَبَلٌ أَخْلَقُ: لَيِّنٌ أَمْلَسُ. وَصَخْرَةٌ خَلْقَاءُ بَيِّنَةُ الْخَلَقِ: لَيْسَ فِيهَا وَصْمٌ وَلَا ڪَسْرٌ؛ قَاْلَ ابْنُ أَحْمَرَ يَصِفُ فَرَسًا:
بِمُقَلِّصٍ دَرْكِ الطَّرِيدَةِ مَتْنُهُ     ڪَصَفَا الْخَلِيقَةِ بِالْفَضَاءِ الْمُلْبِدِ
  وَالْخَلِقَةُ: السَّحَابَةُ الْمُسْتَوِيَةُ الْمُخِيلَةُ لِلْمَطَرِ. وَامْرَأَةٌ خُلَّقٌ وَخَلْقَاءُ: مِثْلُ الرَّتْقَاءِ لِأَنَّهَا مُصْمَتَةٌ ڪَالصَّفَاةِ الْخَلْقَاءِ؛ قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ مَثَلٌ بِالْهَضْبَةِ الْخَلْقَاءِ لِأَنَّهَا مُصْمَتَةٌ مِثْلُهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: ڪُتِبَ إِلَيْهِ فِي امْرَأَةٍ خَلْقَاءَ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنْ ڪَانُوا عَلِمُوا بِذَلِكَ، يَعْنِي أَوْلِيَاءَهَا، فَأَغْرِمْهُمْ صَدَاقَهَا لِزَوْجِهَا؛ الْخَلْقَاءُ: الرَّتْقَاءُ مِنَ الصَّخْرَةِ الْمَلْسَاءُ الْمُصْمَتَةُ. وَالْخَلَائِقُ: حَمَائِرُ الْمَاءِ، وَهِيَ صُخُورٌ أَرْبَعٌ عِظَامٌ مُلْسٌ تَكُونُ عَلَى رَأْسِ الرَّكِيَّةِ يَقُومُ عَلَيْهَا النَّازِعُ وَالْمَاتِحُ؛ قَاْلَ الرَّاعِي:
فَغَادَرْنَ مَرْكُوًّا أَكَسَّ عَشِيَّةً     لَدَى نَزَحٍ رَيَّانَ بَادٍ خَلَائِقُهْ
وَخَلِقَ الشَّيْءُ خَلَقًا وَاخْلَوْلَقَ: امْلَاسَّ وَلَانَ وَاسْتَوَى، وَخَلَقَهُ هُوَ. وَاخْلَوْلَقَ السَّحَابُ: اسْتَوَى وَارْتَتَقَتْ جَوَانِبُهُ وَصَارَ خَلِيقًا لِلْمَطَرِ ڪَأَنَّهُ مُلِّسَ تَمْلِيسًا؛ وَأَنْشَدَ لِمُرَقِّشٍ:
مَاذَا وُقُوفِي عَلَى رَبْعٍ عَفَا     مُخْلَوْلِقٍ دَارِسٍ مُسْتَعْجِمِ
وَاخْلَوْلَقَ الرَّسْمُ أَيِ اسْتَوَى بِالْأَرْضِ. وَسَحَابَةٌ خَلْقَاءُ وَخَلِقَةٌ؛ عَنْهُ أَيْضًا، وَلَمْ يُفَسِّرْ. وَنَشَأَتْ لَهُمْ سَحَابَةٌ خَلِقَةٌ وَخَلِيقَةٌ أَيْ فِيهَا أَثَرُ الْمَطَرِ؛ قَاْلَ الشَّاعِرُ:
لَا رَعَدَتْ رَعْدَةٌ وَلَا بَرَقَتْ     لَكِنَّهَا أُنْشِئَتْ لَنَا خَلِقَهْ
وَقِدْحٌ مُخَلَّقٌ: مُسْتَوٍ أَمْلَسُ مُلَيَّنٌ، وَقِيلَ: ڪُلُّ مَا لُيِّنَ وَمُلِّسَ، فَقَدْ خُلِّقَ. وَيُقَالُ: خَلَّقْتُهُ مَلَّسْتُهُ؛ وَأَنْشَدَ لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ الْهِلَالِيِّ:
كَأَنَّ حَجَّاجَيْ عَيْنِهَا فِي مُثَلَّمٍ     مِنَ الصَّخْرِ جَوْنٍ خَلَّقَتْهُ الْمَوَارِدُ
الْجَوْهَرِيُّ: وَالْمُخَلَّقُ الْقِدْحُ إِذَا لُيِّنَ؛ وَقَالَ يَصِفُهُ:
فَخَلَّقْتُهُ حَتَّى إِذَا تَمَّ وَاسْتَوَى     كَمُخَّةِ سَاقٍ أَوْ ڪَمَتْنِ إِمَامِ
قَرَنْتُ بِحَقْوَيْهِ ثَلَاثًا فَلَمْ يَزِغْ     عَنِ الْقَصْدِ حَتَّى بُصِّرَتْ بِدِمَامِ
وَالْخَلْقَاءُ: السَّمَاءُ لِمَلَاسَتِهَا وَاسْتِوَائِهَا. وَخَلْقَاءُ الْجَبْهَةِ وَالْمَتْنِ وَخُلَيْقَاؤُهُمَا: مُسْتَوَاهُمَا وَمَا امْلَاسَّ مِنْهُمَا، وَهُمَا بَاطِنَا الْغَارِ الْأَعْلَى أَيْضًا، وَقِيلَ: هُمَا مَا ظَهَرَ مِنْهُ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ لَفْظُ التَّصْغِيرِ. وَخَلْقَاءُ الْغَارِ الْأَعْلَى: بَاطِنُهُ. وَيُقَالُ: سُحِبُوا عَلَى خَلْقَاوَاتِ جِبَاهِهِمْ. وَالْخُلَيْقَاءُ مِنَ الْفَرَسِ: حَيْثُ لَقِيَتْ جَبْهَتُهُ قَصَبَةَ أَنْفِهِ مِنْ مُسْتَدَقِّهَا، وَهِيَ ڪَالْعِرْنِينِ مِنَ الْإِنْسَانِ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدَةَ: فِي وَجْهِ الْفَرَسِ خُلَيْقَاوَانِ وَهُمَا حَيْثُ لَقِيَتْ جَبْهَتُهُ قَصَبَةَ أَنْفِهِ، قَالَ: وَالْخَلَيْقَانِ عَنْ يَمِينِ الْخُلَيْقَاءِ وَشِمَالِهَا يَنْحَدِرُ إِلَى الْعَيْنِ، قَالَ: وَالْخُلَيْقَاءُ بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الْخَلْقَاءُ. وَالْخَلُوقُ وَالْخِلَاقُ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ، وَقِيلَ: الزَّعْفَرَانُ؛ أَنْشَدَ أَبُو بَكْرٍ:
قَدْ عَلِمَتْ إِنْ لَمْ أَجِدْ مُعِينًا     لَتَخْلِطَنَّ بِالْخَلُوقِ طِينَا
يَعْنِي امْرَأَتَهُ، يَقُولُ: إِنْ لَمْ أَجِدْ مَنْ يُعِينُنِي عَلَى سَقْيِ الْإِبِلِ قَامَتْ فَاسْتَقَتْ مَعِي، فَوَقَعَ الطِّينُ عَلَى خَلُوقِ يَدَيْهَا، فَاكْتَفَى بِالْمُسَبَّبِ الَّذِي هُوَ اخْتِلَاطُ الطِّينِ بِالْخَلُوقِ عَنِ السَّبَبِ الَّذِي هُوَ الِاسْتِقَاءُ مَعَهُ؛ وَأَنْشَدَ اللِّحْيَانِيُّ:
وَمُنْسَدِلًا ڪَقُرُونِ الْعَرُو     سِ تُوسِعُهُ زَنْبَقًا أَوْ خِلَاقَا
وَقَدْ تَخَلَّقَ وَخَلَّقْتُهُ: طَلَيْتُهُ بِالْخَلُوقِ. وَخَلَّقَتِ الْمَرْأَةُ جِسْمَهَا: طَلَتْهُ بِالْخَلُوقِ؛ أَنْشَدَ اللِّحْيَانِيُّ:
يَا لَيْتَ شِعْرِي عَنْكِ يَا غَلَّابِ     تَحْمِلُ مَعَهَا أَحْسَنَ الْأَرْكَابِ
أَصْفَرَ قَدْ خُلِّقَ بِالْمَلَابِ
وَقَدْ تَخَلَّقَتِ الْمَرْأَةُ بِالْخَلُوقِ، وَالْخَلُوقُ: طِيبٌ مَعْرُوفٌ يُتَّخَذُ مِنَ الزَّعْفَرَانِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الطِّيبِ، وَتَغْلِبُ عَلَيْهِ الْحُمْرَةُ وَالصُّفْرَةُ، وَقَدْ وَرَدَ تَارَةً بِإِبَاحَتِهِ وَتَارَةً بِالنَّهْيِ عَنْهُ، وَالنَّهْيُ أَكْثُرُ وَأَثْبَتُ، وَإِنَّمَا نُهِيَ عَنْهُ لِأَنَّهُ مِنْ طِيبِ النِّسَاءِ، وَهُنَّ أَكْثَرُ اسْتِعْمَالًا لَهُ مِنْهُمْ؛ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَالظَّاهِرُ أَنَّ أَحَادِيثَ النَّهْيِ نَاسِخَةٌ. وَالْخُلُقُ: الْمُرُوءَةُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَخْلَقَةٌ لِلْخَيْرِ ڪَقَوْلِكَ مَجْدَرَةٌ وَمَحْرَاةٌ وَمَقْمَنَةٌ. وَفُلَانٌ خَلِيقٌ لِكَذَا أَيْ جَدِيرٌ بِهِ. وَأَنْتَ خَلِيقٌ بِذَلِكَ أَيْ جَدِيرٌ. وَقَدْ خَلُقَ لِذَلِكَ، بِالضَّمِّ: ڪَأَنَّهُ مِمَّنْ يُقَدِّرُ فِيهِ ذَاكَ وَتُرَى فِيهِ مَخَايِلُهُ. وَهَذَا الْأَمْرُ مَخْلَقَةٌ لَكَ أَيْ مَجْدَرَةٌ، وَإِنَّهُ مَخْلَقَةٌ مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ. وَإِنَّهُ لَخَلِيقٌ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ، وَبِأَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ، وَلِأَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ، وَمِنْ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ إِنَّهُ لَمَخْلَقَةٌ، يُقَالُ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ ڪُلِّهَا؛ ڪُلُّ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَحُكِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ: إِنَّ أَخْلَقَ بِكَ أَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ، قَالَ: أَرَادُوا أَنَّ أَخْلَقَ الْأَشْيَاءِ بِكَ أَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ يَا خَلِيقُ بِذَلِكَ فَتَرْفَعُ، وَيَا خَلِيقَ بِذَلِكَ فَتَنْصِبُ؛ قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعْرِفُ وَجْهَ ذَلِكَ. وَهُوَ خَلِيقٌ لَهُ أَيْ شَبِيهٌ. وَمَا أَخْلَقَهُ أَيْ مَا أَشْبَهَهُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لِخَلِيقٌ أَيْ حَرِيٌّ؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلشَّيْءِ الَّذِي قَدْ قَرُبَ أَنْ يَقَعَ، وَصَحَّ عِنْدَ مَنْ سَمِعَ بِوُقُوعِهِ – ڪَوْنُهُ وَتَحْقِيقُهُ. وَيُقَالُ: أَخْلِقْ بِهِ، وَأَجْدِرْ بِهِ، وَأَعْسِ بِهِ، وَأَحْرِ بِهِ، وَأَقْمِنْ بِهِ، وَأَحْجِ بِهِ؛ ڪُلُّ ذَلِكَ مَعْنَاهُ وَاحِدٌ. وَاشْتِقَاقُ خَلِيقٍ وَمَا أَخْلَقَهُ مِنَ الْخَلَاقَةِ، وَهِيَ التَّمْرِينُ؛ مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَقُولَ لِلَّذِي قَدْ أَلِفَ شَيْئًا صَارَ ذَلِكَ لَهُ خُلُقًا أَيْ مَرَنَ عَلَيْهِ، وَمِنْ ذَلِكَ الْخُلُقُ الْحَسَنُ. وَالْخُلُوقَةُ: الْمَلَاسَةُ، وَأَمَّا جَدِيرٌ فَمَأْخُوذٌ مِنَ الْإِحَاطَةِ بِالشَّيْءِ وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْحَائِطُ جِدَارًا. وَأَجْدَرَ ثَمَرُ الشَّجَرَةِ إِذَا بَدَتْ ثَمَرَتُهُ وَأَدَّى مَا فِي طِبَاعِهِ. وَالْحِجَا: الْعَقْلُ وَهُوَ أَصْلُ الطَّبْعِ. وَأَخْلَقَ إِخْلَاقًا بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَأَمَّا قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
وَمُخْتَلَقٌ لِلْمُلْكِ أَبْيَضُ فَدْغَمٌ     أَشَمُّ أَبَجُّ الْعَيْنِ ڪَالْقَمَرِ الْبَدْرِ
فَإِنَّمَا عَنَى بِهِ أَنَّهُ خُلِقَ خِلْقَةً تَصْلُحُ لِلْمُلْكِ. وَاخْلَوْلَقَتِ السَّمَاءُ أَنْ تَمْطُرَ أَيْ قَارَبَتْ وَشَابَهَتْ، وَاخْلَوْلَقَ أَنْ تُمْطِرَ عَلَى أَنَّ الْفِعْلَ لَانَ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وَاخْلَوْلَقَ السَّحَابُ أَيِ اسْتَوَى؛ وَيُقَالُ: صَارَ خَلِيقًا لِلْمَطَرِ. وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ السَّحَابِ: وَاخْلَوْلَقَ بَعْدَ تَفَرُّقٍ أَيِ اجْتَمَعَ  وَتَهَيَّأَ لِلْمَطَرِ. وَفِي خُطْبَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنَّ الْمَوْتَ قَدْ تَغَشَّاكُمْ سَحَابُهُ، وَأَحْدَقَ بِكُمْ رَبَابُهُ، وَاخْلَوْلَقَ بَعْدَ تَفَرُّقٍ؛ وَهَذَا الْبِنَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ وَهُوَ افْعَوْعَلَ ڪَاغْدَوْدَنَ وَاعْشَوْشَبَ. وَالْخَلَاقُ: الْحَظُّ وَالنَّصِيبُ مِنَ الْخَيْرِ وَالصَّلَاحِ. يُقَالُ: لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ. وَرَجُلٌ لَا خَلَاقَ لَهُ أَيْ لَا رَغْبَةَ لَهُ فِي الْخَيْرِ وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَلَا صَلَاحَ فِي الدِّينِ. وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ؛ الْخَلَاقُ: النَّصِيبُ مِنَ الْخَيْرِ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: لَا خَلَاقَ لَهُمْ وَلَا نَصِيبَ لَهُمْ فِي الْخَيْرِ، قَالَ: وَالْخَلَاقُ الدِّينُ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْخَلَاقُ النَّصِيبُ الْمُوَفَّرُ؛ وَأَنْشَدَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ:
فَمَنْ يَكُ مِنْهُمْ ذَا خَلَاقٍ فَإِنَّهُ     سَيَمْنَعُهُ مِنْ ظُلْمِهِ مَا تَوَكَّدَا
وَفِي الْحَدِيثِ: (لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ)؛ الْخَلَاقُ، بِالْفَتْحِ: الْحَظُّ وَالنَّصِيبُ. وَفِي حَدِيثِ أُبَيٍّ: إِنَّمَا تَأْكُلُ مِنْهُ بِخَلَاقِكَ؛ أَيْ بِحَظِّكَ وَنَصِيبِكَ مِنَ الدِّينِ؛ قَاْلَ لَهُ ذَلِكَ فِي طَعَامِ مَنْ أَقْرَأَهُ الْقُرْآنَ.

معنى كلمة خلق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلف: اللَّيْثُ: الْخَلْفُ ضِدُّ قُدَّامٍ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: خَلْفٌ نَقِيضُ قُدَّامٍ مُؤَنَّثَةٌ وَهِيَ تَكُونُ اسْمًا وَظَرْفًا، فَإِذَا ڪَانَتِ اسْمًا جَرَتْ بِوُجُوهِ الْإِعْرَابِ، وَإِذَا ڪَانَتْ ظَرْفًا لَمْ تَزَلْ نَصْبًا عَلَى حَالِهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ؛ قَاْلَ الزَّجَّاجُ: خَلْفَهُمْ مَا قَدْ وَقَعَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَمَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ مِنْ أَمْرِ الْقِيَامَةِ وَجَمِيعِ مَا يَكُونُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ؛ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ مَا أَسْلَفْتُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ، وَمَا خَلْفَكُمْ مَا تَسْتَعْمِلُونَهُ فِيمَا تَسْتَقْبِلُونَ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ مَا نَزَلَ بِالْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مِنَ الْعَذَابِ، وَمَا خَلْفَكُمْ عَذَابُ الْآخِرَةِ. وَخَلَفَهُ يَخْلُفُهُ: صَارَ خَلْفَهُ. وَاخْتَلَفَهُ: أَخَذَهُ مِنْ خَلْفِهِ. وَاخْتَلَفَهُ وَخَلَّفَهُ وَأَخْلَفَهُ. جَعَلَهُ خَلْفَهُ؛ قَاْلَ النَّابِغَةُ:
حَتَّى إِذَا عَزَلَ التَّوَائِمَ مُقْصِرًا ذَاتَ الْعِشَاءِ وَأَخْلَفَ الْأَرْكَاحَا
وَجَلَسْتُ خَلْفَ فُلَانٍ أَيْ بَعْدَهُ. وَالْخَلْفُ: الظَّهْرُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: جِئْتُ فِي الْهَاجِرَةِ فَوَجَدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – يُصَلِّي فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَأَخْلَفَنِي، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ فَجَاءَ يَرْفَأُ، فَتَأَخَّرْتُ فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ؛ قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ فَأَخْلَفَنِي أَيْ رَدَّنِي إِلَى خَلْفِهِ فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ بَعْدَ ذَلِكَ أَوْ جَعَلَنِي خَلْفَهُ بِحِذَاءِ يَمِينِهِ. يُقَالُ: أَخْلَفَ الرَّجُلُ يَدَهُ أَيْ رَدَّهَا إِلَى خَلْفِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَلْحَحْتُ عَلَى فُلَانٍ فِي الِاتِّبَاعِ حَتَّى اخْتَلَفْتُهُ أَيْ جَعَلْتُهُ خَلْفِي؛ قَالَ  اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ يَخْتَلِفُنِي النَّصِيحَةَ أَيْ يَخْلُفُنِي. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: أَتَخَلَّفُ عَنْ هِجْرَتِي؛ يُرِيدُ خَوْفَ الْمَوْتِ بِمَكَّةَ لِأَنَّهَا دَارٌ تَرَكُوهَا لِلَّهِ تَعَالَى، وَهَاجَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يُحِبُّوا أَنْ يَكُونَ مَوْتُهُمْ بِهَا، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضًا. وَالتَّخَلُّفُ: التَّأَخُّرُ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: فَخَلَّفَنَا فَكُنَّا آخِرَ الْأَرْبَعِ؛ أَيْ أَخَّرْنَا وَلَمْ يُقَدِّمْنَا، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لِيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ فَمَا يُخَلِّفُهُمْ؛ أَيْ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهِمْ وَيَتْرُكُهُمْ وَرَاءَهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: سَوُّوا صُفُوفَكُمْ وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ؛ أَيْ إِذَا تَقَدَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الصُّفُوفِ تَأَثَّرَتْ قُلُوبُهُمْ وَنَشَأَ بَيْنَهُمُ الْخُلْفُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ؛ يُرِيدُ أَنَّ ڪُلًّا مِنْهُمْ يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنِ الْآخَرِ وَيُوقَعُ بَيْنَهُمُ التَّبَاغُضُ، فَإِنَّ إِقْبَالَ الْوَجْهِ عَلَى الْوَجْهِ مِنْ أَثَرِ الْمَوَدَّةِ وَالْأُلْفَةِ، وَقِيلَ: أَرَادَ بِهَا تَحْوِيلَهَا إِلَى الْأَدْبَارِ، وَقِيلَ: تَغْيِيرُ صُوَرِهَا إِلَى صُوَرٍ أُخْرَى. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ؛ أَيْ آتِيهُمْ مِنْ خَلْفِهِمْ، أَوْ أُخَالِفُ مَا أَظْهَرْتُ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَأَرْجِعُ إِلَيْهِمْ فَآخُذُهُمْ عَلَى غَفْلَةٍ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى أَتَخَلَّفُ عَنِ الصَّلَاةِ بِمُعَاقَبَتِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفَةِ: وَخَالَفَ عَنَّا عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ؛ أَيْ تَخَلَّفَا. وَالْخَلْفُ: الْمِرْبَدُ يَكُونُ خَلْفَ الْبَيْتِ؛ يُقَالُ: وَرَاءَ بَيْتِكَ خَلْفٌ جَيِّدٌ، وَهُوَ الْمِرْبَدُ وَهُوَ مَحْبِسُ الْإِبِلِ؛ قَاْلَ الشَّاعِرُ:
وَجِيئَا مِنَ الْبَابِ الْمُجَافِ تَوَاتُرًا     وَلَا تَقْعُدَا بِالْخَلْفِ فَالْخَلْفُ وَاسِعُ
وَأَخْلَفَ يَدَهُ إِلَى السَّيْفِ إِذَا ڪَانَ مُعَلَّقًا خَلْفَهُ فَهَوَى إِلَيْهِ. وَجَاءَ خِلَافَهُ أَيْ بَعْدَهُ. وَقُرِئَ: (وَإِذَا لَا يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إِلَّا قَلِيلًا) وَخِلَافُكَ، وَالْخِلْفَةُ: مَا عُلِّقَ خَلْفَ الرَّاكِبِ؛ وَقَالَ:
كَمَا عُلِّقَتْ خِلْفَةُ الْمَحْمِلِ
وَأَخْلَفَ الرَّجُلُ: أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى خَلْفِهِ لِيَأْخُذَ مِنْ رَحْلِهِ سَيْفًا أَوْ غَيْرَهُ، وَأَخْلَفَ بِيَدِهِ وَأَخْلَفَ يَدَهُ ڪَذَلِكَ. وَالْإِخْلَافُ: أَنْ يَضْرِبَ الرَّجُلُ يَدَهُ إِلَى قِرَابِ سَيْفِهِ لِيَأْخُذَ سَيْفَهُ إِذَا رَأَى عَدُوًّا. الْجَوْهَرِيُّ: أَخْلَفَ الرَّجُلُ إِذَا أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى سَيْفِهِ لِيَسُلَّهُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّ رَجُلًا أَخْلَفَ السَّيْفَ يَوْمَ بَدْرٍ. يُقَالُ: أَخْلَفَ يَدَهُ إِذَا أَرَادَ سَيْفَهُ وَأَخْلَفَ يَدَهُ إِلَى الْكِنَانةِ. وَيُقَالُ: خَلَفَ لَهُ بِالسَّيْفِ إِذَا جَاءَ مِنْ وَرَائِهِ فَضَرَبَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَأَخْلَفَ بِيَدِهِ وَأَخَذَ يَدْفَعُ الْفَضْلَ. وَاسْتَخْلَفَ فُلَانًا مِنْ فُلَانٍ: جَعَلَهُ مَكَانَهُ. وَخَلَفَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا ڪَانَ خَلِيفَتَهُ. يُقَالُ: خَلَفَهُ فِي قَوْمِهِ خِلَافَةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي. وَخَلَفْتُهُ أَيْضًا إِذَا جِئْتُ بَعْدَهُ. وَيُقَالُ: خَلَّفْتُ فُلَانًا أُخَلِّفُهُ تَخْلِيفًا وَاسْتَخْلَفْتُهُ أَنَا جَعَلْتُهُ خَلِيفَتِي. وَاسْتَخْلَفَهُ: جَعَلَهُ خَلِيفَةً. وَالْخَلِيفَةُ: الَّذِي يُسْتَخْلَفُ مِمَّنْ قَبْلَهُ، وَالْجَمْعُ خَلَائِفُ، جَاءُوا بِهِ عَلَى الْأَصْلِ مِثْلَ ڪَرِيمَةٍ وَكَرَائِمَ، وَهُوَ الْخَلِيفُ وَالْجَمْعُ خُلَفَاءُ، وَأَمَّا سِيبَوَيْهِ فَقَالَ خَلِيفَةً وَخُلَفَاءَ، ڪَسَّرُوهُ تَكْسِيرَ فَعِيلٍ؛ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا لِلْمُذَكَّرِ؛ هَذَا نَقْلُ ابْنِ سِيدَهْ. وَقَالَ غَيْرُهُ: فَعِيلَةٌ بِالْهَاءِ لَا تُجْمَعُ عَلَى فُعَلَاءَ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأَمَّا خَلَائِفُ فَعَلَى لَفْظِ خَلِيفَةٍ وَلَمْ يَعْرِفْ خَلِيفًا، وَقَدْ حَكَاهُ أَبُو حَاتِمٍ؛ وَأَنْشَدَ لِأَوْسِ بْنِ حَجَرٍ:
إِنَّ مِنَ الْحَيِّ مَوْجُودًا خَلِيفَتُهُ     وَمَا خَلِيفُ أَبِي وَهْبٍ بِمَوْجُودِ
وَالْخِلَافَةُ: الْإِمَارَةُ وَهِيَ الْخِلِّيفَى. وَإِنَّهُ لَخَلِيفَةٌ بَيِّنُ الْخِلَافَةِ وَالْخِلِّيفَى. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْلَا الْخِلِّيفَى لَأَذَّنْتُ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَوْ أَطَقْتُ الْأَذَانَ مَعَ الْخِلِّيفَى، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ وَالْقَصْرِ الْخِلَافَةُ، وَهُوَ وَأَمْثَالُهُ مِنَ الْأَبْنِيَةِ ڪَالرِّمِّيَّا وَالدِّلِّيلَى مَصْدَرٌ يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى الْكَثْرَةِ، يُرِيدُ بِهِ ڪَثْرَةَ اجْتِهَادِهِ فِي ضَبْطِ أُمُورِ الْخِلَافَةِ وَتَصْرِيفِ أَعِنَّتِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: قَاْلَ الزَّجَّاجُ جَازَ أَنْ يُقَالَ لِلْأَئِمَّةِ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ بِقَوْلِهِ – عَزَّ وَجَلَّ: يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الْخَلِيفَةُ السُّلْطَانُ الْأَعْظَمُ، وَقَدْ يُؤَنَّثُ؛ وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ:
أَبُوكَ خَلِيفَةٌ وَلَدَتْهُ أُخْرَى     وَأَنْتَ خَلِيفَةٌ ذَاكَ الْكَمَالُ
قَالَ: وَلَدَتْهُ أُخْرَى لِتَأْنِيثِ اسْمِ الْخَلِيفَةِ وَالْوَجْهُ أَنْ يَكُونَ وَلَدَهُ آخَرُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ، قَالَ: جَعَلَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ خَلَائِفَ ڪُلِّ الْأُمَمِ، قَالَ: وَقِيلَ: خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: فَإِنَّهُ وَقَعَ لِلرِّجَالِ خَاصَّةً، وَالْأَجْوَدُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى مَعْنَاهُ فَإِنَّهُ رُبَّمَا يَقَعُ لِلرِّجَالِ، وَإِنْ ڪَانَتْ فِيهِ الْهَاءُ، أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ قَدْ جَمَعُوهُ خُلَفَاءَ؟ قَالُوا: ثَلَاثَةُ خُلَفَاءَ لَا غَيْرَ، وَقَدْ جُمِعَ خَلَائِفُ، فَمَنْ قَاْلَ خَلَائِفَ قَاْلَ ثَلَاثَ خَلَائِفَ وَثَلَاثَةَ خَلَائِفَ، فَمَرَّةً يَذْهَبُ بِهِ إِلَى الْمَعْنَى وَمَرَّةً يَذْهَبُ بِهِ إِلَى اللَّفْظِ، قَالَ: وَقَالُوا خُلَفَاءَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ لَا يَقَعُ إِلَّا عَلَى مُذَكَّرٍ وَفِيهِ الْهَاءُ، جَمَعُوهُ عَلَى إِسْقَاطِ الْهَاءِ فَصَارَ مِثْلَ ظَرِيفٍ وَظُرَفَاءَ، لِأَنَّ فَعِيلَةً بِالْهَاءِ لَا تُجْمَعُ عَلَى فُعَلَاءَ. وَمِخْلَافُ الْبَلَدِ: سُلْطَانُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمِخْلَافُ الْكُورَةُ يَقْدَمُ عَلَيْهَا الْإِنْسَانُ، وَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْيَمَنِ وَاحِدُ الْمَخَالِيفِ، وَهِيَ ڪُوَرُهَا، وَلِكُلِّ مِخْلَافٍ مِنْهَا اسْمٌ يُعْرَفُ بِهِ، وَهِيَ ڪَالرُّسْتَاقِ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَخَالِيفُ لِأَهْلِ الْيَمَنِ ڪَالْأَجْنَادِ لِأَهْلِ الشَّامِ، وَالْكُوَرِ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ، وَالرَّسَاتِيقِ لِأَهْلِ الْجِبَالِ، وَالطَّسَاسِيجِ لِأَهْلِ الْأَهْوَازِ. وَالْخَلَفُ: مَا اسْتَخْلَفْتَهُ مِنْ شَيْءٍ. تَقُولُ: أَعْطَاكَ اللَّهُ خَلَفًا مِمَّا ذَهَبَ لَكَ، وَلَا يُقَالُ خَلْفًا؛ وَأَنْتَ خَلْفُ سُوءٍ مِنْ أَبِيكَ. وَخَلَفَهُ يَخْلُفُهُ خَلَفًا: صَارَ مَكَانَهُ. وَالْخَلَفُ: الْوَلَدُ الصَّالِحُ يَبْقَى بَعْدَ الْإِنْسَانِ، وَالْخَلْفُ وَالْخَالِفَةُ: الطَّالِحُ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: وَقَدْ يُسَمَّى خَلَفًا، بِفَتْحِ اللَّامِ فِي الطَّلَاحِ، وَخَلْفًا، بِإِسْكَانِهَا، فِي الصَّلَاحِ، وَالْأَوَّلُ أَعْرَفُ. يُقَالُ: إِنَّهُ لَخَالِفٌ بَيِّنُ الْخَلَافَةِ؛ قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأَرَى اللِّحْيَانِيَّ حَكَى الْكَسْرَ. وَفِي هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ خَلَفٌ مِمَّنْ مَضَى أَيْ يَقُومُونَ مَقَامَهُمْ. وَفِي فُلَانٍ خَلَفٌ مِنْ فُلَانٍ إِذَا ڪَانَ صَالِحًا أَوْ طَالِحًا فَهُوَ خَلَفٌ. وَيُقَالُ: بِئْسَ الْخَلَفُ هُمْ أَيْ بِئْسَ الْبَدَلُ. وَالْخَلْفُ: الْقَرْنُ يَأْتِي بَعْدَ الْقَرْنِ، وَقَدْ خَلَفُوا بَعْدَهُمْ يَخْلُفُونَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ، بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ إِذَا أَضَاعُوا الصَّلَاةَ فَهُمْ خَلْفُ سُوءٍ لَا مَحَالَةَ، وَلَا يَكُونُ الْخَلَفُ إِلَّا مِنَ الْأَخْيَارِ، قَرْنًا ڪَانَ أَوْ وَلَدًا، وَلَا يَكُونُ الْخَلْفُ إِلَّا مِنَ الْأَشْرَارِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ)، قَالَ: قَرْنٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الْخَلَفُ يَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَكَذَلِكَ الْخَلْفُ، وَقِيلَ: الْخَلْفُ الْأَرْدِيَاءُ الْأَخِسَّاءُ. يُقَالُ: هَؤُلَاءِ خَلْفُ سُوءٍ لِنَاسٍ لَاحِقِينَ بِنَاسٍ أَكْثَرَ مِنْهُمْ، وَهَذَا خَلْفُ سَوْءٍ؛ قَاْلَ لَبِيدٌ:
ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ     وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ ڪَجِلْدِ الْأَجْرَبِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمَا جَمِيعًا، وَالْجَمْعُ فِيهِمَا أَخْلَافٌ وَخُلُوفٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَقِينَا فِي خَلْفِ سَوْءٍ أَيْ بَقِيَّةِ سَوْءٍ. وَبِذَلِكَ فَسَّرَ قَوْلَهُ تَعَالَى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ، أَيْ بَقِيَّةٌ. أَبُو الدُّقَيْشِ: يُقَالُ مَضَى خَلْفٌ مِنَ النَّاسِ، وَجَاءَ خَلْفٌ مِنَ النَّاسِ، وَجَاءَ خَلْفٌ لَا خَيْرَ فِيهِ، وَخَلْفٌ صَالِحٌ، خَفَّفَهُمَا جَمِيعًا. ابْنُ السِّكِّيتِ: قَاْلَ هَذَا خَلْفٌ، بِإِسْكَانِ اللَّامِ، لِلرَّدِيءِ، وَالْخَلْفُ الرَّدِيءُ مِنَ الْقَوْلِ؛ يُقَالُ: هَذَا خَلْفٌ مِنَ الْقَوْلِ أَيْ رَدِيءٌ. وَيُقَالُ فِي مِثْلِ: سَكَتَ أَلْفًا وَنَطَقَ خَلْفًا، لِلرَّجُلِ يُطِيلُ الصَّمْتَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِالْخَطَأِ، أَيْ سَكَتَ عَنْ أَلْفِ ڪَلِمَةٍ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِخَطَأٍ. وَحُكِيَ عَنْ يَعْقُوبَ قَالَ: إِنَّ أَعْرَابِيًّا ضَرَطَ فَتَشَوَّرَ فَأَشَارَ بِإِبْهَامِهِ نَحْوَ اسْتِهِ فَقَالَ: إِنَّهَا خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفًا؛ عَنَى بِالنُّطْقِ هَاهُنَا الضَّرْطَ. وَالْخَلَفُ، مُثَقَّلٌ، إِذَا ڪَانَ خَلَفًا مِنْ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ: يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ ڪُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ. قَاْلَ الْقَعْنَبِيُّ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَأَعْجَبَهُ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْخَلَفُ، بِالتَّحْرِيكِ وَالسُّكُونِ، ڪُلُّ مَنْ يَجِيءُ بَعْدَ مَنْ مَضَى، إِلَّا أَنَّهُ بِالتَّحْرِيكِ فِي الْخَيْرِ، وَبِالتَّسْكِينِ فِي الشَّرِّ. يُقَالُ: خَلَفُ صِدْقٍ وَخَلْفُ سُوءٍ، وَمَعْنَاهُمَا جَمِيعًا الْقَرْنُ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: وَالْمُرَادُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمَفْتُوحُ، وَمِنَ السُّكُونِ – الْحَدِيثُ: سَيَكُونُ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ. هِيَ جَمْعٌ خَلْفٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ؛ أَيْ لَعَلَّ هَامَّةً دَبَّتْ فَصَارَتْ فِيهِ بَعْدَهُ، وَخِلَافُ الشَّيْءِ بَعْدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَدَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ خِلَافَهُ. وَحَدِيثُ الدَّجَّالِ: قَدْ خَلَفَهُمْ فِي ذَرَارِيِّهِمْ. وَحَدِيثُ أَبِي الْيَسَرِ: أَخَلَفْتَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي أَهْلِهِ بِمِثْلِ هَذَا؟ يُقَالُ: خَلَفْتَ الرَّجُلَ فِي أَهْلِهِ إِذَا أَقَمْتَ بَعْدَهُ فِيهِمْ وَقُمْتَ عَنْهُ بِمَا ڪَانَ يَفْعَلُهُ، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ لِلِاسْتِفْهَامِ. وَفِي حَدِيثِ مَاعِزٍ: ڪُلَّمَا نَفَرْنَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَلَفَ أَحَدُهُمْ لَهُ نَبِيبٌ ڪَنَبِيبِ التَّيْسِ وَفِي حَدِيثِ الْأَعْشَى الْحِرْمَازِيِّ:
فَخَلَفَتْنِي بِنِزَاعٍ وَحَرَبْ
أَيْ بَقِيَتْ بَعْدِي؛ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَلَوْ رُوِيَ بِالتَّشْدِيدِ لَكَانَ بِمَعْنَى تَرَكَتْنِي خَلْفَهَا، وَالْحَرَبُ: الْغَضَبُ. وَأَخْلَفَ فُلَانٌ خَلَفَ صِدْقٍ فِي قَوْمِهِ أَيْ تَرَكَ فِيهِمْ عَقِبًا. وَأَعْطِهِ هَذَا خَلَفًا مِنْ هَذَا أَيْ بَدَلًا. وَالْخَالِفَةُ: الْأُمَّةُ الْبَاقِيَةُ بَعْدَ الْأُمَّةِ السَّالِفَةِ لِأَنَّهَا بَدَلٌ مِمَّنْ قَبْلَهَا؛ وَأَنْشَدَ:
كَذَلِكَ تَلْقَاهُ الْقُرُونُ الْخَوَالِفُ
وَخَلَفَ فُلَانٌ مَكَانَ أَبِيهِ يَخْلُفُ خِلَافَةً إِذَا ڪَانَ فِي مَكَانِهِ وَلَمْ يَصِرْ فِيهِ غَيْرُهُ. وَخَلَفَهُ رَبُّهُ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ: أَحْسَنَ الْخِلَافَةَ، وَخَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَمَكَانِهِ يَخْلُفُهُ خِلَافَةً حَسَنَةً: ڪَانَ خَلِيفَةً عَلَيْهِمْ مِنْهُ، يَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَلِذَلِكَ قِيلَ: أَوْصَى لَهُ بِالْخِلَافَةِ. وَقَدْ خَلَّفَ فُلَانٌ فُلَانًا يُخَلِّفُهُ تَخْلِيفًا، وَخَلَفَ بَعْدَهُ يَخْلُفُ خُلُوفًا، وَقَدْ خَالَفَهُ إِلَيْهِمْ وَاخْتَلَفَهُ. وَهِيَ الْخِلْفَةُ؛ وَأَخْلَفَ النَّبَاتُ: أَخْرَجَ الْخِلْفَةَ. وَأَخْلَفَتِ الْأَرْضُ إِذَا أَصَابَهَا بَرْدٌ آخِرَ الصَّيْفِ فَيَخْضَرُّ بَعْضُ شَجَرِهَا. وَالْخِلْفَةُ: زِرَاعَةُ الْحُبُوبِ لِأَنَّهَا تُسْتَخْلَفُ مِنَ الْبُرِّ وَالشَّعِيرِ. وَالْخِلْفَةُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ بَعْدَ النَّبَاتِ الَّذِي يَتَهَشَّمُ. وَالْخِلْفَةُ: مَا أَنْبَتَ الصَّيْفُ مِنَ الْعُشْبِ بَعْدَمَا يَبِسَ الْعُشْبُ الرِّيفِيُّ، وَقَدِ اسْتَخْلَفَتِ الْأَرْضُ، وَكَذَلِكَ مَا زُرِعَ مِنَ الْحُبُوبِ بَعْدَ إِدْرَاكِ الْأُولَى خِلْفَةٌ لِأَنَّهَا تُسْتَخْلَفُ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: خَيْرُ الْمَرْعَى الْأَرَاكُ وَالسَّلَمُ إِذَا أَخْلَفَ ڪَانَ لَجِينًا؛ أَيْ إِذَا أَخْرَجَ الْخِلْفَةَ، وَهُوَ الْوَرَقُ الَّذِي يُخْرَجُ بَعْدَ الْوَرَقِ الْأَوَّلِ فِي الصَّيْفِ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ السُّلَمِيِّ: حَتَّى آلَ السُّلَامَى وَأَخْلَفَ الْخُزَامَى؛ أَيْ طَلَعَتْ خِلْفَتُهُ مِنْ أُصُولِهِ بِالْمَطَرِ. وَالْخِلْفَةُ: الرِّيحَةُ وَهِيَ مَا يَنْفَطِرُ عَنْهُ الشَّجَرُ فِي أَوَّلِ الْبَرْدِ، وَهُوَ مِنَ الصَّفَرِيَّةِ. وَالْخِلْفَةُ: نَبَاتُ وَرَقٍ دُونَ وَرَقٍ. وَالْخِلْفَةُ: شَيْءٌ يَحْمِلُهُ الْكَرْمُ بَعْدَمَا يَسْوَدُّ الْعِنَبُ فَيُقْطَفُ الْعِنَبُ وَهُوَ غَضٌّ أَخْضَرُ ثُمَّ يُدْرِكُ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنْ سَائِرِ الثَّمَرِ. وَالْخِلْفَةُ أَيْضًا: أَنْ يَأْتِيَ الْكَرْمُ بِحِصْرِمٍ جَدِيدٍ؛ حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ. وَخِلْفَةُ الثَّمَرِ: الشَّيْءُ بَعْدَ الشَّيْءِ. وَالْإِخْلَافُ: أَنْ يَكُونَ فِي الشَّجَرِ ثَمَرٌ فَيَذْهَبُ فَالَّذِي يَعُودُ فِيهِ خِلْفَةٌ. وَيُقَالُ: قَدْ أَخْلَفَ الشَّجَرُ فَهُوَ يُخْلِفُ إِخْلَافًا إِذَا أَخْرَجَ وَرَقًا بَعْدَ وَرَقٍ قَدْ تَنَاثَرَ. وَخِلْفَةُ الشَّجَرِ: ثَمَرٌ يَخْرُجُ بَعْدَ الثَّمَرِ الْكَثِيرِ. وَأَخْلَفَ الشَّجَرُ: خَرَجَتْ لَهُ ثَمَرَةٌ بَعْدَ ثَمَرَةٍ. وَأَخْلَفَ الطَّائِرُ: خَرَجَ لَهُ رِيشٌ بَعْدَ رِيشٍ. وَخَلَفَتِ الْفَاكِهَةُ بَعْضُهَا بَعْضًا خَلَفًا وَخِلْفَةً إِذَا صَارَتْ خَلَفًا مِنَ الْأُولَى. وَرَجُلَانِ خِلْفَةٌ: يَخْلُفُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ. وَالْخِلْفَةُ: اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً؛ أَيْ هَذَا خَلَفٌ مِنْ هَذَا، يَذْهَبُ هَذَا وَيَجِيءُ هَذَا؛ وَأَنْشَدَ لِزُهَيْرٍ:
بِهَا الْعِينُ وَالْآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً     وَأَطْلَاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ ڪُلِّ مَجْثَمِ
وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِ زُهَيْرٍ يَمْشِينَ خِلْفَةً مُخْتَلِفَاتٌ فِي أَنَّهَا ضَرْبَانِ فِي أَلْوَانِهَا وَهَيْئَتِهَا، وَتَكُونُ خِلْفَةً فِي مِشْيَتِهَا، تَذْهَبُ ڪَذَا وَتَجِيءُ ڪَذَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَكُونُ قَوْلُهُ تَعَالَى خِلْفَةً أَيْ مَنْ فَاتَهُ عَمَلُ اللَّيْلِ اسْتَدْرَكَهُ فِي النَّهَارِ فَجَعَلَ هَذَا خَلَفًا مِنْ هَذَا. وَيُقَالُ: عَلَيْنَا خِلْفَةٌ مِنْ نَهَارٍ أَيْ بَقِيَّةٌ، وَبَقِيَ فِي الْحَوْضِ خِلْفَةٌ مِنْ مَاءٍ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ يَجِيءُ بَعْدَ شَيْءٍ، فَهُوَ خِلْفَةٌ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخِلْفَةُ وَقْتٌ بَعْدَ وَقْتٍ. وَالْخَوَالِفُ: الَّذِينَ لَا يَغْزُونَ، وَاحِدُهُمْ خَالِفَةٌ ڪَأَنَّهُمْ يَخْلُفُونَ مَنْ غَزَا. وَالْخَوَالِفُ أَيْضًا: الصِّبْيَانُ الْمُتَخَلِّفُونَ. وَقَعَدَ خِلَافَ أَصْحَابِهِ: لَمْ يَخْرُجْ مَعَهُمْ، وَخَلَفَ عَنْ أَصْحَابِهِ ڪَذَلِكَ. وَالْخِلَافُ: الْمُخَالَفَةُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: سُرِرْتُ بِمَقْعَدِي خِلَافَ أَصْحَابِي أَيْ مُخَالِفَهُمْ، وَخَلْفَ أَصْحَابِي أَيْ بَعْدَهُمْ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سُرِرْتُ بِمَقَامِي بَعْدَهُمْ وَبَعْدَ ذَهَابِهِمْ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخَالِفَةُ الْقَاعِدَةُ مِنَ النِّسَاءِ فِي الدَّارِ.  وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا، وَيُقْرَأُ: خَلْفَكَ، وَمَعْنَاهُمَا بَعْدَكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَقْرَأُ: خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ، أَيْ مُخَالَفَةَ رَسُولِ اللَّهِ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: خِلَافَ فِي الْآيَةِ بِمَعْنَى بَعْدَ؛ وَأَنْشَدَ لِلْحَارِثِ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ:
عَقَبَ الرَّبِيعُ خِلَافَهُمْ فَكَأَنَّمَا     نَشَطَ الشَّوَاطِبُ بَيْنَهُنَّ حَصِيرَا
قَالَ: وَمِثْلُهُ لِمُزَاحِمٍ الْعُقَيْلِيِّ:
وَقَدْ يَفْرُطُ الْجَهْلُ الْفَتَى ثُمَّ يَرْعَوِي     خِلَافَ الصِّبَا لِلْجَاهِلِينَ حُلُومُ
قَالَ: وَمِثْلُهُ لِلْبَرِيقِ الْهُذَلِيِّ:
وَمَا ڪُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَعِيشَ خِلَافَهُمْ     بِسِتَّةِ أَبْيَاتٍ ڪَمَا نَبَتَ الْعِتْرُ
وَأَنْشَدَ لِأَبِي ذُؤَيْبٍ:
فَأَصْبَحْتُ أَمْشِي فِي دِيَارٍ ڪَأَنَّهَا     خِلَافَ دِيَارِ الْكَاهِلِيَّةِ عُورُ
وَأَنْشَدَ لِآخَرَ:
فَقُلْ لِلَّذِي يَبْقَى خِلَافَ الَّذِي مَضَى     تَهَيَّأْ لِأُخْرَى مِثْلِهَا فَكَأَنْ قَدِ
وَأَنْشَدَ لِأَوْسٍ:
لَقِحَتْ بِهِ لِحَيًا خِلَافَ حِيَالِ
أَيْ بَعْدَ حِيَالِ؛ وَأَنْشَدَ لِمُتَمِّمٍ:
وَفَقْدَ بَنِي آمٍ تَدَاعَوْا فَلَمْ أَكُنْ     خِلَافَهُمُ أَنْ أَسْتَكِينَ وَأَضْرَعَا
وَتَقُولُ: خَلَّفْتُ فُلَانًا وَرَائِي فَتَخَلَّفَ عَنِّي أَيْ تَأَخَّرَ، وَالْخُلُوفُ: الْحُضَّرُ وَالْغُيَّبُ ضِدٌّ. وَيُقَالُ: الْحَيُّ خُلُوفٌ أَيْ غُيَّبٌ، وَالْخُلُوفُ الْحُضُورُ الْمُتَخَلِّفُونَ؛ قَاْلَ أَبُو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ:
أَصْبَحَ الْبَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيَانٍ     مُقْشَعِرًّا وَالْحَيُّ حَيُّ خُلُوفُ
أَيْ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ:
أَصْبَحَ الْبَيْتُ بَيْتُ آلِ إِيَاسٍ
لِأَنَّ أَبَا زُبَيْدٍ رَثَى فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ فَرْوَةَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ قَبِيصَةَ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ بِالْحِيرَةِ. وَالْخَلِيفُ: الْمُتَخَلِّفُ عَنِ الْمِيعَادِ؛ قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
تَوَاعَدْنَا الرُّبَيْقَ لَنَنْزِلَنْهُ     وَلَمْ تَشْعُرْ إِذًا أَنِّي خَلِيفُ
وَالْخَلْفُ وَالْخِلْفَةُ: الِاسْتِقَاءُ وَهُوَ اسْمٌ مِنَ الْإِخْلَافِ. وَالْإِخْلَافُ: الِاسْتِقَاءُ. وَالْخَالِفُ: الْمُسْتَقِي. وَالْمُسْتَخْلِفُ: الْمُسْتَسْقِي؛ قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَمُسْتَخْلِفَاتٍ مِنْ بِلَادِ تَنُوفَةٍ     لِمُصْفَرَّةِ الْأَشْدَاقِ حُمْرِ الْحَوَاصِلِ
وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ:
لِزُغْبٍ ڪَأَوْلَادِ الْقَطَا رَاثَ خَلْفُهَا     عَلَى عَاجِزَاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَوَاصِلُهْ
يَعْنِي رَاثَ مُخْلِفُهَا فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَهُ، وَقَوْلُهُ حَوَاصِلُهُ قَاْلَ الْكِسَائِيُّ: أَرَادَ حَوَاصِلَ مَا ذَكَرْنَا، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْهَاءُ تَرْجِعُ إِلَى الزُّغْبِ دُونَ الْعَاجِزَاتِ الَّتِي فِيهِ عَلَامَةُ الْجَمْعِ، لِأَنَّ ڪُلَّ جَمْعٍ بُنِيَ عَلَى صُورَةِ الْوَاحِدِ سَاغَ فِيهِ تَوَهُّمُ الْوَاحِدِ ڪَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
مِثْلُ الْفِرَاخِ نُتِفَتْ حَوَاصِلُهْ
لِأَنَّ الْفِرَاخَ لَيْسَ فِيهِ عَلَامَةُ الْجَمْعِ وَهُوَ عَلَى صُورَةِ الْوَاحِدِ ڪَالْكِتَابِ وَالْحِجَابِ، وَيُقَالُ: الْهَاءُ تَرْجِعُ إِلَى النَّهْضِ وَهُوَ مَوْضِعٌ فِي ڪَتِفِ الْبَعِيرِ فَاسْتَعَارَهُ لِلْقَطَا، وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ هَذَا الْحَرْفَ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَقَالَ: الْخِلْفُ الِاسْتِقَاءُ؛ قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ عِنْدِي مَا قَاْلَ أَبُو عَمْرٍو إِنَّهُ الْخَلْفُ، بِفَتْحِ الْخَاءِ، قَالَ: وَلَمْ يَعْزُ أَبُو عُبَيْدٍ مَا قَاْلَ فِي الْخِلْفِ إِلَى أَحَدٍ. وَاسْتَخْلَفَ الْمُسْتَسْقِي، وَالْخَلْفُ الِاسْمُ مِنْهُ. يُقَالُ: أَخْلَفَ وَاسْتَخْلَفَ. وَالْخَلْفُ: الْحَيُّ الَّذِينَ ذَهَبُوا يَسْتَقُونَ وَخَلَّفُوا أَثْقَالَهُمْ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الْخَلْفُ الْقَوْمُ الَّذِي ذَهَبُوا مِنَ الْحَيِّ يَسْتَقُونَ وَخَلَّفُوا أَثْقَالَهُمْ. وَاسْتَخْلَفَ الرَّجُلُ: اسْتَعْذَبَ الْمَاءَ. وَاسْتَخْلَفَ وَاخْتَلَفَ وَأَخْلَفَ: سَقَاهُ؛ قَاْلَ الْحُطَيْئَةُ:
سَقَاهَا فَرَوَّاهَا مِنَ الْمَاءِ مُخْلِفُ
وَيُقَالُ: مِنْ أَيْنَ خِلْفَتُكُمْ؟ أَيْ مِنْ أَيْنَ تَسْتَقُونَ. وَأَخْلَفَ وَاسْتَخْلَفَ: اسْتَقَى. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَخْلَفْتُ الْقَوْمَ حَمَلْتُ إِلَيْهِمُ الْمَاءَ الْعَذْبَ، وَهُمْ فِي رَبِيعٍ، لَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ عَذْبٌ أَوْ يَكُونُونَ عَلَى مَاءٍ مِلْحٍ، وَلَا يَكُونُ الْإِخْلَافُ إِلَّا فِي الرَّبِيعِ، وَهُوَ فِي غَيْرِهِ مُسْتَعَارٌ مِنْهُ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْخِلْفُ وَالْخِلْفَةُ مِنْ ذَلِكَ الِاسْمِ، وَالْخَلْفُ الْمَصْدَرُ؛ لَمْ يَحْكِ ذَلِكَ غَيْرُ أَبِي عُبَيْدٍ؛ قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأَرَاهُ مِنْهُ غَلَطًا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ذَهَبَ الْمُسْتَخْلِفُونَ يَسْتَقُونَ أَيِ الْمُتَقَدِّمُونَ. وَالْخَلَفُ: الْعِوَضُ وَالْبَدَلُ مِمَّا أُخِذَ أَوْ ذَهَبَ. وَأَخْلَفَ فُلَانٌ لِنَفْسِهِ إِذَا ڪَانَ قَدْ ذَهَبَ لَهُ شَيْءٌ فَجَعَلَ مَكَانَهُ آخَرَ؛ قَاْلَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
فَأَخْلِفْ وَأَتْلِفْ إِنَّمَا الْمَالُ عَارَةٌ     وَكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الَّذِي هُوَ آكِلُهُ
يُقَالُ: اسْتَفِدْ خَلَفَ مَا أَتْلَفْتَ. وَيُقَالُ لِمَنْ هَلَكَ لَهُ مَنْ لَا يُعْتَاضُ مِنْهُ ڪَالْأَبِ وَالْأُمِّ وَالْعَمِّ: خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَيْ ڪَانَ اللَّهُ عَلَيْكَ خَلِيفَةً، وَخَلَفَ عَلَيْكَ خَيْرًا وَبِخَيْرٍ وَأَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ خَيْرًا وَأَخْلَفَ لَكَ خَيْرًا، وَلِمَنْ هَلَكَ لَهُ مَا يُعْتَاضُ مِنْهُ أَوْ ذَهَبَ مِنْ وَلَدٍ أَوْ مَالٍ: أَخْلَفَ اللَّهُ لَكَ وَخَلَفَ لَكَ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لِمَنْ ذَهَبَ لَهُ مَالٌ أَوْ وَلَدٌ أَوْ شَيْءٌ يُسْتَعَاضُ: أَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ؛ أَيْ رَدَّ عَلَيْكَ مِثْلَ مَا ذَهَبَ، فَإِنْ ڪَانَ قَدْ هَلَكَ لَهُ وَالِدٌ أَوْ عَمٌّ أَوْ أَخٌ قُلْتَ: خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ، بِغَيْرِ أَلْفٍ، أَيْ ڪَانَ اللَّهُ خَلِيفَةَ وَالِدِكَ أَوْ مَنْ فَقَدْتَهُ عَلَيْكَ. وَيُقَالُ: خَلَفَ اللَّهُ لَكَ خَلَفًا بِخَيْرٍ، وَأَخْلَفَ عَلَيْكَ خَيْرًا أَيْ أَبْدَلَكَ بِمَا ذَهَبَ مِنْكَ وَعَوَّضَكَ عَنْهُ؛ وَقِيلَ: يُقَالُ خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ إِذَا مَاتَ لَكَ مَيِّتٌ أَيْ ڪَانَ اللَّهُ خَلِيفَتَهُ عَلَيْكَ، وَأَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَيْ أَبْدَلَكَ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تَكَفَّلَ اللَّهُ لِلْغَازِي أَنْ يُخْلِفَ نَفَقَتَهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي الدُّعَاءِ لِلْمَيِّتِ: اخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ أَيْ ڪُنْ لَهُمْ بَعْدَهُ، وَحَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ: اللَّهُمَّ اخْلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهُ. الْيَزِيدِيُّ: خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِخَيْرٍ خِلَافَةً.  الْأَصْمَعِيُّ: خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِخَيْرٍ، إِذَا أَدْخَلْتَ الْبَاءَ أَلْقَيْتَ الْأَلِفَ. وَأَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَيْ أَبْدَلَ لَكَ مَا ذَهَبَ. وَخَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَيْ ڪَانَ اللَّهُ خَلِيفَةَ وَالِدِكَ عَلَيْكَ. وَالْإِخْلَافُ: أَنْ يُهْلِكَ الرَّجُلُ شَيْئًا لِنَفْسِهِ أَوْ لِغَيْرِهِ ثُمَّ يُحْدِثَ مِثْلَهُ. وَالْخَلْفُ: النَّسْلُ. وَالْخَلَفُ وَالْخَلْفُ: مَا جَاءَ مِنْ بَعْدُ. يُقَالُ: هُوَ خَلْفُ سَوْءٍ مِنْ أَبِيهِ وَخَلَفُ صِدْقٍ مِنْ أَبِيهِ، بِالتَّحْرِيكِ، إِذَا قَامَ مَقَامَهُ؛ وَقَالَ الْأَخْفَشُ: هُمَا سَوَاءٌ، مِنْهُمْ مَنْ يُحَرِّكُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَكِّنُ فِيهِمَا جَمِيعًا إِذَا أَضَافَ، وَمَنْ حَرَّكَ فِي خَلَفِ صِدْقٍ وَسَكَّنَ فِي الْآخَرِ فَإِنَّمَا أَرَادَ الْفَرْقَ بَيْنَهُمَا؛ قَاْلَ الرَّاجِزُ:
إِنَّا وَجَدْنَا خَلَفًا بِئْسَ الْخَلَفْ     عَبْدًا إِذَا مَا نَاءَ بِالْحِمْلِ خَضَفْ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنْشَدَهُمَا الرِّيَاشِيُّ لِأَعْرَابِيٍّ يَذُمُّ رَجُلًا اتَّخَذَ وَلِيمَةً، قَالَ: وَالصَّحِيحُ فِي هَذَا وَهُوَ الْمُخْتَارُ أَنَّ الْخَلَفَ خَلَفُ الْإِنْسَانِ الَّذِي يَخْلُفُهُ مِنْ بَعْدِهِ، يَأْتِي بِمَعْنَى الْبَدَلِ فَيَكُونُ خَلَفًا مِنْهُ أَيْ بَدَلًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: هَذَا خَلَفٌ مِمَّا أُخِذَ لَكَ أَيْ بَدَلٌ مِنْهُ، وَلِهَذَا جَاءَ مَفْتُوحَ الْأَوْسَطِ لِيُكُونَ عَلَى مِثَالِ الْبَدَلِ وَعَلَى مِثَالِ ضِدِّهِ أَيْضًا، وَهُوَ الْعَدَمُ وَالتَّلَفُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ لِمُنْفِقٍ خَلَفًا وَلِمُمْسِكٍ تَلَفًا؛ أَيْ عِوَضًا، يُقَالُ فِي الْفِعْلِ مِنْهُ خَلَفَهُ فِي قَوْمِهِ وَفِي أَهْلِهِ يَخْلُفُهُ خَلَفًا وَخِلَافَةً. وَخَلَفَنِي فَكَانَ نِعْمَ الْخَلَفُ أَوْ بِئْسَ الْخَلَفُ؛ وَمِنْهُ خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِخَيْرٍ خَلَفًا وَخِلَافَةً، وَالْفَاعِلُ مِنْهُ خَلِيفٌ وَخَلِيفَةٌ، وَالْجَمْعُ خُلَفَاءُ وَخَلَائِفُ، فَالْخَلَفُ فِي قَوْلِهِمْ نِعْمَ الْخَلَفُ وَبِئْسَ الْخَلْفُ، وَخَلَفُ صِدْقٍ وَخَلَفُ سَوْءٍ، وَخَلَفٌ صَالِحٌ وَخَلَفٌ طَالِحٌ، هُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ سُمِّيَ بِهِ مَنْ يَكُونُ خَلِيفَةً، وَالْجَمْعُ أَخْلَافٌ ڪَمَا تَقُولُ بَدَلٌ وَأَبْدَالٌ لِأَنَّهُ بِمَعْنَاهُ. قَالَ: وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ هُمْ أَخْلَافُ سَوْءٍ جَمْعُ خَلَفٍ؛ قَالَ: وَشَاهِدُ الضَّمِّ فِي مُسْتَقْبَلِ فِعْلِهِ قَوْلُ الشَّمَّاخِ:
تُصِيبُهُمُ وَتُخْطِينَا الْمَنَايَا     وَأَخْلُفُ فِي رُبُوعٍ عَنْ رُبُوعٍ
قَالَ: وَأَمَّا الْخَلْفُ، سَاكِنَ الْأَوْسَطِ، فَهُوَ الَّذِي يَجِيءُ بَعْدُ. يُقَالُ: خَلَفَ قَوْمٌ بَعْدَ قَوْمٍ وَسُلْطَانٌ بَعْدَ سُلْطَانٍ يَخْلُفُونَ خَلْفًا، فَهُمْ خَالِفُونَ. تَقُولُ: أَنَا خَالِفُهُ وَخَالِفَتُهُ أَيْ جِئْتُ بَعْدَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ أَبَا بَكْرٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: لَا، قَالَ: فَمَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الْخَالِفَةُ بَعْدَهُ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْخَلِيفَةُ مَنْ يَقُومُ مَقَامَ الذَّاهِبِ وَيَسُدُّ مَسَدَّهُ، وَالْهَاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ، وَجَمْعُهُ الْخُلَفَاءُ عَلَى مَعْنَى التَّذْكِيرِ لَا عَلَى اللَّفْظِ مِثْلَ ظَرِيفٍ وَظُرَفَاءَ، وَيُجْمَعُ عَلَى اللَّفْظِ خَلَائِفَ ڪَظَرِيفَةٍ وَظَرَائِفَ، فَأَمَّا الْخَالِفَةُ، فَهُوَ الَّذِي لَا غَنَاءَ عِنْدَهُ وَلَا خَيْرَ فِيهِ، وَكَذَلِكَ الْخَالِفُ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ الْخِلَافِ وَهُوَ بَيِّنُ الْخَلَافَةِ، بِالْفَتْحِ، وَإِنَّمَا قَاْلَ ذَلِكَ تَوَاضُعًا وَهَضْمًا مِنْ نَفْسِهِ حِينَ قَاْلَ لَهُ: أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ. وَسَمِعَ الْأَزْهَرِيُّ بَعْضَ الْعَرَبِ، وَهُوَ صَادِرٌ عَنْ مَاءٍ وَقَدْ سَأَلَهُ إِنْسَانٌ عَنْ رَفِيقٍ لَهُ فَقَالَ: هُوَ خَالِفَتِي؛ أَيْ وَارِدٌ بَعْدِي. قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ الْخَالِفُ الْمُتَخَلِّفُ عَنِ الْقَوْمِ فِي الْغَزْوِ وَغَيْرِهِ ڪَقَوْلِهِ تَعَالَى: رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ، قَالَ: فَعَلَى هَذَا الْخَلْفُ الَّذِي يَجِيءُ بَعْدَ الْأَوَّلِ بِمَنْزِلَةِ الْقَرْنِ بَعْدَ الْقَرْنِ، وَالْخَلْفُ الْمُتَخَلِّفُ عَنِ الْأَوَّلِ، هَالِكًا ڪَانَ أَوْ حَيًّا. وَالْخَلْفُ: الْبَاقِي بَعْدَ الْهَالِكِ وَالتَّابِعُ لَهُ، هُوَ فِي الْأَصْلِ أَيْضًا مِنْ خَلَفَ يَخْلُفُ خَلْفًا، سُمِّيَ بِهِ الْمُتَخَلِّفُ وَالْخَالِفُ لَا عَلَى جِهَةِ الْبَدَلِ، وَجَمْعُهُ خُلُوفٌ ڪَقَرْنٍ وَقُرُونٍ؛ قَالَ: وَيَكُونُ مَحْمُودًا وَمَذْمُومًا، فَشَاهِدُ الْمَحْمُودِ قَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ:
لَنَا الْقَدَمُ الْأُولَى إِلَيْكَ وَخَلْفُنَا     لِأَوَّلِنَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَابِعُ
فَالْخَلْفُ هَاهُنَا هُوَ التَّابِعُ لِمَنْ مَضَى وَلَيْسَ مِنْ مَعْنَى الْخَلَفِ الَّذِي هُوَ الْبَدَلُ، قَالَ: وَقِيلَ الْخَلْفُ هُنَا الْمُتَخَلِّفُونَ عَنِ الْأَوَّلِينَ أَيِ الْبَاقُونَ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ، فَسُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ فَهَذَا قَوْلُ ثَعْلَبٍ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَحَكَى أَبُو الْحَسَنِ الْأَخْفَشُ فِي خَلَفِ صِدْقٍ وَخَلَفِ سَوْءٍ التَّحْرِيكَ وَالْإِسْكَانَ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ قَوْلُ ثَعْلَبٍ إِنَّ الْخَلَفَ يَجِيءُ بِمَعْنَى الْبَدَلِ وَالْخِلَافَةِ، وَالْخَلْفُ يَجِيءُ بِمَعْنَى التَّخَلُّفِ عَمَّنْ تَقَدَّمَ؛ قَالَ: وَشَاهِدُ الْمَذْمُومِ قَوْلُ لَبِيدٍ:
وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ ڪَجِلْدِ الْأَجْرَبِ
قَالَ: وَيُسْتَعَارُ الْخَلْفُ لِمَا لَا خَيْرَ فِيهِ، وَكِلَاهُمَا سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ أَعْنِي الْمَحْمُودَ وَالْمَذْمُومَ، فَقَدْ صَارَ عَلَى هَذَا لِلْفِعْلِ مَعْنَيَانِ: خَلَفْتُهُ خَلَفًا ڪُنْتُ بَعْدَهُ خَلَفًا مِنْهُ وَبَدَلًا، وَخَلَفْتُهُ خَلْفًا جِئْتُ بَعْدَهُ، وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنَ الْأَوَّلِ خَلِيفَةٌ وَخَلِيفٌ، وَمِنَ الثَّانِي خَالِفَةٌ وَخَالِفٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ. قَالَ: وَقَدْ صَحَّ الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ. وَهُوَ مِنْ أَبِيهِ خَلَفٌ أَيْ بَدَلٌ، وَالْبَدَلُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ خَلَفٌ مِنْهُ. وَالْخِلَافُ: الْمُضَادَّةُ، وَقَدْ خَالَفَهُ مُخَالَفَةً وَخِلَافًا. وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّمَا أَنْتَ خِلَافُ الضَّبُعِ الرَّاكِبِ؛ أَيْ تُخَالِفُ خِلَافَ الضَّبُعِ لِأَنَّ الضَّبُعَ إِذَا رَأَتِ الرَّاكِبَ هَرَبَتْ مِنْهُ؛ حَكَاهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَفَسَّرَهُ بِذَلِكَ. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ يُخَالِفُ إِلَى امْرَأَةِ فُلَانٍ أَيْ يَأْتِيهَا إِذَا غَابَ عَنْهَا. وَخَلَفَ فُلَانٌ بِعَقِبِ فُلَانٍ إِذَا خَالَفَهُ إِلَى أَهْلِهِ. وَيُقَالُ: خَلَفَ فُلَانٌ بِعَقِبِي إِذَا فَارَقَهُ عَلَى أَمْرٍ فَصَنَعَ شَيْئًا آخَرَ؛ قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ قَوْلِهِمْ إِنَّهُ يُخَالِفُهُ إِلَى أَهْلِهِ. وَيُقَالُ: إِنَّ امْرَأَةَ فُلَانٍ تَخْلُفُ زَوْجَهَا بِالنِّزَاعِ إِلَى غَيْرِهِ إِذَا غَابَ عَنْهَا؛ وَقَدِمَ أَعْشَى مَازِنٍ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَأَنْشَدَهُ هَذَا الرَّجَزَ:
إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ     خَرَجْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ
فَخَلَفَتْنِي بِنِزَاعٍ وَحَرَبْ     أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ وَلَطَّتْ بِالذَّنَبْ
وَأَخْلَفَ الْغُلَامُ فَهُوَ مُخْلِفٌ إِذَا رَاهَقَ الْحُلُمَ؛ ذَكَرَهُ الْأَزْهَرِيُّ؛ وَقِيلَ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
إِذَا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَهَا     وَخَالَفَهَا فِي بَيْتِ نُوَبٍ عَوَاسِلِ
مَعْنَاهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَأَخَذَ عَسَلَهَا وَهِيَ تَرْعَى، فَكَأَنَّهُ خَالَفَ هَوَاهَا بِذَلِكَ، وَمَنْ رَوَاهُ وَحَالَفَهَا فَمَعْنَاهُ لَزِمَهَا. وَالْأَخْلَفُ: الْأَعْسَرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِي ڪَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ:
زَقَبٌ يَظَلُّ الذِّئْبُ يَتْبَعُ ظِلَّهُ      مِنْ ضِيقِ مَوْرِدِهِ اسْتِنَانَ الْأَخْلَفِ
قَالَ السُّكَّرِيُّ: الْأَخْلَفُ الْمُخَالِفُ الْعَسِرُ الَّذِي ڪَأَنَّهُ يَمْشِي عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ، وَقِيلَ: الْأَخْلَفُ الْأَحْوَلُ. وَخَالَفَهُ إِلَى الشَّيْءِ: عَصَاهُ إِلَيْهِ أَوْ قَصَدَهُ بَعْدَمَا نَهَاهُ عَنْهُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ. الْأَصْمَعِيُّ: خَلَفَ فُلَانٌ بِعَقِبِي وَذَلِكَ إِذَا مَا فَارَقَهُ عَلَى أَمْرٍ ثُمَّ جَاءَ مِنْ وَرَائِهِ فَجَعَلَ شَيْئًا آخَرَ بَعْدَ فِرَاقِهِ، وَخَلَفَ لَهُ بِالسَّيْفِ إِذَا جَاءَهُ مِنْ خَلْفِهِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ. وَالْخِلَافُ: الْخُلْفُ؛ وَسُمِعَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ إِذَا سُئِلَ وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى مَاءٍ أَوْ بَلَدٍ: أَحَسْتَ فُلَانًا؟ فَيُجِيبُهُ: خَالِفَتِي؛ يُرِيدُ أَنَّهُ وَرَدَ الْمَاءَ وَأَنَا صَادِرٌ عَنْهُ. اللَّيْثُ: رَجُلٌ خَالِفٌ وَخَالِفَةٌ أَيْ يُخَالِفُ ڪَثِيرُ الْخِلَافِ. وَيُقَالُ: بَعِيرٌ أَخْلَفُ بَيِّنُ الْخَلَفِ إِذَا ڪَانَ مَائِلًا عَلَى شِقٍّ. الْأَصْمَعِيُّ: الْخَلَفُ فِي الْبَعِيرِ أَنْ يَكُونَ مَائِلًا فِي شَقٍّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي خُلُقِهِ خَالِفٌ وَخَالِفَةٌ وَخُلْفَةٌ وَخِلْفَةٌ. وَخِلَفْنَةٌ وَخِلَفْنَاةٌ؛ أَيْ خِلَافٌ. وَرَجُلٌ خِلَفْنَاةٌ: مُخَالِفٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هَذَا رَجُلٌ خِلَفْنَاةٌ وَامْرَأَةٌ خِلَفْنَاةٌ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْجَمْعُ خِلَفْنَيَاتٌ فِي الذُّكُورِ وَالْإِنَاثِ. وَيُقَالُ: فِي خُلُقِ فُلَانٍ خِلَفْنَةٌ مِثْلُ دِرَفْسَةٍ أَيِ الْخِلَافُ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، وَذَلِكَ إِذَا ڪَانَ مُخَالِفًا. وَتَخَالَفَ الْأَمْرَانِ وَاخْتَلَفَا: لَمْ يَتَّفِقَا. وَكُلُّ مَا لَمْ يَتَسَاوَ، فَقَدْ تَخَالَفَ وَاخْتَلَفَ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ: وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ؛ أَيْ فِي حَالِ اخْتِلَافِ أُكُلِهِ إِنْ قَاْلَ قَائِلٌ: ڪَيْفَ يَكُونُ أَنْشَأَهُ فِي حَالِ اخْتِلَافِ أُكُلِهِ وَهُوَ قَدْ نَشَأَ مِنْ قَبْلِ وُقُوعِ أُكُلِهِ؟ فَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ ذُكِرَ إِنْشَاءً بِقَوْلِهِ خَالِقُ ڪُلِّ شَيْءٍ، فَأَعْلَمَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّ الْمُنْشِئَ لَهُ فِي حَالِ اخْتِلَافِ أُكُلِهِ هُوَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَنْشَأَهُ وَلَا أُكُلَ فِيهِ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ لِأَنَّ الْمَعْنَى مُقَدَّرًا ذَلِكَ فِيهِ ڪَمَا تَقُولُ: لِتَدْخُلَنَّ مَنْزِلَ زَيْدٍ آكِلًا شَارِبًا أَيْ مُقَدِّرًا ذَلِكَ، ڪَمَا حَكَى سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِهِ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مَعَهُ صَقْرٌ صَائِدًا بِهِ غَدًا أَيْ مُقَدَّرًا بِهِ الصَّيْدُ، وَالِاسْمُ الْخِلْفَةُ. وَيُقَالُ: الْقَوْمُ خِلْفَةٌ أَيْ مُخْتَلِفُونَ، وَهُمَا خِلْفَانِ أَيْ مُخْتَلِفَانِ، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى؛ قَالَ:
دَلْوَايَ خِلْفَانِ وَسَاقِيَاهُمَا
أَيْ إِحْدَاهُمَا مُصْعِدَةٌ مَلْأَى وَالْأُخْرَى مُنْحَدِرَةٌ فَارِغَةٌ، أَوْ إِحْدَاهُمَا جَدِيدَةٌ وَالْأُخْرَى خَلَقٌ. قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ اخْتَلَفَا هُمَا خِلْفَانِ، قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ هُمَا خِلْفَتَانِ، وَحُكِيَ: لَهَا وَلَدَانِ خِلْفَانِ وَخِلْفَتَانِ، وَلَهُ عَبْدَانِ خِلْفَانِ إِذَا ڪَانَ أَحَدُهُمَا طَوِيلًا وَالْآخَرُ قَصِيرًا، أَوْ ڪَانَ أَحَدُهُمَا أَبْيَضَ وَالْآخَرُ أَسْوَدَ، وَلَهُ أَمْتَانِ خِلْفَانِ، وَالْجَمْعُ مِنْ ڪُلِّ ذَلِكَ أَخْلَافٌ وَخِلْفَةٌ. وَنِتَاجُ فُلَانٍ خِلْفَةٌ أَيْ عَامًا ذَكَرًا وَعَامًا أُنْثَى. وَوَلَدَتِ النَّاقَةُ خِلْفَيْنِ أَيْ عَامًا ذَكَرًا وَعَامًا أُنْثَى. وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ خِلْفَةٌ أَيْ شِطْرَةٌ نِصْفٌ ذُكُورٍ وَنِصْفٌ إِنَاثٍ. وَالتَّخَالِيفُ: الْأَلْوَانُ الْمُخْتَلِفَةُ. وَالْخِلْفَةُ: الْهَيْضَةُ. يُقَالُ: أَخَذْتُهُ خِلْفَةٌ إِذَا اخْتَلَفَ إِلَى الْمُتَوَضَّأِ. وَيُقَالُ: بِهِ خِلْفَةٌ أَيْ بَطْنٌ وَهُوَ الِاخْتِلَافُ، وَقَدِ اخْتَلَفَ الرَّجُلُ وَأَخْلَفَهُ الدَّوَاءُ. وَالْمَخْلُوفُ: الَّذِي أَصَابَتْهُ خِلْفَةٌ وَرِقَّةُ بَطْنٍ. وَأَصْبَحَ خَالِفًا أَيْ ضَعِيفًا لَا يَشْتَهِي الطَّعَامَ. وَخَلَفَ عَنِ الطَّعَامِ يَخْلُفُ خُلُوفًا، وَلَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ مَرَضٍ. اللَّيْثُ: يُقَالُ اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ اخْتِلَافَةً وَاحِدَةً. وَالْخَلْفُ وَالْخَالِفُ وَالْخَالِفَةُ: الْفَاسِدُ مِنَ النَّاسِ، الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَالْخَوَالِفُ: النِّسَاءُ الْمُتَخَلِّفَاتُ فِي الْبُيُوتِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخُلُوفُ الْحَيُّ إِذَا خَرَجَ الرِّجَالُ وَبَقِيَ النِّسَاءُ، وَالْخُلُوفُ إِذَا ڪَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ مُجْتَمِعِينَ فِي الْحَيِّ، وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ: رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ؛ قِيلَ: مَعَ النِّسَاءِ، وَقِيلَ: مَعَ الْفَاسِدِ مِنَ النَّاسِ، وَجُمِعَ عَلَى فَوَاعِلَ ڪَفَوَارِسَ؛ هَذَا عَنِ الزَّجَّاجِ. وَقَالَ: عَبْدٌ خَالِفٌ وَصَاحِبٌ خَالِفٌ إِذَا ڪَانَ مُخَالِفًا. وَرَجُلٌ خَالِفٌ وَامْرَأَةٌ خَالِفَةٌ إِذَا ڪَانَتْ فَاسِدَةً وَمُتَخَلِّفَةً فِي مَنْزِلِهَا. وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: لَمْ يَجِئْ فَاعِلٌ مَجْمُوعًا عَلَى فَوَاعِلَ إِلَّا قَوْلُهُمْ إِنَّهُ لَخَالِفٌ مِنَ الْخَوَالِفِ، وَهَالِكٌ مِنَ الْهَوَالِكِ، وَفَارِسٌ مِنَ الْفَوَارِسِ. وَيُقَالُ: خَلَفَ فُلَانٌ عَنْ أَصْحَابِهِ إِذَا لَمْ يَخْرُجْ مَعَهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ الْيَهُودَ قَالَتْ لَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَتْرُكْ أَهْلَهُ خُلُوفًا؛ أَيْ لَمْ يَتْرُكْهُنَّ سُدًى لَا رَاعِيَ لَهُنَّ وَلَا حَامِيَ. يُقَالُ: حَيٌّ خُلُوفٌ إِذَا غَابَ الرِّجَالُ وَأَقَامَ النِّسَاءُ وَيُطْلَقُ عَلَى الْمُقِيمِينَ وَالظَّاعِنِينَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمَرْأَةِ وَالْمَزَادَتَيْنِ: وَنَفَرُنَا خُلُوفٌ أَيْ رِجَالُنَا غُيَّبٌ. وَفِي حَدِيثِ الْخُدْرِيِّ: فَأَتَيْنَا الْقَوْمَ خُلُوفًا. وَالْخَلْفُ: حَدُّ الْفَأْسِ. ابْنُ سِيدَهْ: الْخَلْفُ الْفَأْسُ الْعَظِيمَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الْفَأْسُ بِرَأْسٍ وَاحِدٍ، وَقِيلَ: هُوَ رَأْسُ الْفَأْسِ وَالْمُوسَى، وَالْجَمْعُ خُلُوفٌ. وَفَأْسٌ ذَاتُ خِلْفَيْنِ أَيْ لَهَا رَأْسَانِ، وَفَأْسٌ ذَاتُ خِلْفٍ. وَالْخَلْفُ: الْمِنْقَارُ الَّذِي يُنْقَرُ بِهِ الْخَشَبُ. وَالْخَلِيفَانِ: الْقُصْرَيَانِ. وَالْخِلْفُ: الْقُصَيْرَى مِنَ الْأَضْلَاعِ، بِكَسْرِ الْخَاءِ. وَضِلَعُ الْخِلْفِ: أَقْصَى الْأَضْلَاعِ وَأَرَقُّهَا. وَالْخِلْفُ، بِالْكَسْرِ: وَاحِدُ أَخْلَافِ الضَّرْعِ وَهُوَ طَرَفُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الْخِلْفُ أَقْصَرُ أَضْلَاعِ الْجَنْبِ، وَالْجَمْعُ خُلُوفٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرْفَةَ بْنِ الْعَبْدِ:
وَطَيُّ مَحَالٍ ڪَالْحَنِيِّ خُلُوفُهُ     وَأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدِ
وَالْخِلْفُ: الطُّبْيُ الْمُؤَخَّرُ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْعُ نَفْسُهُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ ضَرْعَ النَّاقَةِ وَقَالَ: الْخِلْفُ، بِالْكَسْرِ، حَلَمَةُ ضَرْعِ النَّاقَةِ الْقَادِمَانِ وَالْآخِرَانِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْخِلْفُ فِي الْخُفِّ وَالظِّلْفِ، وَالطُّبْيُ فِي الْحَافِرِ وَالظُّفُرِ، وَجَمْعُ الْخِلْفِ أَخْلَافٌ وَخُلُوفٌ؛ قَالَ:
وَأَحْتَمِلُ الْأَوْقَ الثَّقِيلَ وَأَمْتَرِي     خُلُوفَ الْمَنَايَا حِينَ فَرَّ الْمُغَامِسُ
وَتَقُولُ: خَلَّفَ بِنَاقَتِهِ تَخْلِيفًا؛ أَيْ صَرَّ خِلْفًا وَاحِدًا مِنْ أَخْلَافِهَا؛ عَنْ يَعْقُوبَ؛ وَأَنْشَدَ لِطَرَفَةَ:
وَطَيُّ مَحَالٍ ڪَالْحَنِيِّ خُلُوفُهُ
قَالَ اللَّيْثُ: الْخُلُوفُ جَمْعُ الْخِلْفِ هُوَ الضَّرْعُ نَفْسُهُ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ:
كَأَنَّ خِلْفَيْهَا إِذَا مَا دَرَّا
يُرِيدُ: طُبْيَيْ ضَرْعِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ. قَالَ: فَتَرَكَتْ أَخْلَافَهَا قَائِمَةً؛ الْأَخْلَافُ جَمْعُ خِلْفٍ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الضَّرْعُ لِكُلِّ ذَاتِ خُفٍّ وَظِلْفٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَقْبِضُ يَدِ الْحَالِبِ مِنَ الضَّرْعِ. أَبُو عُبَيْدٍ: الْخَلِيفُ مِنَ الْجَسَدِ مَا تَحْتَ الْإِبِطِ، وَالْخَلِيفَانِ مِنَ الْإِبِلِ ڪَالْإِبْطَيْنِ مِنَ الْإِنْسَانِ، وَخَلِيفَا النَّاقَةِ إِبْطَاهَا، قَاْلَ ڪُثَيِّرٌ:
كَأَنَّ خَلِيفَيْ زَوْرِهَا وَرَحَاهُمَا     بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بَعْدَ صَيْدَنِ
الْمَكَا جُحْرُ الثَّعْلَبِ وَالْأَرْنَبِ وَنَحْوِهِ، وَالرَّحَى الْكِرْكِرَةُ، وَبُنَى جَمْعُ بُنْيَةٍ، وَالصَّيْدَنُ هُنَا الثَّعْلَبُ؛ وَقِيلَ: دُوَيْبَّةٌ تَعْمَلُ لَهَا بَيْتًا فِي الْأَرْضِ وَتُخْفِيهِ. وَحَلَبَ النَّاقَةَ خَلِيفَ لِبَئِهَا، يَعْنِي الْحَلْبَةَ الَّتِي بَعْدَ ذَهَابِ اللِّبَأِ. وَخَلَفَ اللَّبَنُ وَغَيْرُهُ وَخَلُفَ يَخْلُفُ خُلُوفًا فِيهِمَا: تَغَيَّرَ طَعْمُهُ وَرِيحُهُ. وَخَلَفَ اللَّبَنُ يَخْلُفُ خُلُوفًا إِذَا أُطِيلَ إِنْقَاعُهُ حَتَّى يَفْسُدَ. وَخَلَفَ النَّبِيذُ إِذَا فَسَدَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَخْلَفَ إِذَا حَمُضَ، وَإِنَّهُ لَطَيِّبُ الْخُلْفَةِ أَيْ طَيِّبُ آخِرِ الطَّعْمِ. اللَّيْثُ: الْخَالِفُ اللَّحْمُ الَّذِي تَجِدُ مِنْهُ رُوَيْحَةً وَلَا بَأْسَ بِمَضْغِهِ. وَخَلَفَ فُوهٌ يَخْلُفُ خُلُوفًا وَخُلُوفَةً وَأَخْلَفَ: تَغَيَّرَ، لُغَةٌ فِي خَلَفَ؛ وَمِنْهُ: وَنَوْمُ الضُّحَى مَخْلَفَةٌ لِلْفَمِ؛ أَيْ يُغَيِّرُهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خَلَفَ الطَّعَامُ وَالْفَمُ وَمَا أَشْبَهَهُمَا يَخْلُفُ خُلُوفًا إِذَا تَغَيَّرَ. وَأَكَلَ طَعَامًا فَبَقِيَتْ فِي فِيهِ خِلْفَةٌ فَتَغَيَّرَ فُوهُ، وَهُوَ الَّذِي يَبْقَى بَيْنَ الْأَسْنَانِ. وَخَلَفَ فَمُ الصَّائِمِ خُلُوفًا أَيْ تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ، وَفِي رِوَايَةٍ: خِلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ؛ الْخِلْفَةُ بِالْكَسْرِ: تَغَيُّرُ رِيحِ الْفَمِ، قَالَ: وَأَصْلُهَا فِي النَّبَاتِ أَنْ يَنْبُتَ الشَّيْءُ بَعْدَ الشَّيْءِ لِأَنَّهَا رَائِحَةٌ حَدِيثَةٌ بَعْدَ الرَّائِحَةِ الْأُولَى. وَخَلَفَ فَمُهُ يَخْلُفُ خِلْفَةً وَخُلُوفًا؛ قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْخُلُوفُ تَغَيُّرُ طَعْمِ الْفَمِ لِتَأَخُّرِ الطَّعَامِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – حِينَ سُئِلَ عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ فَقَالَ: وَمَا أَرَبُكَ إِلَى خُلُوفٍ فِيهَا. وَيُقَالُ: خَلَفَتْ نَفْسُهُ عَنِ الطَّعَامِ فَهِيَ تَخْلُفُ خُلُوفًا إِذَا أَضْرَبَتْ عَنِ الطَّعَامِ مِنْ مَرَضٍ. وَيُقَالُ: خَلَفَ الرَّجُلُ عَنْ خُلُقِ أَبِيهِ يَخْلُفُ خُلُوفًا إِذَا تَغَيَّرَ عَنْهُ. وَيُقَالُ: أَبِيعُكَ هَذَا الْعَبْدَ وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ خُلْفَتِهِ أَيْ فَسَادِهِ، وَرَجُلٌ ذُو خُلْفَةٍ، وَقَالَ ابْنُ بُزْرُجٍ: خُلْفَةُ الْعَبْدِ أَنْ يَكُونَ أَحْمَقَ مَعْتُوهًا. اللِّحْيَانِيُّ: هَذَا رَجُلٌ خَلَفٌ إِذَا اعْتَزَلَ أَهْلَهُ. وَعَبْدٌ خَالِفٌ: قَدِ اعْتَزَلَ أَهْلَ بَيْتِهِ. وَفُلَانٌ خَالِفٌ أَهْلَ بَيْتِهِ وَخَالِفَتُهُمْ؛ أَيْ أَحْمَقُهُمْ أَوْ لَا خَيْرَ فِيهِ، وَقَدْ خَلَفَ يَخْلُفُ خَلَافَةً وَخُلُوفًا. وَالْخَالِفَةُ: الْأَحْمَقُ الْقَلِيلُ الْعَقْلِ. وَرَجُلٌ أَخْلَفُ وَخُلْفُفٌ مَخْرَجَ قُعْدُدٍ. وَامْرَأَةٌ خَالِفَةٌ وَخَلْفَاءُ وَخُلْفُفَةٌ وَخُلْفُفٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ: وَهِيَ الْحَمْقَاءُ. وَخَلَفَ فُلَانٌ أَيْ فَسَدَ. وَخَلَفَ فُلَانٌ عَنْ ڪُلِّ خَيْرٍ؛ أَيْ لَمْ يُفْلِحْ، فَهُوَ خَالِفٌ وَهِيَ خَالِفَةٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْخَالِفَةُ الْعَمُودُ الَّذِي يَكُونُ قُدَّامَ الْبَيْتِ. وَخَلَفَ بَيْتَهُ يَخْلُفُهُ خَلْفًا: جَعَلَ لَهُ خَالِفَةً، وَقِيلَ: الْخَالِفَةُ عَمُودٌ مِنْ أَعْمِدَةِ الْخِبَاءِ. وَالْخَوَالِفُ: الْعُمُدُ الَّتِي فِي مُؤَخَّرِ الْبَيْتِ وَاحِدَتُهَا خَالِفَةٌ وَخَالِفٌ، وَهِيَ الْخَلِيفُ. اللِّحْيَانِيُّ: تَكُونُ الْخَالِفَةُ آخِرَ الْبَيْتِ. يُقَالُ: بَيْتٌ ذُو خَالِفَتَيْنِ. وَالْخَوَالِفُ: زَوَايَا الْبَيْتِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَاحِدَتُهَا خَالِفَةٌ. أَبُو زَيْدٍ: خَالِفَةُ الْبَيْتِ تَحْتَ الْأَطْنَابِ فِي الْكِسْرِ، وَهِيَ الْخَصَاصَةُ أَيْضًا وَهِيَ الْفَرْجَةُ، وَجَمْعُ الْخَالِفَةِ خَوَالِفُ وَهِيَ الزَّوَايَا؛ وَأَنْشَدَ:
فَأَخْفَتْ حَتَّى هَتَكُوا الْخَوَالِفَا
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – فِي بِنَاءِ الْكَعْبَةِ: قَاْلَ لَهَا لَوْلَا حِدْثَانِ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ بَنَيْتُهَا عَلَى أَسَاسِ إِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْتُ لَهَا خَلْفَيْنِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا اسْتَقْصَرَتْ مِنْ بِنَائِهَا؛ الْخَلْفُ: الظَّهْرُ، ڪَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ لَهَا بَابَيْنِ، وَالْجِهَةُ الَّتِي تُقَابِلُ الْبَابَ مِنَ الْبَيْتِ ظَهْرُهُ، فَإِذَا ڪَانَ لَهَا بَابَانِ فَقَدْ صَارَ لَهَا ظَهْرَانِ، وَيُرْوَى بِكَسْرِ الْخَاءِ، أَيْ زِيَادَتَيْنِ ڪَالثَّدْيَيْنِ، وَالْأَوَّلُ الْوَجْهُ. أَبُو مَالِكٍ: الْخَالِفَةُ الشُّقَّةُ الْمُؤَخَّرَةُ الَّتِي تَكُونُ تَحْتَ الْكِفَاءِ تَحْتَهَا طَرَفُهَا مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ مِنْ ڪِلَا الشِّقَّيْنِ. وَالْإِخْلَافُ: أَنْ يُحَوَّلَ الْحَقَبُ فَيُجْعَلَ مِمَّا يَلِي خُصْيَيِ الْبَعِيرِ لِئَلَّا يُصِيبَ ثِيلَهُ فَيَحْتَبِسَ بَوْلُهُ، وَقَدْ أَخْلَفَهُ وَأَخْلَفَ عَنْهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّمَا يُقَالُ أَخْلِفِ الْحَقَبَ؛ أَيْ نَحِّهِ عَنِ الثِّيلِ وَحَاذِ بِهِ الْحَقَبَ؛ لِأَنَّهُ يُقَالُ حَقِبَ بَوْلُ الْجَمَلِ أَيِ احْتَبَسَ، يَعْنِي أَنَّ الْحَقَبَ وَقَعَ عَلَى مَبَالِهِ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي النَّاقَةِ لِأَنَّ بَوْلَهَا مِنْ حَيَائِهَا، وَلَا يَبْلُغُ الْحَقَبُ الْحَيَاءَ. وَبَعِيرٌ مَخْلُوفٌ: قَدْ شُقَّ عَنْ ثِيلِهِ مِنْ خَلْفِهِ إِذَا حَقِبَ. وَالْإِخْلَافُ: أَنْ يُصَيَّرَ الْحَقَبُ وَرَاءَ الثِّيلِ لِئَلَّا يَقْطَعَهُ. يُقَالُ: أَخْلِفْ عَنْ بَعِيرِكَ فَيَصِيرُ الْحَقَبُ وَرَاءَ الثِّيلِ. وَالْأَخْلَفُ مِنَ الْإِبِلِ: الْمَشْقُوقُ الثِّيلِ الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ وَجَعًا. الْأَصْمَعِيُّ: أَخْلَفْتُ عَنِ الْبَعِيرِ إِذَا أَصَابَ حَقَبُهُ ثِيلَهُ فَيَحْقَبُ أَيْ يَحْتَبِسُ بَوْلُهُ فَتُحَوِّلُ الْحَقَبَ فَتَجْعَلُهُ مِمَّا يَلِي خُصْيَيِ الْبَعِيرِ. وَالْخُلْفُ وَالْخُلُفُ: نَقِيضُ الْوَفَاءِ بِالْوَعْدِ، وَقِيلَ: أَصْلُهُ التَّثْقِيلُ ثُمَّ يُخَفَّفُ. وَالْخُلُفُ، بِالضَّمِّ: الِاسْمُ مِنَ الْإِخْلَافِ، وَهُوَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ ڪَالْكَذِبِ فِي الْمَاضِي. وَيُقَالُ: أَخْلَفَهُ مَا وَعَدَهُ وَهُوَ أَنْ يَقُولَ شَيْئًا وَلَا يَفْعَلَهُ عَلَى الِاسْتِقْبَالِ. وَالْخُلُوفُ ڪَالْخُلْفِ؛ قَاْلَ شُبْرُمَةُ بْنُ الطُّفَيْلِ:
أَقِيمُوا صُدُورَ الْخَيْلِ إِنَّ نُفُوسَكُمْ     لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَا لَهُنَّ خُلُوفُ
وَقَدْ أَخْلَفَهُ وَوَعَدَهُ فَأَخْلَفَهُ: وَجَدَهُ قَدْ أَخْلَفَهُ، وَأَخْلَفَهُ: وَجَدَ مَوْعِدَهُ خُلْفًا؛ قَاْلَ الْأَعْشَى:
أَثْوَى وَقَصَّرَ لَيْلَةً لِيُزَوَّدَا     فَمَضَتْ وَأَخْلَفَ مِنْ قُتَيْلَةِ مَوْعِدَا
أَيْ مَضَتِ اللَّيْلَةُ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى فَمَضَى، قَالَ: وَقَوْلُهُ فَمَضَى الضَّمِيرُ يَعُودُ عَلَى الْعَاشِقِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْإِخْلَافُ أَنْ لَا يَفِيَ بِالْعَهْدِ وَأَنْ يَعِدَ الرَّجُلُ الرِّجْلَ الْعِدَةَ فَلَا يُنْجِزُهَا. وَرَجُلٌ مُخْلِفٌ أَيْ ڪَثِيرُ الْإِخْلَافِ لِوَعْدِهِ. وَالْإِخْلَافُ: أَنْ يَطْلُبَ الرَّجُلُ الْحَاجَةَ أَوِ الْمَاءَ فَلَا يَجِدْ مَا طُلِبَ. اللِّحْيَانِيُّ: رُجِيَ فُلَانٌ فَأَخْلَفَ. وَالْخُلْفُ: اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الْإِخْلَافِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي لَا يَكَادُ يَفِي إِذَا وَعَدَ: إِنَّهُ لَمِخْلَافٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ؛ أَيْ لَمْ يَفِ بِعَهْدِهِ وَلَمْ يَصْدُقْ، وَالِاسْمُ مِنْهُ الْخُلْفُ، بِالضَّمِّ. وَرَجُلٌ مُخَالِفٌ: لَا يَكَادُ يُوَفِّي. وَالْخِلَافُ: الْمُضَادَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا أَسْلَمَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَاْلَ لَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ: إِنِّي لَأَحْسَبُكَ خَالِفَةَ بَنِي عَدِيٍّ أَيِ الْكَثِيرَ الْخِلَافِ لَهُمْ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِنَّ الْخَطَّابَ أَبَا عُمَرَ، قَالَهُ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو أَبِي سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ لَمَّا خَالَفَ دِينَ قَوْمِهِ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ الَّذِي لَا خَيْرَ عِنْدَهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَيُّمَا مُسْلِمٍ خَلَفَ غَازِيًا فِي خَالِفَتِهِ؛ أَيْ فِيمَنْ أَقَامَ بَعْدَهُ مِنْ أَهْلِهِ وَتَخَلَّفَ عَنْهُ. وَأَخْلَفَتِ النُّجُومُ: أَمْحَلَتْ وَلَمْ تُمْطِرْ وَلَمْ يَكُنْ لِنَوْئِهَا مَطَرٌ، وَأَخْلَفَتْ عَنْ أَنْوَائِهَا ڪَذَلِكَ؛ قَاْلَ الْأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ:
بِيضٌ مَسَامِيحُ فِي الشِّتَاءِ وَإِنْ     أَخْلَفَ نَجْمٌ عَنْ نَوْئِهِ وَبَلُوا
وَالْخَالِفَةُ: اللَّجُوجُ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْإِخْلَافُ فِي النَّخْلَةِ إِذَا لَمْ تَحْمِلْ سَنَةً. وَالْخَلِفَةُ: النَّاقَةُ الْحَامِلُ، وَجَمْعُهَا خَلِفٌ، بِكَسْرِ اللَّامِ، وَقِيلَ: جَمْعُهَا مَخَاضٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ ڪَمَا قَالُوا لِوَاحِدَةِ النِّسَاءِ امْرَأَةً؛ قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:
مَا لَكِ تَرْغِينَ وَلَا تَرْغُو الْخَلِفْ
وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي اسْتَكْمَلَتْ سَنَةً بَعْدَ النِّتَاجِ ثُمَّ حُمِلَ عَلَيْهَا فَلَقِحَتْ؛ قَاْلَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: إِذَا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا فَهِيَ خَلِفَةٌ حَتَّى تُعْشِرَ. وَخَلِفَتِ الْعَامَ النَّاقَةُ إِذَا رَدَّهَا إِلَى خَلِفَةٍ. وَخَلِفَتِ النَّاقَةُ تَخْلَفُ خَلَفًا: حَمَلَتْ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَالْإِخْلَافُ: أَنْ تُعِيدَ عَلَيْهَا فَلَا تَحْمِلَ، وَهِيَ الْمُخْلِفَةُ مِنَ النُّوقِ، وَهِيَ الرَّاجِعُ الَّتِي تَوَهَّمُوا أَنَّ بِهَا حَمْلًا ثُمَّ لَمْ تَلْقَحْ، وَفِي الصِّحَاحِ: الَّتِي ظَهَرَ لَهُمْ أَنَّهَا لَقِحَتْ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ ڪَذَلِكَ. وَالْإِخْلَافُ: أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الدَّابَّةِ فَلَا تَلْقَحُ. وَالْإِخْلَافُ: أَنْ يَأْتِيَ عَلَى الْبَعِيرِ الْبَازِلِ سَنَةٌ بَعْدَ بُزُولِهِ؛ يُقَالُ: بَعِيرٌ مُخْلِفٌ. وَالْمُخْلِفُ مِنَ الْإِبِلِ: الَّذِي جَازَ الْبَازِلَ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: بَعْدَ الْبَازِلِ وَلَيْسَ بَعْدَهُ سِنٌّ، وَلَكِنْ يُقَالُ مُخْلِفُ عَامٍ أَوْ عَامَيْنِ، وَكَذَلِكَ مَا زَادَ، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، وَقِيلَ: الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاءٌ؛ قَاْلَ الْجَعْدِيُّ:
أَيَّدِ الْكَاهِلِ جَلْدٍ بَازِلٍ     أَخْلَفَ الْبَازِلَ عَامًا أَوْ بَزَلْ
وَكَانَ أَبُو زَيْدٍ يَقُولُ: لَا تَكُونُ النَّاقَةُ بَازِلًا وَلَكِنْ إِذَا أَتَى عَلَيْهَا حَوْلٌ بَعْدَ الْبُزُولِ فَهِيَ بَزُولٌ إِلَى أَنْ تُنَيِّبَ فَتُدْعَى نَابًا، وَقِيلَ: الْإِخْلَافُ آخِرُ الْأَسْنَانِ مِنْ جَمِيعِ الدَّوَابِّ. وَفِي حَدِيثِ الدِّيَةِ: ڪَذَا وَكَذَا خَلِفَةً؛ الْخَلِفَةُ، بِفَتْحِ الْخَاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ: الْحَامِلُ مِنَ النُّوقِ، وَتَجْمَعُ عَلَى خَلِفَاتٍ وَخَلَائِفَ، وَقَدْ خَلِفَتْ إِذَا حَمَلَتْ، وَأَخْلَفَتْ إِذَا حَالَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: ثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرَؤُهُنَّ أَحَدُكُمْ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثِ خَلِفَاتٍ سِمَانٍ عِظَامٍ. وَفِي حَدِيثِ هَدْمِ الْكَعْبَةِ: لَمَّا هَدَمُوهَا ظَهَرَ فِيهَا مِثْلُ خَلَائِفِ الْإِبِلِ، أَرَادَ بِهَا صُخُورًا عِظَامًا فِي أَسَاسِهَا بِقَدْرِ النُّوقِ الْحَوَامِلِ. وَالْخَلِيفُ مِنَ السِّهَامِ: الْحَدِيدُ ڪَالطَّرِيرِ؛ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ؛ وَأَنْشَدَ لِسَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ:
وَلَحَفْتُهُ مِنْهَا خَلِيفًا نَصْلُهُ     حَدٌّ ڪَحَدِّ الرُّمْحِ لَيْسَ بِمِنْزَعِ
وَالْخَلِيفُ: مَدْفَعُ الْمَاءِ، وَقِيلَ: الْوَادِي بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ؛ قَالَ:
خَلِيفُ بَيْنَ قُنَّةٍ أَبْرَقَ
وَالْخَلِيفُ: فَرْجٌ بَيْنَ قُنَّتَيْنِ مُتَدَانٍ قَلِيلُ الْعَرْضِ وَالطُّولِ. وَالْخَلِيفُ: تَدَافُعُ الْأَوْدِيَةِ وَإِنَّمَا يَنْتَهِي الْمَدْفَعُ إِلَى خَلِيفٍ لِيُفْضِيَ إِلَى سَعَةٍ. وَالْخَلِيفُ: الطَّرِيقُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ؛ قَاْلَ صَخْرُ الْغَيِّ:
فَلَمَّا جَزَمْتُ بِهَا قِرْبَتِي     تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَوْ خَلِيفَا
جَزَمْتُ: مَلَأْتُ، وَأَطْرِقَةٌ: جَمْعُ طَرِيقٍ، مِثْلُ رَغِيفٍ وَأَرْغِفَةٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ ذِيخُ الْخَلِيفِ ڪَمَا يُقَالُ ذِئْبُ غَضًا؛ قَاْلَ ڪُثَيِّرٌ:
وَذِفْرَى ڪَكَاهِلِ ذِيخِ الْخَلِيفِ     أَصَابَ فَرِيقَةَ لَيْلٍ فَعَاثَا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ بِذِفْرَى، وَقِيلَ: هُوَ الطَّرِيقُ فِي أَصْلِ الْجَبَلِ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّرِيقُ وَرَاءَ الْجَبَلِ، وَقِيلَ: وَرَاءَ الْوَادِي، وَقِيلَ: الْخَلِيفُ الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ أَيًّا ڪَانَ، وَقِيلَ: الطَّرِيقُ فَقَطْ، وَالْجَمْعُ مِنْ ڪُلِّ ذَلِكَ خُلُفٌ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
فِي خُلُفٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرَامِهَا
وَالْمَخْلَفَةُ: الطَّرِيقُ ڪَالْخَلِيفِ؛ قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
تُؤَمِّلُ أَنْ تُلَاقِيَ أُمَّ وَهْبٍ     بِمَخْلَفَةٍ إِذَا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ
وَيُقَالُ: عَلَيْكَ الْمَخْلَفَةُ الْوُسْطَى أَيِ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ خَلِيفَةَ، بِفَتْحِ الْخَاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: جَبَلٌ بِمَكَّةَ يُشْرِفُ عَلَى أَجْيَادٍ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ:
وَإِنَّا نَحْنُ أَقْدَمُ مِنْكَ عِزًّا     إِذَا بُنِيَتْ لِمَخْلَفَةَ الْبُيُوتُ
مَخْلَفَةُ مِنًى: حَيْثُ يَنْزِلُ النَّاسُ، وَمَخْلَفَةُ بَنِي فُلَانٍ: مَنْزِلُهُمْ. وَالْمَخْلَفُ بِمِنًى أَيْضًا: طُرُقُهُمْ حَيْثُ يَمُرُّونَ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: مَنْ تَخَلَّفَ مِنْ مِخْلَافٍ إِلَى مِخْلَافٍ فَعُشْرُهُ وَصَدَقَتُهُ إِلَى مِخْلَافِ عَشِيرَتِهِ الْأَوَّلِ إِذَا حَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ؛ أَرَادَ أَنَّهُ يُؤَدِّي صَدَقَتَهُ إِلَى عَشِيرَتِهِ الَّتِي ڪَانَ يُؤَدِّي إِلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: يُقَالُ اسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى مَخَالِيفَ الطَّائِفِ وَهِيَ الْأَطْرَافُ وَالنَّوَاحِي. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: فِي ڪُلِّ بَلَدٍ مِخْلَافٌ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ. وَقَالَ: ڪُنَّا نَلْقَى بَنِي نُمَيْرٍ وَنَحْنُ فِي مِخْلَافِ الْمَدِينَةِ وَهُمْ فِي مِخْلَافِ الْيَمَامَةِ. وَقَالَ أَبُو مُعَاذٍ: الْمِخْلَافُ الْبَنْكَرْدُ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِكُلِّ قَوْمٍ صَدَقَةٌ عَلَى حِدَةٍ، فَذَلِكَ بَنْكَرْدُهُ يُؤَدِّي إِلَى عَشِيرَتِهِ الَّتِي ڪَانَ يُؤَدِّي إِلَيْهَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ فُلَانٌ مِنْ مِخْلَافِ ڪَذَا وَكَذَا وَهُوَ عِنْدَ الْيَمَنِ ڪَالرُّسْتَاقِ، وَالْجَمْعُ مَخَالِيفُ. الْيَزِيدِيُّ: يُقَالُ إِنَّمَا أَنْتُمْ فِي خَوَالِفَ مِنَ الْأَرْضِ؛ أَيْ فِي أَرَضِينَ لَا تُنْبِتُ إِلَّا فِي آخِرِ الْأَرَضِينَ نَبَاتًا. وَفِي حَدِيثِ ذِي الْمِشْعَارِ: مِنْ مِخْلَافِ خَارِفٍ وَيَامٍ؛ هُمَا قَبِيلَتَانِ مِنَ الْيَمَنِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: امْرَأَةٌ خَلِيفٌ إِذَا ڪَانَ عَهْدُهَا بَعْدَ الْوِلَادَةِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الْعَائِذِ أَيْضًا خَلِيفٌ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: وَالْخِلَافُ ڪُمُّ الْقَمِيصِ. يُقَالُ: اجْعَلْهُ فِي مَتْنِ خِلَافِكِ؛ أَيْ فِي وَسَطِ ڪُمِّكَ. وَالْمَخْلُوفُ: الثَّوْبُ الْمَلْفُوقُ. وَخَلَفَ الثَّوْبَ يَخْلُفُهُ خَلْفًا، وَهُوَ خَلِيفٌ؛ الْمَصْدَرُ عَنْ ڪُرَاعٍ: وَذَلِكَ أَنْ يَبْلَى وَسَطُهُ فَيَخْرُجَ الْبَالِي مِنْهُ ثُمَّ يَلْفِقُهُ؛ وَقَوْلُهُ:
يُرْوِي النَّدِيمَ إِذَا انْتَشَى أَصْحَابُهُ     أُمُّ الصَّبِيِّ وَثَوْبُهُ مَخْلُوفُ
قَالَ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَخْلُوفُ هُنَا الْمُلَفَّقَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَرْهُونَ، وَقِيلَ: يُرِيدُ إِذَا تَنَاشَى صَحْبُهُ أُمَّ وَلَدِهِ مِنَ الْعُسْرِ فَإِنَّهُ يُرْوِي نَدِيمَهُ وَثَوْبُهُ مَخْلُوفٌ مِنْ سُوءِ حَالِهِ. وَأَخْلَفْتُ الثَّوْبَ: لُغَةٌ فِي خَلَفْتُهُ إِذَا أَصْلَحْتُهُ؛ قَاْلَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ صَائِدًا:
يَمْشِي بِهِنَّ خَفِيُّ الصَّوْتِ مُخْتَتِلٌ     ڪَالنَّصْلِ أَخْلَفَ أَهْدَامًا بِأَطْمَارِ
 أَيْ أَخْلَفَ مَوْضِعَ الْخُلْقَانِ خُلْقَانًا. وَمَا أَدْرِي أَيُّ الْخَوَالِفِ هُوَ، أَيْ: أَيُّ النَّاسِ هُوَ. وَحَكَى ڪُرَاعٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى: مَا أَدْرِي أَيُّ خَالِفَةٍ، هُوَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ، أَيْ أَيُّ النَّاسِ هُوَ، وَهُوَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ لِلتَّأْنِيثِ وَالتَّعْرِيفِ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ فَسَّرْتَهُ بِالنَّاسِ؟ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْخَالِفَةُ النَّاسُ، فَأَدْخَلَ عَلَيْهِ الْأَلِفَ وَاللَّامَ. غَيْرُهُ: وَيُقَالُ مَا أَدْرِي أَيُّ خَالِفَةٍ وَأَيُّ خَافِيَةٍ هُوَ، فَلَمْ يُجْرِهِمَا، وَقَالَ: تُرِكَ صَرْفُهُ لِأَنْ أُرِيدَ بِهِ الْمَعْرِفَةُ لِأَنَّهُ وَإِنْ ڪَانَ وَاحِدًا فَهُوَ فِي مَوْضِعِ جِمَاعٍ، يُرِيدُ أَيُّ النَّاسِ هُوَ ڪَمَا يُقَالُ أَيُّ تَمِيمٍ هُوَ وَأَيُّ أَسَدٍ هُوَ. وَخِلْفَةُ الْوِرْدِ: أَنْ تُورِدَ إِبِلَكَ بِالْعَشِيِّ بَعْدَمَا يَذْهَبُ النَّاسُ. وَالْخِلْفَةُ: الدَّوَابُّ الَّتِي تَخْتَلِفُ. وَيُقَالُ: هُنَّ يَمْشِينَ خِلْفَةً، أَيْ تَذْهَبُ هَذِهِ وَتَجِيءُ هَذِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ:
بِهَا الْعِينُ وَالْآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً     وَأَطْلَاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ ڪُلِّ مَجْثَمِ
وَخَلَفَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانَةٍ خِلَافَةً تَزَوَّجَهَا بَعْدَ زَوْجٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
فَإِنْ تَسَلِي عَنَّا إِذَا الشَّوْلُ أَصْبَحَتْ     مَخَالِيفَ حُدْبًا لَا يَدِرُّ لَبُونُهَا
مَخَالِيفُ: إِبِلٌ رَعَتِ الْبَقْلَ وَلَمْ تَرْعَ الْيَبِيسَ فَلَمْ يُغْنِ عَنْهَا رَعْيُهَا الْبَقْلَ شَيْئًا. وَفَرَسٌ ذُو شِكَالٍ مِنْ خِلَافٍ إِذَا ڪَانَ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى وَرِجْلِهِ الْيُسْرَى بَيَاضٌ. قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ لَهُ خَدَمَتَانِ مِنْ خِلَافٍ أَيْ إِذَا ڪَانَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى بَيَاضٌ وَبِيَدِهِ الْيُسْرَى غَيْرُهُ. وَالْخِلَافُ: الصَّفْصَافُ، وَهُوَ بِأَرْضِ الْعَرَبِ ڪَثِيرٌ، وَيُسَمَّى السَّوْجَرَ وَهُوَ شَجَرٌ عِظَامٌ، وَأَصْنَافُهُ ڪَثِيرَةٌ وَكُلُّهَا خَوَّارٌ خَفِيفٌ؛ وَلِذَلِكَ قَاْلَ الْأَسْوَدُ:
كَأَنَّكَ صَقْبٌ مِنْ خِلَافٍ يُرَى لَهُ     رُوَاءٌ وَتَأْتِيهِ الْخُئُورَةُ مِنْ عَلُ
الصَّقْبُ: عَمُودٌ مِنْ عُمُدِ الْبَيْتِ، وَالْوَاحِدُ خِلَافَةٌ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ سُمِّيَ خِلَافًا لِأَنَّ الْمَاءَ جَاءَ بِبَزْرِهِ سَبِيًّا فَنَبَتَ مُخَالِفًا لِأَصْلِهِ فَسُمِّيَ خِلَافًا، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ. الصِّحَاحُ: شَجَرُ الْخِلَافِ مَعْرُوفٌ وَمَوْضِعُهُ الْمَخْلَفَةُ؛ وَأَمَّا قَوْلُ الرَّاجِزِ:
يَحْمِلُ فِي سَحْقٍ مِنَ الْخِفَافِ     تَوَادِيًا سُوِّينَ مِنْ خِلَافِ
فَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنَّهَا مِنْ شَجَرٍ مُخْتَلِفٍ، وَلَيْسَ يَعْنِي الشَّجَرَةَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْخِلَافُ لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يَكَادُ يَكُونُ بِالْبَادِيَةِ. وَخَلَفٌ وَخَلِيفَةُ وَخُلَيْفٌ: أَسْمَاءٌ.

معنى كلمة خلف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلع: خَلَعَ الشَّيْءَ يَخْلَعُهُ خَلْعًا وَاخْتَلَعَهُ: ڪَنَزَعَهُ إِلَّا أَنَّ فِي الْخَلْعِ مُهْلَةً، وَسَوَّى بَعْضُهُمْ بَيْنَ الْخَلْعِ وَالنَّزْعِ. وَخَلَعَ النَّعْلَ وَالثَّوْبَ وَالرِّدَاءَ يَخْلَعُهُ خَلْعًا: جَرَّدَهُ. وَالْخِلْعَةُ مِنَ الثِّيَابِ: مَا خَلَعْتَهُ فَطَرَحْتَهُ عَلَى آخَرَ أَوْ لَمْ تَطْرَحْهُ. وَكُلُّ ثَوْبٍ تَخْلَعُهُ عَنْكَ – خِلْعَةٌ؛ وَخَلَعَ عَلَيْهِ خِلْعَةً. وَفِي حَدِيثِ ڪَعْبٍ: إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً؛ أَيْ أَخْرُجَ مِنْهُ جَمِيعِهِ وَأَتَصَدَّقَ بِهِ وَأُعَرَّى مِنْهُ ڪَمَا يُعَرَّى الْإِنْسَانُ إِذَا خَلَعَ ثَوْبَهُ. وَخَلَعَ قَائِدَهُ خَلْعًا: أَذَالَهُ. وَخَلَعَ الرِّبْقَةَ عَنْ عُنُقِهِ: نَقَضَ عَهْدَهُ. وَتَخَالَعَ الْقَوْمُ: نَقَضُوا الْحِلْفَ وَالْعَهْدَ بَيْنَهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ لَا حُجَّةَ لَهُ؛ أَيْ مَنْ خَرَجَ مِنْ طَاعَةِ سُلْطَانِهِ وَعَدَا عَلَيْهِ بِالشَّرِّ؛ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هُوَ مِنْ خَلَعْتُ الثَّوْبَ إِذَا أَلْقَيْتَهُ عَنْكَ، شَبَّهَ الطَّاعَةَ وَاشْتِمَالَهَا عَلَى الْإِنْسَانِ بِهِ وَخَصَّ الْيَدَ لِأَنَّ الْمُعَاهَدَةَ وَالْمُعَاقَدَةَ بِهَا. وَخَلَعَ دَابَّتَهُ يَخْلَعُهَا خَلْعًا وَخَلَّعَهَا: أَطْلَقَهَا مِنْ قَيْدِهَا، وَكَذَلِكَ خَلَعَ قَيْدَهُ؛ قَالَ:
وَكُلُّ أُنَاسٍ قَارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ وَنَحْنُ خَلَعْنَا قَيْدَهُ فَهْوَ سَارِبُ
وَخَلَعَ عِذَارَهُ: أَلْقَاهُ عَنْ نَفْسِهِ فَعَادَ بِشَرٍّ، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ بِذَلِكَ. وَخَلَعَ امْرَأَتَهْ خُلْعًا، بِالضَّمِّ، وَخِلَاعًا فَاخْتَلَعَتْ وَخَالَعَتْهُ: أَزَالَهَا عَنْ نَفْسِهِ وَطَلَّقَهَا عَلَى بَذْلٍ مِنْهَا لَهُ، فَهِيَ خَالِعٌ، وَالِاسْمُ الْخُلْعَةُ، وَقَدْ تَخَالَعَا وَاخْتَلَعَتْ مِنْهُ اخْتِلَاعًا فَهِيَ مُخْتَلِعَةٌ؛ أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
مُولَعَاتٌ بِهَاتِ هَاتِ فَإِنْ شَفْ     فَرَ مَالٌ أَرَدْنَ مِنْكَ الْخِلَاعَا
شَفَّرَ مَالٌ: قَلَّ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: خَلَعَ امْرَأَتَهُ وَخَالَعَهَا إِذَا افْتَدَتْ مِنْهُ بِمَالِهَا فَطَلَّقَهَا وَأَبَانَهَا مِنْ نَفْسِهِ، وَسُمِّيَ ذَلِكَ الْفِرَاقُ خُلْعًا لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ النِّسَاءَ لِبَاسًا لِلرِّجَالِ، وَالرِّجَالَ لِبَاسًا لَهُنَّ، فَقَالَ: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ؛ وَهِيَ ضَجِيعُهُ وَضَجِيعَتُهُ فَإِذَا افْتَدَتِ الْمَرْأَةُ بِمَالٍ تُعْطِيهِ لِزَوْجِهَا لِيُبِينَهَا مِنْهُ فَأَجَابَهَا إِلَى ذَلِكَ، فَقَدْ بَانَتْ مِنْهُ وَخَلَعَ ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِبَاسَ صَاحِبِهِ، وَالِاسْمُ مِنْ ڪُلِّ ذَلِكَ الْخُلْعُ، وَالْمَصْدَرُ الْخَلْعُ، فَهَذَا مَعْنَى الْخُلْعِ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الْمُخْتَلِعَاتُ هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ؛ يَعْنِي اللَّاتِي يَطْلُبْنَ الْخُلْعَ وَالطَّلَاقَ مِنْ أَزْوَاجِهِنَّ بِغَيْرِ عُذْرٍ؛ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَفَائِدَةُ الْخُلْعِ إِبْطَالُ الرَّجْعَةِ إِلَّا بِعَقْدٍ جَدِيدٍ، وَفِيهِ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ خِلَافٌ هَلْ هُوَ فَسْخٌ أَوْ طَلَاقٌ، وَقَدْ يُسَمَّى الْخَلْعُ طَلَاقًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ امْرَأَةً نَشَزَتْ عَلَى زَوْجِهَا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اخْلَعْهَا أَيْ طَلِّقْهَا وَاتْرُكْهَا. وَالْخَوْلَعُ: الْمُقَامِرُ الْمَجْدُودُ الَّذِي يُقْمِرُ أَبَدًا. وَالْمُخَالِعُ: الْمُقَامِرُ؛ قَاْلَ الْخَرَّازُ بْنُ عَمْرٍو يُخَاطِبُ امْرَأَتَهُ:
إِنَّ الرَّزِيَّةَ مَا أُلَاكِ إِذَا هَرَّ     الْمُخَالِعُ أَقْدُحَ الْيَسَرِ
فَهُوَ الْمُقَامِرُ لِأَنَّهُ يُقْمِرُ خُلْعَتَهُ. وَقَوْلُهُ هَرَّ أَيْ ڪَرِهَ. وَالْمَخْلُوعُ: الْمَقْمُورُ مَالُهُ؛ قَاْلَ الشَّاعِرُ يَصِفُ جَمَلًا:
يَعُزُّ عَلَى الطَّرِيقِ بِمَنْكِبَيْهِ     ڪَمَا ابْتَرَكَ الْخَلِيعُ عَلَى الْقِدَاحِ
يَقُولُ: يَغْلِبُ هَذَا الْجَمَلُ الْإِبِلَ عَلَى لُزُومِ الطَّرِيقِ، فَشَبَّهَ حِرْصَهُ عَلَى لُزُومِ الطَّرِيقِ وَإِلْحَاحَهُ عَلَى السَّيْرِ بِحِرْصِ هَذَا الْخَلِيعِ عَلَى الضَّرْبِ بِالْقِدَاحِ لَعَلَّهُ يَسْتَرْجِعُ بَعْضَ مَا ذَهَبَ مِنْ مَالِهِ. وَالْخَلِيعُ: الْمَخْلُوعُ الْمَقْمُورُ مَالَهُ. وَخَلَعَهُ: أَزَالَهُ. وَرَجُلٌ خَلِيعٌ: مَخْلُوعٌ عَنْ نَفْسِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَخْلُوعُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ خُلَعَاءُ ڪَمَا قَالُوا قَبِيلٌ وَقُبَلَاءُ. وَغُلَامٌ خَلِيعٌ بَيِّنُ الْخَلَاعَةِ، بِالْفَتْحِ: وَهُوَ الَّذِي قَدْ خَلَعَهُ أَهْلُهُ، فَإِنْ جَنَى لَمْ يُطَالَبُوا بِجِنَايَتِهِ. وَالْخَوْلَعُ: الْغُلَامُ الْكَثِيرُ الْجِنَايَاتِ مِثْلَ الْخَلِيعِ. وَالْخَلِيعُ: الرَّجُلُ يَجْنِي الْجِنَايَاتِ يُؤْخَذُ بِهَا أَوْلِيَاؤُهُ فَيَتَبَرَّءُونَ مِنْهُ وَمِنْ جِنَايَتِهِ وَيَقُولُونَ: إِنَّا خَلَعْنَا فُلَانًا فَلَا نَأْخُذُ أَحَدًا بِجِنَايَةٍ تُجْنَى عَلَيْهِ، وَلَا نُؤَاخَذُ بِجِنَايَاتِهِ الَّتِي يَجْنِيهَا، وَكَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْخَلِيعَ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنَّهُ ڪَانَ إِذَا أُتِيَ بِالرَّجُلِ قَدْ تَخَلَّعَ فِي الشَّرَابِ الْمُسْكِرِ جَلَدَهُ ثَمَانِينَ؛ هُوَ الَّذِي انْهَمَكَ فِي الشَّرَابِ وَلَازَمَهُ لَيْلًا وَنَهَارًا ڪَأَنَّهُ خَلَعَ رَسَنَهُ وَأَعْطَى نَفْسَهُ هَوَاهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الصَّبْغَاءِ: وَكَانَ رَجُلٌ مِنْهُمْ خَلِيعٌ؛ أَيْ مُسْتَهْتَرٌ بِالشُّرْبِ وَاللَّهْوِ، هُوَ مِنَ الْخَلِيعِ الشَّاطِرِ الْخَبِيثِ الَّذِي خَلَعَتْهُ عَشِيرَتُهُ وَتَبَرَّءُوا مِنْهُ. وَيُقَالُ: خُلِعَ مِنَ الدِّينِ وَالْحَيَاءِ، وَقَوْمٌ خُلَعَاءُ بَيِّنُو الْخَلَاعَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَقَدْ ڪَانَتْ هُذَيْلٌ خَلَعُوا خَلِيعًا لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: ڪَانُوا يَتَعَاهَدُونَ وَيَتَعَاقَدُونَ عَلَى النُّصْرَةِ وَالْإِعَانَةِ وَأَنْ يُؤْخَذَ ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِالْآخَرِ، فَإِذَا أَرَادُوا أَنْ يَتَبَرَّءُوا مِنْ إِنْسَانٍ قَدْ حَالَفُوهُ أَظْهَرُوا ذَلِكَ لِلنَّاسِ وَسَمَّوْا ذَلِكَ الْفِعْلَ خُلْعًا وَالْمُتَبَرَّأَ مِنْهُ خَلِيعًا أَيْ مَخْلُوعًا فَلَا يُؤْخَذُونَ بِجِنَايَتِهِ وَلَا يُؤْخَذَ بِجِنَايَتِهِمْ، فَكَأَنَّهُمْ خَلَعُوا الْيَمِينَ الَّتِي ڪَانُوا لَبِسُوهَا مَعَهُ وَسَمَّوْهُ خُلْعًا وَخَلِيعًا مَجَازًا وَاتِّسَاعًا، وَبِهِ يُسَمَّى الْإِمَامُ وَالْأَمِيرُ إِذَا عُزِلَ خَلِيعًا، لِأَنَّهُ قَدْ لَبِسَ الْخِلَافَةَ وَالْإِمَارَةَ ثُمَّ خُلِعَهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَاْلَ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ سَيُقَمِّصُكَ قَمِيصًا وَإِنَّكَ تُلَاصُ عَلَى خَلْعِهِ؛ أَرَادَ الْخِلَافَةَ وَتَرْكَهَا وَالْخُرُوجَ مِنْهَا. وَخَلُعَ خَلَاعَةً فَهُوَ خَلِيعٌ: تَبَاعَدَ. وَالْخَلِيعُ: الشَّاطِرُ وَهُوَ مِنْهُ، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ. وَيُقَالُ لِلشَّاطِرِ: خَلِيعٌ لِأَنَّهُ خَلَعَ رَسَنَهُ. وَالْخَلِيعُ: الصَّيَّادُ لِانْفِرَادِهِ. وَالْخَلِيعُ: الذِّئْبُ. وَالْخَلِيعُ: الْغُولُ. وَالْخَلِيعُ: الْمُلَازِمُ لِلْقِمَارِ. وَالْخَلِيعُ: الْقِدْحُ الْفَائِزُ أَوَّلًا، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَفُوزُ أَوَّلًا؛ عَنْ ڪُرَاعٍ، وَجَمْعُهُ خِلْعَةٌ. وَالْخُلَاعُ وَالْخَيْلَعُ وَالْخَوْلَعُ: ڪَالْخَبَلِ وَالْجُنُونِ يُصِيبُ الْإِنْسَانَ، وَقِيلَ: هُوَ فَزَعٌ يَبْقَى فِي الْفُؤَادِ يَكَادُ يَعْتَرِي مِنْهُ الْوَسْوَاسُ، وَقِيلَ: الضَّعْفُ وَالْفَزَعُ؛ قَاْلَ جَرِيرٌ:
لَا يُعْجِبَنَّكَ أَنْ تَرَى بِمُجَاشِعَ     جَلَدَ الرِّجَالِ وَفِي الْفُؤَادِ الْخَوْلَعُ
وَالْخَوْلَعُ: الْأَحْمَقُ. وَرَجُلٌ مَخْلُوعُ الْفُؤَادِ إِذَا ڪَانَ فَزِعًا. وَفِي الْحَدِيثِ: مِنْ شَرِّ مَا أُعْطِيَ الرَّجُلُ شُحٌّ هَالِعٌ وَجُبْنٌ خَالِعٌ أَيْ شَدِيدٌ ڪَأَنَّهُ يَخْلَعُ فُؤَادَهُ مِنْ شِدَّةِ خَوْفِهِ؛ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَهُوَ مَجَازٌ فِي الْخَلْعِ، وَالْمُرَادُ بِهِ مَا يَعْرِضُ مِنْ نَوَازِعِ الْأَفْكَارِ وَضَعْفِ الْقَلْبِ عِنْدَ الْخَوْفِ. وَالْخَوْلَعُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الْفِصَالَ. وَالْمُخَلَّعُ: الَّذِي ڪَأَنَّ بِهِ هَبْتَةً أَوْ مَسًّا. وَفِي التَّهْذِيبِ: الْمُخَلَّعُ مِنَ النَّاسِ، فَخَصَّصَ. وَرَجُلٌ مُخَلَّعٌ وَخَيْلَعٌ: ضَعِيفٌ، وَفِيهِ خُلْعَةٌ أَيْ ضَعْفٌ. وَالْمُخَلَّعُ مِنَ الشِّعْرِ: مَفْعُولُنْ فِي  الضَّرْبِ السَّادِسِ مِنَ الْبَسِيطِ مُشْتَقٌّ مِنْهُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ خُلِعَتْ أَوْتَادُهُ فِي ضَرْبِهِ وَعَرُوضِهِ، لِأَنَّ أَصْلَهُ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فِي الْعَرُوضِ وَالضَّرْبِ، فَقَدْ حُذِفَ مِنْهُ جُزْآنِ؛ لِأَنَّ أَصْلَهُ ثَمَانِيَةٌ، وَفِي الْجُزْأَيْنِ وَتِدَانِ وَقَدْ حُذِفَتْ مِنْ مُسْتَفْعِلُنْ نُونُهُ فَقُطِعَ هَذَانِ الْوَتَدَانِ فَذَهَبَ مِنَ الْبَيْتِ وَتَدَانِ، فَكَأَنَّ الْبَيْتَ خُلِّعَ إِلَّا أَنَّ اسْمَ التَّخْلِيعِ لَحِقَهُ بِقَطْعِ نُونِ مُسْتَفْعِلُنْ، لِأَنَّهُمَا مِنَ الْبَيْتِ ڪَالْيَدَيْنِ، فَكَأَنَّهُمَا يَدَانِ خُلِعَتَا مِنْهُ، وَلَمَّا نُقِلَ مُسْتَفْعِلُنْ بِالْقَطْعِ إِلَى مَفْعُولُنْ بَقِيَ وَزْنُهُ، مِثْلُ قَوْلِهِ:
مَا هَيَّجَ الشَّوْقَ مِنْ أَطْلَالٍ     أَضْحَتْ قِفَارًا ڪَوَحْيِ الْوَاحِي
فَسُمِّيَ هَذَا الْوَزْنُ مُخَلَّعًا؛ وَالْبَيْتُ الَّذِي أَوْرَدَهُ الْأَزْهَرِيُّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ هُوَ بَيْتُ الْأَسْوَدِ:
مَاذَا وُقُوفِي عَلَى رَسْمٍ عَفَا     مُخْلَوْلِقٍ دَارِسٍ مُسْتَعْجِمِ
وَقَالَ: الْمُخَلَّعُ مِنَ الْعَرُوضِ ضَرْبٌ مِنَ الْبَسِيطِ وَأَوْرَدَهُ. وَيُقَالُ: أَصَابَهُ فِي بَعْضِ أَعْضَائِهِ بَيْنُونَةٌ، وَهُوَ زَوَالُ الْمَفَاصِلِ مِنْ غَيْرِ بَيْنُونَةٍ. وَالتَّخَلُّعُ: التَّفَكُّكُ فِي الْمِشْيَةِ، وَتَخَلَّعَ فِي مَشْيِهِ: هَزَّ مَنْكِبَيْهِ وَيَدَيْهِ وَأَشَارَ بِهِمَا. وَرَجُلٌ مُخَلَّعُ الْأَلْيَتَيْنِ إِذَا ڪَانَ مُنْفَكَّهُمَا. وَالْخَلْعُ وَالْخَلَعُ: زَوَالُ الْمَفْصِلِ مِنَ الْيَدِ أَوِ الرِّجْلِ مِنْ غَيْرِ بَيْنُونَةٍ. وَخَلَعَ أَوْصَالَهُ: أَزَالَهَا. وَثَوْبٌ خَلِيعٌ: خَلَقٌ. وَالْخَالِعُ: دَاءٌ يَأْخُذُ فِي عُرْقُوبِ النَّاقَةِ. وَبَعِيرٌ خَالِعٌ: لَا يَقْدِرُ أَنْ يَثُورَ إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ عَلَى غُرَابِ وَرِكِهِ، وَقِيلَ: إِنَّمَا ذَلِكَ لِانْخِلَاعِ عَصَبَةِ عُرْقُوبِهِ. وَيُقَالُ: خُلِعَ الشَّيْخُ إِذَا أَصَابَهُ الْخَالِعُ، وَهُوَ الْتِوَاءُ الْعُرْقُوبِ؛ قَاْلَ الرَّاجِزُ:
وَجُرَّةٍ تَنْشُصُهَا فَتَنْتَشِصْ     مِنْ خَالِعٍ يُدْرِكُهُ فَتَهْتَبِصْ
الْجُرَّةُ: خَشَبَةٌ يُثَقَّلُ بِهَا حِبَالَةُ الصَّائِدِ فَإِذَا نَشِبَ فِيهَا الصَّيْدُ أَثْقَلَتْهُ. وَخَلَعَ الزَّرْعُ خَلَاعَةً: أَسْفَى. يُقَالُ: خَلَعَ الزَّرْعُ يَخْلَعُ خَلَاعَةً إِذَا أَسْفَى السُّنْبُلَ، فَهُوَ خَالِعٌ. وَأَخْلَعَ: صَارَ فِيهِ الْحَبُّ. وَبُسْرَةٌ خَالِعٌ وَخَالِعَةٌ: نَضِيجَةٌ، وَقِيلَ: الْخَالِعُ بِغَيْرِ هَاءٍ الْبُسْرَةُ إِذَا نَضِجَتْ ڪُلُّهَا. وَالْخَالِعُ مِنَ الرُّطَبِ: الْمُنْسَبِتُ. وَخَلَعَ الشِّيحُ خَلْعًا: أَوْرَقَ، وَكَذَلِكَ الْعِضَاهُ. وَخَلَعَ: سَقَطَ وَرَقُهُ، وَقِيلَ: الْخَالِعُ مِنَ الْعِضَاهِ الَّذِي لَا يَسْقُطُ وَرَقُهُ أَبَدًا. وَالْخَالِعُ مِنَ الشَّجَرِ: الْهَشِيمُ السَّاقِطُ. وَخَلَعَ الشَّجَرُ إِذَا أَنْبَتَ وَرَقًا طَرِيًّا. وَالْخَلْعُ: الْقَدِيدُ الْمَشْوِيُّ، وَقِيلَ: الْقَدِيدُ يُشْوَى وَاللَّحْمُ يُطْبَخُ وَيُجْعَلُ فِي وِعَاءٍ بِإِهَالَتِهِ. وَالْخَلْعُ: لَحْمٌ يُطْبَخُ بِالتَّوَابِلِ، وَقِيلَ: يُؤْخَذُ مِنَ الْعِظَامِ وَيُطْبَخُ وَيُبَزَّرُ ثُمَّ يُجْعَلُ فِي الْقَرْفِ، وَهُوَ وِعَاءٌ مِنْ جِلْدٍ، وَيُتَزَوَّدُ بِهِ فِي الْأَسْفَارِ. وَالْخَوْلَعُ: الْهَبِيدُ حِينَ يُهْبَدُ حَتَّى يَخْرُجَ سَمْنُهُ ثُمَّ يُصَفَّى فَيُنَحَّى وَيُجْعَلُ عَلَيْهِ رَضِيضُ التَّمْرِ الْمَنْزُوعُ النَّوَى وَالدَّقِيقُ، وَيُسَاطُ حَتَّى يَخْتَلِطَ ثُمَّ يُنْزَلُ فَيُوضَعُ فَإِذَا بَرَدَ أُعِيدَ عَلَيْهِ سَمْنُهُ. وَالْخَوْلَعُ: الْحَنْظَلُ الْمَدْقُوقُ وَالْمَلْتُوتُ بِمَا يُطَيِّبُهُ ثُمَّ يُؤْكَلُ وَهُوَ الْمُبَسَّلُ. وَالْخَوْلَعُ: اللَّحْمُ يُغْلَى بِالْخَلِّ ثُمَّ يُحْمَلُ فِي الْأَسْفَارِ. وَالْخَوْلَعُ: الذِّئْبُ. وَتَخَلَّعَ الْقَوْمُ: تَسَلَّلُوا وَذَهَبُوا؛ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ؛ وَأَنْشَدَ:
وَدَعَا بَنِي خَلَفٍ فَبَاتُوا حَوْلَهُ     يَتَخَلَّعُونَ تَخَلُّعَ الْأَجْمَالِ
وَالْخَالِعُ: الْجَدْيُ. وَالْخَلِيعُ وَالْخَيْلَعُ: الْغُولُ. وَالْخَلِيعُ: اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ. وَالْخُلَعَاءُ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ. وَالْخَيْلَعُ مِنَ الثِّيَابِ وَالذِّئَابِ: لُغَةٌ فِي الْخَيْعَلِ. وَالْخَيْلَعُ: الزَّيْتُ؛ عَنْ ڪُرَاعٍ. وَالْخَيْلَعُ: الْقُبَّةُ مِنَ الْأَدَمِ، وَقِيلَ: الْخَيْلَعُ الْأَدَمُ عَامَّةً؛ قَاْلَ رُؤْبَةُ:
نَفْضًا ڪَنَفْضِ الرِّيحِ تُلْقِي الْخَيْلَعَا
وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ ڪَلْبٍ:
مَا زِلْتُ أَضْرِبُهُ وَأَدْعُو مَالِكًا     حَتَّى تَرَكْتُ ثِيَابَهُ ڪَالْخَيْلَعِ
وَالْخَلَعْلَعُ: مِنْ أَسْمَاءِ الضِّبَاعِ؛ عَنْهُ أَيْضًا. وَالْخُلْعَةُ: خِيَارُ الْمَالِ؛ وَيُنْشِدُ بَيْتَ جَرِيرٍ:
مَنْ شَاءَ بَايَعْتُهُ مَالِي وَخُلْعَتَهُ     مَا تَكْمُلُ التَّيْمُ فِي دِيوَانِهِمْ سَطَرَا
وَخُلْعَةُ الْمَالِ وَخِلْعَتُهُ: خِيَارُهُ. قَاْلَ أَبُو سَعِيدٍ: وَسُمِّيَ خِيَارُ الْمَالِ خُلْعَةً وَخِلْعَةً؛ لِأَنَّهُ يَخْلَعُ قَلْبَ النَّاظِرِ إِلَيْهِ؛ أَنْشَدَ الزَّجَّاجُ:
وَكَانَتْ خُلْعَةً دُهْسًا صَفَايَا     يَصُورُ عُنُوقَهَا أَحْوَى زَنِيمُ
يَعْنِي الْمِعْزَى أَنَّهَا ڪَانَتْ خِيَارًا. وَخُلْعَةُ مَالِهِ: مُخْرَتُهُ. وَخُلِعَ الْوَالِي أَيْ عُزِلَ. وَخَلَعَ الْغُلَامُ: ڪَبُرَ زُبُّهُ. أَبُو عَمْرٍو: الْخَيْعَلُ قَمِيصٌ لَا ڪُمَّيْ لَهُ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَقَدْ يُقْلَبُ فَيُقَالُ خَيْلَعٌ. وَفِي نَوَادِرِ الْأَعْرَابِ: اخْتَلَعُوا فُلَانًا: أَخَذُوا مَالَهُ.

معنى كلمة خلع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلط: خَلَطَ الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ يَخْلِطُهُ خَلْطًا وَخَلَّطَهُ فَاخْتَلَطَ: مَزَجَهُ وَاخْتَلَطَا. وَخَالَطَ الشَّيْءَ مُخَالَطَةً وَخِلَاطًا: مَازَجَهُ. وَالْخِلْطُ: مَا خَالَطَ الشَّيْءَ، وَجَمْعُهُ أَخْلَاطٌ. وَالْخِلْطُ: وَاحِدُ أَخْلَاطِ الطِّيبِ. وَالْخِلْطُ: اسْمُ ڪُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْأَخْلَاطِ ڪَأَخْلَاطِ الدَّوَاءِ وَنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: وَإِنْ ڪَانَ أَحَدُنَا لِيَضَعُ ڪَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ; أَيْ: لَا يَخْتَلِطُ نَجْوُهُمْ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ لِجَفَافِهِ وَيُبْسِهِ؛ فَإِنَّهُمْ ڪَانُوا يَأْكُلُونَ خُبْزَ الشَّعِيرِ وَوَرَقَ الشَّجَرِ لِفَقْرِهِمْ وَحَاجَتِهِمْ. وَأَخْلَاطُ الْإِنْسَانِ: أَمْزِجَتُهُ الْأَرْبَعَةُ. وَسَمْنٌ خَلِيطٌ: فِيهِ شَحْمٌ وَلَحْمٌ. وَالْخَلِيطُ مِنَ الْعَلَفِ: تِبْنٌ وَقَتٌّ، وَهُوَ أَيْضًا طِينٌ وَتِبْنٌ يُخْلَطَانِ. وَلَبَنٌ خَلِيطٌ: مُخْتَلِطٌ مِنْ حُلْوِ وَحَازِرٍ. وَالْخَلِيطُ: أَنْ تُحْلَبَ الضَّأْنُ عَلَى لَبَنِ الْمِعْزَى وَالْمِعْزَى عَلَى لَبَنِ الضَّأْنِ، أَوْ تُحْلَبَ النَّاقَةُ عَلَى لَبَنِ الْغَنَمِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيذِ: نَهَى عَنِ الْخَلِيطَيْنِ فِي الْأَنْبِذَةِ، وَهُوَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ صِنْفَيْنِ تَمْرٍ وَزَبِيبٍ، أَوْ عِنَبٍ وَرُطَبٍ. الْأَزْهَرِيُّ: وَأَمَّا تَفْسِيرُ الْخَلِيطَيْنِ الَّذِي جَاءَ فِي الْأَشْرِبَةِ وَمَا جَاءَ مِنَ النَّهْيِ عَنْ شُرْبِهِ فَهُوَ شَرَابٌ يُتَّخَذُ مِنَ التَّمْرِ وَالْبُسْرِ أَوْ مِنَ الْعِنَبِ وَالزَّبِيبِ، يُرِيدُ مَا يُنْبَذُ مِنَ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ مَعًا أَوْ مِنَ الزَّبِيبِ وَالْعِنَبِ مَعًا، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْأَنْوَاعَ إِذَا اخْتَلَفَتْ فِي الِانْتِبَاذِ ڪَانَتْ أَسْرَعَ لِلشَّدَّةِ وَالتَّخْمِيرِ، وَالنَّبِيذُ الْمَعْمُولُ مِنْ خَلِيطَيْنِ ذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى تَحْرِيمِهِ وَإِنْ لَمْ يُسْكِرْ، أَخْذًا بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ، وَبِهِ قَاْلَ مَالِكٌ وَأَحْمَدُ وَعَامَّةُ الْمُحَدِّثِينَ، قَالُوا: مَنْ شَرِبَهُ قَبْلَ حُدُوثِ الشِّدَّةِ فِيهِ فَهُوَ آثِمٌ مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ، وَمَنْ شَرِبَهُ بَعْدَ حُدُوثِهَا فِيهِ فَهُوَ آثِمٌ مِنْ جِهَتَيْنِ: شُرْبِ الْخَلِيطَيْنِ وَشُرْبِ الْمُسْكِرِ; وَغَيْرُهُمْ رَخَّصَ فِيهِ وَعَلَّلُوا التَّحْرِيمَ بِالْإِسْكَارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا خَالَطَتِ الصَّدَقَةُ مَالًا إِلَّا أَهْلَكَتْهُ، قَاْلَ الشَّافِعِيُّ: يَعْنِي أَنَّ خِيَانَةَ الصَّدَقَةِ تُتْلِفُ الْمَالَ الْمَخْلُوطَ بِهَا، وَقِيلَ: هُوَ تَحْذِيرٌ لِلْعُمَّالِ عَنِ الْخِيَانَةِ فِي شَيْءٍ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ حَثٌّ عَلَى تَعْجِيلِ أَدَاءِ الزَّكَاةِ قَبْلَ أَنْ تُخْلَطَ بِمَالِهِ. وَفِي حَدِيثِ الشُّفْعَةِ: الشَّرِيكُ أَوْلَى مِنَ الْخَلِيطِ، وَالْخَلِيطُ أَوْلَى مِنَ الْجَارِ; الشَّرِيكُ: الْمُشَارِكُ فِي الشُّيُوعِ، وَالْخَلِيطُ: الْمُشَارِكُ فِي حُقُوقِ الْمِلْكِ ڪَالشِّرْبِ وَالطَّرِيقِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَجُلَيْنِ تَقَدَّمَا إِلَى مُعَاوِيَةَ فَادَّعَى أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ مَالًا وَكَانَ الْمُدَّعِي حُوَّلًا قُلَّبًا مِخْلَطًا; الْمِخْلَطُ، بِالْكَسْرِ: الَّذِي يَخْلِطُ الْأَشْيَاءَ فَيُلَبِّسُهَا عَلَى السَّامِعِينَ وَالنَّاظِرِينَ. وَالْخِلَاطُ: اخْتِلَاطُ الْإِبِلِ وَالنَّاسِ وَالْمَوَاشِي; أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
يَخْرُجْنَ مِنْ بُعْكُوكَةِ الْخِلَاطِ
وَبِهَا أَخْلَاطٌ مِنَ النَّاسِ وَخَلِيطٌ وَخُلَيْطَى وَخُلَّيْطَى أَيْ: أَوْبَاشٌ مُجْتَمِعُونَ مُخْتَلِطُونَ، وَلَا وَاحِدَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ: ڪُنَّا نُرْزَقُ تَمْرَ الْجَمْعِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَهُوَ الْخِلْطُ مِنَ التَّمْرِ أَيِ: الْمُخْتَلِطُ مِنْ أَنْوَاعٍ شَتَّى. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي طَلَّقْتُ امْرَأَتِي ثَلَاثًا وَهِيَ حَائِضٌ؛ فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَخْلِطُ حَلَالًا بِحَرَامٍ; أَيْ: لَا أَحْتَسِبُ بِالْحَيْضَةِ الَّتِي وَقَعَ فِيهَا الطَّلَاقُ مِنَ الْعِدَّةِ؛ لِأَنَّهَا ڪَانَتْ لَهُ حَلَالًا فِي بَعْضِ أَيَّامِ الْحَيْضَةِ وَحَرَامًا فِي بَعْضِهَا. وَوَقَعَ الْقَوْمُ فِي خُلَيْطَى وَخُلَّيْطَى مِثَالُ السُّمَّيْهَى أَيِ: اخْتِلَاطٍ فَاخْتَلَطَ عَلَيْهِمْ أَمْرُهُمْ. وَالتَّخْلِيطُ فِي الْأَمْرِ: الْإِفْسَادُ فِيهِ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذَا خَلَطُوا مَالَهُمْ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ: خُلَّيْطَى; وَأَنْشَدَ اللِّحْيَانِيُّ:
وَكُنَّا خُلَيْطَى فِي الْجِمَالِ فَرَاعَنِي     جِمَالِي تُوَالَى وُلَّهَا مِنْ جِمَالِكَ
وَمَالُهُمْ بَيْنَهُمْ خِلِّيطَى أَيْ: مُخْتَلِطٌ. أَبُو زَيْدٍ: اخْتَلَطَ اللَّيْلُ بِالتُّرَابِ إِذَا اخْتَلَطَ عَلَى الْقَوْمِ أَمْرُهُمْ وَاخْتَلَطَ الْمَرْعِيُّ بِالْهَمَلِ. وَالْخِلِّيطَى: تَخْلِيطُ الْأَمْرِ، وَإِنَّهُ لَفِي خُلَّيْطَى مِنْ أَمْرِهِ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَتُخَفَّفُ اللَّامُ فَيُقَالُ خُلَيْطَى. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: (لَا خِلَاطَ وَلَا شِنَاقَ فِي الصَّدَقَةِ). وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَا ڪَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ; قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: ڪَانَ أَبُو عُبَيْدٍ فَسَّرَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي ڪِتَابِ غَرِيبِ الْحَدِيثِ فَثَبَّجَهُ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ جَوَّدَ تَفْسِيرَهُ فِي ڪِتَابِ الْأَمْوَالِ، قَالَ: وَفَسَّرَهُ عَلَى نَحْوِ مَا فَسَّرَهُ الشَّافِعِيُّ، قَاْلَ الشَّافِعِيُّ: الَّذِي لَا أَشُكُّ فِيهِ أَنَّ الْخَلِيطَيْنِ الشَّرِيكَانِ لَنْ يَقْتَسِمَا الْمَاشِيَةَ، وَتَرَاجُعُهُمَا بِالسَّوِيَّةِ أَنْ يَكُونَا خَلِيطَيْنِ فِي الْإِبِلِ تَجِبُ فِيهَا الْغَنَمُ فَتُوجَدُ الْإِبِلُ فِي يَدِ أَحَدِهِمَا، فَتُؤْخَذُ مِنْهُ صَدَقَتُهَا فَيَرْجِعُ عَلَى شَرِيكِهِ بِالسَّوِيَّةِ؛ قَاْلَ الشَّافِعِيُّ: وَقَدْ يَكُونُ الْخَلِيطَانِ الرَّجُلَيْنِ يَتَخَالَطَانِ بِمَاشِيَتِهِمَا، وَإِنْ عَرَفَ ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَاشِيَتَهُ، قَالَ: وَلَا يَكُونَانِ خَلِيطَيْنِ حَتَّى يُرِيحَا وَيُسَرِّحَا وَيَسْقِيَا مَعًا وَتَكُونُ فُحُولُهُمَا مُخْتَلِطَةً؛ فَإِذَا ڪَانَا هَكَذَا صَدَّقَا صَدَقَةَ الْوَاحِدِ بِكُلِّ حَالٍ، قَالَ: وَإِنْ تَفَرَّقَا فِي مَرَاحٍ أَوْ سَقْيٍ أَوْ فُحُولٍ فَلَيْسَا خَلِيطَيْنِ وَيُصَدِّقَانِ صَدَقَةَ  الِاثْنَيْنِ، قَالَ: وَلَا يَكُونَانِ خَلِيطَيْنِ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِمَا حَوْلٌ مِنْ يَوْمِ اخْتَلَطَا؛ فَإِذَا حَالَ عَلَيْهِمَا حَوْلٌ مِنْ يَوْمِ اخْتَلَطَا زَكَيَّا زَكَاةَ الْوَاحِدِ; قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَوْجَبَ عَلَى مَنْ مَلَكَ أَرْبَعِينَ شَاةً فَحَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ، شَاةً، وَكَذَلِكَ إِذَا مَلَكَ أَكْثَرَ مِنْهَا إِلَى تَمَامِ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ فَفِيهَا شَاةٌ وَاحِدَةٌ؛ فَإِذَا زَادَتْ شَاةٌ وَاحِدَةٌ عَلَى مِائَةٍ وَعِشْرِينَ فَفِيهَا شَاتَانِ، وَلَوْ أَنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مَلَكُوا مِائَةً وَعِشْرِينَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعُونَ شَاةً، وَلَمْ يَكُونُوا خُلَطَاءَ سَنَةً ڪَامِلَةً، فَعَلَى ڪُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَاةٌ؛ فَإِذَا صَارُوا خُلَطَاءَ وَجَمَعُوهَا عَلَى رَاعٍ وَاحِدٍ سَنَةً فَعَلَيْهِمْ شَاةٌ وَاحِدَةٌ؛ لِأَنَّهُمْ يُصَدِّقُونَ إِذَا اخْتَلَطُوا، وَكَذَلِكَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ بَيْنَهُمْ أَرْبَعُونَ شَاةً وَهُمْ خُلَطَاءُ، فَإِنَّ عَلَيْهِمْ شَاةً ڪَأَنَّهُ مَلَكَهَا رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَهَذَا تَفْسِيرُ الْخُلَطَاءِ فِي الْمَوَاشِي مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّ ڪَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ; فَالْخُلَطَاءُ هَهُنَا الشُّرَكَاءُ الَّذِينَ لَا يَتَمَيَّزُ مِلْكُ ڪُلِّ وَاحِدٍ مِنْ مِلْكِ صَاحِبِهِ إِلَّا بِالْقِسْمَةِ، قَالَ: وَيَكُونُ الْخُلَطَاءُ أَيْضًا أَنْ يَخْلِطُوا الْعَيْنَ الْمُتَمَيِّزَ بِالْعَيْنِ الْمُتَمَيَّزِ ڪَمَا فَسَّرَ الشَّافِعِيُّ، وَيَكُونُونَ مُجْتَمِعِينَ ڪَالْحِلَّةِ يَكُونُ فِيهَا عَشَرَةَ أَبْيَاتٍ، لِصَاحِبِ ڪُلِّ بَيْتِ مَاشِيَةٍ عَلَى حِدَةٍ، فَيَجْمَعُونَ مَوَاشِيَهُمْ عَلَى رَاعٍ وَاحِدٍ يَرْعَاهَا مَعًا وَيَسْقِيهَا مَعًا، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَعْرِفُ مَالَهُ بِسِمَتِهِ وَنِجَارِهِ. ابْنُ الْأَثِيرِ: وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ أَيْضًا لَا خِلَاطَ وَلَا وَرَاطَ; الْخِلَاطُ: مَصْدَرُ خَالَطَهُ يُخَالِطُهُ مُخَالَطَةً وَخِلَاطًا، وَالْمُرَادُ أَنْ يَخْلِطَ رَجُلٌ إِبِلَهُ بِإِبِلِ غَيْرِهِ أَوْ بَقْرَهُ أَوْ غَنَمَهُ لِيَمْنَعَ حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى مِنْهَا وَيَبْخَسَ الْمُصَدِّقَ فِيمَا يَجِبُ لَهُ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: لَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ، أَمَّا الْجَمْعُ بَيْنَ الْمُتَفَرِّقِ فَهُوَ الْخِلَاطُ، وَذَلِكَ أَنْ يَكُونَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مَثَلًا لِكُلٍّ وَاحِدٍ أَرْبَعُونَ شَاةً، فَقَدْ وَجَبَ عَلَى ڪُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَاةٌ، فَإِذَا أَظَلَّهُمُ الْمُصَدِّقُ جَمَعُوهَا لِئَلَّا يَكُونَ عَلَيْهِمْ فِيهَا إِلَّا شَاةٌ وَاحِدَةٌ، وَأَمَّا تَفْرِيقُ الْمُجْتَمَعِ فَأَنْ يَكُونَ اثْنَانِ شَرِيكَانِ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةُ شَاةٍ وَشَاةٌ فَيَكُونُ عَلَيْهِمَا فِي مَالِهِمَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ؛ فَإِذَا أَظَلَّهُمَا الْمُصَدِّقُ فَرَّقَا غَنَمَهُمَا فَلَمْ يَكُنْ عَلَى ڪُلِّ وَاحِدٍ إِلَّا شَاةً وَاحِدَةً، قَاْلَ الشَّافِعِيُّ: الْخِطَابُ فِي هَذَا لِلْمُصَدِّقِ وَلِرَبِ الْمَالِ، قَالَ: فَالْخَشْيَةُ خَشْيَتَانِ: خَشْيَةُ السَّاعِي أَنْ تَقِلَّ الصَّدَقَةُ، وَخَشْيَةُ رَبِّ الْمَالِ أَنْ يَقِلَّ مَالُهُ؛ فَأَمَرَ ڪُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ لَا يُحْدِثَ فِي الْمَالِ شَيْئًا مِنَ الْجَمْعِ وَالتَّفْرِيقِ; قَالَ: هَذَا عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ إِذِ الْخُلْطَةُ مُؤَثِّرَةٌ عِنْدَهُ، وَأَمَّا أَبُو حَنِيفَةَ فَلَا أَثَرَ لَهَا عِنْدَهُ، وَيَكُونُ مَعْنَى الْحَدِيثِ نَفْيُ الْخِلَاطِ لِنَفْيِ الْأَثَرِ ڪَأَنَّهُ يَقُولُ لَا أَثَرَ لِلْخُلْطَةِ فِي تَقْلِيلِ الزَّكَاةِ وَتَكْثِيرِهَا. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ أَيْضًا: وَمَا ڪَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ; الْخَلِيطُ الْمُخَالِطُ وَيُرِيدُ بِهِ الشَّرِيكَ الَّذِي يَخْلِطُ مَالَهُ بِمَالِ شَرِيكِهِ، وَالتَّرَاجُعُ بَيْنَهُمَا هُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِهِمَا مَثَلًا أَرْبَعُونَ بَقَرَةً وَلِلْآخَرِ ثَلَاثُونَ بَقَرَةً وَمَالُهُمَا مُخْتَلِطٌ؛ فَيَأْخُذُ السَّاعِي عَنِ الْأَرْبَعِينَ مُسِنَّةً وَعَنِ الثَّلَاثِينَ تَبِيعًا، فَيَرْجِعُ بَاذِلُ الْمُسِنَّةِ بِثَلَاثَةِ أَسْبَاعِهَا عَلَى شَرِيكِهِ، وَبَاذِلِ التَّبِيعِ بِأَرْبَعَةِ أَسْبَاعِهِ عَلَى شَرِيكِهِ؛ لِأَنَّ ڪُلَّ وَاحِدٍ مِنَ السِّنَّيْنِ وَاجِبٌ عَلَى الشُّيُوعِ؛ ڪَأَنَّ الْمَالَ مِلْكُ وَاحِدٍ، وَفِي قَوْلِهِ بِالسَّوِيَّةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ السَّاعِيَ إِذَا ظَلَمَ أَحَدَهُمَا فَأَخَذَ مِنْهُ زِيَادَةً عَلَى فَرْضِهِ فَإِنَّهُ لَا يَرْجِعُ بِهَا عَلَى شَرِيكِهِ، وَإِنَّمَا يَضْمَنُ لَهُ قِيمَةَ مَا يَخُصُّهُ مِنَ الْوَاجِبِ دُونَ الزِّيَادَةِ، وَفِي التَّرَاجُعِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْخُلْطَةَ تَصِحُّ مَعَ تَمْيِيزِ أَعْيَانِ الْأَمْوَالِ عِنْدَ مَنْ يَقُولُ بِهِ، وَالَّذِي فَسَّرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي الْخِلَاطِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْخَلِيطَيْنِ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ شَاةً، لِأَحَدِهِمَا ثَمَانُونَ وَلِلْآخَرِ أَرْبَعُونَ؛ فَإِذَا أَخَذَ الْمُصَدِّقُ مِنْهَا شَاتَيْنِ رَدَّ صَاحِبُ الثَّمَانِينَ عَلَى رَبِّ الْأَرْبَعِينَ ثُلْثَ شَاةٍ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ شَاةٌ وَثُلْثٌ، وَعَلَى الْآخَرِ ثُلْثَا شَاةٍ، وَإِنْ أَخَذَ الْمُصَدِّقُ مَنَ الْعِشْرِينَ وَالْمِائَةِ شَاةً وَاحِدَةً، رَدَّ صَاحِبُ الثَّمَانِينَ عَلَى رَبِّ الْأَرْبَعِينَ ثُلْثَ شَاةٍ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ ثُلْثَا شَاةٍ وَعَلَى الْآخَرِ ثُلْثُ شَاةٍ. قَالَ: وَالْوِرَاطُ الْخَدِيعَةُ وَالْغِشُّ. ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ فِيهِمَا، يُخَالِطُ الْأُمُورَ وَيُزَايِلُهَا ڪَمَا يُقَالُ فَاتِقٌ رَاتِقٌ، وَمِخْلَاطٌ ڪَمِخْلَطٍ; أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
يُلِحْنَ مِنْ ذِي دَأَبٍ شَرْوَاطِ     صَاتِ الْحُدَاءِ شَظِفٍ مِخْلَاطِ
وَخَلَطَ الْقَوْمَ خَلْطًا وَخَالَطَهُمْ: دَاخَلَهُمْ. وَخَلِيطُ الرَّجُلِ: مُخَالِطُهُ. وَخَلِيطُ الْقَوْمِ: مُخَالِطُهُمْ ڪَالنَّدِيمِ الْمُنَادِمِ، وَالْجَلِيسِ الْمُجَالِسِ; وَقِيلَ: لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الشِّرْكَةِ. وَقَوْلُهُ فِي التَّنْزِيلِ: وَإِنَّ ڪَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ; هُوَ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ الْخَلِيطُ جَمْعًا. وَالْخُلْطَةُ، بِالضَّمِّ: الشِّرْكَةُ. وَالْخِلْطَةُ، بِالْكَسْرِ: الْعِشْرَةُ. وَالْخَلِيطُ: الْقَوْمُ الَّذِينَ أَمْرُهُمْ وَاحِدٌ، وَالْجُمَعُ خُلَطَاءُ وَخُلُطٌ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:
بَانَ الْخَلِيطُ بِسُحْرَةٍ فَتَبَدَّدُوا
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
إِنَّ الْخَلِيطَ أَجَدُّوا الْبَيْنَ فَانْصَرَمُوا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُهُ:
إِنَّ الْخَلِيطَ أَجَدُّوا الْبَيْنَ فَانْجَرَدُوا     وَأَخْلَفُوكَ عِدَى الْأَمْرِ الَّذِي وَعَدُوا
وَيُرْوَى: فَانْفَرَدُوا; وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْمَعْنَى لِجَمَاعَةٍ مِنْ شُعَرَاءِ الْعَرَبِ; قَاْلَ بِشَامَةُ بْنُ الْغَدِيرِ:
إِنَّ الْخَلِيطَ أَجَدُّوا الْبَيْنَ فَابْتَكَرُوا     لِنِيَّةٍ ثُمَّ مَا عَادُوا وَلَا انْتَظَرُوا
وَقَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ:
إِنَّ الْخَلِيطَ أَجَدُّوا الْبَيْنَ فَانْدَفَعُوا     وَمَا رَبُوا قَدَرَ الْأَمْرِ الَّذِي صَنَعُوا
وَقَالَ نَهْشَلُ بْنُ حَرِّيٍّ:
إِنَّ الْخَلِيطَ أَجَدُّوا الْبَيْنَ فَابْتَكَرُوا     وَاهْتَاجَ شَوْقَكَ أَحْدَاجٌ لَهَا زُمَرُ
وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُطَيْرٍ:
إِنَّ الْخَلِيطَ أَجَدُّوا الْبَيْنَ فَادَّلَجُوا     بَانُوا وَلَمْ يُنْظِرُونِي، إِنَّهُمْ لَحِجُوا
وَقَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ:
إِنَّ الْخَلِيطَ أَجَدُّوا الْبَيْنَ فَانْقَذَفُوا     وَأَمْتَعُوكَ بِشَوْقٍ أَيَّةَ انْصَرَفُوا
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ:
إِنَّ الْخَلِيطَ أَجَدَّ الْبَيْنَ فَاحْتَمَلَا
وَقَالَ جَرِيرٌ:
إِنَّ الْخَلِيطَ أَجَدُّوا الْبَيْنَ يَوْمَ غَدَوْا     مِنْ دَارَةِ الْجَأْبِ إِذْ أَحْدَاجُهُمْ زُمَرُ
وَقَالَ نُصَيْبٌ:
إِنَّ الْخَلِيطَ أَجَدُّوا الْبَيْنَ فَاحْتَمَلُوا
وَقَالَ وَعْلَةٌ الْجَرْمِيُّ فِي جَمْعِهِ عَلَى خُلُطٍ:
سَائِلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هَلْ جَنَيْتَ لَهُمْ     حَرْبًا تُفَرِّقُ بَيْنَ الْجِيرَةِ الْخُلُطِ
وَإِنَّمَا ڪَثُرَ ذَلِكَ فِي أَشْعَارِهِمْ لِأَنَّهُمْ ڪَانُوا يَنْتَجِعُونَ أَيَّامَ الْكَلَإِ فَتَجْتَمِعُ مِنْهُمْ قَبَائِلُ شَتَّى فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، فَتَقَعُ بَيْنَهُمْ أُلْفَةٌ، فَإِذَا افْتَرَقُوا وَرَجَعُوا إِلَى أَوْطَانِهِمْ سَاءَهُمْ ذَلِكَ. قَاْلَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ أَوْرَدَ إِبِلَهُ فَأَعْجَلَ الرُّطْبَ وَلَوْ شَاءَ لَأَخَّرَهُ، فَيَقُولُ: لَقَدْ فَارَقْتَ خَلِيطًا لَا تَلْقَى مِثْلَهُ أَبَدًا يَعْنِي الْجَزَّ. وَالْخَلِيطُ: الزَّوْجُ وَابْنُ الْعَمِّ. وَالْخَلِطُ: الْمُخْتَلِطُ بِالنَّاسِ الْمُتَحَبِّبُ، يَكُونُ لِلَّذِي يَتَمَلَّقُهُمْ وَيَتَحَبَّبُ إِلَيْهِمْ، وَيَكُونُ لِلَّذِي يُلْقِي نِسَاءَهُ وَمَتَاعَهُ بَيْنَ النَّاسِ، وَالْأُنْثَى خَلِطَةٌ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ خُلُطٌ، بِضَمِّ اللَّامِ، وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ مِثْلَ ذَلِكَ. وَحَكَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: رَجُلٌ خِلْطٌ فِي مَعْنَى خَلِطٍ؛ وَأَنْشَدَ:
وَأَنْتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ إِذَا هِيَ أَرْسَلَتْ     يَمِينُكَ شَيْئًا أَمْسَكَتْهُ شِمَالُكَا
يَقُولُ: أَنْتَ امْرُؤٌ مُتَمَلِّقٌ بِالْمَقَالِ ضَنِينٌ بِالنَّوَالِ، وَيَمِينُكَ بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ هِيَ، وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ هِيَ ڪِنَايَةً عَنِ الْقِصَّةِ وَرَفَعْتَ يَمِينَكَ بِأَرْسَلَتْ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَخْلَطُ مِنَ الْحُمَّى؛ يُرِيدُونَ أَنَّهَا مُتَحَبِّبَةٌ إِلَيْهِ مُتَمَلِّقَةٌ بِوُرُودِهَا إِيَّاهُ وَاعْتِيَادِهَا لَهُ ڪَمَا يَفْعَلُ الْمُحِبُّ الْمَلِقُ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تَنَازَعَ الْعَجَّاجُ وَحُمَيْدٌ الْأَرْقَطُ أُرْجُوزَتَيْنِ عَلَى الطَّاءِ، فَقَالَ حُمَيْدٌ: الْخِلَاطَ يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ، فَقَالَ الْعَجَّاجُ: الْفِجَاجُ أَوْسَعُ مِنْ ذَلِكَ يَا ابْنَ أَخِي أَيْ لَا تَخْلِطْ أُرْجُوزَتِي بِأَرْجُوزَتِكَ. وَاخْتَلَطَ فُلَانٌ أَيْ فَسَدَ عَقْلُهُ. وَرَجُلٌ خِلْطٌ بَيِّنُ الْخَلَاطَةِ: أَحْمَقُ مُخَالَطُ الْعَقْلِ، عَنْ أَبِي الْعَمَيْثَلِ الْأَعْرَابِيِّ. وَقَدْ خُولِطَ فِي عَقْلِهِ خِلَاطًا وَاخْتَلَطَ، وَيُقَالُ: خُولِطَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُخَالَطٌ، وَاخْتَلَطَ عَقْلُهُ فَهُوَ مُخْتَلِطٌ إِذَا تَغَيَّرَ عَقْلُهُ. وَالْخِلَاطُ: مُخَالَطَةُ الدَّاءِ الْجَوْفَ. وَفِي حَدِيثِ الْوَسْوَسَةِ: وَرَجَعَ الشَّيْطَانُ يَلْتَمِسُ الْخِلَاطَ أَيْ يُخَالِطُ قَلْبَ الْمُصَلِّي بِالْوَسْوَسَةِ، وَفِي الْحَدِيثِ يَصِفُ الْأَبْرَارَ: فَظَنَّ النَّاسُ أَنْ قَدْ خُولِطُوا وَمَا خُولِطُوا وَلَكِنْ خَالَطَ قَلْبَهُمْ هَمٌّ عَظِيمٌ، مِنْ قَوْلِهِمْ خُولِطَ فُلَانٌ فِي عَقْلِهِ مُخَالَطَةً إِذَا اخْتَلَّ عَقْلُهُ. وَخَالَطَهُ الدَّاءُ خِلَاطًا: خَامَرَهُ. وَخَالَطَ الذِّئْبُ الْغَنَمَ خِلَاطًا: وَقَعَ فِيهَا. اللَّيْثُ: الْخِلَاطُ مُخَالَطَةُ الذِّئْبِ الْغَنَمَ؛ وَأَنْشَدَ:
يَضْمَنُ أَهْلُ الشَّاءِ فِي الْخِلَاطِ
وَالْخِلَاطُ: مُخَالَطَةُ الرَّجُلِ أَهْلَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَبِيدَةَ: وَسُئِلَ مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ قَالَ: الْخَفْقُ وَالْخِلَاطُ أَيِ الْجِمَاعُ مِنَ الْمُخَالَطَةِ. وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ: لَيْسَ أَوَانَ يَكْثُرُ الْخِلَاطُ، يَعْنِي السِّفَادَ، وَخَالَطَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ خِلَاطًا: جَامَعَهَا، وَكَذَلِكَ مُخَالَطَةُ الْجَمَلِ النَّاقَةَ إِذَا خَالَطَ ثِيلُهُ حَيَاءَهَا. وَاسْتَخْلَطَ الْبَعِيرُ أَيْ قَعَا. وَأَخْلَطَ الْفَحْلُ: خَالَطَ الْأُنْثَى. وَأَخْلَطَهُ صَاحِبُهُ وَأَخْلَطَ لَهُ؛ الْأَخِيرَةُ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، إِذَا أَخْطَأَ فَسَدَّدَهُ وَجَعَلَ قَضِيبَهُ فِي الْحَيَاءِ. وَاسْتَخْلَطَ هُوَ: فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخِلَاطُ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ إِلَى مُرَاحِ آخَرَ فَيَأْخُذَ مِنْهُ جَمَلًا فَيُنْزِيَهُ عَلَى نَاقَتِهِ سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ، قَالَ: وَالْخِلَاطُ أَيْضًا أَنْ لَا يُحْسِنَ الْجَمَلُ الْقَعْوَ عَلَى طَرُوقَتِهِ فَيَأْخُذَ الرَّجُلُ قَضِيبَهُ فَيُولِجَهُ. قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: إِذَا قَعَا الْفَحْلُ عَلَى النَّاقَةِ فَلَمْ يَسْتَرْشِدْ لِحَيَائِهَا حَتَّى يُدْخِلَهُ الرَّاعِي أَوْ غَيْرُهُ قِيلَ: قَدْ أَخْلَطَهُ إِخْلَاطًا وَأَلْطَفَهُ إِلْطَافًا، فَهُوَ يُخْلِطُهُ وَيُلْطِفُهُ، فَإِنْ فَعَلَ الْجَمَلُ ذَلِكَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ قِيلَ: قَدِ اسْتَخْلَطَ هُوَ وَاسْتَلْطَفَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: جَمَلٌ مُخْتَلِطٌ وَنَاقَةٌ مُخْتَلِطَةٌ إِذَا سَمِنَا حَتَّى اخْتَلَطَ الشَّحْمُ بِاللَّحْمِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخُلُطُ الْمَوَالِي، وَالْخُلَطَاءُ الشُّرَكَاءُ، وَالْخُلُطُ جِيرَانُ الصَّفَاءِ، وَالْخَلِيطُ الصَّاحِبُ، وَالْخَلِيطُ الْجَارُ يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ:
بَانَ الْخَلِيطُ وَلَوْ طُووِعْتُ مَا بَانَا
فَهَذَا وَاحِدٌ وَالْجَمْعُ قَدْ تَقَدَّمَ الِاسْتِشْهَادُ عَلَيْهِ. وَالْأَخْلَاطُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. وَالْخِلْطُ وَالْخِلِطُ مِنَ السِّهَامِ: السَّهْمُ الَّذِي يَنْبُتُ عُودُهُ عَلَى عَوَجٍ فَلَا يَزَالُ يَتَعَوَّجُ وَإِنْ قُوِّمَ، وَكَذَلِكَ الْقَوْسُ، قَاْلَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:
وَصَفْرَاءُ الْبُرَايَةِ غَيْرُ خِلْطٍ     ڪَوَقْفِ الْعَاجِ عَاتِكَةُ اللِّيَاطِ
وَقَدْ فُسِّرَ بِهِ الْبَيْتُ الَّذِي أَنْشَدَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
وَأَنْتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ إِذَا هِيَ أَرْسَلَتْ
قَالَ: وَأَنْتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ أَيْ أَنَّكَ لَا تَسْتَقِيمُ أَبَدًا وَإِنَّمَا أَنْتَ ڪَالْقِدْحِ الَّذِي لَا يَزَالُ يَتَعَوَّجُ وَإِنْ قُوِّمَ، وَالْأَوَّلُ أَجْوَدُ. وَالْخِلْطُ: الْأَحْمَقُ، وَالْجَمْعُ أَخْلَاطٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:
فَلَمَّا دَخَلْنَا أَمْكَنَتْ مِنْ عِنَانِهَا     وَأَمْسَكْتُ مِنْ بَعْضِ الْخِلَاطِ عِنَانِي
فَسَّرَهُ فَقَالَ: تَكَلَّمَتْ بِالرَّفَثِ وَأَمْسَكْتُ نَفْسِي عَنْهَا فَكَأَنَّهُ ذَهَبَ بِالْخِلَاطِ إِلَى الرَّفَثِ. الْأَصْمَعِيُّ: الْمِلْطُ الَّذِي لَا يُعْرَفُ لَهُ نَسَبٌ وَلَا أَبٌ، وَالْخِلْطُ يُقَالُ فُلَانٌ خِلْطٌ فِيهِ قَوْلَانِ، أَحَدُهُمَا الْمُخْتَلِطُ النَّسَبِ؛ وَيُقَالُ هُوَ وَلَدُ الزِّنَا فِي قَوْلِ الْأَعْشَى:
أَتَانِي مَا يَقُولُ لِيَ ابْنُ بَظْرَا     أَقَيْسٌ يَا ابْنَ ثَعْلَبَةَ الصَّبَاحِ
لِعَبْدَانَ ابْنُ عَاهِرَةٍ وَخِلْطٌ     رَجُوفُ الْأَصْلِ مَدْخُولُ النَّوَاحِي
أَرَادَ أَقَيْسٌ لِعَبْدَانَ ابْنُ عَاهِرَةٍ، هَجَا بِهَذَا جِهِنَّامًا أَحَدَ بَنِي عَبْدَانَ. وَاهْتَلَبَ السَّيْفَ مِنْ غِمْدِهِ وَامْتَرَقَهُ وَاعْتَقَّهُ وَاخْتَلَطَهُ إِذَا اسْتَلَّهُ؛ قَاْلَ الْجُرْجَانِيُّ: الْأَصْلُ اخْتَرَطَهُ وَكَأَنَّ اللَّامَ مُبْدَلَةٌ مِنْهُ قَالَ: وَفِيهِ نَظَرٌ.

َمعنى كلمة خلط – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلص: خَلَصَ الشَّيْءُ، بِالْفَتْحِ، يَخْلُصُ خُلُوصًا وَخَلَاصًا إِذَا ڪَانَ قَدْ نَشِبَ ثُمَّ نَجَا وَسَلِمَ. وَأَخْلَصَهُ وَخَلَّصَهُ وَأَخْلَصَ لِلَّهِ دِينَهُ: أَمْحَضَهُ. وَأَخْلَصَ الشَّيْءَ: اخْتَارَهُ، وَقُرِئَ: إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ; وَالْمُخْلَصِينَ; قَاْلَ ثَعْلَبٌ: يَعْنِي بِالْمُخْلِصِينَ الَّذِينَ أَخْلَصُوا الْعِبَادَةَ لِلَّهِ تَعَالَى، وَبِالْمُخْلَصِينَ الَّذِينَ أَخْلَصَهُمُ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ. الزَّجَّاجُ: وَقَوْلُهُ: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ ڪَانَ مُخْلَصًا، وَقُرِئَ مُخْلِصًا، وَالْمُخْلَصُ: الَّذِي أَخْلَصَهُ اللَّهُ جَعَلَهُ مُخْتَارًا خَالِصًا مِنَ الدَّنَسِ، وَالْمُخْلِصُ: الَّذِي وَحَّدَ اللَّهَ تَعَالَى خَالِصًا وَلِذَلِكَ قِيلَ لِسُورَةِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، سُورَةُ الْإِخْلَاصِ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهَا خَالِصَةٌ فِي صِفَةِ اللَّهِ – تَعَالَى وَتَقَدَّسَ – أَوْ لِأَنَّ اللَّافِظَ بِهَا قَدْ أَخْلَصَ التَّوْحِيدَ لِلَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – وَكَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ ڪَلِمَةُ التَّوْحِيدِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ، وَقُرِئَ الْمُخْلِصِينَ، فَالْمُخْلَصُونَ الْمُخْتَارُونَ، وَالْمُخْلِصُونَ الْمُوَحِّدُونَ، وَالتَّخْلِيصُ: التَّنْجِيَةُ مِنْ ڪُلِّ مَنْشَبٍ، تَقُولُ: خَلَّصْتُهُ مِنْ ڪَذَا تَخْلِيصًا أَيْ: نَجَّيْتُهُ تَنْجِيَةً فَتَخَلَّصَ، وَتَخَلَّصَهُ تَخَلُّصًا ڪَمَا يُتَخَلَّصُ الْغَزْلُ إِذَا الْتَبَسَ. وَالْإِخْلَاصُ فِي الطَّاعَةِ: تَرْكُ الرِّيَاءِ، وَقَدْ أَخْلَصْتُ لِلَّهِ الدِّينَ. وَاسْتَخْلَصَ الشَّيْءَ: ڪَأَخْلَصَهُ. وَالْخَالِصَةُ: الْإِخْلَاصُ. وَخَلَصَ إِلَيْهِ الشَّيْءُ: وَصَلَ. وَخَلَصَ الشَّيْءُ، بِالْفَتْحِ، يَخْلُصُ خُلُوصًا أَيْ: صَارَ خَالِصًا. وَخَلَصَ الشَّيْءُ خَلَاصًا، وَالْخَلَاصُ يَكُونُ مَصْدَرًا لِلشَّيْءِ الْخَالِصِ. وَفِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ: فَلَمَّا خَلَصْتُ بِمُسْتَوًى مِنَ الْأَرْضِ; أَيْ: وَصَلْتُ وَبَلَغْتُ. يُقَالُ: خَلَصَ فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ أَيْ: وَصَلَ إِلَيْهِ، وَخَلَصَ إِذَا سَلِمَ وَنَجَا; وَمِنْهُ حَدِيثُ هِرَقْلَ: إِنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ قَضَى فِي حُكُومَةٍ بِالْخَلَاصِ; أَيِ الرُّجُوعِ بِالثَّمَنِ عَلَى الْبَائِعِ إِذَا ڪَانَتِ الْعَيْنُ مُسْتَحَقَّةً وَقَدْ قَبَضَ ثَمَنَهَا أَيْ: قَضَى بِمَا يُتَخَلَّصُ بِهِ مِنَ الْخُصُومَةِ. وَخَلَصَ فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ أَيْ: وَصَلَ إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: هَذَا الشَّيْءُ خَالِصَةٌ لَكَ أَيْ: خَالِصٌ لَكَ خَاصَّةً. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ: وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا; أَنَّثَ الْخَالِصَةَ؛ لِأَنَّهُ جَعَلَ مَعْنَى مَا التَّأْنِيثَ؛ لِأَنَّهَا فِي مَعْنَى الْجَمَاعَةِ ڪَأَنَّهُمْ قَالُوا: جَمَاعَةُ مَا فِي بُطُونِ  هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا. وَقَوْلُهُ: وَمُحَرَّمٌ، مَرْدُودٌ عَلَى لَفْظِ مَا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَنَّثَهُ لِتَأْنِيثِ الْأَنْعَامِ، وَالَّذِي فِي بُطُونِ الْأَنْعَامِ لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ بَعْضِ الشَّيْءِ؛ لِأَنَّ قَوْلَكَ سَقَطَتْ بَعْضُ أَصَابِعِهِ، بَعْضُ الْأَصَابِعِ أُصْبُعٌ، وَهِيَ وَاحِدَةٌ مِنْهَا، وَمَا فِي بَطْنِ ڪُلِّ وَاحِدَةٍ مِنَ الْأَنْعَامِ هُوَ غَيْرُهَا، وَمَنْ قَاْلَ يَجُوزُ عَلَى أَنَّ الْجُمْلَةَ أَنْعَامٌ فَكَأَنَّهُ قَاْلَ وَقَالُوا: الْأَنْعَامُ الَّتِي فِي بُطُونِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَبْيَنُ لِقَوْلِهِ وَمُحَرَّمٌ; لِأَنَّهُ دَلِيلٌ عَلَى الْحَمْلِ عَلَى الْمَعْنَى فِي مَا، وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ خَالِصَةً لِذُكُورِنَا يَعْنِي مَا خَلَصَ حَيًّا; وَأَمَّا قَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قُرِئَ خَالِصَةٌ وَخَالِصَةً، الْمَعْنَى أَنَّهَا حَلَالٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ يَشْرَكُهُمْ فِيهَا الْكَافِرُونَ، فَإِذَا ڪَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ خَلَصَتْ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يَشْرَكُهُمْ فِيهَا ڪَافِرٌ، وَأَمَّا إِعْرَابُ خَالِصَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَهُوَ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ ڪَمَا تَقُولُ زَيْدٌ عَاقِلٌ لَبِيبٌ، الْمَعْنَى قُلْ هِيَ ثَابِتَةٌ لِلَّذِينِ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي تَأْوِيلِ الْحَالِ؛ ڪَأَنَّكَ قُلْتَ قُلْ هِيَ ثَابِتَةٌ مُسْتَقِرَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ; يُقْرَأُ بِخَالِصَةِ ذِكْرَى الدَّارِ; عَلَى إِضَافَةِ خَالِصَةٍ إِلَى ذِكْرَى، فَمَنْ قَرَأَ بِالتَّنْوِينِ جَعَلَ ذِكْرَى الدَّارِ بَدَلًا مِنْ خَالِصَةٍ، وَيَكُونُ الْمَعْنَى إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِذِكْرَى الدَّارِ، وَمَعْنَى الدَّارِ هَهُنَا دَارُ الْآخِرَةِ، وَمَعْنَى أَخْلَصْنَاهُمْ جَعَلْنَاهُمْ لَهَا خَالِصِينَ بِأَنْ جَعَلْنَاهُمْ يُذَكِّرُونَ بِدَارِ الْآخِرَةِ وَيُزَهِّدُونَ فِيهَا الدُّنْيَا، وَذَلِكَ شَأْنُ الْأَنْبِيَاءِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ يُكْثِرُونَ ذِكْرَ الْآخِرَةِ وَالرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: خَلَصُوا نَجِيًّا فَمَعْنَاهُ تَمَيَّزُوا عَنِ النَّاسِ يَتَنَاجَوْنَ فِيمَا أَهَمَّهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ ذَكَرَ يَوْمَ الْخَلَاصِ فَقَالُوا: وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ؟ قَالَ: (يَوْمَ يَخْرُجُ إِلَى الدَّجَّالِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ڪُلُّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ فَيَتَمَيَّزُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ وَيَخْلُصُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ). وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فَلْيَخْلُصُ هُوَ وَوَلَدُهُ; أَيْ: لِيَتَمَيَّزَ مِنَ النَّاسِ. وَخَالَصَهُ فِي الْعِشْرَةِ أَيْ: صَافَاهُ. وَأَخْلَصَهُ النَّصِيحَةَ وَالْحُبَّ، وَأَخْلَصَهُ لَهُ وَهُمْ يَتَخَالَصُونَ: يُخْلِصُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَالْخَالِصُ مِنَ الْأَلْوَانِ: مَا صَفَا وَنَصَعَ أَيَّ لَوْنٍ ڪَانَ; عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَالْخِلَاصُ وَالْخِلَاصَةُ وَالْخُلَاصَةُ وَالْخُلُوصُ: رُبَّ يُتَّخَذُ مِنْ تَمْرٍ. وَالْخِلَاصَةُ وَالْخُلَاصَةُ وَالْخِلَاصُ: التَّمْرُ وَالسَّوِيقُ يُلْقَى فِي السَّمْنِ، وَأَخْلَصَهُ: فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ. وَالْخِلَاصُ: مَا خَلَصَ مِنَ السَّمْنِ إِذَا طُبِخَ. وَالْخِلَاصُ وَالْإِخْلَاصُ وَالْإِخْلَاصَةُ: الزُّبْدُ إِذَا خَلَصَ مِنَ الثُّفْلِ. وَالْخُلُوصُ: الثُّفْلُ الَّذِي يَكُونُ أَسْفَلَ اللَّبَنِ. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبَةِ السَّمْنِ: أَخْلِصِي لَنَا، لَمْ يُفَسِّرْهُ أَبُو حَنِيفَةَ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ مَعْنَاهُ الْخِلَاصَةُ وَالْخُلَاصَةَ أَوِ الْخِلَاصُ. غَيْرُهُ: وَخِلَاصَةُ وَخُلَاصَةُ السَّمْنِ مَا خَلَصَ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُمْ إِذَا طَبَخُوا الزُّبْدَ لِيَتَّخِذُوهُ سَمْنًا طَرَحُوا فِيهِ شَيْئًا مِنْ سَوِيقٍ وَتَمْرٍ أَوْ أَبْعَارِ غِزْلَانٍ؛ فَإِذَا جَادَ وَخَلَصَ مِنَ الثُّفْلِ فَذَلِكَ السَّمْنُ هُوَ الْخِلَاصَةُ وَالْخُلَاصَةُ وَالْخِلَاصُ أَيْضًا، بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَهُوَ الْإِثْرُ، وَالثُّفْلُ الَّذِي يَبْقَى أَسْفَلَ هُوَ الْخُلُوصُ وَالْقِلْدَةُ وَالْقِشْدَةُ وَالْكُدَادَةُ، وَالْمَصْدَرُ مِنْهُ الْإِخْلَاصُ، وَقَدْ أَخْلَصْتُ السَّمْنَ. أَبُو زَيْدٍ: الزُّبْدُ حِينَ يُجْعَلُ فِي الْبُرْمَةِ لِيُطْبَخَ سَمْنًا فَهُوَ الْإِذْوَابُ وَالْإِذْوَابَةُ، فَإِذَا جَادَ وَخَلَصَ اللَّبَنُ مِنَ الثُّفْلِ فَذَلِكَ اللَّبَنُ الْإِثْرُ وَالْإِخْلَاصُ، وَالثُّفْلُ الَّذِي يَكُونُ أَسْفَلَ هُوَ الْخُلُوصُ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِمَا يُخْلَصُ بِهِ السَّمْنُ فِي الْبُرْمَةِ مِنَ اللَّبَنِ وَالْمَاءِ وَالثُّفْلِ: الْخِلَاصُ، وَذَلِكَ إِذَا ارْتَجَنَ وَاخْتَلَطَ اللَّبَنُ بِالزُّبْدِ فَيُؤْخَذُ تَمْرٌ أَوْ دَقِيقٌ أَوْ سَوِيقٌ فَيُطْرَحُ فِيهِ لِيَخْلُصَ السَّمْنُ مِنْ بَقِيَّةِ اللَّبَنِ الْمُخْتَلِطِ بِهِ، وَذَلِكَ الَّذِي يَخْلُصُ هُوَ الْخَلَاصُ، بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَأَمَّا الْخِلَاصَةُ وَالْخُلَاصَةُ فَهُوَ مَا بَقِيَ فِي أَسْفَلِ الْبُرْمَةِ مِنَ الْخِلَاصِ وَغَيْرِهِ مِنْ ثُفْلٍ أَوْ لَبَنٍ وَغَيْرِهِ. أَبُو الدُّقَيْشِ: الزُّبْدُ خِلَاصُ اللَّبَنِ أَيْ: مِنْهُ يُسْتَخْلَصُ أَيْ: يُسْتَخْرَجُ; حَدَّثَ الْأَصْمَعِيُّ قَالَ: مَرَّ الْفَرَزْدَقُ بِرَجُلٍ مِنْ بَاهِلَةَ يُقَالُ لَهُ حُمَامٌ وَمَعَهُ نِحْيٌ مِنْ سَمْنٍ، فَقَالَ لَهُ الْفَرَزْدَقُ: أَتَشْتَرِي أَعْرَاضَ النَّاسِ قَيْسٍ مِنِّي بِهَذَا النِّحْيِ؟ فَقَالَ: أَللَّهِ عَلَيْكَ لَتَفْعَلَنَّ إِنْ فَعَلْتُ، فَقَالَ: أَللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ، فَأَلْقَى النَّحْيَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَخَرَجَ يَعْدُو، فَأَخَذَهُ الْفَرَزْدَقُ وَقَالَ:
لَعَمْرِي لَنِعْمَ النِّحْيُ ڪَانَ لِقَوْمِهِ عَشِيَّةَ غِبِّ الْبَيْعِ، نِحْيُ حُمَامِ     مِنَ السَّمْنِ رِبْعِيٌّ يَكُونُ خِلَاصُهُ
بِأَبْعَارِ آرَامٍ وَعُودِ بَشَامِ     فَأَصْبَحْتُ عَنْ أَعْرَاضِ قَيْسٍ ڪَمُحْرِمٍ
أَهَلَّ بِحَجٍّ فِي أَصَمَّ حَرَامِ
الْفَرَّاءُ: أَخْلَصَ الرَّجُلُ إِذَا أَخَذَ الْخِلَاصَةَ وَالْخُلَاصَةُ، وَخَلَّصَ إِذَا أَعْطَى الْخَلَاصَ، وَهُوَ مِثْلُ الشَّيْءِ; وَمِنْهُ حَدِيثُ شُرَيْحٍ: أَنَّهُ قَضَى فِي قَوْسٍ ڪَسَرَهَا رَجُلٌ بِالْخَلَاصِ أَيْ: بِمِثْلِهَا. وَالْخِلَاصُ، بِالْكَسْرِ: مَا أَخْلَصَتْهُ النَّارُ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَغَيْرِهِ، وَكَذَلِكَ الْخِلَاصَةُ وَالْخُلَاصَةُ; وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلْمَانَ: أَنَّهُ ڪَاتَبَ أَهْلَهُ عَلَى ڪَذَا وَكَذَا وَعَلَى أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةَ خِلَاصٍ. وَالْخِلَاصَةُ وَالْخُلَاصَةُ: ڪَالْخِلَاصِ، قَالَ: حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. وَاسْتَخْلَصَ الرَّجُلَ إِذَا اخْتَصَّهُ بِدُخْلُلِهِ، وَهُوَ خَالِصَتِي وَخُلْصَانِي. وَفُلَانٌ خِلْصِيٌّ ڪَمَا تَقُولُ خِدْنِي وَخُلْصَانِي أَيْ: خَالِصَتِي إِذَا خَلَصَتْ مَوَدَّتُهُمَا، وَهُمْ خُلْصَانِي، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمَاعَةُ. وَتَقُولُ: هَؤُلَاءِ خُلْصَانِي وَخُلَصَائِي، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَخْلَصَ الْعَظْمُ ڪَثُرَ مُخُّهُ، وَأَخْلَصَ الْبَعِيرُ سَمِنَ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ; قَالَ:
وَأَرْهَقَتْ عِظَامُهُ وَأَخْلَصَا
وَالْخَلَصُ: شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ لَهُ وَرْدٌ ڪَوَرْدِ الْمَرْوِ طَيِّبٌ زَكِيٌّ. قَاْلَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ أَنَّ الْخَلَصَ شَجَرٌ يَنْبُتُ نَبَاتَ الْكَرْمِ يَتَعَلَّقُ بِالشَّجَرِ فَيَعْلَقُ، وَلَهُ وَرَقٌ أَغْبَرُ رِقَاقٌ مُدَوَّرَةٌ وَاسِعَةٌ، وَلَهُ وَرْدَةٌ ڪَوَرْدَةِ الْمَرْوِ، وَأُصُولُهُ مُشْرَبَةٌ، وَهُوَ طَيِّبُ الرِّيحِ، وَلَهُ حَبٌّ ڪَحَبِّ عِنَبِ الثَّعْلَبِ يَجْتَمِعُ الثَّلَاثُ وَالْأَرْبَعُ مَعًا، وَهُوَ أَحْمَرُ ڪَغَرْزِ الْعَقِيقِ لَا يُؤْكَلُ وَلَكِنَّهُ يُرْعَى; ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ:
بِخَالِصَةِ الْأَرْدَانِ خُضْرِ الْمَنَاكِبِ
الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ لِبَاسٌ يَلْبَسُهُ أَهْلُ الشَّامِ وَهُوَ ثَوْبٌ مُجَمَّلٌ أَخْضَرُ الْمَنْكِبَيْنِ وَسَائِرُهُ أَبْيَضُ وَالْأَرْدَانُ أَكْمَامُهُ. وَيُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ أَبْيَضَ: خَالِصٌ; قَاْلَ الْعَجَّاجُ:
مِنْ خَالِصِ الْمَاءِ وَمَا قَدْ طَحْلَبَا
يُرِيدُ خَلَصَ مِنَ الطُّحْلُبِ فَابْيَضَّ. اللَّيْثُ: بَعِيرٌ مُخْلِصٌ إِذَا ڪَانَ قَصِيدًا سَمِينًا; وَأَنْشَدَ:
مُخْلِصَةَ الْأَنْقَاءِ أَوْ رَعُومَا
وَالْخَالِصُ: الْأَبْيَضُ مِنَ الْأَلْوَانِ. ثَوْبٌ خَالِصٌ: أَبْيَضُ. وَمَاءٌ خَالِصٌ: أَبْيَضُ. وَإِذَا تَشَظَّى الْعِظَامُ فِي اللَّحْمِ، فَذَلِكَ الْخَلَصُ. قَالَ: وَذَلِكَ فِي قَصَبِ الْعِظَامِ فِي الْيَدِ وَالرِّجْلِ. يُقَالُ: خَلِصَ الْعَظْمُ يَخْلَصُ خَلَصًا إِذَا بَرَأَ وَفِي خَلَلِهِ شَيْءٌ مِنَ اللَّحْمِ. وَالْخَلْصَاءُ: مَاءٌ بِالْبَادِيَةِ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ فِيهِ عَيْنُ مَاءٍ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:
أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَرِ الْخَلْصَاءِ أَعْيُنَهَا     وَهُنَّ أَحْسَنُ مِنْ صِيرَانِهَا صِوَرَا
وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ بِالدَّهْنَاءِ مَعْرُوفٌ. وَذُو الْخَلَصَةِ: مَوْضِعٌ يُقَالُ: إِنَّهُ بَيْتٌ لِخَثْعَمٍ ڪَانَ يُدْعَى ڪَعْبَةَ الْيَمَامَةِ وَكَانَ فِيهِ صَنَمٌ يُدْعَى الْخَلَصَةَ فَهُدِمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلْيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ); هُوَ بَيْتٌ ڪَانَ فِيهِ صَنَمٌ لِدَوْسٍ وَخَثْعَمَ وَبَجِيلَةَ وَغَيْرِهِمْ، وَقِيلَ: ذُو الْخَلَصَةِ الْكَعْبَةُ الْيَمَانِيَّةُ الَّتِي ڪَانَتْ بِالْيَمَنِ فَأَنْفَذَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُخَرِّبُهَا، وَقِيلَ: ذُو الْخَلَصَةِ الصَّنَمُ نَفْسُهُ، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَفِيهِ نَظَرٌ؛ لِأَنَّ ذُو لَا تُضَافُ إِلَّا إِلَى أَسْمَاءِ الْأَجْنَاسِ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ يَرْتَدُّونَ وَيَعُودُونَ إِلَى جَاهِلِيَّتِهِمْ فِي عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ فَتَسْعَى نِسَاءُ بَنِي دَوْسٍ طَائِفَاتٍ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ فَتَرْتَجُّ أَعْجَازُهُنَّ. وَخَالِصَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

معنى كلمة خلص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلس: الْخَلْسُ: الْأَخْذُ فِي نُهْزَةٍ وَمُخَاتَلَةٍ; خَلَسَهُ يَخْلِسُهُ خَلْسًا وَخَلَسَهُ إِيَّاهُ، فَهُوَ خَالِسٌ وَخَلَّاسٌ; قَاْلَ الْهُذَلِيُّ:
يَا مَيُّ، إِنْ تَفْقِدِي قَوْمًا وَلَدْتِهِمْ أَوْ تَخْلِسِيهِمْ، فَإِنَّ الدَّهْرَ خَلَّاسُ
الْجَوْهَرِيُّ: خَلَسْتُ الشَّيْءَ وَاخْتَلَسْتُهُ وَتَخَلَّسْتُهُ إِذَا اسْتَلَبْتُهُ. وَالتَّخَالُسُ: التَّسَالُبُ. وَالِاخْتِلَاسُ ڪَالْخَلْسِ، وَقِيلَ: الِاخْتِلَاسُ أَوْحَى مِنَ الْخَلْسِ وَأَخُصُّ. وَالْخُلْسَةُ، بِالضَّمِّ: النُّهْزَةُ. يُقَالُ: الْفُرْصَةُ خُلْسَةٌ. وَالْقِرْنَانِ إِذَا تَبَارَزَا يَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا: يُنَاهِزُ ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَتْلَ صَاحِبِهِ. الْأَزْهَرِيُّ: الْخَلْسُ فِي الْقِتَالِ وَالصِّرَاعِ. وَهُوَ رَجُلٌ مُخَالِسٌ أَيْ: شُجَاعٌ حَذِرٌ. وَتَخَالَسَ الْقِرْنَانِ وَتَخَالَسَا نَفْسَيْهِمَا: رَامَ ڪُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا اخْتِلَاسَ صَاحِبِهِ; قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
فَتَخَالَسَا نَفْسَيْهِمَا بِنَوَافِذٍ     ڪَنَوَافِذِ الْعُبْطِ الَّتِي لَا تُرْقَعُ
وَخَالَسَهُ مُخَالَسَةً وَخِلَاسًا; أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
نَظَرْتُ إِلَى مَيٍّ خِلَاسًا عَشِيَّةً     عَلَى عَجَلٍ، وَالْكَاشِحُونَ حُضُورُ
كَذَا مِثْلَ طَرْفِ الْعَيْنِ، ثُمَّ أَجَنَّهَا     رِوَاقٌ أَتَى مِنْ دُونِهَا وَسُتُورُ
وَطَعْنَةٌ خَلِيسٌ إِذَا اخْتَلَسَهَا الطَّاعِنُ بِحِذْقِهِ. وَأَخَذَهُ خِلِّيسَى أَيِ: اخْتِلَاسًا. وَرَجُلٌ خَلِيسٌ وَخَلَّاسٌ: شُجَاعٌ حَذِرٌ. وَرَكَبٌ مَخْلُوسٌ: لَا يُرَى مِنْ قِلَّةِ لَحْمِهِ. وَأَخْلَسَ الشَّعَرُ، فَهُوَ مُخْلِسٌ وَخَلِيسٌ: اسْتَوَى سَوَادُهُ وَبَيَاضُهُ، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا ڪَانَ سَوَادُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَيَاضِهِ; قَاْلَ سُوَيْدٌ الْحَارِثِيُّ:
فَتًى قَبَلٌ لَمْ تُعْنِسِ السِّنُّ وَجْهَهُ     سِوَى خُلْسَةٍ فِي الرَّأْسِ ڪَالْبَرْقِ فِي الدُّجَى
أَبُو زَيْدٍ: أَخْلَسَ رَأْسُهُ، فَهُوَ مُخْلِسٌ وَخَلِيسٌ إِذَا ابْيَضَّ بَعْضُهُ؛ فَإِذَا غَلَبَ بَيَاضُهُ سَوَادَهُ؛ فَهُوَ أَغْثَمُ. وَالْخَلِيسُ: الْأَشْمَطُ. وَأَخْلَسَتْ لِحْيَتُهُ إِذَا شَمَطَتْ. الْجَوْهَرِيُّ: أَخْلَسَ رَأْسُهُ إِذَا خَالَطَ سَوَادُهُ الْبَيَاضَ، وَكَذَلِكَ النَّبْتُ إِذَا ڪَانَ بَعْضُهُ أَخْضَرَ وَبَعْضُهُ أَبْيَضَ، وَذَلِكَ فِي الْهَيْجِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الطَّرِيقَةَ وَالصِّلِّيَانَ وَالْهَلْتَى وَالسَّحَمَ. وَأَخْلَسَ الْحَلِيُّ: خَرَجَتْ فِيهِ خُضْرَةٌ طَرِيَّةٌ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ. وَأَخْلَسَتِ الْأَرْضُ وَالنَّبَاتُ: خَالَطَ يَبِيسُهُمَا رَطْبَهُمَا، وَالْخُلْسَةُ الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ. وَأَخْلَسَتِ الْأَرْضُ أَيْضًا: أَطْلَعَتْ شَيْئًا مِنَ النَّبَاتِ. وَالْخَلِيسُ: النَّبَاتُ الْهَائِجُ بَعْضُهُ أَصْفَرُ وَبَعْضُهُ أَخْضَرُ، وَكَذَلِكَ الْخَلِيطُ يُسَمَّى خَلِيسًا. وَالْخِلَاسِيُّ: الْوَلَدُ بَيْنَ أَبْيَضَ وَسَوْدَاءَ أَوْ بَيْنَ أَسْوَدَ وَبَيْضَاءَ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلْغُلَامِ إِذَا ڪَانَتْ أُمُّهُ سَوْدَاءَ وَأَبُوهُ عَرَبِيًّا آدَمَ فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ بَيْنَ لَوْنَيْهِمَا: غُلَامٌ خِلَاسِيٌّ، وَالْأُنْثَى خِلَاسِيَّةٌ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: سِرْ حَتَّى تَأْتِيَ فَتَيَاتٍ قُعْسًا، وَرِجَالًا طُلْسًا، وَنِسَاءً خُلْسًا; الْخُلْسُ: السُّمْرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنِ الْخَلِيسَةِ; وَهِيَ مَا تُسْتَخْلَصُ مِنَ السَّبْعِ فَتَمُوتُ قَبْلَ أَنْ تُذَكَّى، مِنْ خَلَسْتُ الشَّيْءَ وَاخْتَلَسْتُهُ إِذَا سَلَبْتُهُ، وَهِيَ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَيْسَ فِي النُّهْبَةِ وَلَا الْخَلِيسَةِ قَطْعٌ، وَفِي رِوَايَةٍ: وَلَا فِي الْخُلْسَةِ أَيْ: مَا يُؤْخَذُ سَلْبًا وَمُكَابَرَةً; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ مَرَضًا حَابِسًا أَوْ مَوْتًا خَالِسًا; أَيْ: يَخْتَلِسُكُمْ عَلَى غَفْلَةٍ. وَالْخَلَاسِيُّ مِنَ الدِّيَكَةِ: بَيْنَ الدَّجَاجِ الْهِنْدِيَّةِ وَالْفَارِسِيَّةِ. الْخَلِيلُ: مِنَ الْمَصَادِرِ الْمُخْتَلَسُ وَالْمُعْتَمَدُ: فَالْمُخْتَلَسُ مَا ڪَانَ عَلَى حَذْوِ الْفِعْلِ نَحْوَ انْصَرَفَ انْصِرَافًا وَرَجَعَ رُجُوعًا، وَالْمُعْتَمَدُ مَا اعْتَمَدَتْ عَلَيْهِ فَجَعَلَتْهُ اسْمًا لِلْمَصْدَرِ نَحْوَ الْمَذْهَبِ وَالْمَرْجِعِ، وَقَوْلُكَ أَجَبْتُهُ إِجَابَةً، وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ عَلَيْهِ وَلَا يُعْرَفُ الْمُعْتَمَدَ إِلَّا بِالسَّمَاعِ. وَمُخَالِسٌ: اسْمُ حِصَانٍ مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ مَعْرُوفٍ; قَاْلَ مُزَاحِمٌ:
يَقُودَانِ جُرْدًا مِنْ بَنَاتِ مُخَالِسٍ     وَأَعْوَجَ يُقْفَى بِالْأَجِلَّةِ وَالرُّسْلِ
وَقَدْ سَمَّتْ خَلَّاسًا وَمُخَالِسًا.

معنى كلمة خلس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلر: الْخُلَّرُ، مِثَالُ السُّكَّرِ، قِيلَ: هُوَ نَبَاتٌ أَعْجَمِيٌّ، قِيلَ: هُوَ الْجُلْبَانُ، وَقِيلَ: هُوَ الْفُولُ; وَفِي التَّهْذِيبِ: الْخُلَّرُ الْمَاشُ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْحُبُوبِ الَّتِي تُقْتَاتُ. وَخُلَّارُ: مَوْضِعٌ يَكْثُرُ بِهِ الْعَسَلُ الْجَيِّدُ; وَمِنْهُ ڪِتَابُ الْحَجَّاجِ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ بِفَارِسَ: أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ بِعَسَلٍ مِنْ عَسَلِ خُلَّارٍ، مِنَ النَّحْلِ الْأَبْكَارِ، مِنَ الدِّسْتِفْشَارِ، الَّذِي لَمْ تَمَسَّهُ نَارٌ.

معنى كلمة خلر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلد: الْخُلْدُ: دَوَامُ الْبَقَاءِ فِي دَارٍ لَا يَخْرُجُ مِنْهَا. خَلَدَ يَخْلُدُ خُلْدًا وَخُلُودًا: بَقِيَ وَأَقَامَ. وَدَارُ الْخُلْدِ: الْآخِرَةُ لِبَقَاءِ أَهْلِهَا فِيهَا. وَخَلَّدَهُ اللَّهُ وَأَخْلَدَهُ تَخْلِيدًا; وَقَدْ أَخْلَدَ اللَّهُ أَهْلَ دَارِ الْخُلْدِ فِيهَا وَخَلَّدَهُمْ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ خَالِدُونَ مُخَلَّدُونَ آخِرَ الْأَبَدِ، وَأَخْلَدَ اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِخْلَادًا، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ; أَيْ: يَعْمَلُ عَمَلَ مَنْ لَا يَظُنُّ مَعَ يَسَارِهِ أَنَّهُ يَمُوتُ، وَالْخُلْدُ: اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْجَنَّةِ; وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ أَسْمَاءِ الْجِنَانِ; وَخَلَدَ بِالْمَكَانِ يَخْلُدُ خُلُودًا، وَأَخْلَدَ: أَقَامَ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ; قَاْلَ زُهَيْرٌ:
لِمَنِ الدِّيَارُ غَشِيتَهَا بِالْغَرْقَدِ ڪَالْوَحْيِ فِي حَجَرِ الْمَسِيلِ الْمُخْلِدِ؟
وَالْمُخْلِدُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي أَسَنَّ وَلَمْ يَشِبْ ڪَأَنَّهُ مُخَلَّدٌ لِذَلِكَ، وَخَلَدَ يَخْلِدُ وَيَخْلُدُ خَلْدًا وَخُلُودًا: أَبْطَأَ عَنْهُ الشَّيْبُ ڪَأَنَّمَا خُلِقَ لِيَخْلُدَ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا بَقِيَ سَوَادُ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عَلَى الْكِبَرِ: إِنَّهُ لِمُخْلِدٌ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا لَمْ تَسْقُطْ أَسْنَانُهُ مِنَ الْهَرَمِ: إِنَّهُ لِمُخْلِدٌ، وَالْخَوَالِدُ: الْأَثَافِيُّ فِي مَوَاضِعِهَا، وَالْخَوَالِدُ: الْجِبَالُ وَالْحِجَارَةُ وَالصُّخُورُ لِطُولِ بَقَائِهَا بَعْدَ دُرُوسِ الْأَطْلَالِ; وَقَالَ:
إِلَّا رَمَادًا هَامِدًا دَفَعَتْ     عَنْهُ الرِّيَاحَ خَوَالِدٌ سُحْمُ
الْجَوْهَرِيُّ: قِيلَ لِأَثَافِي الصُّخُورِ خَوَالِدٌ لِطُولِ بَقَائِهَا بَعْدَ دُرُوسِ الْأَطْلَالِ; وَقَوْلُهُ:
فَتَأْتِيكَ حَذَّاءَ مَحْمُولَةً     يَفُضُّ خَوَالِدُهَا الْجَنْدَلَا
الْخَوَالِدُ هُنَا: الْحِجَارَةُ، وَالْمَعْنَى الْقَوَافِي. وَخَلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَأَخْلَدَ: أَقَامَ فِيهَا، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ; أَيْ: رَكَنَ إِلَيْهَا وَسَكَنَ، وَأَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَإِلَى فُلَانٍ أَيْ: رَكَنَ إِلَيْهِ وَمَالَ إِلَيْهِ وَرَضِيَ بِهِ، وَيُقَالُ: خَلَدَ إِلَى الْأَرْضِ، بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ; الْكِسَائِيُّ: خَلَدَ وَأَخْلَدَ وَخَلَّدَ إِلَى الْأَرْضِ وَهِيَ قَلِيلَةٌ; أَبُو عَمْرٍو: أَخْلَدَ بِهِ إِخْلَادًا وَأَعْصَمَ بِهِ إِعْصَامًا إِذَا لَزِمَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ – ڪَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ – يَذُمُّ الدُّنْيَا: مَنْ دَانَ لَهَا وَأَخْلَدَ إِلَيْهَا; أَيْ: رَكَنَ إِلَيْهَا وَلَزِمَهَا. ابْنُ سِيدَهْ: أَخْلَدَ الرَّجُلُ بِصَاحِبِهِ لَزِمَهُ. وَالْخِلَدَةُ: جَمَاعَةُ الْحِلَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ; قَاْلَ الزَّجَّاجِيُّ: مُحَلَّوْنَ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مُسَوَّرُونَ، يَمَانِيَّةً; وَأَنْشَدَ:
وَمُخَلَّدَاتٌ بِاللُّجَيْنِ ڪَأَنَّمَا     أَعْجَازُهُنَّ أَقَاوِزُ الْكُثْبَانِ
وَقِيلَ: مُقَرَّطُونَ بِالْخِلَدَةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يَخْدِمُهُمْ وَصَفَاءُ لَا يَجُوزُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ حَدَّ الْوَصَافَةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ مُخَلَّدُونَ يَقُولُ: إِنَّهُمْ عَلَى سَنٍّ وَاحِدٍ لَا يَتَغَيَّرُونَ. أَبُو عَمْرٍو: خَلَّدَ جَارِيَتَهُ إِذَا حَلَّاهَا بِالْخَلَدَةِ وَهِيَ الْقِرَطَةُ، وَجَمْعُهَا خِلَدٌ. وَالْخَلَدُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْبَالُ وَالْقَلْبُ وَالنَّفْسُ، وَجَمْعُهُ أَخْلَادٌ; يُقَالُ: وَقَعَ ذَلِكَ فِي خَلَدِي أَيْ: فِي رَوْعِي وَقَلْبِي. أَبُو زَيْدٍ: مِنْ أَسْمَاءِ النَّفْسِ الرَّوْعُ وَالْخَلَدُ. وَقَالَ: الْبَالُ النَّفْسُ; فَإِذًا التَّفْسِيرُ مُتَقَارِبٌ. وَالْخُلْدُ وَالْخَلْدُ: ضَرْبٌ مِنَ الْفِئَرَةِ، وَقِيلَ: الْخَلَدُ الْفَأْرَةُ الْعَمْيَاءُ، وَجَمْعُهَا مَنَاجِذُ عَلَى غَيْرِ لَفْظِ الْوَاحِدِ، ڪَمَا أَنَّ وَاحِدَةَ الْمَخَاضِ مِنَ الْإِبِلِ: خَلِفَةٌ; ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مِنْ أَسْمَاءِ الْفَأْرِ الثُّعْبَةُ وَالْخَلَدُ وَالزَّبَابَةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْخُلْدُ ضَرْبٌ مِنَ الْجُرْذَانِ عُمْيٌ لَمْ يُخْلَقْ لَهَا عُيُونٌ، وَاحِدُهَا خِلْدٌ، بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَالْجَمْعُ خِلْدَانٌ; وَفِي التَّهْذِيبِ: وَاحِدَتُهَا خِلَدَةٌ، بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَالْجَمْعُ خِلْدَانٌ، وَهَذَا غَرِيبٌ جِدًّا. وَقَدْ سُمَّتْ خَالِدًا وَخُوَيْلِدًا وَمَخْلَدًا وَخُلَيْدًا وَيَخْلُدُ وَخَلَّادًا وَخَلْدَةً وَخَالِدَةً وَخُلَيْدَةً. وَالْخَالِدِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الْمَكَايِيلِ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ; وَأَنْشَدَ:
عَلَيَّ إِنْ لَمْ تَنْهَضِي بِوِقْرِي     بِأَرْبَعِينَ قُدِّرَتْ بِقَدْرِ
بِالْخَالِدِيِّ لَا تُضَاعُ حَجْرِي
وَالْخُوَيْلِدِيَّةُ مِنَ الْإِبِلِ: نِسْبَةٌ إِلَى خُوَيْلِدٍ مَنْ بَنِي عَقِيلٍ. غَيْرُهُ: وَبَنُو خُوَيْلِدٍ بَطْنٌ مِنْ عَقِيلٍ. وَالْخَالِدَانِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ: خَالِدُ بْنُ نَضْلَةَ بْنِ الْأَشْتَرِ بْنِ جَحْوَانَ بْنِ فَقَعَسَ، وَخَالِدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْمُضَلَّلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَصْغَرِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قُعَيْنٍ; قَاْلَ الْأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ:
وَقَبْلِيَ مَاتَ الْخَالِدَانِ ڪِلَاهُمَا:     عَمِيدُ بَنِي جَحْوَانَ وَابْنُ الْمُضَلَّلِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ فَقَبْلِيَ، بِالْفَاءِ؛ لِأَنَّهَا جَوَابُ الشَّرْطِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ وَهُوَ:
فَإِنْ يَكُ يَوْمِي قَدْ دَنَا، وَإِخَالُهُ     ڪَوَارِدَةٍ يَوْمًا إِلَى ظِمْءِ مَنْهَلِ

معنى كلمة خلد – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلجم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلجم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلجم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلجم: الْخَلْجَمُ وَالْخَلَيْجَمُ: الْجَسِيمُ الْعَظِيمُ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ الْمُنْجَذِبُ الْخَلْقِ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ فَقَطْ; قَاْلَ رُؤْبَةُ: خَدْلَاءُ خَلْجَمَةٌ.

معنى كلمة خلجم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلج: الْخَلْجُ: الْجَذْبُ. خَلَجَهُ يَخْلِجُهُ خَلْجًا، وَتَخَلَّجَهُ، وَاخْتَلَجَهُ إِذَا جَبَذَهُ وَانْتَزَعَهُ; أَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ:
إِذَا اخْتَلَجَتْهَا مُنْجِيَاتٌ، ڪَأَنَّهَا صُدُورُ عَرَاقٍ، مَا بِهِنَّ قُطُوعُ
شَبَّهَ أَصَابِعَهُ فِي طُولِهَا وَقِلَّةِ لَحْمِهَا بِصُدُورِ عَرَاقِي الدَّلْوِ; قَاْلَ الْعَجَّاجُ:
فَإِنْ يَكُنْ هَذَا الزَّمَانُ خَلَجًا     فَقَدْ لَبِسْنَا عَيْشَهُ الْمُخَرْفَجَا
يَعْنِي قَدْ خَلَجَ حَالًا، وَانْتَزَعَهَا وَبَدَّلَهَا بِغَيْرِهَا; وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ:
فَإِنْ يَكُنْ هَذَا الزَّمَانُ خَلْجَا
أَيْ: نَحَّى شَيْئًا عَنْ شَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَخْتَلِجُونَهُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ أَيْ: يَجْتَذِبُونَهُ; وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمَّارٍ وَأُمِّ سَلَمَةَ: فَاخْتَلَجَهَا مِنْ جُحْرِهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ فِي ذِكْرِ الْحَيَاةِ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْمَوْتُ خَالِجًا لِأَشْطَانِهَا أَيْ: مُسْرِعًا فِي أَخْذِ حِبَالِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: تَنْكَبُّ الْمَخَالِجُ عَنْ وَضَحِ السَّبِيلِ; أَيِ: الطُّرُقُ الْمُتَشَعِّبَةُ عَنِ الطَّرِيقِ الْأَعْظَمِ الْوَاضِحِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: حَتَّى تَرَوْهُ يَخْلِجُ فِي قَوْمِهِ أَوْ يَحْلِجُ; أَيْ: يُسْرِعُ فِي حُبِّهِمْ. وَأَخْلَجَ هُوَ: انْجَذَبَ. وَنَاقَةٌ خَلُوجٌ: جُذِبَ عَنْهَا وَلَدُهَا بِذَبْحٍ أَوْ مَوْتٍ فَحَنَّتْ إِلَيْهِ وَقَلَّ لِذَلِكَ لِبَنُهَا، وَقَدْ يَكُونُ فِي غَيْرِ النَّاقَةِ; أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
يَوْمًا تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجَا
أَرَادَ ڪُلَّ مِرْضَعَةٍ; أَلَا تَرَاهُ قَاْلَ بَعْدَ هَذَا:
وَكُلَّ أُنْثَى حَمَلَتْ خَدُوجَا     وَكُلَّ صَاحٍ ثَمِلًا مَرُوجَا؟
وَإِنَّمَا يَذْهَبُ فِي ذَلِكَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ ڪُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ ڪُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى. وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَخْلِجُ السَّيْرَ مِنْ سُرْعَتِهَا أَيْ: تَجْذِبُهُ، وَالْجَمْعُ خُلُجٌ وَخِلَاجٌ; قَاْلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
أَمِنْكَ الْبَرْقُ أَرْقُبُهُ فَهَاجَا     فَبِتُّ إِخَالُهُ دُهْمًا خِلَاجَا؟
أَمِنْكَ أَيْ: مِنْ شِقِّكَ وَنَاحِيَتِكَ. دُهْمًا: إِبِلًا سُودًا. شَبَّهَ صَوْتَ الرَّعْدِ بِأَصْوَاتِ هَذِهِ الْخِلَاجِ؛ لِأَنَّهَا تَحَانُّ لِفَقْدِ أَوْلَادِهَا. وَيُقَالُ لِلْمَفْقُودِ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ وَالْمَيِّتِ: قَدِ اخْتُلِجَ مِنْ بَيْنِهِمْ فَذَهَبَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ أَقْوَامٌ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي; أَيْ: يُجْتَذَبُونَ وَيُقْتَطَعُونَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَحَنَّتِ الْخَشَبَةُ حَنِينَ النَّاقَةِ الْخَلُوجِ; هِيَ الَّتِي اخْتُلِجَ وَلَدُهَا أَيِ انْتُزِعَ مِنْهَا. وَالْإِخْلِيجَةُ: النَّاقَةُ الْمُخْتَلَجَةُ عَنْ أُمِّهَا; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ عِبَارَةُ سِيبَوَيْهِ، وَحَكَى السِّيرَافِيُّ أَنَّهَا النَّاقَةُ الْمُخْتَلَجُ عَنْهَا وَلَدُهَا، وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَنَّهَا الْمَرْأَةُ الْمُخْتَلَجَةُ عَنْ زَوْجِهَا بِمَوْتٍ أَوْ طَلَاقٍ، وَحُكِيَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ أَنَّهُ نَبْتٌ; قَالَ: وَهَذَا لَا يُطَابِقُ مَذْهَبَ سِيبَوَيْهِ؛ لِأَنَّهُ عَلَى هَذَا اسْمٌ وَإِنَّمَا وَضَعَهُ سِيبَوَيْهِ صِفَةً; وَمِنْهُ سُمِّيَ خَلِيجُ النَّهْرِ خَلِيجًا. وَالْخَلِيجُ مِنَ الْبَحْرِ: شَرْمٌ مِنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ. وَالْخَلِيجُ مَا انْقَطَعَ مِنْ مُعْظَمِ الْمَاءِ؛ لِأَنَّهُ يُجْبَذُ مِنْهُ، وَقَدِ اخْتَلِجَ; وَقِيلَ: الْخَلِيجُ شُعْبَةٌ تَنْشَعِبُ مِنَ الْوَادِي تَعْبُرُ بَعْضَ مَائِهِ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ، وَالْجَمْعُ خُلْجٌ وَخُلْجَانٌ. وَخَلِيجَا النَّهْرِ: جَنَاحَاهُ. وَخَلِيجُ الْبَحْرِ: رَجُلٌ يَخْتَلِجُ مِنْهُ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ ڪُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: وَالْخَلِيجُ نَهْرٌ فِي شِقٍّ مِنَ النَّهْرِ الْأَعْظَمِ. وَجَنَاحَا النَّهْرِ: خَلِيجَاهُ; وَأَنْشَدَ:
إِلَى فَتًى قَاضْ أَكُفَّ الْفِتْيَانْ     فَيْضَ الْخَلِيجِ مَدَّهُ خَلِيجَانْ
وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ فُلَانًا سَاقَ خَلِيجًا; الْخَلِيجُ: نَهْرٌ يُقْتَطَعُ مِنَ النَّهْرِ الْأَعْظَمِ إِلَى مَوْضِعٍ يُنْتَفَعُ بِهِ فِيهِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخُلُجُ التَّعِبُونَ. وَالْخُلُجُ: الْمُرْتَعِدُو الْأَبْدَانِ. وَالْخُلُجُ: الْحِبَالُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْخَلِيجُ الْحَبْلُ؛ لِأَنَّهُ يَجْبِذُ مَا شُدَّ بِهِ. وَالْخَلِيجُ: الرَّسَنُ لِذَلِكَ; التَّهْذِيبُ: قَاْلَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلِ تَمِيمِ بْنِ مُقْبِلٍ:
فَبَاتَ يُسَامِي بَعْدَمَا شُجَّ رَأْسُهُ     فُحُولًا جَمَعْنَاهَا تَشِبُّ وَتَضْرَحُ
وَبَاتَ يُغَنَّى فِي الْخَلِيجِ ڪَأَنَّهُ     ڪُمَيْتٌ مُدَمًّى، نَاصِعُ اللَّوْنِ أَقْرَحُ
قَالَ: يَعْنِي وَتِدًا رُبِطَ بِهِ فَرَسٌ. يَقُولُ: يُقَاسِي هَذِهِ الْفُحُولَ أَيْ: قَدْ شُدَّتْ بِهِ، وَهِيَ تَنْزُو وَتَرْمَحُ. وَقَوْلُهُ: يُغَنَّى أَيْ: تَصْهَلُ عِنْدَهُ الْخَيْلُ. وَالْخَلِيجُ: حَبْلٌ خُلِجَ أَيْ: فُتِلَ شَزَرًا أَيْ: فُتِلَ عَلَى الْعَسْرَاءِ; يَعْنِي مِقْوَدَ الْفَرَسِ. ڪُمَيْتٌ: مِنْ نَعْتِ الْوَتَدِ أَيْ: أَحْمَرُ مِنْ طَرْفَاءَ. قَالَ: وَقُرْحَتُهُ مَوْضِعُ الْقَطْعِ; يَعْنِي بَيَاضَهُ; وَقِيلَ: قُرْحَتُهُ مَا تَمُجُّ عَلَيْهِ مِنَ الدَّمِ وَالزَّبَدِ. وَيُقَالُ لِلْوَتَدِ خَلِيجٌ؛ لِأَنَّهُ يَجْذِبُ الدَّابَّةَ إِذَا رُبِطَتْ إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الْبَيْتَيْنِ: يَصِفُ فَرَسًا رُبِطَ بِحَبْلٍ وَشُدَّ بِوَتِدٍ فِي الْأَرْضِ فَجَعَلَ صَهِيلَ الْفَرَسِ غِنَاءً لَهُ، وَجَعَلَهُ ڪُمَيْتًا أَقْرَحَ لِمَا عَلَاهُ مِنَ الزَّبَدِ وَالدَّمِ عِنْدَ جَذْبِهِ الْحَبْلَ. وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِيُّ: وَبَاتَ يُغَنَّى أَيْ: وَبَاتَ الْوَتِدُ الْمَرْبُوطُ بِهِ الْخَيْلُ يُغَنَّى بِصَهِيلِهَا أَيْ: بَاتَ الْوَتِدُ وَالْخَيْلُ تَصْهَلُ حَوْلَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ: ڪَأَنَّ الْوَتِدَ فَرَسُ ڪُمَيْتٍ أَقْرَحَ أَيْ: صَارَ عَلَيْهِ زَبَدٌ وَدَمٌ; فَبِالزَّبَدِ صَارَ أَقْرَحَ، وَبِالدَّمِ صَارَ ڪُمَيْتًا. وَقَوْلُهُ: يُسَامِي أَيْ: يَجْذِبُ الْأَرْسَانَ. وَالشَّبَابُ فِي الْفَرَسِ: أَنْ يَقُومَ عَلَى رِجْلَيْهِ. وَقَوْلُهُ: تَضْرُحُ أَيْ: تَرْمَحُ بِأَرْجُلِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: وَخَلَجَتِ الْأُمُّ وَلَدَهَا تَخْلِجُهُ، وَجَذَبَتْهُ تَجْذِبُهُ: فَطَمَتْهُ; عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَلَمْ يَخُصَّ مِنْ أَيِّ نَوْعٍ ذَلِكَ. وَخَلَجْتُهَا: فَطَمْتُ وَلَدَهَا; قَاْلَ أَعْرَابِيٌّ: لَا تَخْلِجِ الْفَصِيلَ عَنْ أُمِّهِ، فَإِنَّ الذِّئْبَ عَالِمٌ بِمَكَانِ الْفَصِيلِ الْيَتِيمِ; أَيْ: لَا تُفَرِّقْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُمِّهِ. وَتَخَلَّجَ الْمَجْنُونُ فِي مِشْيَتِهِ: تْجَاذَبَ يَمِينًا وَشِمَالًا. وَالْمَجْنُونُ يَتَخَلَّجُ فِي مِشْيَتِهِ أَيْ: يَتَمَايَلُ ڪَأَنَّمَا يَجْتَذِبُ مَرَّةً يَمْنَةً وَمَرَّةً يَسْرَةً. وَتَخَلَّجَ الْمَفْلُوجُ فِي مِشْيَتِهِ أَيْ: تَفَكَّكَ وَتَمَايَلَ; وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
أَقْبَلَتْ تَنْفُضُ الْحُلَاءَ بِعَيْنَيْ     هَا، وَتَمْشِي تَخَلُّجَ الْمَجْنُونِ
وَالتَّخَلُّجُ فِي الْمَشْيِ: مِثْلُ التَّخَلُّعِ; قَاْلَ جَرِيرٌ:
وَأَشْفِي مِنْ تَخَلُّجِ ڪُلِّ جِنٍّ     وَأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ مِنَ الْخُنَانِ
وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: رَأَى رَجُلًا يَمْشِي مِشْيَةً أَنْكَرَهَا، فَقَالَ: يَخْلِجُ فِي مِشْيَتِهِ خَلَجَانُ الْمَجْنُونِ; أَيْ: يَجْتَذِبُ مَرَّةً يَمْنَةً وَمَرَّةً يَسْرَةً. وَالْخَلَجَانَ بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرٌ ڪَالنَّزَوَانِ. وَالْخَالِجُ: الْمَوْتُ؛ لِأَنَّهُ يَخْلَجُ الْخَلِيقَةَ أَيْ: يَجْذِبُهَا. وَاخْتَلَجَتِ الْمَنِيَّةُ الْقَوْمَ أَيِ اجْتَذَبَتْهُمْ. وَخُلِجَ الْفَحْلُ: أُخْرِجَ عَنِ الشَّوْلِ قَبْلَ أَنْ يَقْدِرَ. اللَّيْثُ: الْفَحْلُ إِذَا أُخْرِجَ مِنَ الشَّوْلِ قَبْلَ قُدُورِهِ فَقَدْ خُلِجَ أَيْ: نُزِعَ وَأُخْرِجَ، وَإِنْ أُخْرِجَ بَعْدَ قُدُورِهِ فَقَدْ عُدِلَ فَانْعَدَلَ; وَأَنْشَدَ:
فَحْلٌ هِجَانٌ تَوَلَّى غَيْرَ مَخْلُوجِ
وَخَلَجَ الشَّيْءَ مِنْ يَدِهِ يَخْلِجُهُ خَلْجًا: انْتَزَعَهُ. وَاخْتَلَجَ الرَّجُلُ رُمْحَهُ مِنْ مَرْكَزِهِ: انْتَزَعَهُ. وَخَلَجَهُ هَمٌّ يَخْلِجُهُ: شَغَلَهُ; أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
وَأَبِيتُ تَخْلِجُنِي الْهُمُومُ ڪَأَنَّنِي     دَلْوُ السُّقَاةِ، تُمَدُّ بِالْأَشْطَانِ
وَاخْتَلَجَ فِي صَدْرِي هَمٌّ. اللَّيْثُ: يُقَالُ خَلَجَتْهُ الْخَوَالِجُ أَيْ: شَغَلَتْهُ الشَّوَاغِلُ; وَأَنْشَدَ:
وَتَخْلِجُ الْأَشْكَالُ دُونَ الْأَشْكَالِ
وَخَلَجَنِي ڪَذَا أَيْ: شَغَلَنِي. يُقَالُ: خَلَجَتْهُ أُمُورُ الدُّنْيَا وَتَخَالَجَتْهُ الْهُمُومُ: نَازَعَتْهُ. وَخَالَجَ الرَّجُلَ: نَازَعَهُ. وَيُقَالُ: تَخَالَجَتْهُ الْهُمُومُ إِذَا ڪَانَ لَهُ هَمٌّ فِي نَاحِيَةٍ وَهَمٌّ فِي نَاحِيَةٍ ڪَأَنَّهُ يَجْذِبُهُ إِلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – صَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةً جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، وَقَرَأَ قَارِئٌ خَلْفَهُ فَجَهَرَ؛ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا; قَالَ: مَعْنَى قَوْلِهِ خَالَجَنِيهَا أَيْ: نَازَعَنِي الْقِرَاءَةَ فَجَهَرَ فِيمَا جَهَرْتُ فِيهِ، فَنَزَعَ ذَلِكَ مِنْ لِسَانِي مَا ڪُنْتُ أَقْرَؤُهُ وَلَمْ أَسْتَمِرَّ عَلَيْهِ. وَأَصْلُ الْخَلْجِ: الْجَذْبُ وَالنَّزْعُ. وَاخْتَلَجَ الشَّيْءُ فِي صَدْرِي وَتَخَالَجَ: احْتَكَأَ مَعَ شَكٍّ. وَفِي حَدِيثِ عَدِيٍّ قَاْلَ لَهُ – عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا يَخْتَلِجَنَّ فِي صَدْرِكَ أَيْ: لَا يَتَحَرَّكُ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الرِّيبَةِ وَالشَّكِّ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَأَصْلُ الِاخْتِلَاجِ: الْحَرَكَةُ وَالِاضْطِرَابُ; وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – وَقَدْ سُئِلَتْ عَنْ لَحْمِ الصَّيْدِ لِلْمُحْرِمِ، فَقَالَتْ: إِنْ يَخْلِجْ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا اخْتَلَجَ عِرْقٌ إِلَّا وَيُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِي أَبَا مَرْوَانَ ڪَانَ يَجْلِسُ خَلْفَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَإِذَا تَكَلَّمَ اخْتَلَجَ بِوَجْهِهِ فَرَآهُ، فَقَالَ: ڪُنْ ڪَذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلْ يَخْتَلِجُ حَتَّى مَاتَ; أَيْ: ڪَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ وَذَقَنَهُ اسْتِهْزَاءً وَحِكَايَةً لِفِعْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَبَقِيَ يَرْتَعِدُ إِلَى أَنْ مَاتَ; وَفِي رِوَايَةٍ: فَضُرِبَ بِهَمٍّ شَهْرَيْنِ ثُمَّ أَفَاقَ خَلِيجًا أَيْ: صُرِعَ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: ثُمَّ أَفَاقَ مُخْتَلَجًا قَدْ أُخِذَ لَحْمُهُ وَقُوَّتُهُ، وَقِيلَ مُرْتَعِشًا. وَنَوًى خَلُوجٌ بَيَّنَهُ الْخِلَاجُ، مَشْكُوكٌ فِيهَا; قَاْلَ جَرِيرٌ:
هَذَا هَوًى شَغَفَ الْفُؤَادَ مُبَرِّحٌ     وَنَوًى تَقَاذَفُ غَيْرُ ذَاتِ خِلَاجِ
وَقَالَ شَمِرٌ: إِنِّي لَبَيْنَ خَالِجَيْنِ فِي ذَلِكَ الْأَمْرِ أَيْ: نَفْسَيْنِ. وَمَا يُخَالِجُنِي فِي ذَلِكَ الْأَمْرِ شَكٌّ أَيْ: مَا أَشُكُّ فِيهِ. وَخَلَجَهُ بِعَيْنِهِ وَحَاجِبِهِ يَخْلِجُهُ وَيَخْلُجُهُ خَلْجًا: غَمَزَهُ; وَقَالَ حَبِينَةُ بْنُ طَرِيفٍ الْعُكْلِيُّ يَنْسِبُ بِلَيْلَى الْأَخْيِلِيَّةِ:
جَارِيَةٌ مِنْ شِعْبِ ذِي رُعَيْنِ     حَيَّاكَةٌ تَمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ
قَدْ خَلَجَتْ بِحَاجِبٍ وَعَيْنِ     يَا قَوْمُ، خَلُّوا بَيْنَهَا وَبَيْنِي
أَشَدَّ مَا خُلِّيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ
وَالْعُلْطَةُ: الْقِلَادَةُ. وَالْعَيْنُ تَخْتَلِجُ أَيْ: تَضْطَرِبُ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ أَخْلَجَ الرَّجُلُ حَاجِبَيْهِ عَنْ عَيْنَيْهِ وَاخْتَلَجَ حَاجِبَاهُ إِذَا تَحَرَّكَا; وَأَنْشَدَ:
يُكَلِّمُنِي وَيَخْلِجُ حَاجِبَيْهِ     لِأَحْسِبَ عِنْدَهُ عِلْمًا قَدِيمَا
وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: أَنَّ نِسْوَةً شَهِدْنَ عِنْدَهُ عَلَى صَبِيٍّ وَقَعَ حَيًّا يَتَخَلَّجُ أَيْ: يَتَحَرَّكُ، فَقَالَ: إِنَّ الْحَيَّ يَرِثُ الْمَيِّتَ، أَتَشْهَدْنَ بِالِاسْتِهْلَالِ؟ فَأَبْطَلَ شَهَادَتَهُنَّ. شَمِرٌ: التَّخَلُّجُ التَّحَرُّكُ; يُقَالُ: تَخَلَّجَ الشَّيْءُ تَخَلُّجًا وَاخْتَلَجَ اخْتِلَاجًا إِذَا اضْطَرَبَ وَتَحَرَّكَ; وَمِنْهُ يُقَالُ: اخْتَلَجَتْ عَيْنُهُ وَخَلَجَتْ تَخْلِجُ خُلُوجًا وَخَلَجَانًا، وَخَلَجْتُ الشَّيْءَ: حَرَّكْتُهُ; وَقَالَ الْجَعْدِيُّ:
وَفِي ابْنُ خُرَيْقٍ، يَوْمَ يَدْعُو نِسَاءَكُمْ     حَوَاسِرَ، يَخْلُجْنَ الْجِمَالَ الْمَذَاكِيَا
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: يَخْلُجْنَ يُحَرِّكْنَ; وَقَالَ أَبُو عَدْنَانَ: أَنْشَدَنِي حَمَّادُ بْنُ عِمَادِ بْنِ سَعْدٍ:
يَا رُبَّ مُهْرٍ حَسَنٍ وَقَاحِ     مُخَلَّجٍ مِنْ لَبَنِ اللِّقَاحِ
قَالَ: الْمُخَلَّجُ الَّذِي قَدْ سَمِنَ، فَلَحَمَهُ يَتَخَلَّجُ تَخَلُّجَ الْعَيْنِ أَيْ: يَضْطَرِبُ. وَخَلَجَتْ عَيْنُهُ تَخْلِجُ وَتَخْلُجُ خُلُوجًا وَاخْتَلَجَتْ إِذَا طَارَتْ. وَالْخَلْجُ وَالْخَلَجُ: دَاءٌ يُصِيبُ الْبَهَائِمَ تَخْتَلِجُ مِنْهُ أَعْضَاؤُهَا. وَخَلَجَ الرَّجُلُ رُمْحَهُ يَخْلِجُهُ وَيَخْلُجُهُ، وَاخْتَلَجَهُ: مَدَّهُ مِنْ جَانِبٍ. قَاْلَ اللَّيْثُ: إِذَا مَدَّ الطَّاعِنُ رُمْحَهُ عَنْ جَانِبٍ، قِيلَ: خَلَجَهُ. قَالَ: وَالْخَلْجُ ڪَالِانْتِزَاعِ. وَالْمَخْلُوجَةُ: الطَّعْنَةُ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ. وَقَدْ خَلَجَهُ إِذَا طَعَنَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: الْمَخْلُوجَةُ الطَّعْنَةُ الَّتِي تَذْهَبُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً. وَأَمْرُهُمْ مَخْلُوجٌ: غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ. وَوَقَعُوا فِي مَخْلُوجَةٍ مِنْ أَمْرِهِمْ أَيِ اخْتِلَاطٌ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فِي الْأَمْثَالِ: الرَّأْيُ مَخْلُوجَةٌ وَلَيْسَتْ بِسُلْكَى; قَالَ: قَوْلُهُ: مَخْلُوجَةٌ أَيْ: تُصْرَفُ مَرَّةً ڪَذَا وَمَرَّةً ڪَذَا حَتَّى يَصِحَّ صَوَابُهُ، قَالَ: وَالسُّلْكَى الْمُسْتَقِيمَةُ; وَقَالَ فِي مَعْنَى قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ:
نَطْعُنُهُمُ سُلْكَى وَمَخْلُوجَةً     ڪَرَكِّ لَأْمَيْنِ عَلَى نَابِلِ
يَقُولُ: يَذْهَبُ الطَّعْنُ فِيهِمْ وَيَرْجِعُ ڪَمَا تَرُدُّ سَهْمَيْنِ عَلَى رَامٍ رَمَى بِهِمَا. قَالَ: وَالسُّلْكَى الطَّعْنَةُ الْمُسْتَقِيمَةُ، وَالْمَخْلُوجَةُ عَلَى الْيَمِينِ وَعَلَى الْيَسَارِ. وَالْمَخْلُوجَةُ: الرَّأْيُ الْمُصِيبُ; قَاْلَ الْحُطَيْئَةُ:
وَكُنْتُ، إِذَا دَارَتْ رَحَى الْحَرْبِ رُعْتُهُ     بِمَخْلُوجَةٍ، فِيهَا عَنِ الْعَجْزِ مَصْرَفُ
وَالْخَلْجُ: ضَرْبٌ مِنَ النِّكَاحِ، وَهُوَ إِخْرَاجُهُ، وَالدَّعْسُ إِدْخَالُهُ. وَخَلَجَ الْمَرْأَةَ يَخْلِجُهَا خَلْجًا: نَكَحَهَا; قَالَ:
خَلَجْتُ لَهَا جَارَ اسْتِهَا خَلَجَاتِ
وَاخْتَلَجَهَا: ڪَخَلَجَهَا. وَالْخَلَجُ، بِالتَّحْرِيكِ: أَنْ يَشْتَكِيَ الرَّجُلُ لَحْمَهُ وَعِظَامَهُ مِنْ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ أَوْ طُولِ مَشْيٍ وَتَعَبٍ; تَقُولُ مِنْهُ: خَلِجَ، بِالْكَسْرِ; قَاْلَ اللَّيْثُ: إِنَّمَا يَكُونُ الْخَلَجُ مِنْ تَقَبُّضِ الْعَصَبِ فِي الْعَضُدِ حَتَّى يُعَالَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَيُسْتَطْلَقُ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ: خَلَجٌ؛ لِأَنَّ جَذْبَهُ يَخْلُجُ عَضُدَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَخَلِجَ الْبَعِيرُ خَلَجًا، وَهُوَ أَخْلَجُ، وَذَلِكَ أَنْ يَتَقَبَّضَ الْعَصَبُ فِي الْعَضُدِ حَتَّى يُعَالَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَيُسْتَطْلَقُ. وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ خُلَجَةٌ: وَهُوَ قَدْرُ مَا يَمْشِي حَتَّى يُعْيِيَ مَرَّةً وَاحِدَةً. التَّهْذِيبُ: وَالْخَلَجُ مَا اعْوَجَّ مِنَ الْبَيْتِ. وَالْخَلَجُ: الْفَسَادُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ. وَبَيْتٌ خَلِيجٌ: مُعْوَجٌّ. وَالْخَلُوجُ مِنَ السَّحَابِ: الْمُتَفَرِّقُ ڪَأَنَّهُ خُلِجَ مِنْ مُعْظَمِ السَّحَابِ، هُذْلِيَّةٌ. وَسَحَابَةٌ خَلُوجٌ: ڪَثِيرَةُ الْمَاءِ شَدِيدَةُ الْبَرْقِ. وَنَاقَةٌ خَلُوجٌ: غَزِيرَةُ اللَّبَنِ، مِنْ هَذَا، وَالْجَمْعُ خُلُجٌ. التَّهْذِيبُ: وَنَاقَةٌ خَلُوجٌ ڪَثِيرَةُ اللَّبَنِ، تَحِنُّ إِلَى وَلَدِهَا; وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي تَخْلِجُ السَّيْرَ مِنْ سُرْعَتِهَا. وَالْخَلُوجُ مِنَ النُّوقِ الَّتِي اخْتُلِجَ عَنْهَا وَلَدُهَا فَقَلَّ لِذَلِكَ لَبَنُهَا. وَقَدْ خَلَجْتُهَا أَيْ: فَطَمْتُ وَلَدَهَا. وَالْخَلِيجُ: الْجَفْنَةُ، وَالْجَمْعُ خُلُجٌ; قَاْلَ لَبِيدٌ:
وَيُكَلِّلُونَ، إِذَا الرِّيَاحُ، تَنَاوَحَتْ     خُلُجًا تُمَدُّ شَوَارِعًا أَيْتَامُهَا
وَجَفْنَةٌ خَلُوجٌ: قَعِيرَةٌ ڪَثِيرَةُ الْأَخْذِ مِنَ الْمَاءِ. وَالْخُلُجُ: سُفُنٌ صِغَارٌ دُونَ الْعَدَوْلِيِّ. أَبُو عَمْرٍو: الْخِلَاجُ الْعِشْقُ الَّذِي لَيْسَ بِمُحْكَمٍ. اللَّيْثُ: الْمُخْتَلِجُ مِنَ الْوُجُوهِ الْقَلِيلُ اللَّحْمِ الضَّامِرُ. ابْنُ سِيدَهْ: الْمُخْتَلِجُ الضَّامِرُ; قَاْلَ الْمُخَبَّلُ:
وَتُرِيكَ وَجْهًا ڪَالصَّحِيفَةِ لَا     ظَمْآنُ مُخْتَلِجٌ، وَلَا جَهْمُ
وَفَرَسٌ إِخْلِيجٌ: جَوَادٌ سَرِيعٌ; التَّهْذِيبُ: وَقَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ:
وَأَخْلَجَ نَهَّامًا، إِذَا الْخَيْلُ أَوْعَنَتْ     جَرَى بِسِلَاحِ الْكَهْلِ، وَالْكَهْلُ أَجْرَدُ
قَالَ: الْأَخْلَجُ الطَّوِيلُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي يَخْلِجُ الشَّدَّ خَلْجًا أَيْ: يَجْذِبُهُ، ڪَمَا قَاْلَ طَرَفَةُ:
خُلُجُ الشَّدِّ مُشِيحَاتُ الْحُزُمْ
وَالْخِلَاجُ وَالْخِلَاسُ: ضُرُوبٌ مِنَ الْبُرُودِ مُخَطَّطَةً; قَاْلَ ابْنُ أَحْمَرَ:
إِذَا انْفَرَجَتْ عَنْهُ سَمَادِيرُ خَلَفِهِ     بِبُرْدَيْنِ مِنْ ذَاكَ الْخِلَاجِ الْمُسَهَّمِ
وَيُرْوَى مِنْ ذَاكَ الْخِلَاسِ. وَالْخَلِيجُ: قَبِيلَةٌ يُنْسَبُونَ فِي قُرَيْشٍ، وَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ ڪَانُوا مِنْ عَدْوَانَ، فَأَلْحَقَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – بِالْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ڪِنَانَةَ، وَسُمُّوا بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهُمُ اخْتَلَجُوا مِنْ عُدْوَانَ. التَّهْذِيبُ: وَقَوْمٌ خُلْجٌ إِذَا شُكَّ فِي أَنْسَابِهِمْ فَتَنَازَعَ النَّسَبَ قَوْمٌ، وَتَنَازَعَهُ آخَرُونَ; وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ:
أَمْ أَنْتُمُ خُلُجٌ أَبْنَاءٌ عُهَّارِ
وَرَجُلٌ مُخْتَلَجٌ: وَهُوَ الَّذِي نَقَلَ عَنْ قَوْمِهِ وَنَسَبِهِ فِيهِمْ إِلَى قَوْمٍ آخَرِينَ؛ فَاخْتُلِفَ فِي نَسَبِهِ وَتُنُوزِعَ فِيهِ. قَاْلَ أَبُو مِجْلَزٍ: إِذَا ڪَانَ الرَّجُلُ مُخْتَلِجًا فَسَرَّكَ أَنْ لَا تَكْذِبَ فَانْسُبْهُ إِلَى أُمِّهِ; وَقَالَ غَيْرُهُ: هُمُ الْخُلُجُ الَّذِينَ انْتَقَلُوا بِنَسَبِهِمْ إِلَى غَيْرِهِمْ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مُخْتَلِجٌ إِذَا نُوزِعَ فِي نَسَبِهِ ڪَأَنَّهُ جُذِبَ مِنْهُمْ وَانْتُزِعَ. وَقَوْلُهُ: فَانْسِبْهُ إِلَى أُمِّهِ أَيْ: إِلَى رَهْطِهَا لَا إِلَيْهَا نَفْسِهَا. وَخَلِيجٌ الْأَعْيَوِيُّ: شَاعِرٌ يُنْسَبُ إِلَى بَنِي أُعَيٍّ حَيٍّ مِنْ جَرْمٍ. وَخَلِيجُ بْنُ مُنَازِلِ بْنِ فُرْعَانَ: أَحَدُ الْعَقَقَةِ، يَقُولُ فِيهِ أَبُوهُ مُنَازِلٌ:
تَظَلَّمَنِي حَقِّي خَلِيجٌ وَعَقَّنِي     عَلَى حِينِ ڪَانَتْ، ڪَالْحَنِيِّ عِظَامِي
وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ يَصِفُ ڪِلَابًا:
مُوعَبَاتٌ لِأَخْلَجِ الشِّدْقِ سَلْعَا     مٍ، مُمَرٍّ مَفْتُولَةٍ عَضُدُهْ
كَلْبٌ أَخْلَجُ الشِّدْقِ: وَاسِعُهُ.

معنى كلمة خلج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلت: الْأَزْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ حَلَتَ: اللَّيْثُ: الْحِلْتِيتُ الْأَنْجَرُذُ; وَأَنْشَدَ:
عَلَيْكَ بِقُنْأَةٍ، وَبِسَنْدَرُوسٍ وَحِلْتِيتٍ، وَشَيْءٍ مِنْ ڪَنْعَدِ
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هَذَا الْبَيْتُ مَصْنُوعٌ، وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ; وَالَّذِي حَفِظْتُهُ مِنَ الْبَحْرَانِيِّينَ، الْخِلْتِيتُ، بِالْخَاءِ: الْأَنْجَرُذُ، قَالَ: وَلَا أُرَاهُ عَرَبِيًّا مَحْضًا.

معنى كلمة خلت – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلبص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلبص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلبص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلبص: الْخَلْبَصَةُ: الْفِرَارُ، وَقَدْ خَلْبَصَ الرَّجُلُ; قَاْلَ عُبَيْدٌ الْمُرِّيُّ:
لَمَّا رَآنِي بِالْبِرَازِ حَصْحَصَا فِي الْأَرْضِ مِنِّي هَرَبًا، وَخَلْبَصَا     وَكَادَ يَقْضِي فَرَقًا وَخَبَّصَا
وَغَادَرَ الْعَرْمَاءَ فِي بَيْتٍ وَصَى
وَالتَّخْبِيصُ: الرُّعْبُ. وَالْعَرْمَاءُ: الْغُمَّةُ. رَأَيْتُ فِي نُسْخَةٍ مِنْ أَمَالِي ابْنِ بَرِّيٍّ مَا صُورَتُهُ ڪَذَا فِي أَصْلِ ابْنِ بَرِّيٍّ – رَحِمَهُ اللَّهُ: وَخَبَّصَا، بِالتَّشْدِيدِ، وَالتَّخْبِيصُ عَلَى تَفْعِيلٍ، قَالَ: وَرَأَيْتُ بِخَطِّ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ زَيْدَانَ: وَخَبَصَا، بِتَخْفِيفِ الْبَاءِ، وَبَعْدَهُ وَالْخَبَصُ الرُّعْبُ عَلَى وَزْنِ فَعَلٍ، قَالَ: وَهَذَا الْحَرْفُ لَمْ يَذْكُرْهُ الْجَوْهَرِيُّ.

معنى كلمة خلبص – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلبس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلبس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلبس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلبس: خَلْبَسَهُ وَخَلْبَسَ قَلْبَهُ أَيْ: فَتَنَهُ وَذَهَبَ بِهِ، ڪَمَا يُقَالُ خَلَبَهُ، وَلَيْسَ يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْأَصْلُ؛ لِأَنَّ السِّينَ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ، وَالْخُلَابِسُ، بِضَمِّ الْخَاءِ: الْحَدِيثُ الرَّقِيقُ، وَقِيلَ: الْكَذِبُ; قَاْلَ الْكُمَيْتُ:
بِمَا قَدْ أَرَى فِيهَا أَوَانِسَ ڪَالدُّمَى وَأَشْهَدُ مِنْهُنَّ الْحَدِيثَ الْخُلَابِسَا
وَالْخَلَابِيسُ: الْكَذِبُ. وَأَمْرٌ خَلَابِيسُ: عَلَى غَيْرِ اسْتِقَامَةٍ، وَكَذَلِكَ خَلْقٌ خَلَابِيسُ، وَالْوَاحِدُ خِلْبِيسٌ وَخِلْبَاسٌ، وَقِيلَ: لَا وَاحِدَ لَهُ. وَالْخَلَابِيسُ: أَنْ تُرْوَى الْإِبِلُ فَتَذْهَبُ ذِهَابًا شَدِيدًا فَتُعَنِّيَ رَاعِيَهَا. يُقَالُ: أَكْفِيكَ الْإِبِلَ وَخَلَابِيسَهَا، وَالْخَلَابِيسُ: الْمُتَفَرِّقُونَ.

معنى كلمة خلبس – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلبج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلبج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلبج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلبج: الْخُلْبُجُ وَالْخُلَابِجُ: الطَّوِيلُ الْمُضْطَرِبُ الْخَلْقِ.

معنى كلمة خلبج – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

خلب: الْخِلْبُ: الظُّفُرُ عَامَّةً، وَجَمْعُهُ أَخْلَابٌ، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَخَلَبَهُ بِظُفُرِهِ يَخْلِبُهُ خَلْبًا: جَرَحَهُ، وَقِيلَ: خَدَشَهُ. وَخَلَبَهُ يَخْلِبُهِ، وَيَخْلُبُهُ خَلْبًا: قَطَعَهُ وَشَقَّهُ. وَالْمِخْلَبُ: ظُفُرُ السَّبْعِ مِنَ الْمَاشِي وَالطَّائِرِ; وَقِيلَ: الْمِخْلَبُ لِمَا يَصِيدُ مِنَ الطَّيْرِ، وَالظُّفُرُ لِمَا لَا يَصِيدُ. التَّهْذِيبُ: وَلِكُلِّ طَائِرٍ مِنَ الْجَوَارِحِ مِخْلَبٌ، وَلِكُلِّ سَبْعٍ مِخْلَبٌ، وَهُوَ أَظَافِيرُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: وَالْمِخْلَبُ لِلطَّائِرِ وَالسِّبَاعِ، بِمَنْزِلَةِ الظُّفُرِ لِلْإِنْسَانِ. وَخَلَبَ الْفَرِيسَةَ، يَخْلِبُهَا وَيَخْلُبُهَا خَلْبًا: أَخَذَهَا بِمِخْلَبِهِ. اللَّيْثُ: الْخَلْبُ مَزْقُ الْجِلْدِ بِالنَّابِ; وَالسَّبُعُ يَخْلِبُ الْفَرِيسَةَ إِذَا شَقَّ جِلْدَهَا بِنَابِهِ، أَوْ فَعَلَهُ الْجَارِحَةُ بِمِخْلَبِهِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ يَقُولُونَ لِلْحَدِيدَةِ الْمُعَقَّفَةِ، الَّتِي لَا أُشَرَ لَهَا، وَلَا أَسْنَانَ: الْمِخْلَبُ; قَاْلَ وَأَنْشَدَنِي أَعْرَابِيٌّ مَنْ بَنِي سَعْدٍ:
دَبَّ لَهَا أَسْوَدُ ڪَالسِّرْحَانْ بِمِخْذَمٍ، يَخْتَذِمُ الْإِهَانْ
وَالْمِخْلَبِ: الْمِنْجَلُ السَّاذَجُ الَّذِي لَا أَسْنَانَ لَهُ; وَقِيلَ: الْمِخْلَبُ الْمِنْجَلُ عَامَّةً. وَخَلَبَ بِهِ يَخْلُبُ: عَمِلَ وَقَطَعَ. وَخَلَبْتُ النَّبَاتَ، أَخْلُبُهُ خَلْبًا، وَاسْتَخْلَبْتُهُ إِذَا قَطَعْتُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَسْتَخْلِبُ الْخَبِيرَ; أَيْ: نَقْطَعُ النَّبَاتَ، وَنَحْصُدُهُ وَنَأْكُلُهُ. وَخَلَبَتْهُ الْحَيَّةُ تَخْلِبُهُ خَلْبًا: عَضَّتْهُ. وَالْخِلَابَةُ: الْمُخَادَعَةُ، وَقِيلَ: الْخَدِيعَةُ بِاللِّسَانِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ  – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَاْلَ لِرَجُلٍ ڪَانَ يُخْدَعُ فِي بَيْعِهِ: إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ لَا خِلَابَةَ; أَيْ: لَا خِدَاعَ; وَفِي رِوَايَةٍ لَا خِيَابَةَ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: ڪَأَنَّهَا لُثْغَةٌ مِنَ الرَّاوِيِ، أَبْدَلَ اللَّامَ يَاءً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ بَيْعَ الْمُحَفَّلَاتِ خِلَابَةٌ، وَلَا تَحِلُّ خِلَابَةُ مُسْلِمٍ. وَالْمُحَفَّلَاتُ: الَّتِي جُمِعَ لَبَنُهَا فِي ضَرْعِهَا. وَخَلَبَهُ يَخْلُبُهُ خَلْبًا وَخِلَابَةً: خَدَعَهُ. وَخَالَبَهُ وَاخْتَلَبَهُ: خَادَعَهُ; قَاْلَ أَبُو صَخْرٍ:
فَلَا مَا مَضَى يُثْنَى، وَلَا الشَّيْبُ يُشْتَرَى     فَأَصْفِقَ، عِنْدَ السَّوْمِ، بَيْعَ الْمُخَالِبِ
وَهِيَ الْخِلِّيبَى، وَرَجُلٌ خَالِبٌ وَخَلَّابٌ، وَخَلَبُوتٌ، وَخَلَبُوبٌ، الْأَخِيرَةُ عَنْ ڪُرَاعٍ: خَدَّاعٌ ڪَذَّابٌ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:
مَلَكْتُمْ؛ فَلَمَّا أَنْ مَلَكْتُمْ خَلَبْتُمُ     وَشَرُّ الْمُلُوكِ الْغَادِرُ الْخَلَبُوتُ
جَاءَ عَلَى فَعَلُوتٍ، مِثْلَ رَهَبُوتٍ; وَامْرَأَةٌ خَلَبُوتٌ، عَلَى مِثَالِ جَبَرُوتٍ، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي الْمَثَلِ: إِذَا لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلِبْ، بِالْكَسْرِ. وَحُكِيَ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: فَاخْلُبْ أَيِ اخْدَعْهُ حَتَّى تَذْهَبَ بِقَلْبِهِ; مَنْ قَالَهُ بِالضَّمِّ، فَمَعْنَاهُ: فَاخْدَعْ; وَمَنْ قَالَ: فَاخْلِبْ، فَمَعْنَاهُ: فَانْتَشْ قَلِيلًا شَيْئًا يَسِيرًا بَعْدَ شَيْءٍ، ڪَأَنَّهُ أُخِذَ مِنْ مِخْلَبِ الْجَارِحَةِ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: مَعْنَاهُ إِذَا أَعْيَاكَ الْأَمْرُ مُغَالَبَةً، فَاطْلُبْهُ مُخَادَعَةً. وَخَلَبَ الْمَرْأَةَ عَقْلَهَا يَخْلِبُهَا خَلْبًا: سَلَبَهَا إِيَّاهُ، وَخَلَبَتْ هِيَ قَلْبَهُ تَخْلِبُهُ خَلْبًا، وَاخْتَلَبَتْهُ: أَخَذَتْهُ. وَذَهَبَتْ بِهِ. اللَّيْثُ: الْخِلَابَةُ أَنْ تَخْلُبَ الْمَرْأَةُ قَلْبَ الرَّجُلِ بِأَلْطَفِ الْقَوْلِ وَأَخْلَبِهِ، وَامْرَأَةٌ خَلَّابَةٌ لِلْفُؤَادِ، وَخَلُوبٌ. وَالْخَلْبَاءُ مِنَ النِّسَاءِ: الْخَدُوعُ. وَامْرَأَةٌ خَالِبَةٌ وَخَلُوبٌ وَخَلَّابَةٌ: خَدَّاعَةٌ، وَكَذَلِكَ الْخَلِبَةُ; قَاْلَ النَّمِرَ:
أَوْدَى الشَّبَابُ، وَحُبُّ الْخَالَةِ الْخَلِبَهْ     وَقَدْ بَرِئْتُ، فَمَا بِالْقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ
وَيُرْوَى الْخَلَبَةِ، بِفَتْحِ اللَّامِ، عَلَى أَنَّهُ جَمْعٌ، وَهُمُ الَّذِينَ يَخْدَعُونَ النِّسَاءَ. وَفُلَانٌ خِلْبٌ نِسَاءٍ إِذَا ڪَانَ يُخَالِبُهُنَّ أَيْ: يُخَادِعُهُنَّ. وَفُلَانٌ حِدْثٌ نِسَاءٍ، وَزِيرُ نِسَاءٍ إِذَا ڪَانَ يُحَادِثُهُنَّ، وَيُزَاوِرُهُنَّ. وَامْرَأَةٌ خَالَةٌ أَيْ: مُخْتَالَةٌ. وَقَوْمٌ خَالَةٌ: مُخْتَالُونَ، مِثْلُ بَاعَةٍ، مِنَ الْبَيْعِ. وَالْبَرْقُ الْخُلَّبُ: الَّذِي لَا غَيْثَ فِيهِ، ڪَأَنَّهُ خَادِعٌ يُومِضُ، حَتَّى تَطْمَعَ بِمَطَرِهِ، ثُمَّ يُخْلِفُكَ. وَيُقَالُ: بَرْقُ الْخُلَّبِ، وَبَرْقُ خُلَّبٍ، فَيُضَافَانِ; وَمِنْهُ قِيلَ لِمَنْ يَعِدُ وَلَا يُنْجِزُ وَعْدَهُ: إِنَّمَا أَنْتَ ڪَبَرْقٍ خُلَّبٍ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ ڪَبَرْقٍ خُلَّبٍ، وَبَرْقٍ خُلَّبٍ، وَهُوَ السَّحَابُ الَّذِي يَبْرُقُ وَيُرْعِدُ، وَلَا مَطَرَ مَعَهُ. وَالْخُلَّبُ أَيْضًا: السَّحَابُ الَّذِي لَا مَطَرَ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اللَّهُمَّ سُقْيَا غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقُهَا; أَيْ: خَالٍ عَنِ الْمَطَرِ. ابْنُ الْأَثِيرِ: الْخُلَّبُ: السَّحَابُ يُومِضُ بَرْقُهُ، حَتَّى يُرْجَى مَطَرُهُ، ثُمَّ يُخْلِفُ وَيَتَقَشَّعُ، وَكَأَنَّهُ مِنَ الْخِلَابَةِ، وَهِيَ الْخِدَاعُ بِالْقَوْلِ اللَّطِيفِ; وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: ڪَانَ أَسْرَعَ مِنْ بَرْقِ الْخُلَّبِ; وَإِنَّمَا خَصَّهُ بِالسُّرْعَةِ لِخِفَّتِهِ لِخُلُوِّهِ مِنَ الْمَطَرِ. وَرَجُلٌ خِلْبُ نِسَاءٍ: يُحِبُّهُنَّ لِلْحَدِيثِ وَالْفُجُورِ، وَيُحْبِبْنَهُ لِذَلِكَ. وَهُمْ أَخْلَابُ نِسَاءٍ، وَخُلَبَاءُ نِسَاءٍ، الْأَخِيرَةُ نَادِرَةٌ. قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ خُلَبَاءَ جَمْعُ خَالِبٍ. وَالْخِلْبُ، بِالْكَسْرِ: حِجَابُ الْقَلْبِ، وَقِيلَ: هِيَ لُحَيْمَةٌ رَقِيقَةٌ، تَصِلُ بَيْنَ الْأَضْلَاعِ; وَقِيلَ: هُوَ حِجَابُ مَا بَيْنَ الْقَلْبِ وَالْكَبِدِ، حَكَاهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
يَا هِنْدُ! هِنْدٌ بَيْنَ خِلْبٍ وَكَبِدْ
وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُحِبُّهُ النِّسَاءُ: إِنَّهُ لَخِلْبُ نِسَاءٍ أَيْ: يُحِبُّهُ النِّسَاءُ; وَقِيلَ: الْخِلْبُ حِجَابٌ بَيْنَ الْقَلْبِ وَسَوَادِ الْبَطْنِ; وَقِيلَ: هُوَ شَيْءٌ أَبْيَضُ، رَقِيقٌ، لَازِقٌ بِالْكَبِدِ; وَقِيلَ: الْخِلْبُ زِيَادَةُ الْكَبِدِ، وَالْخِلْبُ الْكَبِدُ، فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ; وَقِيلَ: الْخِلْبُ عُظَيْمٌ، مِثْلُ ظُفُرِ الْإِنْسَانِ، لَاصِقٌ بِنَاحِيَةِ الْحِجَابِ، مِمَّا يَلِي الْكَبِدَ; وَهِيَ تَلِي الْكَبِدَ وَالْحِجَابَ، وَالْكَبِدُ مُلْتَزِقَةٌ بِجَانِبِ الْحِجَابِ. وَالْخُلْبُ: لُبُّ النَّخْلَةِ، وَقِيلَ: قَلْبُهَا. وَالْخُلُبُ، مُثَقَّلًا وَمُخَفَّفًا: اللِّيفُ، وَاحِدَتُهُ خُلْبَةٌ. وَالْخُلْبُ: حَبْلُ اللِّيفِ وَالْقُطْنِ إِذَا رَقَّ وَصَلُبَ. اللَّيْثُ: الْخُلْبُ حَبْلٌ دَقِيقٌ، صُلْبُ الْفَتْلِ، مِنْ لِيفٍ أَوْ قِنَّبٍ، أَوْ شَيْءٍ صُلْبٍ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:
كَالْمَسَدِ اللَّدْنِ، أُمِرَّ خُلْبُهُ
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخُلْبَةُ الْحَلْقَةُ مِنَ اللِّيفِ، وَاللِّيفَةُ خُلْبَةٌ وَخُلُبَةٌ; وَقَالَ:
كَأَنْ وَرِيدَاهُ رِشَاءَا خُلْبِ
وَيُرْوَى وَرِيدَيْهِ، عَلَى إِعْمَالِ ڪَأَنَّ، وَتَرْكِ الْإِضْمَارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتَاهُ رَجُلٌ وَهُوَ يَخْطُبِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ وَقَعَدَ عَلَى ڪُرْسِيٍّ خُلْبٍ، قَوَائِمُهُ مِنْ حَدِيدٍ; الْخُلْبُ: اللِّيفُ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وَأَمَّا مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ. وَقَدْ يُسَمَّى الْحَبْلُ نَفْسُهُ: خُلْبَةً; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: بِلِيفٍ خُلْبَةٍ، عَلَى الْبَدَلِ; وَفِيهِ: أَنَّهُ ڪَانَ لَهُ وِسَادَةٌ حَشْوُهَا خُلْبٌ. وَالْخُلْبُ وَالْخُلُبُ: الطِّينُ الصُّلْبُ اللَّازِبُ; وَقِيلَ: الْأَسْوَدُ; وَقِيلَ: طِينُ الْحَمْأَةِ; وَقِيلَ: هُوَ الطِّينُ عَامَّةً. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: قَاْلَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِطَبَّاخِهِ: خَلِّبْ مِيفَاكَ، حَتَّى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ; قَالَ: خَلِّبْ أَيْ: طَيِّنْ، وَيُقَالُ لِلطِّينِ خُلْبٌ. قَاْلَ وَالْمِيفَى: طَبَقُ التَّنُورِ، وَالرَّوْدَقُ: الشِّوَاءُ. وَمَاءٌ مُخْلِبٌ أَيْ: ذُو خُلُبٍ، وَقَدْ أَخْلَبَ. قَاْلَ تُبَّعُ، أَوْ غَيْرُهُ:
فَرَأَى مَغِيبَ الشَّمْسِ، عِنْدَ مَآبِهَا     فِي عَيْنِ ذِي خُلُبِ وَثَأْطِ حَرْمَدِ
اللَّيْثُ: الْخُلْبُ وَرَقُ الْكَرْمِ الْعَرِيضُ وَنَحْوُهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَدْ حَاجَّهُ عُمَرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ، فَقَالَ عُمَرُ: حَامِيَةٍ، فَأَنْشَدَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَيْتَ تُبَّعٍ:
فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ
الْخُلُبُ: الطِّينُ وَالْحَمْأَةُ. وَامْرَأَةٌ خَلْبَاءُ وَخَلْبَنٌ: خَرْقَاءُ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ لِلْإِلْحَاقِ، وَلَيْسَتْ بِأَصْلِيَّةٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: الْخَلْبَنُ الْحَمْقَاءُ; قَاْلَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَيْسَ مِنَ الْخِلَابَةِ; قَاْلَ رُؤْبَةُ يَصِفُ النُّوقَ:
وَخَلَّطَتْ ڪُلُّ دِلَاثٍ عَلْجَنِ     تَخْلِيطَ خَرْقَاءِ الْيَدَيْنِ، خَلْبَنِ
وَرَوَاهُ أَبُو الْهَيْثَمِ: خَلْبَاءِ الْيَدَيْنِ، وَهِيَ الْخَرْقَاءُ، وَقَدْ خَلِبَتْ خَلَبًا، وَالْخَلْبَنُ الْمَهْزُولَةُ مِنْهُ. وَالْخُلْبُ: الْوَشْيُ. وَالْمُخَلَّبُ: الْكَثِيرُ الْوَشْيِ مِنَ الثِّيَابِ. وَثَوْبٌ مُخَلَّبٌ: ڪَثِيرُ الْوَشْيِ; قَاْلَ لَبِيدٌ:
وَغَيْثٍ بِدَكْدَاكٍ، يَزِينُ وِهَادَهُ     نَبَاتٌ، ڪَوَشْيِ الْعَبْقَرِيِّ الْمُخَلَّبِ
  أَيِ: الْكَثِيرُ الْأَلْوَانِ. وَأَوْرَدَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ: وَغَيْثٌ، بِرَفْعِ الثَّاءِ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّوَابُ خَفْضُهَا لِأَنَّ قَبْلَهُ:
وَكَائِنْ رَأَيْنَا مِنْ مُلُوكٍ وَسُوقَةٍ     وَصَاحَبْتُ مِنْ وَفْدٍ ڪِرَامٍ وَمَوْكِبِ
قَالَ: الدَّكْدَاكُ مَا انْخَفَضَ مِنَ الْأَرْضِ، وَكَذَلِكَ الْوِهَادُ، جَمْعُ وَهْدَةٍ; شَبَّهَ زَهْرَ النَّبَاتِ بِوَشْيِ الْعَبْقَرِيِّ.


معنى كلمة خلب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خلأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خلأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خلأ:  الْخِلَاءُ فِي الْإِبِلِ ڪَالْحِرَانِ فِي الدَّوَابِّ. خَلَأَتِ النَّاقَةُ تَخْلَأُ خَلْأً وَخِلَاءً، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ، وَخُلُوءًا، وَهِيَ خَلُوءٌ: بَرَكَتْ، أَوْ حَرَنَتْ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ; وَقِيلَ إِذَا لَمْ تَبْرَحْ مَكَانَهَا، وَكَذَلِكَ الْجَمَلُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْإِنَاثَ مِنَ الْإِبِلِ، وَقَالَ فِي الْجَمَلِ: أَلَحَّ، وَفِي الْفَرَسِ: حَرَنَ; قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلْجَمَلِ: خَلَأَ; يُقَالُ: خَلَأَتِ النَّاقَةُ، وَأَلَحَّ الْجَمَلُ، وَحَرَنَ الْفَرَسُ; وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ نَاقَةَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – خَلَأَتْ بِهِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالُوا: خَلَأَتِ الْقَصْوَاءُ; فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا خَلَأَتْ، وَمَا هُوَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ. قَاْلَ زُهَيْرٌ يَصِفُ نَاقَةً:
بِآرِزَةِ الْفَقَارَةِ لَمْ يَخُنْهَا قِطَافٌ فِي الرِّكَابِ، وَلَا خِلَاءُ
قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ رَحَى يَدٍ فَاسْتَعَارَ ذَلِكَ لَهَا:
بُدِّلْتُ، مِنْ وَصْلِ الْغَوَانِي الْبِيضِ     ڪَبْدَاءَ مِلْحَاحًا عَلَى الرَّضِيضِ
تَخْلَأُ إِلَّا بِيَدِ الْقَبِيضِ
الْقَبِيضُ: الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الْقَبْضِ عَلَى الشَّيْءِ; وَالرَّضِيضُ: حِجَارَةُ الْمَعَادِنِ فِيهَا الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ; وَالْكَبْدَاءُ: الضَّخْمَةُ الْوَسَطِ: يَعْنِي رَحًى تَطْحَنُ حِجَارَةَ الْمَعْدِنِ; وَتَخْلَأُ: تَقُومُ فَلَا تَجْرِي. وَخَلَأَ الْإِنْسَانُ يَخْلَأُ خُلُوءًا: لَمْ يَبْرَحْ مَكَانَهُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خَلَأَتِ النَّاقَةُ تَخْلَأُ خِلَاءً، وَهِيَ نَاقَةٌ خَالِئٌ بِغَيْرِ هَاءٍ، إِذَا بَرَكَتْ فَلَمْ تَقُمْ؛ فَإِذَا قَامَتْ وَلَمْ تَبْرَحْ قِيلَ: حَرَنَتْ تَحْرُنُ حِرَانًا، وَقَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالْخِلَاءُ لَا يَكُونُ إِلَّا لِلنَّاقَةِ، وَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ الْخِلَاءُ مِنْهَا إِذَا ضَبِعَتْ، تَبْرُكُ فَلَا تَثُورُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلْجَمَلِ: خَلَأَ يَخْلَأُ خِلَاءً: إِذَا بَرَكَ فَلَمْ يَقُمْ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ: خَلَأَ إِلَّا لِلْجَمَلِ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: لَمْ يَعْرِفِ ابْنُ شُمَيْلٍ الْخِلَاءَ فَجَعَلَهُ لِلْجَمَلِ خَاصَّةً، وَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ لِلنَّاقَةِ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ زُهَيْرٍ:
بِآرِزَةِ الْفَقَارَةِ لَمْ يَخُنْهَا
وَالتِّخْلِئُ: الدُّنْيَا، وَأَنْشَدَ أَبُو حَمْزَةَ:
لَوْ ڪَانَ، فِي التَّخْلِئِ، زَيْدٌ مَا نَفَعْ     لَأَنَّ زَيْدًا عَاجِزُ الرَّأْيِ لُكَعْ
وَيُقَالُ: تِخْلِئٌ وَتَخْلِئٌ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ; يُقَالُ: لَوْ ڪَانَ فِي التِّخْلِئِ مَا نَفَعَهُ. وَخَالَأَ الْقَوْمُ: تَرَكُوا شَيْئًا وَأَخَذُوا فِي غَيْرِهِ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ; وَأَنْشَدَ:
فَلَمَّا فَنَى مَا فِي الْكَنَائِنِ خَالَئُوا     إِلَى الْقَرْعِ مِنْ جِلْدِ الْهِجَانِ الْمُجَوَّبِ
يَقُولُ: فَزِعُوا إِلَى السُّيُوفِ وَالدَّرَقِ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: ڪُنْتُ لَكِ ڪَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ فِي الْأُلْفَةِ وَالرِّفَاءِ لَا فِي الْفُرْقَةِ وَالْخِلَاءِ. الْخِلَاءُ، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ: الْمُبَاعَدَةُ وَالْمُجَانَبَةُ.

معنى كلمة خلأ – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خقن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خقن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خقن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خقن: خَاقَانُ: اسْمٌ لِكُلِّ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ التُّرْكِ. وَخَقَّنُوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ: رَأَّسُوهُ. اللَّيْثُ: خَاقَانُ اسْمٌ يُسَمَّى بِهِ مَنْ يُخَقِّنُهُ التُّرْكُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَلَيْسَ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ فِي شَيْءٍ.

معنى كلمة خقن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خقم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خقم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خقم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خقم: خَيْقَمٌ: حِكَايَةُ صَوْتٍ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
يَدْعُو خَيْقَمًا وَخَيْقَمَا
قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَرَأَيْتُ فِي دِيَارِ بَنِي تَمِيمٍ رَكِيَّةً عَادِيَّةً تُسَمَّى خَيْقَمَانَةَ; قَالَ: وَأَنْشَدَنِي بَعْضُهُمْ وَنَحْنُ نَسْتَقِي مِنْهَا:
كَأَنَّمَا نُطْفَةُ خَيْقَمَانِ     صَبِيبُ حِنَّاءٍ وَزَعْفَرَانِ
وَكَانَ مَاءُ هَذِهِ الرَّكِيَّةِ أَصْفَرَ شَدِيدَ الصُّفْرَةِ.

معنى كلمة خقم – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خقق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خقق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خقق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خقق: خَقَّتِ الْأَتَانُ تَخِقُّ خَقِيقًا، وَهِيَ خَقُوقٌ: صَوَّتَ حَيَاؤُهَا عِنْدَ الْجِمَاعِ مِنَ الْهُزَالِ وَالِاسْتِرْخَاءِ، وَكَذَلِكَ ڪَلُّ أُنْثَى مِنَ الدَّوَابِّ. وَخَقَّ الْفَرْجُ يَخِقُّ خَقِيقًا، وَكَذَلِكَ قُنْبُ الْفَرَسِ إِذَا صَوَّتَ، وَخَقَّتِ الْمَرْأَةُ وَهِيَ خَقُوقٌ وَخَقَّاقَةٌ ڪَذَلِكَ، وَهُوَ نَعْتٌ مَكْرُوهٌ; قَالَ:
لَوْ نِكْتَ مِنْهُنَّ خَقُوقًا عَرْدًا سَمِعْتَ رِزًّا وَدَوِيًّا إِدَّا
أَبُو عُبَيْدَةَ فِي ڪِتَابِ الْخَيْلِ: الْخِقَاقُ صَوْتٌ يَكُونُ فِي ظَبْيَةِ الْأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ مِنْ رَخَاوَةِ خِلْقَتِهَا وَارْتِفَاعِ مُلْتَقَاهَا، فَإِذَا تَحَرَّكَتْ لِعَنَقٍ أَوْ غَيْرِهِ احْتَشَتْ رَحِمُهَا الرِّيحَ فَصَوَّتَتْ فَذَلِكَ الْخِقَاقُ، وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ مِنْ ذَلِكَ الْخَاقُّ. وَالْخَقُوقُ وَالْخَقَّاقَةُ مِنَ الْأُتُنِ وَالنِّسَاءِ: الْوَاسِعَةُ الدُّبُرِ. وَيُقَالُ فِي السِّبَابِ: يَا ابْنَ الْخَقُوقِ! وَالْخَقَّاقَةُ: الِاسْتُ; وَمِنَ الْأَحْرَاحِ مُخِقٌّ، وَإِخْقَاقُهُ: صَوْتُهُ عِنْدَ النَّخْجِ. وَحِرٌّ مُخِقٌّ: مُصَوِّتٌ عِنْدَ النَّخْجِ. قَاْلَ أَبُو زَيْدٍ: إِذَا اتَّسَعَتِ الْبَكْرَةُ أَوِ اتَّسَعَ خَرْقُهَا عَنْهَا قِيلَ: أَخَقَّتْ إِخْقَاقًا فَانْخَسُوهَا نَخْسًا، وَهُوَ أَنْ يُسَدَّ مَا اتَّسَعَ مِنْهَا بِخَشَبَةٍ أَوْ بِحَجَرٍ أَوْ بِغَيْرِهِ. وَخَقَّتِ الْبَكَرَةُ: اتَّسَعَ خَرْقُهَا عَنِ الْمِحْوَرِ أَوِ اتَّسَعَتِ النَّعَامَةُ عَنْ مَوْضِعِ طَرَفِهَا مِنَ الزُّرْنُوقِ. وَالْخَقِيقُ وَالْخَقْخَقَةُ: زُعَاقُ قُنْبِ الدَّابَّةِ، وَقَدْ خَقِّ وَخَقْخَقَ. قَاْلَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: الْخَقِيقُ زُعَاقُ قُنْبِ الدَّابَّةِ فَإِذَا ضُوعِفَ مُخَفَّفًا قِيلَ: خَقْخَقَ. وَالْخَقْخَقَةُ: صَوْتُ الْقَنْبِ وَالْفَرْجِ إِذَا ضُوعِفَ. وَخَقَّ الْقَارُ وَمَا أَشْبَهَهُ خَقًّا وَخَقَقًا وَخَقِيقًا وَخَقْخَقَ: غَلَى وَسُمِعَ لَهُ صَوْتٌ. وَالْخَقُّ: الْغَدِيرُ الْيَابِسُ إِذَا جَفَّ وَتَقَلْفَعَ; قَالَ:
كَأَنَّمَا يَمْشِينَ فِي خَقٍّ يَبَسْ
وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قَاْلَ أَهْلُ اللُّغَةِ الْخَقُّ شِبْهُ حُفْرَةٍ غَامِضَةٍ فِي الْأَرْضِ مِثْلُ اللُّخْقُوقِ، قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُهُ. وَالْخَقُّ وَالْأُخْقُوقُ: قَدْرُ مَا يَخْتَفِي فِيهِ الدَّابَّةُ أَوِ الرَّجُلُ، لُغَةٌ فِي اللُّخْقُوقِ; قَاْلَ اللَّيْثُ: وَمَنْ قَاْلَ اللُّخْقُوقُ فَإِنَّمَا هُوَ غَلَطٌ مِنْ قِبَلِ الْهَمْزَةِ مَعَ لَامِ الْمَعْرِفَةِ، قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: هِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ يَتَكَلَّمُ بِهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَبِهَذِهِ اللُّغَةِ قَرَأَ نَافِعٌ، يَقُولُونَ قَاْلَ الْأَحْمَرُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَاْلَ لَحْمَرُ، وَقَالَ ذَلِكَ سِيبَوَيْهِ وَالْخَلِيلُ; حَكَاهُ الزَّجَّاجُ. وَقِيلَ: الْأَخَاقِيقُ فُقَرٌ فِي الْأَرْضِ وَهِيَ ڪُسُورٌ فِيهَا فِي مُنْعَرَجِ الْجَبَلِ وَفِي الْأَرْضِ الْمُتَفَقِّرَةِ، وَهِيَ الْأَوْدِيَةُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَجُلًا ڪَانَ وَاقِفًا مَعَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَوَقَصَتْ بِهِ نَاقَتُهُ فِي أَخَاقِيقِ جِرْذَانٍ فَمَاتَ; وَهِيَ شُقُوقٌ فِي الْأَرْضِ، وَاحِدُهَا أُخْقُوقٌ، وَلَا يَعْرِفُهُ الْأَصْمَعِيُّ إِلَّا بِاللَّامِ; قَاْلَ الْأَصْمَعِيُّ: إِنَّمَا هُوَ لَخَاقِيقُ جُرْذَانٍ، وَاحِدُهَا لُخْقُوقٌ، وَهِيَ شُقُوقٌ فِي الْأَرْضِ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: الْأَخَاقِيقُ صَحِيحَةٌ ڪَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ، وَاحِدُهَا أُخْقُوقٌ مِثْلُ أُخْدُودٍ وَأَخَادِيدَ. وَالْخَقُّ وَالْخَدُّ: الشَّقُّ فِي الْأَرْضِ. يُقَالُ: خَدَّ السَّيْلُ فِيهَا خَدًّا وَخَقَّ فِيهَا خَقًّا. ابْنُ شُمَيْلٍ: خَقَّ السَّيْلُ فِي الْأَرْضِ خَقًّا إِذَا حَفَرَ فِيهَا حَفْرًا عَمِيقًا. وَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى وَكِيلٍ لَهُ عَلَى ضَيْعَةٍ: أَمَّا بَعْدُ فَلَا تَدَعْ خَقًّا مِنَ الْأَرْضِ وَلَا لَقًّا إِلَّا سَوَّيْتَهُ وَزَرَعْتَهُ; فَاللَّقُّ: الشَّقُّ الْمُسْتَطِيلُ وَهُوَ الصَّدْعُ، وَالْخَقُّ: حُفْرَةٌ غَامِضَةٌ فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْجُحْرُ; وَأَنْشَدَ شَمِرٌ لِلَّعِينِ الْمِنْقَرِيِّ يَصِفُ ذَكَرَ فَرَسٍ:
وَقَاسِحٍ ڪَعَمُودِ الْأَثْلِ يَحْفِزُهُ     دَرْكًا حِصَانٌ، وَصُلْبٌ غَيْرُ مَعْرُوقِ
مِثْلَ الْهِرَاوَةِ مِيثَامٌ، إِذَا وَقَبَتْ     فِي مَهْبِلٍ، صَادَفَتْ دَاءَ اللَّخَاقِيقِ
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخَقَقَةُ الرَّكَوَاتُ الْمُتَلَاحِمَاتُ، وَالْخِقَقَةُ أَيْضًا الشُّقُوقُ الضَّيِّقَةُ. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ اسْتَخَقَّ الْفَرَسُ وَأَخَقَّ وَامْتَخَضَ إِذَا اسْتَرْخَى سُرْمُهُ، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الذَّكَرِ.

معنى كلمة خقق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خفا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خفا: خَفَا الْبَرْقُ خَفْوًا وَخُفُوًّا: لَمَعَ. وَخَفَا الشَّيْءُ خَفْوًا: ظَهَرَ. وَخَفَى الشَّيْءُ خَفْيًا وَخُفِيًّا: أَظْهَرَهُ وَاسْتَخْرَجَهُ. يُقَالُ: خَفَى الْمَطَرُ الْفِئَارَ إِذَا أَخْرَجَهُنَّ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ أَيْ: مِنْ جُحْرَتِهِنَّ; قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ فَرَسًا:
خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ ڪَأَنَّمَا خَفَاهُنَّ وَدْقٌ مِنْ سَحَابٍ مُرَكَّبِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي وَقَعَ فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ مِنْ عَشِيٍّ مُجَلِّبِ; وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ الْكِنْدِيِّ أَنْشَدَهُ اللِّحْيَانِيُّ:
فَإِنْ تَكْتُمُوا السِّرَّ لَا نَخْفِهِ     وَإِنْ تَبْعَثُوا الْحَرْبَ لَا نَقْعُدُ
قَوْلُهُ: لَا نَخْفِهِ أَيْ: لَا نُظْهِرُهُ. وَقُرِئَ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا، أَيْ: أُظْهِرُهَا; حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَخَفَيْتُ الشَّيْءَ أَخْفِيهِ: ڪَتَمْتُهُ. وَخَفَيْتُهُ أَيْضًا: أَظْهَرْتُهُ، وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَأَخْفَيْتُ الشَّيْءَ: سَتَرْتُهُ وَكَتَمْتُهُ. وَشَيْءٌ خَفِيٌّ: خَافٍ، وَيُجْمَعُ عَلَى خَفَايَا. وَخَفِيَ عَلَيْهِ الْأَمْرُ يَخْفَى خَفَاءً، مَمْدُودٌ. اللَّيْثُ: أَخْفَيْتُ الصَّوْتَ وَأَنَا أُخْفِيهِ إِخْفَاءً وَفِعْلُهُ اللَّازِمُ اخْتَفَى. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: الْأَكْثَرُ اسْتَخْفَى لَا اخْتَفَى، وَاخْتَفَى لُغَةٌ لَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَمَّا اخْتَفَى بِمَعْنَى خَفِيَ فَلُغَةٌ وَلَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ وَلَا بِالْمُنْكَرَةِ. وَالْخَفِيَّةُ: الرَّكِيَّةُ الَّتِي حُفِرَتْ ثُمَّ تُرِكَتْ حَتَّى انْدَفَنَتْ ثُمَّ انْتُثِلَتْ وَاحْتُفِرَتْ وَنُقِّيَتْ، سَمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا اسْتُخْرِجَتْ وَأُظْهِرَتْ وَاخْتَفَى الشَّيْءُ: ڪَخَفَاهُ، افْتَعَلَ مِنْهُ; قَالَ:
فَاعْصَوْصَبُوا ثُمَّ جَسُّوهُ بِأَعْيُنِهِمْ     ثُمَّ اخْتَفَوْهُ، وَقَرْنُ الشَّمْسِ قَدْ زَالَا
وَاخْتَفَيْتُ الشَّيْءَ: اسْتَخَرْجَتْهُ. وَالْمُخْتَفِي: النَّبَّاشُ لِاسْتِخْرَاجِهِ أَكْفَانَ الْمَوْتَى، مَدَنِيَّةٌ. قَاْلَ ثَعْلَبٌ: وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ عَلَى الْمُخْتَفِي قَطْعٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ: السُّنَّةُ أَنْ تُقْطَعَ الْيَدُ الْمُسْتَخْفِيَةُ وَلَا تُقْطَعَ الْيَدُ الْمُسْتَعْلِيَةُ; يُرِيدُ بِالْمُسْتَخْفِيَةِ يَدَ السَّارِقِ وَالنَّبَّاشِ، وَبِالْمُسْتَعْلِيَةِ يَدَ الْغَاصِبِ وَالنَّاهِبِ وَمَنْ فِي مَعْنَاهُمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَعَنَ الْمُخْتَفِي وَالْمُخْتَفِيَةِ; الْمُخْتَفِي: النَّبَّاشُ، وَهُوَ مِنَ الِاخْتِفَاءِ وَالِاسْتِتَارِ؛ لِأَنَّهُ يَسْرِقُ فِي خُفْيَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اخْتَفَى مَيِّتًا فَكَأَنَّمَا قَتَلَهُ. وَخَفِيَ الشَّيْءُ خَفَاءً، فَهُوَ خَافٍ وَخَفِيٌّ: لَمْ يَظْهَرْ. وَخَفَاهُ هُوَ وَأَخْفَاهُ: سَتَرَهُ وَكَتَمَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا; أَيْ: أَسْتُرُهَا وَأُوَارِيهَا; قَاْلَ اللِّحْيَانِيُّ: وَهِيَ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ. وَفِي حَرْفِ أُبَيٍّ: أَكَادُ أُخْفِيهَا مِنْ نَفْسِي; وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: أُخْفِيهَا يَكُونُ أُزِيلُ خَفَاءَهَا أَيْ: غِطَاءَهَا; ڪَمَا تَقُولُ: أَشْكَيْتُهُ إِذَا زُلْتُ لَهُ عَمَّا يَشْكُوهُ; قَاْلَ الْأَخْفَشُ: وَقُرِئَتْ أَكَادُ أَخْفِيهَا أَيْ: أُظْهِرُهَا؛ لِأَنَّكَ تَقُولُ خَفَيْتُ السِّرَّ أَيْ: أَظْهَرْتُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا لَمْ تَصْطَبِحُوا أَوْ تَغْتَبِقُوا أَوْ تَخْتَفُوا بَقْلًا، أَيْ: تُظْهِرُوهُ، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ وَالْحَاءِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَكَادُ أُخْفِيهَا، فِي التَّفْسِيرِ مِنْ نَفْسِي فَكَيْفَ أُطْلِعُكُمْ عَلَيْهَا. وَالْخَفَاءُ، مَمْدُودٌ: مَا خَفِيَ عَلَيْكَ. وَالْخَفَا، مَقْصُورٌ: هُوَ الشَّيْءُ الْخَافِي; قَاْلَ الشَّاعِرُ:
وَعَالِمِ السِّرِّ وَعَالِمِ الْخَفَا     لَقَدْ مَدَدْنَا أَيْدِيًا بَعْدَ الرَّجَا
وَقَالَ أُمَيَّةُ:
تُسَبِّحُهُ الطَّيْرُ الْكَوَامِنُ فِي الْخَفَا     وَإِذْ هِيَ فِي جَوِّ السَّمَاءِ تَصَعَّدُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَاْلَ أَبُو عَلِيٍّ الْقَالِي: خَفَيْتُ أَظْهَرْتُ لَا غَيْرُ، وَأَمَّا أَخْفَيْتُ فَيَكُونُ لِلْأَمْرَيْنِ وَغَلَّطَ الْأَصْمَعِيَّ وَأَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ ڪَانَ يَخْفِي صَوْتَهُ بِآمِينَ; رَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْيَاءِ مَنْ خَفَى يَخْفِي إِذَا أَظْهَرَ ڪَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا، عَلَى إِحْدَى الْقِرَاءَتَيْنِ. وَالْخَفَاءُ وَالْخَافِي وَالْخَافِيَةُ: الشَّيْءُ الْخَفِيُّ. قَاْلَ اللَّيْثُ: الْخُفْيَةُ مِنْ قَوْلِكَ أَخْفَيْتُ الشَّيْءَ أَيْ: سَتَرْتُهُ، وَلَقِيتُهُ خَفِيًّا أَيْ: سِرًّا. وَالْخَافِيَةُ: نَقِيضُ الْعَلَانِيَةِ. وَفَعَلَهُ خَفِيًّا وَخِفْيَةً، بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَخِفْوَةً عَلَى الْمُعَاقَبَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً; أَيْ: خَاضِعِينَ مُتَعَبِّدِينَ، وَقِيلَ: أَيِ اعْتَقِدُوا عِبَادَتَهُ فِي أَنْفُسِكُمْ؛ لِأَنَّ الدُّعَاءَ مَعْنَاهُ الْعِبَادَةُ; هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ; وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ أَنْ تَذْكُرَهُ فِي نَفْسِكَ; وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خُفْيَةٌ فِي خَفْضٍ وَسُكُونٍ، وَتَضَرُّعًا تَمَسْكُنًا. وَحُكِيَ أَيْضًا: خَفِيتُ لَهُ خِفْيَةً وَخُفْيَةً أَيِ اخْتَفَيْتُ; وَأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
حَفِظْتُ إِزَارِي، مُذْ نَشَأْتُ، وَلَمْ أَضَعْ     إِزَارِي إِلَى مُسْتَخْدَمَاتِ الْوَلَائِدِ
وَأَبْنَاؤُهُنَّ الْمُسْلِمُونَ، إِذَا بَدَا     لَكَ الْمَوْتُ وَارْبَدَّتْ وُجُوهُ الْأَسَاوِدِ
وَهُنَّ الْأُلَى يَأْكُلْنَ زَادَكَ خِفْوَةً     وَهَمْسًا، وَيُوطِئْنَ السُّرَى ڪُلَّ خَابِطِ
أَيْ: حَفِظْتُ فَرْجِي وَهُوَ مَوْضِعُ الْإِزَارِ أَيْ: لَمْ أَجْعَلْ نَفْسِي إِلَى الْإِمَاءِ وَقَوْلُهُ: يَأْكُلْنَ زَادَكَ خِفْوَةً، يَقُولُ: يَسْرِقْنَ زَادَكَ فَإِذَا رَأَيْنَكَ تَمُوتُ تَرَكْنَكَ، وَقَوْلُهُ: وَيُوطِئْنَ السُّرَى ڪُلَّ خَابِطِ، يُرِيدُ ڪُلُّ مَنْ يَأْتِيهِنَّ بِاللَّيْلِ يُمَكِّنَّهُ مِنْ أَنْفُسِهِنَّ. وَاسْتَخْفَى مِنْهُ: اسْتَتَرَ وَتَوَارَى. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ; وَكَذَلِكَ اخْتَفَى، وَلَا تَقُلِ اخْتَفَيْتُ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْفَرَّاءُ حَكَى أَنَّهُ قَدْ جَاءَ اخْتَفَيْتُ بِمَعْنَى اسْتَخْفَيْتُ; وَأَنْشَدَ:
أَصْبَحَ الثَّعْلَبُ يَسْمُو لِلْعُلَا     وَاخْتَفَى مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ الْأَسَدْ
فَهُوَ عَلَى هَذَا مُطَاوِعِ أَخْفَيْتُهُ فَاخْتَفَى ڪَمَا تَقُولُ: أَحْرَقْتُهُ فَاحْتَرَقَ، وَقَالَ الْأَخْفَشُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ، قَالَ: الْمُسْتَخْفِي الظَّاهِرُ، وَالسَّارِبُ الْمُتَوَارِي; وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ أَيْ: مُسْتَتِرٍ، وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ظَاهِرٌ، ڪَأَنَّهُ قَاْلَ الظَّاهِرُ وَالْخَفِيُّ عِنْدَهُ – جَلَّ وَعَزَّ – وَاحِدٌ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: قَوْلُ الْأَخْفَشِ الْمُسْتَخْفِي الظَّاهِرُ خَطَأً وَالْمُسْتَخْفِي بِمَعْنَى الْمُسْتَتِرِ ڪَمَا قَاْلَ الْفَرَّاءُ، وَأَمَّا الِاخْتِفَاءُ فَلَهُ مَعْنَيَانِ: أَحَدُهُمَا بِمَعْنَى خَفِيَ، وَالْآخَرُ بِمَعْنَى الِاسْتِخْرَاجِ; وَمِنْهُ قِيلَ لِلنَّبَّاشِ الْمُخْتَفِي، وَجَاءَ خَفِيَتْ بِمَعْنَيَيْنِ وَكَذَلِكَ أَخْفَيْتُ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ الْعَالِي أَنْ تَقُولَ: خَفَيْتُ الشَّيْءَ أَخْفِيهِ أَيْ: أَظْهَرْتُهُ. وَاسْتَخْفَيْتُ مِنْ فُلَانٍ أَيْ: تَوَارَيْتُ وَاسْتَتَرْتُ وَلَا يَكُونُ بِمَعْنَى الظُّهُورِ. وَاخْتَفَى دَمَهُ: قَتَلَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْلَمَ بِهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ; وَمِنْهُ قَوْلُ الْغَنَوِيِّ لِأَبِي الْعَالِيَةِ: إِنَّ بَنِي عَامِرٍ أَرَادُوا أَنْ يَخْتَفُوا دَمِي. وَالنُّونُ الْخَفِيَّةُ: السَّاكِنَةُ، وَيُقَالُ لَهَا الْخَفِيفَةُ أَيْضًا. وَالْخَفَاءُ: رِدَاءٌ تَلْبَسُهُ الْعَرُوسُ عَلَى ثَوْبِهَا فَتُخْفِيهِ بِهِ. وَكُلُّ مَا سَتَرَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ خِفَاءٌ. وَأَخْفِيَةُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُهُ. وَأَخْفِيَةُ الْكَرَى: الْأَعْيُنُ; قَالَ:
لَقَدْ عَلِمَ الْأَيْقَاظُ أَخْفِيَةَ الْكَرَى     تُزَجِّجُهَا مِنْ حَالِكٍ، وَاكْتِحَالَهَا
وَالْأَخْفِيَةُ: الْأَكْسِيَةُ، وَالْوَاحِدُ خِفَاءٌ؛ لِأَنَّهَا تُلْقَى عَلَى السِّقَاءِ; قَاْلَ الْكُمَيْتُ يَذُمُّ قَوْمًا وَأَنَّهُمْ لَا يَبْرَحُونَ بُيُوتَهُمْ وَلَا يَحْضُرُونَ الْحَرْبَ:
فَفِي تِلْكَ أَحْلَاسُ الْبُيُوتِ لَوَاصِفٌ     وَأَخْفِيَةٌ مَا هُمْ تُجَرُّ وَتُسْحَبُ
وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ: سَقَطْتُ ڪَأَنِّي خِفَاءٌ; الْخِفَاءُ: الْكِسَاءُ. وَكُلُّ شَيْءٍ غَطَّيْتَ بِهِ شَيْئًا فَهُوَ خِفَاءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ; هُوَ الْمُعْتَزِلُ عَنِ النَّاسِ الَّذِي يَخْفَى عَلَيْهِمْ مَكَانُهُ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: أَخْفِ عَنَّا; أَيِ اسْتُرِ الْخَبَرَ لِمَنْ سَأَلَكَ عَنَّا. وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ; أَيْ: مَا أَخْفَاهُ الذَّاكِرُ وَسَتَرَهُ عَنِ النَّاسِ; قَاْلَ الْحَرْبِيُّ: الَّذِي عِنْدِي أَنَّهُ الشُّهْرَةُ وَانْتِشَارُ خَبَرِ الرَّجُلِ؛ لِأَنَّ سَعْدَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَجَابَ ابْنَهُ عُمَرَ عَلَى مَا أَرَادَهُ عَلَيْهِ مِنَ الظُّهُورِ وَطَلَبِ الْخِلَافَةِ بِهَذَا الْحَدِيثِ. وَالْخَافِي: الْجِنُّ، وَقِيلَ الْإِنْسُ;; قَاْلَ أَعْشَى بَاهِلَةَ:
يَمْشِي بِبَيْدَاءَ لَا يَمْشِي بِهَا أَحَدٌ     وَلَا يُحَسُّ مِنَ الْخَافِي بِهَا أَثَرُ
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَصَابَهَا رِيحٌ مِنَ الْخَافِي أَيْ: مِنَ الْجِنِّ. وَقَالَ ابْنُ مُنَاذِرٍ: الْخَافِيَةُ مَا يَخْفَى فِي الْبَدَنِ مِنَ الْجِنِّ. يُقَالُ: بِهِ خَفِيَّةٌ أَيْ: لَمَمٌ وَمَسٌّ. وَالْخَافِيَةُ وَالْخَافِيَاءُ: ڪَالْخَافِي، وَالْجَمْعُ مِنْ ڪُلِّ ذَلِكَ خَوَافٍ. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْعَرَبِ أَيْضًا: أَصَابَهُ رِيحٌ مِنَ الْخَوَافِي; قَالَ: هُوَ جَمْعُ الْخَافِي يَعْنِي الَّذِي هُوَ الْجِنُّ، وَعِنْدِي أَنَّهُمْ إِذَا عَنَوْا بِالْخَافِي الْجِنَّ فَهُوَ مِنَ الِاسْتِتَارِ، وَإِذَا عَنَوْا بِهِ الْإِنْسَ فَهُوَ مِنَ الظُّهُورِ وَالِانْتِشَارِ. وَأَرْضٌ خَافِيَةٌ: بِهَا جِنٌّ; قَاْلَ الْمَرَّارُ الْفَقْعَسِيُّ:
إِلَيْكِ عَسَفْتُ خَافِيَةً وَإِنْسًا     وَغِيطَانًا، بِهَا لِلرَّكْبِ غُولُ
وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الْحَزَاةَ يَشْرَبُهَا أَكَايِسُ النِّسَاءِ لِلْخَافِيَةِ وَالْإِقْلَاتِ; الْخَافِيَةُ: الْجِنُّ سُمُّوا بِذَلِكَ لِاسْتِتَارِهِمْ عَنِ الْأَبْصَارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُحَدِّثُوا فِي الْقَرَعِ فَإِنَّهُ مُصَلَّى الْخَافِينَ; وَالْقَرَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: قِطَعٌ مِنَ الْأَرْضِ بَيْنَ الْكَلَإِ لَا نَبَاتَ بِهَا. وَالْخَوَافِي: رِيشَاتٌ إِذَا ضَمَّ الطَّائِرُ جَنَاحَيْهِ خَفِيَتْ; وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الرِّيشَاتُ الْأَرْبَعُ اللَّوَاتِي بَعْدَ الْمَنَاكِبِ، وَالْقَوْلَانِ مُقْتَرِبَانِ; وَقَالَ ابْنُ جَبَلَةَ: الْخَوَافِي سَبْعُ رِيشَاتٍ يَكُنَّ فِي الْجَنَاحِ بَعْدَ السَّبْعِ الْمُقَدَّمَاتِ، هَكَذَا وَقَعَ فِي الْحِكَايَةِ عَنْهُ؛ وَإِنَّمَا حَكَى النَّاسُ أَرْبَعٌ قَوَادِمُ وَأَرْبَعٌ خَوَافٍ، وَاحِدَتُهَا خَافِيَةٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْخَوَافِي مَا دُونَ الرِّيشَاتِ الْعَشْرِ مِنْ مُقَدَّمِ الْجَنَاحِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ مَدِينَةَ قَوْمِ لُوطٍ حَمَلَهَا جِبْرِيلُ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – عَلَى خَوَافِي جَنَاحِهِ; قَالَ: هِيَ الرِّيشُ الصِّغَارُ الَّتِي فِي جَنَاحِ الطَّائِرِ ضِدُّ الْقَوَادِمِ، وَاحِدَتُهَا خَافِيَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ: وَمَعِي خَنْجَرٌ مِثْلُ خَافِيَةِ النَّسْرِ; يُرِيدُ أَنَّهُ صَغِيرٌ. وَالْخَوَافِي: السَّعَفَاتُ اللَّوَاتِي يَلِينَ الْقِلَبَةَ، نَجْدِيَّةٌ، وَهِيَ فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ الْعَوَاهِنُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ السَّعَفَاتُ اللَّوَاتِي دُونَ الْقِلَبَةِ، وَالْوَاحِدَةُ ڪَالْوَاحِدَةِ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ السَّتْرِ. وَالْخَفِيَّةُ: غَيْضَةٌ مُلْتَفَّةٌ يَتَّخِذُهَا الْأَسَدُ عَرِينَهُ وَهِيَ خَفِيَّتُهُ; وَأَنْشَدَ:
أُسُودُ شَرًى لَاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ     تَسَاقَيْنَ سُمًّا ڪُلُّهُنَّ خَوَادِرُ
وَفِي الْمُحْكَمِ: هِيَ غَيْضَةٌ مُلْتَفَّةٌ يَتَّخِذُ فِيهَا الْأَسَدُ عَرِينًا فَيَسْتَتِرُ هُنَالِكَ، وَقِيلَ: خَفِيَّةٌ وَشَرًى اسْمَانِ لِمَوْضِعَيْنِ عَلَمَانِ; قَالَ:
وَنَحْنُ قَتَلْنَا الْأُسْدَ، أُسْدَ خَفِيَّةٍ     فَمَا شَرِبُوا، بَعْدًا عَلَى لَذَّةٍ خَمْرَا
وَقَوْلُهُمْ: أُسُودُ خَفِيَّةٍ ڪَمَا تَقُولُ أُسُودُ حَلْيَةٍ، وَهُمَا مَأْسَدَتَانِ; قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: السَّمَاعُ أُسُودُ خَفِيَّةٍ وَالصَّوَابُ خَفِيَّةَ، غَيْرَ مَصْرُوفٍ، وَإِنَّمَا يُصْرَفُ فِي الشِّعْرِ ڪَقَوْلِ الْأَشْعَبِ بْنِ رُمَيْلَةَ:
أُسُودُ شَرًى لَاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ     تَسَاقَوْا، عَلَى لَوْحٍ دِمَاءَ الْأَسَاوِدِ
وَالْخَفِيَّةُ: بِئْرٌ ڪَانَتْ عَادِيَّةً فَانْدَفَنَتْ ثُمَّ حُفِرَتْ، وَالْجَمْعُ الْخَفَايَا وَالْخَفِيَّاتُ. وَالْخَفِيَّةُ: الْبِئْرُ الْقَعِيرَةُ لِخَفَاءِ مَائِهَا. وَخَفَا الْبَرْقُ يَخْفُو خَفْوًا وَخَفَا الْبَرْقُ وَخَفِيَ خَفْيًا فِيهِمَا; الْأَخِيرَةُ عَنْ ڪُرَاعٍ: بَرَقَ بَرْقًا خَفِيًّا ضَعِيفًا مُعْتَرِضًا فِي نَوَاحِي الْغَيْمِ، فَإِنْ لَمِعَ قَلِيلًا ثُمَّ سَكَنَ وَلَيْسَ لَهُ اعْتِرَاضٌ فَهُوَ الْوَمِيضُ، وَإِنْ شَقَّ الْغَيْمَ وَاسْتَطَالَ فِي الْجَوِّ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْخُذَ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا فَهُوَ الْعَقِيقَةُ; قَاْلَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْوَمِيضُ أَنْ يُومِضَ الْبَرْقُ إِيمَاضَةً خَفِيفَةً ثُمَّ يَخْفَى ثُمَّ يُومِضُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا يَأْسٌ مِنَ الْمَطَرِ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْخَفْوُ اعْتِرَاضُ الْبَرْقِ فِي نَوَاحِي السَّمَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ سَأَلَ عَنِ الْبَرْقِ فَقَالَ أَخَفْوًا أَمْ وَمِيضًا. وَخَفَا الْبَرْقُ إِذَا بَرَقَ بَرْقًا ضَعِيفًا. وَرَجُلٌ خَفِيُّ الْبَطْنِ: ضَامِرُهُ خَفِيفُهُ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ; وَأَنْشَدَ:
فَقَامَ، فَأَدْنَى مِنْ وَسَادِي وِسَادَهُ     خَفِيُّ الْبَطْنِ مَمْشُوقَ الْقَوَائِمِ شَوْذَبُ
وَقَوْلُهُمْ: بَرِحَ الْخَفَاءُ أَيْ: وَضَحَ الْأَمْرُ. وَذَلِكَ إِذَا ظَهَرَ. وَصَارَ فِي بَرَاحٍ أَيْ: فِي أَمْرٍ مُنْكَشِفٍ، وَقِيلَ: بَرِحَ الْخَفَاءُ أَيْ: زَالَ الْخَفَاءُ، قَالَ: وَالْأَوَّلُ أَجْوَدُ. قَاْلَ بَعْضُهُمْ: الْخَفَاءُ الْمُتَطَأْطِئُ مِنَ الْأَرْضِ الْخَفِيُّ، وَالْبِرَاحُ الْمُرْتَفِعُ الظَّاهِرُ، يَقُولُ: صَارَ ذَلِكَ الْمُتَطَأْطِئُ مُرْتَفِعًا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْخَفَاءُ هُنَا السِّرُّ فَيَقُولُ ظَهَرَ السِّرُّ؛ لِأَنَّا قَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ الْبَرَاحَ الظَّاهِرُ الْمُرْتَفِعُ; قَاْلَ يَعْقُوبُ: وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: إِذَا حَسُنَ مِنَ الْمَرْأَةِ خَفِيَّاهَا حَسُنَ سَائِرُهَا; يَعْنِي صَوْتَهَا وَأَثَرَ وَطْئِهَا الْأَرْضَ؛ لِأَنَّهَا إِذَا ڪَانَتْ رَخِيمَةَ الصَّوْتِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى خَفَرِهَا، وَإِذَا ڪَانَتْ مُقَارَبَةَ الْخُطَى وَتَمَكَّنَ أَثَرُ وَطْئِهَا فِي الْأَرْضِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ لَهَا أَرْدَافًا وَأَوْرَاكًا. اللَّيْثُ: وَالْخَفَاءُ رِدَاءٌ تَلْبَسُهُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثِيَابِهَا. وَكُلُّ شَيْءٍ غَطَّيْتُهُ بِشَيْءٍ مِنْ ڪِسَاءٍ أَوْ نَحْوِهِ فَهُوَ خِفَاؤُهُ، وَالْجَمْعُ الْأَخْفِيَةُ; وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
عَلَيْهِ زَادٌ وَأَهْدَامٌ وَأَخْفِيَةٌ     قَدْ ڪَادَ يَجْتَرُّهَا عَنْ ظَهْرِهِ الْحَقَبُ

معنى كلمة خفا – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خفن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خفن: اللَّيْثُ: الْخَفَّانُ رِئَالُ النَّعَامِ، الْوَاحِدَةُ خَفَّانَةٌ، وَهُوَ فَرْخُهَا; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ، وَالَّذِي أَرَادَ اللَّيْثُ: الْحَفَّانِ، بِالْحَاءِ، وَهِيَ رِئَالُ النَّعَامِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي حَرْفِ الْفَاءِ، قَالَ: وَالْخَاءُ فِيهِ خَطَأٌ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَخَفَّانُ مَأْسَدَةٌ بَيْنَ الثِّنْيِ وَعُذَيْبٍ، فِيهِ غِيَاضٌ وَنُزُوزٌ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخَفْنُ اسْتِرْخَاءُ الْبَطْنِ، قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: هُوَ حَرْفٌ غَرِيبٌ لَمْ أَسْمَعْهُ لِغَيْرِهِ، اللَّيْثُ: الْخَيْفَانُ الْجَرَادُ أَوَّلَ مَا يَطِيرُ، جَرَادَةٌ خَيْفَانَةٌ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: جَعَلَ خَيْفَانًا فَيْعَالًا مِنَ الْخَفْنِ، وَلَيْسَ ڪَذَلِكَ، إِنَّمَا الْخَيْفَانُ مِنَ الْجَرَادِ الَّذِي صَارَ فِيهِ خُطُوطٌ مُخْتَلِفَةٌ وَأَصْلُهُ مِنَ الْأَخْيَفِ، وَالنُّونُ فِي خَيْفَانَ نُونُ فَعْلَانٍ، وَالْيَاءُ أَصْلِيَّةٌ. وَخَفَيْنَنٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ قَرِيبٍ مِنْ يَنْبُعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ; قَاْلَ ڪُثَيِّرٌ:
فَقَدَ فُتْنَنِي لَمَّا وَرَدْنَ خَفَيْنَنًا وَهُنَّ عَلَى مَاءِ الْخُرَاضَةِ أَبْعَدُ

معنى كلمة خفن – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خفل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خفل: ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخَافِلُ الْهَارِبُ، وَكَذَلِكَ الْمَاخِلُ وَالْمَالِخُ.

معنى كلمة خفل – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خفق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خفق: الْخَفْقُ: اضْطِرَابُ الشَّيْءِ الْعَرِيضِ. يُقَالُ: رَايَاتُهُمْ تَخْفِقُ وَتَخْتَفِقُ، وَتُسَمَّى الْأَعْلَامُ الْخَوَافِقُ وَالْخَافِقَاتُ. ابْنُ سِيدَهْ: خَفَقَ الْفُؤَادُ وَالْبَرْقُ وَالسَّيْفُ وَالرَّايَةُ وَالرِّيحُ وَنَحْوُهَا يَخْفِقُ وَيَخْفُقُ خَفْقًا وَخُفُوقًا وَخَفَقَانًا وَأَخْفَقَ وَاخْتَفَقَ، ڪُلُّهُ: اضْطَرَبَ، وَكَذَلِكَ الْقَلْبُ وَالسَّرَابُ إِذَا اضْطَرَبَا. التَّهْذِيبُ: خَفَقَتِ الرِّيحُ خَفَقَانًا، وَهُوَ حَفِيفُهَا أَيْ: دَوِيُّ جَرْيِهَا; قَاْلَ الشَّاعِرُ:
كَأَنَّ هُوِيَّهَا خَفَقَانُ رِيحٍ خَرِيقٍ، بَيْنَ أَعْلَامٍ طِوَالِ
وَأَخْفَقَ بِثَوْبِهِ: لَمَعَ بِهِ. وَالْخَفْقَةُ: مَا يُصِيبُ الْقَلْبَ فَيَخْفِقُ لَهُ، وَفُؤَادٌ مَخْفُوقٌ. التَّهْذِيبُ: الْخَفَقَانُ اضْطِرَابُ الْقَلْبِ وَهِيَ خِفَّةٌ تَأْخُذُ الْقَلْبَ، تَقُولُ: رَجُلٌ مَخْفُوقٌ. وَخَفَقَ بِرَأْسِهِ مِنَ النُّعَاسِ: أَمَالَهُ، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا نَعَسَ نَعْسَةً ثُمَّ تَنَبَّهَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ڪَانَتْ رُءُوسُهُمْ تَخْفِقُ خَفْقَةً أَوْ خَفْقَتَيْنِ. وَيُقَالُ: سَيَّرَ اللَّيْلُ الْخَفْقَتَانِ وَهُمَا أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ، وَسَيْرُ النَّهَارِ الْبَرْدَانِ أَيْ: غُدْوَةٌ وَعَشِيَّةٌ. وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ فِي ڪِتَابِهِ: خَفَقَ خُفُوقًا إِذَا نَامَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ڪَانُوا يَنْتَظِرُونَ الْعِشَاءَ حَتَّى تَخْفِقَ رُءُوسُهُمْ; أَيْ: يَنَامُونَ حَتَّى تَسْقُطَ أَذْقَانُهُمْ عَلَى صُدُورِهِمْ وَهُمْ قُعُودٌ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْخُفُوقِ الِاضْطِرَابِ. وَيُقَالُ: خَفَقَ فُلَانٌ خَفْقَةً إِذَا نَامَ نَوْمَةً خَفِيفَةً. وَخَفَقَ الرَّجُلُ أَيْ: حَرَّكَ رَأْسَهُ وَهُوَ نَاعِسٌ. وَخَفَقَ الْآلُ خَفْقًا: اضْطَرَبَ; فَأَمَّا قَوْلُ رُؤْبَةَ:
وَقَاتِمِ الْأَعْمَاقِ خَاوِيِ الْمُخْتَرَقْ     مُشْتَبِهُ الْأَعْلَامِ لَمَّاعِ الْخَفَقْ
فَإِنَّهُ حُرِّكَ لِلضَّرُورَةِ ڪَمَا قَالَ:
فَلَمْ يُنْظَرْ بِهِ الْحَشَكُ
وَأَرْضٌ خَفَّاقَةٌ: يَخْفِقُ فِيهَا السَّرَابُ. التَّهْذِيبُ: السَّرَابُ الْخَفُوقُ وَالْخَافِقُ الْكَثِيرُ الِاضْطِرَابِ. وَالْخَفْقَةُ: الْمَفَازَةُ ذَاتُ الْآلِ; قَاْلَ الْعَجَّاجُ:
وَخَفْقَةٌ لَيْسَ بِهَا طُوئِيٌّ
يَعْنِي لَيْسَ بِهَا أَحَدٌ. وَخَفَقَ الشَّيْءُ: غَابَ، وَقِيلَ لِعُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ: مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ فَقَالَ: الْخَفْقُ وَالْخِلَاطُ; يُرِيدُ بِالْخَفْقِ مَغِيبَ الذَّكَرِ فِي الْفَرْجِ; التَّفْسِيرُ لِلْأَزْهَرِيِّ، مِنْ خَفَقَ النَّجْمُ إِذَا انْحَطَّ فِي الْمَغْرِبِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْخَفْقِ الضَّرْبِ. وَخَفَقَ النَّجْمُ يَخْفِقُ وَأَخْفَقَ: غَابَ; قَاْلَ الشَّمَّاخُ:
عَيْرَانَةٌ ڪَفَقُودِ الرَّحْلِ نَاجِيَةٌ     إِذَا النُّجُومُ تَوَلَّتْ بَعْدَ إِخْفَاقِ
وَقِيلَ: هُوَ إِذَا تَلَأْلَأَ وَأَضَاءَ; وَأَنْشَدَ الْأَزْهَرِيُّ:
وَأَطْعُنُ بِالْقَوْمِ شَطْرَ الْمُلُو     ڪِ حَتَّى إِذَا خَفَقَ الْمِجْدَحُ
وَخَفَقَ النَّجْمُ وَالْقَمَرُ: انْحَطَّ فِي الْمَغْرِبِ، وَكَذَلِكَ الشَّمْسُ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: وَأَخْفَقَ إِذَا تَوَلَّى لِلْمَغِيبِ. يُقَالُ: وَرَدْتُ خُفُوقَ النَّجْمِ أَيْ: وَقْتَ خُفُوقِ الثُّرَيَّا، تَجْعَلُهُ ظَرْفًا وَهُوَ مَصْدَرٌ. وَرَأَيْتُ فُلَانًا خَافِقَ الْعَيْنِ أَيْ: خَاشِعَ الْعَيْنِ غَائِرَهَا، وَكَذَلِكَ مَاكِلَ الْعَيْنِ وَمُرَنَّقُ الْعَيْنِ. وَخَفَقَ اللَّيْلُ: سَقَطَ عَنِ الْأُفُقِ; عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ. وَخَفَقَ السَّهْمُ: أَسْرَعَ. وَرِيحٌ خَيْفَقٌ: سَرِيعَةٌ. وَفَرَسٌ خَيْفَقٌ وَنَاقَةٌ خَيْفَقٌ: سَرِيعَةٌ جِدًّا، وَقِيلَ: هِيَ الطَّوِيلَةُ الْقَوَائِمِ مَعَ إِخْطَافٍ، وَقَدْ يَكُونُ لِلذَّكَرِ، وَالتَّأْنِيثُ عَلَيْهِ أَغْلَبُ، وَقِيلَ: فَرَسٌ خَيْفَقٌ مُخْطَفَةُ الْبَطْنِ قَلِيلَةُ اللَّحْمِ. الْكِلَابِيُّ: امْرَأَةٌ خَيْفَقٌ وَهِيَ الطَّوِيلَةُ الرُّفْغَيْنِ الدَّقِيقَةُ الْعِظَامِ الْبَعِيدَةُ الْخَطْوِ. وَفَرَسٌ خَيْفَقٌ أَيْ: سَرِيعَةٌ جِدًّا. وَظَلِيمٌ خَيْفَقٌ: سَرِيعٌ، وَهُوَ الْخَنْفَقِيقُ فِي النَّاقَةِ وَالْفَرَسِ وَالظَّلِيمِ، وَهُوَ مَشْيٌ فِي اضْطِرَابٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ خَفِقٌ وَالْأُنْثَى خَفِقَةٌ مِثْلُ خَرِبٍ وَخَرِبَةٍ، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: خُفَقٌ وَالْأُنْثَى خُفَقَةٌ، مِثْلُ رُطَبٍ وَرُطَبَةٍ، وَالْجِمْعُ خَفِقَاتٌ وَخُفَقَاتٌ وَخِفَاقٌ، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الْأَقَبِّ، وَرُبَّمَا ڪَانَ الْخُفُوقُ مِنْ خِلْقَةِ الْفَرَسِ، وَرُبَّمَا ڪَانَ مِنَ الضُّمُورِ وَالْجَهْدِ، وَرُبَّمَا أُفْرِدُ وَرُبَّمَا أُضِيفَ; وَأَنْشَدَ فِي الْإِفْرَادِ:
وَمُكْفِتٍ فَضْلٍ سَابِغَةٍ دِلَاصِ      عَلَى خَيْفَانَةٍ خَفِقٍ حَشَاهَا
وَأَنْشَدَ فِي الْإِضَافَةِ:
بِشَنِجٍ مُوَتَّرِ الْأَنْسَاءِ     حَابِي الضُّلُوعِ خَفِقِ الْأَحْشَاءِ
وَيُقَالُ: فَرَسٌ خَفِقُ الْحَشَا. وَالْخَيْفَقُ: فَرَسُ سَعْدِ بْنِ مُشْهِبٍ. وَامْرَأَةٌ خَنْفَقٌ: سَرِيعَةٌ جَرِيئَةٌ. وَالْخَنْفَقُ وَالْخَنْفَقِيقُ: الدَّاهِيَةُ; يُقَالُ: دَاهِيَةٌ خَنْفَقِيقٌ، وَهُوَ أَيْضًا الْخَفِيفَةُ مِنَ النِّسَاءِ الْجَرِيئَةُ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، جَعَلَهَا مِنْ خَفْقِ الرِّيحِ. وَالْخَنْفِقِيقُ: حِكَايَةُ أَصْوَاتِ حَوَافِرِ الْخَيْلِ. وَالْخَنْفَقِيقُ: النَّاقِصُ الْخَلْقِ; قَاْلَ شُيَيْمُ بْنُ خُوَيْلِدٍ:
قُلْتُ لَسَيِّدِنَا: يَا حَكِي     مُ، إِنَّكَ لَمْ تَأْسُ أَسْوًا رَفِيقَا
أَعَنْتَ عَدِيًّا عَلَى شَأْوِهَا     تُعَادِي فَرِيقًا وَتَنْفِي فَرِيقَا
أَطَعْتَ الْيَمِينَ عِنَادَ الشِّمَالِ     تُنَحِّي بِحَدِّ الْمَوَاسِي الْحُلُوقَا
زَحَرْتَ بِهَا لَيْلَةً ڪُلَّهَا     فَجِئْتَ بِهَا مُؤْيَدًا خَنْفَقِيقَا
وَهَذَا أَوْرَدَهُ الْجَوْهَرِيُّ:
وَقَدْ طَلَقَتْ لَيْلَةً ڪُلَّهَا     فَجَاءَتْ بِهِ مُؤْدَنًا خَنْفَقِيقَا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّوَابُ:
زَحَرَتْ بِهَا لَيْلَةً ڪُلَّهَا
كَمَا تَقَدَّمَ; وَقَوْلُهُ: يَا حَكِيمُ، هُزْءٌ مِنْهُ أَيْ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ حَكِيمٌ وَتُخْطِئُ هَذَا الْخَطَأَ، وَقَوْلُهُ: أَطَعْتَ الْيَمِينَ عِنَادَ الشَّمَالِ، مِثْلُ ضَرَبَهُ، يُرِيدُ فَعَلَتْ فِعْلًا أَمْكَنَتْ بِهِ أَعْدَاءَنَا مِنَّا ڪَمَا أَعْلَمْتُكَ أَنَّ الْعَرَبَ تَأْتِي أَعْدَاءَهَا مِنْ مَيَامِنِهِمْ; يَقُولُ: فَجِئْتَنَا بِدَاهِيَةٍ مِنَ الْأَمْرِ وَجِئْتَ بِهِ مُؤَيَدًا خَنْفَقِيقًا: أَيْ: نَاقِصًا مُقَصِّرًا. وَخَفَقَهُ بِالسَّيْفِ وَالسَّوْطِ وَالدِّرَّةِ يَخْفُقُهُ وَيَخْفِقُهُ خَفْقًا: ضَرَبَهُ بِهَا ضَرْبًا خَفِيفًا. وَالْمِخْفَقَةُ: الشَّيْءُ يُضْرَبُ بِهِ نَحْوُ سَيْرٍ أَوْ دِرَّةٍ. التَّهْذِيبُ: وَالْمِخْفَقَةُ وَالْخَفْقَةُ، جَزْمٌ، هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ نَحْوَ سَيْرٍ أَوْ دِرَّةٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمِخْفَقَةُ سَوْطٌ مِنْ خَشَبٍ. وَسَيْفٌ مِخْفَقٌ: عَرِيضٌ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: وَالْمِخْفَقُ مِنْ أَسْمَاءِ السَّيْفِ الْعَرِيضِ. اللَّيْثُ: الْخَفْقُ ضَرْبُكَ الشَّيْءُ بِالدِّرَّةِ أَوْ بِشَيْءٍ عَرِيضٍ، وَالْمِخْفَقَةُ الدِّرَّةُ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: فَضَرَبَهُمَا بِالْمِخْفَقَةِ; هِيَ الدِّرَّةُ. وَأَخْفَقَ الرَّجُلُ: طَلَبَ حَاجَةً فَلَمْ يَظْفَرْ بِهَا ڪَالرَّجُلِ إِذَا غَزَا وَلَمْ يَغْنَمْ، أَوْ ڪَالصَّائِدِ إِذَا رَجَعَ وَلَمْ يَصْطَدْ، وَطَلَبَ حَاجَةً فَأَخْفَقَ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: (أَيُّمَا سَرِيَّةٍ غَزَتْ فَأَخْفَقَتْ ڪَانَ لَهَا أَجْرُهَا مَرَّتَيْنِ); قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْإِخْفَاقُ أَنْ يَغْزُوَ فَلَا يَغْنَمَ شَيْئًا; وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ يَصِفُ فَرَسًا لَهُ:
فَيُخْفِقُ مَرَّةً وَيَصِيدُ أُخْرَى     وَيَفْجَعُ ذَا الضَّغَائِنِ بِالْأَرِيبِ
يَقُولُ: يَغْزُو عَلَى هَذَا الْفَرَسِ فَيَغْنَمُ مَرَّةً وَلَا يَغْنَمُ أُخْرَى; قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ ڪَلُّ طَالِبِ حَاجَةٍ إِذَا لَمْ يَقْضِهَا فَقَدْ أَخْفَقَ إِخْفَاقًا، وَأَصْلُ ذَلِكَ فِي الْغَنِيمَةِ. قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: أَصْلُهُ مِنَ الْخَفْقِ التَّحَرُّكُ أَيْ: صَادَفْتُ الْغَنِيمَةَ خَافِقَةً غَيْرَ ثَابِتَةٍ مُسْتَقِرَّةٍ. اللَّيْثُ: أَخْفَقَ الْقَوْمُ فَنِيَ زَادُهُمْ، وَأَخْفَقَ الرَّجُلُ قَلَّ مَالُهُ. وَالْخَفْقُ: صَوْتُ النَّعْلِ وَمَا أَشْبَهَهَا مِنَ الْأَصْوَاتِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ: إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ، يَعْنِي الْمَيِّتَ يَسْمَعُ صَوْتَ نِعَالِهِمْ عَلَى الْأَرْضِ إِذَا مَشَوْا. وَرَجُلٌ خَفَّاقُ الْقَدَمِ: عَرِيضُ بَاطِنِ الْقَدَمِ، وَخَفَقَ الْأَرْضَ بِنَعْلِهِ. وَكُلُّ ضَرْبٍ بِشَيْءٍ عَرِيضٍ خَفْقٌ; وَقَوْلُهُ:
مُهَفْهَفُ الْكَشْحَيْنِ خَفَّاقُ الْقَدَمْ
قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ خَفِيفٌ عَلَى الْأَرْضِ لَيْسَ بِثَقِيلٍ وَلَا بَطِيءٍ، وَقِيلَ: خَفَّاقُ الْقَدَمِ إِذَا ڪَانَ صَدْرُ قَدَمَيْهِ عَرِيضًا; قَاْلَ أَبُو زُغْبَةَ الْخَزْرَجِيُّ:
قَدْ لَفَّهَا اللَّيْلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ     خَدَلَّجِ السَّاقَيْنِ خَفَّاقِ الْقَدَمِ
وَقِيلَ: هَذَا الرَّجَزُ لِلْحُطَمِ الْقَيْسِيِّ. وَامْرَأَةٌ خَفَّاقَةُ الْحَشَى أَيْ: خَمِيصَةٌ; وَقَوْلُهُ:
أَلَا يَا هَضِيمَ الْكَشْحِ خَفَّاقَةَ الْحَشَى     مِنَ الْغِيدِ أَعْنَاقًا أُولَاكِ الْعَوَاتِقِ
إِنَّمَا عَنَى بِأَنَّهَا ضَامِرَةُ الْبَطْنِ خَمِيصَةٌ، وَإِذَا ضَمُرَتْ خَفَقَتْ، وَالْخَفْقَةُ: الْمَفَازَةُ الْمَلْسَاءُ ذَاتُ الْآلِ. وَالْخَافِقُ: الْمَكَانُ الْخَالِي مِنَ الْأَنِيسِ، وَقَدْ خَفَقَ إِذَا خَلَا; قَاْلَ الرَّاعِي:
عَوَيْتَ عُوَاءَ الْكَلْبِ لَمَّا لَقِيتَنَا     بِثَهْلَانَ مِنْ خَوْفِ الْفُرُوجِ الْخَوَافِقِ
وَخَفَقَ فِي الْبِلَادِ خُفُوقًا: ذَهَبَ. وَالْخَافِقَانِ: قَطْرَا الْهَوَاءِ. وَالْخَافِقَانِ: أُفُقُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ; قَاْلَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لِأَنَّ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ يَخْفِقَانِ فِيهِمَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: يَخْفِقَانِ بَيْنَهُمَا; قَاْلَ أَبُو الْهَيْثَمِ: الْخَافِقَانِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَغْرِبَ يُقَالُ لَهُ الْخَافِقُ وَهُوَ الْغَائِبُ، فَغَلَّبُوا الْمَغْرِبَ عَلَى الْمَشْرِقِ فَقَالُوا الْخَافِقَانِ ڪَمَا قَالُوا الْأَبَوَانِ. شَمِرٌ: الْخَافِقَانِ طَرَفَا السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ; قَاْلَ رُؤْبَةُ:
وَاللِّهْبُ لَهَبُ الْخَافِقَيْنِ يَهْذِمُهُ
وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يَهْذِمُهُ يَأْكُلُهُ.
كِلَاهُمَا فِي فَلَكٍ يَسْتَلْحِمُهُ
أَيْ: يَرْكَبُهُ; وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: الْخَافِقَانِ مُنْتَهَى الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ. يُقَالُ: أَلْحَقَ اللَّهُ فُلَانًا بِالْخَافِقِ، قَالَ: وَالْخَافِقَانِ هَوَاءَانِ مُحِيطَانِ بِجَانِبَيِ الْأَرْضِ. قَالَ: وَخَوَافِقُ السَّمَاءِ الْجِهَاتُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهَا الرِّيَاحُ الْأَرْبَعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ مِيكَائِيلَ مَنْكِبَاهُ يَحُكَّانِ الْخَافِقَيْنِ يَعْنِي طَرَفَيِ السَّمَاءِ، وَفِي النِّهَايَةِ: مَنْكِبَا إِسْرَافِيلَ يَحُكَّانِ الْخَافِقَيْنِ، قَالَ: وَهُمَا طَرَفَا السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ; وَقِيلَ: الْمَغْرِبُ وَالْمَشْرِقُ. وَالْخَفَّاقَةُ: الِاسْتُ. وَخَفَقَتِ الدَّابَّةُ تَخْفِقُ إِذَا ضَرَطَتْ، فَهِيَ خَفُوقٌ. وَالْمَخْفُوقُ: الْمَجْنُونُ; وَأَنْشَدَ:
مَخْفُوقَةٌ تَزَوَّجَتْ مَخْفُوقًا
  وَرَوَى الْأَزْهَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ قَالَ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنَ الدِّينِ وَسَوْدَابِ الدِّينِ، وَفِي رِوَايَةِ جَابِرٍ: وَإِدْبَارٍ مِنَ الْعِلْمِ; أَرَادَ أَنَّ خُرُوجَ الدَّجَّالِ يَكُونُ عِنْدَ ضَعْفِ الدِّينِ وَقِلَّةِ أَهْلِهِ وَظُهُورِ أَهْلِ الْبَاطِلِ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ وَفُشُوِّ الشَّرِّ وَأَهْلِهِ، وَهُوَ مِنْ خَفَقَ اللَّيْلُ إِذَا ذَهَبَ أَكْثَرَهُ، أَوْ خَفَقَ إِذَا اضْطَرَبَ، أَوْ خَفَقَ إِذَا نَعَسَ. قَاْلَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْخَفْقَةُ فِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ النَّعْسَةُ هَهُنَا، يَعْنِي أَنَّ الدِّينَ نَاعِسٌ وَسْنَانُ فِي ضَعْفِهِ، مِنْ قَوْلِكَ: خَفَقَ خَفْقَةً إِذَا نَامَ نَوْمَةً خَفِيفَةً. وَمِنْ أَمْثَالِ الْعَرَبِ: ظَلَمَ ظُلْمَ الْخَيْفَقَانِ، وَقِيلَ: ڪَانَ اسْمُهُ سَيَّارًا خَرَجَ يُرِيدُ الشَّحْرَ هَارِبًا مِنْ عَوْفِ بْنِ إِكْلِيلِ بْنِ سَيَّارٍ، وَكَانَ قَتَلَ أَخَاهُ عُوَيْفًا، فَلَقِيَهُ ابْنُ عَمٍّ لَهُ وَمَعَهُ نَاقَتَانِ وَزَادٌ، فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الشَّحْرُ لِئَلَّا يَقْدِرَ عَلِيَّ عَوْفٌ فَقَدْ قَتَلْتُ أَخَاهُ عُوَيْفًا، فَقَالَ: خُذْ إِحْدَى النَّاقَتَيْنِ، وَشَاطَرَهُ زَادَهُ؛ فَلَمَّا وَلَّى عَطَفَ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ فَسُمِّيَ صَرِيعَ الظُّلْمِ; وَفِيهِ يَقُولُ الْقَائِلُ:
أُعَلِّمُهُ الرِّمَايَةَ ڪُلَّ يَوْمٍ     فَلَمَّا اشْتَدَّ سَاعِدُهُ رَمَانِي
تَعَالَى اللَّهُ! هَذَا الْجَوْرُ حَقًّا     وَلَا ظُلْمٌ ڪَظُلْمِ الْخَيْفَقَانِ
وَالْخَفَقَانُ: اضْطِرَابُ الْجَنَاحِ. وَخَفَقَ الطَّائِرُ أَيْ: طَارَ، وَأَخْفَقَ إِذَا ضَرَبَ بِجَنَاحَيْهِ; قَاْلَ الرَّاجِزُ:
كَأَنَّهَا إِخْفَاقُ طَيْرٍ لَمْ يَطِرْ
وَفَلَاةٌ خَيْفَقٌ أَيْ: وَاسِعَةٌ يَخْفِقُ فِيهَا السَّرَابُ; قَاْلَ الزَّفَيَانُ:
أَنَّى أَلَمَّ طَيْفُ لَيْلَى يَطْرُقُ     وَدُونَ مَسْرَاهَا فَلَاةٌ فَيْهَقُ
تِيهٌ مَرَوْرَاةٌ وَفَيْفٌ خَيْفَقُ
الْأَصْمَعِيُّ: الْمَخْفَقُ الْأَرْضُ الَّتِي تَسْتَوِي فَيَكُونُ فِيهَا السَّرَابُ مُضْطَرِبًا. وَمُخَفِّقٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ; قَاْلَ رُؤْبَةُ:
وَلَامِعًا مُخَفِّقٌ فَعَيْهَمُهُ

معنى كلمة خفق – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خفف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خفف: الْخَفَّةُ وَالْخِفَّةُ: ضِدُّ الثِّقَلِ وَالرُّجُوحِ، يَكُونُ فِي الْجِسْمِ وَالْعَقْلِ وَالْعَمَلِ. خَفَّ يَخِفُّ خَفًّا وَخِفَّةً: صَارَ خَفِيفًا؛ فَهُوَ خَفِيفٌ وَخُفَافٌ، بِالضَّمِّ، وَقِيلَ: الْخَفِيفُ فِي الْجِسْمِ، وَالْخُفَافُ فِي التَّوَقُّدِ وَالذَّكَاءِ، وَجَمْعُهَا خِفَافٌ. وَقَوْلُهُ – عَزَّ وَجَلَّ: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا; قَاْلَ الزَّجَّاجُ: أَيْ مُوسِرِينَ أَوْ مُعْسِرِينَ، وَقِيلَ: خَفَّتْ عَلَيْكُمُ الْحَرَكَةُ أَوْ ثَقُلَتْ، وَقِيلَ: رُكْبَانًا وَمُشَاةً، وَقِيلَ شُبَّانًا وَشُيُوخًا. وَالْخِفُّ: ڪُلُّ شَيْءٍ خَفَّ مَحْمَلُهُ. وَالْخِفُّ، بِالْكَسْرِ: الْخَفِيفُ. وَشَيْءٌ خِفٌّ:  خَفِيفٌ; قَاْلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
يَزِلُّ الْغُلَامُ الْخِفُّ عَنْ صَهَوَاتِهِ وَيُلْوِي بِأَثْوَابِ الْعَنِيفِ الْمُثَقَّلِ
وَيُقَالُ: خَرَجَ فُلَانٌ فِي خِفٍّ مِنْ أَصْحَابِهِ أَيْ: فِي جَمَاعَةٍ قَلِيلَةٍ. وَخِفُّ الْمَتَاعِ: خَفِيفُهُ. وَخَفَّ الْمَطَرُ: نَقَصَ; قَاْلَ الْجَعْدِيُّ:
فَتَمَطَّى زَمْخَرِيٌّ وَارِمٌ     مِنْ رَبِيعٍ، ڪُلَّمَا خَفَّ هَطَلْ
وَاسْتَخَفَّ فُلَانٌ بِحَقِّي إِذَا اسْتَهَانَ بِهِ، وَاسْتَخَفَّهُ الْفَرَحُ إِذَا ارْتَاحَ لِأَمْرٍ. ابْنُ سِيدَهْ: اسْتَخَفَّهُ الْجَزَعُ وَالطَّرَبُ خَفَّ لَهُمَا فَاسْتَطَارَ وَلَمْ يَثْبُتْ. التَّهْذِيبُ: اسْتَخَفَّهُ الطَّرَبُ وَأَخَفَّهُ إِذَا حَمَلَهُ عَلَى الْخِفَّةِ وَأَزَالَ حِلْمَهُ; وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ: لَا تَغْتَابَنَّ عِنْدِي الرَّعِيَّةَ فَإِنَّهُ لَا يُخِفُّنِي; يُقَالُ أَخَفَّنِي الشَّيْءُ إِذَا أَغْضَبَكَ حَتَّى حَمَلَكَ عَلَى الطَّيْشِ، وَاسْتَخَفَّهُ: طَلَبَ خِفَّتَهُ. التَّهْذِيبُ: اسْتَخَفَّهُ فُلَانٌ إِذَا اسْتَجْهَلَهُ فَحَمَلَهُ عَلَى اتِّبَاعِهِ فِي غَيِّهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ; قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ، قَاْلَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لَا يَسْتَفِزَّنَّكَ عَنْ دِينِكَ أَيْ: لَا يُخْرِجَنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ لِأَنَّهُمْ ضُلَّالُ شَاكُّونَ. التَّهْذِيبُ: وَلَا يَسْتَخِفُّنَّكَ لَا يَسْتَفِزَّنَّكَ وَلَا يَسْتَجْهِلَنَّكَ; وَمِنْهُ: فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ; أَيْ: حَمَلَهُمْ عَلَى الْخِفَّةِ وَالْجَهْلِ. يُقَالُ: اسْتَخَفَّهُ عَنْ رَأْيِهِ وَاسْتَفَزَّهُ عَنْ رَأْيِهِ إِذَا حَمَلَهُ عَلَى الْجَهْلِ وَأَزَالَهُ عَمَّا ڪَانَ عَلَيْهِ مِنَ الصَّوَابِ. وَاسْتَخَفَّ بِهِ: أَهَانَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ – ڪَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ – لَمَّا اسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَزْعُمُ الْمُنَافِقُونَ أَنَّكَ اسْتَثْقَلْتَنِي وَتَخَفَّفْتَ مِنِّي، قَالَهَا لَمَّا اسْتَخْلَفَهُ فِي أَهْلِهِ وَلَمْ يَمْضِ بِهِ إِلَى تِلْكَ الْغَزَاةِ; مَعْنَى تَخَفَّفْتَ مِنِّي أَيْ: طَلَبْتَ الْخِفَّةَ بِتَخْلِيفِكَ إِيَّايَ وَتَرْكِ اسْتِصْحَابِي مَعَكَ. وَخَفَّ فُلَانٌ لِفُلَانٍ إِذَا أَطَاعَهُ وَانْقَادَ لَهُ. وَخَفَّتِ الْأُتُنُ لِعَيْرِهَا إِذَا أَطَاعَتْهُ; وَقَالَ الرَّاعِي يَصِفُ الْعِيرَ وَأُتُنَهُ:
نَفَى بِالْعِرَاكِ حَوَالِيَّهَا     فَخَفَّتْ لَهُ خُذُفٌ ضُمَّرُ
وَالْخَذُوفُ: وَلَدُ الْأَتَانِ إِذَا سَمِنَ. وَاسْتَخَفَّهُ: رَآهُ خَفِيفًا; وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِيِّينَ: اسْتَخَفَّ الْهَمْزَةَ الْأُولَى فَخَفَّفَهَا أَيْ: أَنَّهَا لَمْ تَثْقُلْ عَلَيْهِ فَخَفَّفَهَا لِذَلِكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ; أَيْ: يَخِفُّ عَلَيْكُمْ حَمْلُهَا. وَالنُّونُ الْخَفِيفَةُ: خِلَافَ الثَّقِيلَةِ، وَيُكَنَّى بِذَلِكَ عَنِ التَّنْوِينِ أَيْضًا وَيُقَالُ: الْخَفِيَّةُ. وَأَخَفَّ الرَّجُلُ إِذَا ڪَانَتْ دَوَابُّهُ خِفَافًا. وَالْمُخِفُّ: الْقَلِيلُ الْمَالِ الْخَفِيفُ الْحَالِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ ڪَانَ خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ أَيْ: فَقِيرًا قَلِيلَ الْمَالِ وَالْحَظِّ مِنَ الدُّنْيَا، وَيُجْمَعُ الْخَفِيفُ عَلَى أَخْفَافٍ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: خَرَّجَ شُبَّانُ أَصْحَابَهُ وَأَخْفَافُهُمْ حُسَّرًا; وَهُمُ الَّذِينَ لَا مَتَاعَ لَهُمْ وَلَا سِلَاحَ، وَيُرْوَى: خِفَافُهُمْ وَأَخِفَّاؤُهُمْ، وَهُمَا جَمْعٌ خَفِيفٌ أَيْضًا. اللَّيْثُ: الْخِفَّةُ خِفَّةُ الْوَزْنِ وَخِفَّةُ الْحَالِ. وَخِفَّةُ الرَّجُلِ: طَيْشُهُ وَخِفَّتُهُ فِي عَمَلِهِ، وَالْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ ڪُلِّهِ خَفَّ يَخِفُّ خِفَّةً، فَهُوَ خَفِيفٌ، فَإِذَا ڪَانَ خَفِيفَ الْقَلْبِ مُتَوَقِّدًا، فَهُوَ خُفَافٌ; وَأَنْشَدَ:
جَوْزٌ خُفَافٌ قَلْبُهُ مُثَقَّلُ وَخَفَّ الْقَوْمُ خُفُوفًا أَيْ: قَلُّوا; وَقَدْ خَفَّتْ زَحْمَتُهُمْ. وَخَفَّ لَهُ فِي الْخِدْمَةِ يَخِفُّ: خَدَمَهُ. وَأَخَفَّ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُخِفٌّ وَخَفِيفٌ وَخِفٌّ أَيْ: خَفَّتْ حَالُهُ وَرَقَّتْ وَإِذَا ڪَانَ قَلِيلَ الثَّقَلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً ڪَئُودًا لَا يُجَوِّزُهَا إِلَّا الْمُخِفُّ; يُرِيدُ الْمُخِفَّ مِنَ الذُّنُوبِ وَأَسْبَابِ الدُّنْيَا وَعُلَقِهَا; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَيْضًا: نَجَا الْمُخِفُّونَ. وَأَخَفَّ الرَّجُلُ إِذَا ڪَانَ قَلِيلَ الثِّقَلِ فِي سَفَرِهِ أَوْ حَضَرِهِ. وَالتَّخْفِيفُ: ضِدُّ التَّثْقِيلِ، وَاسْتَخَفَّهُ: خِلَافُ اسْتَثْقَلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: ڪَانَ إِذَا بَعَثَ الْخُرَّاصَ قَالَ: خَفِّفُوا الْخَرْصَ فَإِنَّ فِي الْمَالِ الْعَرِيَّةَ وَالْوَصِيَّةَ; أَيْ: لَا تَسْتَقْصُوا عَلَيْهِمْ فِيهِ فَإِنَّهُمْ يُطْعِمُونَ مِنْهَا وَيُوصُونَ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: خَفِّفُوا عَلَى الْأَرْضِ; وَفِي رِوَايَةٍ: خِفُّوا; أَيْ: لَا تُرْسِلُوا أَنْفُسَكُمْ فِي السُّجُودِ إِرْسَالًا ثَقِيلًا فَتُؤَثِّرُوا فِي جِبَاهِكُمْ; أَرَادَ خِفُّوا فِي السُّجُودِ; وَمِنْهُ حَدِيثُ مُجَاهِدٍ: إِذَا سَجَدْتَ فَتَخَافَّ أَيْ: ضَعْ جَبْهَتَكَ عَلَى الْأَرْضِ وَضْعًا خَفِيفًا، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَالْخَفِيفُ: ضَرْبٌ مِنَ الْعَرُوضِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِخِفَّتِهِ. وَخَفَّ الْقَوْمُ عَنْ مَنْزِلِهِمْ خُفُوفًا: ارْتَحَلُوا مُسْرِعِينَ، وَقِيلَ: ارْتَحَلُوا عَنْهُ فَلَمْ يَخُصُّوا السُّرْعَةَ; قَاْلَ الْأَخْطَلُ:
خَفَّ الْقَطِينُ فَرَاحُوا مِنْكَ أَوْ بَكَرُوا
وَالْخُفُوفُ: سُرْعَةُ السَّيْرِ مِنَ الْمَنْزِلِ، يُقَالُ: حَانَ الْخُفُوفُ. وَفِي حَدِيثِ خُطْبَتِهِ فِي مَرَضِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ دَنَا مِنِّي خُفُوفٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ; أَيْ: حَرَكَةٌ وَقُرْبُ ارْتِحَالٍ، يُرِيدُ الْإِنْذَارَ بِمَوْتِهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: قَدْ ڪَانَ مِنِّي خُفُوفٌ; أَيْ: عَجَلَةٌ وَسُرْعَةُ سَيْرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا ذُكِرَ لَهُ قَتْلُ أَبِي جَهْلٍ اسْتَخَفَّهُ الْفَرَحُ; أَيْ: تَحَرَّكَ لِذَلِكَ وَخَفَّ، وَأَصْلُهُ السُّرْعَةُ. وَنَعَامَةٌ خَفَّانَةٌ: سَرِيعَةٌ. وَالْخُفُّ: خُفُّ الْبَعِيرِ، وَهُوَ مَجْمَعُ فِرْسِنِ الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ، تَقُولُ الْعَرَبُ: هَذَا خُفُّ الْبَعِيرِ وَهَذِهِ فِرْسِنُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: (لَا سَبَقَ إِلَّا فِي خُفٍّ أَوْ نَصْلٍ أَوْ حَافِرٍ)، فَالْخُفُّ الْإِبِلُ هَهُنَا، وَالْحَافِرُ الْخَيْلُ، وَالنَّصْلُ السَّهْمُ الَّذِي يُرْمَى بِهِ، وَلَا بُدَّ مِنْ حَذْفِ مُضَافٍ، أَيْ: لَا سَبَقَ إِلَّا فِي ذِي خُفٍّ أَوْ ذِي حَافِرٍ أَوْ ذِي نَصْلٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الْخُفُّ وَاحِدُ أَخْفَافِ الْبَعِيرِ وَهُوَ لِلْبَعِيرِ ڪَالْحَافِرِ لِلْفَرَسِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ الْخُفُّ لِلنَّعَامِ، سَوَّوْا بَيْنَهُمَا لِلتَّشَابُهِ، وَخُفُّ الْإِنْسَانِ: مَا أَصَابَ الْأَرْضَ مِنْ بَاطِنِ قَدَمِهِ، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ الْخُفُّ مِنَ الْحَيَوَانِ إِلَّا لِلْبَعِيرِ وَالنَّعَامَةِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: غَلِيظَةُ الْخُفِّ; اسْتَعَارَ خُفَّ الْبَعِيرِ لِقِدَمِ الْإِنْسَانِ مَجَازًا، وَالْخُفُّ فِي الْأَرْضِ أَغْلَظُ مِنَ النَّعْلِ; وَأَمَّا قَوْلُ الرَّاجِزِ:
يَحْمِلُ فِي سَحْقٍ مِنَ الْخِفَافِ     تَوَادِيًا سُوِّينَ مِنْ خِلَافِ
فَإِنَّمَا يُرِيدُ بِهِ ڪِنْفًا اتُّخِذَ مِنْ سَاقِ خُفٍّ. وَالْخُفُّ: الَّذِي يُلْبَسُ، وَالْجَمْعُ مِنْ ڪُلِّ ذَلِكَ أَخْفَافٌ وَخِفَافٌ. وَتَخَفَّفَ خُفًّا: لَبِسَهُ. وَجَاءَتِ الْإِبِلُ عَلَى خُفٍّ وَاحِدٍ إِذَا تَبِعَ بَعْضُهَا بَعْضًا ڪَأَنَّهَا قِطَارٌ، ڪُلُّ بَعِيرٍ رَأْسُهُ عَلَى ذَنَبِ صَاحِبِهِ، مَقْطُورَةً ڪَانَتْ أَوْ غَيْرَ مَقْطُورَةٍ. وَأَخَفَّ الرَّجُلُ: ذَكَرَ قَبِيحَهُ وَعَابَهُ. وَخَفَّانُ: مَوْضِعٌ أَشِبُ الْغِيَاضِ ڪَثِيرُ الْأُسْدِ; قَاْلَ الْأَعْشَى:
وَمَا مُخْدِرٌ وَرْدٌ عَلَيْهِ مَهَابَةٌ     أَبُو أَشْبَلٍ أَضْحَى بِخَفَّانَ حَارِدَا
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ مَأْسَدَةٌ; وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
شَرَنْبَثُ أَطْرَافَ الْبَنَانِ ضُبَارِمٌ     هَصُورٌ لَهُ فِي غِيلِ خَفَّانَ أَشْبُلُ
وَالْخُفُّ: الْجَمَلُ الْمُسِنُّ، وَقِيلَ: الضَّخْمُ; قَاْلَ الرَّاجِزُ:
سَأَلْتُ عَمْرًا بَعْدَ بَكْرٍ خُفًّا     وَالدَّلْوُ قَدْ تُسْمَعُ ڪَيْ تَخِفَّا
وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ حَمْيِ الْأَرَاكِ إِلَّا مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ; أَيْ: مَا لَمْ تَبْلُغْهُ أَفْوَاهُهَا بِمَشْيِهَا إِلَيْهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْخُفُّ الْجَمَلُ الْمُسِنُّ، وَجَمْعُهُ أَخْفَافٌ، أَيْ: مَا قَرُبَ مِنَ الْمَرْعَى لَا يُحْمَى بَلْ يُتْرَكُ لِمَسَانِ الْإِبِلِ وَمَا فِي مَعْنَاهَا مِنَ الضِّعَافِ الَّتِي لَا تَقْوَى عَلَى الْإِمْعَانِ فِي طَلَبِ الْمَرْعَى. وَخُفَافٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ السُّلَّمِيُّ أَحَدُ غِرْبَانِ الْعَرَبِ. وَالْخَفْخَفَةُ: صَوْتُ الْحُبَارَى وَالضَّبُعِ وَالْخِنْزِيرِ، وَقَدْ خَفْخَفَ; قَاْلَ جَرِيرٌ:
لَعَنَ الْإِلَهُ سِبَالَ تَغْلِبَ إِنَّهُمْ     ضُرِبُوا بِكُلِّ مُخَفْخِفٍ حَنَّانِ
وَهُوَ الْخُفَاخِفُ. وَالْخَفْخَفَةُ أَيْضًا: صَوْتُ الثَّوْبِ الْجَدِيدِ أَوِ الْفَرْوِ الْجَدِيدِ إِذَا لُبِسَ وَحَرَّكْتَهُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: خَفْخَفَ إِذَا حَرَّكَ قَمِيصَهُ الْجَدِيدَ فَسَمِعْتَ لَهُ خَفْخَفَةً أَيْ: صَوْتًا; قَاْلَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَكُونُ الْخَفْخَفَةُ إِلَّا بَعْدَ الْجَفْجَفَةِ، وَالْخَفْخَفَةُ أَيْضًا: صَوْتُ الْقِرْطَاسِ إِذَا حَرَّكْتَهُ وَقَلَّبْتَهُ. وَإِنَّهَا لِخَفْخَافَةُ الصَّوْتِ أَيْ: ڪَأَنَّ صَوْتَهَا يَخْرُجُ مِنْ أَنْفِهَا. وَالْخُفْخُوفُ: طَائِرٌ; قَاْلَ ابْنُ دُرَيْدٍ: ذُكِرَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ الْأَخْفَشِ، قَاْلَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُهُ، قَالَ: وَلَا ذَكَرَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِنَا. الْمُفَضَّلُ: الْخُفْخُوفُ الطَّائِرُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمِيسَاقُ، وَهُوَ الَّذِي يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ إِذَا طَارَ.

معنى كلمة خفف – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خفع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خفع: خَفَعَ يَخْفَعُ خَفْعًا وَخُفُوعًا: ضَعُفَ مِنْ جُوعٍ أَوْ مَرَضٍ; قَاْلَ جَرِيرٌ:
يَمْشُونَ قَدْ نَفَخَ الْخَزِيرُ بُطُونَهُمْ وَغَدَوْا، وَضَيْفُ بَنِي عِقَالٍ يَخْفَعُ
وَقِيلَ: خُفِعَ الرَّجُلُ مِنَ الْجُوعِ، فَهُوَ مَخْفُوعٌ، وَأُورِدَ بَيْتُ جَرِيرٍ يُخْفَعُ، بِضَمِّ الْيَاءِ، وَكَذَلِكَ أَوْرَدَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، قَالَ: وَكَذَا وَجَدْتُهُ فِي شِعْرِهِ يُخْفَعُ أَيْ: يُصْرَعُ. وَالْمَخْفُوعُ: الْمَجْنُونُ. وَرَجُلٌ خَفُوعٌ: خَافِعٌ. وَانْخَفَعَتْ ڪِبْدُهُ جُوعًا: تَثَنَّتْ وَرَقَّتْ وَاسْتَرْخَتْ مِنَ الْجُوعِ. وَانْخَفَعَتْ رِئَتُهُ: انْشَقَّتْ مِنْ دَاءٍ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ دَاءٍ يُقَالُ لَهُ الْخُفَاعُ. وَانْخَفَعَتِ النَّخْلَةُ وَانْخَعَفَتْ وَانْقَعَرَتْ وَتَجَوَّخَتْ إِذَا انْقَلَعَتْ مِنْ أَصْلِهَا. وَرَجُلٌ خَوْفَعٌ: وَهُوَ الَّذِي بِهِ اكْتِئَابٌ وَوُجُومٌ. وَكُلُّ مَنْ ضَعُفَ وَوَجَمَ، فَقَدِ انْخَفَعَ وَخُفِعَ، وَهُوَ الْخُفَاعُ. وَخَفَعَ عَلَى فِرَاشِهِ وَخُفِعَ وَانْخَفَعَ: غُشِيَ عَلَيْهِ أَوْ ڪَادَ يُغْشَى. وَالْخَفْعَةُ: قِطْعَةُ أَدْمٍ تُطْرَحُ عَلَى مُؤْخَرَةِ الرَّحْلِ. وَالْخَيْفَعُ: اسْمٌ.

معنى كلمة خفع – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي

معنى كلمة خفض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


معنى كلمة خفض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


خفض: فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْخَافِضُ: هُوَ الَّذِي يَخْفِضُ الْجَبَّارِينَ وَالْفَرَاعِنَةَ أَيْ: يَضَعَهُمْ وَيُهِينُهُمْ وَيَخْفِضُ ڪُلَّ شَيْءٍ يُرِيدُ خَفْضَهُ. وَالْخَفْضُ: ضِدُّ الرَّفْعِ. خَفَضَهُ يَخْفِضُهُ خَفْضًا فَانْخَفَضَ وَاخْتَفَضَ. وَالتَّخْفِيضُ: مَدَكُّ رَأْسِ الْبَعِيرِ إِلَى الْأَرْضِ; قَالَ:
يَكَادُ يَسْتَعْصِي عَلَى مُخَفِّضِهْ
وَامْرَأَةُ خَافِضَةُ الصَّوْتِ وَخَفِيضَةُ الصَّوْتِ: خَفِيَّتُهُ لَيِّنَتُهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لَيْسَتْ بِسَلِيطَةٍ، وَقَدْ خَفَضَتْ وَخَفَضَ صَوْتُهَا: لَانَ وَسَهُلَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ; قَاْلَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى أَنَّهَا تَخْفِضُ أَهْلَ الْمَعَاصِي وَتَرْفَعُ أَهْلَ الطَّاعَةِ، وَقِيلَ: تَخْفِضُ قَوْمًا فَتَحُطُّهُمْ عَنْ مَرَاتِبِ آخَرِينَ تَرْفَعُهُمْ إِلَيْهَا، وَالَّذِينَ خُفِضُوا يَسْلُفُونَ إِلَى النَّارِ، وَالْمَرْفُوعُونَ يُرْفَعُونَ إِلَى غُرَفِ الْجِنَانِ. ابْنُ شُمَيْلٍ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ يُخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ)، قَالَ: الْقِسْطُ الْعَدْلُ يُنْزِلُهُ مَرَّةً إِلَى الْأَرْضِ وَيَرْفَعُهُ أُخْرَى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ خُفِضَتْ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ شَالَتْ. غَيْرُهُ: خَفْضُ الْعَدْلِ ظُهُورُ الْجَوْرِ عَلَيْهِ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، وَرَفْعُهُ ظُهُورُهُ عَلَى الْجَوْرِ إِذَا تَابُوا وَأَصْلَحُوا، فَخَفْضُهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى اسْتِعْتَابٌ وَرَفْعُهُ رِضًا. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: فَرَفَّعَ فِيهِ وَخَفَّضَ; أَيْ: عَظَّمَ فِتْنَتَهُ وَرَفَعَ قَدْرَهَا ثُمَّ وَهَّنَ أَمْرَهُ وَقَدَّرَهُ وَهَوَّنَهُ، وَقِيلَ: أَرَادَ أَنَّهُ رَفَعَ صَوْتَهُ وَخَفَضَهُ فِي اقْتِصَاصِ أَمْرِهِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَرْضٌ خَافِضَةُ السُّقْيَا إِذَا ڪَانَتْ سَهْلَةَ السُّقْيَا، وَرَافِعَةُ السُّقْيَا إِذَا ڪَانَتْ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ. وَالْخَفْضُ: الدَّعَةُ، يُقَالُ: عَيْشٌ خَافِضٌ. وَالْخَفْضُ وَالْخَفِيضَةُ جَمِيعًا: لِينُ الْعَيْشِ وَسَعَتِهِ. وَعَيْشٌ خَفْضٌ وَخَافِضٌ وَمَخْفُوضٌ وَخَفِيضٌ: خَصِيبٌ فِي دَعَةٍ وَخِصْبٍ وَلِينٍ، وَقَدْ خَفُضَ عَيْشُهُ; وَقَوْلُ هِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ:
بَانَ الْجَمِيعُ بَعْدَ طُولِ مَخْفِضِهْ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنَّمَا حُكْمُهُ بَعْدَ طُولِ مَخْفَضِهْ ڪَقَوْلِكَ بَعْدَ طُولِ خَفْضِهِ لَكِنْ هَكَذَا رُوِيَ بِالْكَسْرِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَمَخْفِضُ الْقَوْمِ: الْمَوْضِعُ الَّذِي هُمْ فِيهِ فِي خَفْضٍ وَدَعَةٍ، وَهُمْ فِي خَفْضٍ مِنَ الْعَيْشِ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:
إِنَّ شَكْلِي وَإِنَّ شَكْلَكِ شَتَّى     فَالْزَمِي الْخُصَّ وَاخْفِضِي تَبْيَضِضِّي
أَرَادَ تَبْيَضِّي فَزَادَ ضَادًا إِلَى الضَّادَيْنِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ لِلْقَوْمِ هُمْ خَافِضُونَ إِذَا ڪَانُوا وَادِعِينَ عَلَى الْمَاءِ مُقِيمِينَ، وَإِذَا انْتَجَعُوا لَمْ يَكُونُوا فِي النُّجْعَةِ خَافِضِينَ؛ لِأَنَّهُمْ يَظْعَنُونَ لِطَلَبِ الْكَلَإِ وَمَسَاقِطِ الْغَيْثِ. وَالْخَفْضُ: الْعَيْشُ الطَّيِّبُ. وَخَفِّضْ عَلَيْكَ أَيْ: سَهِّلْ. وَخَفِّضْ عَلَيْكَ جَأْشَكَ أَيْ: سَكِّنْ قَلْبَكَ. وَخَفَضَ الطَّائِرُ جَنَاحَهُ: أَلَانَهُ وَضَمَّهُ إِلَى جَنْبِهِ لِيَسْكُنَ مِنْ طَيَرَانِهِ، وَخَفَضَ جَنَاحَهُ يَخْفِضُهُ خَفْضًا: أَلَانَ جَانِبَهُ، عَلَى الْمَثَلِ بِخَفْضِ الطَّائِرِ لِجَنَاحِهِ. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ تَمِيمٍ: فَلَمَّا دَخَلُوا الْمَدِينَةَ بَهَشَ إِلَيْهِمُ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ يَبْكُونَ فِي وُجُوهِهِمْ فَأَخْفَضَهُمْ ذَلِكَ; أَيْ: وَضَعَ مِنْهُمْ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: قَاْلَ أَبُو مُوسَى أَظُنُّ الصَّوَابَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ، أَيْ: أَغْضَبَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ الْإِفْكِ: وَرَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يُخَفِّضُهُمْ أَيْ: يُسَكِّنُهُمْ وَيُهَوِّنُ عَلَيْهِمُ الْأَمْرَ، مِنَ الْخَفْضِ الدَّعَةِ وَالسُّكُونِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ قَاْلَ لِعَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – فِي شَأْنِ الْإِفْكِ: خَفِّضِي عَلَيْكِ أَيْ: هَوِّنِي الْأَمْرَ عَلَيْكِ وَلَا تَحْزَنِي لَهُ. وَفُلَانٌ خَافِضُ الْجَنَاحِ وَخَافِضُ الطَّيْرِ إِذَا ڪَانَ وَقُورًا سَاكِنًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ; أَيْ: تَوَاضَعْ لَهُمَا وَلَا تَتَعَزَّزْ عَلَيْهِمَا. وَالْخَافِضَةُ: الْخَاتِنَةُ. وَخَفَضَ الْجَارِيَةَ يَخْفِضُهَا خَفْضًا: وَهُوَ ڪَالْخِتَانِ لِلْغُلَامِ، وَأَخْفَضَتْ هِيَ، وَقِيلَ: خَفَضَ الصَّبِيَّ خَفْضًا خَتَنَهُ فَاسْتُعْمِلَ فِي الرَّجُلِ، وَالْأَعْرَفُ أَنَّ الْخَفْضَ لِلْمَرْأَةِ وَالْخِتَانَ لِلصَّبِيِّ، فَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ خُفِضَتْ، وَلِلْغُلَامِ خُتِنَ، وَقَدْ يُقَالُ لِلْخَاتِنِ خَافِضٌ، وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ. وَقَالَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِأُمِّ عَطِيَّةَ: (إِذَا خَفَضْتِ فَأَشِمِّي); أَيْ: خَتَنْتِ الْجَارِيَةَ فَلَا تَسْحَتِي الْجَارِيَةَ. وَالْخَفْضُ: خِتَانُ الْجَارِيَةِ. وَالْخَفْضُ: الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الْأَرْضِ، وَجَمْعُهُ خُفُوضٌ. وَالْخَافِضَةُ: التَّلْعَةُ الْمُطَمْئِنَةٌ مِنَ الْأَرْضِ وَالرَّافِعَةُ الْمَتْنِ مِنَ الْأَرْضِ. وَالْخَفْضُ: السَّيْرُ اللَّيِّنُ وَهُوَ ضِدُّ الرَّفْعِ. يُقَالُ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ لَيْلَةٌ خَافِضَةٌ أَيْ: هَيِّنَةُ السَّيْرِ; قَاْلَ الشَّاعِرُ:
مَخْفُوضُهَا زَوْلٌ، وَمَرْفُوعُهَا     ڪَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ رِيحٍ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ:
مَرْفُوعُهَا زَوْلٌ وَمَخْفُوضُهَا
وَالزَّوْلُ: الْعَجَبُ أَيْ: سَيْرُهَا اللَّيِّنُ ڪَمَرِّ الرِّيحِ، وَأَمَّا سَيْرُهَا الْأَعْلَى وَهُوَ الْمَرْفُوعُ فَعَجَبٌ لَا يُدْرَكْ وَصْفُهُ. وَخَفْضُ الصَّوْتِ: غَضُّهُ. يُقَالُ: خَفِّضْ عَلَيْكَ الْقَوْلَ. وَالْخَفْضُ وَالْجَرُّ وَاحِدٌ، وَهُمَا فِي الْإِعْرَابِ بِمَنْزِلَةِ الْكَسْرِ فِي الْبِنَاءِ فِي مُوَاصَفَاتِ النَّحْوِيِّينَ. وَالِانْخِفَاضُ: الِانْحِطَاطُ بَعْدَ الْعُلُوِّ، وَاللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ – يَخْفِضُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْفَعُ مَنْ يَشَاءُ; قَالَ: الرَّاجِزُ يَهْجُو مُصَدِّقًا، وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: هَذَا رَجُلٌ يُخَاطِبُ امْرَأَتَهُ وَيَهْجُو أَبَاهَا؛ لِأَنَّهُ ڪَانَ أَمْهَرَهَا عِشْرِينَ بَعِيرًا ڪُلَّهَا بَنَاتِ لَبُونٍ؛ فَطَالَبَهُ بِذَلِكَ فَكَانَ إِذَا رَأَى فِي إِبِلِهِ حِقَّةً سَمِينَةً يَقُولُ: هَذِهِ بِنْتُ لَبُونٍ لِيَأْخُذَهَا، وَإِذَا رَأَى بِنْتَ لَبُونٍ مَهْزُولَةً يَقُولُ هَذِهِ بِنْتُ مَخَاضٍ لِيَتْرُكَهَا; فَقَالَ:
لِأَجْعَلَنْ لِابْنَةِ عَثْمٍ فَنَّا     مِنْ أَيْنَ عِشْرُونَ لَهَا مِنْ أَنَّى؟
حَتَّى يَكُونَ مَهْرُهَا دُهْدُنَّا     يَا ڪَرَوَانًا صُكَّ فَاكْبَأَنَّا
فَشَنَّ بِالسَّلْحِ، فَلَمَّا شَنَّا     بَلَّ الذُّنَابَى عَبَسًا مُبِنَّا
أَإِبِلِي تَأْكُلُهَا مُصِنَّا     خَافِضَ سِنٍّ وَمُشِيلًا سِنَّا؟
وَخَفَضَ الرَّجُلُ: مَاتَ، وَحَكَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أُصِيبَ بِمَصَائِبَ تَخْفِضُ الْمَوْتَ أَيْ: بِمَصَائِبَ تُقَرِّبُ إِلَيْهِ الْمَوْتَ لَا يُفْلِتُ مِنْهَا.

معنى كلمة خفض – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي


العودة إلى معجم لسان العرب حسب الحروف – قاموس عربي عربي