رؤيا الحجلة – تفسير الاحلام لابن نعمة
و
رؤيا الحمامة
و
رؤيا العصفور
و
رؤيا طائر الكركي
فصل: وَأما الَّتِي يُؤْكَل لَحمهَا كالحجل وَالْحمام والعصافير والكراكي والقطاء وأمثالهم: فَذَلِك لمن ملكهَا دَال على الْأَوْلَاد والأقارب وَالْأَمْوَال والأملاك والغلمان والمعايش، وَيكون ذَلِك على قدر كثرتها وقلتها، وَرُبمَا كَانَت الْحَمَامَة: امْرَأَة صَالِحَة، وَرُبمَا دلّت على رَسُول الأكابر لكَونهَا تحمل الْكتب من مَكَان إِلَى مَكَان. قَالَ المُصَنّف: إِذا جعلناهم أقَارِب أَو معارف رُبمَا كَانُوا كثيرين السّفر، وَإِن جعلناهم أَمْوَالًا فَرُبمَا كَانَ المَال والفائدة من الْجِهَة الَّتِي طَار مِنْهَا الطَّائِر، كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت كركياً، قلت لَهُ: تُسَافِر إِلَى بِلَاد التّرْك، فَجرى ذَلِك. وَمثله رأى إِنْسَان بِمصْر ذَلِك، قلت: أَكنت ذكر كرك أم أُنْثَى؟ قَالَ: كأنني كنت أُنْثَى، قلت: تنْفق مَالك على أهل الشرق وَدَلِيله أنه يرْعَى قرط مصر ويبيض بالعراق. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت بلشوناً وَأَنا قد ثقل جسمي، قلت: ألزمك جمَاعَة إِلَى مَا لَا طَاقَة لَك بِهِ وَتقول للنَّاس بلشوني بِمَا لَا اقدر عَلَيْهِ. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت بجعاً، قلت: أَنْت تصطاد بالشبكة، قَالَ: نعم، قلت: تربح. وَمثله قَالَ آخر، وَكَانَ فِي بلد لَا بَحر فِيهِ، قلت: يطلع فِي حلقك أَو فمك طُلُوع، فَجرى ذَلِك، وَدَلِيله أَن البجع إِذا قبض صَيْده يبْقى فكه السفلي مدلاً كالمخلاة. وَمثله قَالَ آخر، قلت: احْتَرز لَا يَقع فِي فمك أَو حلقك عظم سمك، فَجرى ذَلِك. وَإِذا جعلتهم فَائِدَة تَقول للملوك: تملك بَلَدا أَو تمسك جليل الْقدر، وَتقول للأمير البطال: خدمَة وَخير على قدر الطَّائِر الممسوك، وَتقول للتاجر: ألف دِينَار أَو مائَة دِينَار، وَتقول للمتوسط مائَة دِرْهَم، وَتقول لمن هُوَ دونه وللصغير دِينَار أَو دِرْهَم، وَمَا أشبه ذَلِك من المتعامل فِي ذَلِك الْبَلَد فَافْهَم ذَلِك.