رؤيا الصراع – تفسير الأحلام لابن غنام
الصراع: قَالَ أهل التَّفْسِير: المغلوب فِي المصارعة السَّاقِط بِالْأَرْضِ هُوَ الْغَالِب فِي الْيَقَظَة لقَوْل الله تَعَالَى (وَلَقَد مكناكم فِي الأَرْض) وَقَالَ عز وَجل (وَلكم فِي الأَرْض مُسْتَقر ومتاع) واللاصق بِالْأَرْضِ بِجَمِيعِ جسده أمكن من الْوَاقِف على قَدَمَيْهِ.
وَإِن تصارع ملكان وَبَينهمَا حَرْب فالمغلوب هُوَ الْغَالِب، وَكَذَلِكَ كل من لَهُ خصم ينازعه أَو يحاكمه، وَقد يَقع الْغَالِب فِي المصارعة غَالِبا فِي الْيَقَظَة إِذا كَانَ فِي الرُّؤْيَا شَاهد يقوي ذَلِك، مِثَال ذَلِك: أَن يغلب إِنْسَان خَصمه فِي المصارعة وَهُوَ لابس ثوبا جَدِيدا والمغلوب عَلَيْهِ ثِيَاب رثَّة، وَإِن تَسَاويا فِي اللبَاس وَكَانَ الْغَالِب قد طَالَتْ قامته أَو عظم جِسْمه والمغلوب قد صغر قدره أو نقص بدنه واصفر لَونه فَإِن المغلوب أَيْضا مغلوب فِي الْيَقَظَة لما دلّ شَاهد الرُّؤْيَا، وَقد يكون أَيْضا الْغَالِب غَالِبا من غير شَاهد لما فِي الرُّؤْيَا أَنَّهَا تقع مثلا بِمثل. وَأما المصارعة لغير بني آدم فَإِن الْغَالِب غالب في اليقظة، مِثَاله: أَن يرى لإِنْسَان كَأَنَّهُ يصارع كَلْبا أَو سبعا أَو ذئبا أَو حَيَّة، فانسب كل حَيَوَان يصارعه إِلَى مَا ينْسب إِلَيْهِ فِي بَاب حرفه ترشد وصراع السَّبع مَذْكُور فِي حرف السِّين.