رؤية الصحابة في المنام – تفسير الاحلام لابن نعمة
وَكَذَلِكَ الحكم لسَائِر الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام، وللصديقين، وَالصَّحَابَة، وَالتَّابِعِينَ، رضوَان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. من صَاحب وَاحِدًا مِنْهُم، أَو صَار فِي صفته، أَو لبس بعض ملبوسه، فأعطه من أَحْكَامه مَا جرى لذَلِك، على قدر مَا يَلِيق بِهِ من الْخَيْر وَالشَّر. وَالله تَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ.
قَالَ المُصَنّف: رُؤْيَة سيد الْمُرْسلين عَلَيْهِ السَّلَام ورؤية سَائِر الْأَنْبِيَاء تخْتَلف بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَحْوَال الرَّائِي لكَوْنهم لَا يرَوْنَ حَقِيقَة فِي كل وَقت، فَإِن الرَّائِي يَقُول رَأَيْت النَّبِي الْفُلَانِيّ فيفسر على مَا اعْتقد، كَمَا إِذا قَالَ: رَأَيْت أَنه أعمى فَيَقُول: أَنْت على بِدعَة وضلالة أعمى عَن الْحق وَنَحْو ذَلِك. وَرُبمَا دلّ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام على أُمُور. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت كَأَنِّي حَامِل للنَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَوَقع من يَدي مَاتَ، فَقلت لَهُ: كَانَ لَك مصحف أَو كتاب حَدِيث فَضَاعَ، قَالَ: نعم، قلت: وغفلت عَن صَلَاتك، وَكَانَ لَك ولد فسافر، قَالَ: نعم، قلت: وَكَانَ مَعَك سراج فَوَقع تكسر، فَضَحِك وَقَالَ: صَحِيح، وَذَلِكَ لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُسمى السراج الْمُنِير. وَنَحْو ذَلِك فقس إِن شَاءَ الله تَعَالَى.