رؤيا الشِّعر – تفسير الأحلام لابن غنام
الشّعْر فِي الْمَنَام كَلَام فيه بَاطِل لقَوْله تَعَالَى (وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ ألم تَرَ أَنهم فِي كل وَاد يهيمون وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَالا يَفْعَلُونَ).
وَمن سمع شعرًا فِيهِ حِكْمَة فلياخذ بهَا لقَوْل النَّبِي: إِن من الشّعْر حِكْمَة.
وَإِذا رؤي الْجَنِين فِي بطن أمه وكأنه أنشد شعرًا فَذَلِك بِشَارَة بِأَنَّهُ غُلَام لِأَن الشّعْر من عَلامَة الذُّكُور.
وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حكاية:
مَا رُوِيَ عَن عَمْرو بن مقرن أَنه كَانَ لَهُ زَوْجَة يُقَال لَهَا الربَاب وَكَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا يحب صَاحبه فتحالفا وتعاهدا أَن لَا يتَزَوَّج أَحدهمَا بعد موت صَاحبه، وَتُوفِّي عَمْرو بن مقرن قبل زَوجته الربَاب فَلَمَّا قَضَت عدتهَا خُطِبت فَأَبت، وَقَالَت: إِنِّي كنت عَاهَدت بعلي أَن لَا أَتزوّج بعده، فَمَا زَالَت النِّسَاء يتحدثون مَعهَا ويمنينها حَتَّى أجابت لذَلِك، فَلَمَّا جاءت لَيْلَة الدخلة غفت عينهَا فرأت فِي منامها عَمْرو بن مقرن وَهُوَ متمسك بِعضَادَتَيْ الْبَاب ينشد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ:
حُييتَ ساكن هذي الدار كلهم***إلا الرباب فإني لا أحييها
أمست عروسا وأمسى مسكني جدث***بين القبور وإني لا ألاقيها
فَلَمَّا سَمِعت ذَلِك استيقظت من منامها مرعوبة وَقَالَت: وَالله لَا جمع الدَّهْر بَين رَأس وَرَأس بعل بعده.
من سمع شعرًا فِي الْمَنَام وَحفظه فليأخذ من مَعْنَاهُ.