فصل فِي رُؤْيا الْخطْبَة و الخطيب.
الخطبة في المنام – تفسير الأحلام لابن شاهين
من رأى أَنه يخْطب على الْمِنْبَر وَهُوَ أهل لذَلِك يحصل لَهُ علو قدر وَعز وجاه وَإِن لم يكن أَهلاً لذَلِك فَإِن كَانَ فِي السّفر يتَعَذَّر رُجُوعه بالسلامة وَإِن كَانَ غَنِياً يفْتَقر وَإِن كَانَ فَقِيراً أصابه شدة وَإِن كَانَ جَاهِلاً فحقارة فِي أعين النَّاس وَإِن كَانَ من أهل الذِّمَّة يدل على إِسْلَامه وَإِن كَانَ سُلْطَاناً مصلحاً يدل على عدله وإنصافه وَإِن كَانَ مُفْسِداً يَتُوب الله عَلَيْهِ وَإِن كَانَت امْرَأَة فهو مكروه يصيب زَوجهَا، وَقِيلَ: كَلَام لَا خير فِيهِ يقوله زوجها.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يخْطب وَكَانَ أَمِيراً أَو عَالماً أَو ذَا وَظِيفَة وَأتم خطبَته فَإِنَّهُ ثُبُوت فِي رياسته ومنصبه وإتمام لقَضَاء حَوَائِجه وَإِن لم يتم خطبَته فَالْأَمْر الَّذِي يَطْلُبهُ يتَعَذَّر عَلَيْهِ وَرُبمَا يعْزل عَن وظيفته ومنصبه.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يتَكَلَّم بِكَلَام يُخَالف الشَّرِيعَة فَإِنَّهُ يشْتَهر بأمر فيستغفر الله من ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى) أَن الْخَطِيب عزل عَن خطابته أَو بدل بِغَيْرِهِ أَو حدث فتعبير ذَلِك فِي ملك ذَلِك الْمَكَان.
رؤيا الفقه والوعظ
فصل فِي رؤى مجْلِس الْفِقْه والوعظ
وقيل: من رأى أَنه يعظ النَّاس وَكَانَ أَهلاً للولاية فَإِنَّهُ يتَوَلَّى أمراً يحكم فِيهِ وَإِن كَانَ ذَا أَمر فَإِنَّهُ ينفذ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يعظ النَّاس وَيَأْمُرهُمْ وينهاهم فَإِنَّهُ يَدْعُو أَقْواماً إِلَى الْحق وسبيل الرشادِ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ لم يتم وعظه فَإِن حَاجته تتعذر عَلَيْهِ وَلَا يتم لَهُ أَمر هُوَ طَالبه.
وَقِيلَ: إِن الْوَعْظ إِعْرَاض عَن قوم يَعِظهُمْ.
(وَمَنْ رَأَى) مَجْلِساً يحتوي على جمَاعَة من الْعلمَاء وَهُوَ جَالس بصدر الْمَكَان وَلَيْسَ هُوَ أَهلاً لذَلِك فَإِنَّهُ يَبْتَلِي ببلية يذكرهَا النَّاس وَيقبل قَوْلهم فِيهِ ويصدقون عَلَيْهِ وَإِن كَانَ أَهلاً فَهُوَ زِيَادَة علم ورفعة وَإِن كَانَ الْمجْلس انْعَقَد بِسَبَب محاكمة أَو زواج فَهُوَ دَلِيل على الدُّخُول فِي أَمر مهول عاقبته إِلَى خير وَإِن كَانَ بِسَبَب تدريس أَو حَدِيث أَو فقه أَو مَا أشبه ذَلِك فَهُوَ حُصُول خير وبركة وَقبُول برحمة من الله تَعَالَى وَرُبمَا دلّ على شبه ذَلِك نَحْو أَمَانَة.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ أحدث فِي مثل ذَلِك الْمجْلس مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يَقُول وعظاً أَو يسمعهُ فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَنْفَعَة لقَوْله تَعَالَى: {وَذكر فَإِن الذكرى تَنْفَع الْمُؤمنِينَ}.
(وَمَنْ رَأَى) أَنَّهُ يذكر النَّاس وَلَيْسَ من أَهله فَإِنَّهُ هم وغم وَهُوَ يَدْعُو الله تَعَالَى بالفرج وَهُوَ أعلم بِالصَّوَابِ.